24 تشرين الثاني 2024 الساعة 17:07

المنظومة الصحية في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي

2024-05-23 عدد القراءات : 603

حمزة حماد / مسؤول التجمع الإعلامي الديمقراطي وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين


في ظل الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جباليا لليوم 12 على التوالي وشن عمليات الإبادة الجماعية بحق مواطنيه، واجبارهم على النزوح من منازلهم ومراكز الايواء نحو المناطق الغربية لمدينة غزة، يواصل الاحتلال انتهاكاته القانونية والأخلاقية بحق المستشفيات الفلسطينية في محافظتي غزة والشمال، وممارسة إرهابه المنظم تجاه الكوادر الطبية عبر عمليات الاعتقال والتعذيب والقتل.

لم يكتف الاحتلال خلال الأشهر الأولى من الحرب الدموية المفتوحة على شعبنا والتي تستمر ليومها 230 على التوالي وراح ضحيتها أكثر من 35 ألف شهيدا و80 ألف جريحا، باقتحام المشافي وحرقها وتدمير كل المعدات الطبية واتلاف المستلزمات الطبية، وإنشاء مقابر جماعية بداخلها، إضافة لأحداث التخريب، وقد رأينا ذلك خلال اقتحام مشفى كمال عدوان في شمال غزة، ومجمع الشفاء الطبي والمعمداني بمدينة غزة، ومشفى ناصر في خانيونس، واستهداف مراكز صحية عديدة بقذائف المدفعية وطائرات الاستطلاع كما حدث في مشفى كمال عدوان مجددا وجعلها خارجة عن الخدمة في ظل عمليات الحصار والإبادة والنزوح.

عاد سيناريو استهداف المشافي مجددا بعدما رأينا الكادر الطبي لمستشفى العودة يخلي بعد أن أجبره الاحتلال على الإخلاء مشيا على الأقدام وسط الترسانة العسكرية التي تحاصر المشفى لليوم الخامس على التوالي، وإبقاء المصابين داخلها دون رعاية طبية.

ان النسب والاحصائيات، إضافة للشواهد المُرعبة للاستهداف المتعمد للمنظومة الصحية في القطاع لم تزعج أصحاب الفقعات الإعلامية من المجتمع الدولي الذين صدعوا رؤوسنا بتصريحات الإدانة والشجب والاستنكار، دون اللجوء لخطوات عملية تعزز من الإمدادات الطبية وتوقف الحرب المُعلنة على القطاع الصحي والذي يعد حكم بالإعدام لشعب بأكمله.

ففي ظل تركز الاستهدافات الإسرائيلية في شمال غزة بات أكثر من 700 ألف نسمة بلا خدمة صحية بعد خروج مشفى كمال عدوان التي رُممت مؤخرا ومشفى العودة مجددا، وهذا ما أكدته تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة أنه "يتم التعامل مع أقل من 2% من الخدمات الصحية المتبقية في شمال القطاع وجنوبه، وأن 19 سيارة تعمل في القطاع بعد تدمير 130 سيارة أصبحت خارج الخدمة".

وأضاف: "أكثر من 160 كادر صحي كانوا يتواجدون في مشفى العودة وأكثر من 140 كادر في مشفى عدوان، إضافة للمصابين والمرضى وحالات الخدش من الأطفال الذين يصعب التعامل معهم في ظل غياب الخدمات الطبية، حيث ما يقدم حاليا عبارة خدمات صحية بسيطة". كما أن 25 ألف شهيد استكملت بياناتهم بشكل كامل، وأكثر من 10 آلاف مفقود لا نستطيع الوصول إليهم، في ظل حاجة 11 ألف جريح للسفر لتلقي العلاج.

فرغم الكشف عن واقع التهديد الخطير الذي يعصف بالمنظومة الصحية، نجد أن المشفى الوحيد الذي ربما بإمكانه تقديم الخدمة للمصابين والمرضى في شمال غزة وبشكل محدود هو المشفى المعمداني فقط، إضافة لنقطة طبية في الشيخ رضوان لكن للأسف بلا خدمات طبية كاملة.

وذكرت مصادر رسمية، استشهاد 493 من الكوادر الصحية خلال العدوان المتواصل، واعتقال 310 منها من بينها مدراء مشافي، الأمر الذي يعكس الوحشية والجريمة الإسرائيلية الكبرى التي تعانيها المنظومة الصحية على مرأى وسمع العالم، كما أوضحت أن 33 مستشفى و55 مركزا صحيا أخرجهم الاحتلال عن الخدمة، إضافة إلى 160 مؤسسة صحية تم استهدفها.

المنظمات الدولية والمجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية لوقف الجريمة الإنسانية التي تمارسها دولة الإرهاب في المنطقة تجاه الشعب الفلسطيني، وعليهم الإسراع في إتخاذ خطوات جادة لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية المدعومة غربيا وامريكيا إزاء الصمت المُريب والغير مبرر.

 

أضف تعليق