والتقى الرئيس الإيراني بوتين: العالم أمام منعطف مصيري في نظام دولي لا رجعة عنه
جاء ذلك ضمن كلمة الرئيس الروسي أمام المشاركين في منتدى "العلاقة بين الأزمنة والحضارات"، المنعقد في عاصمة تركمانستان عشق آباد.
وفي حديث بوتين عن الشاعر والفيلسوف التركماني ماغتيمغولي فراغي، الذي تحتفل عشق آباد بالذكرى الـ300 لميلاده، بدأ الرئيس كلمته بالحديث عن "إنسانية فراغي العظيمة"، وأكد على أن قيم "حسن الجوار" الواردة في الأدب التركماني الكلاسيكي تتمتع اليوم بأهمية خاصة اليوم، بينما "يواجه العالم تهديدات غير مسبوقة تولدها خطوط الصدع الحضارية، والصراعات بين الأعراق والأديان".
وشدد الرئيس بوتين على أن العلاقات الدولية دخلت عصر تغيرات عالمية أساسية، يجري من خلالها تشكيل نظام يعكس تنوع الكوكب بأكمله، لكن الأهم في هذا الصدد هو أن هذه العملية "لا رجعة فيها".
وشدد على أن هناك "مراكز قوى جديدة للنمو الاقتصادي والنفوذ المالي والسياسي تظهر، في المقام الأول هنا، في الشرق العالمي، وفي الجنوب العالمي ككل"، وتسعى هذه المراكز إلى الحفاظ على السيادة والهوية الاجتماعية والثقافية وتعزيزها، فيبحثون عن "سبل للتطور بشكل متناغم وفقا لتقاليدهم وعلى أساس مصالحهم الوطنية".
وتؤيد روسيا، وفقا لبوتين، أوسع مناقشة دولية ممكنة حول التفاعل في العالم الناشئ متعدد الأقطاب، وموسكو في هذا الشأن، بتعبير الرئيس، "منفتحة على الحوار مع جميع الشركاء وكل من لديه تفكير مماثل، بما في ذلك في إطار المنظمات الدولية متعددة الأطراف كرابطة الدول المستقلة، و"منظمة شنغهاي للتعاون"، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وبهذه الروح، يتابع بوتين، "يتم الإعداد لقمة (بريكس)، التي ستفتتح في قازان يوم 22 أكتوبر الجاري"، وأعرب بوتين عن أمله في رؤية القادة الذين جاؤوا إلى عشق آباد إلى هذا الحدث.
وعلى هامش المنتدى، تحدث الرئيس الروسي لفترة وجيزة مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري، وكذلك مع رئيس الجمعية الوطنية الكبرى (البرلمان) التركي نعمان كورتولموش، حيث تخطط موسكو وأنقرة لعقد اجتماع بين بوتين وأردوغان خلال قمة قازان لدول "بريكس".
وبطبيعة الحال، تم لفت الانتباه إلى أول محادثات مباشرة بين الرئيس بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، الذي فاز في الانتخابات المبكرة، يوليو الماضي، عقب مصرع إبراهيم رئيسي في حادث طائرة.
وقد استمرت المحادثات مع الرئيس الإيراني وجها لوجه لمدة ساعة تقريبا، شدد بوتين من خلالها على أن العلاقات مع إيران "تمثل أولوية بالنسبة لروسيا"، وهي تتعزز، وحجم التجارة آخذ في الازدياد".
وتتفاعل موسكو وطهران بشكل نشط على الساحة الدولية، وكثيرا ما تكون تقديرات الأحداث الدولية "متقاربة للغاية"، كما أصبحت إيران عضوا كامل العضوية في "منظمة شنغهاي للتعاون" ومجموعة "بريكس". لهذا فإن الاجتماع المقبل للرئيسين سيكون في قازان. وفي لقاء الرئيسين تم التطرق في جدول الأعمال إلى الأحداث الراهنة في الشرق الأوسط.
بدوره أشار بزشكيان إلى أن "الدول الأوروبية والولايات المتحدة لا يريدان أن تتجه العلاقات بين دول المنطقة إلى التهدئة"، حيث تابع، مخاطبا بوتين، أن هناك الكثير من الفرص السانحة الآن، و"علينا أن نساعد بعضنا البعض، ذلك أن مبادئنا متشابهة ومواقفنا على الساحة الدولية متشابهة".
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن تسفر قمة قازان عن التوقيع على مجموعة من الوثائق الثنائية الهامة، بما في ذلك اتفاق الشراكة الاستراتيجية. وقد وافق بوتين على ذلك في سبتمبر الماضي، حيث تهدف الوثيقة، التي تم إعدادها منذ يناير 2022، إلى نقل التعاون بين موسكو وطهران إلى مستوى جديد، وهو ما يدفع فعليا نحو إطلاق وصف "التاريخية" على هذه الاتفاقية.
أضف تعليق