الظروف الاقتصادية تؤثر على فرحة العيد في المخيمات الفلسطينية بسوريا
ألقت الأوضاع الاقتصادية المتردية في سوريا بظلالها القاتمة على احتفالات اللاجئين الفلسطينيين بعيد الأضحى المبارك، حيث تُقلّص من قدرتهم على تبادل الزيارات وصلة الأرحام، وتُحوّل مظاهر العيد إلى بساطة تُخالف العادات والتقاليد المُعتادة.
ويُعاني الفلسطينيون في سوريا، من ظروف اقتصادية صعبة للغاية، حيث تُثقل كاهلهم أعباء البطالة والفقر وانخفاض قيمة الرواتب، ممّا يضطرّهم إلى تقليص نفقاتهم، بما في ذلك تلك المُخصصة للأعياد.
وأوضح عدد من أبناء المخيمات الفلسطينية، أنّهم اضطروا إلى الاكتفاء بالزيارات السريعة خلال العيد، دون تبادل الهدايا أو تقديم الحلويات، التي باتت بالنسبة للكثيرين حلماً بعيد المنال.
وبيّن أبو عبد الله أحد سكان مخيم اليرموك أنّ "ارتفاع أسعار الحلويات بشكل كبير هذا العام، حال دون قدرتهم على شرائها، ممّا اضطرّهم إلى الاكتفاء بتقديم القهوة والشاي للضيوف."
وأضاف سمير من مخيم خان دنون أنّ "العديد من العائلات باتت تُحجم عن استقبال الضيوف خلال العيد، خوفاً من إحراجهم بعدم قدرتها على تقديم الضيافة المُعتادة."
وأشار أحد أبناء مخيم درعا إلى أنّ "بعضنا يُفضّل عدم زيارة الأقارب والأصدقاء خلال العيد، لتجنّب وضعهم في مواقف محرجة، خاصةً أنّ مئات العائلات لا تستطيع توفير الحلويات أو مستلزمات العيد الأساسية."
وتُظهر هذه الشهادات الحية من المخيمات الفلسطينية في سوريا كيف أنّ الأوضاع الاقتصادية الراهنة لا تُعيق فقط الاحتفالات، بل تُعمّق الشعور بالعزلة والحرمان.
وتُلقي هذه الأوضاع بظلالها على نفسية أبناء المخيمات، خاصةً الأطفال، الذين اعتادوا على مظاهر العيد المُبهجة واللعب في الساحات العامة، ممّا يُضاعف من صعوبة الحياة اليومية في ظلّ الظروف الاقتصادية.
أضف تعليق