24 تشرين الثاني 2024 الساعة 14:31

في يوم حقوق الإنسان بــ "براغ .. بكاء ودموع على ضحايا مجازر غزة

2023-12-12 عدد القراءات : 300
براغ: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، احتشدت مجموعات من المواطنين التشيك والطلبة الأجانب من مختلف الجنسيات، في ساحة شكروب بمنطقة الجيشكوف ( براغ 3) دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني وللتنديد بقتلة اطفال فلسطين ونساءها والإبادة الجماعية التي تستهدفهم، على يد الجيش الإسرائيلي، بدعم أمريكي مفضوح.


ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ونددوا في لافتاتهم وكلماتهم بالعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 75 عاما و63 يوماً من الحرب، وبالتحالف الأمريكي الإسرائيلي الأطلسي والصمت العالمي، وألقت الناشطة لميس الشيخ خليل - بإسم نادي الجالية الفلسطينية في التشيك - قصيدة كتبها بالإنجليزية الأكاديمي والشاعر الدكتور رفعت العرعير الذي استشهد في قصف إسرائيلي على بيته في غزة جاء فيها:


إذا كان لزامًا أن أموت

‏فلا بد أن تعيش أنت، لتروي قصّتي.. وتبيع أشيائي

وتشتري قطعة قماش أبيض وخيوطاً بامتداد طويل

كي يُبصر طفل في غزة

لدى تحليقه في السماء، منتظراً عودة أباه الذي رحل دون وداع

طائرة ورقية صنعها للتو، محلقة في الأعالي

ويظن للحظة أن ملاكاً يعيد الحب من السماء     

‏إذا كان لا بد أن أموت

‏فليجلب موتي الأمل.. وليصبح حكاية فلسطيني شهيد

بيده قلم!

هذه القصيدة النثرية أبكت عند إلقائها باللغتين الإنجليزية والتشيكية، حسب شهود عيان، غالبية المشاركين في الوقفة، الذين غلبهم الصمت وأغرورقت عيونهم بالدموع، تأثراً بمعاني القصيدة، في وقت بلغت أعداد ضحايا مجازر الحرب الإسرائيلية على

قطاع غزة والضفة الغربية حتى فجر الأحد 10/ ديسمبر إلى 17700 شهيداً و48780 جريحا،ً ارتفاعاً من  يوم 8/ ديسمبر  17177 بينهم 7739 طفلا يوم 8/ ديسمبر،  فيما تم تسجيل 7700 مفقود.. وفي اليوم التالي9/ ديسمبر  ارتفع العدد إلى 17490 شهيداً منهم 7870 طفلا و 6121 امرأة فيما وصل عدد المفقودون إلى 7780 وظلت جثامين الاف الشهداء في الشوارع جراء حصار الاحتلال الذي أحرقت قواته المنازل والمحال التجارية.

غزة مازالت تنزف كل يوم، وتقترب من الموت في ما هو أفظع من محارق النازية، ولا تريد الولايات المتحدة للعالم أن يتحرك لوقفها رغم أن 70% من الضحايا أطفال ونساء، إضافة لــ  (280) من كوادر الخدمات الطبية، و(26) من طواقم الدفاع المدني، و(76) صحفياً، والأف المفقودٍين تحت الأنقاض وأكثر من 18.50.000 نازح.

نظمت الوقفة مبادرة ليس بإسمنا التشيكية - من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط، وجمعية أصدقاء فلسطين، وحركة براغ الطلابية الشبابية العالمية من أجل فلسطين في ذات الساحة التي أعلن فيها بطل حركة التغيير والحرية في تشيكوسلوفاكيا السابقة فاتسلاف هافل التغيير الديمقراطي وإعلاء قيم ومباديء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.    


ونددت مبادرة ليس باسمنا التشيكية ، بالصمت العالمي على الجرائم الصهيونية وقالت في بيان بالمناسبة: نريد إحياء روح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحيويته واندفاعه وتجدّيد الإجماع العالمي حوله.. ونريد إعادة هيبة قيم حقوق الإنسان في المجتمع التشيكي وإحياء إرث الرئيس الراحل بطل الحرية فاتسلاف هافل، رغم أفعال مقاولي السياسة والبرلمانيين  والإعلاميين التشيك الذين يتجاهلونها، ويحاولون إسكات أي انتقاد لمواقفهم التي تجلب العار.. لقد أصبحت المعارضة ضرورة، فدعونا لا نخاف من الحديث علناً! دعونا نحمل  لافتات التنديد بانتهاك حقوق الإنسان للفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، والفصل والتمييز العنصري (الأبرتهايد) .. ودعونا نردد هتافات التنديد بالحصار الذي تحول الآن إلى إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية مدعومة بمعايير مزدوجة تطبقها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ودول التحاد الأوروبي والحكومة التشيكية والحكومات الغربية على القضية الفلسطينية. 


وختم البيان: نّذكركم بقول هافل أن كل معاناة إنسانية تعني البشر جميعاً، وأن اللامبالاة تفتح أبواب الشر للجميع، وبأن تجاهل حقوق الإنسان وازدرائها أدى إلى أعمال همجية نراها اليوم بأعيننا وتشوه ضمير الإنسانية .. ولأننا نؤيد عالمية حقوق الإنسان، فإننا سنواصل الاحتجاج النشط ضد الاحتلال والظلم والعدوان .. نحن نمثل بتحركنا هذا صوت الضمير، ونكسر حاجز الصمت في مواجهة معاناة الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، إذ لا يمكننا الوقوف متفرجين ودون احتجاج.

ويحتفل العالم سنويًا بيوم حقوق الإنسان في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر، إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 أي ذات عام النكبة الفلسطينية.

انطلق الاحتفال بيوم حقوق الإنسان رسميًا في العام 1950، بقرار من الجمعية العامة التي دعت جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد نهار 10 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا لحقوق الإنسان، ويُحتفل به هذا العام 2023 تحت عنوان (الكرامة والحرية والعدالة للجميع).

حدث اليوم في كروبوف لنا. حقوق الإنسان للجميع.

وجاء في تغطية للحدث على صفحة "أصدقاء فلسطين - فيسبوك": كنا سعداء جدا أن الكثير من المواطنين التشيك انضموا إلينا، وكذلك المارة الذين عبروا عن اشمئزازهم من أداء وسائل الإعلام والساسة التشيك. وقال محرر الصفحة إن وسائل الإعلام والسياسيين التشيك صاروا بالفعل أكبر مشكلاتنا، والجيد أن

شبكاتهم بدأت تنهار، حيث تمنحنا - حقيقة أن 90% من التعليقات التي وردت على منشور رئيسة البرلمان التشيكي بيكاروفا على إنستجرام من إسرائيل، جاءت ناقدة للانحياز الأعمى للحكومة ووسائل الإعلام التشيكية - الأمل بمواقف شعبية تقود لتصحيح سياسي وإعلامي، أخلاقي ومهني، يراعي القيم والمصالح التشيكية.

 

 

الدكتور رفعت العرعير

كان د. رفعت، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية يوم 6/ ديسمبر برفقةةعدد من أفراد عائلته، الذين مازالوا جميعاً تحت الأنقاض، يُعرف نفسه بالقول أنا أكاديمي، أعظم سلاح أمتلكه (قلم ماركة Expo) وإذا اقتحم الإسرائيليون منزلي سأرميهم بالقلم .. هذا ما يمكنني فعله.. وهذا شعورنا جميعاً هنا في غزة حيث تقطّعَت بنا السُبل، وليس لدينا ما نخسره"

 كان د. رفعت يجسد روح المقاومة، وقد اختار المقاومة بالفكر ونقل المعرفة؛ وأن يكتب ويعلّم، كان متفاعلاً مع العالم الغربي، ويرى أن العقل العنصري الصهيوني، يحارب الفكر الإنساني، وكل من يُمثل القيم الإنسانية الصادقة، ولا يسمح للعالم بالنظر إلى الفلسطينيين كبشر مثقفين، ذوي قيم حضارية إنسانية رفيعة.

هو محرر كتاب "غزة تكتب" الذي تضمن مجموعة قصص قصيرة كتبها شبان غزيين، ليحيا العالم تفاصيل حياتهم ومعاناتهم وألامهم عبر الأدب.

‏عاش للقضية ورحل من أجلها.. إلى الله.

وكتب أحد تلامذته في نعيه: علمني أول دورة في الكتابة باللغة الإنجليزية. وكان مرشدًا وصديقًا، شغوفاً باللغة الإنجليزية، يدرسها لطلابه اجتماعياً، كأداة وطريقاً للفكر والتحرر، وتحدي أسوار العالم التي صنعتها الدعاية الإسرائيلية.

دعونا نواصل الرحلة ونصعد حملتنا لوقف إطلاق النار والدمار وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في غزة. ‫# وقف إطلاق النار الآن!

أضف تعليق