الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 7/2/2024 العدد 929
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
يديعوت احرونوت 7/2/2024
بيبي تطرف وتبنى مذهـب الصهيونية الدينية
وعظمة يهودية حتى قبل ان ينضما الى الحكومة
بقلم: سيفر بلوتسكر
حسب التحليل السياسي الدارج فان الوزيرين المتطرفين بن غفير وسموتريتش يمسكان رئيس الوزراء المعتدل بنيامين نتنياهو من عضوي جسده الحساستين يهددان وحدة ائتلافه ويجبرانه على التصرف بخلاف مواقفه الفكرية وتفضيلاته. ليس دوما، لا سمح الله ، بل في أحيان متواترة.
هل حقا؟ هل حقا اختطف نتنياهو من الجناح السموتريتشي في حكومته الذي يحتجزه كأسير؟ هاكم تحليل آخر بنيامين نتنياهو تغير في العقد ا الثاني من القرن الـ 21. أسباب التغيير ليست واضحة. قد يكون العمر، قد يكون التأثير المتزايد لعائلته القريبة وقد تكون تحقيقاته في الشرطة وتقديمه الى المحاكمة - وحتى هذه ليست هامة حقا. الاتجاه هو المهم. بيبي تطرف وتبنى لنفسه مباديء مذهب الصهوينية الدينية وعظمة يهودية حتى قبل ان ينضما الى الحكومة فلمن نسي نذكره بانه لولا تدخل إدارة ترامب لكان نتنياهو فرض في 2020 السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ومحيطه كخطوة ضم أحادية الجانب ليس لان أحدا ما في حكومته ضغط او لا سمح الله هدد بتفكيكها. فقد أوشك على أن ينفذ خطة الضم بارادته السياسية الحرة، وهو مفعم بالايمان بحقنا في ذلك. والفرصة فقط هي التي برزت في شكل "اتفاقات إبراهيم" مع عدد من الدول العربية التي طالبت إسرائيل بالتخلي عن الضم مقابل اعتراف کامل وسلام حار بدأ في نظر نتنياهو كمرض ومعلل لتأجيل رؤيا الضم وارجاء لتحقيقها.
أفكاره أخذت تتضح منذئذ، حتى قبل الحرب ضد حماس. والدليل هو جملة أساسية من الخطوط الأساس للحكومة القائمة مثلما نشرت في بداية 2023: "للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للجدال على كل مناطق بلاد إسرائيل". فكرة الحصرية اليهودية المطلقة في كل مناطق بلاد إسرائيل من النهر وحتى البحر أدخلت نصا إذن بالخطوط الأساس للحكومة في صيغة لم توجد مثلها خطوط الأساس لحكومات الليكود السابقة، من حكومات مناحم بيغن حتى بنيامين نتنياهو قبل 2023. في عدد من الاتفاقات الائتلافية كتب ان "للشعب اليهودي حق غير قابل للجدال في دولة سيادية في بلاد إسرائيل، الوطن القومي والتاريخي للشعب اليهودي". حق - لكن ليس حصريا في بلاد إسرائيل - لكن ليس في كل مناطق بلاد إسرائيل مثلما في الخطوط الأساس لحكومة نتنياهو الحالية.
يمكن بالطبع محاولة تبرير موافقة بيبي على صيغة على هذا القدر من التطرف بتطلعه لخلق ائتلاف والوقوف على رأسه في فترة من المتوقع فيها ان يحاكم في المحاكم. يمكن - لكن فقط اذا تجاهلنا العطف الشديد الذي يبديه نتنياهو على مدى السنة الأخيرة للاراء للسيحانية والضمية يشهد على ذلك رفضه التطرق لمسألة الدولة الفلسطينية، التي لم يستبعدها في الماضي والرفض العنيد بقدر لا يقل المشاركة السلطة الفلسطينية في نظام مدني جديد في قطاع غزة. من تحدث مع رئيس الوزراء فوجيء لسماع الى أي شوط قطع الفلسطينيون في الضفة الغربية، يجب برأيه، أن يكتفوا بحكم ذاتي محدود وصلاحياته تكون محدودة جدا. محدودة ومقلصة اكثر بكثير مقارنة بما كان مستعدا لان يعطيهم مناحم بيغن في اتفاقات كامب ديفيد والرئيس دونالد ترامب في رؤياه للسلام. بالنسبة لمستقبل غزة، بيبي يستبعد مسبقا كل علائم سيادة فلسطينية فيه. هو يكون ارضا سائبة برقابة عسكرية إسرائيلية وإدارة مدنية دولية.
تتوفر أدلة أخرى على الانعطافة التي طرأت على عالم نتنياهو الداخلي، من الانتهازية والواقعية الى الخيال للغرق بالقومية المتطرفة والسيحانية. كنتيجة لذلك تقلصت جدا المساحة الفكرية - السياسية بينه وبين متطرفي حكومته. هو يسير بثقة الى جانبهم. ليس في ذلك ما يعني ان بيبي لا يمقت صراخات بن غفير ولا ينفر من مناورات سموتريتش. هو يمقت وينفر حتى عندما يكون متفقا على رسائلهما الأساسية، بما فيها رسائل خفية عن "خيانة" و "مؤامرة".
ولا يزال في لحظات حسم بارزة سيكون لنتنياهو الجديد مريحا ان يلعب دور رجل الوسط الذي لم يعده.
---------------------------------------------
هآرتس 7/2/2024
في الليكود نسوا ماذا يعني أن تكون من البشر
بقلم: يوعنا غونين
الانتخابات المحلية في اسرائيل هي مثل منظار القولون ، اجراء غير لطيف، الذي في جيل معين يضطرون الى اجرائه مرة كل بضع سنوات من اجل الحفاظ على منظومة سليمة، ومعظم الاشخاص يميلون الى تأجيله الى حين يأتي التاريخ.
ها هو التاريخ جاء الانتخابات المحلية يتوقع أن تجرى بعد ثلاثة اسابيع بالضبط في 27 شباط الحالي. يسهل نسيان أن هذا يحدث، حيث الاهتمام العام يتركز على القتال في الجنوب وفي الشمال وعلى الازمة الاقتصادية العميقة وعدم الأداء الضخم للحكومة. فقط هنا وهناك تبرز في الشوارع البائسة اعلانات مضاءة في محطات الحافلات أو لافتات مثبتة جيدا تدل على أن الحدث يحدث بالفعل في الواقع أو على الاقل في نفس الوقت الذي حدث فيه.
مع ذلك ، هناك ايضا في هذه الايام من يصممون على عدم التنازل عن أي عمود رئيسي لكل حملة انتخابات في العصر الحالي الاستفزاز الرخيص لمرشحين شعبويين. في يوم الخميس الماضي خرج اعضاء قائمة تل ابيب المشتركة لليكود وقوة يهودية في حملة بعنوان "اليسار نسي ماذا يعني أن تكون يهودي.. الليكود - قوة يهودية في تل ابيب - يافا هنا من اجل الحفاظ على التقاليد اليهودية... وعلى فضاء عام يمكن وضع فيه ملابس الصلاة وتأدية الصلاة دون احتقارك أو منعك من ذلك بالقوة" ، نشر في صفحة القائمة في الفيس بوك، وهي اشارة على ادعاءات كاذبة وكأن بلدية تل ابيب تقوم بمنع ملابس الصلاة أو أداء الصلاة في الفضاء العام.
هذه بالطبع محاولة يائسة من اجل لفت الانتباه أنا اعتذر مسبقا عن اسهامي في ذلك. مع ذلك، هذه الحملة السيئة تسلط الضوء على عدة نقاط تتجاوز الانتخابات المحلية. أولا، حقيقة أن الليكود وقوة يهودية يتنافسان في قائمة واحدة فقط قبل سنة ونصف امتنع بنيامين نتنياهو عن التقاط صورة مع ايتمار بن غفير ، والآن احزابهما يتنافسان في قائمة واحدة عملية كهننة الليكود التي ظهرت في نشاطات ليكوديين مثل ماي غولان وحانوخ ملفتسكي وشلومو قرعي، تم استكمالها، وفي هذه المرحلة اصبح من الصعب التمييز بين الحزب الحاكم التفكك وحزب الهامشيين الحالمين الذي ركب على ظهره طول الطريق من اجل الوصول الى الحكومة. ومثل المخلوق الذي شكله العالم فرنكن شتاين من اجزاء مختلفة ايضا شرنقة نتنياهو انتفضت على خالقها، والآن هي تطالب بالدماء.
شعار الحملة أخذ من الاقوال التي همس بها نتنياهو في أذن الحاخام اسحق كدوري في 1997 "اليسار نسي ماذا يعني أن تكون يهودي". هذه الاقوال تم تسجيلها بدون علم نتنياهو وقد اثارت عاصفة في اوساط الجمهور. في المقابل، الآن الليكود ينشرها على الملأ حرفيا، ولا يوجد أي صوت يرد ولا توجد عاصفة في اوساط الجمهور. نحن تعودنا نتنياهو عودنا.
من الجدير الانتباه الى أن فرع الليكود المحلي يعود بضجة الى التحريض منفلت العقال الذي سبق صدمة 7 اكتوبر ، نفس الخط الذي يعود اليه بخطوات تدريجية أكثر ايضا الحزب القطري الحرب الدينية هي عامل نتنياهو الوحل الدافيء الذي من المريح له أن يغطس فيه منذ اقترح عليه في التسعينيات المستشار الامريكي آرثر فلنكنشتاين النبش في هذا الجرح من اجل كسب اكبر قدر من الارباح. في حينه كان نتنياهو قبل لحظة من ٧ اكتوبر عندما اخترع فرية اليساريين الذين يهاجمون الحاخامات، وهو يسعى للعودة الى هناك بالضبط من اجل تخليص نفسه من الوضع السيء الذي سببته له هذه المذبحة القرفة. يمكن فقط الأمل بأنه كما حدث في الولايات المتحدة في قضية الاجهاض ، هناك هستيريا اليمين انقلبت على الجمهوريين، أيضا التحريض القذر لنتنياهو وأتباعه سيجعل المعارضين لهم يستيقظون ويتدفقون الى صناديق الاقتراع كي يوضحوا لهم الى أي درجة سئموا من سمهم.
---------------------------------------------
هآرتس 7/2/2024
المعادلة لا يمكن تغييرها: المختطفون هم ورقة المساومة الوحيدة التي تملكها حماس
بقلم: جاكي خوري
الرد الذي قدمته حماس الليلة الماضية (الثلاثاء) على الخطوط العريضة لإطلاق سراح المختطفين تم تصويره في إسرائيل على أنه نقطة تحول حاسمة في الحرب. واستناداً إلى الرد الذي نشرته المنظمة وتلقاه في إسرائيل والولايات المتحدة وقطر، من الممكن تقييم الشكل الذي ستبدو عليه المراحل التالية من الحرب – العسكرية والسياسية، وإلى حد كبير السياسية على حد سواء.
وبحسب مسودة نشرتها وكالة رويترز للأنباء، اقترحت حماس خطة في المرحلة الأولى تقوم فيها إسرائيل بوقف القتال لمدة 45 يومًا وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وبعد ذلك ستنسحب إسرائيل من المدن والتحمعات السكانية في قطاع غزة وتقدم مساعدات إنسانية مقابل إطلاق سراح المختطفين الاسرائيليين من النساء والشباب والكبار والمرضى.
وبحسب تقرير الجزيرة، تطالب حماس أيضًا في هذه المرحلة بدخول ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات ووقود، وما لا يقل عن 60 ألف منزل مؤقت و200 ألف خيمة إلى القطاع يوميًا. كما طالبت المنظمة، في نفس الوقت، بمواصلة الجانبين إجراء محادثات غير مباشرة من أجل وضع حد كامل للقتال. ترتيب الأمور كما ورد في رد حماس – وقف إطلاق النار، المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، حلول الإسكان للنازحين، إعادة اعمار القطاع ورفع الحصار، وتبادل الأسرى – ليس من قبيل الصدفة. إن تأجيل مطلب الوقف الكامل لإطلاق النار إلى مرحلة لاحقة من المخطط يرتكز على الاعتقاد بأن النجاح في تنفيذ المراحل الأولى سيعزز الأجندة الجديدة حتى إعلان النهاية الكاملة للحرب.
ومع كل الاحترام الواجب للأسرى الفلسطينيين في إسرائيل، ينبغي على القيادة أولاً أن تعتني بمن يتعرضون لإطلاق النار، ويواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة. وأكد قادة حماس أن هذا الموقف مقبول أيضًا من قبل الأسرى أنفسهم، وهذه الرسالة خرجت أيضًا من جدران السجون، على ضوء مشاهد القتل والدمار في قطاع غزة.
الجمهور الإسرائيلي أقل اهتماماً بالدمار في قطاع غزة، والوضع الإنساني هناك لا يطرح للنقاش إلا عندما يتعلق بوضع المختطفين الاسرائيليين، أو في سياق الاحتجاج على نقل المساعدات.
ويرى البعض أن أي نقل للمساعدات إلى قطاع غزة هو بمثابة استسلام لحماس، ويطالبون بأن يكون دخول الغذاء والماء والدواء مشروطا ببقاء المختطفين على قيد الحياة، إن لم يكن إطلاق سراحهم. وقد رفضت حماس ذلك بشدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتمكنت من التمسك برفضها والتمسك بالرفض على المستوى العسكري.
تقرير الليلة الماضية بأن عدد القتلى أكبر مما كان معروفا في السابق ليس من المتوقع أن يغير المعادلة بين حماس وإسرائيل: المختطفون هم أهم وسائل الضغط التي يستخدمها السنوار.
وهذه عملياً هي ورقة المساومة الوحيدة في المفاوضات، حتى مع الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة، وحتى لو كان هناك اختلاف في الرأي في حماس حول الصفقة وشروطها، كما تدعي إسرائيل، إلا أن هناك شيء واحد متفق عليه: وحدهم المختطفون هم من يسمح لهم بوضع الشروط، ووجود 136 إسرائيلياً في قطاع غزة وحده هو الذي أدى إلى انعقاد القمة في باريس، وهم وحدهم من جلبوا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى هنا خمس مرات.
كل الباقي، حتى فكرة اليوم التالي، هي تفاصيل ثانوية. تعرف حماس كيف تقرأ الخريطة داخل المجتمع الإسرائيلي: فمن الواضح للجميع، وكذلك لقيادة الحركة في قطاع غزة وخارجه، أن قضية المختطفين وحدها هي التي يمكن أن تخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع.
لا أحد هنا يفكر في نظام سياسي، ودولة فلسطينية، وتقرير المصير، وبالتأكيد ليس في الكارثة الإنسانية في قطاع غزة والقتلى والجرحى الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف. بالنسبة للكثيرين في إسرائيل، يُنظر إلى هذه الفكرة على أنها وهم في أحسن الأحوال واعتراف بالهزيمة. وحده القتال من أجل المخطوفين هو الذي يجبر بنيامين نتنياهو على مواجهة أسئلة صعبة في الداخل، ويكشف عن افتقاره إلى الرؤية.
ومن دونه لا يوجد ما يبرز التنافر بين أهداف الحرب التي حددها رئيس الوزراء، وهي تحرير المختطفين من أيدي من يسعى إلى سحقهم.
ولذلك تفضل حماس الاحتفاظ بالرهائن حتى تتغير المعادلة، حتى لو تم العثور على المزيد والمزيد منهم قتلى. في نظر الجمهور الإسرائيلي، يعتبر هذا موقفا قاسيا وغير إنساني، حتى تجاه الفلسطينيين غير المشاركين الذين أصبحوا رهينة لواقع غير إنساني. ولكن هذا هو الوضع، ولا يمكن إنكاره: بالنسبة لحماس، فإن عدد القتلى في قطاع غزة لم يعد مهما.
الفارق بين 25 ألف قتيل و30 ألفاً لن يؤدي إلى تغيير، ولن يؤدي إلى هدم برج آخر أو تحول آلاف آخرين إلى لاجئين. ولم يعد حجم الدمار متغيرا في المعادلة، حتى بالنسبة لإسرائيل التي لا تستمد أي رضا أو شعور بالنصر من هذه المشاهد. وما دام المختطفون في غزة، وطالما تحولت الحرب إلى تهديد إقليمي، فإن الطرف الأقوى في المعادلة ليس لديه إجابة على سؤال مركزي واحد: ما هو ثمن عودة 136 إسرائيلياً من أسر حماس؟
---------------------------------------------
هارتس 7/2/2024
نتنياهو يعارض بشدة اقتراح الوسطاء ومن المتوقع أن تكثف عائلات المختطفين النضال من أجل إطلاق سراحهم
بقلم عاموس هرئيل
نتنياهو يعارض بشدة اقتراح الوسطاء ومن المتوقع أن تكثف عائلات المختطفين النضال من أجل إطلاق سراحهم
التقدير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس (الثلاثاء)، والذي يفيد بأن حوالي 85 من بين 136 مختطفًا لدى حماس ما زالوا على قيد الحياة، أثار الاهتمام في إسرائيل.
وكذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أيضًا، وإن كان ذلك في منطقة محصورة، عن تقييمات مماثلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي حتى الآن وفاة 31 من المختطفين، ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك تخوفاً من أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى، لكن حتى الآن لم يتم تقديم تقديرات مؤكدة بشأن حجمهم. الرقم المنشور في الولايات المتحدة ليس بعيدًا عن التقديرات المعروفة في الحكومة ووزارة الامن، حيث يعلن الجيش الإسرائيلي عن وفاة المختطف فقط إذا كان هناك تقاطع بين مصدرين موثوقين للمعلومات.
ومن يشير إلى مثل هذا الاستنتاج، على سبيل المثال، شهادة أحد المختطفين العائدين من الأسر، إلى جانب شريط فيديو صورته حماس يظهر فيه جثة. وتقوم لجان متخصصة بدراسة النتائج قبل التوصل إلى نتيجة وتقديمها إلى عائلة المختطف.
وإلى جانب القتلى المؤكدين، هناك عشرات آخرين من المختطفين الذين لا يوجد يقين بشأنهم أو لم تتلق منهم أي علامة على الحياة منذ المذبحة التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويبدو أن المجلة قد لخصت كل هذه البيانات معًا، وبناءً على ذلك توصلت إلى نتيجتها. من المحتمل أن جزءًا كبيرًا من الأشخاص الذين توجد شك معقول في أنهم ماتوا قد قُتلوا بالفعل في يوم الهجوم. لكن من المتوقع أن يثير هذا الإعلان ضجة عامة: ومع ذلك، يخوض أهالي المختطفين والحملة الرئيسية لإطلاق سراحهم صراعا مشحونا، مطالبين الحكومة بالتوقيع الفوري على اتفاق لإعادة جميع المختطفين معا، في الساعة 10:00 صباحا. بأي تكلفة. من المؤكد أن الأهالي سيعتمدون على المنشور لتوضيح مدى إلحاح الوقت، ومدى خوفهم من أن يكون مصير العشرات من المختطفين الآخرين مماثلاً للنهاية المأساوية للمختطفين التي وردت في الولايات المتحدة.
ومن المعروف أن من بين المختطفين الذين قُتلوا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر ماتوا في ظروف مختلفة: هناك عدة حالات تشير التقديرات في إسرائيل إلى أنهم قُتلوا على يد خاطفيهم، إما بسبب ذعر حماس أو على ما يبدو لأن الحراس تلقوا اتصالاً مباشراً. تعليمات بقتل المختطف في حال وقوع هجوم إسرائيلي بالقرب منهم، وهو ما قد يشير إلى محاولة إنقاذ الرهائن. ويحذر العديد من عائلات المختطفين من محاولات الإنقاذ الفاشلة، ويقولون إنه كانت هناك بالفعل حالات قُتل فيها المختطفون، بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة لهجوم للجيش الإسرائيلي أو محاولة إنقاذ.
كما أن هناك خوفاً على حياة كبار السن والمرضى والجرحى من المختطفين، نظراً لظروف الأسر القاسية. وتم الشهر الماضي تسليم أدوية خاصة إلى قطاع غزة للمختطفين الذين يعانون من أمراض مختلفة. وفي المقابل، سمحت إسرائيل لحماس بتلقي شحنات كبيرة من الأدوية للسكان المدنيين في القطاع. وحتى يومنا هذا لا يُعرف على الإطلاق ما إذا كانت المخدرات الخاصة بالمختطفين قد وصلت إلى وجهتها أم لا. الليلة الماضية، نُشر رد رسمي من حماس على اقتراح الوسطاء، كررت فيه المطالبة بوقف الحرب كشرط لتنفيذ صفقة الرهائن.
في عمق الحملة بينما يتجه أهاليهم ووسائل الإعلام جل اهتمامهم إلى المختطفين، يحاول المستوى السياسي في إسرائيل تسليط الضوء على إنجازات العملية العسكرية في قطاع غزة. كما يتم بذل الجهود لكسب الوقت لمواصلة القتال، طالما لم يتم إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق. ويقدر وزير الدفاع يوآف جالانت أن ما يقرب من نصف قوة حماس المقاتلة قُتل أو جُرح في الحرب، وأن نحو 75% من كتائبها خرجت عن الخدمة.
كما ادعى جالانت يوم الاثنين أن زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار “في حالة فرار ويتنقل من مخبأ إلى مخبأ وغير قادر على التواصل مع قواته”.
وبحسب جالانت، فإن الضغط الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي والشاباك في منطقة خان يونس لا يؤثر فقط على السنوار، بل يجعل من الصعب أيضًا إجراء مفاوضات بشأن المختطفين، لأن الرجل الذي يتخذ القرارات في حماس في نهاية المطاف – وإن كان ذلك في نهاية عملية معقدة من المشاورات مع مسؤولين مختلفين – شبه منفصلين عن العالم الخارجي في الآونة الأخيرة. تنضم كلمات وزير الدفاع إلى التقديرات المتفائلة التي سمعتها أجهزة الأمن فيما يتعلق بتقدم العملية في خان يونس.
وفي الأيام الأخيرة، إلى جانب احتلال الأراضي ومقتل مئات الإرهابيين فوق الأرض في مخيم اللاجئين غرب المدينة وسقوط العشرات من الإرهابيين في الأسر، تم تسجيل إنجازات أيضاً تحت الأرض. ويتضمن ذلك مسح الأنفاق ومراكز القيادة والسيطرة المهمة التي خدمت الجناح العسكري لحركة حماس لسنوات عديدة. ولا تزال هناك مسافة بين تحقيق هذه الأهداف وبين ضرب القمة العسكرية للتنظيم، وهو أمر ليس واضحا على الإطلاق ما إذا كانت ظلت تحت الأرض في خان يونس.
نادراً ما يتحدث جالانت عن المفاوضات بشأن صفقة الرهائن نفسها علناً في الآونة الأخيرة. من ناحية أخرى، من الواضح تمامًا ما يفكر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: منذ عشرة أيام، منذ قمة باريس التي اجتمع فيها مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر لمناقشة الخطوط العريضة لصفقة جديدة، نتنياهو وحاشيته وبث الوفد المرافق له خطابا معاديا لاقتراح الوسطاء، وانضمت إلى ذلك تصريحات وزراء من الليكود وأحزاب اليمين المتطرف، أدانت التنازلات الكبيرة في الصفقة المحتملة. العلامة المؤكدة على مزاج نتنياهو تكمن كالعادة في ما يحدث في استوديوهات القناة 14.
هناك، كانت الأجواء في الأيام الأخيرة أكثر اضطرابا من المعتاد، حيث يتنافس مختلف المتحدثين مع بعضهم البعض على رفض الصفقة. وبعضهم لا يلجأ حتى إلى شن هجمات شرسة على عائلات المختطفين، الذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل إطلاق سراح أقاربهم. لا يزال من الممكن أن تتغير الأمور. وقد تتفاقم التحركات العامة للعائلات، حيث تبدو فرص التوصل إلى اتفاق أقل. ولم تتخل الإدارة الأميركية عن جهودها أيضاً، وستحاول تغليف إطلاق سراح المختطفين بمسار سياسي واسع يستهدف المنطقة برمتها.
في هذه اللحظة يبدو أن نتنياهو مهتم بالحاجة إلى الحفاظ على ائتلافه وشركائه من اليمين المتطرف أكثر من محنة المختطفين، ويغلف ذلك بالطبع بأسباب أيديولوجية. ومن الواضح أن حماس سوف تسجل نصراً عظيماً إذا تم إطلاق سراح الآلاف من السجناء الفلسطينيين والتزمت إسرائيل بوقف كامل للأعمال العدائية، كما تطالب. ولا يمكن حتى الآن استبعاد إمكانية وجود مسار وسط: تنفيذ ضربة أولى لإطلاق سراح حوالي 35 من المختطفين – نساء وشيوخ ومرضى وجرحى – مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. وبعد ذلك سيستأنف الخلاف حول الصفقة لاحقا. لا يوجد مثل هذا الاتفاق، لكن التسوية المؤقتة بهذه الروح ممكنة لاحقاً، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي للإفراج عن جميع المختطفين.
في هذه الأثناء ينشغل نتنياهو بالتسويق المكثف لشعاره الجديد “النصر الكامل”. هذه الأمور مذكورة في كل ظهور علني لرئيس الوزراء وفي كل تغريدة له أو للناطقين باسمه. ومن المشكوك فيه أن يقتنع عامة الناس بهذا الأمر، وبالتأكيد ليس الأشخاص الذين استهدفتهم الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في شهر أكتوبر الماضي. ما رأيك في الهدف الذي حدده نتنياهو، هذا ما سئل عنه أمس غادي يركوني، رئيس المجلس الإقليمي أشكول، في مقابلة إذاعية. وأجاب يركوني الذي شهد بالفعل بعض العمليات العسكرية في قطاع غزة في حياته: “أترككم من النصر الكامل”. “إنها كلمة مرور. هل تعرف كم عدد كلمات المرور التي نسمعها؟”.
وينشغل سكان الغلاف الآن بأشياء أخرى: القلق على سلامة أصدقائهم وأقاربهم المختطفين، ومحاولة انتزاع التزامات واضحة من الحكومة فيما يتعلق بسلامة أولئك الذين يختارون العودة قريباً إلى المستوطنات التي تعرضت للهجوم. لكن نتنياهو غارق بالفعل في حملة سياسية تهدف إلى إعادة القاعدة اليمينية إلى أحضانه. استجاب أمس لضغوط المستوطنين الذين رسموا صليباً على رأس قائد المنطقة الوسطى يهودا فوكس وطالبوا بتفسير من رئيس الأركان هرتسي هاليفي بعد مناورة تقسيمية في الضفة الغربية اختبرت أيضاً سيناريو الهجمات الانتقامية الشديدة التي يشنها المستوطنون المتطرفون ضد السكان الفلسطينيين.
في هذه الأثناء، وزيرة النقل في حكومته مشغولة بالتخطيط لرحلة عاجلة إلى سريلانكا في خضم الحرب، بينما يتشاجر وزير آخر مع عضو كنيست من المقاعد الخلفية، في حوار مليء بالألفاظ النابية والشتائم الشخصية. ومن حسن حظ الجنود الذين يقاتلون في خان يونس، الذين بالكاد يعودون إلى منازلهم، لا يتابعون الأخبار بانتظام هناك، وإلا فقد يكون لديهم انطباع بأن الحكومة فقدت الاهتمام بحربهم، على الرغم من وعود الرجل الذي على رأسها بتحقيق النصر الكامل.
--------------------------------------------
أخبار قناة 12 -7/2/2024
“ليس في عجلة من أمره وينتظر النصر الإلهي”.. ماذا يدور في رأس السنوار؟
“إن زعيم حماس في قطاع غزة، الذي يبدو أنه الشخص الرئيسي المسؤول عن مصير أكثر من 130 إسرائيلياً، يلعب أيضاً دوراً مهماً في التفاوض على الصفقة. ومع رحيل بعض قوات الجيش الإسرائيلي، فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للتوصل إلى اتفاق”.
ظل زعيم أكثر من مليوني شخص تحت الأرض منذ ما يقرب من أربعة أشهر. غزة تتعرض للتدمير، وشعبها يتضور جوعاً، ويقتل الآلاف من أعضاء حركته، ويهاجر أكثر من مليون إلى الجنوب. لكنه يحمل له ألماسة – أكثر من 130 رهينة إسرائيلية محتجزة في قطاع غزة، ومن خلال التفاوض معهم، يتمكن من هز أعصاب دولة بأكملها. وهم، جنباً إلى جنب مع القيادة العليا لحماس في غزة، ينتظرون الوقت ويقررون عدم اتخاذ القرار.
للدخول في رأس السنوار ومحاولة فهم أسباب سلوكه، عليك التخلص من كل ما نفكر فيه نحن “الغربيين” حول هذا الرجل، وندخل في رأس زعيم جهادي. يقول غيرشون باسكن، مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة المجتمعات الدولية: “إنه شخص متدين للغاية ومؤمن وزاهد”. ويعتقد السنوار، في تقديره، أنه سيخرج من هذه الحرب منتصراً وعلى قيد الحياة.
لقد أجريت معه مقابلة ذات مرة حول حقيقة أن لديه 9 أطفال خلال 11 عاماً من الزواج، قال: “ستقتل إسرائيل 3 من أطفالي، وسيذهب 3 إلى السجن. وقد يبقى 3”. ويضيف: “الإسرائيليون في الطريق”. يعتقد السنوار أنه سيخرج من هذه الحرب منتصرًا، وسيفرض العالم وقفاً لإطلاق النار على دولة إسرائيل، لذلك هو ليس في عجلة من أمره؛ لأن إسرائيل في هذه الأثناء تغرق في وحل إسرائيل: غزة.”
ويواصل المقدم ألون أفيتار، الخبير في الساحة الفلسطينية، القول بأنه أولاً وقبل أي شيء شخص متدين يعمل وفق عقيدة جهادية متطرفة: “لقد حلم السنوار لمدة 30 عامًا بالوصول إلى هذه اللحظة، وقد نما”. “جثا على ركبتي أحمد ياسين الذي قال إن قادة حماس ولدوا ليكونوا مقدسين”. ووفقاً له، هذا هو جوهر المقاومة والكفاح المسلح، ومن الصعب جداً كسر هذا النوع من الإيمان الإلهي. “إنه يعتقد من حيث “النصر الإلهي” أنه يقود الثورة الإسلامية، وتيار المقاومة الإسلامية في العالم كله ضد إسرائيل. وهو في نظره، يقف خطوة أمام احتلال كل فلسطين والوطن”. ويضيف أفيتار: “تدمير إسرائيل”.
عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات، يفهم زعيم حماس ما لديه من قوة. ويقول الدكتور مايكل ميلستين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب، إن حماس تشعر بالفعل أن الضغط العسكري الإسرائيلي على القطاع أصبح محدوداً مع انسحاب القوات، إلى جانب شعور حماس بازدياد الضغط داخل إسرائيل. ويقول: “في الواقع، هم أنفسهم، أي قيادة حماس، لم يتضرروا”. “ونتيجة لكل هذه الأمور، نلاحظ أن حماس لم تسرّع فعلياً الطريق نحو التوصل سريعاً إلى اتفاق”.
كما أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لا تؤدي إلى تسريع الإجراءات بالنسبة لزعيم حماس. رد المجلس الوطني الانتقالي على يوفال بيتون، رئيس الأبحاث السابق في شافاس، يشرح الأمر بهذه الطريقة: “المواطنون ليسوا مهتمين بالسنوار، والثمن الذي يجبر المواطنين ويضطرون إلى دفعه هو الثمن الذي يدفعه هو”. حتى عندما تم اختطاف شاليط ودخلت إسرائيل العملية في غزة ودفعت ثمناً باهظاً، عندما سألتهم إذا كان الأمر يستحق إطلاق سراح 300 أو 400 أسير، قالوا لي إنه لا مشكلة: 20 ألف أسير والفلسطينيون سيموتون أيضاً”.
ينبغي أن يقال شيء عن السنوار، رغم أن إسرائيل جعلت منه رمزاً، على ما يبدو، للرجل الذي يدير كل شيء. لكن من يعرف حماس سيشهد أن هناك مستوى من كبار صناع القرار لا يقل عن القائد. على سبيل المثال، يعتبر مروان عيسى، رئيس أركان حماس، في التسلسل الهرمي في غزة، شخصية مهمة مثل السنوار – وربما أكثر من ذلك.
ويقول باسكن، إنه من الخطأ أن تعتقد إسرائيل بأن السنوار يتخذ القرارات بمفرده: “حماس حركة تتخذ قرارات مرهقة للغاية: هناك عناصر داخلية في غزة، وقيادة في غزة، وهو يتشاور معهم”. “يتشاورون مع القيادة في الدوحة وإسطنبول وبيروت. وأعظم هدية في نظره هي إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك أثقل السجون”.
وفوق كل شيء، ثمة شيء واحد: تردد الحكومة الإسرائيلية في نقل إنجازات الجيش. وما دامت هوية الورثة في غزة لم تتحدد، فإن مكانة “المالك” تظل ثابتة. في الوقت الحالي، لا توجد حكومة أخرى، والمواطنون خائفون من حماس. وعندما تأتي حكومة أخرى، فسيعبرون عن المزيد والمزيد من الآراء ضد حماس علناً، لأن هذه الحكومة تنهب المساعدات الإنسانية، وتجني الأموال منها لتمويل أنشطتها الإرهابية، وهم يستفيدون من كل الاتجاهات.
---------------------------------------------
إسرائيل اليوم 7/2/2024
“نرفضها ولكن سنبحث تفاصيلها”: كيف قرأت إسرائيل رد حماس على “الصفقة”؟
بقلم: يوآف ليمور
رد حماس، الذي نقل أمس إلى الوسطاء القطريين والمصريين، كان متوقعاً. فقد وضعت المنظمة فيه مستوى عالياً جداً لموافقتها على صفقة لتحرير المخطوفين.
هناك من يرى في ذلك نهاية مطلقة: حماس لا تريد الظهور بأنها هي التي تفجر المفاوضات (خصوصاً أنها تحتاج إلى الوسطاء، وكذا إلى الأمريكيين والأوروبيين)، ولهذا فقد وضعت شروطاً واضح أن إسرائيل لن تتمكن من الاستجابة لها.
أملت بأن ترد إسرائيل بالرفض، وهكذا يكون بوسعها أن تتهمها بإفشال الخطوة وبمواصلة القتال، بما في ذلك التداعيات الإقليمية التي ذكرها أمس رئيس الوزراء القطري.
كما يمكن رؤية الأمور بشكل مختلف: وضعت حماس مقترحاً للبدء. عالياً جداً، صحيح، لكنها لم تكسر الأواني في هذه المرحلة. بعد أيام طويلة من الانتظار، جاءت إلى الملعب، وبينت استعدادها للحديث. الآن، المفاوضات تبدأ. ستتضمن ارتفاعات وأساساً هبوطات، وفيها لحظات صعبة بل قرارات صعبة. في السطر الأخير، هذا ممكن، إذا أخذنا بالحسبان الموافقة على الشروط.
في هذه اللحظة، يبدو أن الفجوات بين الطرفين أوسع مما يمكن الجسر فوقها. حماس تطالب على الأقل بثلاثة شروط ليس بوسع إسرائيل أن تقبلها: الأول، وقف تام وشامل للقتال، أو على حد تعبيرها: “إنهاء العدوان على شعبنا”. الثاني، رفع الحصار عن القطاع، أي إعطاء إمكانية لإعادة تعاظم قوة حماس. والثالث، إعمار دولي، أي ضمانات للحفاظ على حكم حماس. وبعد كل هذا، تبدأ المفاوضات على تحرير المخطوفين، الذي في إطاره، ستطالب حماس بتحرير سجناء أمنيين بالجملة، بمن فيهم الكبار والخطيرون.
بالطبع، لن توافق إسرائيل على شروط حماس الجارفة. الشروط الثلاثة الأولى تتناقض تناقضاً مطلقاً مع أحد أهدافها المعلنة، وهو تقويض حكم حماس (بما في ذلك تصفية زعمائها) وضرب قدراتها العسكرية. لقد سبق لإسرائيل أن أوضحت بأنها حتى لو وافقت على وقف نار مؤقت في إطار القتال، فسوف تستأنفه إلى أن تحقق أهدافها، بما في ذلك تصفية قيادة المنظمة. لكن إسرائيل ستكون مستعدة للبحث في التفاصيل: مدة وقف النار في القطاع، وكمية المساعدات التي تدخل إلى غزة، وبالطبع عدد وهوية السجناء الذين سيتحررون مقابل المخطوفين. كما يمكن الافتراض بأن هذا ما سيحصل الآن: إذا لم تسارع إسرائيل إلى تفجير المحادثات لأهداف حزبية داخلية، سيبدأ حوار متصلب يراوح بين “القدس” وغزة والدوحة والقاهرة وواشنطن، ويبدو أيضاً عواصم أخرى مشاركة في الاتصالات.
تعتزم إسرائيل في هذا الزمن الضغط على الغاز. فقد قرر الجيش هذا الأسبوع تمديد العملية في خانيونس في محاولة لجباية أثمان استراتيجية من المنظمة وقيادتها. ولعل هذا يشرح تصريحات وزير الدفاع بأن السنوار في حالة فرار متواصلة، وإن كان ما يدل عليه الخط المتصلب الذي يفهم من جواب حماس عكس ذلك. يخيل أنه مطلوب جهد إضافي وزمن ووساطة، إلى أن يكون ممكناً التقريب بين مواقف الطرفين. ولا يزال، رغم شارة الثمن العالية، من المهم الإبقاء على الخطوط مفتوحة والمفاوضات فاعلة، ولو لأجل الواجب الأخلاقي الحقيقي الذي لإسرائيل تجاه المخطوفين. فقد تركوا لمصيرهم مرة واحدة، وعلى الدولة إبداء استعداد حقيقي لقلب كل حجر في محاولة إعادتهم إلى الديار.
---------------------------------------------
يديعوت أحرونوت 7/2/2024
المعارضة 70 مقعداً والائتلاف الحالي 41.. الإسرائيليون في استطلاعات رأي: لا نثق بالحكومة
بقلم: أمنون ستراشنوف
في أعقاب فشل ذريع وغير مسبوق انتهى بكارثة في 7 أكتوبر، بات لا مفر من تغيير الحكم، سواء في القيادة السياسية أم في القيادة التنفيذية. فبينما أعلنت القيادة التنفيذية – قادة الجيش و”الشاباك” – عن تحمل المسؤولية الكاملة عن الإخفاق الجسيم، وقد ينهون مهام مناصبهم بمبادرتهم مع انتهاء المعارك، غير أن قادة الدولة ما زالوا يتلبثون ويرفضون تحمل المسؤولية عن فشلهم الذريع. وبعامة، كما تحدث الوزير ورئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت، عليهم أن “يتحملوا” المسؤولية، لأنها ملقاة عليهم مذ أقسموا الولاء مع تسلمهم مناصبهم.
ثمة حجتان أساسيتان على ألسنة المعارضين لتغيير الحكم في هذا الوقت، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو: الأولى، كيف يغير حكم في فترة حرب، وينبغي الانتظار إلى ما بعد انتهائها، والذي لا يبدو أنه يلوح في الأفق؛ والأخرى أن الحكومة والائتلاف حظيا بثقة الشعب في الانتخابات الأخيرة ولديهما أغلبية متماسكة من النواب الذين يمثلون إرادة أغلبية الشعب.
هاتان الحجتان لا تصمدان في اختبار الواقع، ولا في اختبار المنطق. فللأولى سوابق من الماضي تم فيها تغيير الحكم، سواء من خلال الانتخابات أم من خلال تغيير القيادة، في زمن الحرب. في بريطانيا العظمى، الديمقراطية التي تمتد لمئات السنين، تغير الحكم مرتين في زمن الحرب. في العام 1916، في أثناء الحرب العالمية الأولى، حل ديفيد لويد جورج، الذي كان في حينه وزير الحرب، محل رئيس الوزراء هنري اسكويث، عقب نقد جماهيري شديد على أداء الأخير في الحرب. في العام 1940، في بداية الحرب العالمية الثانية، استبدل رئيس الوزراء نويل شمبرلين بوينستون تشرتشل بعد أن فشلت محاولة تشمبرلين تشكيل حكومة وحدة مع باقي الأحزاب.
كما أن الحجة الثانية لعدم تغيير الحكم، القائلة إن الحكومة والائتلاف حظيا بتأييد أغلبية الشعب في الانتخابات الأخيرة، لا تصمد؛ فمنذ الانتخابات الأخيرة وقع شيء جسيم في الدولة، وانقلبت الخواطر بشكل متطرف، سواء في استطلاعات الرأي العام التي أجريت منذ 7 أكتوبر أم المزاج العام لدى الجمهور، مما يجد تعبيره في الإعلام والشبكات الاجتماعية، ليبدو أن أغلبية الشعب تفكر اليوم بشكل مختلف، ولم تعد تثق في الحكومة الحالية. هذا ما تشير إليه الاستطلاعات المتكررة، فلو أجريت الانتخابات اليوم ما كان الائتلاف الحالي ليحصل على أكثر من 41 مقعداً في الكنيست، بينما ستحصل أحزاب المعارضة على أكثر من 70 مقعداً. بمعنى أن الحكومة لم تعد تتمتع بثقة الشعب، وثمة مجال للتشكيك بشرعية قيادتها للشعب وللدولة.
هنا مكان الإشارة والتشديد على موقف الحكومة في زمن الجدالات العاصفة والمظاهرات على خلفية الانقلاب النظامي الذي تطلع لتنفيذه وزير العدل يريف لفين، ورئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء النائب سمحا روتمن، بإسناد تام من رئيس الوزراء، الذي فشل فشلاً ذريعاً.
لقد كانت الحجة المركزية التي على لسان لفين وروتمن وباقي مؤيدي الانقلاب النظامي هي أن هذه هي “إرادة الشعب”. لقد وجدت هذه الإرادة تعبيرها في نتائج الانتخابات التي لا يجب، برأيهما، أن تمنعها مظاهرات واسعة وتصريحات في الإعلام (ولا قضاة العليا الذين لم ينتخبهم الجمهور). وعلى حد نهج مؤيدي الانقلاب النظامي، يبدو أن ثمة مجالاً للعودة لمراجعة ما سيقوله الشعب، وبخاصة بعد الكارثة وانكسار القلب في 7 أكتوبر.
إن تغيير الحكم في دولة إسرائيل هو حاجة الساعة، ومن الأفضل التبكير به.
---------------------------------------------
هآرتس 7/2/2024
ماذا وراء احتضان إسرائيل للمتطرف الأرجنتيني ميلي وركلها زيلينسكي؟
بقلم: رينا بسيست
وصل رئيس الأرجنتين، خافيير ميلي، أمس إلى إسرائيل في زيارة أولى في الدولة بصفته الجديدة. في الحقيقة، يعدّ ميلي زعيماً شعبوياً، ديكتاتورياً وطنياً متطرفاً، احتفل بفوزه زعماء اليمين المتطرف في أرجاء العالم، لكنه أعلن أكثر من مرة عن دعمه العميق لإسرائيل وعن نيته نقل سفارة بلاده إلى القدس وعن تقربه من اليهودية. بناء على ذلك، ستستقبله إسرائيل بأذرع مفتوحة، إلى درجة أنها قررت ألا تطلب منه تأجيل زيارته حتى لو كان ذلك يعني غياب الرئيس إسحق هيرتسوغ من احتفال الذكرى في باريس، الذي أقيم لذكرى الـ 42 مواطناً إسرائيلياً – فرنسياً، الذين قتلوا في 7 أكتوبر في هجوم حماس.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لن يكون الوحيد الذي سيرد باستياء على غياب هيرتسوغ بسبب زيارة ميلي. الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، كان رفع يده فيما يتعلق بزيارته هو نفسه لإسرائيل. على الفور، بعد 7 أكتوبر، طلب المجيء لزيارة تضامن مع وزير الخارجية الأمريكية. لم يخف زيلينسكي اليهودي يوماً ما تعاطفه مع إسرائيل. وإلى جانب رغبته في جلب دعم لبلاده في حربها ضد روسيا، هو يؤمن وبحق أن مكان إسرائيل هو في التحالف الغربي مع أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي ضد روسيا وإيران وشركائهما.
رغم تفسير زيلينسكي بأن مجيئه مع بلينكن سيبث للعالم رسالة دعم الغرب لإسرائيل، فقد رفضت تل أبيب هذا العرض في حينه. اعتقد رجال رئيس الحكومة أن زيلينسكي سيجذب إليه الأضواء وقد يعطل الدعم الأمريكي لإسرائيل بعد 7 أكتوبر. قالوا له إن الموعد والظروف غير مناسبة، وطلبوا منه القدوم لاحقاً. اضطر الرئيس الأوكراني للموافقة على التأجيل، لكن رغم جهود كييف لتنظيم زيارة فيما بعد، فإنه لم يحدد موعد جديد لها. وتسارع إسرائيل الآن إلى استقبال ميلي. أما زيلينسكي فسينتظر.
تعتقد إسرائيل أن بإمكانها الرقص على كل الحبال، وأن العالم سيستمر بالعفو عنها. بكلمات أخرى، ما زالت إسرائيل تعتقد خطأ أنها تستطيع توثيق علاقاتها مع الناتو دون أن تأخذ على عاتقها التزامات حقيقية وعميقة لصالح أوكرانيا. وتعتقد أنها تستطيع تأييد رئيس هنغاريا الوطني المتطرف فيكتور أوربان، وفي الوقت نفسه التمتع بما لدى الناتو والاتحاد الأوروبي من عروض. وتعتقد أن بإمكانها توثيق علاقاتها مع الدول العربية دون التقدم في القضية الفلسطينية، أو المطالبة بالسلاح والدعم الدبلوماسي من الولايات المتحدة دون الالتزام بالقانون الدولي الليبرالي.
حاولت إسرائيل في السنوات الأخيرة التقرب من الناتو من خلال رؤية أن شعب الريادة والابتكار يملك ما يقدمه للحلف. وهكذا، يجري الطرفان في الأشهر الأخيرة مفاوضات قبل اتفاق إطار محدث للسنوات الأربع القادمة، يحدد نطاق واسع من المواضيع التي يعتزم الناتو وإسرائيل التعاون بشأنها، وقد يعرض الاتفاق تعاوناً في مجال الابتكار والمناخ واستعداد الجبهة الداخلية ومواجهة تهديدات عالمية جديدة، وتكنولوجيا المسيرات، وطب الطوارئ وما شابه. ولكن في الوقت نفسه، تواصل الحكومة الإسرائيلية مغازلة أوربان المغطاة إعلامياً، الذي يلعب لعبة مزدوجة لصالح موسكو منذ غزو روسيا لأوكرانيا، ويضع العقبات أمام انضمام السويد للناتو، ويحاول ابتزاز المكاسب من الاتحاد ومن الولايات المتحدة مقابل موافقته على ذلك.
سارع أوربان لتهنئة ميلي على فوزه في الانتخابات، وكلف نفسه عناء القدوم شخصياً إلى بوينس ايريس لحضور احتفال أداء اليمين. كما أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب، هنأ ميلي وقال إن رئيس الأرجنتين الجديد سيحول بلاده إلى دولة عظمى، بالضبط كما حول هو نفسه -حسب قوله- الولايات المتحدة إلى دولة كهذه. هؤلاء الزعماء، الذين يشجعون السياسة المناوئة للهجرة والتقوقع في الذات ورفض منظمات دولية وإنكار أزمة المناخ، قد نضيف إليهم أيضاً رئيس حكومة هولندا الجديد، حيرت فيلدرز، وحزب اليمين المتطرف في السويد.
هل تريد إسرائيل حقاً أن تكون عضو شرف في هذا النادي؟ ففي وقت تدير فيه ظهرها لزيلينسكي وتحتضن ميلي، فإنها بذلك تنقل رسالة خطيرة: من ناحيتها، رغم الحرب في أوكرانيا ورغم الاستقطاب العالمي، فالعالم لم يتغير. لم تستوعب إسرائيل بعد أن على دولة اليهود تحديد الجانب الذي ستقف فيه؛ إلى جانب ميلي وأوربان وأردوغان وترامب، أم إلى جانب زيلينسكي وماكرون وبايدن وزعماء الناتو؟
إن تجنب التوضيح بأنها تنتمي للعالم الغربي هو أكثر من خطأ تكتيكي لإسرائيل. إن اختيار العالم الغربي سيترجم إلى تعاون أمني وارتباط اقتصادي بالعالم المتقدم. هل تسمح إسرائيل لنفسها بالبقاء في الخارج؟ يبدو أنها لم تتخذ القرار بعد. رغم زيارة كبار قادة حماس لموسكو في نهاية تشرين الأول، ورغم العلاقات الوثيقة لموسكو مع طهران، ورغم تعاظم صداقة موسكو لجنوب إفريقيا في إطار “البريكس”، لكن إسرائيل لم تقتنع بعد بأن عليها اختيار جانبها؛ أي جانب الناتو وأوكرانيا والولايات المتحدة.
---------------------------------------------
معاريف 7/2/2024
إغلاق الأونروا.. مؤامرة إسرائيلية للرقص على دماء الأطفال.. وشكيد: “فرصة تاريخية”
بقلم: ران أدليست
الويل لليمين الإسرائيلي. انقضت حكومة إسرائيل على الأونروا بعد أن تبين أن بعضاً من موظفيها كانوا من رجال حماس الذين ساعدوا في إطلاق الصواريخ وشاركوا في المذبحة، وطلبت وقف عملها في القطاع. وأفيد الثلاثاء بأن وفداً إسرائيلياً ضغط على مسؤولين في الولايات المتحدة والأمم المتحدة للسماح للأونروا بمواصلة عملها حاليا.
دعونا نفهم الحكاية: بعد حرب الاستقلال، قررت الأمم المتحدة تشكيل وكالة تعنى بنحو 750 ألف لاجئ في 1948. وهي (الأونروا) اليوم تعنى بنحو 6 ملايين نسمة، مع ميزانية نحو 1.3 مليار دولار. فإلى جانب المساعدات الإنسانية، منعت الإغاثة الأولية بعد حرب الاستقلال عودة جماعية إلى القرى والمدن التي طردوا منها، فيما لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً بعد للتصدي لحركة آلاف واسعة من العائدين إلى بيوتهم. منذ ذلك الوقت حتى اليوم، والوكالة تواصل المساعدات الإنسانية، مع نازحي الأيام الستة في المناطق التي احتلت.
عملت الوكالة في غزة حتى حكم حماس. واضح أن رجالها يخضعون لإمرة حماس التي حددت علاقاتها مع إسرائيل بعلاقة حربية. وعند الأخذ بالحسبان طبيعة المنظمة الدينية الإجرامية، بل وفي الحرب، فلا شك أن موظفيها مجندون للحرب ضد إسرائيل، سواء أرادوا ذلك رفضوا. كجزء من “تطهير” غزة من النفوذ الأجنبي قبيل حكم أمني (وبالتأكيد أمني) فإن لحكومة إسرائيل مصلحة في التشهير بالأونروا بوصفها متعاونة مع حماس (وبالفعل، كما أوضح مسبقاً، فإنهم متعاونون). بشكل غريب، تسربت تحقيقات الجيش و”الشاباك” للأمريكيين وفيها أسماء موظفي أونروا المشبوهين بمساعدة حماس (محبو المؤامرات مدعوون للتسلية) فبدأت حملة إسرائيلية لطرد الأونروا. وأوصى ضباط في الجيش الإسرائيلي رئيس الأركان للامتناع عن التشهير بالأونروا. رفض رئيس الأركان قبول توصيتهم، ربما كجزء من الخطة لبناء قوة بديلة تعنى بالسيطرة وبتوزيع المساعدات تخضع لسيطرة إسرائيل.
ميداناً، تعمل كل من الأونروا وحماس الآن على محاولة الحكم، فيما المساعدات جزء من آلية السيطرة. الأمريكيون (الذين يفهمون الأمور) يبكون حتى اليوم على تصفية الصف المتوسط والتنفيذي لجيش صدام حسين. فقد تحول العراق إلى فوضى تسللت عبرها إيران والتي تلاحق اليوم القوات الأمريكية في شرق سوريا وغرب العراق. والنتيجة (جنود أمريكيون يموتون) كما رأينا قبل أسبوع. بما في ذلك رد أمريكي (هو صحيح لحرب انتخابات) على أمل ألا تؤدي إلى ضحايا أمريكيين آخرين.
وعندنا؟ “أمام حكومة إسرائيل فرصة تاريخية لا تعوض لإغلاق وكالة الأونروا لوضع حد لخدعة اللجوء الفلسطيني”، كما كتبت آييلت شكيد، رفع لمستوى عيديت سيلمان، انتظاراً لانطلاق أي إطار يعبئ المجال بين بن غفير وبينيت. فكرة هذه العصبة لإغلاق الأونروا تنبع من الرد على اعتراض قاطع من الشعب والعالم على الترحيل: فطرد الأونروا جزء من أساليب العمل التي تهدف لدفع الفلسطينيين نحو الانهيار الاقتصادي والجسدي والنفسي، كي يخرجوا من هنا حتى بدون ترحيل. فما هو بحق الجحيم ذنب النساء والأطفال الجوعى إذا ما كانت قيادة دينية قومجية متصلبة ووحشية جرتهم إلى وضعية مجنونة. ما هو ذنبنا نحن إذا كانت شكيد تؤدي قيادة دينية متصلبة ووحشية ترقص على دم وحليب النساء والأطفال؟
--------------------------------------------
هآرتس 7/2/2024
اختلفا حول “كل شيء” وتشاجرا.. حال نتنياهو مع غانتس: “أتغدى به قبل أن يتعشى بي”
بقلم: يوسي فيرتر
تقرير “نيويورك تايمز” الذي يفيد فحص إمكانية موت أكثر من 50 من بين الـ 136 مخطوفاً في قطاع غزة، لم يفاجئ أحداً في الجهاز الأمني والسياسي، أو حتى في الإعلام. تُرك هؤلاء لمصيرهم في 7 أكتوبر (باستثناء الذين ابتسم لهم الحظ وعادوا في الصفقة السابقة) يموتون هناك. بعضهم أعدمهم آسروهم، وبعضهم يموتون بسبب مرض أو إصابات لم تعالج، وربما حتى بنار الجيش الإسرائيلي، وآخرون اختطفوا أمواتاً. تركوا لمصيرهم، والآن يضحون بهم من أجل شعارات عليلة مثل “الانتصار المطلق”، ومن أجل جمهور يقدس استمرار القتال قبل أي شيء. حتى لو أصبحت عديمة الجدوى من أجل بقاء شخص واحد وحكومة واحدة.
للأسف، ليس هناك حقيقة أخرى اليوم. بدون اعترافه بذلك، ها هو نتنياهو قد حسم أمره لصالح سلم أولوياته. صفقة لتحرير المخطوفين بثمن باهظ – يجب أن يكون باهظاً ومؤلماً – سيضعضع ائتلافه، وربما يؤدي إلى تفككه. “عدم عقد الصفقة” ربما سيؤدي إلى انسحاب غانتس وآيزنكوت، لكن الحكومة ستفعل ذلك بالتأكيد. صحيح أن حماس صعبت الأمر على إسرائيل بالمطالبة بوقف الحرب وإطلاق سراح جماعي للسجناء، ولكن ما الذي قاله نتنياهو، لقد قال “هذه هي الحياة”، انتصروا في 7 أكتوبر لا نحن.
رد حماس أمس اعتبرته جهات إسرائيلية بأنه “سلبي مطلق”، وحتى نتنياهو لم يخرج عن أطواره ليدفع بصفقة ما قدماً. ما الذي فكر بحدوثه بعد حملة خطوطه الحمراء؟ ومن الذي كسب؟ طبعاً لم يكن المخطوفون المساكين أو أبناء عائلاتهم الذين يكادون يصابون بالجنون واليأس هم الذين كسبوا. إذاً، من؟ الكاسب هما بن غفير وسموتريتش وقاعدتهما السياسية.
في تشرين الأول 2011 أمر نتنياهو بإطلاق سراح 1027 مخرباً مقابل جندي واحد. فهل استخدم (أيضاً) في حينه الاعتبارات السياسية على خلفية الاحتجاج الاجتماعي، أم أن قلبه تفطر على الجندي؟ حسب شهادته، فالاعتبار الثاني هو الحاسم. من المهم كيف سيعيد كتابة سيرته الذاتية مرة أخرى عندما سيضطر إلى التطرق، لا سمح الله، لموت أكثر من 100 مخطوف في أسر حماس في القطاع. ما الذي سيقوله عندها عن إظهار التصلب والانغلاق في شتاء 2024، الذي جاء بعد فشل ذريع ومذبحة لم يشهدها الشعب اليهودي منذ الكارثة.
الأمر الذي لم يقله نتنياهو تقوله أبواقه في القناة 14، هم يرددون أصداء الرسالة التي أملاها عليهم مكتب رئيس الحكومة، بأن الحكومة اليمينية أهم من المخطوفين. بتهكمهم المتميز، يبذل رئيس الحكومة كل ما في استطاعته من أجل إفشال احتمالية التقدم؛ في الوقت الذي ينشر فيه فيلماً تلو الآخر مع أقوال مثل “لن نطلق سراح آلاف المخربين” و”لن نوقف الحرب”؛ وفي الوقت الذي يشجع فيه وزراء الحكومة على التمادي بهذه الروحية في جلسات الحكومة والتشاجر حول أمور لم تذكر قط في محادثات باريس؛ وفي الوقت الذي يزور فيه الميدان ويلتقي الجنود لإلقاء رسالة حملته عليهم وهي “الانتصار المطلق”؛ وفي الوقت الذي يبدون فيه مجرد زينة سياسية. ربما يتساءلون في أعماقهم لماذا لا يتحدث معهم ولو بكلمة عن هدف آخر: إعادة المخطوفين، فهذا مهم كما يراه عدد منهم.
لم يكن ولن يكون هناك انتصار مطلق أو انتصار “ساحق” إذا مات كل أو بعض المخطوفين وأعيدوا في توابيت، أو إذا لم يعودوا أبدا وفقدوا إلى الأبد. غانتس الذي بات يتلهف للانسحاب من حكومة التنصل هذه، قال أمس صراحة: “من غير الصحيح إعطاء العدو معلومات ونعرض خطوطاً حمراء (فيما يتعلق بالخطة المستقبلية). لنبقي ذلك في الغرف المغلقة”. غانتس يعرف ما يفعله نتنياهو، لكن في ظل الشروط التي عرضتها حماس، لا يملك أي ذريعة للانسحاب. ربما نعرف الآن ما فهمه شريكه غادي آيزنكوت في نهاية الصفقة السابقة عندما أيد نبضة إضافية أحبطتها الحكومة. لو وافقنا رغم خرق حماس للشروط السابقة، لكان معنا سبعة أشخاص آخرين، الذين هم أو بعضهم ليسوا على قيد الحياة الآن.
أمس، كان أحد الأيام الصعبة في الحرب الباردة بين المعسكر الرسمي والليكود. غانتس ونتنياهو تشاجرا على كل شيء، بما في ذلك هجوم نتنياهو غير المتوقع ضد قيادة المنطقة الوسطى التي أجرت سيناريو لاختطاف طفل فلسطيني على يد المستوطنين أثناء مواجهة شاملة في الضفة خلال تدريب. ظهر هذا وكأن نتنياهو أصبح على استعداد لانسحاب غانتس وآيزنكوت، ويعمل الآن على إقامة بنية تحتية للتشهير به.
تساءلت الحكومة أمس عن تأثير نبأ في الصحيفة الأمريكية، أن جهات إسرائيلية أكدت (لكن ليس بشكل رسمي). هل ستزيد عائلات المخطوفين الضغط وتنتقل إلى نشاطات أكثر تطرفاً؟ مقولة “الزمن ينفد” تبدو الآن مختلفة. من جهة أخرى، فالتعاطف المعاكس والهجومي والمتماهي مع اليمين، وهزيمة قيادة حماس واجتثاثها واستئصالها وإحضار رؤوس قادتها، ربما يتغلب.
أعلن رئيس الحكومة في جلسة قائمة الليكود، أن “تحقيق الهدف الأخير سيستمر أشهراً وليس سنوات”. لا يملك أساساً لهذا التفكير. ولكن حتى طرح هذا الهدف يخدمه سياسياً، فكل أمر يفعله أو يقوله مخصص لذلك.
---------------------------------------------
هآرتس 7/2/2024
"الانتصار المطلق" لنتنياهو يتحقق
بقلم: سامي بيرتس
الجميع يعرفون أن بنيامين نتنياهو يتصرف قبل أي شيء آخر وفق أمر واحد – بقاء حكومته الاصلية. وكل ما بقي هو ثانوي. ولكن الواقع الصعب الذي فرض على إسرائيل في 7 أكتوبر يقتضي اتخاذ قرارات كثيرة مهمة جدا، كل قرار منها يمكن أن يؤثر على شراكته مع بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، وفي كل مفترق طرق كهذا من اتخاذ قرار هو ينظر قبل كل شيء الى شركائه في حكومة الفشل، وفقط بعد ذلك ينظر الى الشراكة المؤقتة مع المعسكر الرسمي، والى العلاقات مع الولايات المتحدة والفرصة التي تنتظره خلف الزاوية. صحيح، هناك فرص وليس فقط تهديدات. ولكن من يتصرف حسب تهديدات شركائه المسيحانيين فيبدو أنه سيصعب عليه الاعتراف بذلك.
المعضلات كثيرة. الدفع قدما بصفقة لاطلاق سراح المخطوفين بثمن باهظ، التقرير حول من سيحكم في غزة في اليوم التالي لحماس، تشكيل وجه السلطة الفلسطينية المستقبلية، قرار حاسم بشأن الجبهة الشمالية، إعادة العمال الفلسطينيين الى العمل في إسرائيل (لمنع انهيار فرع البناء وانهيار الاقتصاد الفلسطيني في يهودا والسامرة)، وكل ما يشتق من ذلك فيما يتعلق بإعادة سكان الشمال وسكان الجنوب الى بيوتهم.
إعطاء حق الفيتو لسموتريتش وبن غفير في هذه القضايا يعني الشلل لسياسة إسرائيل، والشلل لا يعني الوقوف في المكان بل السير الى الوراء. من الآن اصبحنا نرى ذلك في شمال القطاع، عندما اضطر الجيش الإسرائيلي الى العودة الى الأماكن التي احتلها من اجل ابعاد نشطاء حماس الذين يعودون الى الميدان. هذا يحول الجهود العسكرية الى أمر غير ناجع ويعرض للخطر حياة الجنود بدون حاجة.
قادة الجيش ووزير الدفاع يوآف غالنت، الذي قال في هذا الأسبوع "هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ قرارات صحيحة كي نحقق الأهداف السياسية التي حددناها"، يوضحون أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ قرار من الذي سيسيطر على الحياة المدنية في غزة. ولكن الخوف من الشركاء هو الذي يحرك نتنياهو، لذلك هو يفضل كسب الوقت والمماطلة كالعادة، رغم أن كارثة 7 أكتوبر اثبتت أيضا للمماطلين أن تأخير القرارات للمستقبل هو استراتيجية سيئة وخطيرة.
المذبحة في الغلاف وما حدث بعد ذلك يقتضي النشاط واتخاذ قرارات نوعية، لكن نتنياهو لا يمكنه ذلك عندما يكون يعتمد على بن غفير وسموتريتش، والمعنى هو عدم وجود قرار، الامر الذي يعمل على تآكل إنجازات الجيش الإسرائيلي ويمنع التقدم. في غضون ذلك أيضا في يهودا والسامرة الوضع متوتر جدا والجيش يحذر من انتفاضة ثالثة وانهيار السلطة الفلسطينية. بالنسبة لليمين المتطرف هذا لا يعتبر تحذير، بل أمنية. في الحقيقة نتنياهو لا يعمل بنجاعة على تدمير السلطة، ولكن بالسير وراء سموتريتش وبن غفير هو يساهم فعليا في القضاء على السلطة كحل ليهودا والسامرة وقطاع غزة. وهذا سيضع في يد إسرائيل المسؤولية عن حياة 5 ملايين فلسطيني والمدخل للفوضى التي ستكلفنا عمليات تخريبية وأزمة إنسانية وسنوات اقتصادية ضائعة على إسرائيل.
غالنت ورؤساء المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي ايزنكوت، يدركون ذلك جيدا، لكنهم يتصرفون وكأنهم عالقون في هذه الحكومة طالما أن الـ136 مخطوف ما يزالون في غزة وحماس لم تتم هزيمتها والخطر في الشمال لم ينقضي. الخط المتشدد الذي يتبعه نتنياهو في هذه الفترة ضد صفقة المخطوفين (مرفق بحملة قبيحة ضد عائلات المخطوفين)، يدل على أنه هو أيضا يعتقد أن المعسكر الرسمي أسيرا لحكومته.
مواقف حماس في المفاوضات على اطلاق سراح المخطوفين تخدم هذا الخط. يبدو أن هذا هو "الانتصار المطلق" الذي يتحدث عنه نتنياهو: واقع يعيق التوصل الى حل لمشكلة غزة وإعادة سكان الشمال والجنوب الى بيوتهم، لكنه أيضا يعيق انسحاب المعسكر الرسمي من حكومته (وزيادة الضغط الأميركي عليه)، ويعيق صفقة المخطوفين التي لن تروق لقاعدته، ويعيق تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحقق في الفشل، ويعيق احتجاج ضخم ضد الحكومة، وبالاساس يؤخر تبكير موعد الانتخابات وانهاء حكمه.
---------------------------------------------
يديعوت أحرونوت 7/2/2024
لا مفر من تغيير الحكم.. الآن
أمنون ستراشنوف
قاض متقاعد في المحكمة المركزية في تل أبيب
في أعقاب الفشل الذريع وغير المسبوق للقيادة العسكرية والسياسية والذي انتهى بالكارثة الرهيبة التي كانت في 7 أكتوبر – لا مفر من تغيير الحكم، سواء في القيادة السياسية أم في القيادة التنفيذية. فبينما أعلنت القيادة التنفيذية – قادة الجيش والشاباك – منذ الآن عن أخذ المسؤولية الكاملة عن الإخفاق الجسيم، ومعقول الافتراض بأنهم سينهون مهام مناصبهم بمبادرتهم مع انتهاء المعارك، فإن قادة الدولة ما يزالون يتلبثون ويرفضون أخذ المسؤولية عن فشلهم الذريع. وبعامة، كما تحدث مؤخرا فقط الوزير ورئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت، لا حادة لأن "يأخذوا" المسؤولية وذلك لأن المسؤولية ملقاة عليهم منذ اقسموا الولاء مع تسلمهم لمهام مناصبهم.
اثنتان هما الحجتان الأساسيتان على ألسنة المعارضين لتغيير الحكم في هذا الوقت، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. الأولى - كيف يغير حكم في فترة حرب، وينبغي الانتظار إلى ما بعد انتهائها، والذي لا يبدو يلوح في الأفق؛ والثانية – الحكومة والائتلاف حظيا بثقة الشعب في الانتخابات الأخيرة ولديهما أغلبية متماسكة من النواب الذين يمثلون إرادة أغلبية الشعب.
هاتان الحجتان لا تصمدان في اختبار الواقع، مثلما لا تصمدان أيضا في اختبار المنطق. بالنسبة للأولى توجد سوابق غير قليلة من الماضي والتي تم فيها تغيير الحكم – سواء من خلال الانتخابات أم من خلال تغيير القيادة – في زمن الحرب. في بريطانيا العظمى، الديمقراطية التي تمتد لمئات السنين، تغير الحكم مرتين في زمن الحرب. في العام 1916، في أثناء الحرب العالمية الأولى حل ديفيد لويد جورج، الذي كان في حينه وزير الحرب محل رئيس الوزراء هنري اسكويث، عقب النقد الجماهيري الشديد على أداء الأخير في الحرب. في العام 1940، في بداية الحرب العالمية الثانية، استبدل رئيس الوزراء نويل شمبرلين بوينستون تشرتشل بعد أن فشلت محاولة تشمبرلين تشكيل حكومة وحدة مع باقي الأحزاب.
كما أن الحجة الثانية لعدم تغيير الحكم، والتي تقول إن الحكومة والائتلاف حظيا بتأييد أغلبية الشعب في الانتخابات الأخيرة لا تصمد. فمنذ الانتخابات الأخيرة وقع شيء جسيم في الدولة وانقلبت الخواطر بشكل متطرف. سواء في استطلاعات الرأي العام الكثيرة التي أجريت منذ 7 أكتوبر أم المزاج العام لدى الجمهور، مما يجد تعبيره في الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية، ليبدو أن أغلبية الشعب تفكر اليوم بشكل مختلف، ولم تعد لها ثقة في الحكومة الحالية. هذا ما تشير إليه الاستطلاعات المتكررة في أنه لو أجريت الانتخابات اليوم ما كان الائتلاف الحالي ليحصل على أكثر من 41 مقعدا في الكنيست، بينما أحزاب المعارضة كانت ستحصل على أكثر من 70 مقعدا. بمعنى أن الحكومة لم تعد تتمتع بثقة الشعب، وثمة مجال للتشكيك بشرعية قيادتها للشعب وللدولة.
هنا المكان للإشارة وللتشديد على موقف الحكومة في زمن الجدالات العاصفة والمظاهرات على خلفية الانقلاب النظامي الذي تطلع لتنفيذه وزير العدل يريف لفين ورئيس لجنة الدستور، القانون والقضاء النائب سمحا روتمن، بإسناد تام من رئيس الوزراء – والذي لاحظنا فشلا ذريعا.
لقد كانت الحجة المركزية التي على لسان لفين وروتمن وباقي مؤيدي الانقلاب النظامي هي ان هذه هي "إرادة الشعب". لقد وجدت هذه الإرادة تعبيرها في نتائج الانتخابات والتي لا يجب برأيهما أن تمنعها مظاهرات واسعة وتصريحات في الإعلام (ولا قضاة العليا الذين لم ينتخبهم الجمهور أبدا). يبدو أنه حتى على حد نهج مؤيدي الانقلاب النظامي، فإن ثمة أيضا مجال للعودة لمراجعة ما الذي سيقوله الشعب، وبخاصة بعد الكارثة وانكسار القلب في 7 أكتوبر.
إن تغيير الحكم في دولة إسرائيل هو حاجة الساعة، وخير يكون كلما كان هذا مبكرا.
------------------انتهت النشرة------------------
أضف تعليق