أول كتاب يوثق لتاريخ فلسطين بالأدلة
صدر حديثاً عن "المكتبة الوطنية" في فلسطين، كتاب حول التراث اللغوي الكنعاني في فلسطين، بعنوان "التراث اللغوي الكنعاني المكتوب من فلسطين".
الكتاب الذي أعده عصام الحلايقة وحرره حمدان طه، يشمل مقدمة و7 فصول حول النقوش الكنعانية من فلسطين وإطارها الحضاري والإثني، فيما زُود الكتاب بأكثر من 206 من النماذج التوضيحية كالصور والخرائط والجداول والفهارس.
وأكدت المكتبة الوطنية في بيان لها، أن هذا الكتاب يمثل أول عمل علمي شامل باللغة العربية حول التراث اللغوي الكنعاني المكتوب في فلسطين التاريخية، ويشمل النقوش والأبجديات الكنعانية على امتداد نحو 1300 سنة من القرن التاسع عشر قبل الميلاد مع أول ظهور للأبجدية، وحتى نهاية القرن السابع قبل الميلاد حين تراجعت الكتابة الكنعانية لصالح الآرامية باعتبارها لغة دولية، وتتزامن مع فترة العصر البرونزي الوسيط والمتأخر والعصر الحديدي الأول والثاني، وهي مرحلة اتسمت بالتمدن في التاريخ الحضاري الفلسطيني.
ويعرف الكتاب بالتراث الكنعاني المكتوب بكل مكوناته، بما في ذلك التعريف بالكتابة، وأصل الأبجدية الكنعانية وأنواعها وميزاتها، وكيفية تحولها من أبجدية إقليمية إلى أبجدية دَولية، وانتشرتْ في الشرق والغرب، وأصبحت أساس كل الأبجديات الحديثة والمعاصرة، وهي جزء من المأثرة الحضارية التي قدمتها فلسطين للبشرية.
ويقدم الكتاب نماذج لنحو عشرات من النقوش والكتابات والجعلان، كُتِبتْ على الحجارة والفخار والجِلد والمعادن، وهي مرشحة للزيادة مع استمرار التنقيبات الأثرية، وتغطي الدراسة فلسطين التاريخية متداخلة مع المناطق المجاورة فيما عُرف بأرض كنعان.
وجمعت الدراسة المعطيات ذات العلاقة بالنقوش من المصادر الأولية، والنقوش القديمة ذاتها والأدلة الأثرية، ومن الأدبيات الأجنبية والعربية المنشورة، وتم تحليل تلك المعطيات بهدف استنباط معلومات تاريخية، وتفسيرها، مع وصفٍ للكتابات، وسياقاتها الزمنية والحضارية والإثنية، وتحليل نصوصها والتعليق عليها.
ويُبرز هذا العمل دور الكتابات الكنعانية، باعتبارها مصدراً أولياً لتاريخ فلسطين القديم، وهي تقدم معلومات تاريخية حول الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والمعتقدات الدينية لمجتمع دولة المدينة الكنعاني، وتشمل أحداثًا سياسية مهمة وأسماء الأماكن، والأعلام، وأسماء الآلهة الكنعانية، وأسماء أقوام وإثنيات وفئات اجتماعية، ومعلومات أبجدية وتعليمية.
وتأتي هذه الدراسة في إطار محاولات إعادة كتابة تاريخ فلسطين من منظور محلي، بالاعتماد على منهجية علمية، قائمة على الأدلة المادية الأثرية والمنقوشة، وتتطلع إلى تزويد المكتبة العربية بمادة عربية علمية شاملة في حقل النقوش، والأبجديات الكنعانية وتطورها من القرن التاسع عشر ق.م. وحتى القرن السابع قبل الميلاد، بالإضافة إلى إنتاج مدونة في حقل النقوش الكنعانية باللغة العربية، وتوفير نواة قاعدة بيانات عن النقوش في فلسطين، لِتكونَ في متناول الباحثين من المؤسسات الأكاديمية الحكومية والأهلية.
أضف تعليق