28 كانون الأول 2024 الساعة 06:05

تزايد أعداد النازحين في مخيم #البداوي شمالي لبنان وسط غياب دعم "أونروا"

2024-10-13 عدد القراءات : 163
في ظل استمرار العدوان "الإسرائ يلي" وتفاقم الأوضاع الأمنية في جنوبي لبنان ومحيط الضاحية الجنوبية في بيروت، يشهد مخيم البداوي شمالي لبنان تزايدًا ملحوظًا في أعداد النازحين، وسط غياب دعم كافٍ من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
فقد سجلت أعداد النازحين تزايدًا يوميًا منذ 18 أيلول/ سبتمبر الماضي، لتصل إلى 4851 شخصًا ينتمون إلى 1186 عائلة، وفقًا لما صرحت به مديرة مركز الأنشطة النسائية في المخيم، رانيا بهيج.
موجة نزوح متواصلة
وفقًا لبهيج، بدأت حركة النزوح نحو مخيم البداوي ومناطقه المحيطة مثل "جبل البداوي والمنكوبين" منذ النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الفائت، إلا أنها بلغت ذروتها في 28 من الشهر ذاته مع تصاعد القصف "الإ سرائ يلي" على المناطق الجنوبية في لبنان، وضاحية بيروت الجنوبية، وأشارت إلى أن العائلات النازحة جاءت من جنوبي لبنان، الضاحية الجنوبية، وشرقي لبنان، ما يشير إلى أن الأوضاع الأمنية باتت غير مستقرة في تلك المناطق، ما يدفع الناس للهروب بحثًا عن ملاذ آمن.
تحديات الإيواء وغياب المساعدات
ورغم أعداد النازحين المتزايدة، أشارت بهيج إلى أن وكالة "أونروا" لم تقم حتى الآن بتجهيز أي مركز إيواء داخل مخيم البداوي، ما جعل النازحين يعتمدون بشكل أساسي على استئجار المنازل أو الإقامة لدى الأقارب والأصدقاء، موضحة أن هذه الأزمة أجبرت بعض العائلات على الانتقال مجددًا من مخيم نهر البارد إلى مخيم البداوي بسبب استمرار العدوان "الإسرائ يلي" ونزوح المزيد إلى مخيم نهر البارد الذي اكتظ بالنازحين.
ووفقًا للإحصائيات الصادرة عن المركز، فإن عدد النازحين الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية بلغ 723 عائلة، إلى جانب 117 عائلة فلسطينية سورية. أما النازحون اللبنانيون فقد بلغ عددهم 193 عائلة، في حين سجلت 153 عائلة سورية نازحة إلى المخيم. وتضيف بهيج أن الغالبية العظمى من النازحين هم من الفئة العمرية بين 18 و45 عامًا، حيث وصل عددهم إلى 2160 شخصًا.
أوضاع صحية وإنسانية مقلقة
في إطار الحديث عن أوضاع النازحين، لفتت بهيج إلى أن هناك 129 نازحًا يعانون من إعاقات، إضافة إلى 61 سيدة حامل. أما الأطفال فقد بلغ عددهم 1889 طفلًا، بينما وصل عدد المسنين فوق 60 عامًا إلى 300 شخص.
هذه الفئات تعاني من ظروف معيشية صعبة، خاصة مع قلة المساعدات وغياب التجهيزات اللازمة لاستقبالهم.
ورغم تنبّه "أونروا" لأزمة النزوح من المخيمات والقرى الجنوبية وضاحية بيروت الجنوبية، إلا أنها لم تتمكن من توفير الاستعدادات المطلوبة بشكل كامل.
و بحسب بهيج، فإن الوكالة لم تقدم أي مساعدات داخل مخيم البداوي، الأمر الذي دفع بالعديد من المبادرات الفردية إلى محاولة سدّ هذا الفراغ الكبير.
مبادرات فردية ومساعدات محدودة
وفي ظل غياب الدعم الدولي الكافي، يعتمد المخيم على المبادرات المحلية التي تسعى إلى توفير الحاجات الأساسية للنازحين. فقد قامت مؤسسة النجدة بتوزيع 45 فرشة، بينما قامت مؤسسة نبع بتقديم 200 حصة غذائية للنازحين في المخيم. أما المركز الذي تديره بهيج، فهو يقوم بتوزيع 900 وجبة ساخنة يوميًا، إلا أن هذه الوجبات مخصصة لمراكز الإيواء في مخيم نهر البارد التي افتتحتها "أونروا"، حيث تعتبر الجهات الممولة أن الأولوية يجب أن تكون لهذه المراكز المعترف بها.
لكن ورغم هذه الجهود، يبقى الوضع الإنساني في مخيم البداوي حرجًا.
تؤكد بهيج أن العديد من العائلات لا تزال تعيش في ظروف قاسية، حيث ينام بعضهم على كراتين بدون أي فرشات أو بطانيات، فيما تعاني العائلات التي نزحت إليها من ظروف معيشية صعبة هي الأخرى.
دعوات للضغط على "الأونروا" وتحمل مسؤولياتها
تختتم بهيج بمطالبة الجهات المعنية بضرورة الضغط على "الأونروا" لتحمل مسؤولياتها تجاه النازحين من كافة الجنسيات، وإطلاق نداء فوري للمانحين الدوليين لتقديم الدعم العاجل. فمع اشتداد وتيرة العدوان "الإ سرائ يلي" واستمرار النزوح، تزداد الأزمة الإنسانية في مخيم البداوي، ما يتطلب استجابة دولية عاجلة لضمان تقديم الاحتياجات الأساسية للنازحين الذين يواجهون واقعًا صعبًا، خاصة مع استثناء مخيم البداوي من تجهيزات "أونروا" مقارنة بمخيم نهر البارد الذي يعتبر أكثر أمانًا واتساعًا.
وتبرز هذه الأزمة الإنسانية في مخيم البداوي كجزء من التداعيات المتفاقمة للعدوان "الإسرائيلي" المتصاعد على لبنان، ما يستدعي المزيد من التضامن والدعم الدولي للحد من معاناة النازحين وتحسين ظروفهم المعيشية.
 
 

أضف تعليق