الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 3/1/2024 العدد 899
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
يديعوت احرونوت 3/1/2024
لعنة "الانقلاب القضائي"
بقلم: نداف ايال
على مدى سنة أُخذت إسرائيل الى رحلة جنون. أرواح متزمتي القدس في القرن الأول ضربت حكومة إسرائيل بالعدوى. بينما يخطط اعداؤنا أفعال الذبح، بينما يفحصون الأسيجة، ينظرون الى صور الكيبوتسات، يحصون الرصاص في مخازن السلاح ويعدون أجهزة اطلاق الـ آر.بي.جي، بينما ينشغلون بالشقاق فإن المستوى العسكري والسياسي في إسرائيل – انشغل بسلسلة مبادرات متطرفة، ديماغوجية وبالأساس شغل هواة لتغيير النظام الديمقراطي. كانت تحذيرات. رئيس شعبة الاستخبارات اطلق أربعة كتب لرئيس الوزراء نتنياهو وحذر من ان اعداءنا يشخصون لحظة مناسبة «تاريخية» للحرب؛ وزير الدفاع غالنت خطب للامة وحذر من أن الانقلاب النظامي هو خطر فوري على أمن الدولة. كل شخص تعز عليه إسرائيل في أرجاء العالم، من الرئيس بايدن وحتى آخر كبار جهاز الأمن، دعا الحكومة للوصول الى حل وسط وإجماع حول قوانين «الإصلاح».
لكن إذ هم موجهون من كراهية لاذعة حقا («انا استخف بمخاوفك»، قال سمحا روتمان)، مسلحون بسخافة سياسية ومجهزون بفهم قضائي ضحل، هجم متزمتو القدس 2023 (يريف لفين، بنيامين نتنياهو ورفاقهما) على جهاز القضاء الإسرائيلي. نزع الهواة والفهم القضائي الصفري ليسا موضع خلاف على الإطلاق؛ كل ما كنا بحاجة اليه هو قراءة اقوال قاضي العليا نوعام سولبرغ الذي عرض رأي الأقلية واعتقد انه محظور على «العليا» على الإطلاق البحث في القوانين الأساس. حتى سولبرغ، الذي ما كان سيشطب الغاء المعقولة، كتب عن القانون يقول: «المبادرون الى القانون أرادوا التعلق بأقوالي بل وحتى اسموه «مخطط سولبرغ». لو كنت عضوا في المجلس التشريعي، لما كنت أؤيد التعديل، نواقصه تفوق فضائله».
محاولات الأحبولة لن تجدي نفعا. بعد 7 أكتوبر، بعد ان احصينا موتانا، وبينما الأمة كلها في الحرب، ملقى علينا واجب ان نسأل ونصرخ: لماذا. على ماذا بالضبط شُق المجتمع الإسرائيلي على مدى سنة كاملة. لأجل تحسين جهاز حكومي ما؟ ولأجل أي قرار او خطوة انطلق الانقلاب القضائي على الدرب؟
يمكن ويجب أن نقول ما الذي لم تفعله الحكومة في هذه السنة الضائعة: أحد من وزرائها لم يتصل برئيس مجلس شلومي، غابي نعمان ليسأله كم غرفة محصنة بنيت هذه السنة قبيل الحرب مع حزب الله (ولا واحدة تقريبا). احد منهم لم يرفع الهاتف لرئيس مجلس شاعر هنيغف، اوفير ليبشتاين الراحل ليعمل على توسيع مجموعات التأهب. ليبشتاين قتل على ايدي مخربي حماس في 7 أكتوبر، وابنه نيتسان أيضا قتل. جلسات الحكومة والائتلاف انشغلت برزمة تشريع سخيفة، هاذية، تتغير كل حين؛ لم ينشغلوا ابدا بتوسيع سلاح الاحتياط او بتحذيرات رئيس شعبة الاستخبارات عن احتمال متزايد لحرب إقليمية. مروجو الانقلاب ارسلوا الى الاستديوهات ليسخروا ممن حذروا، لنقل رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت.
لقد استوعب الإسرائيليون بسرعة بأن الحكومة تأخذهم الى مصيبة. ففي الـ 98 استطلاعا أخيرا (منذ 16 آذار) لم تنجح الحكومة في الوصول الى أغلبية 61 مقعدا. الليكود تحطم، وثلث ناخبيه عارضوا الانقلاب بشكل ثابت. مكانة إسرائيل تضررت بشدة في العالم؛ بدلا من ان تعنى القصة المركزية المرتبطة بها بمسيرة السلام مع السعوديين، التهديد الإيراني، تسلح حزب الله او خطوات حماس حددت العناوين الرئيسة عن رغبة نتنياهو في القوة وفي مزيد من القوة، بدون لجم. الاقتصاد الإسرائيلي تضرر بشكل عمّق من أسعار البورصة في تل ابيب عبر سعر الشيكل وانتهاء بدخول المستثمرين الى إسرائيل. العقد الإسرائيلي – ديمقراطية ويهودية – انتهك. كل هذا هو على الاطلاق كما سيقول مؤيدو الانقلاب المتضائلون هو بسبب الاحتجاج. لو كان المجتمع الديمقراطي الإسرائيلي انقلب على ظهره، وليصرخ «يمكن ابادتي» لكان كل شيء رائعا ببساطة. لكن المشكلة ليست خطة لفين – روتمان – نتنياهو كما سيتذاكون بل الرد على الانقلاب. بكلمات أخرى جاء وزير العدل لفين وعرض على إسرائيل خطة مع علة صغيرة وضحلة هي انها تلغي الديمقراطية فقط.
كيف تنتصر الديمقراطية؟ تنتصر عندما يحمي الجمهور قيمها المقدسة. لقد درج رونالد ريغان على التحذير من أن الحرية هي على مسافة جيل واحد فقط من التصفية. جيل واحد تفلت منه الكرة، يتخلى عن واجبه واذا بالحرية السياسية النادرة جدا ستتبدد. لقد وقعت محاولة الانقلاب على الجيل غير الصحيح. هذا هو الجيل الذي خرج الى الشوارع على الفور، وبقي فيها على مدى اشهر طويلة. انه الاحتجاج هو الذي هجم في ليلة 26 آذار ومنع بجسده الخطوة التعسفية لإقالة وزير الدفاع. هؤلاء هم الليكوديون الذين صوتوا باقدامهم وبالاستطلاعات. ابدوا الشجاعة النادرة للغاية في السياسية: الا يدعموا سياسة معسكرهم السياسي. لو لم يجعل ناخبو الليكود «الإصلاح» مصيبة سياسية لمرت كل الخطة في شهر شباط. انها رئيس المحكمة العليا استر حايوت هي التي رسمت الخط في الرمال وقالت الحقيقة عن خطة لفين، دون خوف ودون مواربة. انها المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، التي لم تنثن امام الضغط الشديد للحكومة بل ولم تستقل.
الديمقراطية لا تنتصر في حدث بالقوة، ولا بقرار عادل من المحكمة العليا. الديمقراطية تنتصر بالمشاركة الدائمة والعميقة لمواطنيها في الساحة السياسية والاجتماعية. في زيادة المساواة في الفرص، الاعتراف بالمظالم الواقعة ومحاولة إصلاحها. تنتصر بالتوافقات الواسعة، بالإصلاحات الحقيقية، تنتصر عند إبداء الولاء لشعلة الديمقراطية، لإسرائيل كوطن الشعب اليهودي وبالتوزاي عند الاستعداد للجلوس، للحديث والاتفاق. الديمقراطية تنتصر عندما يتذكر الناس ما هو المهم، لنا جميعا. وها هو المهم: 129 إسرائيلياً يوجدون الآن في الأسر الرهيب لحماس، واجبنا إعادتهم. جيش حماس نفذ هنا محاولة إبادة جماعية وهو يريد أن يستكمل المهمة. الواجب هو القضاء على قدرات «حماس» كلها كي نتمكن من العيش هنا.
--------------------------------------------
إسرائيل اليوم 3/1/2024
حسابات إسرائيل باغتيالها العاروري.. خطوة ردع أم توجس من توحيد الساحات؟
بقلم: يوآف ليمور
تصفية صالح العاروري إنجاز عملياتي مبهر في وقت الحرب، تزيد الخطر على توسيع المعركة بين إسرائيل و”حزب الله” أيضاً.
كان العاروري عنصراً مهماً في حماس، ثانوي بالثلاثية التي تدير المنظمة في غزة (يحيى السنوار، محمد ضيف ومروان عيسى). ماضيه مليء بإرسال مخربين لعمليات إرهابية وإن لم يكن هو نفسه قد نفذ عمليات. مكث سنوات في اعتقال إداري في إسرائيل، وتحرر في النهاية كجزء من اتفاق غادر في إطاره “المناطق” [الضفة الغربية] إلى الخارج. بداية، سكن في دمشق، ثم في تركيا، ومن هناك وجه خلايا نفذت عمليات في الضفة، بما في ذلك العملية التي اختطف وقتل فيها الفتيان الثلاثة صيف 2014.
عقب ضغط إسرائيلي، وخوفاً من تصفيته، غادر تركيا وانتقل إلى لبنان، وهناك حظي برعاية “حزب الله” وتقرب جداً من قادة “قوة القدس” الإيرانية. وبالتوازي مع تعليماته لتنفيذ العمليات (والتمويل الذي نقله إلى الخلايا في الميدان)، أقام شبكة إرهاب في مخيمات للاجئين نفذت عدة إطلاقات لصواريخ ومحاولات تسرب إلى إسرائيل، بما في ذلك الحرب الأهلية.
أعلن مسؤولون كبار في إسرائيل غير مرة في الماضي بأن العاروري ابن موت. وكانت غير قليل من الأسباب لتصفيته في حينه أيضاً، لكن بعد هجمة 7 أكتوبر أصبح هدفاً للتصفية، حسب التصريحات العلنية للقيادة السياسية – الأمنية في إسرائيل، إلى جانب رفاقه في قيادة حماس في غزة والخارج.
وكان نصر الله حذر في الماضي من أن تصفية العاروري أو مسؤولين كبار آخرين ستؤدي إلى رد مباشر من “حزب الله”. أما الآن فقد بات نصر الله مطالباً بقرار معقد للغاية كان يقف أمامه في المعركة الحالية: هل تبرر التصفية التي نفذت في قلب المعقل الشيعي في بيروت توسيع دائرة القتال لدرجة إطلاق النار إلى مركز البلاد ضمن المعادلة التي قررها من قبل بأن حكم بيروت كحكم تل أبيب، مع العلم بأن الأمر قد يؤدي إلى معركة واسعة تدل كل المؤشرات على أن “حزب الله” غير معني بها؟ بالمقابل، الاكتفاء برد رمزي يدل على أن نصر الله يخاف إسرائيل، ولا مصلحة له في توحيد الجبهات مع حماس.
ترميم الردع
مع أن إسرائيل لم تتحمل مسؤوليتها عن التصفية، لكن لا يشك أحد في أنها المسؤولة عنها. ومن هنا المعضلة: لتصفية العاروري معنى ليس فقط في سياق الثأر والمس بقيادة حماس، بل أيضاً في الدوائر الأوسع المعلقة بترميم الردع. تصفية كهذه في زمن الحرب، تستوجب استخبارات فائقة وقدرة تنفيذ عالية ضد هدف إشكالي وخطير لا تملكه إلا أجهزة أمن قليلة في العالم، وثمة خوف دائم من فقدانها إذا لم تستخدم.
بالمقابل، إسرائيل غير معنية الآن بمعركة واسعة في لبنان، خصوصاً ما دامت في غزة معركة تجرى بقوى عالية. تصفية العاروري تزيد احتمال حدوث هذا فتتحد كل الساحات، بما في ذلك الضفة التي كان للعاروري فيها علاقات واسعة. سيكون التحدي الإسرائيلي الآن منع هذا وإبقاء “حزب الله” مردوعاً. إذا حصل هذا، قد تتنفس إسرائيل بعض الهواء لأول مرة منذ السبت الأسود، مع علمها أن حماس بدأت تدفع الحساب وبأمل دفعه أكثر في الأيام المقبلة.
--------------------------------------------
هآرتس 3/1/2024
بعد العاروري.. إسرائيل بين تهديدات نصر الله والبحث عن صورة نصر لجيشها
بقلم: عاموس هرئيل
اغتيال صالح العاروري في بيروت، وهو من كبار قادة حماس، هو المرة الأولى في الحرب التي تم فيها النشر بأن إسرائيل، التي لم تعلن رسمياً عن مسؤوليتها عن الاغتيال، نجحت في المس بعضو مهم جداً في قيادة المنظمة. رغم الجهود الكبيرة التي تمارس بهذا الشأن في قطاع غزة، فإن رؤساء حماس هناك نزلوا إلى الأنفاق في اللحظة التي بدأت فيها محاولات الاغتيال. من المرجح أن يؤدي الاغتيال إلى رد شديد من حماس، والمتوقع أن يأتي من لبنان.
السؤال الرئيسي هو: كيف سيرد “حزب الله” الذي حدث الاغتيال في ساحته الخلفية؟ قيادة حماس الخارج موزعة بين قطر وتركيا ولبنان. ورغم إعلان إسرائيل نيتها تصفية جميع قادة حماس فإنهم يفترضون أن وجودهم في قطر يوفر لهم بوليصة تأمين، هذا إزاء مشاركة الدوحة في الجهود للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى. أما في تركيا فمن غير المؤكد أن إسرائيل معنية الآن بتصعيد العلاقات مع الرئيس اردوغان. لبنان كان ساحة الاغتيال المأمولة، لكن هذا مرتبط كما قلنا بخطر آخر للتصعيد مع “حزب الله”.
في الصيف الماضي هدد رئيس الحكومة نتنياهو، بقتل العاروري بشكل صريح. رئيس “حزب الله”، حسن نصر الله، رد في حينه بأنه لا يهم الحزب إذا تم المس بشخص لبناني أو إيراني أو فلسطيني في عملية لإسرائيل، وفي اللحظة التي يحدث فيها مثل هذا الشيء على الأراضي اللبنانية، فسيكون هناك رد شديد من قبل الحزب. ولكن الأمور تظهر الآن مختلفة قليلاً على خلفية الحرب في غزة.
منذ بداية الحرب في القطاع، و“حزب الله” يدفع ضريبة للفلسطينيين بهجمات يومية ضد إسرائيل، لكنه يحرص على اقتصارها على القطاع القريب من الحدود، من خلال نية البقاء تحت سقف الحرب. وحتى لو لم تتغير حتى الآن مقاربة حسن نصر الله وسياسة سيده الإيراني، فإن رفع مستوى الرد من لبنان سيقلص هامش مناورته وسيزيد احتمالات الخطأ في الحساب لدى الطرفين.
بعد المذبحة بغلاف غزة تبين أن رئيس حماس في غزة، يحيى السنوار، لم يبلغ قادة حماس الخارج أو إيران أو “حزب الله” بموعد العملية المخطط لها وطبيعتها. هذا كما يبدو السبب الرئيسي في نجاحه بالحفاظ على سرية الهجوم عن أذن الاستخبارات الإسرائيلية. مع ذلك، لا تميز إسرائيل الآن بين حماس الداخل وحماس الخارج، أو بين الذراع العسكري لحماس والذراع السياسي ظاهرياً. بعد المذبحة، سمعت عدة تصريحات واضحة تقول بنية محاسبة الجميع.
حقيقة أن العاروري وإسماعيل هنية وغيرهما أدوا صلاة شكر لنجاح الهجوم الإرهابي في نفس اليوم في قطر، يبدو أنها عززت قرار المس بهم. هناك درجة من الرمزية التاريخية بأن العاروري، وهو أول شخص يُصفّى من هذه الزمرة، قتل في اليوم الذي توفي فيه تسفي زمير، وهو رئيس الموساد الذي قاد المطاردة بعد المذبحة ضد الرياضيين الإسرائيليين في ميونيخ في 1992.
بقي لدى حماس قدرة على إطلاق الصواريخ، لكنها محدودة، بمركز البلاد. هناك خطر من نوع آخر فيه تجديد وتأثير محتمل يكمن في نشاطات حماس من لبنان. خلايا حماس أطلقت الصواريخ من جنوب لبنان بالتنسيق مع “حزب الله”. وسيضطر نصر الله إلى اتخاذ قرار ما إذا كان سيطلق لها العنان ويُمكّنها من إطلاق النار على جنوب عكا – صفد.
كان العاروري رجل الاتصال الرئيسي في حماس مع حرس الثورة الإيراني، وقد التقى أحياناً مع حسن نصر الله أيضاً. وقد بقي للمحور الشيعي حساب مفتوح مع إسرائيل على اغتيال الجنرال الإيراني رضي موسوي في دمشق في الأسبوع الماضي، الذي كان مقرباً من حسن نصر الله، وقد رافقه منذ تعيين الأخير في منصب الأمين العام لـ “حزب الله” في بداية التسعينيات. كان حسن نصر الله من المفروض أن يلقي خطاباً في بيروت اليوم. وهناك أمور متناقضة حول ما إذا كان سينشر هذا الخطاب كما هو مخطط له. وإذا اختار التحدث، فسيكون بالإمكان الفهم بشكل أفضل حول توجهه. إضافة إلى رمزية عملية الثأر وحاجة إسرائيل إلى عرض إنجاز يتمثل في المس بقيادة حماس، فلتصفية العاروري أهمية عملية. كان غادر الضفة في 2010 وفقاً لاتفاق مع “الشاباك” بعد مكوثه في السجن الإداري فترة طويلة. بعد ذلك، قاد نشاطات حماس في الضفة الغربية، وكان وراء محاولة تقويض حكم السلطة الفلسطينية هناك. رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، غضب منه بعد أن كشف “الشاباك” في 2014 شبكة كبيرة شغلها العاروري في الضفة، التي خططت لتنفيذ عمليات ضد السلطة وضد الإسرائيليين. يبدو أن السنوار لن يذرف الدموع على العاروري. فقد تنافسا في السنوات الأخيرة على مواقع النفوذ في المنظمة، وكانا في بؤرة المنافسة الداخلية بين القطاع وقيادة حماس الخارج.
سيطرة من تحت الأرض
إن خفوت الحرب في شمال القطاع بعد المس بكتائب حماس هناك يمكن الفلسطينيين الذين بقوا في المنطقة من الحركة بحرية أكبر حتى في الأحياء التي دمرت. في الوقت نفسه، هناك تيار ثابت من التقارير من جنوب القطاع، رغم أن المراسلين الأجانب لا يصلون إليه، وتعتمد معظم التقارير على المراسلين الفلسطينيين والمصادر الفلسطينية.
صحيفتان أمريكيتان، “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال”، نشرتاً مؤخراً عن ظروف حياة قاسية جداً في القطاع. حسب المنشورات، فإن حوالي نصف الـ 2.2 مليون من سكان القطاع معرضون لخطر الجوع، و90 في المئة من السكان يقولون إنهم لا يحصلون على الغذاء ليوم كامل. وأن 20 في المئة من السكان تقريباً يعانون من نقص شديد في الغذاء. في المناطق التي يتوفر فيها الغذاء، ترتفع الأسعار إلى عنان السماء. أصبح سعر كيس الطحين عشرة أضعاف مما قبل الحرب، نحو 70 في المئة من البيوت ونحو 50 في المئة من المباني في القطاع تم تدميرها أو تضررت بشكل كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية من الجو.
قدرة حماس العسكرية تضررت بشكل كبير جداً، لكن ليس بشكل كامل، في أرجاء شمال القطاع. الألوية القطرية هناك مع الـ 12 كتيبة التابعة لها، لا تعمل الآن كألوية. تحاول حماس إعادة تنظيم قوات صغيرة في مدينة غزة ومحيطها، ويبدو أن عدداً من المخربين يعودون إلى المنطقة بالتدريج عبر الأنفاق. تم تدمير سلطة حماس المدنية في الشمال بالكامل؛ وبقيت قدراتها في الجنوب لإدارة المنطقة ومعالجة الشؤون المدنية. ولكن أداء الحكومة بقي ضعيفاً جداً، يعتمد على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الدولية. ثمة شك إذا كانت قيادة حماس تكرس الوقت أو الجهود الكبيرة لمعالجة احتياجات السكان الذين وجدوا أنفسهم في هذه الضائقة الفظيعة عقب هجوم حماس الإرهابي على غلاف غزة في 7 أكتوبر.
تتركز معظم الجهود العسكرية الإسرائيلية في منطقة خان يونس جنوبي القطاع، حيث تعمل الفرقة 98 التي تشمل 7 ألوية حربية. وهناك جهود أقل حول مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، حيث الفرقة 36 وبحجم قوة مقلصة تهاجم من الجنوب، في حين أن الفرقة 99 تنفذ اقتحامات من الجهة الشمالية. لم تعد إسرائيل تخفي أن الجهود في خانيونس تتركز على قادة حماس، الذين حسب التقديرات يختبئون في شبكة أنفاق عميقة تحت الأرض، وهناك احتمالية كبيرة بأنهم أحاطوا أنفسهم بالمخطوفين الإسرائيليين كدروع بشرية.
النشاطات داخل خانيونس تشمل عملية واسعة من أجل العثور على كبار قادة حماس والمخطوفين. إضافة إلى ذلك، تقوم القوات الكبيرة التي تحاصر المدينة والموجودة على مداخلها، بتمشيط منهجي للعثور على أنفاق ومخربين وسلاح. إن افتراض وجود قادة كبار وعلى رأسهم يحيى السنوار تحت الأرض، يعتمد على الإدراك بأنهم تجمعوا مسبقاً هناك، ويدار الآن هناك جزء كبير من شبكة القيادة والسيطرة لدى حماس، التي تواصل الأداء رغم ظروف قتال شديدة ودمار كبير.
قائد اللواء 404 في سلاح المدرعات، العقيد بني أهارون، وصف أمس في محادثة مع المراسلين المعارك التي قام بها اللواء في مدينة غزة، وتحدث عن شبكة متشعبة جداً من الأنفاق المحصنة التي استخدمتها قيادة حماس العسكرية في المدينة وتم اكتشافها في وسط غزة والأحياء الشرقية. هذا يشير إلى حجم استعداد حماس المسبق من أجل القتال طوال سنين، مع استعداد كبير لاحتمالية غزو إسرائيل لعمق المنطقة. في المقابل، يتحدث أهارون عن سيطرة قوية على الأرض، التي تؤدي إلى تفكيك منهجي لقدرات حماس العسكرية دون أن تنجح الأخيرة في وقف العمليات العسكرية.
مع ذلك، بخصوص خان يونس، يطرح سؤال لماذا يختار السنوار البقاء هناك طوال الوقت قريباً من قوات الجيش الإسرائيلي ولم يعد لنفسه مسبقاً مسار هرب عبر الأنفاق إلى منطقة أخرى.
هناك صعوبة أخرى تتعلق بمنطقة رفح. فمعظم المواد الخام لإنتاج السلاح إضافة إلى الوسائل القتالية الكثيرة المستوردة، تم تهريبها في العشرين سنة الأخيرة إلى القطاع عبر الحدود المصرية، مع غض نظر متعمد، وعلى الأغلب من خلال اقتطاع مقابل من قبل الجيش المصري. من الواضح أنه ليس بالإمكان إغلاق القناة الرئيسية لتعزيز قوة حماس بدون عملية عسكرية في المنطقة وبدون تطبيق ترتيبات رقابة جديدة على الحدود. ولكن إسرائيل تمتنع عن ذلك حتى الآن، سواء كان ذلك خشية من المواجهة مع مصر أو لأن مليون مدني فلسطيني، معظمهم من اللاجئين، تجمعوا في رفح ومحيطها من جراء هجمات إسرائيل على أرجاء القطاع الأخرى.
إذا انتقل الجيش الإسرائيلي وبحق إلى المرحلة الثالثة من الحرب في هذا الشهر، فالحديث يدور عن اقتحامات لوائية ضد معاقل حماس التي بقيت في القطاع. ولكن أي عملية في رفح ستحتاج إلى قوات أكبر ووقت أكثر. في هذه الأثناء، لا تظهر هذه العملية كجزء من الخطط الفورية، لذلك تثور تساؤلات حول إلى أي مستوى تستطيع إسرائيل التوصل إلى نتيجة حاسمة في هذه الحرب. يبدو أن الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي قد انتقلا إلى التركيز على المس بكبار حماس كـ “صورة نصر” محتملة في الحرب. السنوار بشكل خاص والقيادة العسكرية المصغرة، كان لهم تأثير استثنائي على تشكيل استراتيجية حماس في السنوات الأخيرة وعلى قرار تنفيذ 7 أكتوبر. ولكن لا يقين بأن روح القتال لدى حماس ستنكسر بالكامل إذا تمت تصفيتهم. ويبدو أيضاً أنه لا ثقة بتحقيق الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” نجاح في العثور على قادة حماس في الوقت القريب.
--------------------------------------------
كاتب إسرائيلي: لماذا لا يتم ترحيل المستوطنين؟
بقلم: ميخائيل بريزون
تساءل المحلل الإسرائيلي ميخائيل بريزون، الأربعاء، عن أسباب عدم الدعوة لترحيل المستوطنين من إسرائيل، مع تصاعد الدعوات لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة.
وتحت عنوان: “في الواقع، لماذا لا يتم ترحيل المستوطنين من إسرائيل؟”، كتب المحلل المعروف باسم “ب. ميخائيل” في صحيفة “هآرتس”: “عادت موضة الترحيل، وقائمة المتحمسين له تتزايد كل دقيقة”.
وأضاف: “لذا، ربما حان الوقت لمناقشته بعقل متفتح، ومع الاستعداد لتغيير وجهات النظر القديمة، وبرؤية أكثر معاصرة بعض الشيء لإسرائيل ومستقبلها”.
وتابع بريزون: “لسبب ما، يصرّ معظم من يتناولون هذا المفهوم على الحديث عن نوع واحد فقط من الترانسفير (التهجير): الذي يهجّر العرب من ديارهم ويرسلهم جميعًا إلى الجحيم”.
واستدرك: “لكن هذه فكرة إشكالية إلى حد ما، حيث تنطوي على دعاوى قضائية وإدانة دولية وبيروقراطية وحاجة إلى استخدام مستوى من الضغط الجسدي غير المعتدل على الإطلاق”.
وأشار بريزون إلى أنه “باستخدام القليل من الإبداع، ستجد مواد بشرية قابلة للتحويل، ولن يتطلب نقلها من أي شخص مغادرة منزله، أو الانتقال من مكان وجوده، أو نقل ممتلكاته أو للقيام بأي نشاط يتضمن الحركة”.
وقال: “هذا نقل له مزايا فقط دون عيب واحد، سوف يستقبلهم العالم أجمع بتصفيق مُدوّ، وستُرفع مكانة إسرائيل بين الأمم، وتستعيد مجدها السابق كدولة ديمقراطية، وسيؤدي ذلك بلا شك إلى ارتفاع قيمة الشيكل مقابل العملات الرئيسية، وبورصة تل أبيب سترتفع”.
وأضاف بريزون: “بالإضافة إلى سائر فضائله فإن هذا النقل سهل، ويمكن أن يتم خلال أيام أو ساعات، أو ربما حتى دقائق”.
وهنا أوضح أن “القارئ الفطن سيفهم بالفعل من هو المقصود: إنهم المستوطنون بالطبع”.
وتصاعدت دعوات في إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما يواجه رفضاً إقليمياً ودولياً واسعاً.
وتشير تقديرات إسرائيلية لوجود أكثر من 700 ألف مستوطن بالمستوطنات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وعلى عكس تحليل بريزون، تواصل الحكومة الإسرائيلية سياسة التوسع الاستيطاني، وتمويل المستوطنات في المناطق المحتلة بعد عام 1967، في تناقض مع القوانين الدولية التي لا تعترف بسلطة إسرائيل عليها.
--------------------------------------------
معاريف 3/1/2024
اغتيال العاروري “عصفوران بحجر”.. إسرائيل: هل وصلت الرسالة لـ “حزب الله”؟
بقلم: تل ليف رام
إذا كان هناك إحساس بجمود صورة وضع القتال في الساحة المركزية في غزة وفي لبنان بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب، فقد انتهى مساء أمس، عند تصفية مسؤول حماس الكبير صالح العاروري ومسؤولين كبار آخرين في منظمة الإرهاب. لكن السؤال المركزي لا يعنى بتداعيات التصفية المنسوبة لإسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، لكنه سيرسم الخط بشكل واضح: بعد 89 يوماً من حرب ذات مزايا متعددة الساحات، بدأت بهجوم إرهابي من حماس في 7 أكتوبر وجرت في مناورة برية للجيش الإسرائيلي في غزة، فمن المتوقع الآن تغيير جوهري في تطور الحرب، حيث ستكون المعركة مع “حزب الله” ستكون جبهة مركزية لإسرائيل.
يبدو أن هذه المسألة متعلقة أساساً برد “حزب الله” – هل، كيف، وبأي شدة سيرد بالنار نحو إسرائيل. إن من اتخذ القرار بتصفية المسؤولين على أراضي لبنان، ربما وضع اعتباراً لتصعيد دراماتيكي في الحرب مع “حزب الله”. وذلك، حين تقف إسرائيل أمام مفترق قرار في ضوء استمرار القتال في الجبهة الشمالية بالتوازي مع مناورة برية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، هل ستأخذ مبادرة هجومية في محاولة لكسر ما يبدو كطريق مسدود؟ بمعنى، حتى لو لم يتطور وضع حتى الآن إلى حرب كاملة في الساحة الشمالية، فإنه ثبت كحقيقة شللاً تاماً للمجال المدني في البلدات والمجالس الإقليمية المجاورة للحدود.
في أيام عادية ليست أيام حرب، معقول الافتراض بأن تصفية شخصية رفيعة المستوى كالعاروري كان ذا معنى عملياتي بالنسبة لإسرائيل حتى في كل ما يتعلق بالإرهاب في الضفة. فضلاً عن حساب طويل جداً لإسرائيل مع العاروري ومسؤولين آخرين ذوي أهمية لقدرة حماس العسكرية في الضفة وغزة على حد سواء، فإن العاروري كرئيس الذراع العسكري لحماس في الضفة ذو أهمية خاصة.
عرف العاروري كيف يربط جيداً بين معرفته الطويلة للضفة وإسرائيل وبين خلق ارتباطات مع قيادة الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله”؛ لتوثيق التعاون، مرة في بناء مشترك لفرع حماس في لبنان الذي عمل تحت رعاية كاملة وتعاون مع “حزب الله” في السنوات الأخيرة، ومرة أخرى وهي الأهم، في تمكين صلات مشتركة بين إيران و“حزب الله” وحماس حيال عدو مشترك هو إسرائيل. هكذا استوعب “حزب الله” وإيران في السنوات الأخيرة الفضائل التي يمكنهما أن يستخلصاها من توحيد الساحات تجاه إسرائيل، بما في ذلك تعظيم دعم منظمات الإرهاب الفلسطينية، وعلى رأسها بالطبع حماس – رغم كونها منظمة إخوان مسلمين سُنية.
مقابل العملية العسكرية المرتقبة في قطاع غزة وخوض معركة دفاع تجاه “حزب الله” التي كانت عنصر المبادرة الهجومية فيها محدودة حتى هذه المرحلة كي لا يكون الانجرار إلى حرب في لبنان، يبدو هذه المرة أن هناك من يطلق إشارة مباشرة لـ “حزب الله” ولدولة لبنان بأن مرحلة ضبط النفس في لبنان انتهت. وذلك في ضوء الوضع الذي اختار فيه “حزب الله” الانضمام إلى الحرب، حتى وإن بشكل محدود نسبياً وليس باستخدام نار كاملة – شلت هجماته طبيعة الحياة الاعتيادية في منطقة الحدود الشمالية بشكل مطلق.
لقد قصدت التصفية في لبنان قيادة حماس، لكن الرسالة موجهة لـ “حزب الله” ودولة لبنان، وبشكل غير مباشر ربما أيضاً لدول وقوى عظمى أخرى، بحيث تمارس ضغطاً مباشراً على حكومة لبنان (أو ما تبقى منها)، في محاولة قد تكون الأخيرة لكبح “حزب الله” من دهورة لبنان الذي يعيش على أي حال حالة فوضى سلطوية واقتصادية، إلى الحرب.
تفضل إسرائيل الآن إمكانية تسوية سياسية في الحدود الشمالية لوقف النار وإبعاد “حزب الله” عن الحدود، في اتفاق يتطلب تنازلات إسرائيلية أيضاً. مع ذلك، بعد التصفية المنسوبة لإسرائيل، تعود الكرة الآن إلى جانب “حزب الله” – كيف وهل سيرد وهل نحن في الطريق إلى تصعيد إضافي في الحدود الشمالية؟ والأيام القادمة ستحدد غالباً ما سيأتي.
---------------------------------------------
يديعوت أحرونوت 3/1/2024
ما الذي راهنت إسرائيل عليه بتصفيتها العاروري؟
بقلم: ناحوم برنياع
في شباط 1992 اغتالت إسرائيل عباس موسوي أمين عام “حزب الله” بغارة جوية. كان موسوي إرهابياً، وكانت الفرحة كبيرة، إلى أن تبين بأن الشاب الذي حل محله، ويدعى حسن نصر الله، أكثر أهلية وخطراً منه.
صالح العاروري كسب عن حق مكانه في قائمة المرشحين للتصفية. حتى لو لم يكن مشاركاً شخصياً في تخطيط وتنفيذ المذبحة في 7 أكتوبر، فإن موجة الإرهاب الحماسية في الضفة مسجلة كلها على اسمه. مثل يحيى السنوار، زميله وخصمه في غزة، كان يعتمر قبعتين على رأسه: قبعة سياسية وأخرى عسكرية. كان في كلتيهما عدواً وحشياً وابن موت.
ينبغي الافتراض أن جهاز الأمن فرح أمس عقب تصفية العاروري. قبل كل شيء، صفّي الحساب الدموي: ليس هناك ما هو أكثر إنسانية وطبيعية من رغبة الثأر ممن هو مسؤول عن قتل عشرات، وربما مئات، الإسرائيليين؛ ثانياً، علّمت التصفية قادة حماس بأن الإعلانات على لسان محافل إسرائيلية عن استئناف التصفيات جدية وقابلة للتنفيذ؛ ثالثاً، تبين لنصر الله حتى بعد ضربة 7 أكتوبر، أن إسرائيل تعرف كيف تدخل عقر بيته، إلى قلب الضاحية الشيعية في بيروت؛ رابعاً، هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الشرق الأوسط: من يأتي لقتلك اسبقه واقتله. لكن التصفيات المركزة لا تختبر في الضربة التي يتلقاها العدو فقط. السؤال هو: ما الذي تقدمه لنا مثل هذه الخطوة، ثمناً حيال مقابل، كلفة مقابل منفعة؟ من قرروا تصفية العاروري في بيروت افترضوا بأن رداً عنيفاً سيأتي من حماس و“حزب الله” أيضاً.
الأكثر إقلاقاً من كل الردود حماس المحتملة يتعلق بالمخطوفين. لا أعتقد أن أحداً ما من أصحاب القرار في إسرائيل يؤمن بأن التصفية ستلطف حدة مواقف السنوار وستدفع قدماً بصفقة إضافية. هذه قصص نرويها لأنفسنا. الأكثر معقولية هو أن التصفية ستؤخر، بل وربما تعرقل استمرار المفاوضات.
صحيح أن احتمال الصفقة كان صغيراً حتى قبل التصفية في بيروت، لكن كل تأخير ربما يكون حرجاً فيما يتعلق بحياة المخطوفين. أي تصفية قد تؤدي إلى تصفية مقابله. ليس مريحاً الاعتراف بذلك، لكن القرار بالتصفية رهان على حياة المخطوفين. ستنبئنا الأيام إذا ما كان هذا الرهان مبرراً.
قد تحاول حماس الثأر من خلال عمليات إرهاب في الضفة والقدس ورشقات صاروخية من المناطق التي تسيطر عليها في غزة، ولا جديد في هذا. لقد أمل السنوار في أن تجر أحداث 7 أكتوبر إسرائيل إلى حرب في ثلاث جبهات. لم يحصل هذا. ربما يوقظ موت العاروري آماله من جديد.
سيرد “حزب الله” آجلاً أم عاجلاً. مجال الرد لديه أكبر من حماس. قد يخرق قواعد اللعب المتفق عليها في هذه اللحظة في تبادل النار في الشمال فيخاطر بحرب على نطاق كامل؛ وقد يهاجم سياحاً إسرائيليين أو مراكز يهودية في الخارج؛ وربما يسمح لمحافل إرهاب فلسطينية في لبنان أن تثأر ثأرها على الحدود فيما ينتظر اللحظة المناسبة بصبر.
إن تصفية العاروري لم تكن لتحسن المفاوضات التي أجراها الأمريكيون والفرنسيون في الأسابيع الأخيرة في لبنان. لقد شجعت إسرائيل هذه الاتصالات. وكان الأمل تحقيق تسوية بوسائل دبلوماسية، تمنع حرباً وتسمح للسكان بالعودة إلى بيوتهم. وكان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن خطط لزيارة إلى هنا مع نهاية الأسبوع ويدفع بالاتصالات إلى الأمام. أما أمس، في أعقاب التصفية، فقد أعلن إلغاء زيارته. أمر واحد مؤكد: موت العاروري ومساعديه سمير فندي وعزام الأقرع سيمس في المدى القصير بأعمال فرع حماس في بيروت، لكنه لن يغير الواقع. فحماس منظمة إرهاب أكبر من أي من شهدائها المحتملين، بمن فيهم السنوار أيضاً.
---------------------------------------------
هآرتس 3/1/2024
هل سمعت المستشارة القانونية للحكومة بما يفعله بن غفير وزمرته بالأسرى الفلسطينيين؟
بقلم: أسرة التحرير
الشهادات المتراكمة حول المعاملة القاسية التي تمارس ضد معتقلين غزيين محتجزين بين أسوار المعتقل العسكري “سديه تيمان” والسجناء الأمنيين والمعتقلين بمخالفات أمنية في سجني جلبوع ومجدو، هي شهادات تستوجب عناية فورية. فالمحطة الأولى للمعتقلين الغزيين هي “سديه تيمان”، حيث يكونون عرضة للضرب وتقييدهم إلى السياج واقفين مقيدة أياديهم فوق رؤوسهم. في سجن جلبوع، يروي سجناء أمنيون – معظمهم فلسطينيون من الضفة – بأن السجانين يعتدون عليهم ويهينونهم وينكلون بهم منذ 7 أكتوبر، بينما قيادة السجون تتجاهل.
“كان السجانون يدخلون حاملين علم إسرائيل، ومن لا يُقبّله من السجناء يتلقى الضرب. لا يأبهون، وهمهم أن نُقبل العلم”، هكذا شهد سجين تحرر، وأضاف بأن من كان يرفض تقبيل العلم كان يضرب بكل أنحاء جسده، بل إن السجانين طلبوا من السجناء الزحف على أربعة وتقبيل العلم. يظهر وصف مشابه أيضاً في شهادة أخرى وصلت إلى مؤسسة “موكيد” لحماية الفرد، ورفعت مؤخراً إلى المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا. فقد وصف السجين في شهادته، السجانين يدخلون إلى الزنزانة ويضربون من فيها ويجبرونهم على شتم أنفسهم والزحف على أربعة بينما كان علم إسرائيل على ظهورهم.
شهادات سجناء فلسطينيين من الضفة ومواطنين عرب إسرائيليين موجودين في الأقسام الأمنية في سجن مجدو، تشير إلى وضع مشابه هناك منذ بداية الحرب. ثمة شهادات عن سجانين درجوا على ضرب السجناء الجدد حتى نزف دمائهم وهم مكبلون. وروى أحد السجناء لمحاميهم بأنهم أجبروه عدة مرات على الاستلقاء على الأرض، ويقول: شعب إسرائيل حي، وإلا سيضربونه. “عندما وصلنا إلى السجن وزعونا على مجموعتين في النظارة”، وصف أحد المعتقلين. “دخل نحو 40 سجاناً وضربونا ضرباً مبرحاً. ولما أدخلونا الزنازين بعد ذلك قيدوا أيدينا إلى الخلف طوال تسع ساعات، وكانوا في المساء يدخلون ويضربون كل من كان في الزنزانة”، شهد أحد السجناء.
كما أنه منذ بداية الحرب، توفي خمسة سجناء أمنيين فلسطينيين في منشآت مصلحة السجون، فتح تحقيق بشأن اثنين منهم وعثر على رضوض بأجسادهم. إضافة إلى ذلك، مات عاملان غزيان في ظروف غير واضحة، أحدهما في المعتقل العسكري “عنتوت” والآخر في معتقل “عوفر” العسكري.
دولة إسرائيل ليست منظمة إرهاب. رغم أحداث 7 أكتوبر والوحشية التي مارسها رجال حماس بحق المخطوفين الإسرائيليين، لا تبرر الحيونة في معاملة الفلسطينيين الموجودين تحت تصرف الدولة. لا مجال لتوقع شيء من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لكن المطلوب فوراً هو تدخل المستشارة القانونية للحكومة بهرب ميارا.
---------------------------------------------
إسرائيل سبب ضعف التحالف بالبحر الأحمر
صحيفة "غلوبس" المختصة بالاقتصاد قالت إن تردد الدول الأوروبية في الانضمام إلى قوة "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة، يعود إلى الخوف من أن يُنظر إليها على أنها تقف إلى جانب إسرائيل في حربها ضد غزة
قالت صحيفة "غلوبس" المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، الأربعاء، إن الضعف الذي يعتري تحالف البحر الأحمر أو ما يعرف بـ "حارس الازدهار"، يعود إلى وجود إسرائيل في قلب الأزمة.
وذكرت الصحيفة في تقرير، أن تردد الدول الأوروبية في الانضمام إلى قوة "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة، يعود إلى الخوف من أن يُنظر إليها على أنها تقف إلى جانب إسرائيل في حربها ضد غزة.
وبعد أسبوعين من تشكيله، أصبح التحالف الذي كانت الولايات المتحدة تحاول بناءه لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر متعثراً، بفعل استمرار هجمات جماعة الحوثي اليمنية، وضعف الانضمام الدولي له.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات من 10 دول باسم "حارس الازدهار"، بهدف ردع هجمات "الحوثي" بالبحر الأحمر وتهديدها لرحلات التجارة البحرية.
ويهدف التحالف، وفق أوستن، إلى "مواجهة التحديات الأمنية بشكل مشترك في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع البلدان وتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين".
ويضم التحالف قوات من 10 دول، هي المملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا والبحرين، إلى جانب الولايات المتحدة.
وقالت غلوبس اليوم: "من بين الدول العديدة التي تواصلت معها الولايات المتحدة، أعلنت 10 دول فقط استعدادها للمشاركة، ولم يذكر سوى عدد قليل منها ما ستتضمنه مشاركتها".
وزادت: "لم تنضم أي دولة على ساحل على البحر الأحمر إلى التحالف حتى الآن، على الرغم من أن أطر حماية حرية الملاحة التي تشمل هذه البلدان موجودة بالفعل".
وفيما يتعلق بإسرائيل، "فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن أحد أسباب تعثر التحالف هو أن الانضمام إليه أصبح علامة على الدعم غير المباشر للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة".
ولم يعلن أي مسؤول أوروبي هذا السبب لعدم الانضمام علنا، لكن الصحيفة ترى أن "التقييم بين المعلقين السياسيين في أوروبا هو أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية تلعب دورا رئيسيا في القرار بشأن الانضمام من عدمه".
وأعلنت إسبانيا التي تتخذ حكومتها موقفا مؤيدا للفلسطينيين، بشكل قاطع أنها لن تنضم إلى التحالف؛ فيما أعلنت باريس أن "السفن الفرنسية ستبقى تحت القيادة الفرنسية".
بينما أعلنت إيطاليا أنها ستعزز قوة بحرية دولية أخرى بقيادة الولايات المتحدة، لكنها لن تشارك في قوة "حارس الازدهار"، فيما تواصل ألمانيا دراسة الانضمام إلى القوة.
وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت "الحوثي" في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "تضامنا مع فلسطين"، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
---------------------------------------------
إسرائيل اليوم 3/1/2024
هذه احتمالات "اليوم التالي" في غزة.. الهجرة الطوعية مستبعدة
أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم"، بانعقاد جلسة، لأول مرة بشكل رسمي، بين الكابينت (السياسي – الحربي)، من أجل بحث مسألة "اليوم التالي" في قطاع غزة، وذلك على إثر ضغط أمريكي وإسرائيلي داخلي.
وذكرت الصحيفة أن "المنطقة الفاصلة" بين شمال غزة وجنوبها، ستكون من بين أجندة الجلسة ومداولاتها اليوم، وقد ظهرت النية في إنشائها منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأشارت إلى وجود خلاف في موضوع المنطقة الفاصلة بين رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبين وزير الحرب يوآف غالانت.
وقامت دولة الاحتلال بإطلاع بضع دول عربية مجاورة على نيتها إقامة مثل هذه المنطقة، وفقا لـ"رويترز".
ونقلت عن مصادرها، أنها أخطرت عن خطتها كلا من مصر والأردن والإمارات والسعودية.
أحد تلك المصادر، أخبر "رويترز" أن الاحتلال "يريد لهذه المنطقة الفاصلة التي ستنتشر من الشمال إلى الجنوب أن تمنع حماس أو جماعات مسلحة أخرى من التسلل أو مهاجمة إسرائيل".
الصحيفة العبرية أشارت إلى وجود "عدة إمكانيات لبدائل سلطوية في القطاع"، منها خطة بدعم أمريكي تتضمن حكم السلطة الفلسطينية في غزة، مثلما في الضفة الغربية، وذلك بعد أن تجتاز السلطة نوعا من التغيير".
وكذلك من البدائل؛ "حكم مقسم إلى مناطق، بحيث يكون في كل منطقة حكم عشائري يدير الشؤون المدنية في القطاع، أو موظفون غير مرتبطين بشكل مباشر بالسلطة في الضفة"، بحسب "إسرائيل اليوم".
إضافة إلى تلك البدائل، يوجد أيضاً "حكم مركزي دولي ينظم الانتقال إلى اليوم التالي على مدى بضع سنوات".
ولفتت إلى أنه "رغم المطالب التي يطرحها سياسيون إسرائيليون، شطبت مسألة الهجرة الطوعية لسكان القطاع بسبب الضغط الدولي ضد خطة من هذا القبيل.
وزعمت أن هناك أمرين أساسيين في مستقبل غزة، وهما "إنهاء حكم حماس، وسيطرة والجيش الإسرائيلي على المنطقة لفترة طويلة".
وبيّنت أن هناك مسائل أخرى سوف تحتاج إلى إجابة، وهي "إعادة السكان إلى شمال القطاع دون أن يدخل مسلحون"، وكذلك دور دول عربية في الجوانب الإنسانية، إلى جانب شكل المعالجة لمحور فيلادلفيا ومعبر رفح وغيرها.
---------------------------------------------
محللون إسرائيليون: الرد على اغتيال العاروري سيكون من لبنان
اعتبر جميع المحللين في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء، أن اغتيال إسرائيل للقيادي في حركة حماس، صالح العاروري، في بيروت أمس، هو الحدث الأبرز في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر. كذلك تساءل جميعهم حول طبيعة ومدى قوة رد حزب الله على اغتيال العاروري في “عقر داره”، الضاحية الجنوبية.
واعتبر المحلل السياسي في “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أنه حتى لو لم يكن العاروري ضالعا في التخطيط والتنفيذ لهجوم “طوفان الأقصى”، فإن موجة العمليات المسلحة التي نفذتها حماس في الضفة الغربية “مسجلة باسمه”.
وبحسبه، فإن الاغتيال يدل على أن تهديدات مسؤولين إسرائيليين حول استئناف الاغتيالات هي “جدية وقابلة للتنفيذ”، وأن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، “بات يدرك أنه حتى بعد ضربة 7 أكتوبر، إسرائيل تعرف كيف تدخل إلى بيته، في قلب الضاحية في بيروت”، وأن “هذه اللغة الوحيدة التي يفهمونها في الشرق الأوسط”.
وأشار برنياع إلى “التكلفة مقابل الفائدة” بعد الاغتيال، “فالذي قرر اغتيال العاروري في بيروت افترض أنه سيكون له رد فعل عنيف من جانب حماس وكذلك من جانب حزب الله. ومن بين جميع ردود الفعل المحتملة، تلك المتعلقة بالمخطوفين هي الأكثر إثارة للقلق. والسنوار لن يلين موقفه تجاه صفقة تبادل، وعلى الأرجح أن الاغتيال سيؤخر المفاوضات وربما يحبطها”.
وأضاف أنه “بما يتعلق بحياة المخطوفين، فإن أي تأخير من شأنه أن ينطوي على أهمية بالغة، وأي تصفية من شأنها أن تقود إلى تصفية مضادة. وليس مريحا الاعتراف بأن القرار بشأن الاغتيال هو رهان على حياة المخطوفين. والأيام ستظهر إذا كان الرهان مبررا”.
وتابع أن “بإمكان حماس أن تحاول الانتقام بواسطة عمليات مسلحة في الضفة والقدس. وحزب الله سيرد أيضا، عاجلا أم آجلا. وحيّز رد فعله أكبر من حيز حماس. وثمة أمر واحد مؤكد، وهو أن موت العاروري ومساعداه ألحق ضررا بفرع حماس في بيروت في المدى القصير، لكنه لن يغير الواقع”.
وأشار محلل الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة نفسها، رونين برغمان، إلى أن إسرائيل كانت ضالعة في اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، في العراق، وأنه كان بالإمكان تنفيذ هذا الاغتيال بسهولة في بيروت أو دمشق، “لكنها لم تعمل هناك تحسبا من أن يتواجد إلى جانبه مقاتلون من حزب الله، ومن شأن مقتلهم أن يستدرج حزب الله إلى سلسلة ردود فعل وربما إلى حرب شاملة مع إسرائيل”.
وأضاف أن قائد “فيلق القدس” الذي خلف سليماني، إسماعيل قآني، تعهد لقادة حماس خلال جنازة سليماني بتعزيز التعاون، بما يشمل تزويد أسلحة متطورة لغزة، إلى جانب وسائل تشفير اتصالات وعتاد استخباراتي آخر. “وعلى ما يبدو أن قآني وفى بتعهده، وتلقت إسرائيل النتيجة في 7 أكتوبر”.
واعتبر برغمان باغتيال العاروري أن “إسرائيل أخذت زمام المبادرة، ولديها استعداد لتحمل مخاطر ورغبة بأن تأخذ مجددا القيادة في حرب فعلت إسرائيل خلال كل شيء باستثناء قيادة الأمور. والاغتيال يثبت أيضا أن لدى إسرائيل معلومات أفضل بكثير حول ما يحدث في طهران وبيروت مما يحدث في غزة”.
وتوقع برغمان أن “الاغتيال قد يؤدي إلى رد فعل سيؤدي بدوره إلى رد فعل مضاد إسرائيلي، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تصعيد بالغ وإلى فتح جبهة أخرى. لكن بإمكان الاغتيال أيضا أن يشكل تحذيرا وردعا تجاه أعضاء المحور من فتح جبهة كهذه”.
وأفاد برغمان بأن “تقديرات معظم المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة هي أن نصر الله لن يكون مستعدا لجرّ لبنان كلها إلى دمار كي يتماثل أو يدافع عن حماس التي شنت هجوما ضد إسرائيل من دون إبلاغه. وهناك من يأمل أن العملية في بيروت ستحقق فائدة أخرى وتدفع دولا مثل الولايات المتحدة أو فرنسا، إلى جانب حكومة لبنان، إلى القيام بأي شيء من أجل التوصل لاتفاق سياسي بين إسرائيل وحزب الله، يؤدي إلى انسحاب حزب الله من الحدود ويسمح بعودة السكان (الإسرائيليين) إلى الشمال”.
وبحسبه، فإنه “الآن، عندما يرون ألسنة النيران في قلب بيروت، بالإمكان الحصول على تجسيد بأن إسرائيل ستفعل للبنان ما فعلته لغزة في حالة الحرب”.
وأشار المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن اغتيال العاروري يشكل “المرة الأولى في الحرب التي نجحت إسرائيل فيها باستهداف عضو قيادي في حماس. وعلى الأرجح أن الاغتيال سيؤدي إلى رد شديد من جانب حماس، ولكن يتوقع أن يكون هذا الرد من لبنان بالأساس”.
وأضاف أن السؤال المركزي هو كيف سيرد حزب الله. “وكانت لبنان ساحة الاغتيالات، لكن هذا مقرون بخطر تصعيد آخر مع حزب الله… ورغم ذلك، إسرائيل لم تعد تفرق بين حماس الداخل وحماس الخارج، ولا بين المستوى العسكري في الحركة وبين المستوى السياسي”.
وحسب هرئيل، فإن “لدى حماس قدرة معينة، لكن محدودة، لإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه وسط إسرائيل. وخطر من نوع آخر، ويوجد فيه تجديد وتأثير محتمل، هو نشاط الحركة من لبنان. وسيضطر نصر الله إلى اتخاذ قرار إذا كان سيوافق على أن تطلق حماس قذائف صاروخية إلى المناطق الواقعة جنوب خط عكا – صفد”.
وتابع أن “العاروري كان حلقة الوصل المركزية من جانب حماس مع الحرس الثوري الإيراني والتقى مع نصر الله أحيانا. ولا يزال لدى المحور الشيعي حساب مفتوح مع إسرائيل بسبب اغتيال الجنرال الإيراني، رضى موسوي، في دمشق الأسبوع الماضي”.
واعتبر المحلل العسكري في “معاريف”، طال ليف رام، أن “السؤال المركزي بعد اغتيال العاروري ليس متعلقا بتأثير الاغتيال على القتال في غزة، وإنما إذا كان الاغتيال سيؤدي إلى رد فعل من جانب حزب الله، وفي هذه الحالة ستنتقل المعركة ضد حزب الله لتصبح الجبهة المركزي في الحرب”.
ووصف العاروري بأنه كان “قائد ذراع حماس العسكري” في الضفة الغربية، وأن له “أهمية خاصة” لأنه “عرف كيف يربط جيدا بين معرفته منذ سنوات طويلة بالضفة الغربية وإسرائيل”، التي قضى في سجونها أكثر من 15 عاما كمعتقل إداري ودون توجيه أي تهمة له، “وبين إنشاء علاقات مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من أجل تعزيز التعاون”.
---------------------------------------------
العاروري بعيون سجّانيه.. وترجيحات إسرائيلية: “حزب الله” سيكتفي برد محسوب تحاشياً لحرب شاملة
وديع عواودة
رغم المشاهد الاحتفالية والشماتة المعلنة، تواصل إسرائيل محاولاتها، منذ مساء أمس، النأي بنفسها عن عملية اغتيالها للشهيد صالح العاروري في بيروت، وسارعَ رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لأمر وزرائه بعدم التحدث في الإعلام في هذا الموضوع، فيما رفض الناطق العسكري دانئيل هغاري التطرّق للعملية، في إحاطته اليومية، وكل ذلك يندرج ضمن مساعيها لتحاشي وضع الإصبع بعيون “حزب الله”، وتحاشي اندلاع حرب متزامنة في الشمال.
إسرائيل، كما كان متوقعاً، لم تصادق على اغتيالها للعاروري، ولم تنفِ، لكنها رفعت درجة الجهوزية في عدة جبهات، ونشرت المزيد من بطاريات القبة الحديدة في حيفا والجليل، خاصة أن “حزب الله” و”حماس” وجّها إصبع الاتهام لها بارتكاب جريمة جديدة، وانتهاك السيادة اللبنانية مجدداً.
ورغم مزاعم وتلميحات إسرائيلية حول العلاقة بين الاغتيال الآن وكون العاروري الأكثر رفضاً لصفقة التبادل (العالقة) قبل إنهاء الحرب، يبدو أن لا معنى لتوقيت جريمة الاغتيال، فإسرائيل كانت ستنفّذها قبل أسبوع وقبل شهر، وفي كل وقت تأتي المعلومة الاستخباراتية والقدرة العملياتية على تنفيذها، وسبق أن هدّدَ نتنياهو، قبل شهر، باغتياله ذاكراً إياه بالاسم، فيما قال وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت إن قادة “حماس” في البلاد والخارج، بما في ذلك لبنان، يعيشون “زمناً مستعاراً”، وهناك تساؤلات إسرائيلية أيضاً عن مقدار تدابير الحيطة والحذر التي انتهجتها القيادة الفلسطينية في بيروت، خاصة أنها شهدت جرائم اغتيال مشابهة في الماضي.
اعتراف نائب إسرائيلي
وبعدما بادرَ مقدم برنامج في القناة 13 العبرية غاي ليرر بتقديم البقلاوة لضيوفه داخل الاستوديو، احتفاءً بجريمة القتل في بيروت، كان عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست النائب داني دانون (الليكود) قد سارع لإصدار تهنئة باركَ فيها للجيش والشاباك والموساد على اغتيالهم صالح العاروري في بيروت. وتابعَ مهدداً في تغريدته في شبكة “إكس”: “كل من كان متداخلاً في السابع من أكتوبر، عليه أن يعلم أننا سنصل له ونسدّد الحساب”. وأثارت هذه التغريدة موجة انتقادات في إسرائيل التي قرّرت عدم الاعتراف رسمياً بالاغتيال كي لا تصبّ الزيت على النار، خاصة في الجبهة الشمالية.
تجلّى الحرص الإسرائيلي للتعامل بحذر شديد مع جريمة الاغتيال في جواب الناطق العسكري هغاري؛ حينما سئل عنها، أمس، اكتفى بالقول: “إننا مستعدون لكل الاحتمالات، ونحن متركزون في الحرب على حماس”.
لجانب احتفالية الشماتة في الأوساط الإسرائيلية غير الرسمية استذكرت وسائل إعلام عبرية مسيرة الشهيد العاروري، الذي تجند للعمل من أجل فلسطين منذ كان طالباً في جامعة الخليل، وتوقفت عند ندرة قيادته وشخصيته الكاريزماتية، ضمن الحديث عن “الإرهابي الخطير” الذي توقع استشهاده في عدة مقابلات صحفية، في السنتين الأخيرتين.
شهادة عدو
وفي هذا السياق، قال الباحث في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب دكتور ميخائيل ميليشتاين إن العاروري عمل مع يحيى السنوار، في العقد الأخير، على صياغة وتصميم هوية “حماس” كحركة راديكالية، قدما من الذراع العسكري، بخلاف مشعل وهنية القادمين من الدائرة السياسية.
ميليشتاين، وهو ضابط كبير في الاستخبارات سابقاً، يشير لأهم أفعال ومسؤوليات العاروري: تحريك ساحة الضفة الغربية، (نتنياهو ألمح لاغتياله في آب الماضي على هذه الخلفية) التنسيق مع محور المقاومة، بناء جبهة لبنان كـجبهة قتالية (أطلقت صواريخ نحو الجليل منذ عام ونيف)، بناء القدرات العسكرية لـ “حماس”.
ونوّه ميليشتاين أن العاروري تنقّل بين عدة دول حتى استقر في بيروت لوجود حضانة “حزب الله”، وعدم وجود ضغوط دبلوماسية من قبل الدولة المضيفة.
وعلى غرار ميليشتاين، أشار ضابط سابق في “الشاباك” غاي حين لقدرات العاروري في فهم إسرائيل بصورة عميقة، ولإجادته العبرية بفعل السجن 18 عاماً في السجون الإسرائيلية. في حديث للقناة 13 العبرية، قال حين إنه حقق مع العاروري، وجالسه عدة مرات داخل السجن، وإن الحديث معه دائماً كان مثيراً وممتعاً بفضل شخصيته النادرة وثقافته.
ويرجح ميليشتاين وحين أنْ تحاول “حماس” الثأر لاغتيال العاروري من خلال عمليات في الضفة الغربية، أو من خلال إطلاق صواريخ أو عمليات اختراق للحدود من جنوب لبنان، مثلما يرجّحان أن لا يسارع “حزب الله” لإشعال حرب واسعة بسبب الاغتيال، رغم وقوعه على الأرض اللبنانية وفي قلب الضاحية.
ردود “حزب الله” المحتملة
ولا يستبعد خبير الشؤون الاستخباراتية في صحيفتي “يديعوت أحرونوت” و”نيويورك تايمز” دكتور رونين بيرغمان أن يؤدي الاغتيال لردّ يستدعي رداً إسرائيلياً يدفع لتصعيد جوهري محتمل، وفتح جبهة إضافية، وفي ذات الوقت ربما يشكّل شارة إنذار لمحور المقاومة من مثل هذه الجبهة.
يشار إلى أنه منذ اغتيال قاسم سليماني كرّر حسن نصر الله تحذيراته بأن اغتيالاً إسرائيلياً في لبنان يعني تجاوزاً للخط الأحمر، وهذا ما قاله مجدداً عندما هدّدَ نتنياهو بقتل العاروري، قبل شهر ونيّف.
وقال بيرغمان إن هذه التصريحات، التي قوبلت بحذر إسرائيلي، تفسّر عدم التزام قدر كاف من الحيطة والحذر لدى قادة “حماس” في لبنان وغيره، ظانين أنهم في مأمن، فتحركوا بدون حراسة كافية، ولم يهتموا بتغيير أنماط تحركاتهم ونشاطهم اليومي، معتبرين أن وجود مسار مفاوضات لصفقة تبادل يحول دون قيام إسرائيل بمثل هذه العملية.
ويتابع: “الآن، يقف نصر الله أمام مفترق طرق؛ هل يحافظ على الخطوط الحمر التي حدّدها وأعلنها، أم يترك الحادثة، هل يرد بشكل واسع والمغامرة برد إسرائيلي، أم مواصلة الحفاظ على مستوى النار، الذي يلتزم به منذ السابع من أكتوبر.
ويقول بيرغمان إن تقديرات معظم الجهات المعنية في إسرائيل والولايات المتحدة تفيد بأن
نصر الله لن يكون جاهزاً لجرّ لبنان كله لخراب كي يتضامن مع “حماس”، أو الدفاع عنها وهي خرجت لحرب دون إطلاعه مسبقاً”.
ويشير لوجود آمال في إسرائيل بأن يؤدي الاغتيال لمنفعة تكمن بدفع دول الغرب وحكومة لبنان لبناء نظام سياسي بين إسرائيل و”حزب الله” يعيد الواقع في جنوب لبنان والجليل لما كان قبل “طوفان الأقصى”.
ويتفق المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل مع التقديرات بأن الثأر سيقع في الضفة الغربية، موضحاً أن هذه أول مرة تنجح فيها إسرائيل باغتيال أحد قادة “حماس” رغم مساعيها الكبيرة منذ بدء الحرب، ويقول إن ردّها سيكون متوقعاً، والسؤال إذا ما سيردّ “حزب الله”، زاعماً أن نصر الله سبق وهدد برد قاس على عمليات إسرائيلية في الماضي، لكن رفع سقف الرد سيقلّص هامش مناورته.
قافلة الشهداء تسير
تنطوي جريمة اغتيال العاروري على استبعاد صفقة تبادل في المدى المنظور، وعلى خلاصة مفادها أن استعادة المحتجزين ليست هدفاً حقيقياً لدى حكومة الاحتلال، بعكس ما تزعمه. كما تنطوي على ضربة موجعة للجانب الفلسطيني في المعركة على الوعي، خاصة أن إسرائيل متعطّشة لـ “صورة انتصار”، أو أي مكسب يحمي ماء وجهها، وهي في اليوم الثامن والثمانين من الحرب على غزة.
جريمة اغتيال العاروري سبقتها مئات الجرائم المماثلة في تاريخ هذا الصراع، ويبدو أنها ليست الأخيرة، لأن إسرائيل لا تبحث عن تلبية شهوة الانتقام، وعن استعادة الردع والهيبة، وعن مفعول نفسي وعيوي معنوي فحسب، بل تراهن على أن اغتيال هذا القائد أو ذاك سيضعف أعداءها، من منطلق أن القائد لا ينبت على الشجر، بل هو ثمرة مسيرة طويلة تستجمع فيها المعرفة والتجربة والاختصاص والنضج بالتدريج وبجهد النملة. ولذا انتهجت إسرائيل، منذ انطلاق الثورة الفلسطينية، إستراتيجية “جزّ العشب” اغتالت فيها قيادات فلسطينية من أجل زعزعة البيت والتنظيم بضرب أحد أركانه، كما فعلت مع الشهداء أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، صلاح شحادة، أحمد جعبري، ومحمود المبحوح. وقبل ذلك اغتالت خليل الوزير وصلاح خلف وأبو علي مصطفى، ومعهم اغتالت كتاباً ومثقفين حملوا الرواية الفلسطينية والكلمة التعبوية المقاتلة، أمثال غسّان كنفاني وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجّار وغيرهم، وهم أيضاً استشهدوا في بيروت نفسها.
وتدلل التجارب أن المقاومة الفلسطينية لم تتوقف عن العمل، حتى عندما أدى اغتيال هذا القائد أو ذاك لضرر إستراتيجي لا تكتيكي فحسب، وحتى عندما تكون عملية استبدالهم بقادة جدد مهمة صعبة.
في المدى الواسع البعيد أدى اغتيال القيادات الفلسطينية واللبنانية لتعزيز قوة المقاومة ولتأجيج عملياتها بشكل أقوى أحياناً، خاصة أن قادة المقاومة يأخذون مسبقاً بالحسبان استشهادهم وهم متصالحون مع ذواتهم بأن نداء الدفاع عن الوطن والحقوق هو جهاد مبارك. وهناك أمثلة أخرى على مثل هذه النتائج، كما حصل بعد اغتيال قائد “الجهاد الإسلامي” فتحي الشقاقي، عام 1995، في مالطا، والذي قاد لسلسلة عمليات استشهادية موجعة.
قبل ذلك، وظفت إسرائيل بحراً من الجهود لعملية قتل الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس، عام 1988، في محاولة لإطفاء نار الانتفاضة التي زادت لهباً بعد الاغتيال، الذي شارك فيه، وفق اعترافات إسرائيلية، نحو ثلاثة آلاف إسرائيلي، بين موظف وجندي، ولاحقاً شككت جهات إسرائيلية بجدوى وحكمة هذا الاغتيال، باعتبار أن الوزير شخصية فلسطينية قادرة على اتخاذ قرارات تاريخية نحو إنهاء الصراع.
باب الفداء والاقتداء والاستلهام
وهكذا في لبنان، شقّ اغتيال زعيم “حزب الله” عباس موسوي، في 1992، الطريق لظهور زعيم جديد أكثر قوة وتصميماً وكاريزماتية وخطراً على إسرائيل، حسن نصر الله.
لكن إسرائيل ظلت تعتمد سياسة الاغتيالات، طامعة أن الضرر اللاحق بالعدو فادحٌ، وأن الأخير سيحتاج لجهد ووقت للعثور على بديل، وربما لا يجده، كما تعتقد في حالة قاسم سليماني في العراق، عام 2020، وعماد مغنية في سوريا، عام 2008.
كيف يؤثّر اغتيال الشهيد صالح العاروري على “حماس” الآن في ذروة الحرب على غزة؟ هذه ضربة قوية عملياتية ومعنوية للمقاومة، لكن “حماس” تنهض منها كما نهضت من اغتيالات سابقة لقياداتها المسلحين بالعقيدة العميقة الراسخة، وهم من فصيل “رجال عاهدوا الله”، كما أشار في نعيه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ليلة أمس، خاصة أن الاستشهاد فتح ويفتح باب الاقتداء والاستلهام والسير في طريق الجهاد.
---------------------------------------------
يديعوت أحرنوت 3/1/2024
ايران تسرع نقل الذخائر الدقيقة الى حزب الله
استعداداً لمواجهة واسعة النطاق في الشمال
بقلم: رون بن يشاي
حشدت إيران جهودها لنقل ذخائر إلى حزب الله في إطار الاستعدادات لمواجهة واسعة في الشمال. يعمل الإيرانيون على تسريع توريد الذخائر إلى المنظمة اللبنانية ويحاولون نقل الذخائر الدقيقة ، وخاصة الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار المصممة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية والمنشآت الحساسة في إسرائيل.
إن نقل الذخيرة الإيرانية إلى حزب الله عبر سوريا هو صورة معكوسة: في حين أن الولايات المتحدة تنقل الإمدادات إلى إسرائيل، كذلك طهران وحلفاؤها في المنطقة. وتعطل إسرائيل هذا النقل في سوريا، وخاصة في مطار دمشق العسكري، حيث تصل بعض الشحنات. وتصل شحنات أخرى إلى مكان آخر.
الغارات الجوية المتكررة المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا في الأيام الأخيرة - معظمها يهدف إلى إحباط الشحنات الإيرانية التي تهدف إلى زيادة عدد الصواريخ الدقيقة والصواريخ المضادة للدبابات التي يحاول الإيرانيون نقلها بكميات كبيرة - وكذلك أنظمة اعتراض الطائرات بدون طيار. هذه الصواريخ الاعتراضية، التي يسميها الإيرانيون 358 صاروخا ، وفي الغرب وإسرائيل 67-SA ، مصممة ضد الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، والمروحيات، والطائرات بدون طيار، والصواريخ قصيرة المدى.
لقد زودت إيران حزب الله بالفعل بكمية كبيرة من هذه الصواريخ وهي الآن تطلقها ضد طائرات إسرائيلية بدون طيار تعمل في لبنان. حتى الآن، لم يتم إسقاط أي طائرة إسرائيلية بدون طيار في لبنان، وتعترض إسرائيل هذه الصواريخ التي أطلقها حزب الله.
رضا موسوي، الذي اغتيل في سوريا هذا الأسبوع، تطرق على وجه التحديد إلى نقل الإمدادات من إيران. وكان منسق الاتصال بين الإيرانيين وحزب الله، وكان مسؤولا أيضا
عن تزويد الطائرات بدون طيار التي تحاول الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا إرسالها إلى إسرائيل. وقد جرت مثل هذه المحاولات من الأراضي السورية والعراقية على حد سواء - وكانت إحدى الطائرات بدون طيار، وفقا للميليشيات في العراق، تستهدف منصة كاريش للغاز.
قبل حوالي أسبوع ، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لإسقاط الطائرة بدون طيار في الأراضي اللبنانية بينما كانت في طريقها إلى إسرائيل، لكنه لم يؤكد الغرض منها. بعد ساعات من نشر الوثائق، زعمت الميليشيات في العراق أنها مسؤولة عن مهاجمة “هدف في البحر الأبيض المتوسط”. وزعمت الميليشيات أنها أصابت الهدف. ونقلت الجزيرة عن
مصدر في الميليشيات الموالية لإيران قوله إن “الهدف الذي ضرب في البحر الأبيض المتوسط هو منصة كاريش بقدر ما هو معروف ، لم يتم تسجيل أي إصابات في منصة كاريش في الأيام السابقة للتوثيق.
كان موسوي ، قائدا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني، ورتبته تعادل رتبة عميد، وأحد “المستشارين المخضرمين ” للحرس الثوري الإيراني في سوريا. وبحسب ما ورد رافق قائد فيلق القدس الذي اغتيل قاسم سليماني. عاش في سوريا لمدة 30 عاما وكان لديه مكتب في وزارة الدفاع السورية. وزعمت تقارير سابقة أنه شارك في “عمليات نقل لوجستية" بين إيران وسوريا ولبنان. من بين أمور أخرى ، زعم أنه كان مسؤولا أيضا عن تحويل الأموال من إيران إلى سوريا وتحويل رواتب أعضاء حزب الله.
------------------انتهت النشرة------------------
أضف تعليق