الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 29/11/2023 العدد 869
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
معاريف 29/11/2023
غزة في اليـوم التالي
بقلم: زلمان شوفال
صفقة المخطوفين من خلفنا وثمة من سيقول انها كانت اضطرار الواقع الإسرائيلي الخاص. واضح اننا فرحون بكل واحد من الناجين ونواصل القلب على أولئك الذين لا يزالون في الأسر. حاولت حماس التخريب عليها منذ الدفعة الثانية كي تبتز تنازلات أخرى وكجزء من الحرب النفسية ضد الجمهور الإسرائيلي. لكن يجب أن نتذكر بانه اذا لم تتحقق الأهداف التي وضعتها إسرائيل لنفسها في هذه الحرب فهذا لن يكون بكاء للأجيال، بل للعوالم. لقد أعلنت الحكومة والجيش بانهما مصممان على المثابرة على المناورة، رغم الضغوط الدولية المحتملة، بما في ذلك من جانب أصدقائنا.
لكن اذا واصلت إسرائيل كما هو متوقع في مهمتها العسكرية، فكيف نرى النهاية العسكرية السياسية للحرب؟ الهدف الواضح هو تفكيك حماستان ومحظور أن ننحرف عن هذا، وبنفس القدر واضح انه في كل سيناريو سياسي سيبقى موضوع الامن في غزة في سيطرة إسرائيل ويحتمل ان يلزمنا هذا بان نقيم في القطاع حكما عسكريا مؤقتا. لكن هذا لا يجيب على السؤال الحقيقي - ماذا بعد؟ الى هذا ينبغي ان يضاف بانه لما كان لم يفترض ابدا لغزة ان تحوي وتعيل 2,3 مليون نسمة، فان حلا حقيقيا وكاملا لن يتاح على أي حال بدون اخلاء ثلث سكانها على الأقل بحيث انه في كل الأحوال يدور الحديث عن حل مرحلي سيستوجب مساعدة اقتصادية دولية وعربية واسعة النطاق.
تطرح أفكار مثل انتداب دولى (لكن من سيتطوع بالجيش لهذا الغرض؟) وصاية عربية (أي دولة عربية ربما باستثناء قطر، ستقف في الطابور لتأخذ على عاتقها مثل هذا الدور؟)، تنظيم محلى ما (لكن من يضمن لنا ان هذا لن يكون حماس في شكل آخر)، لكن الخيار الذي يجري الحديث فيه اكثر من غيره، وبالتأكيد في نظر الولايات المتحدة التي لا تفوت أي فرصة لطرحه، هو ان تقف السلطة الفلسطينية فى رأس قطاع غزة، أي "حل الدولتين"، الذي في الواقع الحالي معناه دولة حماس، وهذا حتى دون أن نتناول فساد السلطة، تمسكها بالميثاق الفلسطيني الداعي لابادة إسرائيل، بسجل زعمائها اللاسامي، للتعليم المحرض ضد إسرائيل. هذه وصفة واضحة لتخليد المشاكل في غزة بل ولتفاقمها وكذا لمواصلة المشاكل الأمنية لإسرائيل. يحتمل ان تكون الإدارة الامريكية أيضا واعية للاشكاليات، مثلما المح في مقال الرئيس بايدن في واشنطن بوست والذي دعا فيه الى سلطة فلسطينية "متجددة" لكن ينبغي الانتظار لرؤية اذا كان استنتج من ذلك بان كل ما يتماثل اليوم مع السلطة الفلسطينية، محظور أن يستمر.
ولعلنا في فيلم آخر تماما او نلعب الشطرنج مع أنفسنا. فاضافة الى السيناريوهات المحتملة التي طرحت أعلاه بالنسبة لمستقبل القطاع، وربما بالذات بتجاهل مقصود لها تطرح اليوم بمراكز السياسة الدولية والإقليمية أفكار أخرى بعضها بدعم محتمل من الأمريكيين. وحسب هذه التقديرات يوجد قدر كبير من التفاهم بين واشنطن وطهران في موضوع النووي الإيراني، أدى منذ الان الى تخفيف حدة التوترات بينهما في مواضيع أخرى أيضا وكنتيجة لذلك ستمارس الولايات المتحدة ثقل وزنها للدفع قدما بمسألة الدولة الفلسطينية قبل أهدافها الأخرى، وليس مثلما كان سابقا لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. ولعل هذا هو السبب الذي يجعلنا لا نرى رد فعل قاطع من أمريكا للهجمات المتكررة على اناسها في العراق وفي سوريا وللضغوط على السعودية لوقف حربها مع الحوثيين في اليمن.
حسب هذه النظرية، للسعودية أيضا التي حسنت مؤخرا علاقاتها مع ايران، يوجد دور في الاستعداد المقترح، حين تكون واشنطن مطالبة بالضغط على إسرائيل للتوقف عن خطوتها العسكرية في غزة، أو لجمها على الأقل. حسب هذا المخطط على الولايات المتحدة ان تعمل على تقريب مواقف السعودية وايران لا ان تمنعه.
مكشوف جدا انه من خلف هذه الاقوال يمكن أن نشخص اليد غير الخفية لإيران. من هنا ينبع أن إسرائيل ملزمة بان تجند كل القوى والعقول الدبلوماسية وغيرها التي تحت تصرفها كي لا تتفاجأ وكي تصد تطورات سياسية سلبية من ناحيتها. ان استعدادا سياسيا إقليميا جديدا وان كان يمكنه أن يعمل أيضا في صالح إسرائيل، بما في ذلك في الموضوع الفلسطيني وبخاصة اذا ما انخرط في "اتفاقات إبراهيم، لكن ليس حين يكون مركزه تقف ايران التي بقيت ابادة إسرائيل احد أهدافها السياسية.
---------------------------------------------
إسرائيل اليوم 29/11/2023
لا تناقض بين تدمير «حماس» وتحرير المخطوفين
بقلم: اللواء احتياط يعقوب عميدرور
هناك من يضع هدم بنى "حماس" وتحرير المخطوفين كمهمتين تتناقض واحدتهما مع الأخرى، ويسألون ما هو التفضيل الاصح. على حد أفضل رأيي هذا ليس تناقضا بل زاويتي نظر مختلفتين.
الهدف الأصلي للحرب هو إبادة "حماس" وخلق وضع أمني مختلف تماماً في غزة. الوضع الأمني الجديد هو شرط ضروري لتجديد الاستيطان في منطقة غلاف غزة وهو حيوي لغرض إعادة إحساس الامن العام والاحساس الشخصي في كل المنطقة الملاصقة لغزة. ولحقيقة الامر، هذا حيوي أيضاً لإحساس الأمن لدى عموم مواطني الدولة.
ان تصفية "حماس" هي شرط لإعادة قدر ما من الردع (اصطلاح صعب على الفهم، بل واكثر من هذا على القياس). الردع الإسرائيلي تحطم في 7 أكتوبر، وفقط انتصار واضح – بالضربة القاضية وليس فقط بالنقاط – سيجدد بناء الردع. هذا الانتصار يجب أن يكون مرئياً للجميع كيف يفهم كل من ينوي الشر لدولة إسرائيل على الفور ما هو ثمن المواجهة مع إسرائيل. النصر الواضح والكامل يجب أن يردع كل من يريد أن يتجاوز الخطوط الحمراء عند المواجهة مع إسرائيل. نتائج هذه الحرب ستؤكد جوهر تلك الخطوط التي تم اجتيازها، أي المس المقصود بالمدنيين.
وعليه فإن تدمير قدرات "حماس" العسكرية ونزع قدرتها التنظيمية على العمل حيويان لمستقبل إسرائيل. في الواقع الشرق أوسطي بعد 7 أكتوبر كل اسماك القرش في محيطها، ممن شموا ضعف ودم إسرائيل، عليهم ان يروا الجثة الممزقة للقرش الذي هاجم إسرائيل وسفك دمها. والا فستبدأ هجمات قروش لا حصر لها على الدولة القومية للشعب اليهودي.
في ذاك الحدث الرهيب، في 7 أكتوبر، كان أيضا شيء ما يجب ان ينتهي بشكل يسمح بالاشفاء، بعد واحدة من المصائب الكبرى لدولة إسرائيل: اختطاف إسرائيليين كثيرين (وبعض الأجانب) على ايدي "حماس". إن انقاذ المخطوفين هو التزام أخلاقي ذو أولوية كبرى وواضحة. في المستقبل، حين يلخص المؤرخون الفترة والتغيير الذي أدى الى النصر الواضح والظاهر للعيان على "حماس" فإنهم اغلب الظن سيلخصون إعادة المخطوفين في سطرين عند وصف تاريخ الحدث. وذلك لانه من ناحية تاريخية ليس لهذا الحدث أهمية أخرى، وليس له تأثير على المستقبل.
مهمة تاريخية
بالمقابل، اليوم حين يكون المخطوفون في أيدي البرابرة من حماس، فبالنسبة للدولة، وبالتأكيد بالنسبة للعائلات هذه مشكلة يجب حلها في اقرب وقت ممكن – بما في ذلك على حساب مصاعب اكبر في القتال نفسه. هذه المصاعب يمكنها ان تتكشف لاحقا بسبب الوقت الذي تشتريه "حماس" بواسطة آلية تبادل "الأسرى". هذا الوقت يسمح لـ "حماس" بوقف زخم الجيش الإسرائيلي في الميدان، في إعادة تنظيم نفسها وإدخال امدادات إنسانية الى القطاع.
لمنظمة الإرهاب سيكون غذاء، ماء ومواد للعلاج الطبي. الثمن مقابل المخطوفين قرره المستوى السياسي المسؤول عن الجيش بمجرد موافقته على الصفقة، والجيش يكيف نفسه مع دفع اثمان عسكرية على الأغراض المدنية. هذا هو جوهر الصفقة – المخطوفون يتحررون، والجيش يحارب حربا اصعب.
في نهاية الحرب التي سننظف فيها غزة، بعد ذلك أيضا، سنتباهى بأننا لم نهمل جوانب إنسانية وواجباً أخلاقياً في إعادة المخطوفين. لكن لهذا الفخر سيكون مكان فقط اذا ما انتهت الحرب كما اسلفنا بنصر تام، ولهذا الغرض يجب استئناف القتال فوراً (تماماً فوراً) في نهاية وقف النار المتفق عليه. النصر يستوجب توزيع القتال بشكل كبير. المهمة التاريخية يجب استكمالها دون تردد او خوف ويخيل لي انه يوجد لهذا تأييد لا حصر له في أوساط شعب إسرائيل.
--------------------------------------------
هآرتس 29/11/2023
بماذا يتفاخر هؤلاء الأصفار؟
بقلم: شاي يزراعيل
في كل مرة أسمع فيها وأشاهد الزعماء لدينا بالملابس السوداء، كأبطال أو معزين، أو حسب تعبير افيغدور فيلدمان «دافنو الأموات» («هآرتس»، 22/11) – تصيبني القشعريرة. هم يعدوننا بأن حماس «سيتم تفكيكها» و»سيتم تدميرها» و»سيتم تحطيمها»، وأن قادتها في غزة وفي الخارج يعيشون في الوقت الضائع (بصفتي طبيب أنا اعرف أننا جميعنا نعيش في الوقت الضائع) – مرة اخرى تصيبني القشعريرة وأتذكر الغطرسة التي أدت الى الفشل الذريع في 7 تشرين الأول.
في هذه الاثناء فإن نتائج المنتصف، الثلث، الربع، الخُمس الاول (لا أحد يعرف)، هي على الأقل 7:0 لصالح ايران ووكلائها:
- المذبحة في 7 تشرين الاول، غير المسبوقة في كل تاريخ الاستيطان اليهودي في اسرائيل منذ بداية الصهيونية، التي قتل فيها في يوم واحد 1200 مدني وأصيب الآلاف و240 شخصا تم اختطافهم وعشرات الجنود سقطوا منذ ذلك الحين.
- رغم استخدام القوات من البر ومن الجو التي تفوق بكثير قدرات حماس، ورغم الدافعية والقدرة غير العادية لجنودنا، فإننا لا نزال بعيدين جداً عن الحسم. فحماس ما زال يمكنها إطلاق الصواريخ، وتوجد لها قيادة تقوم بدورها بالكامل، وهي لا توجد تحت مستشفى الشفاء خلافاً لما وعدونا به ووعدوا كل العالم. هم يتلاعبون بنا في كل ما يتعلق بالمخطوفين، ونحن بالطبع لا يوجد امامنا أي خيار، يجب علينا فعل كل ما في استطاعتنا كي يتحرروا. في النهاية، قادتهم في غزة يعملون وينشطون، وقادتهم في الشتات لا يتوقفون عن اجراء المقابلات هنا وهناك.
- في الشمال تسبب حزب الله باخلاء جميع المستوطنات القريبة من الحدود. سكان قراهم يستمرون في العيش بهدوء. ايضا قوة «الرضوان» التي توجد هناك خلافاً لاتفاق وقف اطلاق النار من حرب لبنان الثانية.
- خارج حدود إسرائيل فان ايران مسرورة. تقوم باختطاف ومهاجمة السفن الإسرائيلية، ومبعوثوها في اليمن يقومون بإطلاق النار بحرية على إيلات ومحيطها.
- في العالم – حماس فازت علينا بشكل كبير في مجال الدعاية. رغم مكاتب الدعاية الكثيرة والمختلفة ورغم الاستقالة الناجحة لوزيرة الاعلام، إلا أننا فشلنا فشلا ذريعا.
- في اسرائيل الاقتصاد آخذ في التحطم. يوجد لدينا وزير مالية عاجز، لديه رؤية مسيحانية، يحرص على توجيه اموال الائتلاف لرعاية المستوطنات وتعزيز 10 وزارات زائدة. يوجد لدينا وزير للامن الوطني، الصلة بينه وبين الامن الوطني هي صلة صدفية بالتأكيد. يوجد لدينا اكثر من 300 ألف جندي احتياط، لا يرون في الافق أي نهاية لخدمتهم في الوقت الذي فيه المصالح التجارية التي يعملون فيها تنهار. يوجد لدينا تقريبا 200 ألف مواطن بدون مأوى.
- اضافة الى المجموعة غير الناجحة التي تعمل كوزراء يوجد لدينا زعيم فاسد يهتم بنفسه ويغذي ماكينة السم ويخشى من التجول بين مواطني الدولة. عندما يقوم بزيارة الجنود يهتم بتجريدهم من سلاحهم. لا أعرف لماذا يخاف الى هذه الدرجة. ربما هو تذكر الدور الذي لعبه في التحريض عندما قاد الى قتل رئيس حكومة آخر. الشعور في أوساط الجمهور واضح جدا: لا يوجد من نثق به.
إن من سينقذنا هو الشعب الرائع. شعب «الرافضين والخونة» حسب تعبير الاصفار التي توجد في الحكم. الشعب يلاحظ أننا نوجد في الازمة الوجودية الاكثر صعوبة التي عرفتها الصهيونية، على الاقل منذ اقامة الدولة. اضافة الى التطوع في الجيش فان آلاف المتطوعين انقذوا وينقذون الدولة في الوقت الذي بقيت فيه الحكومة في معظمها في حالة شلل. واضح لكل واحد في شعب إسرائيل بأنه يجب أن ننتصر وأن نبقى وأن نهتم ببعضنا في ظل غياب حكومة تهتم بنا. وأنه يجب علينا التخلص من كل الطفيليات التي تملأ حكومتنا الآن.
--------------------------------------------
هآرتس/ ذي ماركر 29/11/2023
“اقتصاد يتقلص وثقة تنهار”: 2023 سنة تضرب المصالح التجارية.. وأيام الحرب أوقفتها كلياً
بقلم: عدي دبيرت
صاحب شبكة المطاعم نداف ربابورت، الذي يصف اليوم الذي سبق 7 تشرين الأول بأنه “اليوم الأقوى لمطعم آرتل فورمال منذ افتتاحه”. وللمفارقة، كان اليوم الأخير الذي عمل فيه هذا المطعم. فور اندلاع حملة “السيوف الحديدية”، أغلق ربابورت وشركاؤه والشيف دافيد فاغنر المطعم الذي افتتح في آذار الماضي بشارع شوكين في تل أبيب. في البداية، اعتقدوا أنهم سيعيدون فتحه بعد عودة الجمهور لارتياد المطاعم، ولكن بعد ثلاثة أسابيع من فحص وتقدير الوضع، قرروا إغلاقه بشكل نهائي.
“قبل الحرب كان يبدو أن مطعم آرتل فورمال وجد ليبقى”، قال ربابورت (38 سنة)، الموجود في أعمال المطاعم منذ 17 سنة. “حظي المطعم بتقييم رائع وعمل جيد. ولكننا لم نرغب في ارتكاب نفس الخطأ الذي كان في فترة كورونا؛ ففي حينه أبقينا المطاعم تعمل رغم أن الخسارة كانت في ازدياد. وبعد ذلك اضطررنا إلى الإغلاق”.
ربابورت يشغل أيضاً مطعم “بيت كندنوف” في يافا، وهو يعمل حتى الآن. “لا أثق بما بالدولة كي أشغل مطعمين. لذا، اخترت المطعم الأقوى والأقدم، واستثمار كل طاقتي فيه”، قال.
مغامرة ربابورت وشركائه في افتتاح مطعم آرتل فورمال انتهت بدين يبلغ مليون شيكل تقريباً. “هذا غير لطيف، لكننا سندفع مرغمين. هذا أفضل من تفاقم الدين”، قال.
ربابورت ليس الوحيد الذي أغلق أو سيغلق المصلحة التجارية على إثر الحرب. سنة 2023 يتوقع أن تنتهي بارتفاع 35 في المئة في عدد الشركات والمصالح التجارية التي أغلقت مقارنة مع العام 2022، حسب استطلاع أجرته شركة المعلومات التجارية “كوفيس بي.دي.آي” لصالح صحيفة “ذي ماركر”. تنبؤات الشركة هي إغلاق 57 ألف شركة ومصلحة تجارية مقابل نحو 42.200 ألفاً أغلقت السنة الماضية.
العدد الإجمالي للمصالح التجارية التي انهارت والمتوقع انهيارها هذه السنة أعلى من عدد التي افتتحت والمتوقع افتتاحها، ما سيؤدي إلى تقليص عدد المصالح التجارية في الاقتصاد. في السنة العادية، الاقتصاد يزيد 4.500 مصلحة تجارية بالمتوسط، في حين يتوقع تقليص عدد الشركات والمصالح التجارية بـ 20 ألفاً هذه السنة.
الفروع التي تظهر فيها قفزة حادة في مؤشر المخاطرة لـ “بي.دي”آي” هي فرع البناء (6.9)، والخدمات (6.75) وفرع التجارة (6.44).
--------------------------------------------
هآرتس 29/11/2023
دول عربية تفضل اجتثاثها وأخرى ترفض دخول غزة.. كيف استعد نتنياهو لـ”ما بعد حماس”؟
بقلم: إيهود أولمرت
لا تشن حماس حرباً ضد دولة إسرائيل، إنما تشن حملة قتل مخططاً لها ضد المواطنين في إسرائيل. إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية أصبح عادة لمئات آلاف الإسرائيليين.
لأن حماس منظمة إرهابية منفلتة العقال، وتتمركز في قلب مدينة غزة، حيث الاكتظاظ السكني العالي بشكل خاص، فلا مناص من شن عملية عسكرية في المكان الذي يعيش فيه كثير من المدنيين الفلسطينيين، الذين هم أنفسهم ضحايا لنفس هذه المنظمة. هذا هو سبب في إجبار إسرائيل لسكان غزة على إخلاء مركز المدينة. ليس بسبب الوحشية وعدم الإنسانية، بل من أجل إبعادهم عن المكان الذي يستخدمون فيه كدروع بشرية لهذه المنظمة القاتلة.
إذا استؤنفت المعركة العسكرية عقب الهدنة وتبادل المخطوفين فستستمر حتى تدمير قدرة حماس العسكرية. يصعب تقدير الوقت الذي سيستغرقه ذلك، لكن النزاهة تقتضي التأكيد على أن ذلك سيستغرق وقتاً أكبر مما يمكن لسكان الدول الغربية تحمله، ووقتاً أكبر مما يمكن لزعماء في الغرب، مثل جو بايدن صديق إسرائيل البارز، تحمله.
لذا، على إسرائيل الآن طرح صورة النهاية لما بعد العمليات العسكرية. السؤال الذي يطرحه زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على حكومة إسرائيل هو: ماذا بعد؟ لا تملك الحكومة الإسرائيلية إجابة. ولكن حتى لو لم يرد نتنياهو وشركاؤه ولا يمكنهم طرح العمليات المطلوبة، فإن دولة إسرائيل ومن يهتمون باستقرارها وأمنها، لا يمكنهم التملص من إعطاء إجابة كهذه. هذه بالنسبة لي خطوات مطلوبة يمكن اتخاذها بعد انتهاء المعركة العسكرية: إسرائيل لا تنوي ولا تريد ولا تستطيع البقاء في غزة، وعليها بعد انتهاء المعركة الانسحاب إلى خط الحدود. في غضون ذلك وفي موازاة العمليات العسكرية، يجب عليها التوصل مع الولايات المتحدة وأصدقائها الآخرين إلى اتفاق على دخول قوة تدخل دولية إلى غزة، قوامها جنود من دول حلف الناتو، تحل مكان الجيش الإسرائيلي. لا احتمالية من دخول الجيش المرتبط بالسلطة الفلسطينية إلى القطاع بمساعدة الجيش الإسرائيلي أو أن يحمل مكانه. ولن توافق قوات فلسطينية أو قوات من دول عربية على الدخول إلى غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي. مصر والأردن والإمارات والبحرين والسعودية، جميعها تريد من أعماقها القضاء على حماس التي تشكل تهديداً لاستقرارها الداخلي. ولكن لا تريد أي دولة منها أن تكون متماهية مع النشاطات العسكرية الإسرائيلية.
على خلفية ذلك، إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيلي الآخرين لا يؤيدون بقاء إسرائيل في غزة، فلا مناص من إرسال قوة تدخل عسكرية من دول الناتو برعاية من مجلس الأمن، الذي سيرمم الإدارة المدنية وأجهزة السلطة في القطاع لمدة سنة ونصف، كما كان في نهاية حرب لبنان الثانية، وبرعاية قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي فعلياً أبعد “حزب الله” عن خط الحدود مع إسرائيل ووضع أساساً للهدوء الذي ساد في هذه الجبهة لـ 17 سنة. وبعد سنة يعد خلالها المجتمع الدولي بنية تحتية لجهاز حكم جديد في غزة ويبدأ في إعمار المناطق التي تم تدميرها، ستحل الأجهزة الأمنية الفلسطينية مكان قوات التدخل الدولية.
في موازاة ذلك، يجب أن تطرح إسرائيل الآن أفقاً سياسياً لإنهاء العملية العسكرية، وفور انتهاء المعركة العسكرية، عليها أن تعلن عن بدء إجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين لشعبين. هذا الحل هو الأفق السياسي الوحيد الذي سيعطي فرصة للاستقرار والتعاون بين إسرائيل والفلسطينيين وإلى التعاون السياسي – العسكري – الاقتصادي بينها وبين الدول العربية، على رأسها مصر والأردن والإمارات والبحرين، التي لها علاقات دبلوماسية معها، ولاحقاً مع السعودية.
لا شك أن حكومة نتنياهو لا تريد ولا تستطيع اتخاذ خطوة جريئة كهذه. وهذا سبب آخر لضرورة إنهاء ولايتها.
سينهي نتنياهو دوره بعار، كما توقع مئات آلاف الإسرائيليين الذين قضوا معظم السنة الأخيرة في الميادين في المدن للتظاهر ضده وضد حكومته وضد شركائه السياسيين المتطرفين المسيحانيين الذين يؤمنون بأن مستقبل إسرائيل يكمن في ضم الضفة الغربية وطرد سكانها وتشكيل حكومة لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والحق في المساواة في الحقوق.
عصابة الزعران التي تتحكم بالحكومة برئاسة بن غفير وسموتريتش وشركائهما في الليكود، تريد حرب الجميع ضد الجميع. هؤلاء يروا الحرب في غزة مقدمة لحرب شاملة يجب أن تندلع في الضفة الغربية والشمال. وكلما ازدادت الاضطرابات وتعقدت العملية العسكرية ستزداد الفرص، حسب اعتقادهم، لطرد عدد كبير من السكان الفلسطينيين في الضفة و”ضم المناطق”.
الحرب في غزة ليست حرب بن غفير وسموتريتش وأصدقاءهما، بل حربنا، حرب مدن التطوير والموشافات والكيبوتسات (التي لم يتذكر رئيس الحكومة بعد التطرق إليها بشكل مباشر)، التي تريد العيش بأمان وهدوء في أماكنها، ولا تريد حرباً خالدة مسيحانية مع الشعب الفلسطيني. إلى جانب دولته التي ستقام، سنرغب ونستطيع العيش بسلام وأمان.
لا مناص من إقصاء حكومة نتنياهو الدموية. يجب أن تبدأ الخطوة الأولى على الفور بعد انتهاء العملية العسكرية في غزة، وربما قبل ذلك.
--------------------------------------------
يديعوت أحرونوت 29/11/2023
لقادة إسرائيل: لا تنصتوا لبلينكن إلا بخطة تقتلع حماس من غزة
بقلم: نداف أيال
ما يحصل في الأيام الأخيرة كان متوقعاً. تمديد الهدنة، ووحشية حماس في معاملة العائلات، ومفاوضات حثيثة على اقتراح شامل واسع ظاهراً، واقتراح يتضمن إعادة المخطوفين، وتحرير السجناء الأمنيين بآلافهم، ووقف الحرب.
كان متوقعاً أن تتطلع قطر وحماس ولاعبون آخرون إلى تحقيق تسوية كهذه. في اليوم الأخير، يمطر القطريون وسائل الإعلام الإقليمية بتقرير عن صفقة شاملة. من اللحظة التي وافقت فيها إسرائيل على هدنة في القتال لاستعادة مواطنيها، وكان واضحاً بأن حماس ستتطلع إلى تمديد مؤقت يصل إلى عشرة أيام، أكثر بكثير من الأيام الأربعة الأولى. هذه الأمور مقبولة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن. فهم يريدون عودة أكبر عدد ممكن من المخطوفين، قبل المرحلة التالية في الحرب. إذا كانت حماس تريد مواصلة تحريرهم على أساس يومي – فحسناً؛ هذا ليس موضوع استغلال للفرص. فالمخطوفون الذين أنقذوا وعادوا إلى إسرائيل يقدمون شهادات قاسية. هناك انطباع بأن شروط أسرهم ساءت. بتعابير القانون الدولي، اجتاز الأسرى الإسرائيليون تعذيباً؛ النساء المسنات فقدن من وزنهم بالمتوسط 8 – 15 كيلوغراماً، هذا تجويع. بعض من الأطفال فصلوا عمداً عن أهاليهم وإخوانهم؛ أكثر من طفل واحد احتجز وحيداً، على مدى أيام طويلة، وضرب وفرض عليه مشاهدة أفلام رعب لقتل إسرائيليين. لم تكن لبعض من المخطوفين إمكانية النوم في وضعية أفقية على الإطلاق. تعرض الأطفال للتهديد؛ فقد عادوا وهم يهمسون. ولست أصف إلا أموراً نشرها أبناء العائلة أنفسهم. أصحاب القرار في إسرائيل – أصحاب الضمائر – يجدون صعوبة في النوم من شدة البينات التي تقشعر لها الأبدان. إن عودة المخطوفين وبأكبر عدد ممكن، أمر حرج.
لم يكن هناك اقتراح واضح من حماس لتحرير “الكل مقابل الكل” وإنهاء الحرب. على أي حال، لا أحد في “كابينت الحرب” مستعد لقبول مثل هذا الاقتراح؛ فقد كان الاتفاق مواصلة الحرب حتى إخضاع لحماس، لكن التهديد بقي قائماً ضد إسرائيل، ولم يرمم أي ردع، وبقي السنوار حاكماً لغزة. وبكلمات ضابط كبير سابق: “من يوافق على إعادة الفِرق من غزة، سيكتشف بأن إحداها ستصعد مباشرة إلى القدس”. هذا ليس تهديداً بالانقلاب، بل تجسيد للمشاعر في أوساط جنود الاحتياط والدائم، مثلما لدى غالبية ساحقة من الجمهور الإسرائيلي.
يوشك الوسطاء الإقليميون على محاولة تجنيد الولايات المتحدة لوقف الحرب. ويفهمون بأن لا احتمال لأن تفعل إسرائيل هذا ما بقيت حماس والسنوار يحكمون غزة. وعليه، تطرح الآن حلول إبداعية على أنواعها، كالسير بدون (حماس) لكن الشعور مع (حماس). مثلاً: السعوديون يدفعون لإعادة سلام فياض، الذي عمل ذات مرة لدى الجمهور الفلسطيني كرئيس وزراء موحد وذي صلاحيات في الضفة وقطاع غزة، وخليفة لأبو مازن. واحتمال ذلك متدنٍ، كما يقول الفلسطينيون. إحدى الأفكار المطروحة هي تنازل حماس عن الحكم في غزة لصالح حكومة خبراء عموم فلسطينية، مع أو بدون خروج يحيى السنوار من القطاع. تقدر إسرائيل بأن حماس لن توافق على ذلك، ومشكوك أن يوافق الكابينت في إسرائيل على خدعة إسرائيلية ذاتية أخرى كهذه، وكأن حماس ضربت، في الوقت الذي تحكم فيه القطاع من خلف ظهر موظفين يتظاهرون بأنهم يلتقون مع الاتحاد الأوروبي بحرية ويجمعون لها التمويل لـ “إعادة البناء”.
إن وصول وزير الخارجية بلينكن إلى الشرق الأوسط سيدخل حراكاً إلى الاتصالات كلها؛ لتمديد صفقة إعادة المخطوفين الجزئية، ووقف نار دائم. وللبيت الأبيض أجندة مرتبة: توسيع المساعدة الإنسانية إلى جنوب القطاع، والتأكد من ألا يتخذ الإسرائيليون أي إخلاء مقصود للسكان مثلما في الشمال، وتعزيز السلطة الفلسطينية، وإصلاحات تسمح لها بأن تكون العنوان في قطاع غزة في اليوم التالي، ومنع أعمال متطرفة من “فتيان التلال” والمؤسسة الاستيطانية بعامة في “يهودا والسامرة”. يحاول الأمريكيون إقرار ميزانية تساعد إسرائيل وأوكرانيا، ومن غير المستبعد أن البيت الأبيض سيدخل بنوداً تبدأ بتمويل إعادة بناء قطاع غزة، وذلك بإقراره من منتخبي الحزب الديمقراطي. سيدفن نتنياهو رأسه في الرمال بالنسبة لنهاية طريق غزة و”اليوم التالي”، لكنه يوم بدأ تصميمه بدونه وربما مع أموال أمريكية.
إذا ما وافقت حماس، قيادتها وقادتها العسكريون، على ترك القطاع (السنوار، محمد ضيف، وآلاف المقاتلين) وسلموا سلاحهم وحرروا المخطوفين، فبذلك ستكون إسرائيل قد انتصرت في الحرب. لكن لا أحد في إسرائيل يوهم نفسه بأن حماس تفكر في ذلك. يجمل جهاز الأمن في الأسبوع الأخير، وفقاً لمعلومات استخبارية متراكمة، وضع الحرب ودرجة المس بحماس. أمر ذو مغزى، لكنه يبقى محدوداً. وهاكم المعطيات حتى يوم أمس: بين 5 آلاف و6 آلاف مخرب من حماس قتلوا في الحرب (الفرق ينبع من عدد المخربين الذين قتلهم الجيش في 7 أكتوبر نفسه، رجال الاستخبارات يتحدثون عن عدد أدق – 5300). وبين القتلى، ثلاثة قادة ألوية من حماس، و14 قائد كتيبة، وعشرات من قادة السرايا.
بالإجمال، يقدر جهاز الأمن بأن نحو 15 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب، يضاف لهم آلاف آخرون من المفقودين. هذه أعداد كبيرة جداً، تعكس الأزمة المدنية الحادة في قطاع غزة – تلك التي تجتذب اهتمام العالم كله. بعض المفقودين قد يكونون من مخربي حماس المدفونين في الأنفاق؛ الحديث عن عدد كبير، لكن لا أحد يريد الالتزام بهذا العدد.
دون اختراق للطريق ربما ينهار مسار الهدنة الحالي وإعادة المخطوفين مقابل السجناء. وستكون لحظات خطيرة جداً؛ فتحدث المفاجأة المؤلمة وبقوة. لن تستأنف الحرب بشكل جنتلماني؛ فهي ليست حروب خنادق في الحرب العالمية الأولى.
هناك لاعبان قد يغيران الصورة: حماس، إذا ما أبدت علائم استسلام حقيقية فجأة، أو البيت الأبيض إذا ما حاول إيقاف أو تأجيل التقدم الإسرائيلي، على أمل في اختراق إقليمي سياسي يؤدي إلى إبعاد حماس. إسرائيل لا ترى مؤشراً صريحاً على أي من هذه السيناريوهات، ويعتزمون مواصلة الحرب. والجيش يستعد.
--------------------------------------------
هآرتس 29/11/2023
هكذا يستغل الجيش الإسرائيلي أيام الهدنة للعودة إلى القتال
بقلم: عاموس هرئيل
بعد وقف إطلاق النار سيأتي دور الحرب مرة أخرى. على الرغم أن الهدنة مددت لـ 48 ساعة في محاولة لإنقاذ مخطوفين آخرين من أيدي حماس عن طريق المفاوضات، فإن الوقت الذي تبقى لذلك محدود. ربما يكون هناك تمديد آخر حتى نهاية الأسبوع إذا أقنعت حماس إسرائيل أن بإمكانها إعادة عدة مخطوفين آخرين. أمس، نشر عن لقاء استثنائي في الدوحة، عاصمة قطر، بمشاركة رئيس الـ سي.آي.ايه وليام بيرنز، ورئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل وشخصيات رفيعة من الدولة المستضيفة. في محاولة لعقد صفقة أكبر. حتى قدوم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة قد يؤخر استئناف العملية البرية الإسرائيلية في القطاع قليلاً. ولكن في غضون بضعة أيام، وإذا لم يحدث تغيير فإن الجيش الإسرائيلي ينوي العودة للمهاجمة في القطاع بكامل القوة، في الشمال والجنوب.
ثار في إسرائيل خلاف واسع على خلفية استعراض سيطرة حماس حول إطلاق سراح المخطوفين. وسعت المنظمة إلى إرسال عشرات الرجال المسلحين كاستعراض، حتى إلى شمال القطاع، لتثبت أن عملية الجيش الإسرائيلي هناك لم تردعها. عملياً، يدور الحديث عن عملية محددة لقوة لها مهمة خاصة. حماس فقدت السيطرة المدنية في الشمال، وتظهر حضوراً عسكرياً محدوداً في أجزاء فيه. وقف إطلاق النار يسمح لها بهامش تنفس ووقت لإعادة التنظيم، ولكن قطبي الحوار – انهيار حماس أمام سيطرتها – لا يمثلان الوضع الحقيقي. ثمة كتائب وفصائل من المنظمة في الشمال، وقد خرجت عن العمل الفعال، بعد أن قتلت القيادة العليا لها المئات من مقاتليها. في المناطق التي مارس فيها الجيش الإسرائيلي قوة برية كثيفة، انسحبت حماس وقللت من القتال وركزت على محاولة قضم ذيل قواتنا. وبدا تدمير البيوت والبنى التحتية والمنشآت العسكرية والسلطوية في شمال القطاع كبيراً جداً.
لكن رئيس حماس، يحيى السنوار، الذي يعيش كما يبدو في جنوب القطاع، لم يفقد السيطرة على ما يحدث. سلسلة قيادته وسيطرته على رجاله ما زالت تعمل في الجنوب، وفي الشمال ولكن بدرجة معينة. ربما نجح في فرض وقف إطلاق نار كامل تقريباً، باستثناء بضع حالات، التي قلل الطرفان الإبلاغ عنها؛ وهو يسيطر بالكامل على إدارة المفاوضات حول المخطوفين وعملية التحرير. لن يكتفي السنوار بتحرير ضئيل للسجناء الفلسطينيين، من النساء والمسنين والقاصرين. ومن اللحظة التي سيطلق فيها المخطوفين من الفئة الحالية التي تم الاتفاق عليها، سيطالب في المرحلة القادمة بمزيد من السجناء الأمنيين مقابل إطلاق سراح الجنود والمدنيين الباقين. يصعب توقع ما إذا كان الجمهور في إسرائيل سيؤيد وقفاً طويلاً لإطلاق النار، الذي تجري فيه مفاوضات كهذه على مدى أشهر، حيث على الأجندة إطلاق سراح آلاف السجناء الأمنيين.
يبدو أنه ما زال هناك في الرأي العام دعم واسع لاستئناف العملية العسكرية وضرب قدرات حماس. مشاهد القتل في 7 تشرين الأول لم تغادر الإسرائيليين. يمكن التقدير بأن معظمهم يعتقدون أن الحل الوحيد هو تدمير حكم حماس في القطاع. وثمة موضوع سياسي. فإذا قرر رئيس الحكومة نتنياهو وقف الهجوم العسكري، فمن المرجح أن تنهار حكومته، وهي إشارة لاستئناف الاحتجاج ضده، الذي توقف في بداية الحرب، رغم مسؤوليته الرئيسية عن الفشل. في المقابل، ستجد إسرائيل صعوبة أكبر في توضيح موقفها في الساحة الدولية. لقد فتح مسار خروج من الحرب، كما ترى حكومات أوروبية: هدن يتم تمديدها، ويتم إجراء مفاوضات حول المخطوفين خلالها.
حسب هذه المقاربة، على إسرائيل الاعتراف بتلقيها ضربة شديدة في بداية الحرب، وتقليص الأضرار، وألا تسعى إلى هزيمة حماس في حرب طويلة، بصورة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية قاسية – تفشي الأمراض، والجوع والعطش وتجمع مئات الآلاف بدون مأوى. الاستمرار في إطلاق سراح النساء والأطفال يدل على وجود من نتحدث معه في حماس. والوقت الذي مر منذ المذبحة يقلل من تأثير الأعمال الفظيعة في العالم، خاصة بعد الكشف عن حجم الدمار والقتل الذي تسببت به المعارك في غزة.
هذه ليست مقاربة الرئيس الأمريكي بايدن، الذي يواصل دعمه لاستئناف العملية العسكرية الإسرائيلية، من اللحظة التي ستوقف فيها حماس إعادة المخطوفين. ولكن بايدن يؤكد على طلباته، وهي الحذر في أوساط المدنيين (بالأساس في جنوب القطاع المكتظ والغارق باللاجئين)، وتجنب الاحتلال الشامل للقطاع، وتجنب الحرب مع “حزب الله” في لبنان. لدى الولايات المتحدة وسائل ضغط على صورة التصويت في مجلس الأمن وحتى إبطاء المساعدات العسكرية المطلوبة بإلحاح، أو تأخير آخر للمصادقة على رزمة المساعدات الخاصة في الكونغرس التي تبلغ 14 مليار دولار. حتى الآن، لم تستخدم الإدارة الأمريكية هذه الوسائل، لكن إسرائيل تعرف أن خلافاً صارخاً قد يكون له تداعيات أيضاً.
ستقف مسألة لبنان في الخلفية. فالمواجهة بين إسرائيل و”حزب الله” هي الأكثر شدة منذ الحرب الأخيرة في 2006، وفي الوقت الذي تم فيه إخلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من البلدات قرب الجدار في الشمال، بدأ الشيعة في قرى جنوب لبنان بالعودة إلى بيوتهم. هذا يضع حسن نصر الله أمام معضلة: هل يستأنف القتال على الحدود في الوقت الذي يعود فيه الجيش الإسرائيلي إلى العمل في القطاع؟ على المدى الأبعد، ستواجه إسرائيل مسألة استراتيجية كبيرة: كيف ستبعد “قوة الرضوان” التابعة لـ ”حزب الله” عن الجدار لفترة طويلة، وكيف ستقنع سكان الحدود الشمالية بأنهم سيكونون في أمان في بيوتهم مرة أخرى؟
احتكاك قريب
سيكون في إسرائيل تخبط حول طبيعة وحجم العملية في جنوب القطاع، حيث تضاعف عدد المدنيين بفرض الجيش الإسرائيلي الانتقال إلى هناك. هذا القرار، الذي سيتم اتخاذه كما يبدو خلال بضعة أيام، سيكون أحد القرارات الحاسمة والهامة خلال الحرب. يعتقد الجيش أن قيامها بعملية مركزة في الجنوب لبضعة أسابيع ستوصل إلى النتائج المطلوبة: المس الشديد بقدرات حماس العسكرية، وقتل قيادتها العليا. كالعادة يتعلق السؤال بالوقت والثمن – مصابون إسرائيليون وأزمة إنسانية فلسطينية وتورط دولي. ربما يواصل السنوار الضغط على العصب المكشوف المتمثل بالمخطوفين، ولكن قدرات حماس العسكرية التي بقيت لها هي في الأساس في الدفاع وضرب القوات المهاجمة؛ فقدراتها الصاروخية تضررت بشكل كبير، أما ما يتعلق بمركز البلاد فالحديث يدور عن إزعاج أكثر منه صليات متواترة.
يستغل الجيش الإسرائيلي فترة الهدنة لتنشيط القوات وإعادة التنظيم. وهناك جهد واسع لترميم وإصلاح الدبابات وحاملات الجنود والجرافات، التي عملت باستمرار في الأسابيع الأخيرة. عدد كبير من هذه الوسائل أصيب بصواريخ الـ “آر.بي.جي”، لكن الإصابات كانت بسيطة على الأغلب، ومنظومة “معطف الريح” وفرت حماية كبيرة للقوات (الاستثناء البارز هو ناقلة الجنود “النمر” من لواء “جفعاتي” التي قتل 11 من ركابها بإطلاق صاروخ. في الوقت نفسه، يوزع الجيش احتياطياً جديداً من التموين والتسليح للوحدات ويحاول المساعدة في مناعة الجنود النفسية، الذين مروا في معظمهم في تجارب الحرب بكثافة غير مسبوقة منذ عشرات السنين. في تلخيص أولي لمرحلة القتال البري حتى الآن، الذي تجريه قيادة المنطقة الجنوبية والفرق المشاركة في العملية هذا الأسبوع، تم طرح عدة نقاط مهمة: أولاً، أساس الإنجاز، والمس بالمخربين وبالبنى التحتية، تم تحقيقه ولكن ليس بالهجوم الأولي لحماس، بل في مرحلة تطهير المنطقة من المقاومة. قادة الألوية والكتائب لا يقلقهم خطر المراوحة في المكان، بل يقولون إنه كلما أعطوا وقتاً للعمل فسيعثرون على مزيد من الوسائل القتالية والمعلومات في الميدان. وثمة استنتاج آخر يتعلق بالعمل المندمج والمتلاصق بين القوات البرية وسلاح الجو، والتحسن في ذلك وفر حماية أكبر للجنود والحصول على المعلومات نتيجة الاحتكاك عن قرب مع العدو.
يثني الجيش الإسرائيلي على عمل الوحدات الخاصة، التي وُضعت هذه المرة على رأس عملية القوات، ولم تستبعد إلى هامش القتال، كما حدث في الحروب السابقة. وهناك نقطة أخرى، وهي أن سلاح المشاة يعمل بشكل أفضل إذا كان بمحاذاة الدبابات، حيث يسمحون لسلاح المشاة بالحركة خارج ناقلات الجنود المدرعة المتوفرة لديه والعمل بحرية. والضغط المستمر على حماس في الواقع لم يحقق حتى الآن استسلاماً جماعياً للمسلحين، لكن هناك حالات كثيرة تم فيها اعتقال مخربين يؤدي التحقيق معهم للحصول على معلومات حيوية للقوات في الميدان.
في بند العيوب، أشير إلى نقطة رئيسية حاسمة أثير حولها قلق منذ بداية العملية البري؛ فالاكتظاظ الشديد للقوات العاملة في منطقة مأهولة أدى إلى عدد كبير من حوادث إطلاق النار المتبادل، لكن عدداً كبيراً نسبياً من القتلى والمصابين أصيبوا، حسب التحقيقات الأولية، جراء “نار صديقة” بين الوحدات المختلفة أو بين قوات ثانوية داخل طواقم القتال اللوائية. وقتل جنود آخرون نتيجة حوادث عملياتية وغيرها. هذا يرتبط بمشكلة أخرى تتطور كلما استمر القتال، وهي تآكل الانضباط العملياتي، لا سيما في الجبهة الداخلية أثناء الحرب، بما في ذلك داخل القطاع، حيث الجنود في حالة دفاع في معسكرات مؤقتة، ويتم القيام بالعمل اللوجستي. مستوى الاستعداد والانضباط في هذه الأماكن غير مرتفع، ورئيس الأركان هرتسي هليفي أصدر تعليمات للقادة باستغلال الهدنة في محاولة لفرض النظام. وثمة ظاهرة أخرى منتشرة، مرتبطة بذلك، تتعلق بسيل زيارات للمدنيين غير المشاركين في القتال والذين يستغلون العلاقات والنفوذ للمجيء إلى القطاع وسلب الاهتمام من الجنود.
--------------------------------------------
معاريف 29/11/2023
“أنتم شرقي النهر وهم غربيه”.. حين تفسر إسرائيل العبارة للزعماء العرب
بقلم: يورام أتينغر
التأييد غير المتحفظ من بلينكن وبايدن لإقامة دولة فلسطينية يعبر عن موقف وزارة الخارجية الأمريكية، التي تبدي فشلاً منهاجياً في الساحة الشرق أوسطية منذ العام 1948 وحتى اليوم. لم يكن الملك حسين شريكاً في هذا الموقف. عندما علم بالخطوات نحو اتفاق أوسلو، قال لرئيس الموساد في حينه، شبتاي شفيت، إن إقامة دولة فلسطينية سيشكل حكم إعدام للنظام الهاشمي. ونقلت قيادة الجيش الأردني لقيادة الجيش الإسرائيلي رسالة مشابهة عند التوقيع على اتفاق السلام في أكتوبر 1994.
يمكن أن نتعرف على موقف العرب تجاه الفلسطينيين من مؤتمر الجامعة العربية و”منظمة التعاون الإسلامي” في 11 تشرين الثاني 2023 حين منعت السعودية والإمارات والبحرين والمغرب ودول أخرى، مشروعاً إيرانياً – فلسطينياً لتعليق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية مع إسرائيل. كما أن الدول العربية لم تحرك عضلة عسكرية أو اقتصادية من أجل الفلسطينيين في الحرب الحالية، كما حال حروب إسرائيل كلها ضد إرهاب م.ت.ف وحماس. فالدول العربية تغدق على الفلسطينيين هذراً معانقاً، لكن بفعل غير مبالٍ حتى معادٍ، وتمتنع عن خطوات جوهرية لإقامة دولة فلسطينية.
لماذا لا يشارك الزعماء العرب في تطلع وزارة الخارجية الأمريكية لدولة فلسطينية. بخلاف وزارة الخارجية الأمريكية، لا يتعاطى الزعماء العرب مع الفلسطينيين على أساس سيناريوهات مستقبلة وتخمينية، بل على أساس سلوك موثق، بما في ذلك عض اليد التي تمد المساعدة. فمثلاً، في الخمسينيات تعاونت القيادة الفلسطينية (عرفات ومحمود عباس) مع “الإخوان المسلمين” في أعمال الإرهاب ضد المضيفة المصرية. وفي الستينيات اتخذت أعمال إرهاب ضد المضيفة السورية، وفي 1968 – 1970 أشعلت حرباً أهلية في الأردن لإسقاط الحكم. وفي 1970 – 1982 تسببت بعدة حروب أهلية في لبنان وحاولت السيطرة على بيروت. وفي 1990 ساعدت غزو صدام حسين للكويت، رغم أنها كانت المضيفة العربية الأكثر سخاء لـ 400 ألف فلسطيني.
يمنح الزعماء العرب وزناً كبيراً لتعاون القيادة الفلسطينية المنهاجي مع جهات خارقة للقانون، متطرفة ومحرضة كألمانيا النازية والكتلة السوفياتية ونظام آيات الله وصدام حسين و”الإخوان المسلمين” وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا ومنظمات إرهاب في أرجاء العالم. وعليه، فإنهم يرون في الفلسطينيين نموذجاً للتآمر والإرهاب ونكران الجميل والخيانة العربية. هم على وعي بتداعيات الدولة الفلسطينية غربي نهر الأردن؛ التي ستؤدي إلى إسقاط الحكم الهاشمي شرقي النهر؛ وستحول الأردن إلى دولة لا حكم فيها، ومنصة أخرى للإرهاب الإسلامي. وستكون ذخراً استراتيجياً لنظام آية الله “الإخوان المسلمين” و”داعش” ممن سيعملون على إسقاط النظام في السعودية وباقي دول النفط العربية؛ وستشكل تهديداً على توريد النفط وأسعاره وتشويشاً للتجارة العالمية؛ وستكون دمية لإيران و”الإخوان المسلمين”، والصين وروسيا، وضرراً جسيماً لاقتصاد وأمن الولايات المتحدة.
إن إقامة دولة فلسطينية من جهة، وقيام مصالح الولايات المتحدة من جهة أخرى، هما الأمر ونقيضه.
بخلاف وزارة الخارجية الأمريكية التي تعتقد بأن الإرهاب الفلسطيني يوجهه اليأس، يفهم الزعماء العرب بأنه توجهه رؤيا يكون تحققها مشروطاً باقتلاع “الكيان الصهيوني” غربي النهر والنظام الهاشمي شرقه. وزارة الخارجية الأمريكية مقتنعة بأن الفلسطينيين قد يضحوا برؤياهم على مذبح رفع هام لمستوى المعيشة والتعايش بسلام، بينما الزعماء العرب واعون بمركزية رؤيا القيادة الفلسطينية.
وختاماً، إن إقامة دولة فلسطينية من جهة، وقيام مصالح الولايات المتحدة من جهة أخرى، هما الأمر ونقيضه.
--------------------------------------------
هآرتس 29/11/2023
بعد أن أحرقوه حتى الموت.. “القومية اليهودية” تطالب بالإفراج عن قتلة الفتى أبو خضير
بقلم: أسرة التحرير
في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حرباً، وبعد أن وقع وزير العدل ياريف لفين على مرسوم تعمل المحاكم بموجبه في صيغة طوارئ، تقرر أن تبحث لجنة إفراج خاصة لشؤون تحديد المؤبد، الأحد، في تحديد عقوبة الثلاثة الذين قتلوا الفتى محمد أبو خضير، وتحول توصياتها إلى وزير العدل ورئيس الدولة.
إن قتل أبو خضير فعل إرهاب يهودي واضح. كان أبو خضير ابن 14 عندما اختطفه الفتيان الثلاثة في تموز 2014 من منطقة قرب بيته بحي شعفاط في القدس. أراد الثلاثة الثأر لمقتل غيل – عاد شاعر، ونفتالي فرنكل، وأيال يفرح. ونقل القتلة الثلاثة أبو خضير إلى غابة شعفاط. هناك سكبوا وقوداً على جسده وأحرقوه. احترق أبو خضير حتى الموت. حُكم على أحد القتلة: يوسف بن دافيد، بالمؤبد وعشرين سنة سجناً أخرى. وفرض على قريب عائلته القاصر المؤبد وثلاث سنوات سجناً، وعلى قاصر آخر لم يشارك عملياً بفعلة القتل نفسها بـ 21 سنة سجناً. ستبحث اللجنة بطلب الاثنين الأولين تحديد محكوميتهم، وبطلب الثالث التخفيف من عقوبته.
ينبغي العجب: ما الذي يلح على لجنة الإفراج لتبحث الآن بالذات في تحديد عقوبتهم، بعد أقل من عشر سنوات من فعلتهم، في ذروة حرب، وفي الوقت الذي يعمل به جهاز القضاء في صيغة طوارئ؟ كيف ألغيت آلاف المداولات في المحاكم بعد أن وصفت بأنها “غير عاجلة”، لكن البحث في تحديد محكومية مخربين يهود بات من المهم إجراؤه في ذروة الحرب؟
شرحت وزارة العدل بأن لجنة الإفراج ملزمة بالبحث في الطلب. جوابهم متملص. ليس السؤال ما إذا كانت اللجنة ملزمة مبدئياً بالبحث في الطلب، بل لماذا بات ملحاً فعل هذا الآن بالذات. التوقيت مشبوه، وتخشى عائلة أبو خضير من أن تحرير السجناء الفلسطينيين في الاتفاق مع حماس يسوغ من ناحية جماهيرية أرضية للاستجابة لطلب القتلة والتخفيف من عقوبتهم. وثمة مجال لهذا الاشتباه: نتساءل إذا كانت هذه محاولة لاستغلال المزاج الجماهيري بعد هجمة حماس الإجرامية لحرف موقف اللجنة في صالح المخربين اليهود.
إن مجرد البحث يوم الأحد يشهد على أن لدى الحكومة عطف على المخربين اليهود. ولا يدور الحديث هنا فقط عن شهادة على التعفن الأخلاقي المستشري في الحكومة، بل في ذلك أيضاً ما يشهد على استعداد إجرامي للعب بنار القومية اليهودية لدق طبول الحرب في جبهات أخرى أيضاً. يجب أن يتأجل هذا البحث فوراً. وإذا انعقد البحث في نهاية المطاف، فيجب رد الطلبات رداً تاماً. على إسرائيل أن تقول بوضوح لا للإرهاب اليهودي.
--------------------------------------------
مسؤول أمريكي ينسب الفضل للسلطة الفلسطينية في الهدوء النسبي في الضفة الغربية وسط الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة
تواصل قوات الأمن الفلسطينية مكافحة الهجمات، وضمان الاستقرار خارج الخط الأخضر في ظل الظروف المتوترة التي تفاقمت نتيجة تصاعد عنف المستوطنين، قال مسؤول في إدارة بايدن لتايمز أوف إسرائيل
بقلم طاقم تايمز أوف إسرائيل
2023 نوفمبر 29
واشنطن – تنسب الولايات المتحدة الفضل للسلطة الفلسطينية في الهدوء النسبي في الضفة الغربية وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، حسبما قال مسؤول في إدارة بايدن لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء.
وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى الجهود التي تبذلها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لمكافحة الهجمات والحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية، على الرغم من الظروف الصعبة التي تفاقمت بسبب تصاعد عنف المستوطنين.
وتأتي إشادة واشنطن برام الله في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض احتمال عودة السلطة الفلسطينية لحكم قطاع غزة إذا تمت إزالة حماس من السلطة هناك.
واندلعت الحرب بعد أن اخترق آلاف من مسلحي حماس حدود قطاع غزة وهاجموا البلدات ومواقع الجيش المجاورة للقطاع. وقد قتلوا أكثر من 1200 شخص، واختطفوا نحو 240. وسرعان ما أعلنت إسرائيل عزمها على الإطاحة بنظام حماس في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وقال نتنياهو مرة أخرى هذا الأسبوع إن إسرائيل لن تسمح لكيان يقدم رواتب للمدانين بالإرهاب، ويحرض ضد اسرائيل، ولم يدن صراحة هجمات حماس في 7 أكتوبر، أن يسيطر على القطاع الساحلي.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “إحياء” السلطة الفلسطينية لتحكم في نهاية المطاف كل من غزة والضفة الغربية، مما يشير إلى الحاجة لإصلاحات في رام الله قبل عودتها إلى القطاع.
وفي اجتماعاته الأخيرة مع مشرعي الليكود، بهدف ضمان استمرار دعمهم له، قال نتنياهو حسبما ورد إنه يجب أن يستمر في قيادة الحزب، لأنه “الوحيد الذي سيمنع قيام دولة فلسطينية في غزة و[الضفة الغربية] بعد الحرب”.
وشدد مسؤول أمريكي ثان على أن الوضع الأمني وراء الخط الأخضر لا يزال هشا، مضيفا أن القضية ستكون على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عندما يزور إسرائيل والضفة الغربية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وسوف تركز اجتماعات وزير الخارجية الأمريكي في المقام الأول على الحرب بين إسرائيل وحماس. وتكثف الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل لضمان حماية المدنيين قدر الإمكان بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لتوسيع عمليته العسكرية إلى جنوب غزة بعد انتهاء الهدنة الجارية.
وشملت الجهود الأمريكية لمنع اتساع الصراع الضغط على إسرائيل لكبح جماح المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية، الذين نفذوا مؤخرا، وفقا لجماعات حقوق الإنسان، هجمات أدت إلى ترك ما يقارب من 1000 فلسطيني بلداتهم.
وأعلن بايدن في وقت سابق من هذا الشهر أن الولايات المتحدة تدرس إصدار حظر على تأشيرات الدخول ضد المستوطنين.
وقال المسؤول الأمريكي الثاني إن هجمات المستوطنين أضرت بشرعية السلطة الفلسطينية الهشة، وعرّضتها لانتقادات إضافية لعدم قدرتها على حماية الفلسطينيين، وأن بلينكن سيناقش الأمر خلال اجتماعات مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
--------------------------------------------
ليبرمان: موافقة "إسرائيل" على وقف إطلاق نار طويل الأمد يعني انتصار حماس
قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، إنّه "لا يجب على الحكومة الإسرائيلية بأي حال من الأحوال الموافقة على وقف طويل الأمد لإطلاق النار مع حماس من دون تحقيق أهداف الحرب".
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية نقلت تصريحات ليبرمان، فإن "الأهداف تتمثل بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، والقضاء على حماس وقادتها، والتدمير الكامل لكافة البنى التحتية داخل قطاع غزة، وإبعاد خطر حزب الله إلى ما بعد الليطاني".
وأضاف ليبرمان أنّ "معنى وقف إطلاق النار لفترة طويلة من دون تحقيق أهداف الحرب، سيكون انتصاراً لحماس، واستمراراً لحكم يحيى السنوار، الأمر الذي من شأنه أن يلحق ضرراً خطيراً بالردع الإسرائيلي".
وتابع أنّه "في حال الموافقة على وقف طويل لإطلاق النار فلن يعود أي ساكن في الجنوب أو الشمال إلى منزله"، مضيفاً: "علينا الحسم".
وفي وقت سابق، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّه كلما طال أمد عملية تبادل الأسرى، كلما "تعاظمت المعضلة التي تواجه إسرائيل"، وأنّ التوقف الطويل عن القتال "يبطئ زخم الغزو الإسرائيلي ويعرض للخطر هدف إسرائيل المتمثل في إزاحة حماس".
كما نقلت الصحيفة عن المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" أنشيل فيفر قوله إنّ "بعض الإسرائيليين يخشون من أن التمديد المطول سيعطي حماس الكثير من التأثير على النفسية الإسرائيلية".
كذلك، ذكرت الصحيفة أنّ تأخير استئناف الهجوم من شأنه أن "يضع نتنياهو على مسار تصادمي مع وزراء الحكومة اليمينيين المتطرفين" الذين أيدوا وقف إطلاق النار على "مضض"، لأنهم حصلوا على تأكيدات بأن "الغزو سيستمر بعد هدنة قصيرة فقط".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أنّ "وزيري حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، هددا بتفكيك الحكومة والانسحاب منها في حال التوصل لوقف إطلاق نار نهائي في قطاع غزة.
وتحدّثت وسائل إعلامٍ في كيان الاحتلال الإسرائيلي عن التحديات التي تواجه "جيش" الاحتلال في قطاع غزّة، مؤكّدةً قوة المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أنّ حركة حماس "لم تنهار بعد".
وأضافت أنّ "إسرائيل" فشلت في تصفية مسؤولي الحركة الذين أعلنتهم أهدافاً لعملياتها.
--------------------------------------------
ناج من الهولوكست: كنت صهيونيا قبل اكتشاف حقيقة إسرائيل وظلم الفلسطينيين لا يمكن أن يستمر -(فيديو)
في حوار أثار الكثير من التفاعل مع المذيع البريطاني بيرس مورغان، في برنامجه “انسونسيرد (غير مراقب)” على قناة “تولك تيفي”، أكد الدكتور غابور ماتي، أحد الناجين من “الهولوكست”، والطبيب النفسي والمؤلف المجري الكندي، أنه كان صهيونيا سابقا، ومن المؤمنين بإسرائيل ككيان لليهود، لكنه تراجع عن ذلك لما عرف حقيقة الأوضاع في فلسطين، وكيف تأسست إسرائيل على مذابح وطرد الفلسطينيين من أراضيهم. وأكد أنه وقف على حقيقة الاحتلال الإسرائيلي خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنه بكى بحرقة يوميا لمدة أسبوعين بعد عودته من زيارته لمأساوية ما رأى.
ولدى سؤاله عن هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو السؤال الذي لا يتوقف المذيع مورغان عن تكراره والتوقف عنده في حواراته، أكد الطبيب المختص بتنمية الأطفال والصدمات، أنه على رغم مأساوية ما حدث، يجب الاعتراف بالسياق التاريخي لفهم الصراع الحالي والمضي قدما. وشدد على ضرورة الانتباه إلى ما تعرض له الشعب الفلسطيني، وما تعرض له سكان غزة بالذات.
ودعا ماتي، الذي نجا من الهولوكست، بعدما وضعته والدته في أول يوم من ولادته عند عائلة أخرى لإنقاذه، إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف اضطهاد الفلسطينيين، وإعادة الأراضي التي تم استولى عليها منذ عام 1967.
وأحرج ماتي محاوره بدعوته للتوقف عن الحديث عن حماس ودعاه للنظر لميثاق حزب الليكود الإسرائيلي مثلا وخاطبه: “بيرس عليك أن تذهب إلى غزة لترى ذلك بنفسك كما فعلت أنا، وسوف تبكي كل يوم لمدة أسبوعين من هول ما ستراه مثلي.. يجب إعادة الأرض إلى الفلسطينيين، هذا الظلم لا يمكن أن يستمر طويلًا”.
------------------انتهت النشرة------------------
أضف تعليق