الجامعة العبرية تعلّق عمل البروفيسور نادرة شلهوب بسبب موقفها ضد حرب غزة!
وجاء هذا القرار بعد حملة من التحريض على المحاضرة إثر توقيعها على عريضة ضد الحرب على غزة في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبررت الجامعة قرارها: "نادرة وقّعت على عريضة في بداية الحرب كانت تصف أعمال إسرائيل بأنها ممارسات إبادة جماعية وكيان احتلال منذ 1948، في هذه المرحلة من أجل الحفاظ على جو هادئ في الجامعة لصالح طلابنا وطالباتنا، قررنا تعليق عمل بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان.
وكانت الجامعة قد عرضت على البروفيسورة شلهوب كيفوركيان الاستقالة من منصبها، بسبب موقفها الواضح لرفضها حرب الابادة على قطاع غزة، لكنها رفضت طلب الجامعة، وأكّدت على مواقفها المناهضة للاحتلال والعدوان الإسرائيلي، ولاحقا وقعت كفوركيان على عريضة تدين الجرائم الاسرائيلية.
وزعمت الجامعة العبرية في بيان، أن "تصريحات كفوركيان تأخذ حرية التعبير والحرية الأكاديمية إلى أقصى الحدود، وتستخدمها بشكل ساخر للتحريض".
وفي شهر تشرين الأول الماضي، أرسل عميد الجامعة العبرية رسالة توبيخ إلى المحاضرة الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان، مقترحا عليها الاستقالة من منصبها إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان على غزة.
وجاء في جزء من رسالة الجامعة: "قرأنا وصُدمنا وخُذلنا عميقا من العريضة العامة التي وقعت عليها، وفيها أن إسرائيل تقوم بإبادة شعب غزة، كما زعمت بذات العريضة أن إسرائيل تحتل فلسطين منذ 75 عاما، أو بكلمات أخرى منذ حرب الاستقلال".
واستنكرت الرسالة توقيع شلهوب- كيفوركيان على العريضة قائلة: "توقعين على عريضة كهذه، وتذكرين منصبك ووظيفتك في الجامعة العبرية"، واختتمت الرسالة بـ "نحن نأسف ونخجل لأن طاقم الجامعة العبرية لديه محاضرين مثلك".
وتعرضت البروفيسورة شلهوب- كيفوركيان في الشابق الى حملات تحريضية بسبب مواقفها المناهضة للاحتلال والداعمة للقضية الفلسطينية.
وتعرضت المحاضرة والبروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان لحملة تحريض عنصرية، في اعقاب توقيعها على عريضة تطالب بوقف الحرب وحماية حقوق الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ وقّع على العريضة أكثر من أكاديميون من مختلف أرجاء العالم.
من هي البرفيسور شلهوب
* ابنة حيفا
ولدت نادرة في مدينة حيفا عام 1960، لأبوين فلسطينيين ذاقا ويلات نكبة 1948، فوالدها هو المحامي الراحل جميل شلهوب كيفوركيان، الذي أصيب في قدمه خلال محاولته الرجوع متسللاً إلى حيفا، وهو ابن الـ 17 عاماً عام 1948. أما والدتها فقد اضطرت خلال النكبة إلى ركوب سفينة برفقة أولادها الثلاثة (أخوة نادرة غير الأشقاء)، قبل أن تتزوج من والدها، لكي تحمي نفسها وأولادها من الموت المحتم، وفقا لموقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
وكان لنشأتها وطفولتها تأثيرا كبيرا في بلورة مسارها المستقبلي، حيث تروي نادرة كيف كان الإسرائيليين ينعتوهم كعرب 48 (فلسطينيو الداخل) بأفظع السباب ويقذفونهم بالحجارة في طريق العودة من المدرسة دون التعرض لأي عقاب.
والتحقت نادرة بجامعة حيفا حيث درست العلوم السياسية والفلسفة وحصلت على البكالوريوس في 1980، ثم حصلت على درجة الماجستير في علم الجريمة من الجامعة العبرية في القدس المحتلة عام 1989، كما حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من معهد علم الجريمة في كلية الحقوق بالجامعة ذاتها عام 1994.
وتقيم نادرة في الحي الأرمني داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
* أكاديمية في جامعة بريطانية
تعمل البروفيسور نادرة شلهوب كأستاذة في قسم العلوم الاجتماعية بالجامعة العبرية كما أنها أستاذ كرسي في القانون العالمي في جامعة كوين ماري في لندن. وتتمحور أبحاثها في مجال علم النفس الاجتماعي، والقانون والمجتمع.
وتُعتبر إحدى الباحثات الرائدات على المستوى الدولي في دراسة الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال، ومنظومة الاستعمار الاستيطاني.
* صدامات متكررة مع دولة الاحتلال
وفي عام 2019، ألقت محاضرة في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك بشأن حياة الفلسطيني اليومية، لا سيما الأطفال تحت الاحتلال، عرضت خلالها نتائج أبحاثها بشأن الموضوع، مشيرة إلى القمع الذي يتعرضوا له من جانب ماكينة الاحتلال الإسرائيلية العسكرية والأمنية والاستعمارية-المدنية، مشددة على دورها الأكاديمي في نقل الحقيقة، ودورها الإنساني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خلال المعرفة الجادة.
وفي أعقاب ذلك، تعرضت لحملة تحريض شعواء، شارك فيها سياسيون إسرائيليون ووسائل إعلام إسرائيلية طالبوا بإقالتها من الجامعة، ومحاكمتها.
* إنتاجها الفكري والبحثي
وأصدرت شلهوب كتب عدة منها كتاب بعنوان: "العسكرة والعنف ضدّ النساء في مناطق الصراع في الشرق الأوسط: دراسة الحالة الفلسطينيّة".
كما صدر لها في عام 2015 من منشورات جامعة كامبريدج، كتاب بعنوان: "ثيولوجيا الأمن، الرقابة وسياسات الخوف"؛ وأصدرت في سبتمبر 2019 كتاب بعنوان: "الطفولة المحتجزة وسياسة نزع الطفولة".
أضف تعليق