كشف والد أحد القتلى الذين تمّ إعدامهم يوم الجمعة الفائت برصاص جنود الاحتلال في حيّ الشجاعيّة بمدينة غزّة النقاب في مقابلةٍ مع إذاعة جيش الاحتلال أنّ ما حدث لابنه ولاثنيْن آخريْن كان بمثابة عملية إعدامٍ بدمٍ باردٍ، لافتًا إلى أنّ الحديث لا يدور لا عن إخفاقٍ ولا عن فشلٍ، طبقًا لأقواله.
وأضاف الوالد، ويُدعى ألون شيمريز، أنّ الأسرى الثلاثة فعلوا كلّ ما هو مطلوب منهم، وتصرّفوا بشكلٍ صحيحٍ، فقد خلعوا ستراتهم، ورفعوا العلم الأبيض في وضح النهار، علمًا أنّ الحادثة وقعت في الساعة العاشرة صباحًا، وواصلوا السير، ولكن، استدرك الوالد الثاكل قائلاً: “الجيش الإسرائيليّ لا يلتزم بأوامر إطلاق النار”، على حدّ تعبيره. بالإضافة إلى ذلك، طالب الوالد من سلطات جيش الاحتلال باطلاع العائلات على توثيق الحادث كما تمّ تصويره من قبل الجيش، وكشف أيضًا النقاب عن أنّ ابنه هو الذي كتب وباللغة العبريّة على جدار البيت، الذي كانوا يحتجزونه فيه مع الاثنيْن الآخرين، شعارات تُطالِب جيش الاحتلال بتقديم المُساعدة لهم.
وشدّدّ الوالد أيضًا على أنّه حتى لو كان الأمر يجري عن “مخرّبين”، فلماذا أطلقوا النار للقتل؟ لماذا لم يتّم إطلاق النار في الهواء وبعد ذلك على الأرجل؟ لقد كانوا عراة ويحملون العلم الأبيض ويتحدّثون اللغة العبريّة، ما جرى هو إعدام وليس فشلاً، لقد أعدموا ابني مرّتيْن، كما قال.
على صلةٍ بما سلف، تناول المحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، مجريات الحرب وقال إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُظهِر الإشارات الكثيرة التي تؤكِّد أنّه عاقد العزم على إطالة أمد الحرب، رغم أنّ القيادة الأمريكيّة أمهلته في الأيّام الأخيرة أنّها ستؤازره فقط حتى نهاية شهر كانون الثاني (يناير) القادم.
وتطرّق إلى القتال الضاريّ في حيّ الشجاعيّة بغزّة، وقال إنّ قائد وحدة (كفير) النخبويّة، التي يُقاتِل جنودها هناك، كان واضحًا جدًا عندما قال في مقابلةٍ تلفزيونيّةٍ إنّ الوضع مُعقّد ومُركّب للغاية، وأضاف القائد: “انتهينا من مهمّات الاحتلال التي أنيطت بنا من قبل القيادة العليا، ولكن مع ذلك، فإنّ العدوّ ما زال حولنا بـ 360 درجةٍ، بيد أنّنا لا نراه بأعيننا لأنّه يختبئ”، على حدّ قوله.
ونقل المحلل العسكريّ عن مصادر وازنةٍ جدًا بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، أنّ الوقت لا يلعب لصالح إسرائيل، وأنّ الوضع في غزّة، أوْ الغوص فيها، بات يُشبِه إلى حدٍّ كبيرٍ القسم الأخير من حرب لبنان الأولى عام 1982 بعد احتلال بيروت، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ الأمور هنا ترتبط بمدى التأييد الجماهيريّ للغزو البريّ، والذي تضاءل في الفترة الأخيرة، كما نقل عن مصادره.
وتابع المُحلِّل إنّه بشكلٍ متطابقٍ مع حرب لبنان الأولى، فإنّ الاستمرار في القتل منوط بهدفيْن، واللذين تلاشيا بسرعةٍ في لبنان: الأوّل، ما هو هدف الحرب، والثاني هل يلوح في الأفق الانتصار، مُشيرًا إلى أنّ الخطورة في غزّة تكمن في أنّ مواصلة القتال ستُقوّي الشكوك بأنّ أهداف الحرب، كما تمّ وضعها، لن تتحقق، على حدّ قوله.
علاوة على ذلك، قال المحلل العسكريّ الإسرائيليّ إنّ استمرار المعارك كما تجري حتى اللحظة سيكون مصحوبًا بارتفاعٍ كبيرٍ في عدد الجنود المقتولين، جرّاء المعارك مع منظمةٍ تعتمِد حرب العصابات، طبقًا لأقواله.
إلى ذلك، قال المعلق الإسرائيلي في صحيفة (معاريف) العبرية ران أدليست إنّ رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار هو الأكثر صلابة من بين ثلاثي (حرب غزة) نتنياهو – بايدن إضافة للقائد في المقاومة الفلسطينية.
وفي مقدمة تحليله في “معاريف” كتب أدليست: “ثلاثة أبطال تاريخيين ومأساويين في ملتقى أحداث غزة هم: جو بايدن، بنيامين نتنياهو ويحيى السنوار. يقول المؤرخون إنّ الواقع الذي يصمّم التاريخ هو من عمل الزعيم. وعمل الزعيم هو مبنى شخصيته“.
وأضاف: “في الشهر القريب القادم سيقع بين بايدن، السنوار ونتنياهو صدام محدّد، وشخصياتهم بمستوياتها العلنية والخفية، ستلعب دورًا حاسمًا في سياقات إنهاء القتال واليوم التالي“.
أضف تعليق