مظاهرة الجوع في ام الفحم تحت الحكم العسكري| توفيق حسين حصري
*من كلمة الرفيق توفيق حسين حصري (أبو همام) في حفل تكريمه لبلوغه 90 عاما*
الرفاق والرفيقات أيها الحفل الكريم:
شكرا لكم على هذه اللفتة الكريمة فحضوركم أبهجني وشحنني قوة وعزيمة، ففي جعبتي الكثير مما أقوله خلال هذا الحفل سواء عن مظاهرة أول أيار عام 1958 أو معركة أرض دريهمة أو يوم الأرض الخالد أو الاعتقال والسجن وغير ذلك. وهنا أريد أن اتطرق الى تأسيس فرع الحزب الشيوعي في ام الفحم ومظاهرة الجوع أمام بيت الحاكم العسكري في ام الفحم:
تأسست أول خلية لفرع الحزب الشيوعي في أم الفحم عام 1950 وقد أسسها الرفاق: محمد موسى من بلدة يعبد، محمد يوسف شريدي، محمد الحاج جيوب، إبراهيم حسين حصري، أحمد خضر حسن، يوسف المثقال ومحمد مثقال.
وما أن تم الإعلان عن هذا التنظيم الجديد حتى تهافت الشباب للانضمام اليه بالعشرات، ففي ظل الحكم العسكري البغيض تم إقامة جمعية "قوت الكادحين" حيث كان الاشتراك في الجمعية مرهون بالمساهمة، فالسهم الواحد بلغ ليرة واحدة وحسب عدد أفراد اسرة المشترك فإذا كانت اسرته مكونة من 10 أنفار فالمساهمة 10 أسهم واذا كان عدد أفراد العائلة أقل فالمساهمة أقل.
وفي ذلك الوقت وحسب تعليمات وزارة الداخلية والحاكم العسكري كانت حصة النفر في الشهر من الطحين 5 كغم ومن السكر كيلو، كما في ظل الحكم العسكري منع الناس من السفر، وللحصول على تصريح للخروج من البلدات العربية واجهت الناس مشكلة كبيرة إذ أوكل الحاكم العسكري لأعوانه مهمة التوسط عنده للحصول على تصريح حتى لو كانت لزيارة الطبيب.
تحت هذه الظروف القاسية والقاهرة فغر الجوع فاه وهنا بدأ الصراع مع الحاكم العسكري حيث نظم الشيوعيون في ام الفحم مظاهرة حاشدة تطالب بزيادة حصة الطحين بالأساس، وأحاط المتظاهرون بدار الحاكم العسكري رافعين مطالبهم، وهنا استدعى الحاكم العسكري وفدا من المتظاهرين للجلوس معهم وعلى الفور انتدب وفد تكون من الرفاق: محمد يوسف شريدي (أبو سامي)، إبراهيم حسين حصري (أبو البديع)، احمد خضر حسن (أبو خضر) وجميل الحاج يوسف، حيث قدم الوفد مطالب المتظاهرين على أثر ذلك تمت الموافقة بحضور مردخاي مسؤول التموين على زيادة حصص الطحين والسكر والزيت والذي لم يكن زيت زيتون بل زيت نباتي كان يطلق عليه اسم الكوكز.
لكن فرحة المتظاهرين لم تكتمل ففي اليوم التالي تم اعتقال عدد من أعضاء الوفد الذي فاوض الحاكم العسكري ومنهم الرفاق: محمد يوسف الشريدي، ابراهيم حسين حصري وأحمد خضر حسن، من قبل جهة مجهولة. لكن بعد بضعة أيام اتضح أنه تم نفيهم لمدة ستة أشهر الى قرية برطعة الغربية حيث كانت برطعة تقع على طرفي خط الهدنة فشطرت الى شطرين: غربية تحت السيطرة الإسرائيلية والشرقية كانت تحت سيطرة الجيش الأردني، وحرصًا على صيانة التنظيم بادر كل من الرفاق: محمود حسين حصري (أبو العفو)، محمود سليمان داوود، أحمد نصر الله واخرون الى أخذ دورهم في النشاط الحزبي.
أضف تعليق