المقاطعة ضدّ إسرائيل تضرّ بمبيعات ستاربكس وماكدونالدز حول العالم
أعلنت شركة ماكدونالدز في 29 تمّوز/ يوليو أن مبيعاتها العالمية تراجعت للمرة الأولى منذ عام 2020، حيث انخفض صافي ربحها بنسبة 12% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأعلنت شركة ستاربكس في 30 حزيران/ يونيو، أن مبيعاتها في متاجرها في أميركا الشمالية تراجعت بنسبة 2%، كما تراجعت مبيعاتها في بقية أنحاء العالم بنسبة 7%. وذكرت الشركة أيضًا أن إجمالي أرباحها الدولية انخفض بنسبة 23%.
وعلى الرغم من أن الشركات تشير إلى تقلبات العملة، والتباطؤ في السوق الصينية، وردود فعل المستهلكين على ارتفاع أسعار القائمة كأسباب للتغيير، إلا أن الرؤساء التنفيذيين لكلتا الشركتين استشهدوا بالصراع في غزة عند مناقشة المشاكل التي تواجهها الشركات.
واحتفلت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) بالانخفاض في أرباح ماكدونالدز على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت: «#BDS فعّالة!» ورغم أن ماكدونالدز ليست جزءًا من قائمة المجموعة للمقاطعات الاقتصادية أو الاستهلاكية المستهدفة، فقد أيّدها المسؤولون باعتبارها حركة شعبية عضوية بدأت بعد وقت قصير من السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عندما دعمت فروع السلسلة الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي في غزوه لغزة.
وقالت المجموعة مستخدمة هاشتاغ #BoycottMcDonalds، إن «ماكدونالدز إسرائيل قدمت وجبات مجانية لجنود الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية في غزة ضد 2.3 ملايين فلسطيني، كما قامت الشركة بعشرات فروعها على مدى عقود بدعمِ جهود الحرب في إسرائيل العنصرية».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كمبنسكي (Chris Kempczinski) خلال مكالمة الأرباح الفصلية يوم الإثنين إن «العديد من الأسواق […] ما تزال تتأثر سلبًا بالحرب في الشرق الأوسط». وكانت الشركة حذرت في وقت سابق من انخفاض الأرباح في دول الشرق الأوسط ودول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا، والتي تضم أغلبية مسلمة. وفي المكالمة الخاصة بالأرباح، أشار كمبنسكي أيضًا إلى انخفاض المبيعات في فرنسا، وعزا هذا الانخفاض إلى العدد الكبير من السكان المسلمين في البلاد.
كما أشار الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس لاكشمان ناراسيمهان (Laxman Narasimhan) إلى النزاعِ في المكالمة الفصلية للشركة يوم الثلاثاء (30 حزيران/ يونيو)، مشيرًا بشكل غير مباشر إلى جهود المقاطعة في نفس المناطق التي تعاني فيها ماكدونالدز من مشاكل دولية.
وقال ناراسيمهان: «ما تزال الرياح المعاكسة تهبّ في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأجزاء من أوروبا بسبب المفاهيم الخاطئة المنتشرة على نطاق واسع حول علامتنا التجارية». وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الشركة عن «تأثير كبير على حركة الناس في أفرعهم ومبيعاتهم» في أسواق الشرق الأوسط والولايات المتحدة، وعزت ذلك أيضًا إلى «المفاهيم الخاطئة» حول علامتها التجارية.
وأعربت نقابة اتحاد عمال ستاربكس بعد وقت قصير من السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، التي تمثل أكثر من 10 آلاف من موظفي السلسلة، عن تضامنها مع فلسطين على حسابها X في تغريدة، حُذفت بعدها بفترة. وجاء في تغريدة النقابة: «نتضامن مع فلسطين!»، واقتبست النقابة تغريدة أخرى صورة لجرافة تخترق السياج المحيط بغزة. وردت شركة ستاربكس على هذا القرار، حيث رفعت دعوى قضائية ضد الاتحاد بتهمة الإضرار بسمعتها وتضليل المستهلكين للاعتقاد بأن الشركة نفسها تدعم فلسطين. وانتشر خبر الدعوى القضائية على نطاق واسع عبر الإنترنت، إلى جانب دعوات للتوقف عن الشراء من السلسلة.
وبدأت دعوات مقاطعة ماكدونالدز أيضًا بعد أيام من السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر، عندما أعلن صاحب الامتياز الإسرائيلي لشركة الوجبات السريعة العملاقة على وسائل التواصل الاجتماعي أنه «تبرع ويواصل التبرع بعشرات الآلاف من الوجبات لوحدات الجيش الإسرائيلي والشرطة والمستشفيات والسكان في جميع أنحاء القطاع وجميع قوات الإنقاذ»، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي.
ودافع كمبنسكي عن شركته وسط مقاطعة ماكدونالدز في منشور على موقع لينكد إن في كانون الثاني/ يناير، وألقى باللوم في الضربات التي تعرضت لها المتاجر على المستوى الدولي على «الحرب والمعلومات المضللة المرتبطة بها». وفي محاولة على ما يبدو لتقريب المسافة بين إسرائيل وأسواقها الأخرى، أشار إلى أن متاجر ماكدونالدز الدولية مملوكة محليًا، «بما في ذلك في البلدان الإسلامية».
وبدأ السكان وجماعات حقوق الإنسان، وخاصة في الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل باكستان والكويت، في مقاطعة السلسلة، مما دفع صاحب الامتياز الباكستاني إلى محاولة فصل نفسه عن نظيره الإسرائيلي. وفي نيسان/ أبريل، اضطرت شركة ماكدونالدز إلى إعادة شراء 225 مطعمًا لها في إسرائيل بعد أن أدت المقاطعة إلى انخفاض المبيعات في الشرق الأوسط، بحسب التقارير.
أضف تعليق