جاهز للإبحار ولكن.. “أسطول الحرية” يضطر لتأجيل إبحاره لغزة تحت ضغط تكتيكات إسرائيلية
وقال التحالف، في بيان رسمي: "تلقينا اليوم كلمة عن "حاجز إداري" أقامته إسرائيل في محاولة لمنع مغادرتنا. وتمارس إسرائيل ضغوطاً على جمهورية غينيا بيساو لسحب علمها من سفينتنا الرائدة – أكدنيز (البحر الأبيض المتوسط). أدى هذا إلى طلب إجراء فحص إضافي، من قبل الدولة صاحبة العلم، مما أدى إلى تأخير المغادرة المخطط لها في 26 أبريل/نيسان".
كما قال الأسطول، في بيانه الرسمي كذلك: "وهذا مثال آخر على قيام إسرائيل بعرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة الذين يواجهون مجاعة متعمدة. فكم من الأطفال سيموتون بسبب سوء التغذية والجفاف بسبب هذا التأخير والحصار المستمر الذي يجب كسره؟".
تأجيل تحرك أسطول الحرية التركي إلى غزة
أضاف البيان الرسمي: "هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل هذا النوع من التكتيكات لمنع سفننا من الإبحار. لقد تغلبنا عليها من قبل، ونعمل بجد للتغلب على هذه المحاولة الأخيرة. لقد اجتازت سفننا بالفعل جميع عمليات التفتيش المطلوبة، ونحن واثقون من أن أكدنيز سوف تجتاز هذا التفتيش، بشرط عدم وجود تدخل سياسي. ونتوقع ألا يستغرق هذا أكثر من بضعة أيام. ولن تكسر إسرائيل عزمنا على الوصول إلى سكان غزة".
أن تحالف "أسطول الحرية" حركة تضامن شعبية، يتكون من عدد من المنظمات التضامنية من أكثر من 12 دولة حول العالم، وتتركز جهوده على محاولات كسر الحصار البحري غير القانوني عن غزة، وعلى إظهار بشاعة الجريمة الإسرائيلية الممتدة منذ عام 2006.
ونظم التحالف العديد من حملات كسر الحصار البحري، كان أبرزها سفينة "مافي مرمرة" التركية وأخواتها من السفن الدولية، التي تمت مهاجمتها والاعتداء عليها من قبل البحرية الإسرائيلية عام 2010.
كانت قناة عبرية قد سبق أن كشفت قبل أيام عن تدريبات يجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي تمهيداً لاستيلاء مسلح محتمل من قبله على "أسطول الحرية" المقرر إبحاره من تركيا خلال أيام لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وأضافت القناة (12) الخاصة: "تجري في إسرائيل الاستعدادات لإبحار "أسطول الحرية" من تركيا إلى قطاع غزة، والذي من المقرر أن يتم في بداية الأسبوع المقبل".
وتابعت: "في الأيام الأخيرة، نفذت إسرائيل سلسلة من التحركات السياسية أمام دول مختلفة، وبدأت أيضاً الاستعدادات الأمنية لاحتمال الاستيلاء المسلح على السفينة مرمرة 2".
وقالت القناة: "تستعد المنظومة الأمنية الإسرائيلية لاحتمال أن يكون من الضروري وقف الأسطول الذي يهدد بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة".
ووفق القناة، بدأت إسرائيل "سلسلة من التحركات السياسية أمام دول أوروبية (لم تسمها)، بمساعدة الولايات المتحدة"، دون أن توضح القناة طبيعة هذه التحركات.
ومضت القناة: "في الوقت نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضاً التدريب والتحضير لمداهمة السفينة، وبدأ مقاتلو شايطيت 13 (وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية) في التدرب على مداهمة السفينة، والاستعداد لكل سيناريو محتمل، ما يعيد إلى الأذهان أحداث العنف التي شهدها أسطول مرمرة عام 2010".
وقالت القناة إن "أسطول الحرية سيبحر خلال أيام وعلى متنه نحو 5500 طن من المساعدات الإنسانية"، مشيرة إلى أن السفينة "مرمرة 2 هي واحدة من ثلاث سفن من المقرر أن تغادر إلى غزة بمشاركة نشطاء من عدة دول بينها ألمانيا وماليزيا والنرويج والأرجنتين وإسبانيا وكندا وجنوب أفريقيا".
مؤتمر لنشطاء أسطول الحرية
جدير بالذكر أنه قد عُقد مؤتمر صحفي في حوض خاص لبناء السفن بمنطقة توزلا في إسطنبول، لتقديم معلومات عن الأسطول المزمع انطلاقه قريباً بمشاركة نحو 1000 شخص.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، أعلنت الضابطة الأمريكية المتقاعدة والدبلوماسية السابقة آن رايت، عن افتتاح حملة "أسطول الحرية لغزة".
وأشارت رايت إلى مشاركتها الحملة عام 2010 عبر سفينة "مافي مرمرة" التي انطلقت برفقة 7 سفن مختلفة بمشاركة أشخاص من عشرات الدول.
وأوضحت أنه يجب على الضمير الدولي وجميع الناس التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وممارسة الضغوط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة.
وفيما يتعلق بما سيفعلونه في حال تعرض الأسطول لهجوم إسرائيلي، قالت رأيت إنه "وفقاً للقواعد الدولية وحقوق الإنسان الدولية في هذه القضية، فإن سجل إسرائيل حافل جداً، وارتكابها خطأ مرة أخرى ليس بالوضع الجيد بالنسبة لأمنها". وأضافت أن الاستعدادات مستمرة وسيتم تزويد الرأي العام بمعلومات حول انطلاق السفينة قريباً جداً.
وفي 31 مايو/أيار 2010، تعرض ناشطون وصحفيون كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" التي شقت طريقها من تركيا عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر لقوة مفرطة استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المياه الدولية. وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن استشهاد 10 ناشطين وجرح أكثر من 50 آخرين.
وتحالف أسطول الحرية الدولي يضم عدداً كبيراً من منظمات المجتمع المدني الدولية والناشطين، بينها هيئة الإغاثة الإنسانية (إيه ها ها) التركية.
أضف تعليق