انتقادات لخطة وأداء وكالة "أونروا" في الاستجابة لتداعيات الحرب على لبنان
وسط انتقادات كبيرة لأداء وكالة "أونرو" تتصاعد معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين غدوا نازحين مرة تلو المرة إثر الغارات "الإسرائ يلية" الأخيرة التي تشهدها قرى وبلدات ومحيط المخيمات الفلسطينية في جنوبي وشرقي لبنان، بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية ومخيمي برج البراجنة وشاتيلا المحاذيين لها.
في المقابل أيضاً آثر عدد كبير من الفلسطينيين البقاء داخل مخيماتهم – التي أصبحت شبه خالية- جنوبي لبنان وجنوب بيروت وفي
مخيم الجليل ببعلبك،وهؤلاء يعانون وحدهم بعد أن أوقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدماتها، لا سيما الصحية، ما يزيد من أعباء الحياة وتأمين مستلزماتها عليهم.
مخيما شاتيلا في بيروت وبرج الشمالي في صور جنوبي لبنان شهدا احتجاجاً للاجئين الفلسطينيين للمطالبة بتنفيذ خطة الطوارئ التي أقرتها وكالة "أونروا" بالتنسيق مع اللجان الشعبية، ولا سيما في الجانب الطبي، وسط مطالبات بفتح العيادات وإقرار آليات لتوزيع الأدوية الشهرية وتقديم الطبابة في ظل الحرب المستمرة منذ 23 أيلول/ سبتمبر 2024.
(أونروا) لم تلحظ أعداد النازحين ولا احتياجاتهم
إلا أن خطة الطوارئ التي أقرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لم تأخذ على عاتقها الأوضاع الحاصلة حالياً في مخيمات الفلسطينيين ومراكز إيواء النازحين ولم تلحظ احتياجات اللاجئين والنازحين ولا حتى أعدادهم الكبيرة واحتياجاتهم المتزايدة، بحسب الانتقادات الموجهة لها من اللاجئين الفلسطينيين والمؤسسات الحقوقية.
ويرى مدير الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي أن خطة الطوارئ التي وضعتها وكالة "أونروا" لم تأخذ في الحسبان حركة النزوح الكثيفة إلى المخيمات مثل مخيمي نهر البارد والبداوي شمالي لبنان، حيث تتزايد أعداد النازحين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين يومياً.
وتساءل هويدي عن سكان المخيمات الذين بقوا فيها ولم ينزحوا منها، وتمثل أعدادهم تقريباً الثلث، من سيقدم لهم الخدمات؟ لاسيما أن هناك لاجئين فلسطينيين بحاجة إلى أدوية العيادات التي تم إقفالها.
(أونروا) لم تطلق نداء استغاثة لتأمين احتياجات النازحين
وقال: إنه حتى عمال النظافة أبقت الوكالة عليهم بشكل يومي، إلا أنهم غادروا بسبب الوضع الأمني وانتقلوا الى أماكن أخرى فبقيت المخيمات بدون اهتمام من الوكالة التي أعلنت تعليقاً مؤقتاً، متسائلاً: "إلى متى ومن يهتم بوضع اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات؟".
ونبّه هويدي إلى أن وكالة "أونروا "حتى هذه اللحظة لم تطلق نداء استغاثي للاجئين والنازحين في لبنان ، مؤكداً أن هناك شكاوى من قبل النازحين من داخل مراكز "أونروا" للإيواء حيث الطعام غير متوفر بشكل كامل ومياه الشرب غير متوفرة وهي شكاوى يومية.
يتابع هويدي: "تأتينا شكاوى واتصالات من اللاجئين الفلسطينيين لا يجدون أماكن إيواء يذهبون إليها ويقولون: إن مراكز الإيواء قد امتلأت كلها ووصل عدد النازحين في مراكز (أونروا) ما يقارب من 5 آلاف إلى 6 آلاف نازح في مدارس ومنشآت خصصتها الوكالة كمراكز إيواء".
ويعبر عن رأيه بضرورة أن تطلق "أونروا" نداء استغاثة لتوفير مبالغ مالية من أجل تأمين هذه احتياجات النازحين إلى مراكزها والفلسطينيين في المخيمات، لا سيما أنها تعلن عدم حيازتها مبالغ مالية تغطي هذه الاحتياجات.
أضف تعليق