20 تشرين الثاني 2024 الساعة 03:25

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 16/2/2024 العدد 937

2024-02-17 عدد القراءات : 103


 

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

 

 

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إسرائيل اليوم 16/2/2024

 

 

 

 

 

 

 

"حرب محدودة" عندما يرفع الطرفان مبلغ الرهان سيفقدان السيطرة

 

 

 

 

بقلم: يواف ليمور

 

 

استمر التصعيد في الشمال أمس أيضا في الإصابة الدقيقة لموقع عسكري قتلت فيه مجندة واصيبت ثمانية ، وفي رد حاد نسبيا تمثل بقصف بضعة اهداف عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان في لبنان بلغوا عن 11 قتيل ينضمون الى اكثر من 220 نشيطا من حزب الله قتلوا في المعارك حتى الان. يبدو ان عدد الخسائر العالي بين رجاله دفع حسن نصرالله لان يلقي خطابا متشددا أول أمس وان يأمر بالهجوم أمس. يحتمل أن يكون استخدم هنا سلاح دقيق ادخل الان الى المعركة منعا لاصابة عشوائية للمدنيين وبهدف ضمان الإصابة للهدف العسكري. وذلك كجزء من سياسة المعادلات التي يحرص نصر الله على ابقاءها الان أيضا، وفى اطارها يسعى لان يركز الإصابات على منشآت عسكرية وجنود. لقد أوضح نصرالله في خطابه بانه سيواصل القتال طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة. وهو يتصرف على هذا النحو منذ 7 أكتوبر، كجزء من مساهمته لمحور " الإرهاب "" في نفس الوقت حرص على الا ينجر مع إسرائيل الى حرب شاملة ليست مريحة في هذا الوقت له ولاسياده الإيرانيين.

 

 

لا يخشى نصر الله فقط من ضربة شديدة تلحق بمنظمته بل أساسا من ضربة على نمط غزة لمدن لبنان ومواطنيه مما سيوجه له انتقادا داخليا شديدا في بلاده. وهو يفهم بان إصابة مقصودة لاهداف مدنية في إسرائيل ستؤدي بالضرورة الى إصابة موازية في المدن اللبنانية ، ويسعى لان يمتنع عن ذلك وان كان أصاب اول أمس بجراح مواطنين إسرائيليين اثنين في (كريات شمونه).

 

 

 

 

 

في خدمة إسرائيل

 

 

 

 

تخدم سياسة حزب الله هذه في الوقت الحالي إسرائيل. فهل تسمح لها بالابقاء على لبنان كساحة فرعية ومواصلة تركيز الجهود على غزة لاجل تدمير حماس. مع ذلك فان الخوف الدائم من التصعيد في الشمال يلزم الجيش الإسرائيلي بالابقاء على تأهب ذروة دائم له تداعيات فورية على المعركة في غزة أيضا.

 

 

اثنين من مثل هذه التداعيات برزا في الأسابيع الأخيرة هما تخفيف عدد القوات في القطاع - بما في ذلك نقل فرقة 36 الى الشمال والتي بعض من قواتها حلت منذ الان محل قوات الاحتياط في الحدود اللبنانية - و"تقنين الذخيرة"، والذي في اطاره يمتنع الجيش من استخدام مبالغ فيه للقذائف والقنابل من أنواع مختلفة لاجل الإبقاء على الذخيرة لاحتمال حرب في لبنان.

 

 

الضرر الأساس الذي بحق بإسرائيل هو في الجانب المدني. صحيح أن لبنان يدفع ثمنا موازيا حين فرغت الكثير من قرى الجنوب من سكانها الذين فروا الى الشمال. لكن ليس في هذا مواساة. فحقيقة ان عشرات الاف الإسرائيليين يسكنون منذ أربعة اشهر خارج بيوتهم إضافة الى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية بالاعمال التجارية والزراعية تعطي حزب الله إنجازا هاما حتى بدون معركة شاملة.

 

 

مناوشات حسب القواعد

 

 

لقد سبق لإسرائيل أن أوضحت بانها لن تعود الى الواقع الذي ساد في الحدود الشمالية حتى 7 أكتوبر. الهدف المعلن هو ابعاد قوة الرضوان الى وراء نهر الليطاني وتفكيك قدرات حزب الله في قرى جنوب لبنان.

 

 

تعمل محافل دولية مختلفة بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا على بلورة اتفاق بهذه الروح يتضمن أيضا مرابطة قوة دولية معززة في جنوب لبنان مع محاولة لان تنهي في اطاره الخلاف الذي لم يسوى بعد بين الطرفين على خط الحدود بين إسرائيل ولبنان.

 

 

 

 

 

يخيل أنه رغم تصعيد الأيام الأخيرة فان فرص مثل هذه التسوية لا تزال بعيدة عن فرص فتح معركة واسعة. كما أسلفنا، فان إسرائيل معنية بالتركز على غزة حتى "هزيمة "حماس وإعادة المخطوفين، وحزب الله معني بمساعدة الجهد الفلسطيني دون أن يدفع على ذلك ثمنا باهظا. هذا يسمح للطرفين بمواصلة المناوشات وفقا لقواعد لعب محددة - جنود نعم ، مدنيين لا؛ جنوب لبنان والجليل الأعلى والغربى نعم، عمق لبنان وعمق إسرائيل لا - دون التدهور الى مطارح خطيرة اكثر وتحت السيطرة اقل مع ذلك كلما طالت الحرب في غزة والثمن تصاعد، من شأن الطرفين أن يغريهما رفع مبلغ الرهان وفقدان السيطرة. إدارة مخاطر، حاليا

 

 

 

 

أوضح رئيس الأركان الفريق هرتسي هليفي أمس في لقائه مع رؤساء السلطات في الشمال بانه سيستغرق وقت حتى تحقيق هدف ابعاد حزب الله عن الجدار وإعادة الهدوء الى الحدود، وان الطريق الى هناك كفيلة بان تمر أيضا بحرب شاملة يستعد الجيش لها. بالتوازي يعنى الجيش أيضا ببلورة مقترح إطار للنشاط والدفاع المستقبليين على الحدود الشمالية يتيح عودة السكان الى بيوتهم. ويتضمن هذا تغييرات كثيرة في عدد القوات وشكل النشاط مقارنة بالوضع الذي كان سائدا في الجبهة عشية الحرب, الاختبار الأساس لمثل هذا الترتيب لن يكون في لحظة التوقيع عليه بل في اليوم التالي. فحزب الله كفيل بان يوافق عليه كي يمتنع عن الحرب ويسمح لسكان جنوب لبنان بالعودة الى بيوتهم، لكن تجربة الماضي تدل على ان احترام الاتفاقات ليس الجانب القوي لديه فقرار 1701 من الأمم المتحدة، والذي يمنع تسليحه او تواجده في جنوب لبنان ، خرقه بقدم فظة، دون رد من جانب إسرائيل. الاختبار الإسرائيلي الان سيكون في منع تدهور مشابه في المستقبل. أي في جباية ثمن من حزب الله على كل خرق للاتفاق حتى بثمن استئناف القتال المحدود.

 

 

سيتطلب الامر وقتا الى ان يكون الطرفان ناضجين للتسوية. وحزب الله لا يمكنه على أي حال أن يوقع على تسوية كهذه طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة بقوى عالية ما يعني ان في الاسابيع القادمة أيضا وربما في الأشهر القادمة، ستتواصل الأمور على شفا الحرب فيما ان الطرفين يسعيان للامتناع عنها. هذا يفترض سلوكا حساسا واستعدادا لاخذ مخاطر، وذلك لاجل الايضاح لحزب الله حدود المعركة. رغم الثمن الباهظ الذي دفع امس، فان إسرائيل تفعل هذا حتى الان بنجاح في الشمال وان كان الاختبار الأساس - ابعاد التهديد عن الحدود بشكل دائم – لا يزال امامها.

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

معاريف 16/2/2024

 

 

 

 

 

 

 

بغياب تفكير استراتيجي سياسي بعيد المدى لا أفق

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: ليثور أكرمان

 

 

 

 

رئيس مجلس المناعة القومية في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة رايخمن

 

 

أحداث أمس على الحدود الشمالية لا ينبغي أن تفاجيء أحدا فالقتال الجزئي الجاري في هذه الجبهة يجري تحت تفاهمات غير مكتوبة بموجبها ينفذ حزب الله والجيش الإسرائيلي هجمات موضعية بجوار نسبي لمنطقة الحدود ويمتنعان عن الدخول الى معركة شاملة لا تخدم في هذا الوقت أيا من الطرفين. غير أنه في هذا القتال ليس لاي من الطرفين قدرة على أن يقرر بانه لن يكون تصعيد مفاجيء، ينبع من ضربة كثيرة الإصابات او ضربة استراتيجية في ارض العدو.

 

 

في بداية الحديث ينبغي الاعتراف والفهم بانه لاجل هزيمة حزب الله وإزالة هذا التهديد تماما ستحتاج إسرائيل الى معركة شاملة وكاملة لاسابيع طويلة، تباد فيها البنية التحتية الصاروخية والبنى التحتية للمنظمة. لكن، بالتوازي، ستتعرض دولة إسرائيل لضربات لا بأس بها في الجبهة وفي الداخل في معظم أجزاء الدولة. إذ انه رغم قدرات الدفاع الجوي والمضادة للصواريخ لدى إسرائيل فان حجم السلاح الذي لدى حزب الله للمنظمة سيسمح بان تخترق الدفاع بل وان تضرب الجبهة الداخلية في الدولة والمدن المركزية فيها، ان تعطل الاقتصاد وان تلحق اضرارا جسيمة بالبنى التحتية وبالاقتصاد الإسرائيلي وان كان الحديث لا يدور عن تهديد وجودي لدولة إسرائيل، لكن بالفعل يدور الحديث عن ثمن ذي مغزى سيتعين على الدولة ومواطنيها ان يدفعوه.

 

 

ان استعداد إسرائيل اليوم لاحتمال ضربات حزب الله في أراضي الدولة ينبع ضمن أمور أخرى من الضغط الأمريكي في عدم المبادرة الى قتال شامل. إضافة الى ذلك يوجد أيضا موضوع إدارة تقنين الذخيرة لدى الجيش الإسرائيلي على خلفية القتال ضد حماس والحاجة الى انعاش منظومة الاحتياط واعدادها على نحو افضل بمعركة من هذا النوع. ولا يزال ، اذا ما اضطرت إسرائيل لان تدخل الى حرب شاملة منذ الان، يمكن للجيش الإسرائيلي ان يدير القتال في الجبهتين بالتوازي. سيكون هذا اقسى واطول من المتوقع، لكنه لا يزال ومع ذلك، ستفضل إسرائيل تأجيل هذه المعركة لعدة اشهر كي تصل اليها اكثر جاهزية واستعدادا. كما ان حزب الله من جانبه لا يريد الان حربا شاملة، كونها لن تخدمه وستضر به جدا. لكن، في وضع تواصل فيه المنظمة رفض الخطوات السياسية ممكنا.

 

 

التي تبعده عن الحدود وتتيح عودة مخلي الشمال الى بيوتهم، وفي وضع تواصل فيه المنظمة مواصلة الهجوم على اهداف داخل إسرائيل، فمن غير المستبعد ان تؤدي ضربة ذات مغزى داخل إسرائيل كتلك التي وقعت امس في صفد وحتى اخطر منها ، الى تدهور سريع في الوضع وتصعيد القتال في هذه الجبهة أيضا.

 

 

الى هذا ينبغي أن يضاف سلوك المستوى السياسي في إسرائيل. فهو من جهة لا يحدد أي استراتيجية سياسية مستقبلية بعيدة المدى ولا يشارك في بناء محور سياسي تحاول الولايات المتحدة قيادته. ومن جهة أخرى ينشغل جدا في جهود البقاء السياسي وصيانة الائتلاف الابتزازي الذي تتشكل منه الحكومة. المعنى هو ان قتالا مع حزب الله كفيل بالمفارقة ان يخدم مواصلة حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومواصلة وجود حكومة الطوارئ تحت الشرعية المزعومة لهذه الحرب. من شأن هذه الاعتبارات ان ترجح الكفة العسكرية في صالح المصلحة السياسية وتجر إسرائيل الى حرب شاملة حتى وان لم يكن هذا هو الامر الصائب من ناحية عملياتية واستراتيجية في هذا الوقت. بغياب تفکیر استراتيجي سياسي بعيد المدى وفي ظل واقع من الاضطرارات الحزبية الضيقة، لا ضمانة في أن تصل القرارات التي تتخذ. من مكان رسمي فقط .

 

 

على إسرائيل أن تنخرط في الجهد الاستراتيجي السياسي الذي تحاول الولايات المتحدة قيادته في المنطقة الى جانب دول أخرى، وأن تتطلع للوصول الى صفقة تحرير المخطوفين والمخطوفات - حتى بثمن وقف مؤقت للقتال - وفي نهاية المطاف ان تخطط لخطواتها لاحقا بما فيها أيضا إبادة حماس وحزب الله فى المكان والزمان المريحين لها في ظل إعادة الردع الإسرائيلي في المنطقة.

 

 

ليس مؤكدا على الاطلاق بان القيادة الحالية باعضاء الحكومة المتطرفين فيها، قادرة على ان تفعل هذا. خير يفعل منتخبو الجمهور في إسرائيل اذا ما فهموا وحققوا في اقرب وقت ممكن تغيير القيادة وانتخاب

 

 

حكومة جديدة.

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

القدس 16/2/2024

 

 

 

 

 

 

 

اليوم التالي خطوة خطوة

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: غيرشون باسكن

 

 

 

 

فيما يلي بعض الأفكار والمقترحات حول كيفية التعامل مع اليوم التالي للحرب. ليس هناك مجال لتضييع الوقت. كان ينبغي التفكير في الكثير من هذا والتخطيط له بالفعل. أنا متأكد من أن هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم أفكار مختلفة وإضافية. لقد شاركت بعض هذه الأفكار مع إسرائيليين وفلسطينيين مهمين. لقد تحدثت أيضًا عنها مع دبلوماسيين من العديد من البلدان الصديقة. والمقصود من هذا هو أن يكون "غذاء للفكر" وليس خطة شاملة كاملة.

 

 

• يجب على الولايات المتحدة ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأخرى أن تعترف فوراً بدولة فلسطين وتسمح لها بأن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. ستبدأ دولة فلسطين ودولة إسرائيل في موعد لا يتجاوز عامين من الآن بالتفاوض على الحدود النهائية بينهما في مفاوضات ستجرى في إطار إقليمي.

 

 

إن الاعتراف بدولة فلسطين الآن هو خطوة إلزامية من أجل تحجيم افكار المتطرفين: "جعل فلسطين حقيقة للفلسطينيين". إن جعل فلسطين حقيقة لا ينهي الاحتلال الإسرائيلي على الفور، ولكنه يمنح الفلسطينيين سببًا للعيش من أجل فلسطين بدلاً من التضحية من أجل فلسطين. ولا يوجد حل الدولتين دون الاعتراف الكامل بدولة فلسطين. لقد حان الوقت لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بقيادة الولايات المتحدة أن تتوقف عن الحديث عن حل الدولتين وأن تبدأ في تحقيق ذلك الحل.

 

 

ويجب إزالة قضية الدولة الفلسطينية من حق النقض الإسرائيلي في المفاوضات. إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يعرض الآن للخطر أمن المنطقة والتجارة العالمية وربما صراعات أوسع نطاقا. وهذا صراع لا يمكن التخلص منه أو إدارته. إن عملية حل الصراع على أساس الدولتين يجب أن تبدأ الآن.

 

 

• سيتم الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كحكومة دولة فلسطين. سيتم إجراء إصلاحات حكومية بما في ذلك إعداد قوانين دستورية جديدة سيتم التصديق عليها بعد الانتخابات في فلسطين من خلال برلمان منتخب ديمقراطيًا حديثًا. وستجرى الانتخابات بعد إقرار فترة من الهدوء لمدة ستة أشهر على الأقل. وستتضمن القوانين الدستورية الفصل القانوني للسلطات بين فروع الحكومة، واستقلال السلطة القضائية، وتحويل منصب الرئاسة إلى منصب شرفي. وسيذهب نقل السلطة من الرئاسة إلى البرلمان والحكومة المنتخبين اللذين سيتعين عليهما الفوز بتصويت على الثقة.

 

 

• سيحظر قانون الانتخابات الفلسطيني مشاركة الأحزاب السياسية التي تدعم الكفاح المسلح.

 

 

• سيتم إنشاء سلطة إدارية فلسطينية مؤقتة في غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية. وستكون ولاية الإدارة المؤقتة لمدة لا تزيد عن عامين. وسوف يرأس الإدارة شخص يحظى بالدعم الشعبي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. (قد يكون شخصًا مثل الدكتور ناصر القدوة وهو الذي يمكنه الحصول على دعم القادة الفلسطينيين المنفيين والمسجونين الذين لديهم أتباع اقوياء في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة).

 

 

سيتم تشكيل السلطة الإدارية الفلسطينية المؤقتة بأغلبية سكان غزة ولكنها ستضم أيضًا فلسطينيين من الضفة الغربية والقدس الشرقية. وسيكونون من التكنوقراط والمهنيين الذين لا ينتمون إلى أي فصيل فلسطيني.

 

 

• ستنتهي الحرب في غزة وستنسحب إسرائيل إلى الحدود الدولية.

 

 

• ستقوم السلطة الإدارية الفلسطينية المؤقتة(TPAA)بدعوة قوة متعددة الجنسيات بقيادة عربية، بما في ذلك قوات السلطة الفلسطينية، للقدوم إلى غزة لولاية محدودة مدتها سنتان مع مهمة ضمان الهدوء، وكذلك نزع جميع الأسلحة التي لا تقع تحت السيطرة الوحيدة من قوات الأمن الفلسطينية. وسيتم تكليف القوة أيضًا بتفكيك شبكة الأنفاق والمخابئ تحت الأرض بالكامل. سيتم تدمير الأسلحة المسحوبة من الخدمة بواسطة تلك القوة. لن تعود إسرائيل إلى غزة أو تشن أي ضربات عسكرية ضد قطاع غزة بأكمله. وستكون هناك آلية تنسيق رفيعة المستوى بين القوة المتعددة الجنسيات والجيش الإسرائيلي بغرض تقديم معلومات استخباراتية من إسرائيل إلى قادة القوة. ومن المتوقع أن تتخذ القوة المتعددة الجنسيات إجراءًا فوريا بناء على معلومات استخباراتية إسرائيلية فيما يتعلق بالتهديدات التي تواجه إسرائيل. وسيتم تحديد قواعد الاشتباك في التفويض الرسمي للقوة.

 

 

• سيتم منح قادة حماس – السياسيين والعسكريين –، فرصة الخروج من قطاع غزة إلى أي دولة غير مجاورة لإسرائيل. وستعمل مصر على تسهيل حركتهم خارج غزة. أولئك الذين يقررون البقاء في غزة لن يشغلوا أي مناصب قيادية في السلطة الإدارية الفلسطينية المؤقتة ولن يشاركوا في أي أنشطة عسكرية.

 

 

• سيتم حل الأونروا في الضفة الغربية وغزة لعدم وجود لاجئين فلسطينيين في دولة فلسطين. ستتولى حكومة دولة فلسطين جميع مسؤوليات الأونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسيتم التعامل مع حقوق ومطالبات اللاجئين الفلسطينيين في المفاوضات المستقبلية بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل في الإطار الدولي الإقليمي.

 

 

• يوصى بأن تدخل إسرائيل في حوار جدي مع مروان البرغوثي بهدف إطلاق سراحه وتمكينه من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية، بشرط موافقته على التخلي عن الكفاح المسلح.

 

 

• ستعمل السلطة الفلسطينية مع السلطة الإدارية الفلسطينية المؤقتة في غزة مع المجتمع الدولي على رسم خطط لإعادة إعمار غزة والبنية التحتية والإسكان وكافة المرافق. كما ستدعو السلطة الإدارية الفلسطينية المؤقتة (TPAA) المجتمع الدولي إلى توفير التمويل لإعادة إعمار غزة والذي سيتم تخصيصه لصندوق دولي تشرف عليه آلية أنشأها المجتمع الدولي بمشاركة فلسطينية ولكن ليس تحت السيطرة الفلسطينية. ومن الموصى به بشدة أن تتم عملية إعادة إعمار غزة من خلال هيئة إدارة مشتركة مكونة من الولايات المتحدة والصين.

 

 

• ستبدأ المفاوضات بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل في إطار مؤتمر دولي تقوده الدول الإقليمية: إسرائيل، فلسطين، مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، المغرب، والمملكة العربية السعودية. وستتم دعوة الدول الأخرى للمشاركة بالطبع، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأخرى.

 

 

وستتم دعوة هذه البلدان الإضافية للمشاركة في مشاريع متعددة الأطراف تتناول البنية التحتية، والتمويل، وتغير المناخ، والمياه، والبيئة، والأمن.

 

 

وكجزء من عملية التفاوض، سيتم إنشاء قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات بتفويض لا يقل عن عشر سنوات، تضم قوات فلسطينية وإسرائيلية، وتتمركز على طول نهر الأردن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من الحدود، وعلى طول الحدود بين غزة ومصر. ومن الممكن أن تتمركز القوة أيضًا على جانبي الحدود بين إسرائيل وغزة. وبخلاف الترتيبات الأمنية، ستركز المفاوضات في هذا الإطار على الحدود بين الدولتين، وإدارة الحدود، ومستقبل القدس، ومسألة حقوق ومطالبات اللاجئين، والمياه والموارد الطبيعية، والربط بين إقليمي دولة فلسطين – الضفة الغربية وقطاع غزة. وستجرى المفاوضات ضمن إطار زمني معقول. وعلى افتراض إمكانية التوصل إلى اتفاق، فسيتم تأكيده كقرار من مجلس الأمن الدولي يؤكد أن دولة فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني ودولة إسرائيل هي وطن الشعب اليهودي. ستتخذ كلتا الدولتين كافة الإجراءات اللازمة لضمان المساواة الكاملة والديمقراطية لجميع المواطنين في كلتا الدولتين بما في ذلك الأقليات.

 

 

 

 

 

عن المؤلف

 

 

الكاتب هو مدير الشرق الأوسط لمنظمة المجتمعات الدولية ICO - وهي منظمة غير حكومية مقرها المملكة المتحدة تعمل في مناطق الصراع مع عمليات السلام الفاشلة. باسكن هو رجل أعمال سياسي واجتماعي كرّس حياته للسلام بين إسرائيل وجيرانها. وهو أيضًا عضو مؤسس في حزب "كل إزراحيها - كل المواطنين" السياسي في إسرائيل.

 

 

--------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 16/2/2024

 

 

 

 

 

 

 

لنتنياهو: تصريحاتك حول الحرب أقرب إلى بائع أثاث.. وسجادة السنوار لن تجدها في رفح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

 

سجلت إسرائيل مؤخراً عدة نجاحات تكتيكية في حروبها ضد حماس وحزب الله. في عملية مثيرة للإعجاب في رفح، أنقذ جنود “يمام” مخطوفين وقتلوا حراسهما. في خانيونس يبدو أن قوات الجيش و”الشاباك” تقترب من مكان اختباء يحيى السنوار. حتى القدرة على إطلاق الصواريخ من القطاع تقلصت جداً. وفي جنوب لبنان، يدفع حزب الله الثمن بكثير من المصابين والدمار وتدمير بنى تحتية عسكرية، على كل إطلاق للصواريخ والقذائف المضادة للدروع التي يطلقها على الجليل. الإنجازات تعكس تحسناً واضحاً في استخلاص الدروس، بعد أربعة أشهر على القتال. وسائل الإعلام الإسرائيلية تكثر من الانشغال بتعب وتآكل وحدات الجيش الإسرائيلي، لكن يجب عدم تجاهل تأثير الضغط الكبير الذي يستخدم على العدو، في الشمال والجنوب. ولكن المشكلة الرئيسية بقيت على حالها: عدم النجاح، وعلى الأغلب حتى عدم محاولة ترجمة الإنجازات الكثيرة إلى نتائج استراتيجية.

 

 

في الوقت الذي يعد فيه نتنياهو الإسرائيليين بـ “النصر المطلق” على حماس، فهذا ليس بهدف استراتيجي، بل أقوال سياسية. بعد اندلاع الحرب لم يتعهد الجيش الإسرائيلي بهزيمة حماس خلال بضعة أشهر، بل عرض على الحكومة وعلى الكابنيت خطة مدتها سنة تقريباً للمعركة ضد حماس، لإحداث مس كبير بقدرتها العسكرية. رئيس الأركان، هرتسي هليفي، قال هذا الأسبوع بعد جولة له في القطاع: “أمامنا طريق طويلة”. ويعترف الجيش أن التحدي بحاجة إلى فترة طويلة، لكن لدى رئيس الحكومة اعتبارات أخرى.

 

 

وُجهت هذه الأقوال بالأساس للاستهلاك الداخلي، وإعادة توحيد القاعدة السياسية حول جهود بقائه. هذا الشعار ربما يمكن بواسطته بيع الأثاث، قال مصدر سياسي رفيع، إزاء وعود متكررة ينثرها نتنياهو بـ “النصر المطلق”، الذي كما يبدو في متناول اليد. يحاول نتنياهو استغلال العملية في رفح الآن، التي صادق عليها مع تحمل مخاطرة كبيرة، كعملية ترسم طريقاً جديدة وكبديل عن الصفقة مع حماس التي تشمل وقفاً طويلاً لإطلاق النار وإطلاق سراح الكثير من السجناء الفلسطينيين. هذا يساوي العرض العبثي. احتاج جهاز الأمن إلى بضعة أسابيع ليخرج عملية الإنقاذ إلى حيز التنفيذ. ومن المؤكد أن حماس استخلصت الدروس من أسلوب حراسة المخطوفين. وعلينا ألا نعول على المعجزات لفترة طويلة.

 

 

يقول نتنياهو إن حماس قريبة من الهزيمة، إذا استخدمنا المزيد من الضغط. في خانيونس وقريباً في رفح، ستنهار قيادة حماس، وسنتوصل إلى صفقة بشروط مريحة. عملياً، هذا أيضاً لا يعتبر سيناريو مقنعاً. ستمر بضعة أسابيع إلى أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى رفح، هذا إذا دخل أصلاً، لأن هذا الأمر يحتاج إلى إعدادات طويلة وعملية طويلة لإجلاء السكان الفلسطينيين. الضغط العسكري عامل مهم، لكن ثمة شكوك إذا كان يمكن هزيمة حماس، فالوقت لا يعمل في صالح إسرائيل، بل ضدها. مخطوفون يموتون كل أسبوع في الأسر، وعدد الأشخاص الذين يمكن إنقاذهم آخذ فقط في الانخفاض.

 

 

السلوك الذي اُتّبع في هذا الأسبوع حول المفاوضات بشأن المخطوفين كان معيباً؛ فبعد أن أرسل رؤساء أجهزة الأمن إلى قمة باريس، تنصل رئيس الحكومة من الخطة التي تم التوصل إليها هناك مع الولايات المتحدة وقطر ومصر، وقام بحملة دعائية هدفت إلى إقناع الجمهور بأن التنازلات التي تنطوي عليها الخطة غير مقبولة. أبواقه عملت ساعات إضافية في هجوم التشهير ضد عائلات المخطوفين.

 

 

قرار تصليب المواقف في المفاوضات أمر مشروع، وثمة شك يثور بأن نتنياهو لا يسعى إلى صفقة في القريب إزاء الطريقة التي ستورطه مع شركائه في اليمين المتطرف. تم إرسال رئيس الموساد دافيد برنياع ومراقب نتنياهو إلى اللقاء المستمر في القاهرة هذا الأسبوع، ومنع طرح أي اقتراحات لإسرائيل. عندما حاول الأمريكيون اقتراح لقاء آخر في اليوم التالي، تنازل رئيس الحكومة عن المشاركة فيه.

 

 

لقاءات المشاورات التي كانت في المفاوضات كان نتنياهو قد أبعد عنها عضوي “كابنت الحرب” بني غانتس وغادي ايزنكوت. الجنرال احتياط نتسان ألون، منسق الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي، أدرك إلى أين تهب الرياح، فتنازل عن السفر. صحيح أن حماس تطرح طلبات غير ممكنة، لكن نتنياهو أيضاً لا يخرج عن أطواره كي يظهر المرونة، الأمر الذي يثير غضب غانتس وآيزنكوت. أما بخصوص آيزنكوت فإن المماطلة في موضوع المخطوفين قد تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير وتسرع الانسحاب من الحكومة.

 

 

في صورة الحرب في القطاع، قبل شهر على رمضان، تصعب الموافقة على ادعاء نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت بأن الإنجازات ستنتهي بهزيمة حماس، ربما في القريب. نتنياهو يرفض أي عملية سياسية بشدة. ويتجاهل توصيات جميع رؤساء الأجهزة الأمنية، تسريع اتفاق “اليوم التالي”، على الأقل في شمال القطاع، وأين قام الجيش الإسرائيلي بتفكيك ألوية حماس وتقليص قوة المقاومة الفلسطينية.

 

 

التهديدات المستمرة باقتحام رفح تضغط الولايات المتحدة والدول العربية. ولكنها تبدو بعيدة عن التحقق الآن. في ذروة الحرب، عملت في القطاع خمس فرق للجيش الإسرائيلي. أما الآن فالحديث يدور عن ربع العدد، سبعة ألوية. تم تسريح جميع وحدات الاحتياط تقريباً، وتستعد الوحدات النظامية لاستبدال قوات الاحتياط على الحدود مع لبنان. هذه ليست تشكيلة القوات التي تضمن الانتصار السريع في القطاع. ومن غير المفاجئ أن اهتمام إسرائيل يميل نحو البحث عن إنجازات رمزية بالأساس مثل إطلاق سراح بعض المخطوفين أو تصفية السنوار.

 

 

---------------------------------------------

 

 

معاريف 16/2/2024

 

 

 

 

 

معللاً لغانتس “خلل ما” وهدد ألون “لا تقترح” وعيّن “جاسوساً” على الفريق المفاوض.. ثم خرج بنتيجة: لا تذهبوا للقاهرة

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: آفي بنيهو

 

 

 

 

عملية “الشاباك” و”اليمام” والجيش البطولية لإنقاذ مخطوفين من قلب رفح هي بالفعل جريئة ونادرة وجديرة بكل ثناء وتصفيق للمنفذين وللمخططين ولرجال الاستخبارات وكذا للقيادة السياسية والعسكرية التي أخذت المخاطرة وأقرت التنفيذ. هذا الحديث كان يمكنه أن ينتهي بفشل ومصيبة كبيرة.

 

 

إن مهمة إعادة المخطوفين إلى الديار هي الأصعب والأثقل وأكثر إلحاحاً. أعرف أنه لا يوجد إجماع كامل على ذلك، وقد نجحوا في تقسيمنا بين “محبي النصر والأمن” وبين “طالبي إعادة المخطوفين”. على نتنياهو ووزراء الحكومة واجب قومي وأخلاقي لنقل المخطوفين من “لائحة قلبهم” كما يقولون ويعيدونهم إلى عائلاتهم.

 

 

قرار انسحاب اللواء احتياط نيتسان ألون (وبالتأكيد بتأييد من قائده رئيس الأركان) من الوفد الإسرائيلي الذي بحث الموضوع في القاهرة هذا الأسبوع، يبعث عندي قلقاً في جوهر وجدية المفاوضات، مثلما يقلقني أيضاً تحفيز الرئيس الأمريكي نتنياهو للتقدم إلى الصفقة. كما أن إقصاء الوزيرين غانتس وآيزنكوت عن الجولة الإضافية في القاهرة يفترض أن يقلقهم.

 

 

في الوقت الذي يختار فيه نيتسان ألون، الذي هو شخصية مفتاحية في المجال، عدم الانضمام إلى الوفد مع تفويض محدود بحيث تلقى التعليمات بأن “ينصت فقط” – أرفق نتنياهو إلى الوفد “مستشاره السياسي” أوفير بلك، رجل حزبي وليس رجل وزارة الخارجية، كي يكون المرجعية المرافقة ليشرف على رئيس الموساد دادي برنياع وما يتفوه به. ولاحقاً، سجلت انعطافة أخرى في الحبكة، حين غير نتنياهو مزاجه وقرر عدم عودة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة على الإطلاق – بينما أقصى هذه المرة غانتس وآيزنكوت عن العلم بذلك.

 

 

إن أي صفقة لإعادة المخطوفين هي مصلحة إسرائيلية أكثر منها حماسية. سيكون الثمن أليماً وقاسياً أيضاً لبن غفير وسموتريتش كما سيكون كذلك لي ولكل واحد منكم. هذا بخاصة إذا كانت كمية المخطوفين الذين على قيد الحياة آخذة بالنقصان.

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 16/2/2024

 

 

 

 

 

هدنة لـ 6 أسابيع وفق إطار زمني يقود لـ “دولة فلسطينية”.. ونتنياهو: لا وقت لتوزيع الهدايا

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

 

 

 

أفادت “واشنطن بوست” أمس بأن الولايات المتحدة وبعضاً من الدول العربية تتطلع لعرض خطة بعيدة المدى للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين في غضون بضعة أسابيع، بما في ذلك إطار زمني لإقامة دولة فلسطينية. وقالت مصادر أمريكية للصحيفة إنه حسب المخطط يتم الإعلان عن هدنة في القتال في قطاع غزة لمدة ستة أسابيع، تعرض خلالها خطة السلام علناً، وتتخذ الخطوات الأولى لتنفيذها، بما في ذلك إقامة حكومة فلسطينية مؤقتة.

 

 

هذه كفيلة بأن تكون أنباء طيبة لدولة إسرائيل إذا ما تحققت بالفعل هذه النية في أفعالها وإذا ما استجابت إسرائيل للتحدي. الكرة في يديها، وستكون فرصة حياتها، الفرصة الكبرى وربما الأخيرة لتغير وجهها وفرص اندماجها في المنطقة. لن تعود فرصة مثلها.

 

 

لهذا الغرض، على إسرائيل الإسراع في تغيير سياسة الرفض التي تنتهجها لسنين طويلة. تغيير لن يحصل تحت الحكومة الحالية برئاسة محبط السلام بنيامين نتنياهو. فقد أصدر مكتبه أمس بياناً يقول إنه “ليس الوقت لتوزيع الهدايا عليهم”. يجب أن تقام حكومة أخرى، لا تفوق حجم الفرصة والساعة. “نعم” إسرائيلية واضحة وجلية لمبادئ الخطة أصبحت أمراً واجب الواقع، إذا ما كانت إسرائيل محبة للحياة والتغيير. التفكير بأن تعيش الدولة على حرابها إلى الأبد، مهما كانت متطورة وذكية، هو تفكير تحطم في 7 أكتوبر. وعليه فلا يمكن الاستخفاف بمصيرية سياسة تدفع فيها قدماً مبادرة دولية كهذه.

 

 

في المرة السابقة التي وقعت فيها فرصة كهذه في العام 2002، مع نشر مبادرة السلام من الجامعة العربية، واظبت إسرائيل على رفضها وضمنت لنفسها نحو 20 سنة حرب وسفك دماء أخرى. أما الآن فيقف التحدي ليس أمام نتنياهو وحكومته، بل أمام كل باقي القوى السياسية في إسرائيل: يمكنهم بث حياة في الخطة وألا يفوتوا الفرصة مرة أخرى.

 

 

لذا، تتجه العيون إليهم: فهل سيفعلون كل شيء ليستجيبوا للتحدي؟ إن تفوت إسرائيل فرصة أخرى، أمر ينذر بالشر لمستقبلها أكثر من أي مرة في الماضي.

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يديعوت أحرونوت 16/2/2024

 

 

 

 

 

بايدن ونتنياهو مع كذبة “الدولة الفلسطينية”.. وهاغاري عارضاً “نفق السنوار”: أنا أكذب الثلاثة

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: ناحوم برنياع

 

 

 

 

تجري في البيت الأبيض منذ أسابيع مداولات على الخطة الأمريكية – السعودية للسلام في الشرق الأوسط. اتفق على المبادئ منذ زمن بعيد. أما النقاش فيتركز على ما سمّته “واشنطن بوست” أمس “الفيل الذي في الغرفة”: كيف تسوق الخطة للإسرائيليين. منشورات عن تفاصيل الخطة كانت بوفرة، في الولايات المتحدة وفي إسرائيل على حد سواء. قراء هذه الصفحات تعرفوا عليها بضع مرات. كما اطلع القراء على تصريحات في واشنطن حول كل ما يتعلق بالتسويق لإسرائيل.

 

 

 سجلت الحرب على الخريطة الكثير من النقاط: كل منها عالم بأسره. وتمثلت الصعوبة في مد الخيوط فيما بينها. فما العلاقة بين تحرير المخطوفين ومسألة دور السلطة الفلسطينية في حكم مستقبلي في غزة؛ ما العلاقة بين الارتفاعات والهبوطات في غزة وفرص إعادة السكان إلى بلدات الشمال؛ ما العلاقة بين حملة عسكرية محتملة في رفح واستمرار السلام مع مصر ومصاعب بايدن في التصويت الديمقراطي في الانتخابات بولاية ميشيغان.

 

 

إلى أين نرفع وجوهنا – إلى القاهرة، إلى واشنطن، إلى رام الله أم إلى رفح؛ كيف تؤثر هذه القصة المركبة على قوة نتنياهو السياسية وحالته النفسية؛ كيف تؤثر على علاقاته مع بن غفير وسموتريتش وغانتس وآيزنكوت وقادة الجيش والأمريكيين.

 

 

كل شيء مترابط. القرارات الحاسمة الكبرى أمامنا: فعدم الحسم حسم. المسيرة أبطأ مما اعتقدنا، لكن الاتجاه واضح؛ نتنياهو يفهم عظمة الساعة: مثله كمثل البدوي الذي خاف صافرة القطار. حين يسمع القمقم يصفر يخبطه بكل قوة ويقول ينبغي قتلهم وهم صغار.

 

 

الفريق الذي من مهمته التفاوض على صفقة لتحرير المخطوفين سافر هذا الأسبوع إلى القاهرة بتركيبة جزئية: فضل اللواء احتياط نيتسان ألون، البقاء في الخلف. كان هذا هو احتجاج ألون الصامت على ترك نتنياهو التفويض للفريق: مسموح لهم سماع ما يقترح عليهم ومحظور عليهم الرد. ربما يسمح ألون لنفسه؛ فهو يترأس الهيئة التي تعالج شؤون المخطوفين تطوعاً في إطار خدمة الاحتياط. أما زميلاه، رئيس “الشاباك” رونين بار ورئيس الموساد دادي برنياع، العضوان في الفريق بحكم منصبيهما، فهما مرؤوسان لرئيس الوزراء.

 

 

مسألة التفويض مشوقة. ظاهراً، من حق رئيس وزراء أن يقصر الحبل الذي يعطيه للمفاوضين عنه. ربما يأمل تلطيف مواقف الطرف الآخر بهذه الطريقة. لكن بكل صدق، على من كنتم تثقون بأن يأتي بنتائج في المفاوضات، على من كنتم تثقون في جلب مخطوفين ويهتم أيضاً بالأمن – ببرنياع، بار وألون، أم بنتنياهو.

 

 

نتنياهو لم يبلغ غانتس عن تقليص التفويض للوفد. بعد ذلك، كما سرب، قال له: حدث خلل ما. كان يفترض بالوفد أن يعود إلى القاهرة الخميس. قرر نتنياهو إبقاءه في البيت، وذلك دون أن يبلغ غانتس. وهذه المرة لم يقل “حدث خلل ما”.

 

 

في محيط غانتس وآيزنكوت يفسرون هذه الإهانات على خلفية نفسية وحزبية. في بداية الحرب، عندما انضما إلى الحكومة، التقيا رئيس وزراء في حالة اكتئاب: مصدوم بالكارثة، شاحب، فزع. مر 130 يوماً فإذ بنتنياهو على الحصان مرة أخرى: دعوته للنصر المطلق، الدعوة العليلة كما هي، التقطت لدى شرائح معينة في الجمهور. لم يتكبد أحد حتى عناء إنتاج قبعات بيسبول مع الشعار، تماماً مثل ترامب وشعاره العليل لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. لم يعد بحاجة لرئيسي الأركان السابقين. يمكنهما أن يبقيا، يمكنهما أن يرحلا. كما أنه ليس بحاجة حتى لغالنت: فهو يعلن بأنه هو، وليس غالنت، من يوجه التعليمات للجيش. مناحيم بيغن عانى كل حياته من حراكات حادة بين الجنون والاكتئاب. أما نتنياهو فينجو بمعونتهما. وفي 7 أكتوبر كان هو الضحية؛ أما الآن فهو البطل.

 

 

عندما أيد آيزنكوت دخول المعسكر الرسمي إلى الحكومة، كانت كلمته الأساسية هي التأثير: ندخل كي نؤثر. هو يؤمن بأن دخولهم منع إقرار خطة غالنت لعملية بعيدة الأثر في لبنان وغيرها من الأعمال. في “الكابينت الموسع” ثرثروا، وسرقوا العناوين الرئيسة وسربوا؛ أما في “الكابينت الضيق” فعملوا.

 

 

هل يمكن أن يمتلك هو وغانتس التأثير الآن؟ ثمة شك. المشكلة ليست الإهانات التي يتعرضان لها بين الحين والآخر، بل كيف يمكن أن يسمح نتنياهو بها لنفسه.

 

 

 في نظري، الخطة الأمريكية – السعودية هي المفتاح. حجرها الأساس هو إقامة دولة فلسطينية. رؤيا الدولتين تسمح لبايدن لدخول كل الدول السُنية تحت مظلة واحدة، وكذا الجناح التقدمي في حزبه والناخبون الشبان الذين ملوا المرشحين للرئاسة. مع هذه الرؤيا، سيحقق أغلبية في الكونغرس لحلف دفاع مع السعودية وتأييد الناخبين بتشديد الإجراءات ضد إيران. بدون هذه الأمنية، وهذا الأمل، فكل شيء ينهار.

 

 

فرصة بايدن هي أيضاً فرصة نتنياهو. الصراع ضد دولة فلسطينية يتيح له أن يعيد إليه قسماً من الناخبين. أنتم لا تريدون 7 أكتوبر في “كفار سابا”، سيقول لهم نتنياهو. أنا الوحيد الذي سيوقف الانجراف.

 

 

عندما ادعى أعضاء طاقم المفاوضات لدى عودتهم من القاهرة بأن الشروط قاسية مع بقاء فرصة يمكن الحديث بشأنها، سد نتنياهو أفواههم: هم يذكرون الثمن بالمفرق؛ أما هو فينظر إلى الحساب بالجملة. إذا ما وافق على التفاوض على دولة فلسطينية، أي على شيء ما كان قد روج له في الماضي، فلن تكون له حكومة، ولا إرث، ولا رؤيا. لقد ألقى التاريخ عليه مهمة إحباط الخطة. ليس وحده مصير المخطوفين يتقزم أمام الدور الذي كلفه به التاريخ، بل مستقبل الإسرائيليين في الشمال وفرصة تفكيك حكم حماس في غزة، والصراع الطويل ضد النووي الإيراني، كلها على حد سواء. نتنياهو هو رجل هذه المهمة.

 

 

يدرك البيت الأبيض الدور الذي أخذه نتنياهو على عاتقه. ثمة من يؤمن، عن حق أو عن غير حق، بأن نتنياهو ليس المقرر الوحيد في إسرائيل، والدليل: بايدن، وخصوصاً هو، منعه من توسيع الحرب في لبنان؛ وفرض عليه، بخلاف تصريحاته، مد المساعدات الإنسانية للسكان في غزة، وفتح المعابر، ونقل الغذاء، والمشاركة في محادثات القاهرة، لأنهم يعولون على قيادة الجيش وأذرع الأمن وغانتس وآيزنكوت ودرعي وجنود الاحتياط، وعلى حركة الاحتجاج. الصراع يبدأ.

 

 

 

 

 

بحاجة ماسة إلى المواساة

 

 

 

 

كانت هذه إحدى اللحظات المحرجة في تغطية حرب غزة. فعلى مدى يوم كامل أطعموا الإسرائيليين قصة عن شريط مسجل يكشف عن يحيى السنوار في النفق الذي اختبأ به في مكان ما في القطاع. نحن في بطولتنا؛ نقترب من السنوار؛ صورة النصر قريبة. ليس الجبان من يفر وهو يتلبسه الرعب من جنازير الدبابات التي تحرث الأرض من فوقه، بل يبعث أيضاً بزوجته وأطفاله أمامه، ليموتوا هم. هو يجري نظام الجار داخل عائلته.

 

 

في النهاية، عرض الناطق العسكري شريطاً من بضع ثوان، ثمرة كاميرا حراسة ركبتها حماس في أحد أنفاقها. نرى فيه عائلة تسير بهدوء، بدون فزع داخل نفق، يسير رجل بنعل بيتي ويحمل حقيبة – ربما السنوار، ربما شخص غيره. تاريخ التصوير 10 أكتوبر، قبل 17 يوماً من بدء الخطوة البرية. السنوار لم يهرب؛ لا سبب لذلك.

 

 

“الشريط ليس مهماً”، أجمل الناطق العسكري دانييل هاغاري، رجل ممتاز، الحدث. هو محق (خسارة أنه لم يشرح في تلك المناسبة لماذا أحدث هذا الشريط كل هذا الضجيج منذ البداية).

 

 

الفضائح شيء جيد: يمكن للمرء أن يتعلم منها. فالدرس الذي تعلمته من فضيحة الشريط هو أن الإسرائيليين عطشون الآن جدا لبشرى طيبة، بحيث إنهم مستعدون لتبني بشرى هزيلة أيضاً. “أحياناً أنا وأحيانا أنت، بحاجة ماسة للمواساة”، كتبت راحيل شبيرا وسارة ايلانيت. لم يسبق أن كانت هذه الكلمات أكثر صواباً.

 

 

الحرب التي يديرها الجيش الإسرائيلي في غزة عادلة، وعادلة أيضاً في نظرة إلى الوراء، إلى أحداث 7 أكتوبر، وكذا في نظرة إلى المستقبل، إلى مكاننا في الشرق الأوسط. فيها مزايا قاسية: أطفال، نساء، مدنيون، يقتلون، يجرحون ويقتلعون من بيوتهم؛ مدن وقرى تصبح جزر خرائب؛ عدد كبير من السكان يتعرضون لسوء التغذية، والأوبئة، والمخاوف. مع كل الأسف على معاناة غير المشاركين، فإن لهذه الخطوات الوحشية جانباً إيجابياً: فهي تجسد للعدو مدى سيرنا كي نضمن أمننا. هذه هي طبيعة الردع: أن يروا ويخافوا.

 

 

في بداية الحرب أمسك بي في حديث ما ضابط كبير، يعتمر “كيبا”، قائد قوات قاتلت في القطاع، وقال لي، أخشى أن يكون الضرر الأكبر من أحداث 7 أكتوبر هو المس بقيم المجتمع الإسرائيلي، وأنماط سلوكه. حماس ستفسدنا. هذه الحرب ستولد إسرائيل أخرى، سائبة، محبة للثأر، عنيفة، متزمتة، قال. في المرات التي دخلت فيها إلى القطاع التقيت مقاتلين مصممين، فخورين، مدربين، بمعنويات عالية ومستعدين للسير حتى النهاية. وجدت صعوبة في الربط بين مخاوفه والواقع في الميدان.

 

 

ذات يوم، روى لي ضابط التقى لدى الخروج من القطاع بمركبة كانت عليها أربع شاشات تلفزيون كبيرة. ما الذي تعتقد أنك فاعله؟ سأل الجندي. ماذا يؤلمك، أجابه الجندي. على أي حال، كانوا سيدمرون البيت، فإذا بي أنقذها.

 

 

السلب والنهب موجودان في كل حرب، فهما مبرران في قسم منهما: جندي يأخذ كرسياً ليجلس عليه، وبطانية يتغطى بها في الليل، وعاء يغلي به القهوة. بشكل عام، هذا يتوقف بنا. لكن الغريزة تطلب المزيد: آباء آبائنا كانوا لاقطين، جامعين، مراكمين. في اليوم الثامن من حرب الأيام الستة أخذنا قائد سريتنا، الراحل حاييم سيبوري، إلى تل أريحا. تلا علينا إصحاح ج في سفر يهوشع، الإصحاح عن عكن بن كرمي، السالب الناهب العبري الأول: خطيئة إسرائيل… أخذوا، سرقوا، نهبوا وجمعوا أيضاً… لن أبقى معكم إذا لم تكبحوا غريزتكم”.

 

 

بعد ذلك أمرنا قائد السرية أن نسحب ما سلب من المركبة. لا يصدق ما الذي خرج من هناك، ما الذي نجحوا في إنقاذه من الأكواخ الهزيلة لقرى الجولان: دراجة قديمة، ماكينة خياطة، راديو من خشب، حقائب، كراسي، أدوات عمل وغيرها. كل شيء جمع في كومة واحدة. أخذ قائد السرية وعاء وقود وصبه على الكومة. كتبت في حينه أقول: عندما انطفأت النار انطلقنا من هناك بسرعة، كأناس يفرون من خطيئتهم، كأناس تواقين للكفارة”. الاحتفال في أريحا كان علامة انعطافة في حياتنا.

 

 

---------------------------------------------

 

 

هآرتس 16/2/2024

 

 

 

 

 

محمود عباس يريد دولة ونتنياهو لا يريدهما.. هل يعود “مدريد” بوعده الغامض؟

 

 

 

 

 

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

 

 

 

لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خريطة طريق مرتبة من أجل تطبيق فكرة الدولة الفلسطينية. “يجب وقف الحرب فوراً، وعلى إسرائيل سحب كل قواتها من قطاع غزة دون السيطرة على أي شبر من أراضيه، وتسرع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، ثم البدء في إعداد الحل السياسي الذي سيرتكز على قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية”، قال محمود عباس لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.

 

 

في مقابلة مع المحرر الرئيسي غسان شربيل، أضاف عباس بأن الحل يجب أن يبدأ بـ “الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستحصل على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عن طريق قرار لمجلس الأمن. ثم عقد مؤتمر دولي للسلام، يكون خاضعاً لضمانات دولية وجدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

 

 

هكذا، حسب رأيه، ستقام الدولة الفلسطينية، على صيغة دولتين لشعبين. ولكن شربيل، الذي هو محاور محنك من الصحافة العربية، لم يكتف بالتصريح المعروف لمحمود عباس. على خلفية تقرير في “واشنطن بوست” حول خطة دولية بمبادرة أمريكية لإقامة دولة فلسطينية، التي يتم طبخها على نار هادئة أو متوسطة، طلب من الرئيس إجابات محددة.

 

 

 هل قدم لكم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تعهداً بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية؟ سأل. قال عباس إنه جرى الكثير من اللقاءات مع المبعوثين الأمريكيين (“خمس مرات مع بلينكن، ومع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ورئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز”). إضافة إلى أحاديث عن حل سياسي. ولكن جوابه القصير لخص الوضع بوضوح: “لم يحدث شيء على الأرض. لم تستخدم الإدارة الأمريكية ضغطاً حقيقياً وجدياً على الحكومة اليمينية في إسرائيل. ليس مهماً ما نسمعه من الإدارة، المهم ما يحدث على الأرض”.

 

 

النشر في “واشنطن بوست” لا يشكل حتى الآن الدليل الرسمي على استعداد الولايات المتحدة للمضي بحل الدولتين بشكل عملي. حتى لو كانت هناك مصادر إسرائيلية تؤكد أنهم عرفوا عن هذه النية؛ وكذلك إذا كان بعض الزعماء العرب يقولون، حتى الآن بدون الكشف عن الأسماء، بأنهم شركاء في بلورة الاقتراح. ولكن حتى قبل إعلان رسمي، هذا إذا كان إعلان كهذا، فإن الولايات المتحدة تريد معرفة إذا كانت السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي المسؤولية عن إدارة قطاع غزة، وتلبية الشرط الأساسي الذي وضعه الرئيس الأمريكي لذلك عندما وضع في تشرين الثاني مفهوم “سلطة فلسطينية محدثة”.

 

 

 هنا يبدأ وربما ينتهي النقاش حول قضية الدولة الفلسطينية. حسب نية أمريكا، التي تعارض في هذه الأثناء موقف إسرائيل بشكل مطلق، فإن على السلطة الفلسطينية السيطرة في غزة بعد عدة إصلاحات هيكلية. ولكن بدون إعطاء تفاصيل جوهر الإصلاحات، اكتفى عباس في هذه الأثناء بإعلان عن تعيين محافظين جدد للمحافظات بعد أن أقال في آب 12 محافظاً، وتصريح حول نيته إعطاء حرية أكبر للإعلام وتوحيد السلطات الإدارية وتوفير خدمات صحية لجميع السكان. ولكن ليس هذا ما قصدته الإدارة الأمريكية التي تتحدث عن تقليص صلاحيات عباس وتعيين نائب له صلاحيات وعن ضخ “دماء جديدة” لأجهزة الإدارة الفلسطينية، بما في ذلك الجيل الشاب الذي لا يرى في عباس وقيادته القديمة شخصاً يمثله الآن، أو الوقوف على رأس الدولة الفلسطينية.

 

 

 

 

 

مشروع حياته

 

 

 

 

هذه القضية تغضب عباس (88 سنة)، الذي شاهد كيف أن مشروع حياته كزعيم م.ت.ف بعد وفاة ياسر عرفات في 2004، يوشك على التحطم. وفي الوقت الذي تلوح فيه فرصة لتحقق حلم الدولة الفلسطينية في الأفق، مطلوب منه هو أن يدفع ثمناً شخصياً.

 

 

عندما سئل في مقابلة: هل تستطيع مؤسسات السلطة إدارة غزة؟ وهل طلب بلينكن تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة متفق عليها؟ هب عباس وقال بغضب وكأنه يستعد لمعركة حياته: “مؤسسات الدولة الفلسطينية مبنية حسب المعايير الدولية الأعلى، وتستطيع القيام بدورها بالشكل الأفضل في قطاع غزة والضفة وشرقي القدس”، قال. “تشكيل حكومة جديدة هو قرار فلسطيني داخلي، ولن يأتي من خلال الامتثال لأي طلب خارجي، إقليمي أو دولي. دفعنا ثمناً باهظاً من أجل الدفاع عن القدرة على اتخاذ القرارات بأنفسنا، ولن نسمح لأي جهة بالتدخل أو محاولة التحكم بنا”.

 

 

أقواله وجهت ليس فقط للأمريكيين، هو يخضع لضغوط كبيرة أيضاً من قبل قطر، وبالأساس السعودية. فحسب وسائل إعلام عربية وحسب مصادر أردنية تحدثت مع الصحيفة، فإن الرياض هي القوة العربية الأساسية التي تعلق عليها واشنطن الآمال، سواء من أجل إدارة القطاع بواسطة سلطة فلسطينية “محدثة”، أو باعتبارها تمتلك الذخر الاستراتيجي للتطبيع مع إسرائيل، الذي يستهدف التأثير على موقفها من السلطة الفلسطينية، أو باعتبارها العمود الأساسي الذي ستعتمد عليه إعادة إعمار القطاع. ولكن السعودية، مثل واشنطن، اكتوت من قبل عندما حاولت تشكيل حكومات عربية حسب الإملاءات. الفشل الذريع الذي لحق بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في 2017 عندما قام “باعتقال” رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري وأمره بتقديم استقالته، وكذلك جهوده في تشكيل حكومة في اليمن، أوضحت للرياض قيود قوتها.

 

 

يبدو أن السعودية تفهم أيضاً الآن بأن الطلبات الأمريكية بعيدة عن التحقق، وأن من يريد تجنيدها لحل قضية قطاع غزة عليه أن يدفع بعملة أصعب من التصريحات الفارغة. في 7 شباط نشرت وزارة الخارجية السعودية بياناً صريحاً واستثنائياً جاء فيه بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى حين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإلى حين إنهاء إسرائيل الهجوم على غزة وسحب قواتها. كان هذا رداً سريعاً وواضحاً للمتحدث بلسان مجلس الأمن القومي جون كيربي بعد يوم على الإبلاغ عن “ردود إيجابية” في إسرائيل والسعودية بخصوص الاستعداد لمواصلة محادثات التطبيع، وقال إن هذا “غير مرتبط بجهود التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني”.

 

 

تملص محمود عباس أيضاً من الرد على كل ما يتعلق بمطالبته تعيين نائب له مع صلاحيات. هو يدرك معنى هذه الخطوة بالنسبة له، ويبعدها عنه بذريعة تقنية كما يبدو: “هذا الموضوع يخضع للدستور الفلسطيني الذي لا إمكانية لتغييره إلا من خلال عقد المجلس الوطني أو بعد انتخاب مجلس تشريعي جديد يقرر إجراء تغيير في هذا البند”. المجلس الوطني الفلسطيني، الذي هو جسم تاريخي قد يمثل كل الشعب الفلسطيني في “المناطق” [الضفة الغربية] والشتات، هو على الورق. ولكن عملياً، الجسم التمثيلي الرسمي هو المجلس التشريعي الذي تشكل عام 1996 عقب اتفاق أوسلو، ويشمل 132 عضواً. أجريت الانتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي في العام 2006، في حينه فازت حماس بأغلبية ساحقة. ولكن في 2018 حلّ محمود عباس المجلس التشريعي، ومنذ ذلك الحين لم يتم إجراء انتخابات. الرئيس يدير السلطة بالأوامر، ويمكنه تعيين نائب حتى بدون مصادقة البرلمان غير الموجود.

 

 

لكن عندما يتذرع بهذا التبرير الرسمي فإنه يوضح لقيادة م.ت.ف والولايات المتحدة، بأنه في الحقيقة مستعد لإجراء إصلاحات إدارية، لكن ليس إصلاحات تضر بمكانته. إذا أراد بايدن أو بلينكن سلطة مع رئيس فلسطيني كما يريدان، فليتفضلا وليقوما بتشكيلها؛ فلهما تجربة سابقة غنية ومريرة في احتلال العراق وأفغانستان، حيث شكلا حكومات محلية وفقاً لوصفة ما، لكنها انهارت بضجة كبيرة.

 

 

في هذه الأثناء، غزة تحتجز فكرة الدولة الفلسطينية كرهينة، وعباس يمسك بغزة كرهينة لإقامة الدولة. ولكن بين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وبين الحاجة الملحة لإيجاد جسم فلسطيني يدير غزة، ثمة هامش لعمل أمريكي وعربي. في هذه الأثناء، تحاول الإدارة الأمريكية العثور على جواب يرضي السلطة الفلسطينية، التي يمكنها تقديمها لإسرائيل على اعتبار أنها الجسم المناسب والمرغوب فيه من أجل إدارة قطاع غزة. أحد الخيارات الذي قد يضع الولايات المتحدة على مسار تصادم مع إسرائيل هو الإعلان مع الاتحاد الأوروبي عن الاعتراف بدولة فلسطينية يتم ترسيم حدودها في المفاوضات مع إسرائيل، وإلى حين انتهاء هذه المفاوضات فلن تُطرح أي اقتراحات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمخول بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ولكن لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن واشنطن مستعدة لتسلق هذا المتراس. الاحتمال الآخر هو عقد مؤتمر دولي على شاكلة مؤتمر مدريد، تناقش فيه حدود وشروط إقامة الدولة الفلسطينية.

 

 

هناك شك كبير إذا كانت إسرائيل ستطلب بطاقة دعوة لهذا المؤتمر. ولكنها عملية قد ترضي محمود عباس. الحديث يدور في الواقع عن وصفة مجربة لكسب الوقت والمماطلة لسنوات، لكن هكذا على الأقل يمكنه إحضار السلطة إلى غزة، حتى لو من أجل إدارة الأجهزة والخدمات المدنية. ولكن حتى لو وافق عباس والدول العربية التي تؤيده، السعودية ومصر والأردن، على عملية مؤقتة كهذه إلى جانب وعد غامض بدولة فلسطينية مستقلة فسيبقى السؤال العملي: تحت أي رعاية أمنية ستعمل الأجهزة المدنية وكيف سيكون توزيع العمل بين الجيش الإسرائيلي والسلطة حتى ذلك الحين؟ لا يستبعد محمود عباس مشاركة جهات “عربية أو غير عربية” في إعادة إعمار القطاع، لكن لا أفكار واقعية لديه حول ما يتعلق بالقضايا الأمنية.

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

الاستخبارات الاسرائيلية: القضاء على حماس هدف غير واقعي

 

 

 

 

أكد قسم أبحاث الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي في تقرير نشره أمس الخميس أنه حتى لو هُزمت حماس كنظام فإنها ستبقى كمنظمة "حرب عصابات" والقضاء عليها هدف غير واقعي.

 

 

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أوضح القسم في تقييمه للوضع في ما يتعلق بـ "الإنجازات المتوقعة" من الحرب على غزة، وكذلك بالساحة الفلسطينية بشكل عام أنه "رغم المناورات التي ينفذها الجيش، والقضاء على الإرهابيين الذي تم وهزيمة الكتائب، لا يزال الدعم الحقيقي لحماس مستمرا".

 

 

وجاء تقرير الاستخبارات العسكرية الإسرئيلية كنوع من التحذير للمستوى السياسي في إسرائيل بشأن مستقبل قطاع غزة.

 

 

ويقول مسؤولون كبار في الاستخبارات إنه نظرا لعدم وجود بدائل أو خطوات عملية حاليا لإيجاد بديل لحركة "حماس"، فإن "غزة ستصبح في أزمة عميقة".

 

 

وشارك في إعداد التقرير ضباط كبار من الجيش والمخابرات العسكرية والشاباك ومجلس الأمن القومي.

 

 

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إنه تم خلال المناقشات الاتفاق على أن إسقاط "حماس" ليس هدفا واقعيا في المستقبل المنظور.

 

 

وسبق أن أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه منفتح على أي حل يسمح لإسرائيل بقطع الحبل السري عن غزة طالما أنها تلتزم بصيغة بسيطة وهي القضاء على حماس في القطاع.

 

 

وأضاف يوآف غالانت: "في نهاية الحرب سيتم تدمير حماس ولن يكون هناك تهديد عسكري لإسرائيل من غزة، ولن تكون إسرائيل في غزة".

 

 

وفي مقال للكاتبين توني كارسون ودانييل ليفي خلصا إلى أن إسرائيل في طور خسارة المعركة التي تقودها ضد حماس في قطاع غزة، معتبرين أن حماس على قلة عديدها وعتادها أضحت ندا لتل أبيب.

 

 

وأشار كارسون وليفي في مقال نشره موقع "The Nation" إلى أن مجرد التفكير في هذا الأمر يبدو "ضربا من ضروب اللامعقول"، وخاصة أن مجموعة من المسلحين غير النظاميين، والذين لا يتجاوز عددهم عشرات الآلاف، والمحاصرين الذين لا يملكون سوى القليل من القدرة على الوصول إلى الأسلحة المتقدمة، أضحوا بمثابة الند لواحد من أقوى الجيوش في العالم، وتدعمه وتسلحه الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

ورغم كل تلك الصفات التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، فإن عددا متزايدا من المحللين الاستراتيجيين في المؤسسة العسكرية يحذرون من أن إسرائيل قد تخسر هذه الحرب ضد الفلسطينيين على الرغم من العنف الكارثي الذي أطلقته منذ هجوم "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر الماضي.

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

"الباييس": ارتباط الأونروا بحق العودة وراء الاتهامات الإسرائيلية لها

 

 

 

 

 

 

 

16/2/2024

 

 

 

 

"علينا منعهم من العودة"، هكذا كتب ديفيد بن غوريون في مذكراته بعد شهرين من نكبة الشعب الفلسطيني وإعلان قيام إسرائيل عام 1948، حيث بدأت مأساة أكثر من 700 ألف لاجئ - هم نصف سكان فلسطين الأصليين آنذاك- وبدأت معهم قصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حافظة ذاكرة اللجوء وتذكار حق العودة الذي تحاول إسرائيل القضاء عليه، كما كتبت ترينيداد ديروس برونتي في صحيفة إلباييس الإسبانية.

 

 

لم يبق إلا قلائل من هؤلاء الـ700 ألف - الذين هُجّروا أو أجبروا على الفرار من مجازر العصابات اليهودية- لكن يوجد 6 ملايين فلسطيني مسجلين في قوائم اللجوء في غزة والضفة الغربية وسوريا والأردن ولبنان، ترفض إسرائيل عودتهم لأن ذلك يقضي على "الوطن القومي لليهود حصرا" وينهي إسرائيل ذاتها، كما تنقل برونتي عن المختصة في تاريخ الأونروا خوليتا إسبين أوكامبو.

 

 

وترى أوكامبو أن ارتباط الأونروا بحق العودة هو ما جعل إسرائيل تتهم 12 من موظفي الوكالة (وعددهم نحو 31 ألفا) بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر.

 

 

 

 

 

تصفية الوكالة

 

 

 

 

ورغم غياب الأدلة -تقول برونتي- قررت 12 دولة، بينها أهم داعمتين (الولايات المتحدة وألمانيا)، تعليق تمويلها للوكالة، مما يضرب في الصميم المساعدات الإنسانية، خاصة في غزة حيث 85% من السكان على حافة المجاعة.

 

 

وفي غزة يعتمد السكان أكثر من أي وقت مضى على الوكالة ومنشآتها (وبينها 700 مدرسة) التي تؤوي منذ بداية الحرب الإسرائيلية نحو 75% من حوالي 2.2 مليون غزّي، وكان ثمن ذلك مقتل نحو 160 من موظفي الوكالة، يضافون إلى أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل.

 

 

وتنقل الكاتبة عن لبنة شوملي من "المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين" (وهي منظمة مقرها الضفة الغربية المحتلة، وتقدم المشورة للأونروا) قولها إن إسرائيل ترمي في الهجوم على الوكالة إلى أهداف متنوعة عززتها الحرب، وأولها القضاء على مساعدات الوكالة بهدف تهجير من تبقى من سكان القطاع بحرمانهم من كل أوجه الحياة (غذاء وخدمات طبية وكهرباء، وغيرها) ثم ضم القطاع، والهدف الآخر القضاء على حق عودة 6 ملايين لاجئ.

 

 

 

 

 

تهديد السردية الإسرائيلية

 

 

 

 

وتضيف شوملي أن مجرد وجود الوكالة -بميثاقها الذي يقضي بتوفير العون للاجئين الفلسطينيين- "يهدد السردية الإسرائيلية وإصرارها على ألا وجود للاجئين الفلسطينيين. وإن غاب اللاجئ غاب حق العودة".

 

 

واستعرض المقال عددا من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين هاجموا الوكالة ودورها في هذا الإطار، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اتهم الأونروا مؤخرا بإدامة "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".

 

 

وكذلك وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأونروا بأنها "جزء من المشكلة"، واتهمها بترسيخ ما سماها سردية كاذبة بوجود لاجئين فلسطينيين يجب أن يعودوا إلى البلاد، داعيا إلى "العمل بلا هوادة لفك الارتباط بين الوكالة وغزة".

 

 

 

 

 

تذكار النكبة

 

 

 

 

وتقول الكاتبة إنه رغم أن ميثاق الوكالة لا يشير إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، فإن قرار الأمم المتحدة رقم 302 الذي أنشأت الوكالة بموجبه والصادر عام 1949 يستند بدوره إلى القرار رقم 194 الذي كفل هذا الحق.

 

 

وتنقل الكاتبة عن المؤرخ خورخي راموس تولوزا الأستاذ بجامعة فالنسيا - وصاحب مؤلفات عديدة عن فلسطين وإسرائيل- أن وجود الوكالة "يذكّر بالسبب الذي جعل هؤلاء لاجئين، وحرمهم العودة وأن إسرائيل مشروع استعماري يمنح كل الحقوق لليهود، لكنه يحرم الفلسطينيين حق العودة إلى أرضهم". ويضيف أن "مجرد كلمة لاجئ تحيل إسرائيل إلى طريقة قيامها: النكبة".

 

 

ويقول الخبير بشؤون الشرق الأوسط إيساياس بارينيادا إن إسرائيل تحاول خنق الوكالة حتى تعجز عن أداء مهامها، فهي تحكم عليها بالموت معتقدة أنها بذلك تستطيع ببساطة شديدة تصفية قضية اللاجئين.

 

 

لقد ساعد العون الإنساني الذي تقدمه الأونروا وفرص التوظيف التي توفرها (31 ألف لاجئ فلسطيني يعملون فيها) في تثبيت هؤلاء اللاجئين في غزة والضفة ودول الجوار، وحال دون ذوبانهم في الدول المضيفة، وهو الهدف الذي طالما رغب فيه قادة إسرائيل صراحة، لذا يرى الفلسطينيون في الأونروا -وفقا للمختصة بتاريخ الوكالة خوليتا أوكامبو- "تجسيدا لالتزام المجموعة الدولية بحق العودة".

 

 

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

"وول ستريت جورنال": لماذا تتعاون إدارة بايدن مع حماس وتمنع إجتياح رفح؟

 

 

 

 

 

 

 

هل لاحظتم يومًا كيف يعتبر السماح لحماس بالبقاء دائمًا ضرورة إنسانية؟ لقد أصبحت الضغوط الدبلوماسية المفروضة على إسرائيل لحملها على البقاء خارج رفح، المعقل الأخير لحماس، هائلة.

 

 

لقد صعّد حزب الله هجماته، وتتنزل التحذيرات يومياً من البيت الأبيض وأوروبا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

 

 

والحجة القائلة إن عدد المدنيين في رفح أكبر مما ينبغي، وبالتالي فإن إسرائيل غير قادرة على محاربة الإرهابيين الموجودين بينهم، تجسد جوهر العقيدة العسكرية التي تتبناها حماس ـ وتنحني أمامها. وتكررت نفس الحجة بشأن مستشفيات مدينة غزة وخان يونس.

 

 

وكما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد: "أولئك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفح تحت أي ظرف من الظروف، يقولون في الأساس اخسروا الحرب، أبقوا حماس هناك".

 

 

وقد قال نتنياهو ورئيس أركانه العسكري بالفعل أنه سيتم إجلاء المدنيين من رفح قبل التقدم الإسرائيلي. ويجري تخصيص مناطق آمنة وممر للخارج.

 

 

هناك الكثير من المساحات الفارغة بين رفح وخان يونس إلى الشمال منها، والخطة تتمثل في إقامة مدن خيام، ربما بمساعدة مصر.

 

 

وهذا من شأنه أن يؤخر إسرائيل، خاصة إذا قاومت الأمم المتحدة عملية الإخلاء مرة أخرى، لكن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.

 

 

وتسعى إدارة بايدن إلى إلغاء تصميم نتنياهو على أنه سياسي يميني، لكن بيني غانتس، المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء الوسطي، يتفق معه.

 

 

وقال غانتس يوم الاثنين: “ليس هناك شك في ضرورة التحرك في أي مكان يوجد فيه إرهاب”. “التحرك واسع النطاق في رفح، كما قلنا في الماضي، ليس محل شك”.

 

 

وهم يوافقون على ذلك لأن أهداف الحرب التي يقبلها الإسرائيليون من مختلف الأطياف السياسية تملي الاستيلاء على المدينة. لا يمكن هزيمة حماس وتحرير الرهائن دون التوجه إلى رفح.

 

 

ولم تتم الإطاحة بحماس إذا كانت لا تزال تحكم الأراضي. لن يتم تدمير حماس إذا ظلت كتائب رفح الأربع سليمة. ولا يمكن تدمير حماس ما دامت تتمتع بإمكانية الوصول إلى الحدود المصرية والسيطرة على تدفق المساعدات في رفح.

 

 

لقد أنقذت إسرائيل رهينتين في رفح، وتعتقد أن العديد من الأشخاص الآخرين محتجزون هناك، بما في ذلك الشابات اللاتي سمعنا عنهن بالفعل شهادات عن الاعتداء الجنسي. فكيف يمكن لإسرائيل أن تتخلى عنهم؟

 

 

إن مطالب حماس الحالية تجعل صفقة الرهائن مستحيلة. ويطلق المسؤولون الإسرائيليون عليها بالتناوب اسم "الستراتوسفير" و"على كوكب آخر".

 

 

إن اجتياح رفح هو أفضل أداة لدى إسرائيل لتغيير ذلك. ولكن في كل مرة تحاول إدارة بايدن استرضاء جناحها الأيسر من خلال التشكيك في مثل هذا الهجوم، فإنها تعطي حماس سببًا آخر لعدم التزحزح.

 

 

وبعد 7 أكتوبر، تعهد الرئيس بايدن بدعمه لتدمير حماس. لكن إدارته زادت في الآونة الأخيرة من انتقاداتها للمجهود الحربي.

 

 

وقد وصفها السيد بايدن بأنها "تجاوزات" ويطرح مبادرة تلو الأخرى للضغط على إسرائيل: نظام عقوبات ضد بعض المستوطنين الإسرائيليين مع إمكانية التوسع، والتهديد بالاعتراف التلقائي بالدولة الفلسطينية، تسريبات إعلامية حول التحقيقات في تكتيكات الحرب الإسرائيلية، والشروط الجديدة المرتبطة بشحنات الأسلحة.

 

 

يقول نتنياهو: أعطونا الأدوات، وسوف ننهي المهمة. وبمجرد سقوط رفح، فمن الممكن أن يتحول القتال في إسرائيل إلى مرحلة تطهير أقل حدة، وهو ما من شأنه أن يضع حداً للحرب.

 

 

 

إن رفح هي آخر موقف لحماس كقوة حاكمة، لذا توقع منها أن تسحب كل وسيلة سياسية لإيقاف إسرائيل. والسؤال هو لماذا تتعاون إدارة بايدن.

 

------------------انتهت النشرة---------

أضف تعليق