20 تشرين الثاني 2024 الساعة 01:29

الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 9/2/2024 العدد 931

2024-02-12 عدد القراءات : 164

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

ذي ماركر – هآرتس 9/2/2024   

 

تمديد الخدمة العسكرية

 

بقلم: میراف ارلوزوروف

من المحتمل أن يتم تقديم مشروع قانون تمدید الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي للرجال إلى الكنيست للموافقة عليه الأسبوع المقبل. وعلى الرغم من الوقت القصير المتبقى، لم يتم الانتهاء بعد من تفاصيل نموذج تمديد الخدمة، وسيتم إدراجها في المناقشات بين الجيش الإسرائيلي ووزارة المالية في الأيام المقبلة.

ويبدو أن تمديد الخدمة سينطبق على الرجال فقط. وستستمر النساء فى الخدمة لمدة 24 شهرا لكن في المناصب الخاصة التي تتطلب خدمة أطول، ستنطبق عليهن قاعدة "قانون المرأة هو قانون الرجل. بمعنى أن المرأة التي تخدم في منصب يخدم فيه الرجال 36 شهرًا، ستخدم أيضًا 36 شهرًا.

سيكون تمديد الخدمة تفاضليا، أي أنه لن يخدم جميع الجنود نفس الخدمة. وبموجب هذا الاقتراح سيخدم الرجال لمدة تتراوح بين 28 و 36 شهرا. سيتم إطلاق سراح جنود الخطوط الأمامية الذين لا يحتاجهم الجيش بعد 28 شهرًا. وبما أن مدة الخدمة تبلغ حاليا 32 شهرا، فإن هؤلاء الجنود سيستفيدون من تقصير الخدمة. وفي المقابل، فإن الجنود الذين يقومون بأدوار ضرورية - الأدوار القتالية والاستخبارات والإنترنت، والفنيين، والسائقين، والمزيد - سيخدمون لفترة أطول تصل إلى 36 شهرًا. سيحدد الجيش الإسرائيلي مدة الخدمة لمختلف المناصب.

سيتم تطبيق تمديد الخدمة بأثر رجعي على الجنود العاملين، ولكن فقط لأولئك الذين من المقرر إطلاق سراحهم في تموز (دورة التجنيد في تشرين الثاني 2021) أما الفئة الأكثر نضجا (آب 2021) والتي من المفترض أن يتم إطلاقها في اذار ونيسان، فقد أفلتت من قرار تمديد الخدمة. ومع ذلك، لن يتم إطلاق سراح معظم الجنود المقاتلين في هذه الدورة إلى منازلهم على الإطلاق - في تاريخ إطلاق سراحهم، سيحصلون على الفور على الأمر رقم ٨ للخدمة الاحتياطية القتالية. أي أن هؤلاء الجنود سيستمرون في الخدمة في نفس المناصب، ولكن سيحق لهم الحصول على شروط راتب جنود الاحتياط - راتب شهري بقيمة 10,000-11,000 شيكل شهريًا لجنود الاحتياط غير العاملين.

أما باقي العسكريين الذين سيتم تمديد خدمتهم الإلزامية فسيحصلون على تعويض مالي عن الأشهر الإضافية، لكن المبلغ لم يتم تحديده بعد. ويطلب الجيش أن يكون التعويض مماثلا لتعويض خدمة الاحتياط، أي حوالي 10 آلاف شيكل شهريا، بينما تعارض الخزانة وتذكر أنه بالفعل في عام 2020 تم إلغاء تقصير الخدمة الذي كان مخططا له في ذلك الوقت، والجنود العاملين ولم يحصل على تعويض مالي عن ذلك. وبالتالي، فإن التعويض المالي الذي سيحصل عليه الجنود الذين سيتم تمدید خدمتهم سيكون على الأرجح 5 - 10 الاف شيكل شهريا لأشهر الخدمة الأربعة الإضافية. سيبدأ التعويض المالي للجنود العاملين في الشهر التاسع والعشرين، ولكن سيتم تخفيضه مقارنة بالتعويضات المتلقاة اعتبارًا من الشهر الثالث والثلاثين، والذي يعد بالفعل تمديدا للخدمة بأثر رجعي.

الرقم الآخر الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد هو متوسط خدمة جنود الجيش الإسرائيلي. وكان من المفترض أن يبدأ في تموز 2024 نموذج تقصير الخدمة التفاضلية، حيث سيتم تقصير خدمة الرجال من 32 شهرًا إلى 24 - 32 شهرًا بمتوسط 28 شهرًا. يستخدم الجيش ووزارة المالية نفس النموذج لتوسيع الخدمة. على الرغم من أن الجيش لا يحتاج إلى تمديد الخدمة لجنود الخطوط الخلفية، إلا أنه يفضل عدم تمديد نطاق الخدمة على مدى 24-36 شهرًا، لأن فجوة سنة واحدة في الخدمة الإلزامية كبيرة جدا وقد تثير احتجاجات.

ولذلك، فإن الحد الأدنى لمدة الخدمة سيكون 28 شهرًا، ولكن من المحتمل أن يكون هناك عدد لا بأس به من الجنود الذين سيتم تسريحهم في ذلك الوقت - وسيستفيدون بالفعل من خدمة مختصرة مقارنة بالوضع الحالي. ولذلك، قد يكون متوسط مدة الخدمة أقل من 32 شهرا.

ويقوم الجيش بتمديد الخدمة الإلزامية بسبب حاجته إلى زيادة ترتيب قواته ، في ضوء احتياجات الحرب وحماية الحدود بعدها. عند الاختيار بين تمديد الخدمة الإلزامية لمدة أربعة أشهر والخدمة الاحتياطية لمدة أربعة أشهر، يفضل جيش الدفاع الإسرائيلي بطبيعة الحال الخدمة الإلزامية - كل كتيبة نظامية تخدم أربعة أشهر أخرى تحل محل أربع كتائب احتياطية تخدم شهرًا واحدًا في السنة. علاوة على ذلك، فإن الأضرار التي تلحق بالاقتصاد من خدمة الجندي النظامي، الذي لا يعمل بعد وليس لديه عائلة وأطفال، أقل بكثير من الأضرار الناجمة عن تجنيد جندي احتياط عامل في الخدمة.

---------------------------------------------

 

ذي ماركر - هآرتس 9/2/2024     

 

بعد 1973  كان هناك عقد ضائع محظور

 

 

زيادة ميزانية الدفاع بشكل هستيري

 

بقلم: ايتي أورن

"لم يكن هناك أي تغيير في سلم الأولويات للميزانية بعد 7 أكتوبر. نحن نرى تخفيض شامل 5 في المئة، وفي نفس الوقت لا يوجد تخفيض في مواضيع ليست ضرورية" ، قالت شيرا غرينبرغ، الاقتصادية الرئيسية السابقة في وزارة المالية في مؤتمر الطوارئ في "ذي ماركر" قبل المصادقة على الميزانية المحدثة للعام 2024.

هذه الاقوال قيلت في جلسة بمشاركة عضو الكنيست فلادمير بلياك مركز المعارضة في اللجنة المالية يورام ارياف المدير العام السابق لوزارة المالية؛ امير بشارات المدير العام القطري لرؤساء السلطات المحلية العربية ؛ كيرن ليفي، الرئيسة السابقة لـ "بايونير" ؛ الدكتورة لي كاهنر، الباحثة الزميلة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. الجلسة قام بتوجيهها محلل "ذي ماركر" سامي بيرتس. المشاركون فى الجلسة سئلوا اذا كانت زيادة ميزانية الدفاع الآن في اعقاب ٧ أكتوبر ستكون كافية لحل المشكلات الأساسية في الدولة. يجب الفصل بين الميزانية المطلوبة الآن وبين الميزانية على المدى البعيد"، أجاب ارياف. "من الآن بدأوا يتحدثون عن أن الميزانية يجب زيادتها، وأن التداعيات كبيرة. في 1973 معدل ميزانية الدفاع من الناتج الإجمالي الخام قفزت من 11 في المئة الى 30 في المئة. وحصلنا على عقد ضائع وتضخم هستيري. اذا قمنا باغراق المنظومة بميزانية بدون تغيير سلم الأولويات فان ذلك سيجلب أمن أقل. محظور زيادة الميزانية كرد هستیری علی الازمة - يجب فحص بجدية سلم الأولويات". بلياك قال: "حتى الآن لم يتم أي نقاش حول ميزانية الدفاع في الكنيست نحن نسير في شارع بدون جوانب مع عجز 6,6 في المئة، بدون الاخذ في الحسبان سيناريو مهم في الشمال.

"لقد نشر بأنه ستكون تخفيضات في ميزانية حركات الشبيبة، لكن الحركات المقربة لوزير المالية ستستمر في تسلم الميزانية من وزارة الاستيطان التابعة للوزيرة اوريت ستروك الطريقة الصحيحة هي تمويل كل محركات النمو عبر أساس الميزانية. بشارات تحدث عن التخفيض الذي تقرر في ميزانيات المجتمع العربي. "في المجتمع العربي يدفعون بمحركات النمو" ، قال "بالتحديد من خلال تقليص الفجوات وادخال العرب الى مجال الاكاديميا وإقامة المناطق الصناعية - هناك يخفضون بصورة كبيرة. هذا يمكن منظمات الجريمة من التعزز الميزانية تعكس استمرار الانقلاب النظامي - هي تمس بمحركات النمو التي خلقت الضمانة المتبادلة والمساواة. الخوف هو من أننا سنواجه في هذه السنة موجة عنف اكبر. نحن حتى الآن لدينا 15 عملية قتل في هذه السنة مقابل 13 حالة في نفس الفترة من العام 2023.

کاهنر تحدثت عن تأثير الوضع السياسي على المجتمع الحريدي. "هذا المجتمع كان في منحي اندماج في المجتمع الاقتصادي، قبل الهزات التي بدأت في فترة الكورونا شاهدنا تطور لطبقة وسطى حريدية - استهلاكية وعاملة ومرتبطة بالدولة. فائض قوة سيدفع الحريديين مرة أخرى ليكونوا مجتمع منفصل"، قالت.

 ليفي تحدثت عن مكان فرع الهايتيك كمحرك للنمو. "الهايتيك هو فرع مهم للدولة، 10 في المئة من قوة العمل المسؤولة عن 40 في المئة من النمو في الدولة وعن 56 في المئة من التصدير" ، قالت "نحن بعد سنتين غير سهلتين من الركود العالمي، وجدت فيها فجوة بين العالم الذي خرج من الازمة وبين إسرائيل، عندما نتحدث مع مستثمرين نحن نسمع أنهم يبحثون عن الاستقرار المستثمرون ينظرون الى المدى البعيد وينتظرون السماع عن اليوم التالي، عن أفق سياسي، هم يبحثون كي يروا بأن القيادة مسؤولة ويستثمرون فى محركات نمو. معنى الميزانية هو أنه يجب الاستثمار في التعليم لخلق رأس مال بشري يرتكز عليه هذا الفرع".

المشاركون فى الجلسة سئلوا حول ما يجب عمله من اجل أن لا تشهد إسرائيل "عقد ضائع" آخر. "الخطر يظهر لي ملموس"، قال بلياك "اذا اردنا تجنب ذلك فيجب علينا الاستثمار في التعليم وفي البنى التحتية والموارد التي ستدخل المزيد من السكان الى سوق العمل". ارياف قال : "نحن بحاجة الى حكومة تفحص بشكل جدي ما هو المطلوب وأن تبادر الى القيام بعدة إصلاحات كي يقفز الاقتصاد". بشارات قال: " في الحكومة القادمة عند تشكيلها مطلوب أن تكون شراكة عربية - يهودية، وإلا فانه لن تكون أي إمكانية لاحداث تغيير كبير. يجب ادخال الى أساس الميزانية آليات عادلة لتخصيص الأموال أيضا للمجتمع العربي".

---------------------------------------------

إسرائيل اليوم 9/2/2024

 

إسرائيل لبايدن “لسنا أولادك لتأمرهم”.. وصاحب قصف سد أسوان: مصر خارج حساباتنا بشأن “فيلادلفيا”

 

 

 

بقلم: يوسي بيلين

 

لا نريد جمائل

 

مع كل الاحترام الذي نكنه لكل من يتبوأ منصبك في البيت الأبيض، فإننا لن نتمكن من أن نمر مرور الكرام عن سلوكك المعادي. فمن طلب منك أن تأتي إلينا في أصعب لحظة في تاريخنا وتهدد أعداءنا ألا يتجرأوا على المس بنا؟ هل كنا أولادك وكنت أبانا الذي يهدد من يضربوننا؟ من طالبك بأن تبعث حاملات طائرات كي تردع الساعين إلى إيقاع الشر بنا؟ لماذا تستخدم حقك في النقض (الفيتو) لتمنع قرارات في مجلس الأمن؟ من طالبك بأن تغدق ميزانيات وتبعث لنا بعتاد وذخيرة؟ لن ننسى ولن نغفر. واضح بأنك تعمل انطلاقاً من مصالحك الضيقة: سنة انتخابات، مصوتون يهود، متبرعون يهود. كل شيء مكشوف. في كل مرة تذكرنا فيها بلقائك مع غولدا قبل حرب يوم الغفران، في كل مرة تعلم أنك صهيوني، ولكننا لا نشتري هذا التزلف.

وعندها تتبين الحقيقة وتنكشف خطتك الحقيقية؛ ثمة مؤامرة تختبئ من خلف كل الخير الذي تغدقه علينا، ظاهراً: تريد لإسرائيل أن تعيش بسلام، وتريد أن تضمن الأغلبية اليهودية في دولة ديمقراطية، إلى جانب دولة فلسطينية مجردة من السلاح، تريد أن تضم فلسطين قطاع غزة، وألا تنشغل إسرائيل بالتعليم والصحة والنفايات في قطاع غزة، المليء بالناس، ثم تريد حلفاً استراتيجياً بينكم وبين السعودية، وأن تكون إسرائيل جزءاً منه. هذا ما تريده أنت حقاً. من حظنا أننا اكتشفنا هذا في الوقت المناسب.

 

لن نسمح لك

 

حتى ابن بن غفير بات يفهم مع من نتعامل، نمتلك حلولاً أخرى. نحن شعب يسكن وحده، ولا نحتاج لجمائلك في الأمم المتحدة. محظور علينا أن نتعاطى مع محافل دولية تتآمر ضدنا، سنتدبر أنفسنا. لن يكون هنا سلام يوماً ما. سنعيش دوماً على حرابنا، وسنجد طريقاً لنقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى؛ سيفعلون هذا طوعاً، بالطبع. وفضلاً عن هذا، سيعود إلينا ترامب بعد قليل (الذي أطلقنا البلدة المزدهرة “رمات ترامب” باسمه). هو يحبنا، وسيرتب لنا دولة أو اثنتين، حسب التوصية. أما أنت فسنجري حسابنا معك.

 

يواصل القصف

 

ما من شك بأن الخطوة السياسية الأهم في تاريخنا كانت اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر: توقيع مناحم بيغن وأنور السادات وجيمي كارتر. هذا هو الاتفاق الذي غير وضعنا الاستراتيجي، وحطم عزلتنا في المنطقة، وفتح الطريق إلى اتفاقات أخرى. مصر نفسها دفعت بذلك ثمناً باهظاً، وأخرجت من الجامعة العربية لبضع سنوات.

ليس مؤكداً أن أفيغدور ليبرمان (هذا الذي وعد بتصفية السنوار وهنية في غضون يومين إذا ما أصبح وزير الدفاع ونسي ذلك بعد توليته المنصب)، الذي لُوّن عالمه بلونين فقط – أسود وأبيض – يفهم معنى اتفاق السلام هذا. مثلما اقترح قبل ذلك قصف سد أسوان ولم يدرك عواقب ذلك على إسرائيل، ها هو يقترح الآن الصدام مع مصر على خلفية مستقبل محور فيلادلفيا.

الرجل الذي سبق أن تولى كل المناصب الهامة في الحكومة باستثناء رئاستها، يتحدث كآخر الأشخاص حين يقترح في جلسة كتلته “صنع ما هو خير لنا” (ما يعني ضمناً أن كل الآخرين يصنعون ما هو خير لجهات أجنبية) ووضع المصريين في مكانهم. أما خيار الحوار مع الجار الأهم لنا، فلا يطرق بابه.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 9/2/2024

 

مع انتقاد نتنياهو للجيش.. غالانت في “مشروعه التجريبي”: صواريخ حماس قبل “حمص الرياض”

 

 

 

بقلم: نداف ايال

هكذا سيظهر اليوم التالي. رشقات الحرب والسياسة تجمعت في جلسة “كابينت الحرب”، الإثنين من هذا الأسبوع. انتقد رئيس الوزراء نتنياهو الجيش وتقدمه البطيء، زعماً، في تحقيق الأهداف. واحتج على تسريح قسم من الألوية من القتال في غزة، وألقى خطاباً عن مفهوم “النصر المطلق”. “كان هذا فظاً ومكشوفاً”، قال لي مصدر ما. غانتس وآيزنكوت استمعا بصبر نافد. فمنذ أسابيع وهما يشعران بأن المداولات الموضوعية من بداية الحرب استبدلت بحملة سياسية بالكامل. وإن الاعتبارات الأمنية تستبدل بسرعة باحتياجات الاستطلاعات، ومناورات نتنياهو، وبلاغات، وتسريبات. وهما يستصعبان مواصلة التجلد.

 وزير الدفاع غالانت جاء جاهزاً؛ أطلع رفاقه على وثيقة عرضها في 26 أكتوبر، قبل التوغل البري إلى غزة. وتصف الوثيقة مراحل الحرب المرتقبة، والأهداف والزمن المخصصة لها. والآن، في بداية شباط، عاد غالنت إلى خطة الحرب. ما نفذ خُط بالأخضر. ما نفذ جزئياً – بالبرتقالي. أما الأحمر فكان لون كل ما لم يتحقق. أظهر غالنت بأن الجيش يستوفي الأهداف والأزمنة المخصصة، بالإجمال. تصفية كبار حماس، مثلاً، خُط كـ “نفذ جزئياً”. هكذا أيضاً استكمال الحزام الأمني نحو القطاع (“البروميتر”). الهدف الأهم: تدمير بنى حماس في معظم أجزاء القطاع نفذ بشكل مبهر.

ما الذي كان ملوناً بالأحمر وفشلت فيه إسرائيل؟ كما هو معروف، “اليوم التالي”. إقامة ما يسمى “اللجنة المدنية”، أي قوى أخرى تدير وسط وشمال غزة، بدلاً من حماس. الوضع الحالي المتمثل باستمرار إدخال العتاد والمساعدات الإنسانية وسقوطها في أيدي حماس لا يطاق في نظر جهاز الأمن. وعليه، فقد عرض وزير الدفاع المشروع التجريبي “شمال غزة”.

 هاكم ما سيحصل: ستدخل المساعدات عبر حاجزي “إيرز” و”كارني”، وليس من منطقة رفح التي تسيطر عليها حماس. ستصل المساعدات مباشرة إلى تجار فلسطينيين دون وساطة منظمات الإغاثة. وهذا سيتم “من الظهر إلى الظهر” مع شاحنات تدخل من إسرائيل. يفترض أن يبدأ هذا المشروع التجريبي في حي الزيتون: فهو محاصر بقوات الجيش الإسرائيلي. سيكون التجار، بخلاف نشطاء حماس، مراكز القوة الجديدة. وللتأكد من عدم سيطرة حماس بالقوة على العتاد والمساعدات، ستسمح إسرائيل لقوات مع سلاح بحماية هؤلاء التجار. تقول إسرائيل إن الفلسطينيين الذين يحمون المساعدات سيكونون مسلحين عند الحاجة، بإذن الجيش الإسرائيلي. فهل سيكون هؤلاء هم أعضاء أجهزة السلطة الفلسطينية السابقين، أولئك الذين حكموا غزة قبل حماس؟ ربما. “الشاباك” هو الذي يفترض أن يتأكد من التنفيذ. وهذه في واقع الأمر خطة بدأ الجهاز يخطط لها ويدفع بها قدماً قبل أسابيع. من ناحية جهاز الأمن، من الحيوي وقف سقوط المساعدات الإنسانية في أيدي حماس. وزراء كابينت الحرب، بمن فيهم نتنياهو، لم يعربوا عن أي معارضة لـ “مشروع شمال غزة التجريبي” الذي عرضه غالنت. يقدر جهاز الأمن انطلاقه في الأسابيع القريبة.

الأمر المذهل أن هذا لم يحصل حتى الآن. إسرائيل تضحي بحياة مقاتليها ضد حماس بيد، وبيد أخرى، تنقل عتاداً ومؤناً لقطاع غزة مع معرفتها بأنها ستقع في أيدي حماس، وتبقي على حكمها. ينبع التأخير من التأجيل الذي يمارسه نتنياهو؛ وانعدام رغبته في أن يقرر، خوفاً من رد فعل سموتريتش وبن غفير.

مؤخراً، سألت وزيراً إسرائيلياً: لماذا لا يستهدف رجال حماس الذين يظهرون من جديد، بملابس مدنية بالطبع، في شمال القطاع؟ “هم ليسوا محصنين وسيصفون عند الحاجة”، أجاب. بعد يوم، صفي رجل حماس المسؤول عن مرافقة شاحنات المساعدات في رفح.

اركضوا بسرعة، قبل أن ينتهي. الحديث الأكثر حرارة هو عن “الصفقة الكبرى”- التطبيع السعودي. الكثيرون ينشغلون في هذا، في القدس واشنطن أيضاً. قلة يؤمنون بحصول هذا. يقول وزير الدفاع لزملائه في الحكومة، إنه إذا كان الخيار بين السلام مع السعودية واستمرار سحق حماس، فهذا ليس بسؤال: يجب إنهاء حماس قبل ذلك. وإذا اشترط السعوديون السلام بوقف الحرب وإبقاء حماس على قدميها – يقول يوآف غالنت- فيجب أن يقال لهم “لا”، و”لا” لدولة فلسطينية أيضاً.

هذا نوع من الأمور التي لن يقولها نتنياهو إلا بعد أن يراجع الاستطلاعات والبحوث على الهواء؛ أما غالنت فلا وقت له أو رغبة فيه. بعض من رفاقه يتهمونه بأنه “أزعر الحارة” (أشك أنه لقب يخيفه)؛ وهم يقدرون قدرته التنفيذية. مثلما كتب هنا في الماضي، فإن وزير الدفاع هو السياسي الأكثر نفوذاً في هذه الحرب. هناك وحدة خط تامة بينه وبين الجيش الإسرائيلي، وبشكل عام مع “الشاباك” أيضاً. يعتقد أنه يجب تدمير قدرات حماس العسكرية، وأنها أولوية استراتيجية عليا لإسرائيل. هذا لا يعني أنه يعارض تناول الحمص في الرياض، بقطار من حيفا حتى جدة وباقي رؤى الشرق الأوسط الجديد. وهذه الأمور ببساطة لا تعنيه إلا نزراً أمام منصات إطلاق صواريخ حماس في قطاع غزة. على مدى عشرات السنين في الشرق الأوسط، قال الناس بوجوب الصراع ضد الإرهاب والتقدم في المسيرة السياسية بالتوازي. هذا لم ينجح؛ قوة الإرهاب كانت أكثر سرعة ونجاعة من قدرة التقدم إلى التطبيع. تصعد في إسرائيل فكرة جديدة أكثر بساطة؛ وتقترح العمل المتوالي. في البداية تصفية قدرات حماس وإعادة الردع، وبعد ذلك السلام. وزير الدفاع مصمم مثلاً على تفكيك كتائب حماس في رفح.

اسمعوا، يقول الأمريكيون. نافذة الفرص للسلام مع السعودية لا تتكرر، وهي آخذة في الانغلاق. لماذا؟ لأن الجمهوريين بعد لحظة سيحبطون كل تشريع في الكونغرس، ولن يرغبوا في تحسين صفقة إقليمية لبايدن في سنة الانتخابات. وهذا يتعقد أكثر. وإذا انتخب ترامب، فإن الديمقراطيين – الذين يمقتون السعودية على أي حال – لن يؤيدوا التشريع اللازم لتوفير النووي المدني للسلالة السعودية، ولحلف دفاع وصفقات طائرات. يقول الأمريكيون إن السعوديين وافقوا على حلول وسط مهمة للغاية في مجال النووي، تنسجم ومطالب إسرائيل. ولهذا يقول البيت الأبيض إنكم أيها الإسرائيليون ملزمون بسرعة الركض لوقف الحرب (المؤقتة ظاهراً)، والتعهد بدولة فلسطينية والتطبيع والا فسيتبخر هذا وكأنه لم يكن.

هذه حجج جيدة. مصلحة إدارة بايدن واضحة: هي بحاجة ماسة لتخفيض التوتر الإقليمي. مع وبلا صلة، فإن إنجازاً دولياً يتمثل بسلام بين إسرائيل والسعودية لن يضر حملة بايدن الانتخابية التي تراوح في المكان. لكن جهاز الأمن الإسرائيلي وإسرائيل بعامة، شهدت مصيبة 7 أكتوبر. الرغبة في تصفية قدرات حماس ليست تطلعاً سطحياً لـ “صورة نصر”، بل موضوع عميق ومتجذر. وزير الخارجية بلينكن زارنا هذا الأسبوع؛ وقال لكابينت الحرب في 30 تشرين الثاني: “لديكم أسابيع، لا أشهر”. نحن بعد شهرين من ذلك، والحرب تتقدم. تعلم “كابينت الحرب” بأن جزءاً من التصريحات الأمريكية تقال للجمهور المحلي في الولايات المتحدة خصوصاً للنشطاء الديمقراطيين الغاضبين على الحرب.

--------------------------------------------

معاريف 9/2/2024

 

إسرائيل: الحذر.. محافل رفيعة تقودها واشنطن لإقامة دولة فلسطينية

 

 

 

بقلم: آنا برسكي

محافل سياسية في إسرائيل قلقة من نشاط الإدارة الأمريكية المكثف للمضي بفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة تحت حكم موحد يقوم على أساس ما يعرف أنه “سلطة فلسطينية متجددة”.

وحسب محافل أمريكية، تدرس وزارة الخارجية الأمريكية الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من مبادرة سياسية شاملة تتعلق باليوم التالي لحكم حماس في غزة.

ماتيو ميلر، الناطق بلسان الخارجية الأمريكية قال مؤخراً إن “الولايات المتحدة تعمل بشكل نشط على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل. فنحن نؤمن بأن هذا هو الطريق الأفضل لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة. نفحص جملة واسعة من الإمكانيات، ونبحث فيها مع شركائنا في المنطقة”.

كما أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن هو الآخر وجه تعليماته مؤخراً لفريق من وزارته لإعداد دراسة مرتبة نحو إمكانية اعتراف أمريكي أو دولي بدولة فلسطينية من طرف واحد وليس في حوار مع إسرائيل وبالموافقة الإسرائيلية. وقد طرح الموضوع في أثناء زيارة بلينكن لإسرائيل، في المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في القدس.

على خلفية المعلومات التي تصل من الإدارة ومحافل في أوروبا، الذين هم أيضاً شركاء في الخطوة، يعرب مسؤولون كبار في إسرائيل عن قلقهم مما يصفونه كـ “عشق إدارة بايدن لفكرة إقامة دولة فلسطينية والاعتراف أحادي الجانب بها كرافعة ضغط على إسرائيل”.

وعلى حد هذه المحافل، يزداد حجم الموضوع في جدول الأعمال السياسي للشرق الأوسط لدى الأمريكيين والأوروبيين. “لم يعد الحديث يجري عن إطلاق بالونات اختبار أو عن فكرة نظرية. ففكرة الاعتراف بدولة فلسطينية تنال الزخم وتدفع قدماً، عملياً”، تقول هذه المحافل. “ليس صدفة أن سلسلة من زعماء الغرب أعلنوا مؤخراً عن تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية، وهذه تتضمن زعماء كانوا يعتبرون يمينيين ومن أكثر المؤيدين لإسرائيل، مثل رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني. ففكرة الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية بحثت في مستويات مختلفة وفي محافل مختلفة بما فيها مستويات ومحافل رفيعة المستوى جدا”.

وقال مصدر سياسي إن “الأمريكيين ماضون بفكرة السلطة الفلسطينية المتجددة وبالتوازي – السلطة الفلسطينية الحالية في رام الله هي في عملية عرض إصلاح. وهذا وفقاً لطلب الولايات المتحدة أن تثبت بأنها بالفعل تصبح جسماً يستجيب لتعريف “سلطة متجددة”. ويتضمن الإصلاح تعديلات في الحكومة، وتغيير طبيعة الإدارة في الأجهزة الأمنية، وثمة أحاديث عن حكومة تكنوقراطيين جديدة”.

ترى إسرائيل في الإصلاح موضع الحديث تعديلات تجميلية فقط. وحسب مصادر سياسية، فإن “التعديلات لن تغير الأمور التي تحدثت عنها إسرائيل – إصلاح جذري في جهاز التعليم، وتغيير في مضامين التعليم للتأكد من أن السلطة الفلسطينية لن تربـى بعد اليوم على كراهية إسرائيل ولن تشجع الإرهاب، ولن تمجد المخربين ولن تدعوهم بـ “الشهداء الأبرار”. لا يحصل شيء من هذا”.

سلسلة من المحافل الإسرائيلية تحذر من “حدث سياسي ذي مغزى لا يعالج عندنا كما ينبغي”.

هذا الأسبوع، ارتفع الخطاب مقدار درجة حول المسألة. فقد كتب رئيس “أمل جديد” الوزير جدعون ساعر، في منشور له بأن “حتى مؤيدي حل الدولتين (وهم، برأيي) يجب أن يفهموا ما معنى اعتراف دولي من طرف واحد بدولة فلسطينية. هذه ليست دولة فلسطينية باتفاق لإنهاء النزاع، بل دولة فلسطينية مع استمرار النزاع في ظروف محسنة من ناحيتهم، ودون التخلي عن حق العودة وتطلعهم للبلاد كلها “من النهر حتى البحر””.

بالتوازي، أقرت الهيئة العامة للكنيست أول أمس، اقتراحاً عاجلاً لجدول الأعمال بادر إليه عضو لجنة الخارجية والأمن النائب زئيف الكين، من “أمل جديد”، في موضوع “تصريحات ومنشورات في العالم حول موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية والحاجة لاستعداد إسرائيلي لتحدّ سياسي محتمل”.

“شعبية حماس في “يهودا والسامرة” اليوم باتت أعلى مما هي في غزة”، قال الكين. ومعنى إقامة دولة فلسطينية سيكون صعود حماس للحكم. هذه فكرة خطيرة لدولة إسرائيل من ناحية استراتيجية وتتطلب تفكيراً معمقاً.

“أحد أهداف السنوار كان إحياء فكرة الدولة الفلسطينية. إقامة هذه الدولة إعطاء جائزة لحماس، وسيشكل خطر 7 أكتوبر في كل إسرائيل. ما كان أحد ليقول للولايات المتحدة إقامة دولة القاعدة بعد 11 أيلول. على دولة إسرائيل أن تقول جواباً واضحاً جداً: “لا” مطلقة. محظور الانتظار، يجب الاستعداد منذ اليوم في حملة دولية”.

---------------------------------------------

 

هآرتس 9/2/2024

 

 

في مناورة له بالتزامن مع “باريس”.. نتنياهو لأتباعه: سربوا هذين المطلبين لأرفضهما

 

 

بقلم: عاموس هرئيل

 

رد حماس على عرض دولتي الوساطة، مصر وقطر، لصفقة مخطوفين أخرى، تسلمته إسرائيل في منتصف الأسبوع. بعد بضع ساعات، تم تسريبه لعدد من وسائل الإعلام وعلى رأسها صحيفة “الأخبار” اللبنانية المتماهية مع حزب الله. خلافاً للانطباع الذي تولد في البداية، فإن رد حماس لم يتضمن رفضاً مطلقاً للاقتراح.

عدد من الخبراء في موضوع “الأسرى والمفقودين” الإسرائيليين يعتقدون أنه شكل أرضاً خصبة للعمل، ومعه احتمالية معينة للتقدم في المفاوضات. ومؤتمر نتنياهو الصحافي الأربعاء الماضي مع كل الخدع التي تميز هذا الشخص، لم يعكس رفضاً مطلقاً للصفقة أو رفضاً كاملاً لطلبات حماس.

المفاوضات لا تتقدم بالوتيرة التي كان يمكن توقعها، خصوصاً أمام خوف على سلامة المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة (أقل من ثلثهم، حسب تقارير في وسائل إعلام أمريكية). هذه هي المرة الثانية التي بدا فيها الانطباع المتولد لدى الجمهور فيما يتعلق بالصفقة مختلفاً عما يحدث فعلياً. قبل أسبوعين، بعد قمة باريس بين ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة ودول الوساطة، انتشرت تقارير خاطئة عن اختراقة سريعة. الآن يسود تشاؤم وكأن الصفقة عالقة تماماً بسبب طلبات حماس المتشددة. ولكن يبدو أن هناك هامشاً ما للمناورة.

هاكم ما حدث بالفعل: بعد باريس، حرص نتنياهو على تسريب طلبين متشددين لحماس وهما إطلاق سراح آلاف المخربين والوقف الشامل للحرب، مع انسحاب شامل لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع. بعد ذلك، أعلن أنه لن يوافق على هذه الطلبات. ولكن رد حماس، كما تم تسلمه في هذا الأسبوع، مختلف قليلاً. تتحدث حماس طبقاً لاقتراح الوسطاء عن إطلاق سراح 35 مخطوفاً لمبررات “إنسانية”، نساء (من غير الواضح إذا كان هذا يشمل المجندات)، وكبار سن ومرضى وجرحى. في المقابل، مطلوب وقف كامل لإطلاق النار مدته 45 يوماً، لكن المطالبة بوقف الحرب والانسحاب الكامل كما يبدو موجهة لمرحلة متقدمة أكثر في الصفقة، بعد إطلاق سراح باقي المخطوفين، من جنود ورجال أقل من جيل 50 وإعادة الجثامين. وحتى حسب بعض التقارير، فإن حماس تريد 1500 سجين في المرحلة الأولى – عدد مرتفع ولكن لن يفرغ السجون الإسرائيلية، مثلما ادعي بأنها طالبت بذلك في السابق. إضافة إلى ذلك، من بين طلبات حماس الأخرى تحسين ظروف السجناء في إسرائيل، أي أن حماس تقدر بأن جزءاً منهم سيبقون في السجن.

عملياً، يبدو أن رد حماس يتساوق مع تصريحات سابقة لنتنياهو. فبعد أن أعلن عدم موافقته على إطلاق سراح آلاف المخربين، طرحوا هم طلباتهم. هذا جزء تقريباً مطلوب في البازار الشرق أوسطي. فعلياً، فتحت هنا مرحلة تجسير جديدة، تجري فيها ي مرة أخرى مفاوضات غير مباشرة من خلال وسطاء. وأضافت حماس تعديلات طالبت بأنه يمكن اعتبارها نوعاً من كبش الفداء مرغوب إخراجها من النقاش في مرحلة قادمة من المساومة.

وهي طلبات غير مرتبطة بالقطاع، مثل تغيير إجراءات الزيارة للحرم، وهي عملية استهدفت إعطاء طابع ديني للحرب التي سمتها حماس “طوفان الأقصى”. ولكن ليس هناك شك أن الأهم لقيادة حماس في القطاع هو التوصل إلى إنهاء الحرب. هكذا سيتم ضمان بقاء القيادة والسلطة، وفي الواقع، يشكل هذا نصراً لحماس رغم الدمار والقتل الذي تكبده القطاع بعد الانطلاق إلى المغامرة القاتلة المتمثلة بمذبحة 7 أكتوبر.

فعلياً، ستصل المفاوضات قريباً إلى مرحلة حاسمة أخرى، بعد حوالي شهر من تحريكها مجدداً (الصفقة السابقة ووقف إطلاق النار لأسبوع انهارت في 1 كانون الأول الماضي). وقالت مصادر مصرية أول أمس إنه ما زال بالإمكان جسر الفجوات. ربما يكون هذا صحيحاً إذا تسامى كل طرف على اعتباراته السياسية. ولكنه أمر يرتبط أيضاً بهامش الضبابية الذي سيحافظ عليه الوسطاء في الصيغة النهائية للخطة. إذا تم إبقاء الإعلان غامضاً بشأن نهاية مستقبلية للحرب، بدون التزام صريح، ربما ستكون صيغة تستطيع الحكومة الإسرائيلية التعايش معها.

 

يا له من انتصار!

 

المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو أول أمس، جاء بعد هدنة مدتها أسبوع ونصف. وعلى غير عادته مؤخراً، فإن رئيس الحكومة لم يستغل هذه المنصة للتطاول في وسائل الإعلام. وكعادته، هذه المناسبة لم تتضمن أي مظهر من مظاهر التعاطف مع الأشخاص الذين خلا اسم عائلتهم من نتنياهو. لم يغب مكان الاقتباس من رسائل جنود الجيش الإسرائيلي – بطريقة أو بأخرى يقع هؤلاء دائماً ضمن عائلات متدينة، يعتقد آباؤها أن على إسرائيل استمرار القتال في غزة إلى حين هزيمة حماس. ويواصل نتنياهو التمسك بشعار النصر المطلق الذي كرره عدة مرات الشهر الماضي في كل ظهور علني له، وكأنه شعار أملته عليه روح آرثر فنكلشتاين، مستشاره الراحل.

أول أمس، توسع وأكد للجمهور بأننا على بعد خطوة واحدة من النصر، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى. كبار المسؤولين العسكريين أكثر تحفظاً، وبحسبهم فقد تم بالفعل إحراز تقدم في القتال في الأسبوعين الأخيرين، وهو ما يعتمد أيضاً على الدروس المستفادة حتى الآن. ففي خانيونس، سيطر الجيش الإسرائيلي بشكل كامل وتدريجي على المخابئ والأنفاق تحت الأرض التي كان رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، يتولى منها قيادة نشاطات رجاله. وثمة غارات عسكرية متكررة في شمال غزة أدت إلى قتل العشرات من نشطاء حماس الذين عادوا للعمل في المنطقة بعد خروج معظم قوات الجيش الإسرائيلي، وما زال هناك حتى الآن مخيمان للاجئين في وسط قطاع غزة وبالطبع منطقة رفح. في الحالتين، هدد نتنياهو أمس بتفعيل الجيش من الأرض قريباً.

السؤال كالعادة هو: هل تتراكم هذه الإنجازات التكتيكية بالتدريج لتصل إلى انتصار استراتيجي حقيقي؟ وقفت الولايات المتحدة أمام هذا السؤال في حرب فيتنام، وكذلك فرنسا قبل ذلك ببضع سنوات في الجزائر، كما جربت إسرائيل معضلات كهذه في السابق في حربها مع منظمات الإرهاب: في المنطقة الأمنية جنوبي لبنان وحتى الانسحاب في العام 2000، بعد بضع سنوات في عملية “الدرع الواقي” في الضفة الغربية، وفي الانتفاضة الثانية وفي حرب لبنان الثانية في 2006.

بخطوط عامة، ينقسم النقاش بين الصقور والحمائم. الصقور يعتقدون دائماً بأن النشاطات الهجومية ستؤدي إلى تغيير جوهري في الوضع، أما الحمائم فيفضلون قطع الاتصال وتقليص الخسائر. في الحالتين، فإن التصميم على البقاء في لبنان لم يؤد إلى تغيير نحو الأفضل، بل إلى تعقد الأمور مع حزب الله. في البداية، السنوات الطويلة والثمينة للموجودين في المنطقة الأمنية، بعد ذلك الرهان اليائس على الانقضاض إلى ما بعد نهر الليطاني. في الأيام الأخيرة للحرب التي أدارتها حكومة أولمرت في الضفة، كان تعنت إسرائيل مجدياً: استمرار القتال عقبه موت ياسر عرفات (أيضاً بدرجة معينة قرار الحكومة بشأن الانفصال عن القطاع)، كل ذلك أدى إلى وضع راهن نسبي فيه الإرهاب تم صده وانخفض مستوى التهديد لسنوات كثيرة.

الذعر الذي بثه نتنياهو في الأسابيع الأولى للحرب اختفى، ويبدو أنه بليغ وواثق من نفسه تماماً. ولكن كما تظهر استطلاعات الرأي، فأي ظهور له يثير قدراً من العداء لجزء كبير من الجمهور. وحقيقة أنه وحكومته ما زالوا في السلطة بعد مرور أربعة أشهر على المذبحة الفظيعة التي حدثت في عهدهم، باتت أمراً لا يمكن فهمه. بات واضحاً أنه لا ينوي الرحيل.

خرج أحد تنظيمات الاحتجاج “مقاتلو يوم الغفران” هذا الأسبوع في حملة جديدة من الإعلانات التي تطالب نتنياهو بالاستقالة عقب مسؤوليته عن الفشل. لغة التصميم الغرافيكي لم تؤخذ صدفة من غلاف مجلة “هعولام هزيه” في السبعينيات. في نظر الكثيرين، نتنياهو هو غولدا مئير بالطبعة الجديدة. ولكن الأخيرة كانت على الأقل تتمتع بدرجة من اللياقة لتستقيل في 1974 عقب استنتاجات لجنة أغرانات بشأن الحرب.

في تشرين الثاني الماضي، وقفت على الأجندة صفقة المخطوفين الأولى. ولم يستجب نتنياهو لتحذيرات كل أنواع المحتالين الذين قالوا بأن الصفقة ستوقف العملية العسكرية في القطاع وإلى الأبد. وافق رئيس الحكومة على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين بنسبة 3: 1 مقابل إطلاق سراح 110 مخطوفين إسرائيليين وأجانب، معظمهم من النساء والأطفال. هؤلاء المخطوفون تم تخليصهم من بين أنياب الموت. اليوم، نعرف من أفواههم بأنهم اجتازوا ظروفاً صعبة جداً. المخطوفون الذين بقوا وراءهم محتجزون في غزة لفترة أكثر من الضعف، بعضهم مات.

تعرف القيادة الإسرائيلية أنه لن يكون بالإمكان التوصل إلى صفقة أخرى في مثل هذه الشروط المريحة، ربما باستثناء سيناريو يقوم فيه الجيش بطريقة معينة بمحاصرة الفتحة التي يختبئ فيها السنوار (حتى عندها من المرجح أن يكون حوله درع بشري واق على شكل المخطوفين الإسرائيليين). في الأسابيع القريبة القادمة سيتم تبادل، هذا ما نأمله، المزيد من المسودات بين الطرفين عن طريق الوسطاء. الاتصال مع السنوار نفسه صعب لأنه في حالة هرب ويختفي في الأنفاق.

إذا تم التوصل إلى مرونة في موقف حماس، فسيصل القرار إلى الكابنيت الموسع والحكومة. ولكن ستجري نقاشات في مجلس الحرب حتى قبل ذلك، حيث يعتمد الكثير على مقاربة وزراء المعسكر الرسمي، غانتس وآيزنكوت، من الواضح تماماً أن في يدهم قرار هل يحلون الائتلاف بصيغته الحالية، حول الخلاف المتوقع أن يتطور حول الصفقة. في ظل غياب صفقة، فإن انسحابهم قد يعطي ضوءاً لتطور موجة احتجاج واسعة وأشد ضد نتنياهو وسياسته في الحرب.

قال آيزنكوت في هذا الأسبوع، في ظهور علني نادر في مؤتمر في ذكرى أريئيل شارون بجامعة رايخمان، إن “الحديث لا يدور عن جندي مخطوف، بل عن مئات المواطنين الذين كانوا يعيشون حياتهم ووثقوا بالجيش الإسرائيلي، وحاربوا ذات يوم على قفل باب الملجأ الآمن في بيوتهم، ثم تركوا لمصيرهم”. حسب قوله، علينا واجب مزدوج لإعادتهم، واجب قيمي وأساسي. التصريحات ضد الصفقة خطيرة جداً. ما هي احتمالية سماع أمور بسيطة وواضحة كهذه من نتنياهو أو من أحد وزراء الليكود؟

في هذه الأثناء بقيت العائلات وحدها تقريباً، ورأينا في المظاهرات الداعمة لها مشاركين في احتجاج بلفور وكابلان من الماضي. لكن نتنياهو نجح، أيضاً هذه المرة، في تحويل خلاف أخلاقي وإنساني إلى موضوع يقسم فقط حسب خطوط الفصل بين اليمين واليسار، وبين بيبي و”كله إلا بيبي”.

 

الانقضاض الأسبوعي

 

ليس وحده الفشل الحكومي عشية الحرب (تحت ظل الانقلاب النظامي) وخلاله، بات يستقبل بلامبالاة نسبية من قبل الرأي العام، بل يحدث أيضاً حول سلوك يومي يبدو مثل هجوم مستمر على نفس القسم من الجمهور الذي يتحمل على الأغلب عبء الضرائب والخدمة في الجيش.

هذه الأمور ظهرت هذا الأسبوع في عدة قرارات وتصريحات، التي من جهة زادت العبء على معظم المواطنين. ومن جهة أخرى، دفعت قدماً بتوزيع الأموال والامتيازات على الحريديم والمستوطنين. القطاع الأول تعافى من مشاعر الذنب التي دفعت بعض شبابه إلى الخدمة العسكرية. وتحاول قيادة القطاع الثاني استغلال إسهام أبنائها في الخدمة وحتى خسائرهم في حرب غزة لزيادة طلباتها السياسية المتنامية.

يجد الجيش الإسرائيلي نفسه رغم أنفه خاضعاً لعدم المساواة الصارخ، بل ويعمقه. هذا الأسبوع، أعلن عن زيادة كبيرة في العبء: زيادة الخدمة الإلزامية للرجال مرة أخرى من 32 شهراً إلى 36 شهراً؛ وسن الإعفاء من الاحتياط سيتم رفعه من 40 إلى 45 سنة، وربما يزيد عدد أيام خدمة الاحتياط في السنة ثلاثة أضعاف في هذه السنة (بالمتوسط 35 يوماً للجنود و45 للضباط).

الإدارة الأمريكية غير مستعدة للتساوق مع الواقع البديل الذي يمليه الوزير سموتريتش وأمثاله. في هذا الأسبوع ثارت عاصفة سياسية صغيرة في إسرائيل عندما تبين أن الأمريكيين شملوا في خطواتهم ضد اليمين المتطرف أيضاً خطوات اقتصادية شديدة ضد أربعة مستوطنين اتهموا بالتورط في أعمال عنف في الضفة. جمدت بنوك إسرائيل حساباتهم وأثارت الدهشة والغضب في أوساط المستوطنين. يبدو أن الإدارة الأمريكية تلمح إلى أنها ليست سوى البداية، سموتريتش وشريكه بن غفير، الشخصان غير المرغوب فيهما في واشنطن، ربما يكتشفان أن للأمريكيين طرقاً أخرى للتعبير عن خيبة الأمل.

---------------------------------------------

 

صحيفة "معاريف": إسرائيل تتخوف من اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية

 

 

وصفت مثل هذه الخطوة في حال تمت بأنها "تسونامي سياسي"...

 

 

 

القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط

 

أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، الجمعة، بأن إسرائيل تتخوف من اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وقالت الصحيفة: "تعرب مصادر سياسية في إسرائيل عن قلقها إزاء النشاط المكثف للإدارة الأمريكية للترويج لفكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل حكومة موحدة تقوم على ما يعرف بسلطة فلسطينية متجددة".

وأضافت: "وفقا لمسؤولين أمريكيين، تدرس وزارة الخارجية الاعتراف بدولة فلسطينية كجزء من مبادرة سياسية شاملة تتعلق باليوم التالي لحكم حماس بقطاع غزة".

ووصفت الصحيفة الإسرائيلية مثل هذه الخطوة في حال تمت بأنها "تسونامي سياسي".

وحتى اليوم، ترفض الإدارات الأمريكية المتعاقبة الاعتراف بدولة فلسطينية، وربطت ذلك بتوصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق بشأن الدولة.

كما عارضت واشنطن حصول فلسطين على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بإحباط طلبات فلسطينية للحصول على العضوية من خلال مجلس الأمن الدولي آخرها عام 2011.

غير أن إسرائيل باتت تلحظ أن إدارة الرئيس جو بايدن تفكر جديا بالاعتراف بدولة فلسطينية حتى دون موافقة إسرائيل، بحسب الصحيفة.

الصحيفة أشارت أيضا إلى "أمر وزير الخارجية (الأمريكي) أنتوني بلينكن مؤخرًا موظفي مكتبه بإعداد عمل منظم لاحتمال الاعتراف الأمريكي أو الدولي بدولة فلسطينية من جانب واحد وليس من خلال المفاوضات مع إسرائيل أو بموافقة إسرائيلية".

وأضافت: "طرحت هذه القضية خلال المحادثات التي أجراها بلينكن مع مسؤولين إسرائيليين خلال زيارته لإسرائيل في اليومين الماضيين".

وتابعت: "على خلفية المعلومات الواردة من الإدارة الأمريكية ودول أوروبية شريكة أيضاً في الخطوة، يعرب مسؤولون كبار في إسرائيل عن قلقهم إزاء ما يصفونه بافتتان إدارة بايدن بفكرة إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها من جانب واحد كوسيلة للضغط على إسرائيل".

ونقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية (لم تسمها): "إن هذه القضية تشغل مؤخراً حيزاً في الأجندة السياسية للشرق الأوسط التي يروج لها الأمريكيون والأوروبيون".

وأضافت المصادر: "لم يعد الأمر يتعلق بتفجير بالونات تجريبية أو فكرة نظرية، إن فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية تكتسب زخما ويتم الترويج لها على أرض الواقع".

وتابعت: "وليس من قبيل الصدفة أن سلسلة من الزعماء الغربيين أعلنوا في الآونة الأخيرة دعمهم لإقامة دولة فلسطينية، وهذا يشمل الزعماء الذين اعتبروا يمينيين والأكثر تأييدا لإسرائيل، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني".

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمه): "الأمريكيون يواصلون الترويج لفكرة السلطة الفلسطينية المتجددة وفي الوقت نفسه، فإن السلطة الحالية في رام الله بصدد تقديم الإصلاح، وهذا يتوافق مع مطالبة الولايات المتحدة بإثبات أنها أصبحت بالفعل هيئة تفي بتعريف السلطة المتجددة".

وأضاف المسؤول: "الإصلاح الفلسطيني يشمل تغييرات داخل الحكومة، وتغيير طبيعة إدارة الأجهزة الأمنية، وهناك حديث عن حكومة تكنوقراط (مهنية) جديدة".

يشار أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون صرح قبل أيام أن بلاده "يمكن أن تعترف رسميا بدولة فلسطينية بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة دون انتظار نتيجة محادثات قد تستمر لسنوات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن حل الدولتين".

وفي نهاية يناير/كانون ثاني الماضي، قال متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن بلاده تسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل.

وأضاف ميلر أن الرئيس بايدن يعتقد أن هذه أفضل وسيلة لضمان السلام والأمن لإسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة ككل.

---------------------------------------------

 

وسائل إعلام عبرية: "إسرائيل" سلمت ردها للوسطاء.. رفض لمعظم ما طرحته حماس

 

 

عربي21- علاء عبد الرحمن

 

قال موقع والا العبري، إن حكومة الاحتلال، سلمت ردا على ورقة رد حركة حماس، على اتفاق الإطار في باريس، بشأن العدوان الدائر على غزة، ورفضت معظم بنوده.

وأوضح الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" أن مجلس الحرب، ناقش لساعات طويلة مساء أمس الخميس، رد حماس، المطروح، بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وقام بتسليم الرد اليوم للوسيط القطري.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال، رفضت دعوة مصرية، لإرسال وفد إلى القاهرة في هذه المرحلة من أجل التفاوض.

ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله، إن الاحتلال لن يوافق على سحب الجيش من منطقة ما تسمى نتساريم، شمال وادي غزة، والتي تقسم القطاع إلى نصفين في وقت مبكر من المرحلة الأولى.

كما أشار إلى رفض الاحتلال، عودة السكان إلى شمال قطاع غزة، في المرحلة الأولى، ولكن من الممكن دراسة انسحاب جيش الاحتلال من مراكز المدن في القطاع.

ورفض الاحتلال بحسب رده للوسطاء، إضافة عبارة، توقف دائم للقتال، والسبب في ذلك رفضه الالتزام بإنهاء العدوان بعد الانتهاء من صفقة التبادل وإطلاق سراح الأسرى.

وقال المسؤول الإسرائيلي، إن حكومة الحرب، "قالت إنها غير مستعدة، لمناقشة رفع الحصار عن غزة، ضمن مفاوضات صفقة إطلاق سراح الأسرى".

كما أشار إلى أن الاحتلال، قال في رده إن "مفتاح إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذي قدمته حماس في ردها غير معقول".

ورفض الاحتلال كذلك، ما وصفه بالقائمة الطويلة، الواردة في ملحق رد حماس على اتفاق الإطار، والمتعلقة بالمسجد الأقصى وأوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، كونها "غير مقبولة، ولا علاقة لها بالصفقة الحالية".

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، بحسب الموقع، إن "إسرائيل رفضت دعوة مصرية، لإرسال ممثلين إلى القاهرة، بحجة أن رد حماس أظهر أن الفجوة أكبر من أن يتم التفاوض على التفاصيل".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، يعملون الآن مع مصر وقطر في محاولة لتقليص الفجوات التي ستسمح بإجراء مفاوضات جادة.

---------------------------------------------

 

صحيفة إسرائيلية: جنود الاحتياط باعوا معداتهم العسكرية للحصول على الأموال

 

 

9/2/2024

 

كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، أن جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي اضطروا إلى بيع معداتهم العسكرية بحثا عن المال، نتيجة افتقارهم للموارد المالية الأساسية بسبب الحرب على  قطاع غزة.

وقالت الصحيفة إن العشرات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي نشروا إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، يعرضون فيها معدات وأدوات قتالية مختلفة بأسعار منخفضة.

ونشرت الصحيفة شهادات من جنود عادوا إلى منازلهم بمعدات قتالية خاصة "غير مستخدمة"، تبلغ قيمتها الإجمالية عشرات ومئات الآلاف من الشواكل، مؤكدة أن بعضهم يخزن هذه المعدات في منزله لاستخدامها في المستقبل، أما البقية فيفضلون بيعها لتحقيق مكاسب مالية.

 

قصة إهمال

 

واعتبرت الصحيفة أن انتشار العدد الكبير من هذه الإعلانات يرجع في الأساس إلى قصة الجيش الذي أهمل مهمته وفشل في توفير المعدات القتالية الأساسية لجنود الاحتياط الذين أرسلهم لمحاربة حركة حماس وحزب الله.

وأضافت أن آلاف الجنود الذين تم إرسالهم إلى الحرب في غزة والحدود الشمالية مع لبنان، وجدوا أنفسهم بمعدات قديمة أو مفقودة أو غير ذات صلة، وبعد أن أدركوا أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من تزويدهم بتلك المعدات، لجؤوا إلى الجهات المانحة أو لشراء المعدات على شبكات التواصل الاجتماعي.

كما نقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي -رفض ذكر اسمه- قوله إن نقص المعدات القتالية مرده أن الجيش لم يكن مستعدا لحرب شاملة تشمل تجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط.

---------------------------------------------

 

تهديدات الاحتلال لرفح تتصاعد.. وخلاف بين نتنياهو وهاليفي حول الهجوم

 

 

لندن- عربي21

 

قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الهجوم على رفح، "لن يبدأ" قبل إجلاء واسع للمدنيين والتوصل إلى اتفاق مع مصر.

من جانبها قالت القناة 12 العبرية، إن جدالا دار بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، بشأن عدوان بري على رفح.

وأوضحت القناة في تقرير ترجمته "عربي21" أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى الجيش، من أجل التحضير بسرعة لعملية في رفح، لكن هاليفي أصر على وجود شروط معينة لذلك رغم أن الجيش لديه خطة لذلك.

وقالت إن هاليفي، أشار إلى الحاجة لـ"ظروف تمكينية"، منها إخلاء المنطقة، والتنسيق مع مصر.

ولفتت إلى أن نتنياهو، أبلغه بأن الوقت ضيق، وأن الانتهاء من كتائب حماس في رفح، يجب أن يتم قبل شهر رمضان، وقالت القناة إنه أبلغ بلينكن أن التحرك باتجاه رفح سيتم خلال أسبوعين.

ونقلت عن هاليفي، قوله إن الجيش يعد خطة، لكنه يفتقد بعض التفاصيل، ومنها التفاهم مع مصر حول محور فيلادلفيا، وإجلاء سكان غزة الذين نزحوا إلى رفح.

ورغم أن مكتب نتنياهو، حاول التقليل من الحديث عن خلاف بين نتنياهو وهاليفي، إلا أن مصادر مطلعة أبلغت القناة بأن نتنياهو كان يتوقع أن ينفذ رئيس الأركان الخطة، قبل اضطرار إسرائيل لاتخاذ قرارات سياسية حاسمة تؤثر على العملية العسكرية.

ودار نقاش عاصف خلال جلسة الحكومة، وكانت الآراء تطالب بمزيد من التحرك العسكري في غزة، وقطع المساعدات، وقالت الوزيرة ميري ريجيف: "هذا هو الوقت المناسب لضغوط عسكرية أقوى، لجعل السنوار يطاردنا، وليس أننا سنطارده".

وأضافت الوزيرة المتطرفة: "هذه هي فرصتنا، مزيد من الضغط قبل شهر رمضان مباشرة، وكما هاجمونا خلال سمحات توراة، فمن المؤكد أنه في رمضان لا ينبغي لنا أن نكون أكثر لطفا ورحمة معهم".

---------------------------------------------

 

غادره غالانت.. غضب باجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي لمناقشة شروط حماس

 

اختتم مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعا عقده ليلة أمس الخميس في تل أبيب لبحث مطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والرد عليها بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتجزين في قطاع غزة بحالة من الغضب، تزامنا مع إغلاق عائلات المحتجزين الشارع الرئيسي المؤدي إلى وزارة الدفاع في تل أبيب مطالبةً بعودة أبنائها.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الاجتماع شهد غضبا بين الوزراء بعدما غادره وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في منتصفه، مشيرة إلى أن المجلس سيعقد اجتماعا آخر الأسبوع القادم، دون إضافة أي تفاصيل عن الاجتماعين.

وبينما لم يصدر بيان رسمي عن نتائج الاجتماع، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، ويلوّح بشن عملية عسكرية في رفح من أجل الضغط على حركة حماس عسكريا، وسط رفض أميركي للقيام بعملية في رفح المكتظة بالنازحين.

ويؤكد نتنياهو علنا على رفض إسرائيل الخضوع لمطالب حركة حماس، في المقابل يطالب الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس بإعطاء ملف المحتجزين في غزة أولوية قصوى.

ومن المتوقع أن يجتمع المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية بعد انتهاء اجتماع مجلس الحرب.

 

أزمة المحتجزين

 

ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الداخل الإسرائيلي وعدد من السياسيين، منهم منتمون لمجلس الحرب، على خلفية أزمة المحتجزين في قطاع غزة وعدم التوصل لمسار يضمن عودتهم أحياء.

في السياق، أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن -الذي اختتم أمس زيارته لإسرائيل- عن صدمته من أن نتنياهو يبدو وكأنه يسعى لمواجهة مع واشنطن.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن بلينكن شعر بالصدمة من إقحام نتنياهو الاعتبارات السياسية في قضية المحتجزين، وأن بلينكن ملتزم باستعادتهم أكثر من نتنياهو.

 

مظاهرات في (إسرائيل)

 

في الأثناء، أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة شارع “مناحيم بيغن” الرئيسي المؤدي إلى وزارة الدفاع في تل أبيب، رافعة لافتة ضخمة تطالب بإبرام صفقة تبادل.

كما رفع المتظاهرون لافتات تفيد بأن عدم التوصل لصفقة يعني حكما بالإعدام على أبنائهم المحتجزين في القطاع.

وفي المقابل، تظاهر آلاف اليمينيين الإسرائيليين في مدينة القدس لمطالبة الحكومة بعدم إبرام صفقة مع حركة حماس لتبادل الأسرى، وعدم وقف القتال في قطاع غزة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرا إسرائيليا في غزة، في حين تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.

والأربعاء الماضي، أعلنت حماس موافقتها على إطار باريس الذي قدم إليها الأسبوع الماضي، وأضافت عليه ملحقا تضمن خطة من 3 مراحل مدة كل منها 45 يوما، يتم خلالها وقف العمليات العسكرية بشكل كامل من الجانبين وتبادل الأسرى والجثث.

---------------------------------------------

 

 

 

 

فورين أفيرز: حرب غزة وحدت السنة والشيعة وخلقت جامعة إسلامية عالمية

 

 

إبراهيم درويش- القدس العربي 9/2/2024

 

نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا للباحث في جامعة بريستول البريطانية والمختص بالإسلام العالمي ومؤلف كتاب “الخلفاء والأئمة: ظهور السنة والشيعة” توبي ماثيسون، تحدث فيه عن جبهة إسلامية عالمية قد تمثل التحدي الأكبر لأمريكا نتيجة للحرب في غزة.

وقدم في البداية صورة بانورامية عن التداعيات المباشرة للحرب في غزة، من اغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني بسوريا وقتل قيادات لحزب الله وزعيم في حماس ببيروت ومواجهات مستمرة على جبهة الجنوب اللبناني، إلى جانب عمليات الحوثيين في البحر الأحمر.

وقد نظر المراقبون إلى التطورات الناجمة عن حملة إسرائيل العسكرية في غزة باعتبارها صورة عن توسع تأثير ما يطلق عليه “محور المقاومة”، لكن ما لم يلاحظ هو غياب البعد الطائفي في التعاطف مع غزة، فقد اختفت الخطوط الطائفية التي علمت النزاعات بالمنطقة منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003. فالحروب الشرسة في العراق وسوريا واليمن حملت مكونات سنية- شيعية، واستخدمت إيران والسعودية الولاء السني والشيعي في التنافس على المنطقة.

نظر المراقبون إلى التطورات الناجمة عن حملة إسرائيل العسكرية في غزة باعتبارها صورة عن توسع تأثير ما يطلق عليه “محور المقاومة”، لكن ما لم يلاحظ هو غياب البعد الطائفي في التعاطف مع غزة

لكن الحرب في غزة تحدت كل هذه النمطيات، فالفلسطينيون في غالبيتهم سنة، ونشأت حماس من عباءة الإخوان المسلمين المتجذرة في مصر والتي تعتبر أكبر حركة سنية في القرن العشرين، والسؤال عن السبب الذي وجدت فيه حماس أكبر حلفاء لها بين الشيعة في العراق ولبنان وإيران واليمن؟ والجواب كامن في طبيعة الصراع على فلسطين وتحريرها والذي يحتل جزءا مهما في تفكير وعواطف كل من السنة والشيعة حول العالم، ويعتبر أعمق من محور المقاومة.

وعندما تحدث نزاعات وحروب محلية في مناطق أخرى من العالم الإسلامي، يتم استحضار محنة الفلسطينيين كنقطة حشد وتعبئة. وبالتأكيد أصبحت إيران وحلفاؤها في المنطقة أكبر داعم للمقاومة الفلسطينية المسلحة بعدما تخلت الدول العربية عن دورها التقليدي وطبعت العلاقات مع إسرائيل.

ومن هنا تراجع البعد الطائفي في السياق الفلسطيني، إلى جانب تطورات أخرى مثل التقارب السعودي- الإيراني في آذار/مارس 2023 والمحادثات الجارية بين السعودية والأطراف المشاركة في الحرب اليمنية لتحقيق تسوية وكذا الديناميات الجديدة في كل من العراق ولبنان، التي جعلت من العامل الطائفي أقل أهمية.

وبعد أربعة أشهر من دك إسرائيل لغزة، فقد استيقظ الحس بجبهة إسلامية عالمية أو جامعة إسلامية تجمع الرأي العام السني، وغالبيته من العرب المعارضين للتطبيع والجماعات الشيعية المسلحة التي تشكل جوهر “محور المقاومة” الذي تتزعمه إيران. وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، فهذا تحد يذهب أبعد من مواجهة إيران وجماعاتها الوكيلة في العراق واليمن بغارات جوية. ومن خلال سد الفجوة الطائفية في الشرق الأوسط، تهدد الحرب في غزة بتراجع التأثير الأمريكي وتعقد على المدى البعيد أي تدخل عسكري مستقبلي. وتمثل الوحدة الجديدة عقبات مهمة أمام جهود الولايات المتحدة لفرض سلام من القمة للقاع تستثني فيه الإسلاميين الفلسطينيين.

 

السنة والشيعة

 

أدت حرب 1948 وتهجير الفلسطينيين لنشوء علاقات وتحالفات جديدة، وتزامن تدفق الفلسطينيين إلى لبنان بعد 1948 و1967 مع صحوة سياسية جديدة لشيعة لبنان المهمشين. وعلى مدى العقود بنى الفلسطينيون علاقات مع شيعة لبنان وكذا مع بعض القيادات التي أسهمت بالثورة الإسلامية ضد حليف الغرب وإسرائيل في إيران، محمد رضا شاه بهلوي. وبعد الثورة في 1979 زار وفد من منظمة التحرير الفلسطينية قم حيث وصف الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات انتصار الثورة “بالانتصار الكبير للمسلمين ويوم النصر لفلسطين”.

وبعد يومين سلم آية الله الخميني السفارة الإسرائيلية لمنظمة التحرير. وزار وفد من الإخوان المسلمين إيران للتهنئة بالثورة، ومن اللافت أن حركات الإسلام السياسي لم تتعامل مع الثورة الإسلامية الإيرانية من خلال المنظور السني- الشيعي. وبخلاف موقف هذه الحركات، فقد نظرت الأنظمة العربية السنية للثورة الإسلامية كتهديد وخافت من تعزيزها للشيعة في بلدانها وتقوية الحركات الإسلامية وتهديد علاقاتها مع الغرب، ومن هنا قام العراق البعثي بشن حرب مع إيران ودعمته منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الأخرى، حيث توصلت إلى نتيجة أن علاقاتها مع العراق والدول الخليجية مقدمة على علاقاتها مع إيران.

أدى الغزو الأمريكي للعراق لتأجيج البعد الطائفي والحروب السنية – الشيعية، بل وعزز الغزو من سلطة الميليشيات المسلحة التي تقاتلها اليوم إدارة بايدن

وأدى الغزو الأمريكي الضال للعراق في 2003 لتأجيج البعد الطائفي والحروب السنية – الشيعية، بل ومنح الجماعات الشيعية التي كانت في المنفى منذ الثورة الإسلامية العودة إلى العراق وتولي الحكم، وعزز الغزو من سلطة الميليشيات المسلحة التي تقاتلها اليوم إدارة بايدن. وزاد الغزو من تأثير القاعدة التي شنت حربا دموية في العراق وأدت لولادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

 

فرق تسد

 

 وبعد عقدين من العنف السني- الشيعي وجهود تنظيم الدولة لإنشاء خلافة، اعتقد الكثيرون في الغرب أن الحركات الإسلامية السنية مثل حماس لم تعد تحظى بشعبية في الشرق الأوسط الكبير. وافترضوا أن في دول مثل مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، لم تعد جماعة الإخوان المسلمين مهمة في السياسة وأن قادة الخليج الجدد لم يعودوا مهتمين بالقضية الفلسطينية أكثر من اهتمامهم بالتطبيع مع إسرائيل واستيراد تكنولوجيا الرقابة وبناء علاقات تجارية معها. كما افترض صناع السياسة الغربية أن المجتمعات الشيعية في إيران والعراق لن تحشد قواها دفاعا عن فلسطين. ودفعت هذه الافتراضات الخاطئة المسؤولين في واشنطن إلى إقناع دول عربية بالتطبيع مع إسرائيل، حتى في ظل غياب للقضية الفلسطينية والفلسطينيين الذين يعيشون في ظل احتلال دائم أو لجوء.

وفي الحقيقة كان الدعم للقضية الفلسطينية هو الشيء الوحيد الذي اتفق عليه السنة والشيعة. وفي المؤتمر الإسلامي الذي انعقد بالقدس عام 1931 لإظهار التضامن الإسلامي ضد الصهيونية، اقترح المشاركون قيادة مرجعية شيعية عراقية للصلاة في الأقصى. وبعد 75 عاما حظي حزب الله بعد حربه مع إسرائيل عام 2006 بدعم من السنة والشيعة على حد سواء، ونفس الأمر يحصل اليوم مع حماس في غزة. كل هذا زاد من مخاوف الطغاة العرب الذين راقبوا بذهول كيف أصبحت الجماعات الشيعية من لبنان إلى العراق والبحر الأحمر قناة الدعم للمقاومة في غزة، وهي نفسها “محور المقاومة” التي تنسق برعاية إيرانية العمل في المنطقة.

ويجب علينا الملاحظة هنا أن متانة قوات المقاومة ليست مرتبطة أساسا بالتعبير الديني الأصولي أو الطائفي، بل هي نابعة من عدة عوامل، مثل مستويات الدعم المستدام والبنى التنظيمية المكرسة والمنضبطة والأيديولوجية المتماسكة والدعم الاجتماعي الذي تحصل عليه من مجتمعاتهم. ولكنها متجذرة أساسا في تداعيات التدخلات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية وسياسات الأنظمة العربية الداعمة للغرب. وهي متعلقة أيضا بوحدة حماس التدريجية باعتبارها أقوى حركة إسلامية فلسطينية مع حلفاء إيران الشيعة.

يرى مراقبون أن “وحدة الساحات” تعرضت لامتحان في غزة، حيث أظهرت الجماعات المؤيدة لإيران الدعم لحماس ولكنها حرصت على عدم التورط في حرب شاملة

ويشير الكاتب هنا إلى أن محور المقاومة ولد بعد هجمات 9/11 وكان تلاعبا على “محور الشر” الذي أطلقه جورج دبليو بوش حيث وضع العراق وإيران إلى جانب كوريا الشمالية في سلة واحدة. وبعد ذلك أضاف مساعد وزير الخارجية جون بولتون كوبا وليبيا وسوريا.

وقد أثار التصنيف دهشة الإيرانيين الذين كانوا يعيدون ترتيب علاقاتهم مع واشنطن، بل وساعدوها في أفغانستان. وهو ما دفعهم مع سوريا لتعزيز علاقاتهم مع حركات المقاومة الفلسطينية وفي لبنان والعراق. ويقول الكاتب إن العلاقة بين حماس وإيران أخذت وقتا طويلا لكي تتطور ومرت بمراحل من الخلاف والتوتر أثناء الحرب الأهلية في سوريا، ولم تتحسن إلا بنهاية العقد الثاني من القرن الحالي، عندما قررت القيادة السياسية في غزة وتحت زعامة يحيى السنوار الابتعاد عن التأثيرات الإقليمية وطورت علاقاتها مع إيران.

ومع ذلك ظلت حماس على هامش محور المقاومة نظرا لأن ما يجمع الميليشيات الشيعية هي عقيدة تحرر مرتبطة بالجمهورية الإسلامية ومرتبطة بالمرشد الأعلى في طهران، وهذا ليس موجودا في حالة حماس. ويطرح هذا سؤالا حول كيفية إدارة إيران محور المقاومة، ومن الأكيد أنه لا المرشد أو حزب الله أو القيادة السياسية لحماس أو أي طرف في المحور كان على معرفة بقرار حماس الهجوم على إسرائيل. ولكن السؤال هو عن مدى استعداد عناصر محور المقاومة الانضمام دفاعا عن واحد من أعضائه، رغم حديث قادة المحور عن “وحدة الساحات” والذي يفرض على جميع الأطراف المساعدة حالة تعرض طرف للهجوم، مع أن هذا لم يحدث في حالة حماس. بالتأكيد، حدثت نشاطات عسكرية هنا وهناك إلا أن إيران لم تتدخل وحصر حزب الله نشاطاته في مناطق والحوثيين في البحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن “وحدة الساحات” تعرضت لامتحان في غزة، حيث أظهرت الجماعات المؤيدة لإيران الدعم لحماس ولكنها حرصت على عدم التورط في حرب شاملة. ورغم النقد لإيران والجماعات المؤيدة لها في المنطقة وأنها تريد توسيع الحرب إلا أن الدعم لحماس وعقيدتها واسع وحتى داخل الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل.

وفي السعودية أظهر استطلاع أن نسبة 90% من المشاركين يعارضون التطبيع. وبالمقابل زادت المواقف من الولايات المتحدة شدة، ففي استطلاع لمؤشر الرأي العام العربي في الدوحة وجد أن نسبة ثلثي المشاركين لديهم مواقف سلبية من أمريكا منذ بداية الحرب. ومن الصعب فهم الكيفية التي تشكلت فيها هذه الآراء إلا أن الدول العربية لم تكن قادرة على تقديم شيء لوقف الحرب في غزة، وبالمقابل عملت إيران والجماعات المتحالفة معها على تقديم أنفسهم كداعمين لفلسطين وغزة، خذ مثلا، حرب الحوثيين في البحر الأحمر، التي حظيت بدعم في المنطقة. وبالمحصلة فقد استطاعت حرب غزة بناء وحدة في العالم الإسلامي أكثر من أي نزاع حدث في الماضي القريب.

------------------انتهت النشرة------------------

أضف تعليق