24 أيلول 2024 الساعة 07:21

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الثلاثاء 12/3/2024 العدد 958

2024-03-13 عدد القراءات : 266
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

هآرتس 12/3/2024

 

 

بــايـدن يـدفـــع بـنـتـنـيـــاهــو إلـى الـهـــامـــش

 

 

بقلم: نتنئيل شلوموبتس

 

بعد أن أنهى جو بايدن خطابه في الكونغرس عن وضع الأمة، توجه إلى الجمهور، صافح وثرثر مع أصدقاء الماضي. محادثة خاطفة مع السيناتور مايكل بينت الذي طلب منه "الضغط" على رئيس حكومة إسرائيل، تم تسجيلها في الميكروفون، سجلت وسربت. "قلت له، أي بيبي، لا تكرر ذلك. لكننا سنعقد لقاء لتصحيح المسار"، قال الرئيس. وسارع احد مساعديه بالهمس له: "يوجد ميكروفون مفتوح". بايدن لم يصب بالدهشة، بل العكس. "أنا أمام ميكروفون مفتوح، جيد، هذا جيد". بكلمات أخرى، لقد كان مسرورا لأن الرسالة ستنتقل إلى الجمهور في إسرائيل.

كل من تساءل لماذا كان الرئيس الأميركي مسرورا عندما اكتشف أنه يتم تسجيله، حصل على إجابة واضحة في المقابلة الخاصة التي أجراها مع شبكة "ام.اس.ان.بي.سي". بايدن خرج عن أطواره كي يوضح بأن تأييده لإسرائيل هو تأييد حاسم. وقد عبر عن الأمل في أن يتم في القريب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأكد على أن عادة المخطوفين من يد "حماس" هي الهدف الأسمى بالنسبة له، بالضبط مثل معظم الاسرائيليين.

مع ذلك، بايدن جاء وهو مسلح برسالة شديدة موجهة لحكومة نتنياهو، لقد وضع خطوطا حمراء وقال، إنه لن يوافق على "30 ألف قتيل فلسطيني آخر". لقد أوضح للأذن الإسرائيلية بأنه يوجد بديل لنهج نتنياهو. "هناك طرق كثيرة لمواجهة الصدمة التي خلقتها (حماس). في المرة الأولى التي سافرت فيها إلى هناك جلست في مجلس الحرب وقلت لهم، لا ترتكبوا الأخطاء التي ارتكبتها أميركا. نحن طاردنا ابن لادن ولكن لم يكن من الضروري أن ندخل إلى العراق وأفغانستان. هذا كان زائدا وقد خلق المزيد من المشكلات".

هناك أمران بارزان للعيان في المقابلة، لمن يتابعون التغيير الزاحف في خطاب إدارة بايدن تجاه حكومة نتنياهو في الشهر الماضي. أولا، قام بالتمييز بشكل واضح بين تأييد إسرائيل وانتقاد رئيس الحكومة. بايدن قال، إنه يوجد لإسرائيل "حق في الدفاع عن نفسها" ووصف أفعال حكومة نتنياهو بأنها "تناقض مبادئ إسرائيل". وتحدث بتوسع عن الرغبة في الدفع قدما بصفقة جدية تعيد المخطوفين إلى بيوتهم. في البيت الأبيض الجميع يعرف أن هذه هي مواقف أغلبية الاسرائيليين.

"تحدثت مع أغلبية زعماء العالم العربي، مصر والسعودية والأردن، وجميعهم مستعدون للاعتراف بشكل كامل بإسرائيل وإعادة بناء المنطقة"، قال بايدن وكأنه يلوح بالجزرة للإسرائيليين القلقين على مكانة دولتهم في العالم. "هذا ما يركز عليه الجميع (في العالم)، ماذا سيحدث بعد غزة؟ ما هي المرحلة القادمة؟"، أضاف بايدن قبل أن يحدد ما هو العائق الذي يقف في طريقه، نتنياهو. "حسب رأيي، هو يضر بإسرائيل أكثر مما يساعدها".

المقابلة، مثل التسجيل بعد انتهاء الخطاب، يبدو أنها ليست صدفية. فقط في الأسبوع الماضي أجرت نائبة الرئيس كمالا هاريس مقابلة مع شبكة "سي.بي.اس" وحاولت هي أيضا أن تفصل بين إسرائيل ونتنياهو. وقد بدأت أقوالها بوصف فظائع 7 أكتوبر، مع "1200 شخص، رجالا ونساء، تم قتلهم أو اغتصابهم". وقد قالت أيضا، "نحن عملنا هو الالتزام بأمن إسرائيل ومواطنيها". لكنها أيضا أكدت على أنه "من المهم جدا التمييز بين حكومة إسرائيل والمواطنين في إسرائيل".

هذه هي الخلفية لدعوة بني غانتس إلى البيت الأبيض في الأسبوع الماضي. التفسير الرسمي كان دوره في مجلس الحرب، وفي بيان البيت الأبيض جاء أن غانتس تحدث مع هاريس ومع جهات رفيعة أخرى حول "صفقة لإطلاق سراح اكثر من 100 مخطوف والدفع قدما بوقف إطلاق النار في القطاع من اجل بلورة مثل هذه الصفقة، ومن اجل إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين".

إذا قمنا بربط جميع الخطابات والمقابلات، إضافة إلى اللقاءات والمحادثات، فإنه يتولد الانطباع الواضح بحدوث تغيير في توجه البيت الأبيض. مجلة "نيويورك" نشرت في الأسبوع الماضي أن أي خطاب أو مقابلة أو حتى كل "زلة لسان" بعد خطاب عن وضع الأمة، كل ذلك جزء من "عملية هادئة لكنها موجهة وممنهجة لدفع بيبي إلى الهامش، في إسرائيل وفي العالم". لذلك بدأت العملية بنائبة الرئيس، مقابلة، لقاء مع غانتس. في مساء يوم الخميس ومع التسريب الذي جرى في الكونغرس فقد تحول التوجه مدار الحديث إلى اتجاه علني وحصل على عناوين أولية في الولايات المتحدة وفي إسرائيل. فقط بعد ذلك شعر بايدن أنه حر بما فيه الكفاية للتحدث عن ذلك مع شبكة "ام.اس.ان.بي.سي".

جهات في الإدارة الأميركية قالت لمجلة "نيويورك"، إن جو بايدن ومساعديه يخشون من تأثير الجناح التقدمي ومن المسلمين في أميركا في ولايات رئيسة مثل ميتشيغان ومنسوتا. الانتخابات التمهيدية هناك في الأسابيع الأخيرة أظهرت الحاجة إلى إعادة النظر في المسار بخصوص العلاقات مع إسرائيل. ولأن بايدن مؤيد كبير لإسرائيل وهو لا ينوي التراجع عن موقفه هذا، فإن الحل الذي تقرر هو تركيز جميع السهام على نتنياهو.

الخطوة الأولى فعلتها أميركا في الأول من شباط عندما قامت بفرض العقوبات على مستوطنين في محاولة لإثارة النزاع بين نتنياهو وأعضاء الائتلاف. في الإدارة الأميركية يظهرون الكفاءة المثيرة للإعجاب في استطلاعات الرأي في إسرائيل. وبناء عليها ترتكز السياسة الجديدة. في محادثة مع المراسلة في المجلة تم اقتباس استطلاع نشر في القناة 13 قبل أسبوع، الذي بحسبه 53% من المستطلعين قالوا، إن نتنياهو يطيل مدة الحرب من اجل بقائه السياسي. في البيت الأبيض، حيث هناك في الأصل يكرهون نتنياهو، فقط يباركون هذا التغير.

قضية مهمة أخرى طرحت في المقابلة مع "ام.اس.ان.بي.سي" عندما سأل مجري المقابلة الرئيس إذا كان أي شخص من مساعديه اقترح عليه إلقاء خطاب في الكنيست. الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يميل إلى الرد بإسهاب أجاب هذه المرة بكلمة واحدة وهي نعم. مجري المقابلة صعب الأمر عليه وسأله إذا كان سيوافق على دعوة لن تكون من رئيس الحكومة. بايدن رد "أنا افضل عدم التحدث عن ذلك"، وصمت وابتسم. وهكذا أكد للإسرائيليين بأنه سيكون مسرورا من زيارة إسرائيل وإلقاء خطاب مرة أخرى. هو فقط ينتظر الدعوة الصحيحة.

الإلهام في مثل هذا الخطاب، الذي يمكن أن يشعل معركة سياسية ثنائية هو نتنياهو نفسه. في العام 2015 كان رئيس حكومة إسرائيل هو الذي حطم أي سابقة سياسية بين الدول، فقد ذهب من وراء ظهر الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ووافق على دعوة لإلقاء خطاب في الكونغرس من قبل خصوم أوباما في الحزب الجمهوري قبل الانتخابات.

هذه الخطوة كانت جزءا من تآكل معايير السياسة الأميركية، من النوع الذي أوصل ترامب إلى البيت الأبيض. ولكن بالنسبة لرجال إدارة أوباما كان هذا يعتبر الحاجز الكبير الذي تم اجتيازه. حتى قبل ذلك لم يحبوا هناك نتنياهو، لكن هذا قام بمحوه تماما.

بايدن والكثير من مساعديه كانوا في إدارة أوباما قبل تسع سنوات وهم لم يغفروا لنتنياهو. في محاولة واضحة لمساعدة الحزب في الانتخابات الداخلية في الولايات المتحدة قام بفعل ما لا يمكن فعله. فبايدن تعامل مع ذلك بشكل اكثر قسوة من الجميع لأن لديه احترام حقيقي لمؤسسات الديمقراطية في أميركا. بالنسبة إليه نتنياهو قام بإدخال صنم إلى معبد الكونغرس. إذا حصل بايدن على دعوة لإلقاء كلمة في الكنيست، ربما ليس هناك فقط، هو سيفكر بشكل جدي في هذه الدعوة.

"نتنياهو هو الذي حشر نفسه في الزاوية"، قال مصدر رفيع في الإدارة الأميركية في نهاية الأسبوع لمجلة "نيويورك". "لا يوجد لديه أي هامش للمناورة وهو يضر بنا. كل السياسة حول هذا الموضوع تغيرت تماما والوقت ينفد".

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هل هناك طريقة دبلوماسية محتملة لإنهاء هذه الحرب؟

 

 

بقلم: غيرشون باسكن

 

 

شروط إنهاء الحرب

 

لن تنتهي هذه الحرب بسيطرة حماس على غزة واستمرارها في تهديد أمن إسرائيل. ولن تنتهي الحرب دون إعادة الرهائن إلى الوطن. ولن تنتهي الحرب إلا إذا تم تأمين الحدود بين غزة ومصر ضد التهريب فوق الأرض وتحتها. هذه هي الشروط، كما أفهمها، لكي تنهي إسرائيل الحرب في غزة. ولكن حتى لو تم استيفاء كل هذه الشروط وبقيت إسرائيل في غزة، فإن الحرب لن تنتهي. إن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة سيضمن استمرار التمرد المسلح ضد القوات الإسرائيلية وسيضمن الدعم المستمر لحماس من سكان غزة. ولا تستطيع إسرائيل أن تهزم فكرة حماس ودعم حماس ما دامت القوات الإسرائيلية موجودة في غزة. ولن تُهزم حماس بالكامل إلا بعد انتهاء الاحتلال في الضفة الغربية أيضاً وقيام دولة فلسطينية والاعتراف بها إلى جانب إسرائيل. لقد ظهرت حماس وازدادت قوتها ردا على الاحتلال وفشل عملية السلام. وفي حين عززت إسرائيل سيطرة حماس على غزة كجزء من الاستراتيجية الشاملة لمنع تحقيق حل الدولتين، فإن رفض إسرائيل التفاوض مع الفلسطينيين الذين يسعون إلى السلام وتمكينهم كان بمثابة الوقود الذي أدى إلى عسكرة حماس.

 

بعض الذكريات التاريخية عن حماس

 

في الماضي، قامت إسرائيل بترخيص وإضفاء الشرعية، بل وحتى دعمت ترخيص أنشطة المنظمات الإسلامية في غزة التي أسسها الشيخ أحمد ياسين في السبعينيات. واعتبرت الحكومة العسكرية الإسرائيلية في غزة هذه المنظمات بمثابة معارضة لحركات التحرير الوطني الفلسطينية التي كانت جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. وكانت تلك المنظمات الإسلامية تعمل على بناء الدعم الشعبي، وتطوير كوادر القادة، وتنظيم آليات التمويل، وبناء منظمة إرهابية سرية. وكانت الجامعة الإسلامية في غزة قاعدة للتجنيد والتدريب، وفي كلية الهندسة (أجمل وأحدث مبنى في الحرم الجامعي تم بناؤه بمساعدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) قاموا بتطوير الأسلحة بما في ذلك الصواريخ الأولى.

لم يكن القرار المفاجئ الذي اتخذه أرييل شارون بفك الارتباط من غزة من جانب واحد، والذي عرضه على مؤتمر هرتسليا في ديسمبر/كانون الأول 2003، بمثابة صحوة مفاجئة ورغبة في تمكين الفلسطينيين من الحصول على الاستقلال، بدءاً بغزة. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2003، تم إطلاق مبادرة جنيف الإسرائيلية الفلسطينية بعد عام من المفاوضات السرية بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين السابقين. قدمت مبادرة جنيف اتفاقًا تفصيليًا للوضع الدائم بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل حل الدولتين القابل للحياة. استجاب زعماء العالم لنشر مبادرة جنيف بقبول الدعم. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس التعبير عن الدعم أيضًا. في تلك المرحلة طرح شارون فكرة فك الارتباط، ونجح من خلالها في كبح التأييد العالمي لمبادرته، وليس لجنيف.

وفي نيسان/أبريل 2005، وقبل تنفيذ خطة فك الارتباط، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية رايس ما يلي: "أنا والأمين العام للأمم المتحدة عنان، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي سولانا، ووزير الخارجية الروسي لافروف، متفقون جميعاً على أنه يجب علينا اغتنام الفرصة وتأمين أفضل شخص متاح لهذه المهمة الحاسمة كمبعوث خاص لفك الارتباط عن غزة. ولهذا السبب اتفقنا على تعيين أحد أكثر الموظفين الحكوميين مهارة وخبرة وتفانيًا في العالم، وهو السيد جيمس وولفنسون، رئيس البنك الدولي. ولكن شارون لم يكن لديه أي نية لتنسيق فك الارتباط مع الفلسطينيين. تم انتخاب الرئيس محمود عباس في كانون الثاني/يناير 2005، بعد وفاة عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر 2004، على خلفية معارضة واضحة وحازمة لعسكرة الانتفاضة الثانية، وإيمانا راسخا بأن الدولة الفلسطينية لن تولد إلا من خلال المفاوضات مع إسرائيل. وتلقى مستشار عباس للأمن القومي، محمد دحلان، تعليمات من عباس بإنشاء سلطة فك الارتباط من أجل التنسيق مع إسرائيل. ورد شارون بأن قرار فك الارتباط كان من جانب واحد وأنه لن ينسق مع الفلسطينيين. ووصف شارون عباس بأنه "كتكوت بلا ريش" و"غير شريك". ومن المحادثات التي أجريتها مع أحد أقرب مستشاري شارون، فهمت أن شارون خطط لفشل الفلسطينيين في الاستيلاء على غزة، وستكون النتيجة زوال الضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالضفة الغربية. وبعد فك الارتباط، فازت حماس بالانتخابات البرلمانية للسلطة الفلسطينية. كما فازت حماس أيضاً بالسرديةـ فبالنسبة للفلسطينيين نجحت حماس في طرد إسرائيل من غزة بينما فشل عباس والسلطة الفلسطينية.

في عام 2007، وهو يتأمل في فك الارتباط وسيطرة حماس على غزة، علق جيمس وولفنسون قائلاً: "الحقيقة هي أن لديك 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في غزة ولا يمكنك أن تتمنى رحيلهم، ولا يمكنك ترك غزة كمكان حيث يستطيع الأثرياء والمثقفون والأقوياء أن يخرجوا، ويتركوا فقط الأشخاص الذين لا يستطيعون كسب لقمة عيشهم - أو يمكنهم كسب لقمة عيشهم إذا استطاعوا، ولكن ليس لديهم قيادة. ويبدو لي أن الاستخدام العسكري أو القهر لا يحل المشكلة. ومن مصلحة إسرائيل، ومن مصلحة الفلسطينيين، ضرورة إعادة الأمور إلى الوضع الذي يكون فيه هناك تمثيل لكل الشعب الفلسطيني في كيان يمكنه التعامل مع إسرائيل لتحقيق، إذا رغبت إسرائيل، حل سلمي يتمثل بحل الدولتين، والذي يبدو أنه شيء تلتزم به وزيرة الخارجية رايس الآن. ولا يجوز لنا أن نسمح للموقف بأن يبقى على حاله، لأن مجرد التظاهر بأن 1,4 مليون إنسان من الممكن أن يعيشوا في نوع من السجن لا يشكل حلاً على الإطلاق. لذلك أعتقد أن الأمر سيتطلب بعض المفاوضات الحقيقية لمحاولة البدء بذلك”. كم كان على حق.

 

 

هل هناك طريق دبلوماسي لإنهاء الحرب؟

 

إن أفضل الفرص لإيجاد نهاية دبلوماسية للحرب تلبي الشروط الأساسية التي تحتاج إليها إسرائيل تتلخص في التوصل إلى المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض مع حماس. مطلوب وقف إطلاق النار لإعادة المزيد من الرهائن إلى ديارهم. وسيتطلب ذلك أيضاً أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة في جميع أنحاء القطاع، والسماح للعديد من سكان غزة بالعودة إلى شمال غزة. إن وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع من الممكن أن يوفر الوقت اللازم لوضع خطة من شأنها تمكين كل من إسرائيل وحماس من المطالبة بعناصر النصر ــ وهو ما هو مطلوب لإنهاء الحرب قبل العملية البرية الكبرى بين خان يونس ورفح ــ في 20% من المناطق المتبقية من غزة. وإذا كنا صادقين تماماً مع أنفسنا، فإننا ندرك أن حماس حققت انتصارها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. إن اختراق حدود إسرائيل، وقتل هذا العدد الضخم من الإسرائيليين، واختطاف 250 إسرائيلياً، وهز إحساس الإسرائيليين بالأمن والرفاهية حتى النخاع ــ هذا هو ما حدث بالفعل. لا يمكن التراجع عنه. كما نجحت حماس في إعادة القضية الفلسطينية إلى قمة جدول الأعمال الدولي.

كان انتصار إسرائيل هو نجاحها في تحويل جيشها من قوة شرطة احتلال تحمي المستوطنين إلى قوة قتالية هائلة قادرة تماماً على تأمين حدود إسرائيل. إن إحياء حل الدولتين ليس جزءاً من انتصار حماس، لأن حماس لم تؤيد هذا الحل قط. إنه ليس جزءا من انتصار حكومة إسرائيل، لأنها أيضا لا تدعمه. ولكنه سيكون النصر لشعب إسرائيل وشعب فلسطين. ولهذا السبب، يجب على الولايات المتحدة أن تقود دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأخرى للاعتراف الفوري بدولة فلسطين وإزالة حق النقض الإسرائيلي على مسألة الدولة الفلسطينية.

 

قبول حماس بسلطة جديدة تدير غزة

 

ولكي تتقبل حماس فكرة التوقف عن حكم غزة، فلابد من تمكين السلطة الفلسطينية من تعيين رئيس وزراء مؤقت مقبول كرئيس للحكومة يتمتع بسلطة تعيين وزراء تكنوقراط غير حزبيين ـ لكل من غزة والضفة الغربية. والرئيس عباس هو الشخص الوحيد الذي يملك صلاحية تعيين مثل هذا الشخص. ولكن بمجرد تعيين هذا الشخص، يتعين على محمود عباس مساعدة رئيس الوزراء الجديد من تشكيل حكومة من التكنوقراط المقبولين الذين ستكون حماس على استعداد لنقل السلطة إليهم - أو بعبارة أخرى، لن تعارض السلطة الحاكمة الجديدة. ويجب تطبيق النفوذ الفلسطيني وغيره من الدول العربية على القادة العسكريين والسياسيين الحاليين لحركة حماس في غزة للخروج إلى قطر. قد لا يحدث ذلك، ربما يفضل البعض، مثل يحيى السنوار، القتال حتى الموت بدلاً من المغادرة. لا يمكنه البقاء على قيد الحياة في غزة، فلا نهاية للحرب إذا بقي السنوار في غزة.

 

تأمين غزة

 

وسيطلب رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد مع حكومته عقد اجتماع في الرياض تحت رعاية السعوديين مع الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات سلام مع إسرائيل، ربما بدعم من الجامعة العربية والدعوة إلى النشر الفوري لقوات عربية متعددة الجنسيات في غزة بتفويض يصل إلى عامين. وينبغي رفع قرار هذا الاجتماع إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاعتماده، بالإضافة إلى الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. ويجب على الولايات المتحدة أن تدعم هذا القرار.

ويجب التعامل مع مسألة أمن الحدود بين غزة ومصر بالاتفاق بين مصر والولايات المتحدة. ولا بد من تأمين هذه الحدود من التهريب فوق وتحت الأرض حتى تنتهي الحرب، لكن لا ينبغي أن تفعل ذلك إسرائيل. ويجب نشر المعرفة والتكنولوجيا والتمويل الأمريكي مع العمالة المصرية لحفر عشرات الأمتار تحت الأرض لقطع جميع أنفاق التهريب إلى غزة. ويجب على أفراد الجيش الأمريكي الإشراف على العمل لضمان اكتماله.

 

الرهائن

 

إن قضية الرهائن هي الأكثر صعوبة وحساسية في الحل. ومن المحتمل جدًا أن حماس لا تعرف مكان وجود كل رهينة. ومن دون السيطرة الفعالة على معظم أنحاء غزة، فمن المستحيل عملياً أن تعرف حماس مكان احتجازهم جميعاً. ربما لا تعرف حماس من هو على قيد الحياة ومن ليس على قيد الحياة. هناك احتمال كبير جدًا أن يكون العديد من الرهائن موجودين تحت أنقاض المباني التي هدمتها إسرائيل على الأرض أو من الجو. هناك احتمال كبير بأن بعض أو العديد من الرهائن القتلى لن يتم إرجاعهم أبدًا. وهذا وضع يصعب على عائلات الرهائن قبوله. وكما أن هناك الآلاف من سكان غزة مدفونين تحت أنقاض المباني، فقد يكون هذا أيضاً مصير العديد من الرهائن الإسرائيليين. منذ بداية الحرب، كنت أؤكد أن الطريقة الوحيدة لإعادة جميع الرهائن إلى الوطن أحياء هي من خلال اتفاق تفاوضي يجب أن يتضمن إنهاء الحرب وإطلاق سراح عدة آلاف من السجناء الفلسطينيين في إسرائيل. لقد أكدت أيضًا أن الضغط العسكري سيؤدي بشكل أساسي إلى مقتل الرهائن. وهذا ما لا أزال أؤمن به. وهذا ما يحدث. ولا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس يمكن من خلاله إعادة عشرات الرهائن أحياء؛ يجب أن يتم ذلك الآن!

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 12/3/2024

 

بعد صور توثق ضرب النساء في الأقصى.. هل تصدق نبوءة الصفدي؟

 

 

 

بقلم: نير حسون

مثلما في كل سنة، ثلاث طلقات رمزت أول أمس إلى بداية شهر رمضان في القدس. أطلقت الرصاصات بعد أن أكد مفتي القدس رؤية هلال شهر رمضان في القدس. المدفع موجود في مقبرة صغيرة قرب البلدة القديمة، ويعود لعائلة صندوقة، المسؤولة منذ العهد العثماني عن تبشير الصائمين بالطلقة المدوية في كل مساء عن انتهاء يوم الصوم، وعشية بداية الشهر يبشر بقدوم شهر رمضان بإطلاق ثلاث طلقات.

من نسي المدفع أو من لم يتعود عليه انكمش خوفاً بسبب صوت الانفجارات. بعد فترة قصيرة، بدأ الجمهور يتدفق نحو المسجد الأقصى لأداء صلاة التراويح الأولى. الوضع على بوابات الحرم لم يبشر بالخير؛ فرجال الشرطة منعوا مئات الشباب من الدخول إلى الحرم. الشباب خائبو الأمل أحاطوا الحرم وحاولوا الدخول في كل الأبواب، ولم ينجحوا. في بعض الحالات، كان ضغط على حواجز الشرطة التي استخدمت الهراوات لتفريق الجمهور. الفيلم الذي نشر على باب القطانين الذي ظهر فيه رجال الشرطة وهم يضربون المصلين بالهراوات، بما في ذلك نساء، أثار ردود فعل غاضبة في أرجاء العالم. وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، حذر الأحد الماضي من قرب الوضع ميدانياً إلى الانفجار بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل.

هذا بدا كخطأ هدّام من قبل إسرائيل. فمثل هذه الأفلام لا تفيد سوى حماس، التي تسعى منذ 7 تشرين الأول إلى تحويل الحرب في غزة إلى “طوفان الأقصى” الذي سيجرف الضفة الغربية والقدس والدول المجاورة.

يبدو أن لا أحد في شرطة القدس أو فوقها أدرك عظم الخطر. مساء أمس، كانت الصورة مختلفة كلياً؛ رجال الشرطة تراجعوا. وسمحوا للجمهور بالدخول من معظم البوابات للصلاة بدون قيود. تم ابعاد شباب بين حين وآخر أو طلب منهم ترك بطاقات الهوية شرط الدخول. ولكنهم كانوا أقلية صغيرة. آلاف كثيرة، عائلات، كبار سن، شباب، أولاد ونساء، دخلوا إلى الحرم.

قدرت “الأوقاف الإسلامية” بأن 35 ألف شخص دخلوا إلى الحرم أمس. وقدرت الشرطة دخول 16 ألفاً أو أكثر بقليل. مهما كان العدد فهو أكبر بكثير مما كان في الأيام الأولى من شهر رمضان في السنوات الماضية، على الأغلب يزداد عدد المصلين مع مرور أيام الشهر. لذا، يتم إحصاء هذا العدد في نهاية الشهر وليس في بدايته. الحضور الكبير يدل حسب مصدر في الأوقاف، على رغبة المسلمين في “الإظهار للشرطة بأنهم لا يتنازلون عن المسجد الأقصى”.

تم التوصل إلى مرونة الشرطة بفضل الحوار بينها وبين جهات محلية في البلدة القديمة، ووعدت “الأوقاف الإسلامية” بعمل ما في استطاعتها لمنع إطلاق الشعارات الوطنية والإخلال بالنظام داخل الحرم. الصلاة مرت بهدوء، وبعد ذلك تجمع الآلاف في منطقة باب العامود. ظهر هناك أن الشرطة فضلت الابتعاد، خلافاً لسنوات سابقة. كان الفلسطينيون أيضاً أكثر حذراً. لم تسمع حتى الساعة التاسعة أي شعارات وطنية أو أناشيد مؤيدة لحماس كما الحال في السنوات السابقة.

هناك إشارات مشجعة بمناسبة شهر رمضان جاءت من الإدارة المدنية. فمساء أمس، نشرت الإدارة المدنية تعليمات حول ما يتعلق بإمكانية الدخول من الضفة الغربية لأداء صلاة الجمعة في الحرم. وقبل أسبوعين، كان “الكابنت” يناقش مسألة السماح بدخول عرب إسرائيل دون قيود، وناقش في الفترة الأخيرة إدخال سكان الضفة الغربية. حسب التعليمات، سيسمح بدخول الرجال فوق سن 55، والنساء فوق 50، والأولاد حتى عمر العاشرة. في سنوات سابقة، توافد عشرات آلاف المصلين من الضفة الغربية إلى الحرم كل جمعة. وتفاخر جهاز الأمن بعملية إحضار المصلين.

رغم الهدوء النسبي وإشارات التشجيع من قبل إسرائيل، فإن من يعرف ليالي رمضان في البلدة القديمة بالقدس يشعر بوجود شيء ليس كالعادة في هذه السنة، فلا زينة ولا أضواء، أو موسيقى، أما البسطات فلم تبع سوى السلع الأساسية. “من يملك القوة للاحتفال”، قال أحد سكان القدس. “في غزة تغرب الشمس، ولكنهم يواصلون صومهم، من لديه شهية للأكل؟”.

---------------------------------------------

هآرتس 12/3/2024

 

مقيدون ويتغذون بمصاصة.. أطباء يصفون علاج معتقلين غزيين: تعذيب متعمد

 

 

 

بقلم: عميره هاس

زارت لجنة طبية في نهاية شباط المنشأة الطبية المخصصة للمعتقلين من غزة، استجابة لطلب طاقم العلاج في المنشأة نفسها. تشكلت اللجنة من ممثلي وزارة الصحة ومكتب أخلاق المهنة التابع للهستدروت الطبية في إسرائيل وإدارات المستشفيات. “كان هناك طلب من الطاقم الطبي لإجراء مراجعة أخلاقية لأن هناك أسئلة معقدة وصعبة جداً”، قال للصحيفة مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه. تمت الزيارة الأولى بعد عدة تأجيلات، بعد حوالي أربعة أشهر على إقامة المستشفى الميداني مثلما يُعرف، في قاعدة “سديه تيمان” بالنقب. لم يتم النشر عن موضوع الزيارة رسمياً، وحسب معرفة “هآرتس” لم تبلور اللجنة استنتاجاتها وتوصياتها حتى الآن.

أعضاء الطاقم الطبي والأشخاص المعالجون ما زالوا مجهولين، وليس هناك أي اسم يظهر في الوثائق، سواء للمعالِجين أو المعالَجين. يتم إعطاء رقم تشخيص عسكري للمعالجين يتكون من خمسة أرقام، وتقييد أيديهم وأقدامهم في الأسرة معظم ساعات اليوم وأحياناً طوال النهار والليل. “كل الأطراف مكبلة”، وصف أحد الزوار ذلك. عيونهم معصوبة دائماً حتى أثناء العلاج، لأنه لا يوجد طاقم تمريض، والجنود الموجودون في المنشأة يرفضون إطعامهم، كما قيل للصحيفة، وتتم تغذيتهم بتركيبة سائلة يتناولونها بالمصاصة.

المصادر التي تحدثت مع هآرتس لا تعرف كيف وهل يصل المعالجون إلى المراحيض والحمامات. المعتقلون المصابون والمرضى يعالجون في خيمة كبيرة، فيها 15 – 20 سريراً. وفي المنشأة عدد من المباني غير الثابتة، ينام أعضاء الطاقم في واحد منها. “هذه ظروف تناسب مستشفى ميدانياً في العراق”، قال شخص زار المكان. المنشأة قد تمكن الطاقم من إجراء عمليات متوسطة لا تشمل الوصول إلى أعضاء كثيرة في الجسم. هؤلاء أطباء عامون، قال طبيب مطلع على الوضع. وأشار إلى أنهم ليسوا من أطباء العناية المكثفة أو الجراحين، وأحياناً يتم استدعاء أطباء من الخارج للاستشارة أو لتقديم العلاج.

عند الحاجة إلى إجراء فحوصات بأجهزة غير موجودة أو عملية معقدة، أو في حالة تدهور الوضع الصحي (مثلاً انتشار تلوث) يتم نقل المعالجين للعلاج في أحد المستشفيات المدنية، حتى هناك يكونون مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي العيون، وإضافة إلى الرقم العسكري الذي أعطي لهم، فإنهم يعتبرون مجهولين. الجنود معهم طوال الوقت. وتتم إعادتهم إلى “سديه تيمان” في وقت مبكر جداً، ليس حسب الإجراءات أو الحاجة الطبية، قال للصحيفة شخص كان شاهداً على عدد من الحالات. لقد تولد لديه انطباع بأن السرعة مرتبطة أيضاً في الرغبة بنقل المعالجين إلى التحقيق. موشيه بار سمنطوف، مدير عام وزارة الصحة، قال في مقابلة مع “واي نت” بداية كانون الثاني، إن “لإسرائيل مصلحة عسكرية واستخبارية في إبقاء هؤلاء الأشخاص على قيد الحياة، وعلاجهم يؤدي إلى إنقاذ حياة مدنيين وجنود”.

عدم الكشف عن هوية المرضى والطاقم الطبي في المستشفى، والتكبيل وعصب العيون طوال أيام العلاج في المستشفى، أمور معروفة لأعضاء اللجنة التي زارت المنشأة، لأنها أمور كشف عنها في إحاطة نشرتها وزارة الصحة في كانون الأول 2023. كتب فيها: “حسب توجيهات الجهات الأمنية المسؤولة عن المعتقلين في منشأة الاعتقال، فإن المعتقلين يكبَّلون طوال الوقت، ويتم عصب عيونهم حتى أثناء العلاج. ورغم أن “الشاباك” والجيش الإسرائيلي هم الذين يملون شروط العلاج، فإن مصدراً أمنياً قال للصحيفة إن وزارة الصحة هي المسؤولة عن المنشأة الطبية. وحسب التقرير الذي كتبه ونشره طاقم جمعية “أطباء من أجل حقوق الإنسان” في شباط عن وضع المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول، فإن المستشفى يدار بصورة مشتركة من قبل وزارة الصحة والجيش.

مثلما نشر في تشرين الأول في وسائل الإعلام أنه تقرر إقامة منشأة طبية للمعتقلين من غزة بعد رفض عدة مستشفيات وطواقم طبية علناً علاجهم، ولأن أعضاء يمينيين اقتحموا مستشفى “شيبا” عندما عرفوا بوجود معتقل من غزة فيه، وهددوا بفعل ذلك مرة أخرى. هناك سببان لعدم الكشف عن هوية الأطباء في المنشأة، والمجندين في قوة الأمر 8 ويخضعون للجيش الإسرائيلي: الأول الخوف من أن يشخصهم الفلسطينيون، الذين قاموا بعلاجهم أو غيرهم، ويقدموا ضدهم دعاوى لجهات دولية بذريعة مشاركتهم في ارتكاب جرائم حرب. والسبب الثاني الخوف من مهاجمة يمينيين متطرفين في إسرائيل. قيل للصحيفة إن الأطباء لا يكشفون عن مهمتهم حتى أمام أصدقائهم، ولا أمام عائلاتهم. عصب عيون المخطوفين استهدف أيضاً حماية الأطباء (والجنود) من تشخيصهم، لكن هناك أطباء قالوا إن غياب التواصل البصري مع المعالج يساعدهم على القيام بالمهمة بشكل مهني. مع ذلك، قالت مصادر للصحيفة إن الطاقم الطبي في “سديه تيمان” يحاول العلاج في ظل ظروف بعيدة ليست جيدة.

تكبيل الأيدي طوال اليوم استهدف حماية الطاقم الطبي من المصابين بإصابات خطيرة. وفي إحاطة وزارة الصحة بخصوص المنشأة، كتب أن المعالجين “مقاتلون غير قانونيين” (التعريف الذي يمكن إسرائيل من اعتقالهم في ظروف أصعب من اعتقال فلسطينيين آخرين، ولتقييد حصولهم على الحد الأدنى من الحقوق، من بين ذلك الالتقاء مع محام أو كتابة تقرير عن وضعهم ومكان وجودهم).

في الأيام الأولى بعد هجوم حماس على بلدات غلاف غزة في 7 أكتوبر، كان واضحاً أن المعتقلين الفلسطينيين الذين يعالجون كانوا مشاركين في الهجوم. لكن عند بداية العملية البرية، اعتقل داخل غزة أيضاً مئات المدنيين. منهم من أحضروا إلى المنشأة الطبية بسبب إصابتهم أو لأنهم يعانون من أمراض مزمنة وتدهورت حالتهم الصحية أثناء الاعتقال، أو لعدم حصولهم على الأدوية. ولأنهم مجهولون، فمن غير الواضح إلى أي مدى يدرك طاقم العلاج ذلك (أيضاً في المستشفيات العادية).

في تقرير “أطباء من أجل حقوق الإنسان” كتب أن “مجرد الإشارة (في الإحاطة) إلى الوضع القانوني لهؤلاء المعتقلين، فالوثيقة التي تهدف إلى تنظيم علاجهم تبدو محيرة؛ لأن قواعد أخلاقيات مهنة الطب والقانون في إسرائيل والعالم تقتضي حصول كل شخص على العلاج الذي يحافظ على صحته بغض النظر عن وضعه القانوني”.

هذا التقرير حلل أيضاً إحاطة وزارة الصحة، وكتب أنها قد تنظم طبيعة معالجة المعتقلين في “سديه تيمان”، لكن “الإحاطة تخفض المعايير المهنية والأخلاقية في كل ما يتعلق بالعلاج وبعلاقة المعالج مع المريض”. في التقرير أيضاً يعتبر التنكيل وعصب العيون معظم ساعات اليوم “شروطاً تشكل تعذيباً”.

سألت “هآرتس” وزارة الصحة والهستدروت الطبية: حسب رأيكم، هل هذه الظروف تمكن من تقديم العلاج المناسب؟ قالت وزارة الصحة إن “العلاج الذي تقدمه “سديه تيمان” يلبي القواعد والمواثيق الدولية التي تلتزم بها إسرائيل”. وجاء أيضاً أن “الوزارة تستعين باستشارة طبية كلما احتاج الأمر وبمرافقة طاقم أخلاقيات المهنة. وكبار الموظفين في الوزارة يأتون إلى المنشأة بين حين وآخر”.

من الهستدروت الطبية جاء: “هناك موقف حاسم وواضح للهستدروت الطبية في إسرائيل وفي لجنة أخلاقيات المهنة بخصوص تقديم العلاج لكل شخص محتاج بدون تمييز. وزارة الصحة أقامت المنشأة الطبية في “سديه تيمان” لتقديم جواب طبي في المكان، ولحاجة علاج غير معقد. الهستدروت الطبية في إسرائيل والأطباء في إسرائيل يخضعون لقواعد أخلاقيات المهنة والمواثيق الدولية”.

لم يرد “الشاباك” على أسئلة “هآرتس”. وجاء رد من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: “منشآت الاعتقال العسكرية خصصت للتحقيق مع المعتقلين وغربلتهم إلى حين نقلهم إلى مصلحة السجون أو إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى القطاع إذا وجد أنهم غير مشاركين في العمليات الإرهابية.

تم تحديد طريقة التكبيل وإجراءات الأمان حسب خطورة المعتقل من أجل حماية قواتنا، بما ذلك الطاقم الطبي. المعتقلون في المنشأة لا يمنعون من الاستحمام والخروج”. لم يجب المتحدث عن سؤال حول عدد المعتقلين الذين يعالجون منذ بداية الحرب. ولم تحصل “هآرتس” أيضاً على جواب عن سؤال إذا كان الـ 27 معتقلاً من غزة الذين ماتوا وهم تحت حماية الجيش الإسرائيلي تم نقلهم في أي مرحلة للعلاج في منشأة “سديه تيمان” أم أنهم ماتوا لعدم نقلهم إليها.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 12/3/2024

 

الاستخبارات الإسرائيلية تسائل نفسها: هل قتلنا مروان عيسى؟

 

 

بقلم: رونين بيرغمان

 

“الروح الشريرة وذات الأرواح السبعة لروحي مشتهى، تجعلنا نكون متواضعين وأقل ثقة بأنفسنا قبل أن نرى جثته”، قال أمس مصدر استخباري كبير. “لأن جثة مشتهى كنا واثقين من أنها ستسحب من تحت الأنقاض، ونراه يخرج جريحاً، لكنه حي، وبسرعة شديدة عاد أيضاً ليكون إلى جانب السنوار في القيادة مفعماً بنزعة الثأر. ومنذئذ نحذر من أقوال قاطعة ما لم تكن المعلومة الاستخبارية دون المستوى المطلوب، ولا سيما إذا جاءت من تحت الأرض. لكن واضح أننا سيسرنا القول أيضاً “مبارك دايان الحقيقة”.

في 16 تشرين الثاني كانت إسرائيل واثقة من أنها عثرت وأصابت منظومتين تحت أرضيتين لحماس. في إحداهما، وحسب الاستخبارات، كان قتل قائد اللواء الشمالي للمنظمة أحمد غندور، مع مسؤولين آخرين. وفي المنظومة الثانية، اختبأ كبار الذراع السياسية لدى حماس، بينهم روحي مشتهى، أحد الأشخاص الأقرب للسنوار، وكان معه لسنوات طويلة في السجن.

في نهاية الأمر، تبين بالفعل بأن غندور وآخرين كانوا في المنظومة الأولى، لكن كان معهم مخطوفون، وهم أيضاً، أغلب الظن، قتلوا في الهجوم أو في الوضعية التي نشأت في النفق. الهجوم على المنظومة الثانية نجح جزئياً، وأصيب مشتهى، لكنه خرج زاحفاً من بين الأنقاض، بل وعاد إلى النشاط.

الجيش الإسرائيلي وأسرة الاستخبارات أيضاً – أمان والشاباك، يقولون إنهم تعلموا الدرس مرتين: ألا يعلنوا عن موت المسؤول إلى أن يؤكد الطرف الآخر، حماس، بنفسه، واستباق فحص استخباري متصلب لإمكانية وجود مخطوفين بجوار الهدف. أمس، صحيح حتى نزول هذه السطور إلى المطبعة، كان لدى الطاقم المشترك من “أمان” و”الشاباك” الذي عني بالعملية في الأشهر الأخيرة، بضعة مؤشرات على أن عيسى أنهى رحلة القتل التي كرس لها حياته، لكن في ظل عدم وجود بيان من حماس، بقي صامتاً. يقدر “أمان” و”الشاباك” باحتمالية عالية أنه لم يكن في المنطقة مخطوفون. في الوضع الحساس، بعد 7 أكتوبر، لن يعلن أحد عن ذلك بالتزام كامل.

بضعة صواريخ شديدة الانفجار أصابت أهدافاً قريبة، لكنها غير متشابهة ومستهدفة بعناية في منطقة حي سكني في مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع، وفي النقاط التي قسم منها على الأقل هو فوق مسار الأنفاق في تلك المنطقة. اجتمعت جماعة من حماس في تلك اللحظة في واحدة منها. وشارك في هذا الاجتماع نائب قائد الذراع العسكري، مروان عيسى، واحد من كبار حماس غزة الستة الأوائل الذين اثنان منهم – غندور ونوفل – قتلا في عمليات اغتيال سابقة نفذها الجيش الإسرائيلي. كان عدد آخر من المسؤولين إلى جانب عيسى، أهمهم غازي أبو طماعة، قائد لواء سابق في حماس ومسؤول اليوم عن اللوجستيات والتسليح في المنظمة.

حاولت طواقم إنقاذ من حماس أن تخرج الناجين من بين الأنقاض، وواجهت مصاعب داخل الأنفاق التي انهارت، وثمة احتمال أن تواصل الانهيار بفعل القصف الشديد. رجال وحدات الإسعاف الأولي لدى حماس مقتنعون بأن احتمال إنقاذ أحد ما على قيد الحياة من هذا اللظى، قريب من الصفر.

إذا كان عيسى قد قتل بالفعل، فسيكون هذا الإنجاز التكتيكي “التصفوي” هو الأهم لإسرائيل منذ بداية الحرب. وعملياً، منذ أن ضربت إسرائيل قائد قوات حماس في غزة أحمد الجعبري في 2012 – الاغتيال الذي في أعقابه عين نائبه مروان عيسى خليفة له. سيكون النجاح في هذه العملية نتيجة استغلال جملة المصادر الأفضل لدى “أمان”، شعبة الاستخبارات العسكرية، بما في ذلك وأساساً وحدة 8200 التي تعيش في أزمة منذ هجمة حماس المفاجئة. إن إدراج وحدة الاستخبارات هذه كمحور مركزي في العملية ربما يرفع معنوياتها ويدخل فيها طاقات متجددة. كل هذا إلى جانب مصادر “الشاباك”، الذي أغلق دائرة وجلب لسلاح الجو المعلومة الذهبية التي هاجم بموجبها بالضبط في منتصف الليل بين السبت والأحد.

بخلاف الكثير من زملائه، فإن عيسى، رغم سمو منصبه، نجح في النجاة وهو أحد القلائل الذين تبقوا على قيد الحياة من نواة تأسيس حماس. عيسى رجل متدين جداً، لكنه ليس مرجعية دينية. ليس مثل مسؤولين آخرين في حماس كإسماعيل هنية، ممن انتقلوا إلى الجانب السياسي أو ممن ينشغلون في الحزب والسياسة، وكذا في الإرهاب. بالتوازي، بقي عيسى في الجانب التنفيذي السري، الإرهابي للمنظمة.

في إطار توزيع مناصب ذراع حماس العسكرية، الذي نشرته المنظمة لأول مرة في 2005، انكشف أن عيسى كان مسؤولاً عن عمليات “احتلال المستوطنات” في قطاع غزة قبل فك الارتباط. في تصريح علني نادر له، قال في حينه: “قررنا نقل المعركة إلى بيوت المستوطنين” وأشار إلى محاولة منظمته تنفيذ العمليات بمستوى نجاح عال مقابل ثمن متدن قدر الإمكان بحياة المقاتلين، الأمر الذي شهد على تغيير ميل عمل المنظمة.

بصفته المساعد القريب لأحمد الجعبري، كان لعيسى دور مهم في تخطيط عملية اختطاف جلعاد شاليط وتنسيق الجهود الناجحة من ناحية حماس للتأكد من فشل أي عملية استخباراتية إسرائيلية في العثور على شاليط. السياسة السرية المتشددة التي اتبعها الجعبري وعيسى نجحت. وإسرائيل لم تعرف شيئاً عن حياة شاليط في السجن طوال خمس سنوات. بعد وقت قصير من اختطاف شاليط في 2006 أصيب عيسى بجراح خطيرة في الورك، في محاولة تصفية من جانب إسرائيل، لكنه نجا. في نيسان 2012 أجرت الحركة انتخابات داخلية وسرية لمكتبها السياسي، وكان عيسى والجعبري بين 15 انتخبوا للمكتب. “انتخابهم، وحلول قيادة الخارج في سوريا، عززا قوة الجناح العسكري ورغبته في توسع تأثيره على القرارات السياسة التي تتخذها القيادة، كتبنا على هذه الصفحات في 2013.

وأضفنا بعد حملة “عامود السحاب” بأن “هذه ساعة حساب للنفس من ناحية حماس. تواصل جهد هائل لست سنوات ضاع هباء. وليس هذا فقط: واضح للمنظمة أنه رغم السرية الهائلة، تنجح الاستخبارات الإسرائيلية في اختراقها والوصول إلى التفاصيل الأكثر حميمية عن رجالها ونشطائها. مهمة استخلاص الدروس واستئناف تعاظم القوى كانت أساساً على عاتق عيسى”.

وقد نجح في هذا التحدي وفي تحدٍ أكبر، وهو تكيف حماس مع الواقع الذي تغير بشكل متطرف، وإقامة الجدار التحت أرضي الذي استبعد أنفاق الهجوم، وسيلة حماس المركزية لإعداد اجتياح كبير إلى إسرائيل. عيسى، التي تعزو له الاستخبارات الإسرائيلية “أكثر من 50 في المئة” في كتابة خطة “سور أريحا” لاختراق العائق الأرضي وإبادة فرقة غزة، نجح في وضع خطة لم تؤمن إسرائيل بأن أحداً ما، خصوصاً حماس، قد ينجح فيها. “السرية هي المشكلة الكبرى إزاء الأنفاق الهجومية”، يقول مصدر عسكري قديم في الجبهة، “لكن في اللحظة التي لا تكون فيها أنفاق، ويكون كل شيء فوق الأرض، كنا هادئين، أي كان واضحاً لنا بأنهم إذا ما أرادوا بغبائهم أن يهاجموا فوق الأرض، فسنراهم ونوقفهم. الويل، كم أخطأنا. وكان لعيسى دور مركزي في هذا التضليل”.

لقد سبق لعيسى أن كان في منصب رفيع جداً حين ثار صراع الجبابرة المتعلق بمواصلة طريق الحركة: هل يجب عمل كل شيء للحفاظ على الإنجازات الكبرى التي تحققت في غزة واعتبار هذه الإنجازات تقف في رأس السلم – كما يعتقد هنية، أم أن غزة ليست سوى بداية الطريق إلى تحقيق الحلم الحماسي كله: السيطرة على المناطق التي تسيطر فيها السلطة الفلسطينية، وتحويل المنظمة إلى قوة مركزية في الشعب الفلسطيني، ومواصلة الصراع ضد العدو الصهيوني-كما يعتقد السنوار.

يدور الحديث عن صراع جبابرة. يدعي هنية بأنه إذا سقطت غزة، لنفترض باحتلال إسرائيل، فستكون ضربة رهيبة للكفاح الإسلامي كله. أما السنوار ومعه أخوه، وكذا الضيف وعيسى، فقالوا إنه يمكن تقديم التنازلات في غزة، والتضحية بها عند الحاجة أيضاً.

وهم بالفعل ضحوا بها، دون تردد ونفذوا سور أريحا، وضحوا باليهود وبالعرب على مذبح الحرب المقدسة.

إن اغتيال عيسى يتضمن نظرة أخيرة إلى الوراء، عنصر ثأر، معناه ذاتي وفقاً لكل تقدير بشري. في كل ما يتعلق بالحاضر، فإنه يشكل نموذجاً لأسرة الاستخبارات مثلما يرغب كل إسرائيلي في رؤيتها ناجعة ومتماسكة، وأخيراً فتاكة. بالنسبة للمستقبل، هذا ضرر لحماس التي تعرضت لخسائر كثيرة منذ أكتوبر، لكنه ليس محطماً للتوازن، ولن يتغير الوضع العالق للطرفين في القطاع بشكل جوهري.

تفهم إسرائيل هذا، ويبدو أنه لا أحد في إسرائيل يعتقد أن السنوار في طريقه إلى الاستسلام بسبب تصفية أحد من زملائه القريبين. من جهة أخرى، الكثيرون في قيادة جهاز الأمن يأملون بأن يكون لهذه العملية وزن تكتيكي بل ولعلها تؤدي لأول مرة إلى تليين حقيقي للمواقف من جانب السنوار قبيل الصفقة، وتثبت للمرة الأولى منذ بداية الحرب بأن الضغط العسكري (عملية تصفية، في هذه الحالة) ستري السنوار بأن عليه وقف النار قبل أن يجد مسؤولون آخرون نهايتهم، وتؤدي به لإبلاغ رئيس حكومة قطر بإمكانية البدء بالجدال على الأعداد.

---------------------------------------------

هآرتس 12/3/2024

 

إسرائيل تلغي جائزة لوجود منافسين عرب تقدموا بمشاريع تخدم الفلسطينيين في الضفة الغربية

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

جائزة عزرائيلي، الجائزة الأعلى للهندسة المعمارية في إسرائيل (100 ألف شيكل) ألغيت هذه السنة دون نشر الأسباب في موقع الجائزة. التعليل الرسمي الذي أفاد به صندوق عزرائيلي للطلاب، لموجهيهم وللمدارس، أن الجائزة ألغيت عقب الحرب وبسبب رغبة الصندوق باستثمار المقدرات في احتياجات أخرى للمجتمع الإسرائيلي.

لكن الحقيقة غير المغسولة هي أنه تم إلغاء الجائزة بسبب تخوف الصندوق من فوز مشاريع مؤيدة للفلسطينيين، مثل المشروعين اللذين أدرجا في عرضهما التصويري أعلام فلسطين، وآخر تضمن تخطيطاً متجدداً لحاجز جنين – الجلمة، وتخطيط عنصر معماري لمسرح يتنقل بين أماكن في الضفة الغربية وأراضي إسرائيل بهدف الربط بين عموم الفلسطينيين، مثلما كتبت نوعاما ريبا (هآرتس 11 آذار).

مثلما ألغيت جائزة إسرائيل في ضوء فوز متوقع للمستحدث ايال فيلدمان، لكونه معارضاً للحكومة ولرئيسها، هكذا تصرف صندوق عزرائيلي. البيبية تتغلغل عميقاً: إذا لم يكن بوسعنا التحكم بالفائزين، فسنلغي الجائزة.

صندوق عزرائيلي أسسته عائلة عزرائيلي ودافيد عزرائيلي، وأبو دانا عزرائيلي التي تترأس مجموعة عزرائيلي، إحدى الشركات الربحية في الاقتصاد. تفرز المجموعة كل سنة ملايين الشواكل للصندوق، ومسؤولو مدارس الهندسة المعمارية متعلقون بها.

فضلاً عن الجائزة، تمول المجموعة منحاً دراسية لدراسات متقدمة وبناء مدرسة جديدة للهندسة المعمارية في جامعة تل أبيب. في عصر تتنكر فيه الدولة لعوالم الثقافة والأكاديميا، فإن رجال الطاقم التعليمي يفتقدون لإمكانية مكافحة القرار حتى وإن كان نموذجاً لانبطاح يسيء إلى سمعة مؤسسة التعليم العالي.

لا يتعرف معظم اليهود في جهاز التعليم الإسرائيلي على اللغة العربية والرموز الفلسطينية وقصص الناس الذين يعيشون على مسافة بضعة كيلومترات منا. وهذا لا يتوقف في مؤسسات التعليم العالي.

عندما يسعى طلاب عرب للتقدم بآرائهم ورموزهم وعاداتهم، فهذا يؤدي إلى صدامات مع الطلاب ورجال الطاقم الذين معظمهم يهود. رغم ذلك، يوجد في كليات الهندسة المعمارية وفي المدارس الرسمية الخمس، مزيد فمزيد من الطلاب العرب؛ أي نحو ثلث عدد الطلاب، وبعضهم متميزون ويتقدمون كمرشحين لجائزة عزرائيلي.

من الخسارة أن دانا عزرائيلي، المائلة إلى الجانب الليبرالي من الخريطة، قامت بفعل كهذا بدلاً من أن تثبت، خصوصاً في هذه الأيام، وجود مكان للطلاب الفلسطينيين لعرض آرائهم، بما فيها الآراء الصعبة والمعقدة، وأنهم ليسوا مجرد إحصاءات عن الاندماج في الأكاديميا.

---------------------------------------------

هآرتس/ ذي ماركر 12/3/2024

 

الكشف عن أزمة ثقة بين “المالية” والجيش حول “ميزانية الدفاع” و”لجنة الخبراء” في إسرائيل

 

 

بقلم: آفي بارئيلي

 

 

الخلاف يتفاقم بين جهاز الأمن ووزارة المالية في أعقاب طلب الجيش “شيكاً مفتوحاً” لميزانية الدفاع، وفي المقابل طلب المالية فحص احتياجات هذه الميزانية وزيادة الرقابة عليها.

مصدر رفيع في وزارة المالية اتهم الأحد وزير الدفاع غالنت بالتراجع عن تعهده بتشكيل لجنة خبراء عامة تفحص احتياجات الأمن في السنوات القادمة ونموذج الميزانية المناسب للجيش.

أعلن رئيس الحكومة نتنياهو عن تشكيل اللجنة قبل شهرين عقب طلب الجيش الإسرائيلي مضاعفة ميزانيته وإضافة 55 مليار شيكل في أساس الميزانية.

منذ الإعلان، حدثت في الحكومة خلافات حول هوية أعضاء اللجنة، وخصوصاً حول التفويض الذي سيعطى لهم.

حسب التقديرات، قد تشمل اللجنة سبعة أعضاء، هم: ممثلان من قبل نتنياهو، ووزير المالية سموتريتش، وغالنت، وممثل عن بنك إسرائيل، ميتوقع أن تعين الوزارة ممثلين عنها كمراقبين.

حسب المصدر الرفيع نفسه، فإنه رغم اتفاق نتنياهو وسموتريتش على تشكيلة أعضاء اللجنة، فإن غالنت يرفض التوقيع عليها، لأنه لا توجد لجهاز الأمن سيطرة فيها. في الوقت الذي وافق فيه نتنياهو وسموتريتش على تناقش اللجنة نظرية الأمن وتحديد التهديدات المستقبلية لإسرائيل أيضاً، فإن وزارة الدفاع والجيش يرفضون ذلك، ويفضلون تقليص تفويضها إلى الانشغال بالنفقات المتوقعة.

بعد ذلك، عُلم أن سموتريتش يفحص وقف تفويض الالتزام الذي حصل عليه جهاز الأمن في إطار ميزانية 2024، وأنه لا ينوي التوقيع عليها إلى حين التوصل إلى اتفاق حول ذلك.

“الشعور هو أنه بعد أن حصل الجيش الإسرائيلي على كل الأموال التي طلبها، بما في ذلك الخطة متعددة السنوات، فإن زيادة تبلغ 20 مليار شيكل، و80 مليار شيكل للحرب، لا تجعل جهاز الأمن يفي بالتعهدات التي قدمها”، قال المصدر الرفيع.

رداً على ذلك، جاء من وزير الدفاع أن “لجنة الخبراء في مرحلة التفاوض بين الوزارات حول طبيعة عملها بقيادة هيئة الأمن القومي. تم نقل وجهة نظر جهاز الأمن”.

 

الأموال تم نقلها، لكن أين المحاسب؟

 

قدرت نفقات الدفاع للعام 2024 في هذه المرحلة بـ 155 مليار شيكل، لكن عشية المصادقة على الميزانية في الحكومة، هدد غالنت بعدم تأييدها إلا إذا تم إدخال إضافة تقدر بالضعف إلى أساس ميزانية الدفاع. رداً على ذلك، قرر نتنياهو تشكيل لجنة خبراء (مثل لجنة بروديت في 2009)، التي لم تتشكل حتى الآن.

ثمة ادعاء آخر يطرح في وزارة المالية، وهو موجه لرئيس الأركان هرتسي هاليفي الذي يمنع حتى الآن تعيين محاسب خارجي من أجل الرقابة على نفقات الأجور ومخصصات التقاعد في الجيش الإسرائيلي.

في حزيران الماضي وقع سموتريتش وغالنت وهاليفي على اتفاق وضع أسس خطة جديدة متعددة السنوات، تم فيه زيادة ميزانية الدفاع، وتقصير مدة الخدمة الإلزامية، كما تم رفع نفقات المعيشة للجنود النظاميين وكذلك رواتب الموظفين الدائمين بشكل تفاضلي، ثم شرعنة مكافأة التقاعد غير القانونية.

في المقابل، وافق الجيش على إدخال ممثل لوزارة المالية إلى قدس أقداس وحدة الأبحاث وتطوير البرامج “موفيت” في قسم القوة البشرية. هذه الوحدة كما تم الاتفاق، ستستبدلها إدارة مشتركة بين وزارة المالية والجيش، وسيرأسها ممثل للمحاسب العام.

سيكون الممثل في الحقيقة ممثلاً فعلياً للجيش، لكنه سيكون خاضعاً إداريا ومهنياً للمحاسب العام، وسيقدم التقارير مباشرة لوزارة المالية. رغم نقل الأموال، لم يحدث شيء حتى بعد مرور تسعة أشهر؛ لأن هاليفي لم يوقع على التعيين.

 

لم نطلب من رئيس الأركان الاستقالة

 

يبدو أن النقاش المهني بين جهاز الأمن والمالية لا يجري في فراغ؛ ففي جلسة “الصهيونية الدينية” أمس تم الكشف عن جزء من التوتر وراء الكواليس بعد أن وجه سموتريتش انتقاداً شديداً لسلوك رئيس الأركان.

سموتريتش الذي يشغل أيضاً منصب وزير في وزارة الدفاع، هاجم قرار هاليفي إجراء جولة تعيينات في هيئة الأركان العامة في وقت الحرب – من خلال استغلال حقيقة أن المستوى السياسي يتجنب مساءلته وقت الحرب.

من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي جاء الرد: “تنفيذ الاتفاق بين الجيش الإسرائيلي ووزارة المالية بكل مركباته والقضايا التي تم الاتفاق عليها فيه، تجري مناقشته بين الطرفين”.

---------------------------------------------

 

هآرتس 12/3/2024

 

 

المحتجزون عالقون بين إسرائيل وحماس

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

هذا تحليل نصي ضروري لإعلان الموساد الاستثنائي في نهاية الاسبوع والذي جاء فيه أن "حماس تتمترس في موقفها وكأنها لا تهتم بالصفقة وتعمل بجهد لإشعال المنطقة في شهر رمضان على حساب السكان في قطاع غزة. ويجب التأكيد على أن المحادثات والتعاون مع الوسطاء مستمرة طوال الوقت في محاولة لتقليص الفجوة والدفع بالاتفاق قدما.

 للوهلة الاولى، مثلما في كل لغز، قسمي الاعلان غير مرتبطين ببعضهما. اذا كانت حماس لا تهتم بعقد الصفقة فعلى ماذا تجري  المفاوضات مع الوسطاء؟ ولكن اذا كانت فقط "تتصرف وكأنها غير معنية بالصفقة" فعندها يكون الحديث بتحليل، الذي يمكن أن يكون صحيح حتى بالنسبة للطريقة التي يتصرف فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

 ولكن الجانب الادبي في اعلان الموساد ليس الموضوع الرئيسي، حيث أنه منذ بداية المفاوضات لإطلاق سراح المخطوفين اسرائيل تجري مفاوضات مزدوجة، المفاوضات العلنية التي فيها البيانات لوسائل الاعلام مخصصة للجمهور الاسرائيلي والاعداء والشركاء السياسيين، وربما ايضا الرأي العام العالمي؛ والمفاوضات السرية، الاكثر اهمية، التي اثمرت عن الصفقة الاولى والتي يمكن أن تثمر ايضا عن الصفقة القادمة.

 لا يوجد لاسرائيل، حتى عندما تعطي بيانا دراماتيكيا على لسان رئيس الموساد دافيد برنياع، أي احتكار على ادارة مجال الحوار العلني. هذا ملعب مفتوح يلعب فيه كل من حماس؛ الرئيس الاميركي جو بايدن؛ "المصادر المصرية المجهولة" التي اصبحت مصدر ثابت للمعلومات والمخصص في الحقيقة لوسائل الاعلام العربية، لكن من خلال المعرفة المؤكدة بأنه سيتم اقتباسها على الفور من قبل وسائل الاعلام الاسرائيلية وتشكل الرأي العام؛ وسائل الاعلام الاميركية التي على الاغلب يمكن تشخيص فيها مصدر المعلومات التي تصل اليها ورسم بناء عليها خريطة المصالح السياسية لمطلقي المعلومات.

 هكذا، بعد يومين على اسهام الموساد في التحليل بخصوص موقف حماس، جاء أمس دور حماس كي ترد. اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، قدم بالتفصيل المبادئ الموجهة لطلبات حماس. ايضا هذه المبادئ بحاجة الى تحليل نصي: "اذا توصلنا الى التزام الاحتلال (اسرائيل كما تسميها حماس، بوقف الحرب واعادة النازحين من الجنوب الى الشمال والانسحاب من القطاع، نكون مستعدين لعقد الصفقة)".

  هنية قال بشكل صريح "اسرائيل لم تلتزم بعد بأي طلب من هذه الطلبات". وقد عمل بجهد على التأكيد بأنه قبل بضع ساعات على القاء خطابه كان على اتصال مع الوسطاء من اجل أن يسمع اذا كان هناك أي شيء جديد في موقف اسرائيل. "لكننا لم نحصل على أي التزام بوقف النار، أي أن اسرائيل تريد استعادة المخطوفين واستئناف الحرب على شعبنا وعلى القطاع".

  وأوضح ايضا بأن حماس تصمم على أن يكون الاتفاق شاملا وأن ينفذ على ثلاثة مراحل وأن يرتكز الى ضمانات دولية تلزم اسرائيل بكل ما يتم الاتفاق عليه. مراحل تنفيذ الاتفاق يمكن أن تلبي الاسس الثلاثة التي تشكل مضمونا واحدا: وقف اطلاق النار، "ترجمة صمود شعبنا وبطولته الى انجازات"، "وقف كل الخطة المشبوهة ضد غزة، التي تسمى اليوم التالي". هذا الجزء الذي فيه اضافة الى وقف اطلاق النار حماس تنشر الضباب الكثيف حول جوهر طلباتها. من غير الواضح ما هي الانجازات التي تسعى حماس اليها وما هي خطة "اليوم التالي"، غير المقبولة عليها. قضية اطلاق سراح السجناء مقابل المخطوفين يضعها هنية في مكانة ثانوية، ويقول إن "موضوع اطلاق سراح السجناء هو موضوع مهم، لكن على رأس سلم الاولويات تقف حماية شعبنا ووقف العدوان". وقد أكد هنية على أن اسرائيل لن تستطيع اعادة المخطوفين إلا عن طريق الاتفاق.

 طالما استمرت جهود الوساطة، كما اوضح رئيس الموساد برنياع، فانه مطلوب قرار اسرائيلي بخصوص المبادئ التي تعرضها حماس. في خطة المراحل التي عرضها هنية لا يوجد أي تطرق مفصل لـ"خطة باريس"، التي تشمل مراحل التحرير المتدرجة للمخطوفين مقابل وقف اطلاق النار واطلاق سراح سجناء فلسطينيين. ولكن من الطريقة التي يربط فيها هنية بين المبادئ يمكن الاستنتاج أن حماس تعارض الاتفاقات الجزئية، حتى لو أدت الى اطلاق سراح سجناء. من هنا فإن وقف مؤقت لاطلاق النار لستة اسابيع كما تم الاتفاق عليه في باريس مقابل اطلاق سراح عدد متفق عليه من المخطوفين والسجناء الفلسطينيين، لا يمكن أن يكون منفصلا عن الاتفاق الشامل الذي تعتبره حماس الانجاز الجوهري.

 هنا تكمن الفجوة الكبيرة بين موقف اسرائيل، المعنية باتفاق منفصل على اطلاق سراح المخطوفين ولكنها ترفض في هذه الاثناء أي اتفاق بعيد المدى يشمل وقف دائم لإطلاق النار وموقف حماس. يبدو مع ذلك أن حماس مستعدة لأن يتم تنفيذ الاجزاء الاخرى في الاتفاق الشامل بشكل تدريجي، شريطة أن تستطيع الحصول على ضمانات مرضية لتنفيذها. هنا يكمن عائق مهم آخر تضعه حماس منذ بداية المفاوضات: حتى لو وافقت اسرائيل على كل طلبات حماس فانه من غير الواضح ما هي الضمانات التي يمكن أن ترضيها وما هي الجهات أو الدول التي يمكن أن توفرها.

---------------------------------------------

 

معاريف 12/3/2024

 

 

اختبار الشرعية

 

 

بقلم: رون تيرا

 

تطرح الحرب عدة اختبارات يجب اجتيازها بالتوازي. فقد فشلت إسرائيل في اختبار الشرعية، ومن شأن هذا الفشل ان يلحق اضرارا جسيمة وبعيدة المدى، وان يكلف فشلا في الاختبار الأساس – اسقاط حكم حماس. أحيانا يكون واجبا التضحية باختبار ما لأجل اجتياز اختبار آخر لكن ليست هذه هي الحالة.

التحدي المفهوم من تلقاء ذاته في موضوع الشرعية هو المس المباشر بغير المشاركين. في هذا الموضوع اسرائيل محقة، ليس لها بديل، والقانون الدولي الى جانبها. 7 أكتوبر يبرر حربا هدفها اسقاط حكم حماس. ولما كانت حماس هي التي اختارت عن قصد الانتشار من خلف مواطنيها، فهي التي جلبت الحرب لمواطنيها. ليس لإسرائيل بديل غير القتال ضد حماس في الأماكن التي يمكن ايجادها فيها.

القانون الدولي يسمح بمهاجمة هدف مدني جرى فيه استخدام عسكري، لغاية عسكرية، وبقدر متوازن. إسرائيل تحذر السكان المدنيين وتوفر محاور اخلاء. وبهذا تستوفي إسرائيل مطالب القانون الدولي. بقدر ما سجلت حالات شاذة، بخلاف أوامر الجيش، على سلطات القانون الإسرائيلية ان تعمل في الموضوع (وهكذا أيضا تمتنع عن خلق ذريعة لإجراءات قانونية دولية).

من الصعب معرفة النسبة بين المقاتلين والمدنيين المقتولين، حتى لو اخذنا بادعاء حماس بـ30 الف قتل (مقاتلين ومدنيين) والتقدير الحذر للجيش الإسرائيلي بشأن 13 الف مقاتل عدو قتلى، فان نسبة القتلى بين مقاتلي العدو والمدنيين تشبه تلك التي حققتها الولايات المتحدة وبريطانيا في حرب المدن في العقود الأخيرة. بالذات، بسبب هدف الحرب (الطموح لكن المبرر)، والمس المباشر بالمدنيين (الواسع لكن المبرر)، كانت إسرائيل ملزمة بان تتبنى خطا معتدلا على الأقل في مجالين: الرسائل والمساعدات الإنسانية. لكن رسائل الائتلاف بشأن الابعاد، الاستيطان، القنابل الذرية والثأر تمس بشرعية إسرائيل. ليس فيها أي فضل إذ هي على أي حال لا تصبح استراتيجية او أوامر عسكرية، لكن ضررها هائل.

اخطر من هذا هو جر الارجل في الموضوع الإنساني. إسرائيل كانت ملزمة بان تتبنى من اليوم الأول للحرب سياسة إنسانية واسعة ستوفر لغزة، بمبادرتها وبسرعة مساعدات إنسانية اكثر مما تحتاج غزة. المساعدات الإنسانية هي ما يحقق الشرعية الأساس، الزيت الذي في دواليب السياسة. لقد كان يمكن للمساعدات الإنسانية ان تستخدم لتوجيه السكان الغزيين الى المناطق التي فيها لا يعودوا يعرقلون الخطة العملياتية وكان يمكن لهذا ان يمنع تجميع النازحين في رفح. اما غياب المساعدات الإنسانية كجزء من الخطة العامة فهو الذي خلق التحدي الدولي والعملياتي للعملية في رفح. صفحة رسائل معتدلة ومساعدات إنسانية سخية ما كانت لتكلف إسرائيل شيئا. هذه ليست أمورا تصعب تحقيق اهداف الحرب. بل العكس. رسائل معتدلة ومساعدات إنسانية واسعة كانت ستخلق الظروف لتحقيق اهداف الحرب.

بن غفير وسموتريتش ليسا ناضجين بما يكفي كي يفهما الأمور، ونتنياهو فقط يسير معهما على الخط. لقد أدت الإدارة غير الموضوعية بالحرب التي نشبت بمستوى شرعية عال للغاية ان تتدهور الى أزمة شرعية هي الأخطر في تاريخ الدولة. من السابق لاوانه جدا تقدير الاثمان التي ستدفعها إسرائيل على الرسائل والمسألة الإنسانية. يحتمل الا تحقق اهداف الحرب، او تدفع اثمانا باهظة في علاقاتها مع الولايات المتحدة والغرب، اقتصاديا وقانونيا. كل هذا عبثا، دون سبب جدي. فقط بسبب ضعف نتنياهو.

---------------------------------------------

 

إسرائيل هيوم 12/3/2024

 

 

موعد حساس.. أربع ساحات متصادمة

 

 

بقلم: أريك باربينغ

 

شهر رمضان هو موعد حساس على نحو خاص بالنسبة لجهاز الأمن. اما هذه السنة فهو حساس اكثر بأضعاف بسبب أربع ساحات هي خطوط متوازية واحيانا يلتقي الواحد بالآخر: الحرب ضد حماس في غزة، التوتر الهائل في يهودا والسامرة، محاولة التأثير على عرب إسرائيل والخطاب المتوتر بين الحكومة وبين ادارة بايدن.

القرار بعدم المنع الجارف للحجيج الى الحرم من جانب العرب مواطني إسرائيل وعرب القدس ذوي الإقامة الإسرائيلية هو قرار مهم للغاية. في السنوات الأخيرة شهدنا اعمال شغب كثيرة، واساسا في النصف الثاني من رمضان، يقوم بها شبان متدينون من مخيم اللاجئين شعفاط ومن جبل المكبر وصور باهر (ذوو هوية حماسية)، وكذا مجموعات كفاحية مستقلة يأتي معظمها من البلدة القديمة، تتشكل من شبان يُهربون قبل رمضان العاب نارية، زجاجات حارقة بل وحتى انابيب مليئة بالبارود تشبه العبوات الناسفة، ينامون في المسجد ويرابطون فيه. ومن هنا قصيرة الطريق الى الاضطرابات والى المواجهات مع قوات الشرطة.

المهمة الأساس لشرطة إسرائيل في الحرم هي منع المشاغبين من رشق الحجارة او الأغراض الخطيرة نحو المبكى ما من شأنه أن يؤدي الى اخلاء المنطقة من المصلين. هذه صورة نصر من ناحية الجهات الإسلامية وبالتأكيد حماس.

في شرطة إسرائيل توجد تجربة عظيمة في التصدي لإحداث من هذا النوع. واضح لكل من يعمل في هذا المجال بأن صور واشرطة افراد الشرطة وهم يدوسون سجادات الصلاة ويصطدمون مع المتواجدين في داخل الأقصى تنقل بالبث الحي الى العالم العربي، تزيد التوتر وتنتج تنديدات عديدة، وبالتالي محظور ان يكون الاقتحام للمسجد الذي يشعل المنطقة الا كخيار أخير بالتأكيد.

ان اقتحام المسجد ليس حدثا تكتيكيا بل حدث ذو معان استراتيجية واسعة من ناحية سياسية وامنية، ولهذا فقد كان قرار رئيس الوزراء في أن يكون هذا العمل بعلمه وبمصادقته هاما. في الوضع الحالي لا يوجد خيار آخر. فالأحداث في الحرم ترتبط بما يجري في قطاع غزة، بينما الحديث عن عملية محتملة في رفح تحوم في الهواء.

ان استمرار الضرب الشديد لحماس وبناها العسكرية والمدنية واغتيال القيادة السياسة الدينية والمدنية فيها، يتطلب من الجيش عملا مكثفا في رفح لاحتلال المنطقة وتطهيرها واصابة المئات وربما الآلاف من المخربين المختبئين في المباني، في المساجد وفي مؤسسات التعليم والصحة. ومعالجة العنصر الأصعب – الانفاق.

فرضية العمل المركزية هي ان نشطاء حماس في رفح أزالوا إشارات التعريف وهم يختبئون تحت غطاء مدني، يتسلحون ولا يترددون في استخدام المدنيين كدرع بشري. محظور المخاطرة بجنود الجيش ولأجل المحاولة قدر الإمكان لتقليص المس بالمدنيين الفلسطينيين، ومن المهم العمل على ابعادهم من مراكز المعركة. لكن يجدر أيضا بالذكر ان اختلاط المخربين بالمدنيين يجعل العمل معقدا وصعبا.

تعقيدات أخرى هي مسألة الرصيف البحري الذي تقيمه الولايات المتحدة، وبخاصة مسألة من يتلقى أكياس الغذاء المخصصة للسكان المدنيين. الفكرة الأكثر تعقيدا وخطورة ستكون السماح للعشائر او للعائلات الكبرى لادارة توزيع الغذاء. من جهة لا يمكن لموظفي السلطة الفلسطينية ان ينفذوا هذا في المرحلة الحالية. حماس مغروسة بقوة في الميدان وهي ستهدد كل جهة تعمل مكانها بل وستمس بها. وعليه فمطلوب دمج لقوات من دول عربية واستخدام مدنيين غزيين مثلما هي أيضا مشاركة وتدخل إسرائيلي عسكري. هذا بالطبع ليس حلا لمسألة اليوم التالي، التي هي الأكثر حرجا لاجل إيجاد جهة سلطوية – مدنية مستقرة بدلا من حماس.

* رئيس منطقة القدس في الشرطة ورئيس قسم السايبر في الشباك سابقا

---------------------------------------------

 

هل يقبل صيامنا ونحن نغذي "إسرائيل"؟

 

 

 

بقلم: سليمة سمية أباتاي

 

تطرقت جريدة "ميلي غازيتة" التركية، في مقال نشر اليوم، إلى المجاعة في قطاع غزّة نتيجة العدوان والحصار الإسرائيليين المستمرين لنحو 6 أشهر، مؤكدةً أنّ امتحان تركيا هو مع فلسطين في هذه الأيام، حيث "يتضور إخواننا في غزة جوعاً، ونواصل تغذية "إسرائيل" بالسفن التي نرسلها من موانئنا"، متسائلةً "هل يقبل صيامنا"؟

وصلنا لرمضان آخر، أحد الجانبين منا متحمس ومبتهج، إلا أن الجانب الآخر منا يشعر بالمرارة والحزن.

في الواقع، لقد كنا نستقبل رمضان بهذه الطريقة في السنوات الأخيرة، كنا في البداية محصورين في منازلنا بسبب انتشار وباء covid-19،  مرّت علينا أيام لم نتمكن فيها من تذوق طعم الوحدة والتضامن في رمضان.

ثم حلّت بنا كارثة كبرى وهي الزلزال، كان من المفجع لنا أن الآلاف من أبناء شعبنا محاصرون تحت الأنقاض، والناجون منهم فيقضون شهر رمضان في الخيام.

والآن امتحاننا مع فلسطين، أطفال يموتون من الجوع أمام أعيننا، إبادة جماعية تُنفذ بأحدث الأسلحة النموذجية ونحن جالسون! نجلس مختبئين خلف الأعذار.

يُقدَّم التطور التكنولوجي والعلوم كمؤشر على مدى تقدم البشرية وتحضرها، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، لقد أسقطت الحرب على غزة كل القيم التي تجعل الإنسان إنساناً.

المشكلة ليست في التكنولوجيا أو العلوم. المشكلة هي في من يملك هذه السلطة. وبعبارة أخرى، المشكلة هي في من لا يستطيع الإمساك بهذه السلطة.. وبعبارة أخرى، المشكلة في المسلمين.. نحن متخلفون جداً من حيث العلم والمعرفة ومنغمسون جداً في العالم!

وعلى الرغم من أننا أكثر عدداً من "إسرائيل" الفاشية والقاتلة ومؤيديها، فإننا نبقى متفرجين على هذه الإبادة الجماعية. لأننا نعتقد أنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به. إنه لمرض عظيم أن نرى إخواننا يُقتلون ونحن كثيرو العدد.

إذا أغلقنا قاعدة "إنجرليك" فقط (قاعدة جوية تركية-أميركية)، فإننا سنعمي "إسرائيل". لكن بسبب مرض الوهن، لا يمكننا الحديث عن إغلاق القواعد أو التوقف عن إرسال السفن التجارية. فعندما نحاول التحدث عن هذه الأمور، تطرح العديد من الأعذار.

نحن في شهر رمضان المبارك، وستناقش الشاشات كالعادة ما يفطر وما لا يفطر. ففي الوقت الذي نفطر فيه على موائد إفطار ضخمة، يتضور إخواننا في غزة جوعاً، ونواصل تغذية "إسرائيل" بالسفن التي نرسلها من موانئنا، فهل يُقبل صيامنا؟ دعاؤنا في رمضان هو الشفاء من داء الوهن.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق