إضراب شامل يعم العالم تضامنا مع غزة ولإيقاف العدوان الإسرائيلي
دعا ناشطون على مواقع التواصل إلى تكثيف التحشيد للمشاركة في الإضراب الشامل اليوم الإثنين، تضامنا مع غزة.
وبحسب تفاصيل الدعوات المتداولة على نطاق واسع، فإن المشاركين في الإضراب لن يستخدموا مركباتهم، ولن يتسوقوا، ولن يستخدموا البطاقات المصرفية في دفع مشترياتهم.
كما تنص الدعوة للمشاركة في الإضراب وعدم الذهاب إلى المداس والجامعات يوم الإثنين.
وتهدف الحملة إلى الضغط على الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في سبيل وقف العدوان على غزة، والذي خلف نحو 18 ألف شهيد.
وشارك عشرات الآلاف في التغريدات على هاشتاغي #إضراب_من_أجل_غزة أو strikeforgaza#، في مواقع التواصل.
وبحسب القائمين على الحملة، وهم ناشطون وجمعيات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وداعمة لغزة، فإن “شلّ حركة الحياة والعجلة الاقتصادية في كل الدول” هو هدف للإضراب.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه يدعو للمشاركة الواسعة في الإضراب، مؤكدا أن الأحداث الراهنة في قطاع غزة تستدعي منا جميعا التضامن والتكاتف، وتجمعنا على دعم القضية الفلسطينية ووقف الحرب الظالمة عليها.
وأشار في بيان على حسابه موقع “إكس” إلى أن “الدعوة التي أطلقها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لإضراب عالمي شامل تعكس الوعي الشامل بأهمية المشاركة في هذه القضية، وتحمل رسالة قوية إلى العالم بأسره”.
وأوضح: “فالإضراب ليس مجرد وقفة احتجاجية، بل هو أداة فعالة للضغط السلمي والشرعي على القوى المعنية لوقف الظلم والاضطهاد. وبالنظر إلى الفشل الدولي في وقف الحرب على غزة، يبقى الإضراب خياراً مهماً للتعبير عن الرفض والاحتجاج”.
وتابع في بيانه: “الإضراب والاستجابة له تعني أن المسلمين يمتلكون الإمكانيات والوسائل اللازمة للتأثير على الرأي العام، ويمكنهم إيجاد استراتيجيات إعلامية فعالة لجذب الانتباه والمشاركة في الإضراب الشامل. ومن خلال توجيه الدعوة للمشاركة ونقل الرسالة بوضوح وشفافية، يمكن للمسلمين أن يلعبوا دوراً كبيراً في نجاح هذه الحملة”.
وختم القرة داغي بالقول: “أهيب بالجميع للمشاركة الفعالة في الإضراب الشامل غداً، ولنقف جميعاً صفاً واحداً في وجه الظلم والاضطهاد”.
القوى الفلسطينية تدعو إلى إضراب عالمي شامل
وعمّ الإضراب الشامل الضفة الغربية، اليوم الإثنين، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ66 على قطاع غزة، وبالمجازر البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقصف منازل المواطنين الآمنين والمستشفيات ومراكز الإيواء.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، شلّ كل مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك والمصارف، والمحلات التجارية، وسط دعوات جماهير شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين.
كما شهدت المواصلات العامة إضرابا في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها.
بدورها، أشادت حركة حماس بالحراك العالمي الداعي للإضراب الشامل، ودعت كل الأحرار في العالم إلى المشاركة الواسعة فيه، رفضا لـ”حرب الإبادة الجماعية والمجازر الصهيونية” بحق المدنيين العزل من أبناء قطاع غزة.
ودعت حماس في بيان لها إلى “استمرار وتصعيد كل أشكال المسيرات الجماهيرية والمظاهرات الشعبية، في مدن وعواصم وساحات العالم، إدانة للدعم الأمريكي وبعض الدول الغربية لهذه المجازر المروعة بحق الأطفال والنساء والعوائل الفلسطينية، والضغط باتجاه وقف هذا العدوان الهمجي، ومعاقبة كل الداعمين له، وتجريمهم، وصولاً إلى محاكمتهم كمجرمي حرب”.
كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة بالضفة الغربية، أن يوم الإثنين هو إضراب شامل لكافة مناحي الحياة، وذلك ضمن حراك عالمي يدعو لإضراب حول العالم، للمطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.
ودعت القوى في بيان صدر عنها، إلى “الخروج للشوارع وساحات المدن والقرى والمخيمات، للتعبير عن وحدة الدم والمصير وانتصارا للأبرياء العزل، وتوجيه رسالة للعالم أن شعبنا سيقف بقوة ضد محاولات الاقتلاع والتهجير، وأن نضالنا المشروع سيتواصل حتى تحقيق الحرية والاستقلال”، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأضافت أن “شعوب الأرض قاطبة ستتوحد في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال، وستنتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ضحايا إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الاحتلالية”.
وأشارت إلى أن “العالم يرفض دعم الولايات المتحدة الكامل لدولة الاحتلال في حربها على أطفالنا وشعبنا، ويرفض الفيتو الذي أفشل تمرير قرار في مجلس الامن لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأوضحت القوى أن “الإضراب هو رسالة الشعوب الحية بالوقوف إلى جانب شعبنا وحقوقه المشروعة في العودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني الناجز في دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
لبنان: إغلاق كافة المؤسسات تضامنا مع غزة
واستجابة لدعوات الإضراب، أعلن مجلس الوزراء اللبناني، الأحد، إقفال كافة الإدارات والمؤسسات في البلاد، اليوم الإثنين، “تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية”.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية في بيان، إن “رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أعلن بموجب مذكرة حكومية، إقفال كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات”.
وأضاف أن ذلك جاء “تجاوبا مع الدعوة العالمية من أجل غزة، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة، وفي القرى الحدودية اللبنانية”.
في السياق، أعلنت نقابة المهندسين في بيروت، إقفال أبوابها، الإثنين، في المركز الرئيسي في العاصمة اللبنانية بيروت، ومراكزها الفرعية في المناطق الأخرى.
وأعلنت النقابة في بيان “تضامنها مع الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة وقطاع غزة الصامد بوجه العدوان الصهيوني الوحشي”.
كما نددت “بالاعتداءات الهمجية الإسرائيلية على الصحافيين، وعلى الأهالي في الجنوب (لبنان)”، مؤكدة أن “فلسطين ستنتصر، وستبقى عربية حرّة، والاحتلال إلى زوال”، وفق البيان ذاته.
أضف تعليق