تراجع "أونروا" عن فتح العيادات يثير غضب اللاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان
أثار قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "أونروا" بالتراجع عن فتح العيادات الصحية في مخيمي برج الشمالي والرشيدية جنوبي لبنان حالة من الاستياء والغضب بين اللاجئين الفلسطينيين، خاصة بين المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويعتمدون على العلاج الدوري، وذلك في ظل الحرب "الإسرائ يلية" على لبنان، وما تخلفه من مصاعب في الحصول على الأدوية.
القرار جاء بعد وعود من قسم الصحة في وكالة "أونروا" بإعادة فتح العيادات
لتقديم الأدوية والعلاج اللازم، إلا أن الوكالة ألغت ذلك بحجة "ظروف طارئة خارجة عن إرادة الإدارة"، وهو ما لم يخفف من استياء الأهالي الذين طال انتظارهم.
وعبّر مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم البرج الشمالي محمد رشيد عن غضبه قائلاً: هذه ليست المرة الأولى التي تخلف فيها "أونروا" بوعودها.
وأضاف: "إن تلك سياسة ممنهجة تتعمدها الوكالة في التساوق مع مخططات الاح تلال الإس رائ يلي التي تهدف إلى تهجير اللاجئين واقتلاعهم من مخيمات الصمود".
رشيد أكد أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيم وجنوبي لبنان عموماً، يعانون من قرارات "أونروا" التي وصفها بالتعسفية، خصوصاً تجاه أصحاب الأمراض المزمنة الذين يواجهون خطر تدهور حالتهم الصحية بسبب انقطاع الأدوية والعلاج.
ويرى رشيد أنه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها في لبنان، لا بد من التكاتف بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني "لدرء المخاطر عن شعبنا حتى تمر هذه الأزمة."
من جهتها، "أم حسن"، لاجئة فلسطينية في المخيم، وصفت الوضع الصعب الذي تمر به هي وزوجها قائلة: "نحن من أصحاب الأمراض المزمنة وأدويتنا على وشك النفاد".
وأضافت: نشعر بأننا متروكون لمصيرنا المجهول. لا نعلم ما الذي يمكن أن يحدث لنا إذا لم نحصل على الأدوية في الوقت المناسب".
وتناشد أم حسن وكالة "أونروا" بفتح العيادات وتأمين العلاج لجميع المرضى في المخيم، محذرة من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى وفيات نتيجة نقص الأدوية.
وكانت وكالة "أونروا" قد أعلنت في بيان صدر عن موعد لتوزيع الأدوية على المرضى المصابين بأمراض مزمنة، وأشارت إلى أن التوزيع سيتم في عيادات مخيمي البرج الشمالي والرشيدية من الساعة 10 صباحاً حتى 12 ظهراً، ولكن سرعان ما تراجعت عن القرار في اليوم التالي، معلنة عن تأجيل الموعد "لأسباب طارئة خارجة عن إرادة الدائرة."
هذا التأجيل جاء ليضيف مزيداً من القلق في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، مع استمرار الحرب "الإس رائ يلية" على لبنان، وما يمكن أن تخلفه من كوارث إضافية، في وقت يطالب اللاجئون بحلول فورية وملموسة من الوكالة الدولية المسؤولة عن إغاثتهم وحمايتهم، وتقديم الخدمات الصحية الأساسية لتجنب كوارث صحية ولا سيما في صفوف المرضى وكبار السن من أبناء المخيمات.
وكان اللاجئون الفلسطينيون، قد نفذوا عدة تحركات احتجاجية، تطالب الوكالة بفتح العيادات في مخيمات صور، في وقت تتعرض مناطق جنوب لبنان لعدوان "إس رائي لي" توقفت على إثره العديد من الخدمات الصحية، ما جعل اللاجئين الفلسطينيين مجردين تماماً عن الغطاء الحمائي سواء الصحي أم الإغاثي.
أضف تعليق