انتقد قائد فرقة إسرائيلية تقاتل في غزة، الأربعاء، القيادة السياسية في إسرائيل، ودعاها إلى الاتحاد وأن تكون “جديرة بالجنود الذين قتلوا والذين ما زالوا يقاتلون”، ما أثار حفيظة قيادة الجيش التي استدعته للتوضيح.
وبث العميد دان غولدفوس، قائد الفرقة 98 العسكرية، مساء الأربعاء، كلمة متلفزة من داخل مستوطنة “بئيري” المحاذية لقطاع غزة.
وقال غولدفوس، في مستهل كلمته: “أريد في هذه المناسبة التوجه إلى قادتنا من كل الأطراف، وأتمنى أن يجدوا الوقت للاستماع إلى قلب محارب يقاتل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول (..) ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف عن إرسال المقاتلين والذهاب معهم نحو النار”.
قائد الفرقة التي تنتشر حاليا في خان يونس جنوبي قطاع غزة، تحدث عن الجدل الدائر حول المسؤولية عن الفشل في توقع هجوم حماس في 7 أكتوبر والتصدي له.
وتابع “لا تقلقوا، نحن رجال الجيش، القادة والجنود، تحملنا المسؤولية في الماضي، ونتحمل المسؤولية في الحاضر، وسنتحمل المسؤولية في المستقبل عن كل أعمالنا، فنحن لن نهرب من المسؤولية”.
وحتى اليوم يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحمل مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر، على النقيض من زعماء سياسيين وقادة عسكريين.
ومضى غولدفوس بقوله: “نحني رؤوسنا في وجه فشلنا المدوي في 7 أكتوبر، لكننا في الوقت نفسه نواصل التقدم ونحقق العديد من الإنجازات في ساحة المعركة”، على حد قوله.
وتابع مخاطبا القادة السياسيين: “لكن يجب أن تكونوا جديرين بنا. يجب أن تكونوا جديرين بهؤلاء الجنود الذين ضحوا بحياتهم، وجنود الاحتياط الذين لم يشغلهم من أي جانب كانوا، ويقاتلون جنبًا إلى جنب”.
وفي ختام كلمته، دعا الضابط، القادة السياسيين إلى أن يكونوا “متحدين لضمان عدم العودة إلى 6 أكتوبر، وأن كل الجهد لن يذهب هباء”.
وأثارت كلمة غولدفوس، حفيظة قيادة الجيش، التي استدعته للتوضيح.
ونقلت القناة “12” العبرية الخاصة عن متحدث الجيش دانيال هاغاري قوله إن “الكلمات التي قالها الضابط في نهاية كلمته لم تتم الموافقة عليها من قبل قادته. لذلك سيتم استدعاء الضابط للتوضيح”.
بدوره، انتقد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قرار الجيش استدعاء الضابط للتوضيح.
وقال سموتريتش في منشور بمنصة “إكس”: “العميد دان غولدفوس محارب شجاع، وقائد من النوع الذي يحتاجه الجيش الإسرائيلي اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
واعتبر أن قائد الفرقة 98 “عبر عن الشعور الحقيقي للمقاتلين في الميدان الذين يطالبوننا بأن نكون جديرين ببسالتهم وتضحيتهم وتكاتفهم، وليس هذا هو الوقت المناسب للتوضيحات والإيضاحات”.
أما وزير الداخلية موشيه أربيل، فعلق على كلمة غولدفوس قائلا: “أتقبل وأتلقى على محمل الجد كل كلمة من كلمات العميد دان غولدفوس”.
وأضاف أربيل في تصريح نقلته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “علينا أن نزيل كل عوامل الفرقة، ونزيل الانقسامات المفرقة، ونطرد منا الكراهية غير المبررة ونحترم بعضنا البعض، ونكون معتدلين مع بعضنا البعض، ولن ننتصر إلا معا”.
ومنذ العام الماضي، تشهد اسرائيل انقساما سياسيا ومجتمعيا حادا على خلفية خطة “إصلاح القضاء” التي تحد من دور القضاء، وسعت الحكومة لإقرارها وسط رفض المعارضة التي اعتبرتها نهاية الديمقراطية في إسرائيل.
ومع اندلاع الحرب خفت الحديث عن الخطة المثيرة للجدل، لكن عاد الانقسام داخل المنظومة السياسية حول مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر وكيفية إدارة الحرب في غزة وسيرها.
أضف تعليق