24 أيلول 2024 الساعة 09:35

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 14/3/2024 العدد 960

2024-03-16 عدد القراءات : 137
 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

هارتس 14/3/2024

 

 

من كان الدعامة الأساسية

 

 

في المعركة ضد نتنياهو يوفر له الان حبل النجاة

 

بقلم: رفیت هیخت

هذا كان أمر يتم الشعور به منذ فترة طويلة. لا أحد اعتقد أن هذه الخطوبة غير الطبيعية جدا منذ بدايتها ستبقى قائمة حتى موعد الانتخابات، التي تظهر الآن أبعد من أي وقت مضى. ولكن انسحاب جدعون ساعر وحزبه "أمل جديد" من المعسكر الرسمي لبني غانتس، نجح مع ذلك في أن يكون مفاجئا، بالاساس بسبب التوقيت اذا كان ساعر وبحق ينوي الوفاء بتصريحاته غير البعيدة والتي بحسبها هو لا ينوي انقاذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فانه من غير الواضح ما الذي دفعه الى الانفصال الآن بالذات عن غانتس وايزنكوت اللذان دخل على ظهرهما إلى حكومة الطواريء، وبذلك اضعاف قوة مساهمتهما في الحكومة، وبالاساس تعزيز قوة نتنياهو. مكان في كابنت الحرب - الهدية التي يطلبها ساعر من نتنياهو، الذي من شأنه أن يقبله بسبب المعروف الكبير الذي اسداه له، هو في الحقيقة يعتبر ذخر. لكن بسبب أن خطوة ساعر تؤجل بالتأكيد أي موعد للانتخابات فمن الصعب أن نفهم ماذا سيجني منها ومتى.

جدعون ساعر هو في الحقيقة يميني ايديولوجي جدا افكاره بعيدة عن افكار ايزنكوت. ومنذ 7 تشرين الاول كان من الواضح أن الفجوة بينهما فقط آخذة في الازدياد هو ايضا من السياسيين الاكثر ذكاء وموهبة في سياسة اسرائيل بالتالي فان السؤال المطروح هو ما الذي يحاول ساعر تحقيقه على المدى البعيد.

ساعر الذي كان من الدعامات الاساسية في حكومة التغيير والمناضل العنيد والحازم في حرب للمكائد ضد نتنياهو، سينجح بهذه الخطوة، خاصة في هذا الوقت بالذات، في ضعضعة الثقة به من قبل من كانوا اعضاء في معسكره. اذا لم يقرر بعد الاستسلام امام نتنياهو واعادة ابتلاعه مرة اخرى في حزب الليكود لبيبي، وهكذا سحق بالكامل العلامة التجارية التي بناها لسنوات كخيار يميني رسمي مناهض للبيبية. يصعب ايجاد في هذه الخطوة، لا سيما في هذا التوقيت أي منطق. هناك بالفعل عدد كبير من احزاب اليمين - جميع احزاب الائتلاف التي تحصل معا على عدد قليل جدا من المقاعد في الاستطلاعات، وتتجنب مثل تجنب النار أن تطلب مرة اخرى ثقة الجمهور. ما الذي يميز ساعر ككيان سياسي مستقل عن سموتريتش وبن غفير أو الليكود نفسه؟.

إن انسحاب ساعر لن يؤثر بشكل دراماتيكي على مكانة غانتس في الاستطلاعات، لأن البضاعة الانتخابية لساعر وحزبه لم تكن في أي يوم مؤثرة. ولكن الاستطلاعات استطلاعات، هي والآن هي أكثر من أي وقت مضى ليست اكثر من تسلية افتراضية. التأثير الكبير هو من ناحية قدرة نتنياهو على البقاء. ساعر اعطى نتنياهو، ليس وجبة اوكسجين ، بل اسطوانه كاملة.

الآن عندما يكون بالضبط في وضع خطير، وعندما يكون ملوث بالمسؤولية عن اكبر فشل في تاريخ الدولة ، وكارثة من اكبر الكوارث في تاريخ الشعب اليهودي فان نتنياهو يتمكن من أن يكون نتنياهو - اثارة الصراع والتقسيم بين خصومه السياسيين والبقاء على قيد الحياة.

تأجيل – تسوية ملتوية

اذا كان يوجد اتفاق في المنظومة السياسية فهو بالتحديد يتعلق بالهدوء في الائتلاف مع التأكيد على الاعضاء الحريديين فيه بالنسبة لازمة قانون التجنيد. هذا الهدوء هو مناقض للامكانية الكامنة المتفجرة للموضوع وللاحاسيس الصعبة في اوساط جـمـهـور الـذيـن يخدمون، الذي هو على وشك تحمل زيادة في العبء.

هذا الهدوء يناقض تصريحات مختلفة استمرارا للتهديدات الغبية التي يطلقها الحاخام الرئيس هذا ربما هو المكان المناسب للتساؤل عن المسارات الغامضة في علم الوراثة: كيف تشمل صورة عائلية واحدة شخصية رئيسية متوجة بالحكمة وممتعة مثل عدينا بار شلوم الى جانب الشخص الذي يهددنا. الويل، لا، أمسكوا به. يجب عليه انهاء حياة التميز والتطفل لجمهور المخلصين له على حسابنا.

اعضاء الكنيست الحريديون يتهربون من اعطاء أي تصريح حول هذا الامر، لأنهم يتجولون في داخل المجتمع الاسرائيلي ويعرفون القليل جدا عن الشكل والألم، الذي يشاهدونه في كل زاوية الآن في الكنيست. ايضا يعترفون بأنهم لا يشاهدون في احزابهم أي ضغط في هذا الامر. جهات في المعارضة تشد شعرها بسبب خيبة الامل من السهولة التي يحاك فيها تحت جنح الظلام تسوية ملتوية حسب اسلوب شهادة نتنياهو.

بالتالي، في الائتلاف يحاولون الآن الدفع قدما بقرار حكومي، الذي فيه يتم تحديد جدول زمني للتشريع ويتم فيه الاعلان ايضا عن مباديء الخطة. لا توجد حاجة لحبس الانفاس. فـ "مباديء الخطة" يعني الكثير من الكلام الرمزي بدون أي معنى عملي يوقف، لا سمح الله، تهرب الحريديين، على فرض أن المستشارة القانونية ستدعم كل ذلك. هذه الرزمة المضللة سيضعها نتنياهو وشركاءه أمام المحكمة العليا من اجل الحصول على تأجيل لثلاثة اشهر، وهذا اجراء قانوني سيؤجل النقاش الى دورة الصيف في أيار - حزيران، على أمل أنه حتى ذلك الوقت سيخفت الغضب قليلا، والجمهور الذي يخدم في الجيش سيكون أكثر تعبا من أن يقوم بالاحتجاج على استغلاله الشين على يد ائتلاف المتهربين من الخدمة.

هنا وهناك يسمع المزيد من تخوفات اعضاء کنیست حريديين تفيد بأنه يمكن أن يتم رميهم من الائتلاف الصالح بلير لبيد وافيغدور ليبرمان، المؤيدون للمساواة في تحمل العبء، على خلقية التمييز المثير للغضب بشأن التجنيد اثناء الحرب. هذه التخوفات تناسب العالم الذي يحكم فيه منطق معين، وليس ائتلاف متهربين ومجرمين. يجب أن لا يقلقوا: من غير الواضح اذا كان في دورة الصيف سيكون الجمهور متعب جدا بحيث لا يمكنه الاحتجاج على هذا الظلم الكبير الواضح وريما المؤكد حتى هو أن نتنياهو لن يتنازل في أي يوم عن شركاته المخلصين جدا الذين يحافظون على بقائه حيا. والآن حيث ساعر هو لاعب حر فان السماء هي الحدود.

رغم اقوال الحاخام يوسف إلا أن حزب شاس سيكون أول من يتصدى لكل تسوية مغسولة التي سيتم عرضها كنوع من التضحية من قبل الحريديين. ليس فقط لأن يهدوت هتوراة هي علامة متطرفة ومقطوعة تماما عن الواقع في اسرائيل، وحتى معادية له، بل لأنها ايضا تجمع حركات توحدت مع بعضها. "في يهدوت هتوراة يجب عليك التحدث مع اربعة احزاب تشمل ممثلي الحسيديم ودوائر وفصائل في شاس يجب عليك تدبر الامر فقط مع شخص واحد"، قال مصدر في شاس.

ما الذي يؤدي الى اختبار المعسكر الرسمي. في ظل غياب أي تأثير اساسي في موضوع اعادة للخطوفين بعد اربعة اشهر على الصفقة الاولى، وفي ظل غياب تأثير اساسي على سرقة الميزانية وعلى سياسة اسرائيل لـ "اليوم التالي"، والتوتر المتزايد مع الولايات المتحدة يطرح سؤال ما الذي يجدر القيام به. حتى لو بقي ساعر خلفهم، الامور تسير الى هناك كما يبدو، السؤال هو هل على المعسكر الرسمي أن يضع خاتم شرعيته على مشروع انقاذ نتنياهو.

---------------------------------------------

 

هآرتس 14/3/2024

 

انتخابات الآن - حتى النصر المطلق

بقلم: آفي يعقوبي

يقولون إن "الشعب" و"جنودنا"، جميعهم يريدون منا عدم العودة الى الخطاب المقسم الذي كان قبل فشل

حكومة "التدمير" في 7 تشرين الاول. يريدون الوحدة. من يحملون الراية ويطالبون بخطاب موحد هم الذين قادوا وما زالوا يقودون ماكنة السم بنيامين نتنياهو.

في الاشهر الأولى تغلبت الدهشة والحزن والقلق على مصير الجنود على صوت الصراخ. وبعد خمسة اشهر يزداد الغضب ويندلع الاحتجاج هل يريدون مني أن اشعر بالوحدة مع "منتخبي الشعب"، بن غفير وسموتريتش ونتنياهو وكرعي وامسالم وريغف وغولدكنوفف وثلتهم؟ هل يريدون احتضان موحد؟ ابحثوا عن ذلك في مكان آخر فأنا ليس لدي أي قاسم مشترك معهم. هم لا يريدون أن نعود إلى الخطاب المقسم وأن نخترع كنز من الكلمات الجديدة والمهذبة، وأن نغسل الكلمات المقسمة، كيف يقولون متحايل (متحدي الصدق)، متهرب من الخدمة ("توراتهم هي مهنتهم" أو " يقلقون على مصيرهم")، ليست لديه مسؤولية ("هذا ليس أنا، هذا هم").

بعد 7 تشرين الاول؟ غير بسيط ، تجدد اللغة لا يواكب وتيرة الواقع الصعب والأداء الفاشل للقيادة. كل فرسان الوحدة في الحقيقة يريدون استمرار حكومة الهراءات الحالية، ومواصلة الاستمتاع بملذات السلطة، ايضا في الوقت الذي ندفن فيه الكثير من افضل أبنائنا. هم يطرحون مسلمة: الجنود يريدون أن يرونا موحدين وراء حكومة التدمير برئاسة نتنياهو. هل هذا صحيح؟ كل استطلاع في الفترة الاخيرة يظهر أن الشعب لا يثق بالقيادة ومن يقف على رأسها.

كيف يتوقعون من رجال الاحتياط الذين تركوا عائلاتهم واعمالهم وذهبوا الى المعركة مع تعريض حياتهم للخطر، أن ينقضوا بثقة وتصميم، هم بالتأكيد يفعلون ذلك، في الوقت الذي فيه ماكنة سم رئيس الحكومة تقوم بالتشهير بعائلات المخطوفين وتضر برؤساء اجهزة الامن، في الوقت الذي فيه نجل رئيس الحكومة يقاتل في "دورية محيطه في ميامي"؟ وكل من تضرر مصدر رزقه واغلقت مصلحته التجارية، هل هم مسرورون أن يسمعوا بأنه في فترة الحرب يقومون باصلاح البركة في المقر الخاص لرئيس الحكومة.

كيف يجب أن يشعر المقاتل بعد اربعة اشهر من الاحتياط وأمر مستقبلي لشهرين قادمين وهو يرى تعامل الحكومة مع قضية تجنيد الحريديين ودمجهم في الجهد الوجودي لدولتنا؟ كيف سيشعر المقاتل الذي يقاتل منذ اربعة اشهر في القطاع وهو يسمع رئيس يهدوت هتوراة ، غولد كنوفف، يتساءل ما علاقة الحكومة بالحرب؟، من يضره ذلك؟.

يبدو أن الوحيد في طائفة الحريديين الذي ساهم في رفع المعنويات الوطنية هو الحاخام السفاردي الاول اسحق يوسف. ففي تصريح لم يكن ليخجل حتى برنامج فكاهي، هدد بأنه اذا تم الزامهم بالتجند فانه هو ورعيته سيغادرون البلاد. بعد أن انتهت الدهشة والخوف من المغادرة تخيلت حزبه وهو يطلب تمويل تذاكر السفر الى الخارج كي ينفذوا التهديد، وكيف أن الدول الاوروبية تنتظر بلهفة مجيئهم وهي مستعدة مقابل هذا الشرف لأن تستضيفهم وأن تمول كل طالب مدرسة دينية بمخصص سخي.

ربما أن الدعوة الى الوحدة " هدوء، هم يطلقون النار"، مناقضة لما يريده المقاتلون؟ ربما جنودنا يتوقعون أن تكون هنا حكومة مختلفة تهتم بمصالح جميع المواطنين ، ويقف على رأسها شخص لا نشك في أنه يهتم باستمرار القتال من اجل الحفاظ على كرسيه؟ ربما هذا هو الوقت المناسب كي نخرج الى الشوارع وأن نطالب باستقالة الحكومة المسؤولة عن الكارثة انتخابات الآن – حتى النصر المطلق.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن "معهد بحوث الأمن القومي" بجامعة تل أبيب 14/3/2024

 

 

خطاب النصر بعد 7 أكتوبر: الصورة المتوقعة والنهاية الممكنة (1من2)

 

 

بقلم: عوفر شيلح وعنات شابيرا وإديت شافران جيتلمان

 

في 24 كانون الأول، خلال الأسبوع الحادي عشر من الحرب، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "إننا نكثف الحرب في قطاع غزة. إن للحرب ثمناً باهظاً جداً في حياة جنودنا الأبطال، ونحن نبذل قصارى جهدنا لحماية حياة مقاتلينا. لكنْ هناك شيء واحد لن نفعله، وهو أننا لن نتوقف حتى نحقق النصر". جاءت تصريحاته خلال أيام طويلة من اليأس، مع تقارير يومية عن مقتل جنود في المعركة وإعلان مقتل رهائن، إلى جانب صعوبة إظهار مكاسب كبيرة وقابلة للقياس في هذه الحرب. إن تعهد رئيس الوزراء بأن الحرب لن تنتهي حتى تحقيق النصر كان موجهاً إلى الخطاب العام الإسرائيلي الذي ركز على الهدف من هذه المرحلة من القتال وضرورة الإجماع قبل نهاية هذه المرحلة المكثفة، ومن بين البعض شرائح من السكان، حول المخاوف من ضرورة وقف القتال مقابل عودة الرهائن.

وحتى الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحملة بعد عدة أسابيع، رغم عدم الإعلان عنها، ترافق مع وعود للجمهور بأن الحرب ستستمر وأن القتال لن يتوقف حتى تحقيق الأهداف. في خطابه لمناسبة مرور 100 يوم على الحرب، أكد نتنياهو مرارا وتكرارا: "نحن مستمرون في الحرب حتى النهاية، حتى النصر الكامل، حتى نحقق جميع أهدافنا – القضاء على (حماس)، وإعادة جميع الرهائن لدينا، والوعد بأن غزة لن تشكل أبداً تهديداً لإسرائيل".

نزعم في هذا المقال أن شعار «حتى النصر»، استجابة لمطلب شعبي بهزيمة "حماس"، انسجاما مع التصريحات التي صدرت في اليوم الأول للحرب، يبرز فجوة بين صورة النصر المتوقعة والواضحة ونقطة النهاية الممكنة. ترجع هذه الفجوة جزئيا إلى عدم أهمية المفاهيم المستخدمة، التي تميز الصراع مع دولة أخرى وليس مع خصم من غير الدول. الأهداف المحددة بشكل غامض (على الرغم من أنها محددة بشكل أكثر وضوحا مما كانت عليه في الحملات السابقة)، والتي تغيرت أيضا على مدار الحرب، ساهمت أيضا في الخلافات وعدم اليقين بشأن الحرب. كما أن هدفي الحرب – إعادة الرهائن وتفكيك "حماس" – يزيدان من التعقيد. علاوة على ذلك، من الصعب أيضا التمييز بين النصر الفعلي وتصور الجمهور للنصر، ما يزيد من تعقيد أي إعلان للنصر. يعتمد تحليلنا على نتائج الدراسات الاستقصائية التي أجراها معهد بحوث الأمن القومي (INSS) في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، بالإضافة إلى فحص الخطاب العام والإعلامي في إسرائيل.

في واقع يتسم بالالتزام بمواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها وعدم القدرة على تحقيق هذه الأهداف كما يتم نقلها إلى الجمهور أو خلق شعور بالانتصار، هناك خطر المراوحة في الصراع دون استراتيجية خروج واضحة ومواصلة القتال دون فهم الغرض منه. مثل هذا السيناريو يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي.

 

مفاهيم قديمة، حرب جديدة

 

على مدى العقود القليلة الماضية، ومع انتهاء الحرب الباردة وتراجع خطر الحروب بين الدول (حتى الحرب الروسية الأوكرانية العام 2022)، بدأ الفكر العسكري في الدول الغربية يركز على مسألة النصر في الحملات ضد الجهات الفاعلة دون الدولة – الجماعات الإرهابية وجماعات حرب العصابات و"الجيوش الهجينة" التي تطورت، بما في ذلك بعضها على طول حدود إسرائيل. وفيما يتعلق بمثل هؤلاء الخصوم، يبدو أن المفاهيم الأساسية التي كانت مفيدة للمواجهات بين الدول، بما في ذلك "الردع والإنذار المسبق والهزيمة"، التي كانت أساس مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي، قد فقدت صلاحيتها. أصبح الوضع أكثر تعقيدا لأن أنظمة الدولة، بما في ذلك المستويات السياسية والقوات العسكرية، لم تتغير. وكانت جهودهم المفاهيمية والتنظيمية مكرسة بالكامل لإيجاد سبل لتكييف الأدوات القديمة مع المواجهات الجديدة. ومن الصعب القول إن أي دولة غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وتحالفاتها المختلفة، إلى جانب إسرائيل، حققت أي نجاح حقيقي في القيام بذلك.

في عمله الأساسي، فائدة القوة (2005)، يدعي الجنرال البريطاني السير روبرت سميث أن إحدى الصعوبات تنبع من الخطاب السياسي والصحافي الذي يصاحب الحرب منذ بدايتها والتي لا تزال مؤطرة على أنها صراع بين الدول. ووفقا لسميث، فإن هذا يسبب ارتباكا فيما يتعلق بفائدة القوة. عند الدخول في صراع، فإن النوايا المعلنة تتضمن أهدافاً استراتيجية صريحة تتمثل في "الذهاب إلى الحرب" بالمعنى الصناعي، لكن الأفعال والنتائج كلها دون استراتيجية وتتعلق بعالم الصراعات والمواجهات المسلحة. ويفترض أيضا أن وسائل الإعلام لا تزال عالقة في نموذج الحرب الصناعية ولا تفهم أو تدرك أن الحرب موجودة الآن بين الناس. وبعبارة أخرى، فإن تعريف النصر في الحرب يحدده السياسيون ويتم نقله بواسطة وسائل الإعلام باستخدام مصطلحات مألوفة من الحروب "العظيمة"، مثل "الهزيمة" أو "السقوط"، ويتم توضيحه بمصطلحات العمل - غزو الأراضي، وقتل الأعداء، أو تدمير المدينة. ولكن عندما تنقسم كتيبة من جيش إرهابي أو حرب عصابات تم الإبلاغ عن أنها "انهارت" إلى مئات الخلايا التي تواصل القتال في الظروف الأكثر ملاءمة لها، فإن غزو الأراضي والبقاء فيها بمرور الوقت يتحول من كونه مجرد وسيلة الهزيمة إلى أن تصبح مشكلة بحد ذاتها.

(مثل احتلال إسرائيل لجنوب لبنان مثلا)، وتدمير مدينة يخدم العدو في حربه المعرفية ضد قوة أقوى منه. فالجمهور – الإسرائيلي في هذه الحالة – ​​ينظر أيضاً إلى "الهزيمة" و"السقوط" على أنهما عبارتان فارغتان يصعب تصور تطبيقهما فعلياً.

بدأت مناقشة هذه المفاهيم في جيش الدفاع الإسرائيلي في التسعينيات، ما أدى إلى مناقشات بين كبار الضباط والخبراء الخارجيين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما حدث في المؤتمر الذي يحمل عنوان "بين القرار والنصر" الذي عقد في جامعة حيفا في 20 من كانون الثاني حين عقد رؤساء الأركان "ورش عمل حول النصر" ناقش فيها كبار الضباط التعريفات لتوجيه أعمالهم. في وثيقة استراتيجية الجيش الإسرائيلي لعام 2015، أشار رئيس الأركان غادي آيزنكوت إلى "النهج الحاسم" الذي يهدف إلى "تغيير الوضع الاستراتيجي" و"يتم التعبير عنه من خلال عدم قدرة العدو و/أو عدم رغبته في العمل ضدنا، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسها." وأضاف، إن توقعات الجيش الإسرائيلي هي "انتصار سريع وحاسم".

كانت صعوبة تحديد النصر ضد منظمة إرهابية واضحة بالفعل في العمل العسكري خلال الانتفاضة الأولى العام 1987، عندما صرح رئيس الأركان دان شومرون أنه "لا يوجد حل عسكري" رداً على الانتفاضة. وقد أصبح هذا التحدي أكثر وضوحاً خلال الحملات العسكرية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدءاً من حرب لبنان الثانية وحتى جولات المواجهة في قطاع غزة. طرح رئيس الوزراء إيهود أولمرت، في خطابه أمام الكنيست في 17 تموز 2006، خمسة أهداف لحرب لبنان الثانية: تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، العودة غير المشروطة للجنود المختطفين (الراحل إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف). وتفكيك "حزب الله" ووقف التهديد الصاروخي على إسرائيل، وانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل، وفرض سيادة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها. مع أنه كان واضحاً أن القتال لن يحقق هذه الأهداف (فيما يتعلق بالرهائن فقد قيل لأولمرت صراحةً إنه لن تتم إعادتهم، فأجاب بأنه يعلم أن عودتهم لا يمكن أن تتم عن طريق القتال، لكنه يحتاج إلى ذلك لتقديم هذا الهدف لأسباب أخلاقية، أشادت الصحافة الإسرائيلية بخطاب أولمرت حتى أن إيتان هابر كتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "لو لم يكن التصفيق محظورا بموجب لوائح الكنيست، لكان من المؤكد تقريبا أن في نهاية أول خطاب لرئيس الوزراء خلال الحرب، كان أعضاء الكنيست سيصفقون له".

خيبة الأمل في نتائج الحرب، التي كلفت أولمرت قدرا كبيرا من دعمه الشعبي وأدت إلى إقالة رئيس الأركان ورئيس القيادة الشمالية، انعكست في التصريحات التي أدلى بها خلفاؤهم خلال جولات القتال اللاحقة في قطاع غزة. وهذه هي الطريقة التي تعلم بها الجمهور الإسرائيلي تعريفات غامضة مثل "تسيطر (حماس) على غزة ولكنها مردوعة ومقيدة" أثناء عملية الجرف الصامد، ولماذا أعرب الجمهور عن درجة من السخرية في كل تصريح طنان يصدره سياسي أو صحافي. في الدولة التي انبثقت من أسطورة النصر الحاسم في حرب الأيام الستة، وتغير الوضع العسكري بعد مفاجأة حرب يوم الغفران، تزايدت توقعات الجمهور بـ«انتصار سريع وحاسم» على أعداء أكثر ضعفا من الجيوش المصرية أو السورية في ذلك الوقت وعندما لم يتحقق مثل هذا الانتصار، تزايد الإحباط الشعبي.

علاوة على ذلك، ينبغي أن يكون مفهوما أنه في الحرب ضد الجهات الفاعلة دون الدولة، مثل "حماس" أو "حزب الله"، فإنهم ينظرون إلى إصرارهم ورفضهم الاستسلام لإسرائيل باعتباره انتصارا، نظرا لعدم تكافؤ القوى والقدرات بينهم وبين إسرائيل. وتتمسك "حماس" وقادتها بمفهوم الصمود. كما أن السكان الذين تعمل "حماس" أو تستهدفهم بينهم يدعمون هذا الرأي، ما يمكّن "حماس" من تضخيم إنجازاتها. وفي المقابل فإن التصريحات التي يدلي بها قادة إسرائيل وكبار ضباطها العسكريين بأن "حماس" سوف تُهزم نهائياً تعمل على تعزيز توقعات الرأي العام الإسرائيلي بتحقيق النصر. ونظراً لطبيعته غير الواقعية، فإن هذا التوقع يؤدي إلى الإحباط ويخلق واقعاً تكون الخسارة فيه شبه مؤكدة.

 

"سننتصر معاً"

 

على الرغم من - وربما بسبب - الفشل العسكري الصادم وغير المسبوق في منع هجوم "حماس" المفاجئ في 7 أكتوبر، إلى جانب تعرض الجمهور الإسرائيلي الفوري للصور المؤلمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان الشعور السائد عند اندلاع الحرب هو أن جيش الدفاع الإسرائيلي سينتصر وسيهزم "حماس" بشكل حاسم. وقد عكس الخطاب العام هذا الشعور كما فعلت الحملة العامة غير الرسمية تحت شعار "سوف ننتصر"، إلى جانب حملة الوحدة التي حملت شعار "معا سننتصر"، والتي ربطت بين التوقع الواضح لتحقيق نصر لا لبس فيه ورغبة إسرائيل في تحقيق نصر لا لبس فيه. على المجتمع أن يتعافى من الانقسام السياسي الحاد الذي حدث طوال العام 2023. وقد عكست الاستطلاعات التي أجريت منذ الأسبوع الأول للحرب فصاعدا هذا المنظور وأشارت إلى أن الموقف العام كان أن "جيش الدفاع الإسرائيلي سينتصر".

ويعكس هذا الموقف في المقام الأول حاجة الجمهور الإسرائيلي إلى الاعتقاد بأن الجيش سوف يفوز، وخاصة بعد الفظائع التي ارتكبت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وإلى الشعور بالأمان والحماية. لكنها لا تعكس بالضرورة تقييماً مدروساً وعقلانياً لقدرات الجيش، ولا فهماً عميقاً لما هو مطلوب لتعريف نهاية الحرب بأنها «انتصار». لقد كان هذا الشعور المألوف متأصلا بعمق في الجمهور طوال تاريخ إسرائيل وينعكس في درجة ثقة الجمهور العالية في الجيش (انظر، على سبيل المثال، مؤشر الثقة الخاص بالمعهد الإسرائيلي للديمقراطية) لتنفيذ مهامه العملياتية (على النقيض من المستويات المنخفضة من الثقة فيما يتعلق بالشؤون الداخلية). تكشف الاستطلاعات عن تباين كبير بين النسبة المرتفعة من المستطلعين الذين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي سينتصر، والنسبة المنخفضة التي تعتقد أن أهداف القتال في غزة سيتم تحقيقها أو أن التهديد الأمني ​​للنقب الغربي ستتم إزالته بالكامل أو خفضت. ومن ثم، فمن المهم أن نفهم ما هو هذا النصر، الذي تشير الحملات الإعلامية والمشاعر العامة إلى أننا يجب أن نحققه معا، وكذلك تحديد كيف سنعرف أنه قد تحقق.

 

 

أهداف الحرب

 

إحدى طرق تحديد النصر في الحملة العسكرية تتعلق بتحقيق أهدافها. وعلى النقيض من جولات القتال السابقة مع "حماس"، التي كانت أهداف الحرب خلالها تميل إلى التحديد الغامض - مثل "استعادة الردع" - حددت حملة السيوف الحديدية الأهداف منذ البداية، على الرغم من أن تعريفاتها مرت بعدة تغييرات مع مرور الوقت. خلال الأيام الأولى من الحرب، كان الهدف الذي تمت مناقشته هو إسقاط "حماس". وقد قيل مراراً وتكراراً أن هذه ليست جولة أخرى من القتال أو عملية لاستعادة الردع، بل الهدف هو إسقاط التنظيم الإرهابي وتدميره. عشية 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أن "جيش الدفاع الإسرائيلي سيتحرك فوراً وبكامل قوته للقضاء على قدرات (حماس). سنضربهم حتى الدمار، وسننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود الذي جلبوه على دولة إسرائيل ومواطنيها". وفي خطابه خلال أداء حكومة الطوارئ، التي ضمت حزب الوحدة الوطنية إلى الائتلاف، ركز نتنياهو على إسقاط "حماس" وأكد: "سنقاتل بكل قوة القتلة الملعونين، الحيوانات المفترسة، سنهزمهم، سنمحوهم من على وجه الأرض. وفي الوقت نفسه، سنعيد بناء المجتمعات التي دمرت، وسنستعيد المجتمعات الحدودية في غزة، وسنعيدها إلى منطقة مزدهرة وجميلة".

إن مكانة وأهمية مسألة الرهائن كأحد أهداف الحرب شهدت تغيراً كبيراً مع مرور الوقت، ما يدل على تأثير الرأي العام والدعم الإعلامي لحملة أسر الرهائن، فضلاً عن التغيرات السياسية. التصريحات الأولية لرئيس الوزراء لم تشر إلى قضية الرهائن؛ في 16 تشرين الأول، بعد تسعة أيام من بدء الحرب، أذن مجلس الوزراء الحربي (الذي تم تشكيله قبل عدة أيام عندما دخل حزب الوحدة الوطنية الحكومة) بأربعة أهداف للحرب. وبحسب التغطية الإعلامية فإن الأهداف هي:

- إسقاط حكم "حماس" وتدمير قدراتها العسكرية.

- إزالة التهديد الإرهابي من قطاع غزة على إسرائيل.

- أقصى جهد لحل قضية الرهائن.

- الدفاع عن حدود الدولة ومواطنيها.

إن استخدام عبارة "أقصى جهد" لا يترجم إلى التزام ولا يوحي بأن إعادة الرهائن إليه على رأس قائمة الأولويات والاعتبارات في اتخاذ القرار؛ كما افترضت العديد من التصريحات الصحافية وجود تناقض بين هزيمة "حماس" وإعادة الرهائن. مع مرور الوقت وتزايد الضغط الشعبي، أصبحت التصريحات حول هذه القضية واضحة لا لبس فيها: أهداف الحرب هي إسقاط "حماس" وإعادة الرهائن إلى إسرائيل.

وهكذا، على سبيل المثال، في 20 كانون الأول، في الأسبوع العاشر من الحرب، صرح رئيس الوزراء: "لن نتوقف عن القتال حتى نحقق جميع الأهداف التي وضعناها: القضاء على "حماس"، وإطلاق سراح الرهائن لدينا، وإزالة التهديد من غزة. كما أدلى وزير الدفاع يوآف غالانت بعدة تصريحات في هذا الصدد. وبعد الحادث الذي أطلقت فيه قوة من جيش الدفاع الإسرائيلي النار عن طريق الخطأ وقتلت 3 رهائن تمكنوا من الفرار من الأسر في غزة، صرح وزير الدفاع غالانت قائلاً، "سنواصل العمل حتى نحقق أهداف الحرب: الإطاحة بنظام (حماس) وجلب جميع الرهائن إلى منازلهم". وفي المستوى العسكري، أشار كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي والمتحدث باسمه بانتظام إلى هذين الهدفين.

إن التغيرات التي طرأت على تحديد أهداف الحرب تعكس اتجاهات الرأي العام. على الرغم من أنه قد يبدو أن الأهداف محددة ومركزة، إلا أنه لا تزال هناك صعوبة كبيرة في فهم ما تتضمنه بالضبط. في الأسبوع الرابع من الحرب، سألنا المشاركين في استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي عما يعتبرونه إنجازات في تحقيق أهداف الحرب. وكانت الإجابة الأكثر شيوعا بين أفراد العينة هي التصفية الجسدية لقادة "حماس" ومعظم جناحها العسكري (36%). وكان الرد الثاني الأكثر شيوعاً هو إعادة الرهائن (26%)، والثالث هو إنشاء نظام مختلف في غزة (19%). وفي المركز الرابع والأخير، تم إلحاق أضرار جسيمة بوسائل "حماس" الحربية، بما في ذلك الأنفاق ومخزونات الأسلحة والصواريخ (13%). ومع استمرار الحرب، ركز الخطاب العام على هدفين من أهداف الحرب: إعادة الرهائن وإسقاط نظام "حماس".

منذ بداية الحرب، كان المعنى الدقيق لـ"إسقاط" (حماس) موضع نقاش. كما أن معنى إعادة الرهائن، وهو هدف أكثر وضوحاً وتحديداً، أصبح موضع تساؤل أيضاً. وبمزيد من التحديد لهذا الهدف – إلى أي مدى يجب على إسرائيل أن تعمل على إعادة الرهائن إلى الحياة – كان من الواضح أن بعض الرهائن الذين احتجزتهم "حماس" كانوا قد لقوا حتفهم بالفعل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأنه مع مرور الوقت سوف يكون هذا هو الحال بالنسبة لمزيد من الرهائن.  وحتى منتصف شباط، أفادت التقارير أن ما لا يقل عن 30 رهينة قد لقوا حتفهم، وقد أكدت الحملة التي قادتها أسرهم من أجل إطلاق سراحهم على نحو متزايد أن كل يوم يقضونه في الأسر يعرض حياتهم للخطر.

---------------------------------------------

هآرتس 14/3/2024

 

صحافي إسرائيلي: من غير المعقول نشوب حرب وحشية يرفضها العالم دون صوت يعارضها في المجتمع الإسرائيلي

 

 

 

بقلم: جدعون ليفي

أيها الاصدقاء الأعزاء والأصدقاء السابقون، لقد حان الوقت للنهوض من خيبة الأمل التي لم يكن لها أي أساس من البداية. ولكن الآن، بعد نصف سنة على الاستيقاظ، حان الوقت للعودة إلى الواقع، لرؤية كل الصورة، وإعادة تشغيل بقايا الضمير والبوصلة الأخلاقية التي تم وقفها وخزنها في القبو في 7 أكتوبر، ورؤية ما حدث لنا منذ ذلك الحين، وأيضاً للفلسطينيين. لقد حان الوقت لرفع الغشاء الذي وضعتوه على العيون. لا تريدون رؤية أو معرفة ما نفعله في غزة، لأنكم قلتم إن غزة تستحق ذلك وكارثتها لم تعد تعنيكم.

لقد غضبتم، وتعرضتم للإهانة، وتفاجأتم، خفتم، صدمتم، وقمتم بالحداد في 7 أكتوبر. لقد كان هناك مبرر كامل لذلك. كانت صدمة للجميع. ولكن الاستنتاجات التي توصلتم إليها بعد الصدمة، لم تكن خاطئة ولا أساس لها فحسب، بل كانت معاكسة للاستنتاجات التي كان يجب استنتاجها من الكارثة. لا يجب الحكم على الناس أثناء الغضب، خصوصاً اليساريين الصهاينة، لكن حان الوقت للتخلي عن الصدمة والنهوض. هل اعتقدتم أن ما حدث في 7 أكتوبر يبرر كل شيء؟ لا. هل اعتقدتم أنه يجب الآن تدمير حماس بكل ثمن؟ لا. الحديث لا يدور فقط عن العدل، بل أيضاً عن الاعتراف بقيود القوة.

في نهاية المطاف، أنتم غير مجرمين وساديين مثل اليمين، وغير عنصريين ومسيحانيين مثله. اعتقدتم أن 7 أكتوبر أثبت فجأة ما قاله اليمين دائماً: لا شريك، لأن الفلسطينيين حيوانات بشرية. خمسة أشهر يجب أن تكون كافية كي تستيقظوا، ليس من ردة الفعل التلقائية فحسب، بل من الاستنتاجات أيضاً. 7 أكتوبر ما كان يجب أن يغير شيئاً في مبادئكم الأخلاقية والإنسانية. ولكنه قلبها رأساً على عقب، الأمر الذي يطرح الشك الكبير في متانة معاييركم الأخلاقية.

هجوم حماس المجرم والبربري على إسرائيل لا يغير الوضع الأساسي الذي نعيش فيه: شعب يضطهد وينكل بشعب آخر بطرق ومستويات مختلفة منذ أكثر 100 سنة. غزة لم تتغير في 7 أكتوبر: كانت مكاناً بائساً على الكرة الأرضية قبل 7 أكتوبر، وأصبحت أكثر بؤساً بعد 7 أكتوبر. مسؤولية وذنب إسرائيل عن مصير غزة لم تتغير في ذاك اليوم الفظيع. هي ليست المذنبة الوحيدة وليست المسؤولة بالكامل، لكن لها نصيباً حاسماً في مصير غزة. اليسار لا يمكنه التهرب من المسؤولية ومن الذنب في ذلك.

بعد الصدمة والغضب والحزن، حان الوقت للاستيقاظ من خيبة الأمل وإلقاء نظرة على ما فعلوه لنا، كما تأمرنا وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نفعل صبح مساء، بل على ما نفعله نحن في غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر. لا، كارثتنا لا تغفر ذلك. لا شيء في العالم يغفر ذلك. اليمين يحتفل بمعاناة الفلسطينيين ويتفاخر بذلك، ويريد المزيد. اليسار يغض النظر ويصمت بشكل مهين، وما زال في حالة إحباط، يجب إنهاء ذلك.

ما يراه العالم ويعرفه يجب أن يعرفه أيضاً على الأقل جزء مما كان هنا ذات يوم معسكر الضمير والإنسانية. لن نطيل الحديث عن دور اليسار الصهيوني في الاحتلال والأبرتهايد، ولن نذكّر بنفاقه مرة أخرى، حيث لا يمكن تخيل أن شعباً بأكمله سيغض النظر عن الأفعال الفظيعة التي يرتكبها في ساحته الخلفية، ولن يبقى معسكر سيصرخ ضدها.

من غير المعقول أن حرباً وحشية تحدث دون أي معارضة في المجتمع الإسرائيلي. اليسار الصهيوني الذي أراد دائماً أن يكون متصالحاً مع نفسه، ويعتقد أنه متنور وديمقراطي وليبرالي، عليه أن يتذكر بأنه سيسأل نفسه أو سيُسأل ذات يوم: أين كنتم عندما حدث كل ذلك؟ هل كنتم في حالة إحباط؟

يجب أن ينتهي الإحباط وبسرعة، لأن الوقت أصبح متأخراً، متأخراً جداً.

---------------------------------------------

إسرائيل اليوم 14/3/2024

 

إسرائيل بتفاخر: حققنا في غزة ما لم تحققه أمريكا في فيتنام والعراق وأفغانستان

 

 

 

بقلم: عوديد عيلان

في 7 أكتوبر تحطم الجيش و”الشباك” والقيادة السياسية. الإخفاق غير المسبوق تلقى مكان شرف مهزوز إلى جانب إخفاقات استخبارية رهيبة.

“فرحة التوراة أكتوبر 2023” جديرة بفصل في كتاب التاريخ لبربارة توخمان “مسيرة العبث”. لكن انتعاش الجيش مبهر، بل وحتى غير مسبوق. تصدى الجيش الإسرائيلي لمنظومة مدينية محصنة لا مثيل لها في العالم، دون نظرية قتالية مرتبة وفي مسيرة استخلاص الدروس واستيعابها، التي تجري في إطار الحركة والنار.

في أقل من 150 يوماً هزم الجيش منظمتي حماس و”الجهاد الإسلامي” عسكرياً. الحرب انتهت عملياً، وتحولت إلى ملاحقة للمطلوبين، كل هذا بخسائر قليلة نسبياً لقواتنا، وبالنسبة للخسائر الأدنى للسكان غير المشاركين. لم يصل أي جيش حديث في العالم إلى مثل هذه الإنجازات – لا الأمريكيين في فيتنام وأفغانستان والعراق، ولا حتى الروس في الشيشان. لولا المخطوفون لانتهت القصة تماماً.

الأخوان السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى ورائد سعد ورافع سلامة، لم يعودوا يسيطرون على القوات، وبمعنى معين يشبهون هتلر والقيادة النازية في الخندق في برلين في نيسان 1945 ويحركون جيوشاً افتراضية.

هم ظاهراً على مسافة لمسة عن اليأس. لكن في أيديهم بطاقة ائتمان ذهبية: المخطوفون. رئيس الولايات المتحدة يجلس في البيت الأبيض ويقضم أظافره في ترقب متحفز، بانتظار ما يتفوهون عنه ويولي جدول الأعمال. المخطوفون يستخدمون أيضاً كسترة وقائية لهم في وجه الثورة الداخلية في المنظمة المتفككة ومحاولة الإطاحة بهم أو لإخراجهم من دائرة أصحاب القرار.

 

فخ الاستفزاز

 

كلمات كبيرة عن صفقات كهذه أو تلك تتطاير في الهواء. لكن هذه مجرد لعبة كلمات. عملياً، الواقع بشع. حتى لو جرت صفقات كهذه أو تلك، فإننا نسير بعيون مفتوحة إلى فخ الاستفزاز. لا شك. أنا مع الصفقات، لدولة إسرائيل دين أخلاقي، لكن المشكوك فيه أن ننجح في تحرير كل المخطوفين حتى آخرهم في صفقة.

إذن كيف ننجح؟ أولاً، استمرار الضغط العسكري الذي يضعضع صلاحيات المذكورين أعلاه ويجعلهم مطلوبين في حالة فرار.

يجدر بنا أن نتذكر بأنه ليس في الدوائر المحيطة بهم أبطال. هؤلاء أناس انتهت بالنسبة لهم كل الخيارات. حماس منظمة إرهاب إجرامية. حتى لو كانت ذات طابع ديني – مسيحاني – أصولي، فالعقيلة هي عقلية جماعة مخدرات يحركها الشرف والقوة والمال والسيطرة، كما حصل أن كثيرين في القيادة النازية بحثوا في نيسان 1945 عن “صفقات” خاصة مع الحلفاء، هكذا علينا أيضاً أن نسعى ونبحث عن الطريق لـ “صفقات خاصة” من خلف ظهر زعمائهم مع مخطوفين ومستويات ثانوية في المنظمة. علينا أن نخلق بهذه الوسائل وغيرها مناخاً انهزامياً يؤدي إلى خيانات وصفقات مستقلة للمستويات الوسطى وعائلاتهم. كلما اشتد الضغط تتعاظم الغريزة الأساسية للبقاء.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 14/3/2024

 

بعد خطاب “فاضح” لقائد الفرقة 98: هل فقد الجيش الإسرائيلي السيطرة؟

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

فليعذرني كل المنفعلين: الخطاب الذي ألقاه قائد فرقة 98 أمس ليس أقل من فضيحة، ويدل على فقدان السيطرة والمشكلة التي ترافق الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. مع كل الاحترام لمشاعر الضابط ، فإن القتال في غزة لا يعطيه الحق أو الصلاحية للإعراب عن موقف في مسائل سياسية. العميد دان غولدفوس لا يختلف كثيراً عن العميد باراك حيرام الذي دمر جامعة في غزة لأنه راق له ذلك، أو عن الضابط الذي أمر بتدمير مبنى برلمان غزة بعد أن اُحتل المبنى وطُهر واُحتفل به ووثق ذلك. شيء ما غير جيد يحصل في الجيش.

يمكن السير إلى الوراء، إلى التصميم الذي جعل بن غوريون يخرج من الجيش بالقوة السياسة في ذروة الحرب. كانت مسيرة أليمة ووحشية وحيوية، كانت ذروتها في إغراق “التلينا” وحل قيادة “البلماخ”. بدونها ما كان سيكون لنا جيش.

يمكن السير إلى الوراء إلى خطاب المحرقة الفضائحي للواء يئير غولان في 2016. غولان، الذي كان في حينه نائب رئيس الأركان، روج ضد سياقات في المجتمع الإسرائيلي ذكرته بألمانيا وأوروبا في الثلاثينيات. رغم أني اتفقت مع مضمون أقواله، اعتقدت أنه كان ينبغي تنحيته عن الجيش غداة الخطاب. لم يخوله أحد أن يزايد أخلاقياً أو يعلم التاريخ.

لقد قرأ العميد غولدفوس خطابه المكتوب أمام ميكروفونات قنوات التلفزيون: خطاب مرتب، رسمي، ملزم. السؤال “ما الذي اطلع به من الخطاب الذي قرأه ضباط الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، وما الشيء الذي فضل ألا يريهم إياه؟” يبدو سؤالاً مشوقاً، لكنه ليس الأساس.

بالنسبة لمضمون الخطاب: من السهل أن نفهم مشاعر الرجل. أسمع أموراً مشابهة على لسان ضباط ومقاتلين في “الإلزامي” و”الاحتياط” منذ بداية الحرب. إحساس الوحدة في وجه العدو أصيل، ويبث روحاً قتالية في المقاتلين. الاغتراب الذي يشعرون به تجاه الجدالات في الجبهة الداخلية مفهوم هو الآخر. ويطل ويكاد يثور في كل حرب، وهو بارز في هذه الحرب، على خلفية سلوك مثير لحفيظة القيادة السياسية.

لكن ما الذي يقترحه في جوهر الأمر؟ أمس، أقرت الكنيست ميزانية حكومية كاذبة، فاسدة، هدامة. فهل يقترح أن نقبل هذه المهزلة بصمت باسم الوحدة؟ هو ينتقد ضمناً تملص الحريديم من الخطة. فهل يقترح باسم الوحدة الامتناع عن الصراع ضد التملص من الخدمة؟ لا غرو أن موشيه أربيل، أحد وزراء “شاس”، سارع ليتبني خطابه. فالدعوة إلى الوحدة هي السترة الواقية التي تفعل الأحزاب الحريدية من خلفها بالدولة كما تفعل في بيتها. كان أربيل أول من غرد، وغرد بعده كل محبي الشقاق في الحكومة وبالروح ذاتها.

ضباط يدخلون إلى السياسة يدعون سياسيين للدخول إلى الجيش. الملاحظة التي وجهت للعميد حيرام على التدمير الذي قام به دون إذن في غزة أتاحت لوزراء الحكومة التهجم على هيئة الأركان وضمان أن تكون التعيينات التالية في الجيش بإشراف القطاع الاجتماعي والسياسة. لا يريدون تحقيقات، يريدون وظائف. المشروع التدميري للحكومة الحالية وصل إلى الجيش الإسرائيلي.

كل حرب تجلب معها فترة احتضان للابسي البزة العسكرية. كل ضابط قتالي يحظى بوجبة دسمة من العبادة الشخصية والتغاضي عن الخطايا. حصل لنا هذا في نهاية حرب الأيام الستة، وكان من العوامل التي أدت إلى العمى والغرور وإخفاق حرب يوم الغفران. لم نتعلم الدرس.

هذه المرة عبادة الشخصية غريبة، على خلفية أنها تأتي بعد الإخفاق العسكري الأخطر الذي شهدته الدولة. جميل أن غولدفوس مثل ضباط آخرين، يأخذ المسؤولية، لكن أين الاحتشام، أين التواضع؟

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 14/3/2024

 

في غزة بلغ الجوع لحد أكل لحوم القطط والكلاب وطحن الحصير خبزاً.. ومصر تبطئ المساعدات للضغط على “حماس”

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

الثلاثاء الماضي، انطلقت سفينة “أوبن آرمز” من قبرص إلى قطاع غزة وعلى متنها 200 طن من المواد الغذائية والأدوية. الحمولة التي كانت تحملها اجتازت فحوصاً دقيقة في ميناء “لارنكا”، لكن البشرى التي قد تجلبها معها إلى مئات آلاف سكان غزة ما زالت بعيدة عن التنفيذ. القصد هو إنزال الحمولة في البحر ونقلها بقوارب صغيرة إلى شاطئ غزة. لكن من غير الواضح من سينزل الحمولة وأين سيتم تخزينها ومن سيوزعها ومن سيحميها. حتى تصريح الرئيس الأمريكي عن نية إقامة محطة مؤقتة، ستنتظر شهرين على الأقل حتى تصل أجزاؤها ويتم تركيبها وتتحول إلى رصيف يمكن إنزال الحمولات عليه.

 في غضون ذلك، ليس للإدارة الأمريكية حلول إزاء الصعوبات اللوجستية والتشغيلية المعقدة التي سترافق عملية النقل، هذا في الوقت الذي تعتبر فيه الأمم المتحدة الوضع في القطاع “جوعاً شديداً”، وقضية المساعدات الإنسانية تتطور وتصل إلى أزمة استراتيجية. الرئيس الأمريكي أوضح بأن أقدام جنود الجيش الأمريكي لن تطأ أرض غزة. لكن رغم تصريحاته فإن أحداً ما يجب عليه ربط المحطة بالشاطئ وحماية طواقم الهندسة الأمريكيين، وبالأساس تسلم المساعدات وتوزيعها على المحتاجين.

 بدلاً من ذلك، تبحث الإدارة الأمريكية عن شركات خاصة لتنفيذ المشروع، بالأساس الحصول على تمويل كاف لتشغيله. إحدى الشركات “فوغ بو” التي يملكها رجال مخابرات أمريكيون سابقون. رئيسها هو سام ماندي، وهو جنرال سابق في المارينز وكان مسؤولاً عن القوات في الشرق الأوسط، ونائبه ميك مالروي، رجل سابق في الـ سي.آي.ايه ومستشار لوزير الدفاع. هذه الشركة عملت سابقاً بنشاطات مشابهة في أرجاء العالم، وبدأت الآن تبحث عن مصادر تمويل في دول عربية مثل الإمارات وفي دول أوروبية أيضاً، وهي تنوي تأسيس صندوق خاص لتجنيد التبرعات. التمويل شرط أساسي لتشغيل مشروع المساعدات للقطاع، لأن الإدارة لا يمكنها فعل ذلك، بالأحرى بدون مناقصة يجب أن تتنافس فيها شركات، إذا وجدت مثل هذه الشركات.

تبحث الإدارة الأمريكية عن شركات خاصة لتنفيذ مشروعات المساعدات لغزة عبر البحر.. وإحدى هذه الشركات يملكها رجال مخابرات أمريكيون سابقون.

 لكن حتى لو تم حل موضوع التمويل، فلن تختفي الصعوبات التي تنتظر المشروع. أي شركة تعمل في نقل المساعدات ستحتاج إلى حماية فضاء المحطة والمخازن التي سترسل إليها المساعدات في المرحلة الأولى. حسب معرفتنا، وافقت إسرائيل على توفير دائرة الحماية الخارجية الموجودة في محيط المحطة، بصورة تمنع المدنيين والمجموعات المسلحة (أعضاء حماس أو تنظيمات أخرى) من الوصول إليها والانقضاض على الشحنات. لكن غير معروف حتى الآن من الذي سيكون مسؤولاً عن المساعدات في الطريق من المحطة إلى المخازن ومنها إلى السكان.

قال مصدر إسرائيلي مطلع للصحيفة إن النية هي إلقاء هذه المهمة على قوات فلسطينية محلية غير مسلحة. ولكنه أضاف: “حتى الآن، لم يتم حل قضية توفير الحماية وكيف سيتم منع أحداث تشبه الحادثة قبل أسبوعين التي قتل فيها 113 شخصاً عندما اندفع الناس إلى قافلة المساعدات”.

إحدى الطرق التي يتم فحصها، أن تلقى المسؤولية على الشركة الفلسطينية الخاصة “باديكو غزة”، التي عملت في بناء المنطقة الصناعية في غزة. يبدو أن لديها معرفة وقدرة مطلوبة لتخزين البضائع وتوزيعها. “في نهاية المطاف، ربما لا مناص من وجنود الجيش الإسرائيلي لحماية وتوزيع المساعدات من المحطة وحتى مراكز التوزيع في المدن”، قال هذا المصدر الإسرائيلي. ولكن أي حل لوجستي سيتم التوصل إليه سينتظر حتى استكمال بناء المحطة المؤقتة. وهي فترة زمنية غير متاحة لسكان غزة التي يحتضرون بسبب الجوع. حسب تقارير مخيفة عن وضع الجوع والوضع الصحي في غزة، بدأ السكان في ذبح الكلاب والقطط لتوفير الطعام لأبناء عائلاتهم.

الأرز الذي عشنا عليه في الأشهر الأربعة الأخيرة اختفى كلياً من الأسواق. قررت وزوجتي أن نأكل وجبة واحدة كل يومين لإبقاء أولادنا على قيد الحياة قدر المستطاع

في 9 آذار، نشر نيكولاس كريستوف، وهو كاتب المقالات الأكبر في “نيويورك تايمز”، مراسلة لمحمد الشنطي، وهو من سكان غزة، الذي كان حتى اندلاع الحرب طالب طب في جامعة رودس في جنوب إفريقيا، مع زميلة له في الجامعة. في هذه المراسلات المثيرة للقشعريرة، بين 11 تشرين الأول و29 شباط، حيث انقطع التواصل معه، قال “إن الأرز الذي عشنا عليه في الأشهر الأربعة الأخيرة اختفى كلياً من الأسواق. قررت وزوجتي أن نأكل وجبة واحدة كل يومين لإبقاء أولادنا على قيد الحياة قدر المستطاع. ما بقي لنا هو الحصيرة. بدأنا نطحنها من أجل خبزها وأكلها. وعندما بدأنا نأكل خبز الحصير، أصبح يخرج مع البراز دم”.

الثلاثاء الماضي، وللمرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع، دخلت شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى شمال القطاع، كان فيها مواد غذائية بكمية قد تكفي لـ 25 ألف شخص من السكان لفترة قصيرة. وهي كمية صغيرة نسبياً مقارنة مع الاحتياجات الكبيرة للقطاع. مع ذلك، حتى الآن، من غير الواضح كم يمكن استمرار الترتيب الذي يمكن للشاحنات فيه القادمة إلى شمال القطاع استخدام الطريق العسكرية القريبة من الجدار الفاصل بين غزة وإسرائيل.

 في الوقت نفسه، تراكمت كميات كبيرة من شاحنات المساعدات على معبر رفح في الطرف المصري، وهي تنتظر في الدور في الفحص كي تدخل إلى القطاع. في مصر نفسها، يزداد ضغط الجمهور لفتح المعبر وإدخال المساعدات بشكل حر دون مراقبتها وفحصها من قبل الطرف الإسرائيلي. الثلاثاء، رفضت وزارة الخارجية المصرية للمرة الثانية طلب أعضاء مجموعة شخصيات ونشطاء اجتماعيين الالتقاء معهم لمناقشة إعطاء تصاريح دخول لمتطوعين مصريين، من بينهم أطباء وأعضاء في منظمات إغاثة إلى داخل القطاع.

 بمساعدة النشر في الشبكات الاجتماعية، نجح أعضاء المجموعة، على رأسهم الدكتورة منى المينا، وهي رئيسة نقابة الأطباء السابقة، نجحوا في الحصول على توقيع آلاف المتطوعين، من بينهم الكثير من الأطباء الذين يريدون الانضمام للطواقم الطبية في القطاع. أما وزارة الخارجية المصرية فلم تعط أي تفسير لتأجيل الالتقاء مع المجموعة. وحتى الآن الحكومة هناك تحذر من ألا تخرق التفاهمات مع إسرائيل ومع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بدخول شاحنات المساعدات والمهنيين الذين يريدون تقديم المساعدة.

 ما بقي لنا هو الحصيرة. بدأنا نطحنها من أجل خبزها وأكلها. وعندما بدأنا نأكل خبز الحصير، أصبح يخرج مع البراز دم”.

التحكم في وتيرة نقل المساعدات من رفح إلى غزة هو أداة ضغط أساسية تستخدمها مصر على حماس، لكن من غير الواضح مدى نجاح هذا الضغط، لا سيما عندما تكون مصر خاضعة لتفاهمات مع الولايات المتحدة وإسرائيل. أنباء يسربها النظام المصري لوسائل الإعلام تقول بوجود احتمالية لحدوث انعطافة في المفاوضات حول صفقة التبادل، وأن مصر دعت بعثة من حماس إلى القاهرة، لكن الشخصية الرفيعة في حماس، موسى أبو مرزوق، قال إنه لا يعرف عن الدعوة.

 حسب تقرير آخر، تفحص الإدارة الأمريكية وقفاً قصيراً إنسانياً لإطلاق النار لنقل المساعدة الطبية والدواء للمخطوفين الإسرائيليين في القطاع، لكن في هذا التقرير جاء أن حماس تشترط وقف إطلاق النار بإدخال المعدات الطبية والدواء إلى مستشفيات القطاع. ومن غير الواضح إذا كانت إسرائيل ستوافق على هدنة إنسانية كهذه. الخوف هو من أن هدنة إنسانية قصيرة ستؤدي في أفضل الحالات إلى “صيانة أفضل للمخطوفين”، حسب تعبير مسؤول إسرائيلي، “لكنها لن تدفع قدماً بالتوصل إلى اتفاق كامل”.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 14/3/2024

 

لغانتس “الساذج” وآيزنكوت “المغبون”: ساعر حجر نتنياهو الأخير لـ “الإخفاق المطلق”

 

 

بقلم: أوري مسغاف

 

في 7 أكتوبر، حلق في الأفق تهديد استراتيجي على استمرار حكم نتنياهو. جميع تصوراته انهارت. هو نفسه أصيب بالشلل والصدمة وعدم القدرة على الأداء، الأمر الذي فاقم نتائج السبت اللعين. سئم الإسرائيليون منه. عندما استرجع قوته، عاد إلى فعل الأمر الوحيد الذي يتميز بفعله، وهو القدرة على البقاء الشخصي بأي ثمن. الهدف: تشخيص الأعداء والتهديدات، وحرب ضروس يشنها ضدهم، والوسائل هي “فرق تسد” والتلاعب والتآمر والتشهير وزرع الأكاذيب. وهاكم الطريقة التي عمل بها:

1- المخطوفون وعائلاتهم: تشكيل هيئة فارغة برئاسة المخلص للعائلة، غال هيرش، واستخدام حفنة من أبناء عائلات المخطوفين والمفقودين من التيار المسيحاني – الديني القومي، وفرض حضور سارة كلاعبة نشطة، لا تتم التوصية بتجاوزها، وتشغيل قناة الدعاية 14 وماكينة السم ضد العائلات وعرضها كعدوة للأمة والانتصار، والنبش في هيئة المخطوفين حتى إزاحة رونين تسور، واستبداله بمستشار استراتيجي مجهول، وتوصيته للعائلات هي “احتضان نتنياهو”.

2- كبار الضباط في الجيش و”الشاباك” والموساد: وصفهم كمسؤولين حصريين عن الفشل الاستخباري والعملياتي، وتشويههم بمؤامرات تفيد بأنهم منعوا بقصد وصول المعلومات والتحذيرات إلى نتنياهو بهدف إفشاله، وعرضهم كجنرالات يوقفون الجنود العاديين ويمنعونهم من الوصول إلى النصر المطلق. ويمنعون تقدم الخيول الجامحة مثل العميد براك حيرام والعميد رومان غوفمان، وحتى إنهم يتجرأون على توبيخهم والتحقيق في نشاطاتهم عندما يقررون على مسؤوليتهم قصف بيت فيه مخطوفون في “بئيري” أو جامعة في غزة.

3- المتظاهرون والاحتجاج: تحويل الشرطة إلى مليشيا على شاكلة “الباسيج” الإيرانية. والتعامل بقبضة حديدية، خلافاً للقانون، مع المواطنين الذين يصممون على تطبيق حرية التعبير والاحتجاج والتجمع. هذا نزع شرعية مطلق للمظاهرات ومظاهر معارضة سياسية في زمن الحرب.

4- المنظومة السياسية: ضم غانتس وآيزنكوت وتحييد المعارضة، وتفكيك المعسكر الرسمي من خلال إغراء وإعادة احتضان ساعر والكين وشاشا بيتون وهيسكل (بالضبط بنفس الطريقة التي تم فيها تفكيك أزرق – أبيض، وقبل ذلك حزب العمل برئاسة إيهود باراك). ثم تحويل ميزانيات ضخمة منفلتة العقال للحريديم والمتدينين القوميين والمستوطنين مع تقليص ومس شديد بموارد إسرائيل المنتجة وبالليبرالية وبالديمقراطية.

5 – الفضاء العام: إلغاء جوائز إسرائيل عقب فوز ايال فيلدمان؛ هذه مطاردة مكارثية للأكاديميا. واستمرار الانقلاب النظامي بواسطة وقف ترقية القضاة المارقين. وعدم تعيين إسحق عميت رئيساً للمحكمة العليا واستغلال تقاعد استر حيوت وبارون من أجل الحفاظ على أغلبية يمينية (محافظة) في المحكمة.

6 – إدارة جو بايدن: نكران جميل الرئيس الأكثر صداقة لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض، وعرضه كعدو للنصر وكمؤسس للدولة الفلسطينية. وإعطاء 11 مقابلة لوسائل الإعلام الأجنبية باللغة الإنجليزية وصفر لوسائل الإعلام العبرية. وإطالة الوقت إلى حين فوز مأمول لترامب في تشرين الثاني القادم.

الضربة القاضية على شكل إرضاء وإغراء جدعون ساعر، ستمكن من تطبيق المرحلة الأخيرة في الهجوم المضاد: المصادقة على ميزانية كارثية للدولة، وتمرير الإعفاء الساحق للحريديم من التجنيد بواسطة “خطة كاذبة”. غانتس الساذج وآيزنكوت المغبون سيبقيان رائحة زائدة وذاكرة باهتة لما كان. مع ائتلاف يتكون من 45 مقعداً في الاستطلاعات، لكن في الواقع 68 مقعداً، ستسرع الدولة تحت حكم نتنياهو الخطى نحو هاوية أمنية وسياسية واقتصادية. بدون أي رد عسكري على حزب الله وإرهاب الفلسطينيين في الضفة، وحتى على حماس الموجودة تحت الأرض في غزة، مع جنوب مدمر وشمال تم إخلاؤه، ومعزولة ومكروهة أكثر من أي وقت مضى في العالم، ومحاصرة في الأمم المتحدة ولاهاي. نووية مع تصنيف ائتماني مخفض وغلاء معيشة كبير وعديمة الأفق.

نتنياهو ومساعدوه أقرب من أي وقت مضى من تحقيق النصر المطلق: على إسرائيل.

---------------------------------------------

هآرتس 14/3/2024

 

شلهوب و”ديمقراطية إسرائيل”.. ما معنى أن يعبر “غير اليهودي” عن رأيه في مؤسسة أكاديمية؟

 

 

بقلم: حنين مجادلة

 

تم وقف البروفيسورة نادرة شلهوب – كيبوركيان، عن التعليم في الجامعة العبرية لأن إسرائيل تحظر التفكير بطريقة مختلفة. محظور التشكيك في الرواية السائدة وتقويض التيار العام. هذا هو السبب الوحيد، وكل شيء آخر مبرر.

في هذه المرحلة، من أجل الحفاظ على أجواء آمنة في الحرم الجامعي لصالح طلابنا وطالباتنا، قررت الجامعة الجامعة وقفها عن التعليم، كما ردت الجامعة على ما قاله الشارع المقدسي في الشبكات الاجتماعية. على الأقل قولوا الحقيقة: لستم قادرين على سماع انتقاد شديد لإسرائيل. أراد رؤساء الجامعة الغمز لجمهور الشارع واليمين في الجامعة والإدارة وأيضاً لعضوة الكنيست شيرين هيسكل، التي قدمت الشكوى. لم يهمهم دورهم كمؤسسة أكاديمية كي يتعاملوا مع حرية التعبير باحترام.

“الجامعة العبرية ترفض كلياً اقوال مشوهة صدرت عن البروفيسورة كيبوركيان”، قالوا. مثير للاهتمام إذا كانوا يرفضون أيضاً جملة أخرى قالتها: “تحدثت مع كل أصدقائي وقلت لهم: هذا لا يمثلني. لن أسمح لأحد بالمس بطفل أو اختطاف فتاة أو اغتصاب امرأة، هذا لا يمثلني. ولن أوافق على ذلك بصفتي فلسطينية”.

الموضوع أن هذا لم يكن كافياً لرؤساء الجامعة؛ ربما لأن تفسيرهم للانفتاح الفكري كاذب. ومن غير المفاجئ أنه في اللحظة التي كان يجب أن يفحصوا فيها قيمة مثل حرية التعبير والتسامح، تفككت القضية كلها.

من نافل القول أن نذكر في هذا السياق المحاضرين والطلاب اليهود الذين يعبرون عن أنفسهم كعنصريين منذ بداية الحرب، ولم يفتح ضدهم أي إجراء توقيف أو طرد. ليس لأنني أعتقد بوجوب وقف محاضرين أو طلاب استناداً إلى مواقفهم، مهما كانت مختلفة ومتطرفة. تعلمت في الأكاديميا الإسرائيلية الصهيونية والأمنية، وسمعت تعابير قاسية، وهذا عزز القدرة على النقاش.

قالت كيبوركيان أموراً قاسية على الأذن اليهودية في إسرائيل. عندما قالت ” كان عليهم (الإسرائيليين) أن يخلقوا المزيد من قصص الرعب كي يعرضوا الفلسطينيين كتهديد، فقد رمزت إلى أن بعض التقارير في 7 أكتوبر مبالغ فيها؛ عندما قالت “إنهم يدمرون الأدلة في غزة كما يحدث منذ 1948، فإنها ربطت بين ما يحدث في غزة وبين النكبة؛ عندما قالت إن “الصهيونية جريمة، وبإلغائها يمكننا العيش” فقد أشارت إلى أن البنية التحتية للدولة مشوهة تجاه كل من هو غير يهودي في إسرائيل.

ليس بالصدفة أنهم كتبوا لها في مراسلة أخرى: “منذ بداية الحرب وأنت تعبرين بشكل مشين ومناهض للصهيونية وتحريضي”، حيث إنه بالنسبة لهم “الجامعة العبرية تتفاخر بأنها مؤسسة إسرائيلية عامة وصهيونية”. لذلك، فإن رؤساءها في اندفاعة وطنية كهذه إلى درجة أنهم ينسون أن الجامعة العبرية قبل أن تكون “مؤسسة صهيونية” هي مؤسسة أكاديمية. لو عملوا بشكل صحيح لسمحوا لكل محاضر وكل طالب بالتعبير عن موقفه بحرية، حتى لو قالوا إن إسرائيل تنفذ في غزة جرائم حرب أو يجب استبدال المشروع الصهيوني بمشروع فيه مساواة أكثر، الذي تكون فيه مساواة في الحقوق للفلسطينيين أيضاً.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

نتنياهو.. خلافات بمجلس الحرب تهدد بحله

 

قدرت مصادر في النظام السياسي الإسرائيلي، أنه على الرغم من وجود عدد غير قليل من القضايا الحساسة على جدول الأعمال، فمن المحتمل أن الطريقة التي يدار بها مجلس الحرب حتى الآن، لن تكون قادرة على الاستمرار.

وقالت المصادر إن تداعيات الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير بيني غانتس، مثل حل تحالف "المعسكر الرسمي"، ومطالبة رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر أمس الثلاثاء بالانضمام إلى مجلس الحرب، تضع نتنياهو أمام معضلة.

فبينما يرفض غانتس الالتزام بإعطاء الفضل السياسي لنتنياهو، فإن ساعر يعبر عن نفسه بطريقة أكثر اتزاناً ويتيح لنتنياهو مجالاً للمناورة حتى في حال انسحاب غانتس من مجلس الحرب، لكن إذا قرر نتنياهو ضم ساعر إلى مجلس الحرب، فإن نفس الطلب سيطرح على الفور من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعد أن طلب إيتمار بن غفير بالفعل مثل هذا الطلب، بحسب أعضاء كبار في الائتلاف الحكومي.

ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس، أعرب غانتس علناً عن معارضته لانضمام ساعر إلى مجلس الحرب، وقال إن "من يعمل بشكل جيد لا يحتاج إلى إصلاح".

وفي كلتا الحالتين، تقدر مصادر سياسية أن الفترة المقبلة ستنتج أحداثاً سياسية كبرى تحيط برغبة ساعر بتقديم نفسه كحزب يميني جديد ومنفصل، وإضافة قوى جديدة إليه، بعد انسحابه من تحالف حزب "المعسكر الرسمي" بزعامة غانتس. وكل هذا يحيط بالأزمة بين غانتس ونتنياهو، والتي يعتقد أنها وصلت إلى مستوى جديد بعد زيارة غانتس إلى واشنطن دون موافقة مسبقة من رئيس الوزراء نتنياهو.

غانتس يقول، إن "من المستحيل تجاهل حقيقة أن هناك تحديات في سلوك حكومة نتنياهو. والأسوأ من ذلك هو أن الاحتياجات والأولويات العملياتية الحقيقية تتعرض للخطر نتيجة للسلوك السياسي الذي يهدف إلى منع توسيع صفوف الجيش الإسرائيلي. وبدلاً من استغلال وحدة الشعب والحاجة الوطنية، فإنهم يلحقون الضرر بالجيش الإسرائيلي أثناء القتال ويفاقمون الصدع في الشعب.

 هذه أخطاء استراتيجية يتعين علينا تصحيحها. لقد كان طريقي دائمًا طريق الاتفاقات والتفاهمات والشراكات، لكن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر".

وفيما يتعلق بسلوك مجلس الحرب الإسرائيلي، وإدارة الحرب في قطاع غزة، ادعى غانتس أن "مجلس الحرب بأكمله متحد بضرورة مواصلة العملية البرية، بما في ذلك في رفح، من أجل تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس. وكي ننتصر، يجب أن نكون حكماء، وليس فقط عادلين".

كما تناول غانتس الانتقادات الدولية، ملمحًا إلى التوترات مع الإدارة الأميركية، قائلا "من أجل إضفاء الشرعية على هذه الأفعال، يجب علينا جميعا أن نكون متحدين في الاستماع إلى العالم، وإيجاد حلول إنسانية من شأنها أن تخدم الحرب والعملية التي تليها، والتي ستدفعنا إلى نهاية الحكم المدني لحماس".

من جانبه، رد ساعر على كلام غانتس، قائلا على موقع "إكس": "اخترت أن أقول وداعا للوزير غانتس باحترام. لسوء الحظ، فإن معارضة الوزير غانتس لإدراجي في مجلس الحرب ليست ذات صلة وليست لأسباب تتعلق بمصلحة الدولة. تماما مثلما عارض في بداية الحرب ضم عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إلى مجلس الحرب".

---------------------------------------------

 

جنوب أفريقيا تسبب قلق جديد للاحتلال

 

أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ "إسرائيل" باتت قلقة بعد تصريح وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، أن بلادها "ستعتقل مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في قوات الجيش الإسرائيلية عند عودتهم إلى جنوب أفريقيا".

ووفق الصحيفة، فإنّ القلق يتزايد لدى "الجيش" الإسرائيلي وفي حكومة الاحتلال من قيام الدول المناهضة لسلوك "إسرائيل" في غزة باعتقال الجنود، النظاميين أو الاحتياط، عند وصولهم في زيارة إلى تلك البلاد.

وأضافت أنّ "إسرائيل" تشعر بالقلق أيضاً من احتمال اعتقال مقاتلين سابقين يسافرون كسياح في بعض البلدان بسبب دورهم في الحرب على غزة.

وكشفت "هآرتس" أنّ "المدعي العام العسكري يعمل حالياً على رسم خريطة للدول التي هددت بالاعتقال، ومن المتوقع أن يتصل قريباً بالجنود الذين يحملون جنسية مزدوجة من هذه البلدان لإرشادهم حول كيفية التصرف إذا كانوا يرغبون في زيارتها".

وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، أكدت أن بلادها "ستعتقل مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في قوات الجيش الإسرائيلية عند عودتهم إلى جنوب أفريقيا".

وأضافت باندور أنّها أصدرت بياناً تحذيرياً لمن هم من جنوب أفريقيا ويقاتلون جنباً إلى جنب مع "الجيش" الإسرائيلي، قائلةً: "نحن مستعدون عندما تعودون إلى الوطن، سوف نعتقلكم".

وحذرت حكومة جنوب أفريقيا في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، من أن "مواطنيها الذين يقاتلون إلى جانب إسرائيل في غزة قد يواجهون المحاكمة في الداخل"، في حين أدان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا العدوان على غزة ووصفه بأنه "إبادة جماعية".

وأضافت أنّ "مثل هذه الأفعال يمكن أن تساهم في انتهاك القانون الدولي وارتكاب المزيد من الجرائم الدولية، مما يجعلها عرضة للمحاكمة في جنوب أفريقيا".

تجدر الإشارة إلى أن "إسرائيل" مثلت، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بصفتها متّهمةً بدعوى مٌقدّمة من جنوب أفريقيا بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

---------------------------------------------

 

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي يحث إسرائيل على إجراء انتخابات مبكرة

 

حث زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، على إجراء "انتخابات جديدة" في إسرائيل، معتبرا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد يجعل تل أبيب "منبوذة" في ظل الحرب على غزة، ويشكل "عثرة أمام السلام".

 

عرب 48

 

 

تحرير: محمود مجادلة

 

دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، اليوم الخميس، إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، معتبرا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يشكل "عقبة أمام السلام"، وأن ائتلافه "يضر بإسرائيل".

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن البيت الأبيض، أن شومر أطلع الرئيس، جو بايدن، على نص الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس الشيوخ، ويعتبر أقوى تصريح يصدر عن مسؤول في الحزب الديمقراطي، يُنظر إليه على أنه أشد المؤيدين لإسرائيل.

وقال شومر "لقد ضل رئيس الحكومة نتنياهو طريقه، حيث جعل استمراريته السياسية قبل مصلحة إسرائيل العليا".

وأضاف "إذا بقي نتنياهو في السلطة بعد الحرب، فيجب على الولايات المتحدة أن تلعب دورا فعالا في تشكيل سياسة إسرائيل باستخدام أدوات الضغط المتاحة"، معتبرا أن نتنياهو قد يجعل تل أبيب "منبوذة" بسبب الحرب على غزة.

وذكر شومر عضو الحزب الديمقراطي أيضا أن رفض إسرائيل لحل الدولتين "خطأ فادح"، وحث المفاوضون غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، على فعل "كل شيء ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات إلى غزة".

وأضاف أن "إسرائيل لا يمكنها أن تتطلع إلى النجاح كدولة منبوذة تتعارض مع بقية العالم"، مشددا على أنه يتعين على إسرائيل إجراء "تصحيحات كبيرة في المسار" لتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين.

وقال شومر "عند هذا التقاطع المفصلي، أعتقد أن انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها"، معتبرا أن "تحالفا يقوده نتنياهو لم يعد يلبّي احتياجات إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

وأضاف شومر، وهو أرفع مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، إن نتنياهو أحاط نفسه بمتطرفين يمينيين أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، و"أبدى استعدادا كبيرا للتسامح مع الخسائر المدنية في غزة، الأمر الذي يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية".

وتابع "لا يمكن لإسرائيل الصمود إذا أصبحت منبوذة". وأكد أنه يؤيد وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في الحرب على غزة. وجاء الخطاب وسط استياء متزايد بين الديمقراطيين في الكونغرس، وزيادة الضغط من الرئيس بايدن على حكومة نتنياهو بسبب حجم الخسائر في أرواح المدنيين من جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة.

يأتي المؤشر الجديد إلى تراجع الثقة الأميركية تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد أيام قليلة من تصريحات للرئيس جو بايدن أكد فيها أن نتنياهو "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها".

ورد سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، على تصريحات شومر، وقال إن "إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة. وليس مفيدًا، خاصة عندما تكون إسرائيل في حالة حرب ضد منظمة حماس؛ الإشارة إلى المشهد السياسي الداخلي لحليف ديمقراطي. إن ذلك يتعارض مع أهدافنا المشتركة".

بدوره، قال حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، إن "إسرائيل ليست جمهورية موز، بل هي ديمقراطية مستقلة وفخورة، وهي التي انتخبت رئيس الحكومة نتنياهو الذي يتبع سياسة حازمة تحظى بدعم أغلبية كبيرة من الشعب".

وتابع الليكود، في بيان، أنه "على النقيض من كلام شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر المطلق على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية إرهابية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة".

وختم بالقول: "نتوقع أن يحترم السيناتور المحافظ حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يقوضها. خصوصا في زمن الحرب".

بدوره، اعتبر حزب "ييش عتيد" المعارض أن "الشيء الوحيد الذي يحظى بأغلبية كبيرة في إسرائيل، هو أن المطلب برحيل نتنياهو لأن أكبر كارثة في تاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة مكتوبة باسمه. وهو حتى اليوم لا يهتم إلا بمستقبله السياسي وسيفشل في ذلك أيضًا".

وفي منشور على منصة "إكس"، قال الوزير في "كابينيت الحرب" ورئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس: "تتقاسم الولايات المتحدة وإسرائيل قيمًا ومصالح مشتركة، ومواطنو إسرائيل وقيادتها ممتنون جدًا لوقوف الولايات المتحدة إلى جانب دولة إسرائيل في أوقاتها الصعبة والمعقدة".

وأضاف أن "زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، صديق لإسرائيل، ويساعدها كثيرا حتى هذه الأيام، لكنه أخطأ في تصريحه. إن إسرائيل دولة ديمقراطية قوية، ومواطنوها وحدهم هم الذين سيحددون قيادتها ومستقبلها. وأي تدخل خارجي في الأمر غير صحيح وغير مقبول".

---------------------------------------------

 

قائد لواء في جيش الاحتلال يقر “نخوض حربًا غير مبسوقة”

 

 

"تخوض جنوبي غزة معارك لم تشهدها في أي مكان آخر بالقطاع"

 

 

أقر قائد لواء الكوماندوز في جيش الاحتلال “عومر كوهين”، بأن قواته تخوض في خانيونس جنوبي غزة معارك لم تشهدها في أي مكان آخر بالقطاع.

وقال كوهين في تصريحات لصحيفة هآرتس “نحن في منطقة مدينة حمد بخانيونس منذ أسبوع ويومين، لقد خضنا هنا قتالا لم نشهده في أي مكان آخر في القطاع حتى الآن”.

وأشار إلى أن “حماس لديها قدرات أكبر لإدارة القوات هنا، وهذا واضح في القتال الذي دار خلال الأيام القليلة الماضية”.

وأضاف أن الحي مليء بالمقاتلين الفلسطينيين والعتاد القتالي الأكثر تقدما، بما في ذلك المتفجرات عالية المستوى التي تم استخدامها ضدنا بالفعل.

ومن جانبه، قال قائد وحدة إيغوز، وهي وحدة استطلاع خاصة تابعة للواء غولاني: عندما تدخل إلى ضاحية حمد تدرك حقا أن هذا عش دبابير للمقاتلين؟

وأوضح مراسل الصحيفة العبرية الذي رافق القوات في خان يونس، أنه بعد حوالي أسبوع ونصف من القتال، يبدو أن حي حمد، مثل معظم الأماكن التي دخلها جيش الاحتلال في قطاع غزة، لن يكون صالحا للسكن بعد الآن.

ولفت إلى أنه تم تدمير أو تضرر جميع المباني الـ 120 الموجودة في المكان تقريبا، وستكون هناك حاجة إلى إعادة إعمار كبيرة حتى يتمكن الناس من الإقامة فيه.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق