28 تشرين الثاني 2024 الساعة 21:46

1098 الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 4/9/2024 العدد

2024-09-07 عدد القراءات : 58
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

هآرتس 4/9/2024

 

 

 

رئيس الحكومة يعرف أن السنوار يجب أن يبقى على قيد الحياة من اجل وحدتنا

 

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

“يا للعار. أن تقول للسنوار أنت قمت بقتل ستة اشخاص، نحن نؤيدك في ذلك”، هكذا رد نتنياهو على الاضراب الذي اعلنه السكرتير العام للهستدروت، ارنون بار دافيد. بار دافيد ليس لوحده في العرض المثير للاشمئزاز الذي قدمه نتنياهو. ايضا المظاهرات التي تؤيد صفقة التبادل تعتبر “دعم ليحيى السنوار”، وهكذا ايضا الانتقاد الذي وجهه وزير الدفاع يوآف غالنت لقرار الكابنت البقاء في محور فيلادلفيا. ايضا قول الرئيس الامريكي بأن نتنياهو لا يفعل بما فيه الكفاية من اجل تحرير المخطوفين هو دعم واضح وخائن للسنوار.

أي انتقاد أو أي ادانة أو أي مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية أو أي تصريح في التلفاز أو في الشبكات الاجتماعية بدون مصادقة من وزارة الدعاية وضد الدوتشي، كل ذلك يقسم الشعب ويخدم العدو. نتنياهو يطالب بـ “شعب واحد، دم واحد وزعيم واحد”، على الاقل طالما أن الحرب مستمرة. لا يهمه إلا الاهتمام بأن لا تنتهي الحرب. هذه مهمة سهلة من ناحيته.

نفس نتنياهو الذي في البداية لم يرغب في الاستماع، وعندما سمح استخف بتحذيرات رؤساء جهاز الامن حول الشرخ الذي احدثه عندما قام بتحريك دواليب الانقلاب النظامي، لقد قام بنفي وجود رسائل التحذير الاربعة التي حصل عليها من جهاز الاستخبارات في الاشهر آذار – تموز 2023، التي تم التوضيح فيها بأن الاضرار بالتكافل في دولة اسرائيل يخدم العدو. هو تجاهل رسالة “التحذير من الحرب”، التي حسب اقوال يئير لبيد ارسلت لنتنياهو من قبل رئيس الشباك، التي نسب فيها نوايا السنوار الى مشاعر الضعف والانقسام التي سببتها مبادرة الانقلاب النظامي في اسرائيل. يبدو أنه لم تكن هناك خدمة يمكن لعصابة نتنياهو أن تقدمها للسنوار اكبر من الطفرة الغريزية للمتنمر الثمل بالقوة، ياريف لفين، ومن دعم نتنياهو المتحمس لها.

لكن في حينه كان نتنياهو اعمى ازاء الشرخ التكتوني الذي حدث أمام ناظريه. العدو لم يكن السنوار الذي كان شريكه في هذا التصور، بل شيكما بارسلر و”اخوة في السلاح” والطيارين الذين يمكن التنازل عنهم وكل من شارك في المظاهرات أو تماهى مع مضمونها. خلال سنوات كان السنوار اليد اليمنى لنتنياهو، الشخص الوحيد الذي اعتمد نتنياهو على اخلاصه، لم يتنافس معه أو يهدده. الشخص الاكثر ارتداعا في العالم كان صخرة الوجود بالنسبة للمصاب بجنون العظمة.

الآن مرة اخرى نتنياهو يجند السنوار لاستكمال مهمة الابادة التي انزلها على اسرائيل. معروف أن الزعماء الديكتاتوريين تعودوا على محاربة خصومهم السياسيين بمساعدة عدو خارجي، حقيقي أو وهمي. فمثلما اعتبر آية الله الخميني أي منتقد أو خصم “مؤيد للغرب” أو “عميل لامريكا واسرائيل”، ومثلما يتهم حسن نصر الله خصومه بأنهم يحاولون اقناعه بالتوقف عن المواجهة مع اسرائيل و”تقديم خدمة للعدو”، فان رئيس الحكومة الآن ايضا بحاجة الى يحيى السنوار كي ينفذ المهمة الاكثر اهمية وهي توحيد الشعب في اسرائيل حول نتنياهو، وبالاساس الخضوع له. السنوار لا يعتبر عدو وهمي، بل هو قاتل بلا كوابح، والذي اصبح ذخر استراتيجي بالنسبة لنتنياهو، وهو يجب عليه البقاء من اجله.

لا يوجد أي شيء يدعم السنوار اكثر من تصميم نتنياهو الاجرامي، التضحية بالمخطوفين. بالنسبة لنتنياهو فان المخطوفين سيموتون من اجل “وحدة الشعب” و”النصر المطلق”، وبالاساس من اجل أن يستطيع مواصلة حملته لتدمير الدولة.

من ناحية السنوار فانه طالما أن نتنياهو هو الذي يسعى الى القضاء على المخطوفين فانه يستطيع ادعاء براءته من ذلك، لأنه في نهاية المطاف ليس هو الذي يمنع عقد الصفقة – نتنياهو ينفذ هذه المهمة من اجله. ولكن المقابل يستحق ذلك. فبدلا من الجثث والاشلاء، وكبار السن المتألمين والمجندات اللواتي يحملن آثار الحرب ولا يمكن تخيل ما مر عليهن في الانفاق، اسرائيل ستحصل على محور فيلادلفيا. على مدخل المحور سيتم وضع لافتة جميلة كما هو سائد في أي موقع تراثي، وسيكتب عليها “هنا دُفنوا”. بعد ذلك سيتم احصاء الـ 101 مختطف. وبعد سنة أو سنتين ستصبح الكتابة باهتة بسبب اشعة الشمس.

--------------------------------------------

 

 

هآرتس 4/9/2024

 

 

 

نتنياهو قرر معارضة الصفقة قبل أسابيع ووجد أن بوسعه أن يكسب النقاط من فيلادلفيا

 

بقلم: رفيت هيخت

“بنيامين نتنياهو قرر قبل بضعة اسابيع بأنه لا يريد الصفقة، وعندما اصبحت ممكنة فقد دخل الى حالة ضغط وفعل كل ما في استطاعته لافشالها، وأنه فحص ووجد أن محور فيلادلفيا سينجح في تجنيد الى جانبه ايضا اليمين العقلاني، وأنه يستطيع أن يكسب النقاط”.

هذه الاقوال لم تسمع من رجال المعارضة أو المتظاهرين في كابلان، ولا حتى على لسان يوآف غالنت، وهو الوزير الوحيد الذي ناضل على حياة المخطوفين، بل هي قيلت على لسان مصدر في الائتلاف، مطلع على ما يحدث في الحكومة وهو جزء منها. هذه الاقوال تعكس الفصل الاكثر ظلامية في تاريخ القيادة في اسرائيل، اذا لم تكن الاكثر ظلامية. حياة الانسان الذي يحتضر في كفة، ورئيس الحكومة الذي يتصرف مثل الديكتاتور الذي يفعل ما يشاء ويسمح لنفسه بأن يتلاعب بهم وفقا لمصالحه. وزراء واعضاء في الكنيست يعرفون جيدا الاعتبارات السياسية التي توجهه، وهم لا يحركون ساكنا لانقاذ حياتهم. في الحزب الحاكم لا يوجد أي وزير يؤيد غالنت، ويبدو أنه حتى في المستقبل القريب لن يكون شخص كهذا.

هناك بعض الوزراء الذين يتحدثون بشكل قاطع حول عقد الصفقة في المنتديات ذات الصلة مثل موشيه اربيل وغيلا غملئيل ونير بركات. ولكن بالنسبة لهم طالما أن رئيس الحكومة لم يجلب القرار للتصويت عليه على طاولة الحكومة فانه لا يجب عليهم القيام بنشاطات اخرى. نتنياهو بالطبع لا يجلب أي قرار كهذا، ومنذ حل كابنت الحرب فانه هو المقرر الحصري. ايضا الاحزاب الحريدية تتعاطف مع عقد الصفقة وتصرح بين حين وآخر في صالحها، لكنها تنشغل بشؤونها الداخلية مثل قضية قانون التجنيد وقانون الحاخامات وتمويل المدارس الدينية. المخطوفون مهمين بالنسبة لهم بدرجة أقل.

باختصار، لا احد في الحكومة يكلف نفسه عناء الوقوف ضد زعرنة سموتريتش وبن غفير، اللذان يمليان سلوك نتنياهو في هذا الشأن، ويحكمان على المخطوفين بالموت. “لا أحد من الوزراء، حتى الذين يعرفون أن نتنياهو يقوم بتعويق الصفقة، سيفعل أي شيء”، قال احد المصادر. “هم مرتبطون ببعضهم البعض، وبقاءهم السياسي مرهون بحياة الحكومة. لذلك، هذا الوضع سيستمر. نتنياهو سيقود الى حرب لا تنتهي لأن هذا جيد له”.

بعد تحطم فرضية “الضغط العسكري فقط هو الذي سيعيد المخطوفين” فان الرواية السائدة الآن في اروقة اليمين هي أن “حماس لم توافق على أي صفقة. نتنياهو وغالنت يجريان المفاوضات فيما بينهما، لذلك فان كل النقاش هو سياسي فقط”. الاحتجاجات في اعقاب قتل المخطوفين الستة، الذين تمكنوا من اجتياز الـ 11 شهر في أسر حماس بعد التخلي عنهم في 7 اكتوب، تشبه احتجاجات “الكوتج” أو بلفور، ويقولون بأن لها طابع سياسي واضح. “الناس يرون أن هؤلاء هم نفس المشاركين ونفس الاشخاص ونفس الرسائل. لذلك فان المظاهرات فقط تعزز الحكومة”.

الادعاءات التي تنسب لحماس عدم الرغبة في عقد الصفقة، والادعاءات التي تكرر مرة تلو الاخرى تشبيه الاحتجاجات من اجل المخطوفين بنضال “القبيلة البيضاء التي ستعيد الدولة الى ايديها”، توصف بدرجة كبيرة بعدم الاستقامة. من المعروف أن يحيى السنوار يتوقع أن يستمر في التنكيل بالمجتمع الاسرائيلي بواسطة المفاوضات التي يجريها من جهنم. ولكن تصريحات نتنياهو تؤكد قتل كل ديناميكية المفاوضات التي بدونها لا يمكن أن تكون أي نتيجة. وبخصوص المظاهرات، حياة الانسان من كل القبائل والانواع يتم التضحية بها الآن لاسباب غير موضوعية. ما هو التشابه بين ذلك وبين الرأي السياسي، وبين اصل وانتماء قبيلة؟.

من كان يأمل بأن قتل المخطوفين الستة على أيدي آسريهم سيغير ولو قليلا الاحاسيس اليمينية اخطأ خطأ كبيرا. انغلاق الضمير ازاء التخلي عن المخطوفين بقي على حاله. الحكومة قامت بتحصين نفسها من الاحتجاجات الكبيرة مثل التي كانت في هذا الاسبوع، وهي تقف امامها بدون أي وجل. نتنياهو تخلى عن تخوفه العميق من تكرار ليلة غالنت. واطلاق حملته المخادعة حول محور فيلادلفيا يدل على النضال الكامل بثقة ضد التهديد الحقيقي الذي هدد بقضم حملة استيقاظه. وبدون أي اداة ضغط جديدة فانه يبدو أن اطلاق سراح المخطوفين يبتعد اكثر.

 

 

غانتس ليس المسألة

 

بني غانتس اغضب الكثير من معارضي الحكومة عندما شارك في حفل زفاف موتي بابتشيك، الذي هو من الاشخاص المؤثرين في يهدوت هتوراة، في اليوم الذي تم فيه دفن المخطوفين الستة الذين قتلوا. اساس هذا الغضب كان بسبب حقيقة أن غانتس قام بمصافحة بن غفير، وحتى ربت على كتفه.

عدم الارتياح مفهوم، وبالتأكيد في هذه الايام المؤلمة. شخص مثل بن غفير لا يستحق أي مظهر من مظاهر الشرعية. مع ذلك، يجب التذكر بأن “كل لحظة يتم تكريسها لمهاجمة غانتي هي لحظة تحسم من انتقاد اعضاء الحكومة الذين هم ايضا شاركوا بحفل الزفاف في عرض منفصل. وخلافا لهم فان غانتس عمل وما زال يعمل على اطلاق سراح المخطوفين ويقوم بدعم عائلاتهم.

يمكن عزو اخطاء لغانتس وانتقاده على سلوكه السياسي، الذي مثل رؤساء المعارضة الآخرين، لم يؤد الى النتيجة الوحيدة التي يمكن اعتبارها نجاح، اسقاط الحكومة. ولكن ليس هو المشكلة في هذه الدولة المدمرة هنا.

--------------------------------------------

 

 

إسرائيل اليوم 4/9/2024

 

 

 

احباط الهجمات من ايران ولبنان يطرح معادلة جديدة

 

بقلم: تسفيكا حايموفتش

ليلة 14 نيسان كانت ليلة الرد الإيراني على تصفية قائد فيلق لبنان – سوريا من الحرس الثوري في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، قبل أسبوعين من ذلك – هجمة احبطتها إسرائيل وحلفائها. في صباح 25 آب خرجت إسرائيل الى هجمة مبادر اليها لإزالة تهديد رد حزب الله، الذي خطط في اعقاب تصفية رئيس اركان حزب الله فؤاد شكر قبل ثلاثة أسابيع ونصف من ذلك. عبر هذين الحدثين يمر خط ربط مباشر.

رسالتان اساسيتان تمران عبر هذين الحدثين. الأولى – هي أن الاعمال الهجومية التي خططت لها ايران وحزب الله أحبطت وكلتاهما ابرزتا فجوة كبيرة بين القدرات والنوايا وبين النتائج.

الثانية  – هي أن القدرات الاستخبارية للجيش الإسرائيلي أبدت قدرة مبهرة من الدقة، واختراق مبهر بقدر لا يقل لاعدائنا: ابتداء من كشف نوايا العدو، عبر العملية وحتى فهم التوقيت في مستوى اليوم والساعة.

الحدثان موضع الحديث في نيسان وآب يحملان تأثيرا بعيد المدى وهاما لا مثيل له. فهما جزء من ترميم ردع الجيش الإسرائيلي لعموم منطقتنا، ردعا مبنيا على قدرات استخبارية تخلق أهدافا نوعية، وعلى عظمة عسكرية في الدفاع وفي الهجوم. هذه تتحدى اعداءنا وتدفعهم للتفكير المتجدد في سبل عملهم وفي اختيار الأهداف والتوقيتات. والى هذا ينبغي أن تضاف وقفة الولايات المتحدة بشكل غير متحفظ الى جانب إسرائيل في الدفاع، في الهجوم وفي الاسناد الدولي.

الردع الذي تردى منذ 7 أكتوبر هام وحاضر، ولا يزال له وسيكون له دور مركزي في مفهوم الامن الذي سيعاد تصميمه كجزء من دروس حرب السيوف الحديدية. فعندما يكتشف العدو المرة تلو الأخرى بان مخططاته لا تخرج الى حيز التنفيذ بل وتفشل، وبالمقابل يجبي الجيش الإسرائيلي ثمنا فتاكا في ردود فعله حين تكون المسافة (اليمن والعراق) لا تشكل قيدا. كل هذا سيدفعه لان يغير طرق عمله. عندها سنكون نحن مطالبين بان نكون يقظين وحادي الرؤيا بما يكفي لنشخص هذا التغيير والا فسنعلق في جمود يوقعنا في المفهوم المغلوط.

وعليه فان الاعمال وحدها، مهما كانت هامة لن تكفي. يجب أن نبني منظومة كاملة تعرف كيف ترفع الى الحد الأقصى تعالج وتترجم المعاني التي تخلقها لمفهوم تفعيل مناسب.

خطوات من هذا النوع في الواقع ما بعد 7 أكتوبر تلقى مفعولا اهم بكثير، وهي جزء من ترميم قدرات ووعي الجيش الإسرائيلي في البعد الخارجي حيال اعدائنا، لكن بقدر لا يقل – في الترميم الداخلي لإسرائيل أيضا. وهي تضع أساسا ممتازا لانتاج ذاك التغيير المنشود، لكن هذا يستوجب ان يأتي مع خطوات استكمالية ومنسقة. عندها فقط سنعرف اننا استخلصنا بعضا من دروس 7 أكتوبر ونحن بالفعل نغير الواقع الأمني في منطقتنا.

اذا اخترنا مسار تغيير الواقع الأمني في الشمال ليس عبر حرب إقليمية (ويبدو أن هذا هو الخيار المفضل لحكومة إسرائيل- وليس فقط)، فان خلق إحساس الملاحقة في شكل تصفية مسؤولين كبار (وكذا حدث نيسان وآب بدآ بذلك)، الى جانب اعمال مبادر اليها لإزالة تهديدات ونزع قدرات وحدها، لا تكفي. هذا رغم أن إزالة التهديد في يوم الاحد الماضي كان فرصة لتوسيع التشويش لخطة حزب الله، وهوجمت بنى تحتية صاروخية بشكل واسع اكثر بكثير من الحجم الذي خطط له حزب الله في رده.

عبر نقطتي حدثي نيسان وآب يمر خط واحد، من الاستخبارات، الفتكية، الردع وبدء واقع جديد. الاختبار سيكون كم سنتمكن من استنفاد الفرص لمواصلة تغيير الواقع.

*عميد احتياط قائد سابق لمنظومة الدفاع الجوي اليوم مستشار استراتيجي

--------------------------------------------

 

 

هآرتس 4/9/2024

 

 

 

معنى خطاب نتنياهو يخرج عن حدود صفقة المخطوفين

 

 

 

بقلم: الوف بن

 

خطاب العودة لبنيامين نتنياهو أول أمس، الذي اعلن فيه بأن اسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا، كان التعبير الواضح على اسلوب عمله: دائما يرد ولا يبادر. ويستغل الفرص ولا يخلقها. في هذه المرة لاحظ نتنياهو فرصة متعددة الابعاد، كما يقولون بلغة الجيش الاسرائيلي الحالية، كي يستغل لصالحه قرار الكابنت السياسي – الامني من اجل البقاء في المحور، والقتل الفظيع للمخطوفين الستة على يد حراسهم في أسر حماس.

منذ دخل الى عالم السياسة فانه توجد لنتنياهو ثلاثة اهداف، أن يكون في الحكم أكبر فترة ممكنة وتغيير النخبة في اسرائيل وتحطيم الحركة الوطنية الفلسطينية. هو يمكنه المراوغة والكذب وطرح مواقف متناقضة بنفس مستوى الاقناع، لكنه دائما سيعود الى المثلث غير المقدس: رئاسة الحكومة والتحريض على اليسار وتخليد احتلال المناطق. اعلانه بأن محور فيلادلفيا سيبقى تحت سيطرة اسرائيل، وضمن ذلك تجميد المفاوضات مع حماس حول انهاء الحرب واعادة المخطوفين، استهدف الدفع قدما لكل هذه الاهداف معا.

قبل أي شيء آخر وفوق كل شيء نتنياهو يركز الآن على الانتخابات في الولايات المتحدة. قتل المخطوفين الستة يسهل عليه صد الضغط من قبل الرئيس الامريكي من اجل التوصل الى الصفقة، لأنه لا أحد يتحدث مع قتلة. رئيس الحكومة يؤيد دونالد ترامب. وهو لن يسمح لكمالا هاريس بانجاز على شكل وقف اطلاق النار في القطاع، بل بالعكس. ومثلما هو يستمتع بالنزاع الذي يثور بين خصومه السياسيين في الداخل فانه مسرور ايضا من أن الحزب الديمقراطي منقسم حول القضية الفلسطينية. اذا كان الناخبون التقدميون سيبقون في البيت لمعاقبة الابادة الجماعية لجو بايدن والقاتلة كمالا بسبب دعمهما لاسرائيل، واذا كانت ولاية هامة مثل ميتشيغان ستسقط في يد ترامب، فان هذا سيكون هدية من التابع الاسرائيلي لسيده.

ثانيا، قرار الكابنت البقاء في محور فيلادلفيا كان ركلة علنية لوزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الاركان هرتسي هليفي، اللذان قاما بالتوصية بالانسحاب المؤقت من المحور الاستراتيجي من اجل اعادة 20 – 30 مختطف، بينهم التسع اسيرات. في المؤتمر الصحفي أول أمس قام نتنياهو بسحق غالنت وعرضه كعميل لحماس في الكابنت واستخف برؤساء جهاز الامن الذين اخطأوا في التقدير. وحسب رأيه هم يخطئون الآن ايضا.

نتنياهو يريد جعل غالنت يستقيل، وفي هذه الاثناء فانه يستخدمه مثل دمية للكراهية من اجل تعزيز قاعدته. وزير الدفاع الذي ظهر وكأنه الشخص الاكثر شجاعة في سياسة اسرائيل والشخص الوحيد الذي وقف أمام رئيس الحكومة ومنظومة تحريضه ينوي البقاء في منصبه وهو يأمل بناء نفسه عن طريق معارضة نتنياهو كزعيم لليمين العقلاني. ولكن غالنت ينقصه جيش في الليكود. فهو بحاجة الى حماية رئيس حزب شاس آريه درعي، هذه الحماية اعطيت له حتى لو كان ذلك من وراء الكواليس، مقابل تخفيف دعوة تجنيد الحريديين. من غير الواضح كم من الوقت سينجح غالنت في التمسك بموقفه والى أين يمكنه الذهاب من هناك.

رؤساء جهاز الامن، رئيس الاركان هرتسي هليفي ورئيس الشباك رونين بار ورئيس الموساد دادي برنياع ورئيس هيئة الاسرى والمفقودين نيتسان الون، وجدوا انفسهم في ضائقة. نتنياهو، الذي يستخدم ضدهم منذ 7 تشرين الاول ماكنة سمه بكل القوة، يرفض الآن علنا توصيتهم المهنية واعاق الصفقة التي أملوا في التوصل اليها من اجل انقاذ المخطوفين الباقين. حتى قبل الحرب، في فترة الانقلاب النظامي، شخص نتنياهو قادة الجيش كأعداء سياسيين، هم ومن يؤيدون احتجاج كابلان. في الخطاب أول أمس اوضح بأن رأيهم لا يهمه على الاطلاق، وأنه يعرف اكثر منهم ويهتم اكثر منهم بأمن اسرائيل.

الضغط على رؤساء جهاز الامن من اجل الاستقالة وقول الحقيقة عن نتنياهو، يتوقع أن يزداد الآن، هذا على أمل أن انتقادهم العلني سيعزز حركة الاحتجاج والدعوة الى تبكير موعد الانتخابات. نتنياهو بالتأكيد يقوم بالصلاة كي يسقطوا في الشرك وأن يقوموا باخلاء كراسيهم لرجاله. هو يعرف بالضبط ما الذي سيحدث. فايلانا ديان ستقوم بث خاص، رؤساء الاجهزة سيتم اجراء مقابلات معهم واحد تلو الآخر، وسيعتذرون عن المسؤولية عن الكارثة وسيتهمون نتنياهو الذي تجاهل التحذيرات قبل الحرب وتخلى عن المخطوفين خلالها، وسيقضون ما تبقى من حياتهم في كتابة المذكرات وتوجيه الاتهامات المتبادلة مثلما فعل اسلافهم في حرب يوم الغفران. لذلك، محظور الانخداع بدعوات التشجيع من الخارج وترك اماكنهم الحاسمة لمن يخدمون الحاكم.

المعنى الاعمق لقرار الكابنت حول محور فيلادلفيا يتعلق باستمرار الحرب. نتنياهو اوضح بأن اسرائيل لن تقوم بالانسحاب من المحور الى حين الاتفاق النهائي. أي أنها ستقوم باستكمال تطويق القطاع وستقوم بحكمه من الآن فصاعدا. هذه الاقوال مدعومة بنشاطات الجيش الذي يقوم بشق شارع جديد على طول الحدود مع مصر كما فعل في ممر نتساريم في وسط القطاع. التطويق والتقطيع، الجوع والشلل، كل ذلك سيساعد اسرائيل على زيادة الضغط على الفلسطينيين من اجل المغادرة، وعلى الدول الغربية من اجل استيعاب اللاجئين من القطاع.

لا يجب العودة الى الوراء حتى البابليين والرومان. يكفي رؤية ما فعله بشار الاسد في الحرب الاهلية في بلاده عندما قام بطرد وقتل ملايين السنة، وتغيير تركيبة السكان لصالح الاقلية العلوية الحاكمة. حكومة اليمين الحالية تهدف الى تحقيق ذلك “اليوم التالي” في القطاع. وبعد ذلك في الضفة الغربية، القريبة جدا من نقطة الغليان. يمكن تخيل أن نتنياهو يأمل بعقد مؤتمر صحفي في المستقبل يهتف فيه لنفسه كالعادة ويقول: “اليسار خوفنا خلال سنين من المشكلة الديمغرافية، ولكني صمدت أمام الضغوط”.

ماذا بخصوص المخطوفين الذين يحتضرون ويتألمون ويعانون في انفاق حماس؟ نظرة نتنياهو اليهم يمكن تلخيصها بما قاله الكاتب اليهودي – الروسي انتولي ريفكوف، التي نسبت بالخطأ لستالين: “الموت يحل كل المشكلات. اذا كان يوجد انسان فانه توجد مشكلة. واذا لم يكن هناك انسان فلا تكون هناك مشكلة”.

--------------------------------------------

 

 

هآرتس 4/9/2024

 

 

 

رئيس الموساد يبلغ الوسطاء موافقة إسرائيل على الانسحاب من فيلادلفيا

 

 

 

بقلم: يونتان ليس

 

رئيس الموساد، دادي برنياع، أكد في يوم الاثنين الماضي لدول الوساطة في المفاوضات مع حماس بأن اسرائيل مستعدة للانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية لصفقة تحرير الرهائن – قبل ساعات من تصريح نتنياهو بأنه غير مستعد للقيام بذلك. هذا ما قالته للصحيفة مصادر اجنبية مطلعة على المفاوضات حول الصفقة. برنياع، الذي سافر أمس بشكل مستعجل الى قطر، ابلغ ممثلي دول الوساطة بأن اسرائيل تتمسك بالموافقة على اخلاء جميع القوات من المنطقة حسب خطة الرئيس الامريكي، جو بايدن، وهذا يخضع لتنفيذ الطلبات العملياتية التي ستطرحها. في مكتب رئيس الحكومة لم يقوموا بنفي هذه الاقوال ولم يتراجعوا عن مطالبة نتنياهو بتواجد طويل المدى على طول المحور. وبدلا من ذلك قالوا بأن “الكابنت السياسي – الامني سيناقش هذا الموضوع فيما بعد. الكابنت لم يطلب منه حتى الآن مناقشة أي جزء في المرحلة الثانية للصفقة”.

مصدر اسرائيلي رفيع مطلع على الامر قال للصحيفة بأن “نتنياهو وافق في السابق منذ فترة على الانسحاب الكامل للقوات من محور فيلادلفيا والاخلاء المطلق للقوات. اليومان الاخيران تسببا بضرر كبير للمفاوضات. المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة هدف الى تعويق الصفقة لاسباب سياسية. لو أن هذه الطلبات لم تظهر فجأة لكانت هناك صفقة منذ زمن”.

في اللقاء المشحون في نهاية شهر تموز أمر نتنياهو رئيس طاقم المفاوضات بأن يعيد صياغة خطة الصفقة، وأن يضع فيها طلب وهو السماح بتواجد القوات على طول محور فيلادلفيا. برنياع ورئيس الشباك رونين بار ورئيس هيئة الاسرى والمفقودين نيتسان الون هاجموا في حينه نتنياهو، في النقاش الذي عرف بـ “لقاء الصراخ”، واتهموه بأن تصميمه يمكن أن يفشل المفاوضات ويؤدي الى موت مخطوفين في الاسر. “في اللحظة التي صمم فيها على هذه الامور فقد دمر الصفقة”، قال للصحيفة مصدر مطلع على المفاوضات.

رغم خطاب نتنياهو أول أمس فان المفاوضات حول الصفقة لم تفشل حتى الآن. “هذا لم ينته”، أكد مصدر غربي مطلع على المحادثات. “احتمال عقد الصفقة هو ضئيل جدا، ولكن لا احد حتى الآن قام بتفجير المفاوضات. الفلسطينيون لم يعلنوا حتى الآن بأن المحادثات انتهت. ربما سيضطر نتنياهو الى اظهار مرونة في نهاية المطاف، وربما يقرر يحيى السنوار التنازل من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار، الذي هو اكثر اهمية بالنسبة له من أي شيء آخر”.

الطرفان ينتظران الآن اقتراح حل وسط، يبدو أنه الاخير، للولايات المتحدة. هذه الوثيقة يمكن أن تكون على طاولة المفاوضات خلال بضعة ايام. بعض المصادر وصفت صيغة الوثيقة بـ “خذها أو اتركها”، أي أن الادارة الامريكية ستعلن بأن الصيغة غير خاضعة للتغيير، وهكذا سيضطر نتنياهو والسنوار الى التقرير اذا كانا سيتبنيانها أو سيؤديان الى تفجير الصفقة بشكل نهائي.

تصريح الرئيس الامريكي أول أمس الذي بحسبه نتنياهو لا يفعل بما فيه الكفاية لتحقيق الصفقة، اعتبر في اسرائيل محاولة امريكية للضغط على رئيس الحكومة لاظهار المرونة قبل طرح الوثيقة. “ما يمكن أن يحدث الآن هو أن الولايات المتحدة ستعلن بأنه في المرحلة الاولى للصفقة ستبقى في محور فيلادلفيا قوات اسرائيلية صغيرة كما تطلب اسرائيل. ولكن في المرحلة الثانية للصفقة اسرائيل ستجبر على اخراج جميع القوات”، قال مصدر مطلع على المفاوضات. “سواء نتنياهو أو السنوار سيكون عليهما ابتلاع الضفدع”.

خلال تصريحه أول أمس فان البقاء في محور فيلادلفيا هو ضرورة استراتيجية – سياسية بالنسبة لاسرائيل. وقال، ضمن امور اخرى، بأنه طلب حتى قبل عملية الانفصال أن تبقى اسرائيل في المحور. ولكن في الـ 14 سنة من بين الـ 15 سنة لحكمه لم يعمل على الاطلاق على هذا الموضوع. وحسب قول رئيس الحكومة فانه خلال الحرب وضع لها اربعة أهداف وهي هزيمة حماس واعادة المخطوفين وازالة التهديد من القطاع واعادة السكان على الحدود في الشمال. “ثلاثة اهداف من بين هذه الاهداف تمر في محور فيلادلفيا، انبوب الاوكسجين لحماس”، قال نتنياهو. “شارون اعلن عن خطة الانفصال في 2003، وبعد بضعة اشهر أنا طلبت السيطرة على المعابر من غزة واليها لأنه اذا تنازلت اسرائيل عن السيطرة هناك فان غزة ستصبح جيب للارهاب. وقد كان من الواضح أنه اذا لم تكن لنا سيطرة على هذا المحور فسيكون خلق لوحش. محور الشر يحتاج محور فيلادلفيا، واذا خرجنا فلن نعود. نحن لن نتنازل عن ذلك ولن ندخل انفسنا في شرك مخيف”.

--------------------------------------------

 

 

 

يديعوت احرونوت 4/9/2024

 

 

 

وثيقة “الإيضاحات” لنتنياهو التي مست بفرص الصفقة

 

بقلم: رونين بيرغمان

إنتهت في 27 تموز بما في ذلك سبع صفحات من الملاحق، خرائط وقوائم أسماء لاربعين مخطوفا. وثيقة “الإيضاحات” التي نقلها للوسطاء رئيس الموساد بتكليف من رئيس الوزراء تضمنت تعديلات واضافات دراماتيكية بالنسبة لمنحى 27 أيار الذي رفعته إسرائيل ووافقت فيه على معظم الشروط من جانب حماس. التراجع الذي قام به رئيس الوزراء كما تكشف الوثيقة الكاملة غير تماما صورة المفاوضات واصبح “وثيقة الدم” على حد تعبير مصدر امني رفيع المستوى كما قال “ملطخة بدماء ستة المخطوفين الذين قتلوا في النفق في رفح”.

الوثيقة التي عنوانها “إيضاحات لتطبيق المرحلة الأولى من مسودة اتفاق 27 أيار”، تجري عمليا تعديلات في القسم الأول من المقترح الذي رفعته إسرائيل نفسها. وهكذا تبدو وثيقة التعديلات لنتنياهو – بندا إثر بند.

 

 

محور فيلادلفيا

 

المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: في المقترح تقرر بان الاتفاق سيتضمن في نهاية الامر انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. فضلا عن هذا، تفكك كل الاستحكامات العسكرية في المنطقة التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، وتبدأ عودة النازحين (بدون حمل سلاح). الى جانب ذلك تقرر ان تتاح حرية حركة للسكان في كل المناطق في قطاع غزة. في يوم الـ 22، يفترض بالقوات ان تنسحب من “وسط قطاع غزة” بما في ذلك محور نتساريم الى منطقة تقع شرقي طريق صلاح الدين على طول الحدود.

وثيقة التعديلات لنتنياهو في 27 تموز: الوثيقة الجديدة تبدأ بالتغيير عمليا لانتشار قوات الجيش في القطاع. في فقرة واحدة قصيرة كتب بان “الانتشار المتجدد للجيش الإسرائيلي يتم وفقا للخرائط المرفقة في الملحق 1”. في الأيام التي نقل فيها المقترح الإسرائيلي، كما تجدر الإشارة كان الجيش قد سيطر عملياتيا تقريبا في كل محور فيلادلفيا، لكن هذا لم يكن على الاطلاق في مقترح 27 أيار. الخرائط المرفقة في الملحق 1 تعرض عمليا ان يحتفظ الجيش الإسرائيلي في مقطع من 1.4 كيلومتر على طول كل الحدود بين إسرائيل واراضي القطاع. في اليوم السابع يفترض بالقوات، كما يشار في المقترح ان تنسحب من نصف محور نتساريم – وفي يوم الـ 22، تنسحب منه كله.

لكن خريطة جديدة، “خريطة رقم 3″، على حد تعبير الوثيقة تتضمن محور فيلادلفيا، ويفهم منها ان قوات الجيش تبقى هناك. لحماس قيل شفويا من الدول الوسيطة انه واضح من تلقاء ذاته ان الانسحاب يتضمن محور فيلادلفيا – كجزء من الوعد للانسحاب من كل القطاع كما كتب في المقترح الإسرائيلي في 27 أيار. اما في الخريطة فكتب ان قوات الجيش في المحور ستتقلص، لكن على طول الوثيقة لم يشار الى أنها هي أيضا ستنسحب منه بشكل كامل في أي مرحلة.

 

 

التفتيش في محور نتساريم

 

المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: المقترح الأصلي يقرر بان العائدين الى شمال القطاع في أيام وقف النار لن يحملوا السلاح، فيما تتنازل إسرائيل عن الحواجز ووسائل التفتيش كما طالبت في مسودات مسبقة، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي انه يمكن التنازل في هذه النقطة.

وثيقة التعديلات لنتنياهو في 27 تموز: أما وثيقة نتنياهو فتقول خلاف ذلك. العائدون “لن يحملوا سلاحا”، و “العودة (بدون سلاح) تضمن وتطبق بشكل متفق عليه مسبقا”، كما كتب فيها. وهكذا، عمليا، تراجعت إسرائيل عن مقترح 27 أيار، حين فتحت من جديد البحث في أي آلية يتفق عليها بين الطرفين، هذا في الوقت الذي كان واضحا ان حماس ترى في الموضوع شرطا للتوقيع.

 

 

القائمة

 

المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: هنا يرد ان (حماس ستحرر 23 مخطوفا إسرائيليا، احياء وجثث) – نساء (مدنيات ومجندات)، أطفال (تحت سن 19 ليسوا جنودا)، كبار في السن (فوق سن 50) ومدنيين مرضى وجرحى، مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين في السجون والمعتقلات. لاحقا يفصل المقترح آلية التحرير والاعداد.

وثيقة التعديلات لنتنياهو في 27 تموز: في قائمة الإيضاحات ارفقت قائمة أسماء كل من براي إسرائيل، اذا كان على قيد الحياة، يجب أن يشمله التحرر في المرحلة الأولى – الإنسانية. القائمة تضم 40 مخطوفا بالاجمال. في الوثيقة كتب أن “الـ 33 مخطوفا الذين ستحررهم حماس في المرحلة الأولى سيشملون كل المخطوفين الإسرائيليين الاحياء من قائمة المخطوفين الإنسانية المرفقة في الملحق 2.

“حيلة نتنياهو”، يقول مصدر أمني مطلع على التفاصيل “هي انه يوجد جدال على من يعرف كمريض. حماس يمكنها ان تدعي بان فلانا ليس مريضا بما يكفي، واذا بك مرة أخرى تعلق لاسابيع أو اشهر”. في القائمة تذكر أسماء أربعة من بين ستة المخطوفين الذين قتلوا في رفح. عن ثلاثة منهم على الأقل – كرمل جات، عيدان يروشالمي وهرش غولدبرغ بولين ما كان يمكن أن يكون جدال، لهم كانوا سيتحررون لو نفذت الصفقة. الرابع هو الموغ ساروسي.

 

 

مسألة النفي

 

المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: وثيقة تعديلات نتنياهو تتضمن أيضا صياغة متجددة لاحد البنود المتعلقة بتحرير السجناء الفلسطينيين المؤبدين. في البند 4 ج في مقترح أيار تقرر ان حماس تحرر كل المجندات الاسرائيليات على قيد الحياة وبالمقابل تحرر إسرائيل 50 سجينا مقابل كل واحدة منهن. 30 منهم يقضون مؤبدات و 20 تبقى لهم حتى 15 سنة سجن، وفقا لقائمة ترفعها حماس.

من القائمة، كما كتب، تشطب اسماء 100 سجين متفق عليهم مسبقا حسب طلب إسرائيل ويبحث موضوعهم في المرحلة 2 من الاتفاق. الى جانب كل هؤلاء تقرر ان “عدد متفق عليه مسبقا بما لا يقل عن 50 سجينا من المؤبدات يتحررون الى خارج البلاد او الى داخل غزة”.

وثيقة التعديلات لنتنياهو في 27 تموز: في البند 4 في وثيقة التعديلات الإسرائيلية ليس مكتوبا عن نفي الى غزة بل الى خارج البلاد. “القائمة الإسرائيلية من السجناء الفلسطينيين الذين يتحررون الى الخارج تتضمن على الأقل 50، وحتى 200 اسم”، تقول الوثيقة.

 

 

 معبر رفح

 

المقترح الإسرائيلي في 27 أيار: بند آخر في وثيقة تعديلات نتنياهو – الذي يرى بعض من طاقم المفاوضات الإسرائيلي انه الأصعب بين كل التعديلات – يتعلق بمعبر رفح. وكان الجيش قد سيطر على المعبر في 7 أيار، قبل 20 يوما من رفع الوثيقة الاصلية في 27 أيار. وجاء في تلك الوثيقة انه “بعد تحرير كل المجندات الاسرائيليات، سيتاح توافق على عدد العسكريين (المقصود على ما يبدو نشطاء حماس او مسلحين فلسطينيين) جرحى يسمح لهم بالمرور في معبر رفح لتلقي علاج طبي، كما يزاد عدد المسافرين، المرضى والجرحى الذين يمرون عبر معبر رفح. تقييد السفر في المعبر يلغى، وحركة البضائع والتجارة تعود”.

وثيقة 27 أيار لا تتضمن ايضاحا من يسيطر في المعبر، لكن كما أوضح سابقا، أوضح الوسطاء لحماس بان الجيش الإسرائيلي سينسحب من محور فيلادلفيا، ما يفترض أيضا ان يتضمن أيضا انسحابا إسرائيليا من المعبر.

وثيقة التعديلات لنتنياهو في 27 تموز: هنا لم تعد إسرائيل تتعهد بفتح المعبر، بل فقط اجراء ترتيبات لفتحه. وهذه صيغة تسمح لإسرائيل بان تقول دوما بان تلك الترتيبات لا تعجبها.

 

 

“وثيقة ولدت بالخطيئة”

 

“التاريخ سيحكم ذات يوم هذه الوثيقة بتشدد زائد”، يقول المصدر الأمني الكبير. “فوق، على رأس الوثيقة كتب وثيقة إيضاحات، لكن برأيي الاسم الملائم لها هو وثيقة الدم. فلولا التخريب المقصود من الوثيقة لكان أربعة من بين ستة المخطوفين المقتولين كانوا سيتحررون احياء.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

معاريف: 4/9/2024

 

 

 

المنحى الأخير اتفاق بضربة واحدة

 

 

 

بقلم: آنا برسكي

 

سطحيا، من الصعب إيجاد تلميح واضح وأكثر صراحة يشير الى المستقبل القريب والمرير للمفاوضات على صفقة المخطوفين من المؤتمر الصحفي الذي يعقده رئيس الوزراء بالضبط بالتوازي مع المفاوضات كي يعلن بان إسرائيل لن تتنازل عن محور فيلادلفيا ابدا او على الأقل حتى نهاية حكم بنيامين نتنياهو. فعندما يفصل رئيس الوزراء ويعلل لماذا إصراره على البقاء في محور فيلادلفيا هو حاجة استراتيجية حيوية لامن الدولة وليس نزوة سياسية تهكمية فان الاستنتاج الواجب هو أن الصفقة ماتت وما نحن نراه في بث حي ومباشر هو في واقع الامر احتفال دفنها.

منطقي بالتأكيد استخلاص استنتاجات متشائمة حول مصير الصفقة. فمثلا، من الرسالة المهددة التي اطلقها نتنياهو لحماس. في المؤتمر الصحفي كرر نتنياهو التهديد الذي اطلقه قبل ذلك في محفل مغلق، في جلسة الحكومة وبموجبه حتى الان عملنا ضد حماس عسكريا فقط – اما الان فسنعمل على ضربها أيضا في الجانب السلطوي، بالتشديد على تغييرات دراماتيكية في توزيع المساعدات الإنسانية. صحيح ان نتنياهو لم يفصل ولكن محافل مطلعة رفيعة المستوى تشرح بان الحديث يدور عن تبني خطة البديل السلطوي المدني لغزة التي سبق أن نشرها وروج لها وزير الدفاع يوآف غالنت بتأييد من جهاز الامن، قبل نحو نصف سنة.

وكان الاقتراح نقل السيطرة في المجال العام الى عشائر محلية ليست متماثلة مع حماس. في الشتاء، الفكرة لم تقبل. رئيس الوزراء لم يكن مستعدا لتبنيها – والمشروع التجريبي الضيق في الميدان اثبت بان نتنياهو محق. فقد أوضحت حماس لكل الجهات المحلية بان كل من يتعاون مع إسرائيل ضدها – دمه في رأسه. بل وتجسدت الرسالة عندما قتل بضعة مشبوهين بالتعاون مع إسرائيل – والتقطت رسالة حماس بنجاح مدوٍ. فقد أوضح رؤساء العشائر لإسرائيل بانهم غير معنيين بان يصبحوا شهداء قريبا – فانتهى المشروع التجريبي.

يتبين أن اليوم، بعد نحو نصف سنة تغير الوضع في غزة. صحيح أن حماس لم تختفي لكن قوتها ضعفت جدا بما يكفي لان يشعر كبار رجالات العشائر بثقة كافية لاجل استئناف المشروع التجريبي. ما يقف من خلف رسالة نتنياهو حول تغيير في توزيع المساعدات الإنسانية – هو عمليا النية لتبني الخطة الاصلية لجهاز الامن ولوزير الدفاع. أحقا؟ كي يبدأ المشروع هذه المرة بل وينجح على رجال العشائر ان يكونوا واثقين من أن حماس لن تستعيد قوتها بعد زمن قصير الى هذا الحد او ذاك.

بكلمات أخرى: ينتظر رجال العشائر ان يروا كيف تنتهي المفاوضات للصفقة. فتنفيذ الصفقة معناه بقاء حماس في القطاع. انهيار المفاوضات معناه بقاء الجيش الإسرائيلي. فقط اذا لم تكن صفقة – يكون ما هو حقيقي في اقوال رئيس الوزراء حول الجهات الأخرى التي ليست حماس والتي ستتلقى قريبا المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية. ولكن محافل عالية في المستوى السياسي تعتقد العكس. بزعمها، رسالة رئيس الوزراء حول المس سلطويا بحماس ليست اكثر من خلق الامكانية لحالة فشل الاتصالات.

بخلاف الرأي السائد، فان نتنياهو لا يعارض الصفقة ولا يعمل على تفجير المفاوضات لاسباب سياسية. فتثبيت موقفه حول الأهمية الاستراتيجية لمحور فيلادلفيا معناه ليس حكم اعدام لصفقة المخطوفين. وفي نفس الوقت، ينبغي التدقيق: نتنياهو لا يتوق للوصول الى صفقة بل لا يعارضها مبدئيا وذلك – لان دمج الوضع السياسي، الضغط الأمريكي والبدائل الأمنية يحمله الى الفهم بان عدم الوصول الى صفقة هو الخيار الأسوأ – ومشكوك اذا كان بوسعه، كرئيس وزراء إسرائيل، ان يسمح لنفسه بان يختاره ويختار التداعيات المرافقة له.

وعليه، فان محافل في المستوى السياسي تقدر بان السيناريو المحتمل للفترة القريبة القادمة سيكون: “المنحى الأخير الذي سيضعه الامريكيون على الطاولة، والخطوة الإسرائيلية التي تؤدي الى اقراره. حسب التقديرات، فان هذا المنحى الأخير في صيغة إما تأخذه او تدعه – سيكون سيئا من ناحية إسرائيل وسيئا نسبيا للمنحى الحالي الذي سبق لحماس أن رفضته. وحسب تلك التقديرات، فان المنحى النهائي سيلغي المفاوضات التي بين مراحل الصفقة وسيطالب الطرفين ان يقرا كل المراحل دفعة واحدة، حيث ستكون النتيجة النهائية انهاء القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. اما المسؤولية عن محور فيلادلفيا فسيقترح تسليمها الى قوة متعددة الجنسيات، بهذه التشكيلة او تلك. قادة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار، سيحصلون اغلب الظن على ضمانات الا يصفوا. كما تقدر هذه المحافل بانه اذا ما رفضت إسرائيل المقترح، فسينتقل الامريكيون من الجزر الى العصي. مثلا لن يستخدموا الفيتو في مجلس الامن على مشاريع قرارات ضد إسرائيل وسيعمقون عزلتها السياسية.

فماذا سيفعل بنيامين نتنياهو في هذه اللحظة اذن، حين يكون المنحى الأخير موضوع امامه كمسدس على الطاولة، بعد الحملة الإعلامية عن ضرورة بقائنا في محور فيلادلفيا؟ نعود ونشدد بان لا نحن ولا المحافل المطلعة، مهما كانت رفيعة المستوى فاحصو كلى وقلب. لكن التقدير هو أن في لحظة الحقيقة سيعمل نتنياهو حسب النهج المعروف لرئيس المحكمة العليا الأسبق اهرون باراك. في حينه، عندما ايد القاضي باراك جوهريا قرار المحكمة الذي اعتبر محافظا لكنه لم يكن معنيا بالتصويت له بشكل علني – حرص على أن يجند اغلبية تؤيد القرار فيما هو نفسه يبقى في رأي الأقلية ويصوت ضد.

مسؤولون كبار في الحكومة يقدرون بانه في حالة انضاج الصفقة سيطرحها نتنياهو على التصويت – لا في الكابنت بل في كل الحكومة. وزراء عظمة يهودية والصهيونية الدينية سيعارضون، الوزراء الحريدون سيؤيدون، وزراء الليكود سينقسمون – والصفقة ستحظى بالأغلبية اللازمة. بالضبط مثلما شرح نتنياهو هذا اول امس مساء، في المؤتمر الصحفي، في سياق غالنت: “شرعي أن تصر على رأيك في اثناء المداولات، لكن في اللحظة التي يتخذ فيها القرار يكون ملزما للجميع.

--------------------------------------------

 

 

هآرتس 4/9/2024

 

 

 

متى يتخلى اليسار الإسرائيلي عن “تسامحه” ويعلن حربه على إرهاب اليمين؟

 

 

 

بقلم: عنات كام

 

نحاميا شترسلر الذي يكثر من التطرق في مقالاته لرئيس الحكومة نتنياهو وكأنه تشمبرلين، بمقارنة المارق من قيسارية برئيس الحكومة البريطاني في أواخر الثلاثينيات، الذي مكن الوحش النازي من النمو بسبب تساهله. لدي بعض التحفظات على هذه المقارنة، على رأسها أنها تظلم تشمبرلين الأصلي، ولكن إذا أطلقنا اسم سيئ على التساهل، فيجدر -كما هو سائد في تراث اليسار- إجراء نقد ذاتي والتوقف للحظة واتهام أنفسنا.

أمس، نشرت في الشبكات الاجتماعية دعوة وجهها منتدى “حسمبا”- شباب من أبناء عائلات المخطوفين، لإجراء “حلقة نقاش” في ميدان المخطوفين قبل المظاهرة اليومية في بوابة بيغن – كابلان. منظمو الحدث ومؤسسو المنتدى، ومن بينهم غيل ديكمان الذي هو أول أمس شارك في جنازة ابنة عمته كرمي لغيت التي قتلت في أسر حماس، لا يجب الاحتجاج ضدهم. سيتحدثون وسيلتقون كل من يريد التحدث معهم وسماعهم. أبناء عائلات المخطوفين والأموات يستحقون التحدث عنهم والتذكير بهم. وإذا كانت حلقة النقاش هي الطريقة، فليكن ذلك.

لكن هذا المفهوم ما زال قائماً في النقاش، ورأوا من الصحيح أن يؤسسوا هذا المنتدى من أجل ذكر وتذكر المخطوفين والمقتولين، لأن كل ذلك كان بذنب منا، ولأننا حتى الآن نتساهل، ونمد اليد، ونفكر بوجود شريك في الحوار.

 

 

لكن لا شريك هناك.

 

بعد بضعة أيام على هجوم 7 أكتوبر، عندما بدأ الناجون في الكيبوتسات يدركون ما حدث بصعوبة، وعندما لم يكونوا بعد قد انتهوا من جمع وتشخيص الذين تم ذبحهم في حفلة “نوفا”، حتى بدأت الماكينة تنثر السم من الداخل في نظرية الخيانة، وتضخ الشرور التي هم متخصصون فيها. في الوقت نفسه، سارع المستوى السياسي الذي يبدو أنه المهذب فيها، إلى رعاية “نحن أخوة” و”معاً سننتصر”، لأن “الوحدة” هي المهمة الآن. هم على حق، ولكنهم لم يدركوا بأنهم لن يكونوا جزءاً في هذه الوحدة، لأنهم فعلوا أكثر من أي أحد آخر من أجل المس بها. الناشط اليساري سفستيان بن دانييل، كتب هنا بعد أقل من أسبوع على الهجوم: “أنهينا حلقات النقاش والتساهل. لن نهدأ ولن نرتاح إلى أن يختفي آخر مسؤول من الساحة العامة”.

انظروا إلى الأمر العجيب، “لم نقم بإنهاء أو إخفاء أي أحد”. ها هم يجتمعون في ميدان المخطوفين من كل مكان في العالم، ومستعدون لمد يدهم لمن يهمه الأمر، حتى لمنتديات الأمل والبطولة المتعطشة للدماء، الذين هم، فقط هم، وفقط الضغط السياسي الذي استخدموه، سيؤديان إلى التخلي عن المخطوفين في الأسر، بما في ذلك المخطوفون الستة الذين قتلوا في نهاية الأسبوع الماضي، وبينهم الثلاثة الذين كان سيتم تحريرهم في الهدنة الإنسانية لو وافقت عليها إسرائيل. بالضبط مثل بني غانتس، الذي صافح بن غفير في حفل زفاف ابنة الناشطة السياسية موتي بابتشيك (حريدية لم يتم تعريفها أكثر من ابنة فلان، وهي الآن زوجة فلان، لا اسم خاصاً بها)، فإن عائلات المخطوفين يمدون اليد لمن سيوافق على الاستجابة.

هذا التسامح مع إرهاب اليمين هو الذي باسمه ما زال سمحا روتمان يلقي الخطابات ويشارك بشكل شرعي في مؤتمرات نقابة المحامين (واضح أن هذا بسبب منصبه، لكن في هذا الائتلاف غير الشرعي، يبدو منصبه ليس أكثر من منصب فارغ). والذي باسمه، على مدى أشهر كثيرة في لقاءات السبت في ميدان المخطوفين، لم تتجرأ سيفان كوهين، الرسمية إلى درجة الاشمئزاز، على توجيه أي انتقاد. والذي بسببه وصلنا إلى ما وصلنا إليه. لأننا “متسامحون” و”مستوعبون” و”متعددون” و”ليبراليون” – يجب إنهاء هذا الاسترضاء والتسامح. فلا حلقات نقاش أو حوار. وما دمتم أعلنتم الحرب، فستواجهون بحرب. انتهينا من اللعب المهذب.

--------------------------------------------

 

 

يديعوت أحرونوت 4/9/2024

 

 

 

“بل مذبح المخطوفين”… لنتنياهو: لماذا جعلت محور فيلادلفيا “صخرة وجودنا” فجأة؟

 

 

 

بقلم: أفرايم غانور

 

لو كان لمحور فيلادلفيا فم لهز الدولة بصوت مدوٍ يسمع من “دان” حتى “إيلات”، عندما وقف نتنياهو أول أمس وشرح للشعب القلق في صهيون لعن سبب اعتبار محور فيلادلفيا بمثابة “صخرة وجودنا” ولا بديل عنه لأمننا. وهكذا كان سيزأر الفم:

“يا نتنياهو. أين كنت منذ 2009 عندما صرخت وحذرتك طوال سنين بأن أطناناً من العتاد والبضائع وحتى السيارات وأساساً السلاح وهي تمر من تحتي ومن فوقي من سيناء مصر إلى قطاع غزة؟ أوضحت لك جلياً بأن آلافاً من قتلة حماس الذين يرسلون للإرشاد والتدريب إلى لبنان وإيران من خلالي كل يوم وليلة. يا نتنياهو، أين كنت حين قلت لك بشكل لا لبس فيه إني أرى التعاون الوثيق بين حماس وضباط الجيش المصري في منطقة فيلادلفيا – رفح، وضباط يتمتعون بدخل كبير من المساعدات التي يمنحونها لحماس في تفعيل الأنفاق مقابل غض النظر؟ تجاهلتني، نعم.

“أنت كرئيس وزراء إسرائيل الذي كنت تعرف عن هذا الإخفاق الأمني، أغمضت عينك، مثل الضباط المصريين. والدليل أنك لم تفعل شيئاً رغم تحذيراتي، ورغم أنك كنت تعرف كل شيء. يا نتنياهو، كيف يمكنك بصفتك رئيس وزراء وتعرف إشكالية محور فيلادلفيا، ولكنك لم توقف الأعمال من حولي في حملة “عمود السحاب” في 2012، وفي الوقت نفسه تجاهلتني تماماً فتجاهلت المشاكل حولي في “الجرف الصامد” في 2014. هذا رغم أني حذرتك في حينه أن محور فيلادلفيا هو مصدر كل المشاكل وشريان الحياة الرئيس لتعاظم قوة حماس. لكنك كعادتك فضلت الهدوء، وإغماض العين، وكسب الوقت حتى تتمتع بمناعم الحكم بهدوء.

“يا نتنياهو، أين كنت صباح 7 أكتوبر؟ نعم، أعرف أنهم لم يوقظوك، لم يحذروك، لكن لماذا لم تأمر، مثلما درجت على الأمل: للعمل فوراً في محور فيلادلفيا، للسيطرة على المحور المهم هذا، وقطع حماس عن شريان الحياة الأهم لها. الغريب أنك عندما بدأت مناورة الجيش داخل قطاع غزة، نسيت فيلادلفيا. لم يكن هذا في رأسك. فماذا حصل حتى تتذكرني فجأة بعد أشهر طويلة من الحرب؟ بعد سنوات من التجاهل جعلتني بين ليلة وضحاها مهماً وحرجاً لأمن إسرائيل، حائط المبكى الجديد لشعب إسرائيل؟

“يا نتنياهو، ماذا ظننت؟ أن الشعب في إسرائيل غبي بهذا القدر؟ ماذا، ألا يفهمون بأن لا حماس ولا مصر ستتنازلان عني كشريان حياة ومنجم ذهب، وعدم التنازل هذا سيمنع صفقة لتحرير المخطوفين ووقف الحرب؟ يا نتنياهو، هذا مكشوف جداً مثلما تجاهلتني على مدى السنين، وهكذا تتجاهل اليوم أولئك الذين يطالبونك بتحرير المخطوفين”.

حتى هنا أقوال محور فيلادلفيا الذي أصبح فجأة “صخرة وجودنا” بحيث لا يمكن التخلي عن السيطرة عليه، وبدونه ليس لنا وجود. بضغط بن غفير وسموتريتش اللذين يتحكمان فيه، نتنياهو يجعل محور فيلادلفيا مذبحاً للتضحية بمخطوفينا، فيما يتمسك بأظفاره بقرون المذبح هذا لكي يبقى.

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 4/9/2024

 

 

 

أين المستشارة و”العليا” من تحويل بن غفير جهاز الشرطة إلى عصا تبطش بالمتظاهرين؟

 

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

قبل أسبوعين نجح وزير الأمن القومي بن غفير في اتخاذ خطوة كبيرة أخرى في تحويل شرطة إسرائيل إلى ذراع تنفيذي لـ “عظمة يهودية”: فقد عين مفتشاً عاماً عنه بعد أن سحب مرشحه الأول، ابشالوم فيلد، ترشيحه لاعتقاده أنه لن يجتاز لجنة التعيينات. منذ اختباره الأول، “برر” ليفي تعيينه عن بن غفير، حين خرق موقف المستشارة القانونية للحكومة – والقانون – وسوغ ترفيع الرائد مئير سويسا رغم لائحة اتهام ضده عقب إلقاء قنابل صوت نحو المتظاهرين.

يبدو أن مرؤوسي المفتش العام الجديد استوعبوا روح القائد الجديدة، وكان يمكن أن نرى هذا في سلوك الشرطة في تل أبيب والقدس في المظاهرات من أجل صفقة المخطوفين وضد الحكومة. رياح شريرة تهب الآن في الشرطة، وحتى هذا الأمر لم يكن هو الحال دوماً في أيام الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي. أصبحت المظاهرات في تل أبيب استعراضاً لعنف الشرطة، بما في ذلك استخدام الفرسان وقوات حرس الحدود التي تعربد بين جمهور المتظاهرين منذ بداية المساء – وليس كوسيلة أخيرة لتفريق المظاهرات. أما في القدس، بعد وقت قصير من عودة مئات الشبان من جنازة رفيقهم هيرش غولدبرغ بولين وصبوا غضبهم وحزنهم في المظاهرة في شوارع المدينة، اصطدموا بعنف شديد من الشرطة. الأيادي أيادي الشرطة، لكن الروح روح بن غفير.

لا يدور الحديث عن مستويات ميدانية فقط، فبتعليمات من قائد لواء تل أبيب، اللواء بيرتس عومر، وفي محاولته لإثارة إعجاب الرجل الذي لعله يعينه نائباً للمفتش العام، صدر أمر لتنفيذ اعتقالات بالجملة، وبالقوة. أكثر من 81 متظاهراً اعتقلوا في اليومين الأخيرين في الاحتجاجات التي نشبت عقب قتل المخطوفين الستة. أخذ معظمهم كخطوة عقاب إلى معتقل في منشآت الحبس لدى مصلحة السجون، رغم أنه كان ممكناً إطلاق سراحهم فور التحقيق معهم. أطلقت المحاكم سراح الجميع، ولم تفرض أي شروط مقيدة. بتهكم عظيم، تم وصف بعض المعتقلين بأنهم “خارقو قانون” غير أن من أساء استخدام قوته لغرض الاعتقال والتخفيف هي الشرطة نفسها.

على قيادة الشرطة إلا تعتاد هذا السلوك. عومر، وليفي، والمسؤولون الآخرون، يفهمون إرادة الوزير ويستجيبون لها من خلال المس بحرية الاحتجاج. لقد أقرت المحكمة العليا تعيين بن غفير استناداً إلى فرضية بقاء الشرطة مستقلة، لكن الوضع تغير. تفكر المفتش العام، وقائد لواء تل أبيب، وآخرين، ليس مستقلاً ولا مهنياً، بل سياسي بوضوح، وكأنهم فتيان بن غفير بزيهم المعروف. كل هؤلاء، إلى جانب تدخلات كثيرة وبارزة وفظة من جانب بن غفير في تفعيل الجهاز وبنائه، تستوجب تدخل المستشارة القانونية وتوجهاً متكرراً لـ “العليا”. عندما تسيطر السياسة على الشرطة من الواجب لجمها.

وبالطبع، لا ينبغي أن ننسى من عيّن بن غفير في منصبه وما هي دوافعه.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق