تتواصل لليوم العاشر احتجاجات في جامعات أمريكية ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأظهر إحصاء أن الشرطة ألقت القبض على نحو 550 شخصا خلال الاحتجاجات على مدار الأسبوع بجامعات أمريكية رئيسية.
الشرارة كانت من جامعة كولومبيا عندما بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين اعتصاما في حديقة الحرم الجامعي احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة.
اعتقال 108 طلاب أشعل فتيل الاحتجاجات في جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، لتتسع بعدها رقعة الفعاليات الاحتجاجية يوما بعد آخر.
وفي الوقت الذي لجأت فيه بعض إدارات الجامعات للتفاوض مع المحتجين، اختارت أخرى طلب تدخل قوات الأمن، التي قامت بقمع الاحتجاجات بشكل عنيف، وصف بـ”الهمجي” واعتبر إدانة لدولة مثل الولايات المتحدة، تدعي الديمقراطية.
وتسائل معلقون في أمريكا وخارجها، عن ازداوجية المعايير في انتقاد واشنطن لمثل هذه القمع لو حدث في بلدان أخرى تصفها بالديكتاتورية مثل إيران.
ففي جامعة “إيموري” بولاية جورجيا شهدت اعتقال 20 طالبا وإطلاق عناصر الشرطة قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، بحسب ما دونه أحد طلابها في موقع إخباري محلي.
وفي الجامعة نفسها، اعتقلت قوات الأمن رئيسة قسم الفلسفة نويل مكافي وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين إثر مشاركتهما في مظاهرة تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف الدعم الأمريكي لإسرائيل.
ونشر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر تعرض الأكاديميين لعنف من عناصر الشرطة.
أما في جامعة ولاية أوهايو، فضت قوات الأمن مظاهرة طلابية متضامنة مع فلسطين، مستخدمة العنف تجاه المتظاهرين.
وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل الاجتماعي وجود قناصين على أسطح البنايات داخل حرم الجامعة التي أعلنت إدارتها بأنهم أشخاص من مديرية أمن الولاية.
وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إلغاء حفل التخرج الرئيسي هذا العام، وذلك بعد إلغاء خطاب التخرج الذي كانت ستلقيه أسنا تبسم، الطالبة المسلمة التي تم اختيارها لإلقاء كلمة الطلبة المتفوقين في حفل التخرّج لعام 2024.
وشهدت الجامعة نفسها اعتقال 93 طالبا خلال مظاهرات “دعم غزة”.
جامعة جورج تاون في واشنطن، شهدت هي الأخرى مظاهرة داعمة لفلسطين شارك فيها مئات الطلاب عبر إطلاق هتافات من قبيل “فلسطين حرة” و”أوقفوا إطلاق النار فورا في غزة”.
رقعة الاحتجاجات شملت كذلك جامعة إنديانا أيضا، وشهدت تدخل قوات الأمن مستخدمة العنف تجاه الطلاب المعتصمين داخل خيام في حرم الجامعة، حيث اعتقل 33 منهم بتهمة “انتهاك سياسات الجامعة”.
أما جامعة كونيتيكت فقد شارك قرابة 300 من طلابها في مظاهرة داعمة لفلسطين، فيما قامت قوات الأمن بإزالة الخيم التي نصبوها، واعتقلت طالبا.
وإلى ولاية بنسلفانيا، حيث قام طلاب في جامعتها بمغادرة الصفوف الدراسية للمشاركة في مسيرة بقلب المدينة للتضامن مع فلسطين.
كذلك أقام طلاب جامعة برينستون معسكراً “للتضامن مع غزة”، لتعلن الجامعة بأن هذه الخطوة “تتعارض مع قواعد الجامعة”، لتقوم الشرطة بعدها باعتقال طالبين من طلاب الدراسات العليا ممن شاركوا في المظاهرة.
وفي سياق متصل، تتواصل في جامعة كاليفورنيا متعددة التقنيات احتجاجات داعمة لفلسطين منذ 22 أبريل/نيسان الجاري، رغم تدخل قوات الأمن.
في الأثناء، طالب أعضاء في الهيئة التدريسية رئيس الجامعة بالاستقالة على خلفية دعوته قوات الأمن لتفريق وإقصاء الطلاب المتظاهرين.
مظاهرات الطلاب تمتد إلى جامعتي نورث كارولينا وأريزونا الأمريكيتين
امتدت الاحتجاجات الطلابية بالولايات المتحدة المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جامعتي نورت كارولينا وأريزونا.
وذكرت وسائل إعلام أمريكي، الجمعة، أن مخيمات جديدة نصبت في جامعتي نورث كارولينا وأريزونا، وسط استمرار الاحتجاجات الطلابية التي تطالب مؤسسات التعليم العالي بإدانة الحرب على غزة وسحب استثماراتها من شركات إسرائيلية.
الشرطة حاولت فض الاعتصام في جامعة أريزونا، لكن المتظاهرين بقوا في حديقة الحرم الجامعي بعد هدم خيامهم ومصادرتها، وفق ما أوردته شبكة “آي بي سي” الأمريكية.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بالحرب الإسرائيلية مثل “واحد، اثنان ثلاثة أربعة.. لا احتلال بعد الآن”، و”خمسة ستة سبعة ثمانية.. إسرائيل دولة فصل عنصري”، و”واحد اثنان ثلاثة أربعة.. لا نريد حربكم القذرة”، و”خمسة ستة سبعة ثمانية.. إسرائيل دولة إرهابية”، بحسب الشبكة.
وشهدت الاحتجاجات اعتقال عدد من الأشخاص، لكن لم يتضح العدد الإجمالي للمعتقلين على الفور.
وفي السياق، نصب طلاب جامعة نورث كارولينا أكثر من 12 خيمة في حرم الجامعة، وفقا لصحيفة “ديلي تارهيل” الطلابية.
وأوضحت الصحيفة أن المخيم ضم قرابة 100 طالب يطالبون الجامعة بمقاطعة إسرائيل أكاديميا وبسحب استثماراتها مع شركات إسرائيلية.
بلينكن: الاحتجاجات على الحرب في غزة من سمات الديمقراطية
وفي بكين قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة إن الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب إسرائيل في غزة من السمات المميزة للديمقراطية في بلاده، لكنه انتقد ما أسماه “الصمت” تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وردا على سؤال في مؤتمر صحافي في الصين عن مدى التفاته لرسالة المحتجين، قال بلينكن إنه يفهم أن الصراع أثار “مشاعر قوية ومحمومة” وإن الإدارة تفعل كل ما في وسعها لوقف الحرب.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي “في بلدنا، من السمات المميزة لديمقراطيتنا أن يعلن مواطنونا عن آرائهم ومخاوفهم وغضبهم في أي وقت، وأعتقد أن هذا يعكس قوة البلاد وقوة الديمقراطية”.
لكنه أشار إلى أن المنتقدين يجب أن “يصبوا غضبهم على مقاتلي حركة حماس الذين أشعلوا الحرب بهجومهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي قتلوا فيه نحو 1200 شخص واحتجزوا نحو 250 رهينة، وفقا لإحصائيات إسرائيلية”.
وأدى الرد العسكري الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 77 ألفا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال بلينكن “من الملاحظ أيضا أن هناك صمتا تجاه حماس، كما لو أنها لم تكن جزءا من القصة”.
وأضاف “لكن، كما قلت مرارا، هناك أهمية كبيرة للطريقة التي تتبعها إسرائيل لضمان عدم تكرار السابع من أكتوبر تشرين الأول. ونحن نعمل كل يوم لتقليص الضرر الذي لحق بالأبرياء والتأكد من حصولهم على ما يحتاجونه من مساعدة ودعم”.
وقال بلينكن الذي اجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ومسؤولين آخرين في بكين اليوم الجمعة إنه ناقش كيفية اضطلاع الصين بدور بناء في الأزمات العالمية، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط التي يقول إن بوسع بكين منع إيران وحلفائها من تصعيد الصراع.
وقال بلينكن إنه تحدث إلى وزير الخارجية وانغ يي مرات هذا الشهر حين تصاعدت التوترات بين إسرائيل وطهران. والصين هي المشتري الرئيسي للنفط الذي تصدره إيران الخاضعة لعقوبات.
وقال الوزير الأمريكي “أعتقد أن العلاقات، أكرر، (العلاقات) التي تملكها الصين قد تكون نقطة إيجابية في محاولة تهدئة التوترات، ومنع التصعيد، وتجنب انتشار الصراع، واتفقنا على أن نبقى على اتصال منتظم فيما يتعلق بهذا، وهذا بالتأكيد ما أنوي القيام به”.
أضف تعليق