قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلاً عن مسؤولين، إن إسرائيل ليست قريبة من القضاء على "حماس"، في وقت يستعد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي للهجوم على مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
وبحسب ما تنقل الصحيفة فإن مسؤولي المخابرات الأميركية أبلغوا أعضاء الكونغرس خلال إيجاز عسكري قُدم أمامهم هذا الأسبوع، أن إسرائيل نجحت في إضعاف القدرات القتالية لحركة حماس إلا أنها لم تقترب من القضاء عليها.
وشكك المسؤولون فيما إذا كان "تدمير حماس أو القضاء عليها يعد هدفًا واقعيًا للحرب، نظرًا لأنها تعمل كقوة في حرب عصابات، وتختبئ في شبكة من الأنفاق التي يصعب اختراقها"، إلا أنهم أشاروا إلى أن إضعاف قوتها القتالية قد يكون هدفًا أكثر واقعية.
وأكدت "نيويورك تايمز" أن الإيجاز العسكري الذي قدمه المسؤولون في المخابرات الأميركية، لم يتضمن تقديرًا لعدد قتلى حركة حماس في الحرب، بحجة أن التقديرات ليست دقيقة، وأن أعداد القتلى ليست مؤشرا على تحقيق هدف القضاء على حماس.
وفي حين تقول إسرائيل إنها دمرت ثلثي كتائب حماس القتالية، يقدر المسؤولون إن التقديرات أقل من ذلك، مرجحين مقتل ثلثي المقاتلين الذين يتراوح عددهم قبل الحرب بين 20 ألفًا و25 ألفًا، بحسب الصحيفة.
ويشير المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة تعلمت من حروبها أن عملية إحصاء قتلى المقاتلين في الحروب، ليست ذات جدوى، خاصة وأنها ترى أن "قتلهم يؤدي إلى التوجه نحو المزيد من التطرف بما يؤدي إلى تضخم صفوف هذه التنظيمات".
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء الماضي، إن هدفه هو تدمير حركة حماس، فيما أصدر بيانًا مساء اليوم يقول فيه إنه "لا يمكن تحقيق هدف الحرب وهو تدمير حماس حين يتم الإبقاء على 4 كتائب تابعة لحماس في رفح".
وأوعز للجيش وللمؤسسة الأمنية بـ"رفع خطة مزدوجة إلى الكابينت تركّز على إجلاء السكان من رفح وعلى تدمير كتائب حماس".
ويدّعي مسؤولون في المستوى الأمني الإسرائيلي بأن العملية البرية في رفح ستؤدي إلى قتل عدد كبير من عناصر المقاومة وتحقيق ضغط كبير على قيادة حركة حماس في إطار المفاوضات العالقة من أجل التوصل إلى صفقة تفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
يأتي ذلك فيما عبرت الإدارة الأميركية عن قلقها البالغ إزاء احتمال توسيع العملية البرية الإسرائيلية في رفح، دون إجلاء المدنيين إلى مناطق آمنة.
وتسبب تقديم قادة الحرب هدف القضاء على حركة حماس على إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، بانقسام كبير في إسرائيل، في ظل اتهام عائلات المحتجزين لنتنياهو وحكومته بالتخلي عن أبنائهم.
وامتد الانقسام بشأن أهداف الحرب، إلى مجلس الحرب الإسرائيلي، إذ قال الوزير غادي أيزنكوت عقب جلسة للمجلس الشهر الماضي، إنه "يجب التوقف عن الكذب وإظهار الشجاعة بالتوجه إلى صفقة كبيرة تعيد الأسرى"، مضيفاً: "لا يوجد سبب للاستمرار في الحرب بنفس الطريقة كالعميان"، فيما يصر نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت على مواصلة الحرب.
أضف تعليق