السجون السرية الاسرائيلية… ما خفي أعظم
لم تكن السجون السرية الاسرائيلية فكرة جديدة ولكنها تضاعفت بعد السابع من اكتوبر، وقد أنشئت السجون السرية الاسرائيلية من اجل تعذيب الاسرى الفلسطينيين والتنكيل بهم بعيدا عن المراقبين الدوليين والراصدين لانتهاكات حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية المتعلقة بمناهضة التعذيب، والاختفاء القسري، حيث منحت اسرائيل الاسرى الفلسطينيين صفة المقاتلين غير الشرعيين من أجل ان تتنصل من إلتزامها القانوني المتعلق بحقوق الاسرى والمعتقلين الاداريين.
تعتمد السجون السرية الاسرائيلية على اخفاء الاسرى الفلسطينيين سواء كانوا في المعتقلات الادارية والسجون الاسرائيلية او اختطافهم من امام منازلهم وبيوتهم دون ابلاغ ذويهم، وتقوم المخابرات الاسرائيلية وهيئة ادارة السجون السرية الاسرائيلية بتغيير أسماء الاسرى وتسميتهم بأسماء مستعارة بهدف إخفاء المعلومات قدر الامكان وابتزاز الفلسطينيين بأي عملية تبادل بين الاسرى الاسرائيليين والاسرى الفلسطينيين.
وتبلغ مساحة الزنانة في السجون السرية الاسرائيلية أقل من متر مربع تشرف عليها الوحدة العسكرية الاسرائيلية (504) المتخصصة في فن التعذيب والتنكيل.
تعتبر اسرائيل من اكثر الدول وحشية في التعامل مع الاسرى والمعتقلين الاداريين، فهناك أنواع تعذيب مشتركة بين السجون العلنية وبين السجون السرية، وللأسف فإن السجون السرية تكون بشكل أعنف وأكثر تطرفا، منها: التعرية، القرفصة، تعتيم العينين، التقييد بالاصفاد لمدة 24 ساعة، شد الاصفاد على اليدين وربطها بالقدمين، ما ادى الى قطع بعض الايادي للاسرى الفلسطينيين.
كما تمنع ادارة السجون السرية الاسرائيلية الاسرى من دخول بيت الخلاء، وان سمحوا لهم تكون عيونهم مغطاة، اضافة الى الجلوس على ركبهم طيلة اليوم دون حراك.
وتمارس ادارة السجون الاسرائيلية الضرب المبرح للأسرى بالايدي والارجل، وفي كعب البنادق، وتستخدم الكلاب البوليسية لنهش الاسرى بأنيابهم، وترش الفلفل الحار والغازات الحارقة والسامة داخل السجون، اضافة الى الصدمات الكهربائية حتى فقدان الوعي، وسياسة التجويع والتعطيش.
كما تقوم ادارة السجون الاسرائيلية بكسر أيدي وأقدام الاسرى، وبالاعتداءات الجنسية على الاسرى والاسيرات، وتهديدهم بالموت، كذلك اجبارهم على انشاد النشيد الوطني الاسرائيلي، وشتم الذات الالهية وقيادة المقاومة الفلسطينية، ومنعهم من التحدث بصوت عال والنوم بشكل متكامل ومتواصل، واقامة الشعائر الدينية.
وتحرم ادارة السجون الاسرائيلية الاسرى من تبديل ملابسهم، ومن الاغتسال، وهناك الكثير من الاسرى يتبولون في ثيابهم، ناهيك عن الاهمال الطبي وحرمانهم من الدواء اللازم لاسيما لمرضى السكري والضغط، واجراء عمليات دون تخدير.
كما تمنع ادارة السجون اعطاء اي معلومات حول الاسرى، وترفض اطلاع الصليب الاحمر والجمعيات الحقوقية على اوضاعهم، وتحرمهم من التواصل مع العالم الخارجي، فأصبح الاسرى مثل اهل القبور، يتمنون معرفة أوضاع أهاليهم وبيوتهم في قطاع غزة.
هناك علاقة وثيقة بين السجون السرية الاسرائيلية ومقبرة الارقام التي تضم الجثامين المحتجزة للأسرى الفلسطينيين، دون معرفة إسم من هو الاسير الفلسطيني حيث تمنحه ادارة السجن رقما يوضع على قبره، من اجل عدم معرفة الاهل عندما يتم استرجاع الجثة واطلاق اي عملية تبادل بين الاسرى الاسرائيليين والفلسطينيين صاحب الجثة. وكذلك الامر هناك علاقة بين ثلاجات الموتى والسجون السرية، حيث تحتجز اسرائيل عشرات الجثث من الاسرى الفلسطينيين من اجل الابتزاز السياسي.
وتقوم إسرائيل بإجراء عملية التجارب الطبية على الاسرى الفلسطينيين في السجون السرية، مما أصبح الاسير الفلسطيني يستخدم كحقل تجارب طبية.
وهناك عدد كبير من الاسرى المفقودين الذين لا يعرف احدا عنهم اي شيء، وتعرضوا لسرقة أعضائهم ودفنوا في مقبرة الارقام الاسرائيلية بهدف إزالة أثار نزع الاعضاء البشرية عن طريق تحللها، ومن أجل تغطية الجرائم المرتكبة ضد الاسرى الفلسطينيين في السجون السرية الاسرائيلية.
تجري محاكمة الاسرى الفلسطينيين في السجون السرية الاسرائيلية امام المحاكم الاسرائيلية المختلفة وذات خلفية عسكرية، وتتم هذه المحاكمات بطريقة سرية عالية، حيث يمكن ان يحضر الاسير الى منزل القاضي، او الى قاعات المحكمة في الساعات المتأخرة في الليل، دون تسجيل المداولات في المحكمة، ويكتب محضر الجلسة على حاسوب متنقل مرتبط بالحاسوب المركزي للمحكمة.
لا يتمتع الاسير الفلسطيني بحقه في المحاكمة العادلة، ويمنع من تعيين محامي خاص به، ويسجن بدون تهمة بناء على تقرير صادر عن الاستخبارات الاسرائيلية، وقرار القاضي اسرائيلي مرتبط بقرار أجهزة المخابرات الاسرائيلية.
آن الأوان ان يضع المجتمع الدولي حدا لافلات اسرائيل من العقاب، وبعد الاطلاع على اوضاع الاسرى الفلسطينيين في بعض السجون السرية الاسرائيلية تبين ان الاسرى يعيشون عيشة اهل القبور، وبات من الضروري اطلاق سراحهم، فهم يستحقون كل انواع التضحيات، ولا ننسى ان الحرية دائما ما تكون كلفتها غالية.
أضف تعليق