الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 24/11/2023 العدد 865
افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات
هآرتس 24/11/2023
الصفقة هي انجاز للولايات المتحدة لكن بعدها ستأتي معضلة عسيرة
بقلم: الون بنكاس
حتى الآن من السابق لأوانه التقدير اذا كان 7 تشرين الاول يعتبر بالنسبة للولايات المتحدة حدثا استراتيجيا مؤسسا حركة تكتونية اقليمية وانعطافة تحتاج الى حسم سياسي وتغيير في سلم الاولويات. ولكن ليس من السابق لأوانه الاستنتاج بأن الولايات المتحدة لا تعتبر الحرب في غزة جولة محلية اخرى حتى لو كانت عنيفة ومأساوية اكثر من سابقاتها.
حتى 6 تشرين الاول كانت الولايات المتحدة في مسار انفصال متعمد ومخطط له عن الشرق الاوسط. هذه عملية تدريجية منذ ثلاثين سنة، وهي ترتكز على أربعة اركان استراتيجية تطورت انهيار الاتحاد السوفييتي الذي كان صده هو المصلحة العليا للولايات المتحدة منذ العام 1945؛ استقلال من ناحية الطاقة، أي غياب الاعتماد على النفط الذي مصدره الشرق الاوسط: التعب، نزيف زائد وخيبة أمل سياسية من التدخل العسكري الطويل في المنطقة مثلما في افغانستان والعراق: ونسخ استراتيجي لبؤرة ومصلحة الدولى العظمى الاميركية بكل تداعياتها السياسية والعسكرية الى منطقة المحيط الهندي - الهاديء، أي التحدي الذي تراه الولايات المتحدة بزيادة القوة واستعراض العضلات الاقتصادية والجيوسياسية للصين.
اذا اضيف الى ذلك خيبة الأمل والملل من الانشغال بالقضية الاسرائيلية - الفلسطينية والقبول الفعلي لايران كدولة عتبة نووية، فان الشرق الاوسط كف عن كونه بؤرة مصالح حيوية بالنسبة للولايات المتحدة. الهدف الوحيد الذي بقي هو الحفاظ على الاستقرار في 7 تشرين الأول تم تقويض هذا الاستقرار من الاساس. ومن وجهة نظر واضعي السياسة الخارجية الاميركية فان المعاني الكامنة أوسع بكثير من حرب في غزة.
في 7 تشرين الأول اصبحت غزة نقطة على الخارطة المرتبطة بايران والتنظيمات الرديكالية والفوضى التي تعمل من قبلها وبتوكيل منها، والمرتبطة بروسيا ايضا الاميركيون شخصوا محورا متجانسا مناهضا الاميركا ويهدد مصالحها في اوكرانيا، وينشر السلاح النووي والعنف الذي يقوض الاستقرار الخطوط الرئيسة الدقيقة لم يتم رسمها بعد، لكن بالنسبة للولايات المتحدة فان هجوم "حماس" اشار الى محورين متناقضين، "محور المقاومة" الذي يشمل ایران وسوريا وحزب الله و "حماس" والحوثيين في اليمن وروسيا ومقابله محور الاستقرار الذي يشمل الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية واتحاد الامارات والبحرين والاردن ومصر والسلطة الفلسطينية وعدد من دول الناتو (فرنسا، بريطانيا، المانيا واليونان بالاساس).
في الوقت الذي فيه المحور الأول هو محور متجانس فان الهدف السياسي الاساسي للولايات المتحدة هو بلورة المحور المقابل. على هذه الخلفية يجب فحص للعضلات الاميركية حول صفقة للمخطوفين ووقف اطلاق النار الذي يرافقها. كما يبدو فان صفقة المخطوفين والى جانبها وقف اطلاق النار حتى لو كان محدود زمنيا هي انجاز بالنسبة للولايات المتحدة. اذا صمد وقف اطلاق النار فقط لاربعة ايام كما تم الاتفاق عليه، فانه من الناحية السياسية الولايات المتحدة لم تنجز أي شيء. اذا تطور بعده نماذج لوقف اطلاق نار مرتبط بالمفاوضات فان المعنى الجيوسياسي هو التعادل - أي غياب انتصار سياسي وعسكري اسرائيلي واضح ولكن بالتأكيد هي تدرك بأن سلسلة وقف اطلاق النار تعني بالضبط العودة الى الوضع السياسي القائم حتى لو أن اسرائيل قامت بالمس بشكل كبير بقدرات "حماس" العسكرية. الوضع اكثر تعقيدا، وهذا الانجاز هو انجاز تكتيكي فقط. بعد اربعة أو خمسة ايام ستقف الولايات المتحدة أمام نفس المعضلات والاحباط من الشهر والنصف الاخيرين.
الرئيس الاميركي، جو بایدن، واعضاء الادارة الاميركية يدفعون ويضغطون منذ خمسة اسابيع من اجل عقد مثل هذه الصفقة. ومن الواضح للولايات المتحدة الفجوة الموجودة بين اسرائيل و"حماس" في كل ما يتعلق بتعريف مفهوم "الانتصار". في الوقت الذي فيه الانتصار من ناحية اسرائيل يعني تدمير "حماس" أو القضاء عليها فانه من ناحية الحركة الانتصار يعني القدرة على الوقوف على الارجل والتلويح بالعلم واجراء مفاوضات طويلة حقيقية أو وحشية وكاذبة، حول المخطوفين الذين لن يتم اطلاق سراحهم في هذه المرة.
وقف اطلاق النارق اطار صفقة لاعادة الخطوفين بين اسرائيل وحماس يسلط الضوء على تناقض كبير في السياسة الامريكية، ويضع امامها عدة معضلات سياسية واستراتيجية.
أولا، الولايات المتحدة هي التي دفعت، اكثر من اسرائيل بكثير الى عقد صفقة بخصوص المخطوفين مع "حماس"، رغم أنه بشكل علني الولايات المتحدة عارضت وقف شامل لاطلاق النار" بذريعة أن أى وقف لاطلاق النار سيبقى لحماس قدرة عسكرية وسلطوية غير مقبولة، وطلبت فقط "هدن انسانية". الولايات المتحدة هي التي دفعت وهي التي ستجد صعوبة في تبرير استئناف القتال اذا كانت امامها امكانية لصفقة اخرى.
ثانيا قضية التصعيد منذ بداية الحرب حددت الولايات المتحدة هدفها الاستراتيجي الاول وهو منع التصعيد افقيا، أي توسيع الحرب إلى مواجهة مباشرة وكاملة بين اسرائيل وحزب الله وايران من خلفه بالنسبة لها وقف اطلاق النار لا يعتبر تحقيقا لهذا الهدف لأن خطر التصعيد لم ينته. ايضا استئناف الحرب بعد اربعة أو خمسة ايام حيث الهدف واضح والولايات المتحدة تؤيد ذلك، يمكن أن يزيد الامكانية الكامنة في التصعيد، لأنها ستعتبر شريكة كاملة هذا الدعم سيزيد الضغوط السياسية على الرئيس الاميركي، سواء من قبل حلفائه في العالم العربي واوروبا وآسيا أو من قبل حلفائه في الداخل.
في هذا الوضع فان سؤال "ما هو الهدف؟" سيطرح بشكل انتقادي وبعدم ثقة للولايات المتحدة ايضا وليس فقط لاسرائيل. استئناف الحرب بصورة مصطنعة بعد 96 ساعة سيكون من ناحية حزب الله وايران الدليل الواضح على أن الولايات المتحدة هي شريكة كاملة في التصفية العسكرية والسياسية الشاملة ل"حماس"، الأمر الذي سيدفع إلى التصعيد وسيندمج في سياسة الهجمات المضادة للولايات المتحدة ضد المليشيات والتنظيمات التابعة لايران في سوريا وفي العراق في الايام الاخيرة.
ثانيا، اذا عارضت الولايات المتحدة استئناف الحرب فكيف سيتساوق ذلك مع رؤيتها بأنه لا يمكن استمرار حكم حماس في غزة؟. ثالثا، اذا حاولت الولايات المتحدة بلورة محور استقرار فكيف ستتمكن من مواصلة دعم اسرائيل امام مصر والاردن والسعودية اضافة الى ذلك كيف ستتصرف الولايات المتحدة في قضية "اليوم التالي" وكيف ستلائم موقفها الذي يقول بأنه لا يجب على اسرائیل احتلال قطاع غزة مع رفض اسرائيل لفحص أي دور سلطوي للسلطة الفلسطينية في القطاع.
المعضلة الاساسية أمام أميركا تتعلق في الحقيقة بمجرد الحرب في القطاع، التي يجب عليها الاختيار بين استمرار القتال - المطلوب من اجل ابعاد "حماس" عن أي قدرة سلطوية - وبين زيادة احتمالية التصعيد الذي يمكن أن يورط الولايات المتحدة بشكل مباشر.
الكن المعضلة الاستراتيجية تتعلق ب- "اليوم التالي" وبلورة "محور" "الاستقرار" هذا، في هذه المرحلة فان وقف القتال أو استئنافه ومعانيه بشأن استمرار التواجد العسكري في غزة، لا تساهم في الوضوح واحتمالات مناورة الولايات المتحدة ضئيلة.
---------------------------------------------
هآرتس 24/11/2023
عندما يكون الهدف هو البقاء السياسي فإن الحرب ستستمر الى الأبد
بقلم: يوسي كلاين
الحرب القادمة ستستمر من المكان الذي توقف فيه الاحتجاج. الاعمال الفظيعة في 7 تشرين الاول بررت وجودها الحكومة تعرف أنه سيطلب منها الذهاب الى البيت، لكن لا توجد حكومة تذهب الى البيت بارادتها، سواء حكومة 1973 أو حكومة 2023. حكومة 2023 ليس فقط لا تنوي الذهاب الى البيت، بل في هذه المرة هي ايضا لن يتم ضبطها وهي مكشوفة العورة.
هذه الحكومة مستعدة لليوم التالي. وهي تركز على عملها وتعمل على كل الجبهات. تقوم بجمع المواد وتراكم وثائق وتقوم باتلاف اخرى توزع التحذيرات وتطلق الاشارات. وهي ستأتي مستعدة ومسلحة لليوم التالي. ايتمار بن غفير سيهتم بالسلاح، والطفل من ميامي يستعد للشعارات. هذه الحكومة وضعت قاعدة وهي أنه من ليس معنا هو ضدنا، ومن هو ضدنا هو خائن.
هذا يعمل. نحن حذرون. اذا قلت أي شيء عن السلام فسيتم اتهامك بالخيانة. ربما شاويش يقظ سيقرأ هذه السطور ويقول: ما الذي يقوله كلاين. أنا بالتأكيد أشخص لديه مشروع قرار كي يكون خائن. نحن حذرون، نراقب أنفسنا ولا نرى ما يراه العالم. نحن لا نعرف اذا كنا قتلنا مدنيين واطفالا وكم هو عددهم، ولا نعرف لماذا العالم يكرهنا. نحن نتملص من الاجابات الصعبة ونكتفي بقول أنصاف الحقائق التي يقولها المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. نحن لا نميز بين تقرير للدعاية ولا نسأل أين كان الجيش في 7 تشرين الاول. هل لأن هذا ليس هو الوقت المناسب؟ أو لأن الجواب يمس بالمعنويات؟
المعنويات سيئة بسبب نتنياهو ايضا هي سيئة لأننا نعرف بأن مصلحتنا تعنيه مثلما تهم مصلحة الغزيين يحيى السنوار المعنويات سيئة لأننا نعرف بأنه سيجرنا من معركة الى اخرى ومن مهمة الى اخرى، الى أن يقتنع بأنه يمكنه الاعلان عن الانتصار. لا تهمه الاستطلاعات والاشمئزاز. فهو طور جلدا سمكه متر. وسيذهب حتى النهاية، حتى الانتصار الى أن نصبح اوكرانيا.
لقد تم اختطافنا من قبل من يعتقد بأن الانتصار سيغفر اهماله وتقصيره. ما هو الانتصار؟ اجاباته غامضة. اسمحوا له بالتخمين، هو نفسه لا يعرف. على أي حال، انتصاره ليس انتصارنا. هدف الحرب من ناحيته هو تحرير المخطوفين. هدف حربه هو أنه ليس لديه أي فكرة، باستثناء "الهدوء للمستوطنات". هدوء مؤقت. "حماس" ستموت وستقوم منظمة اخرى وباسم آخر وزعيم آخر واهداف مشابهة.
في غضون ذلك نحن ندفن الرأس في الرمل ونغمض العيون ونؤجل "لليوم التالي" الاستنتاجات المطلوبة، ونتجاهل ما يحدث في المناطق. وتسارع الى نسيان المذبحة والمخطوفين ايضا الامر الذي لا نراه لا يعتبر موجودا. هذا هو الفهوم، 7 تشرين الاول اثبت قيمة هذا المفهوم.
الجيش ايضا شريك فهو لا يغفر لنفسه الفشل ويبحث عن انتصار يرمم مكانته بأي ثمن ومهما طال ذلك. هو يعول على نموذج حرب يوم الغفران الهزيمة، النهوض، والانتصار الذي ينسي الهزيمة. نحن سلمنا بالمصريين بمن سنسلم الآن؟ وماذا سنفعل بمليوني شخص ليسوا من حماس؟ هل سنغرقهم في البحر ونعلن بأنه "لا يوجد حل" و"لا يوجد من نتحدث معه وننتظر بصبر 7 تشرين الاول القادم؟. فى هذه الاثناء يتسلى نتنياهو بالطلب الصبياني وهو أنه "سيتحمل المسؤولية". هو "لن يتحمل المسؤولية". وحتى لو تحمل المسؤولية ماذا في ذلك؟ وماذا يعني لو أنه في الساعة الثالثة فجرا في مقابلة باللغة الانجليزية خرجت من بين سعاله الكلمات "أنا أتحمل المسؤولية".
ماذا في ذلك؟ البيبيون ايضا سيسألون، الذين يقومون بشتم عائلات المخطوفين هم ليسوا ضد المخطوفين وليسوا مع بيبي، بل هم ضدنا بيبي هو الخرقة الموجودة على العصا العلم. عندما سيسقط سيرفرف هناك شخص آخر. البيبية ليست عقيدة، بل هي سلطة ووظائف والمليارات للحريديين. فهل سيتنازلون عنها بسبب القتلى والمخطوفين؟
حكومة ليست بيبية كانت ستسعى الى حرب قصيرة بقدر الامكان وتعود الى روتين الحياة. ليس الحكومة الحالية مدة الحرب ترتبط بأهدافها، وعندما يكون الهدف هو البقاء سياسيا على قيد الحياة أو "انتصار" لا يعرف أي أحد ما هو فهي يمكن أن تستمر الى الأبد. كيف يمكن الانتصار في حرب طويلة، مثلما في اوكرانيا، عندما لا يكون بيبي هو زيلينسكي؟ كيف سيثق به الجمهور الذي تظاهر ضده؟ هل هذا الجمهور نفسه يستطيع تحمل المزيد من القتلى عندما يكون هذا الشخص هو الذي يقود؟ ربما أن الجيش مستعد "الحرب طويلة"، أما نحن فلا.
--------------------------------------------
هآرتس 24/11/2023
من مدينة طولكرم.. إطلالة على إرهاب الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية “التي تغلي بهدوء”
بقلم: جدعون ليفي واليكس ليبك
على الشارع الرئيسي بين بلدة عنبتا وطولكرم وبوابة الدخول إلى مخيم نور شمس للاجئين على مدخل المدينة الشرقي، عليك أن تبطئ السرعة وتجد الطريق بين حفر في الشارع وأكوام وحل وبرك. جرافات الجيش الإسرائيلي دمّرت هذا المقطع من الشارع لمساعدتها في اقتحاماتها المتكررة للمخيم، وفق أقوال السكان؛ خوفاً من زرع عبوات ناسفة على الشارع. والنتيجة أن السيارات تتعثر في الوحل وفي أزمة مرور دائمة. الشارعان الرئيسيان داخل المخيم أزيلا من مكانهما، وأعيد تعبيدهما من جديد على يد الفلسطينيين، ثم كرر الجيش الإسرائيلي فعلته مرة أخرى. باتت البنى التحتية للمخيم من كهرباء ومياه ومجار، متضررة بشكل كبير بسبب جرافات الجيش. تم وضع مكعبات إسمنتية وأكوام من التراب على حاجز عناب؛ لإعاقة السفر منذ بداية الحرب. ما زالت الضفة هادئة نسبياً، لكن الجيش الإسرائيلي ينشط فيها أكثر من العادة، ويزرع الدمار والقتل في ظل الحرب على غزة.
يضاف إلى الوضع الاقتصادي الصعب الدائم، إغلاق جلبته الحرب ويمنع عشرات آلاف العمال من الذهاب للعمل في إسرائيل، ومن خاطروا في السابق بالتسلل (الماكثين غير الشرعيين) يخشون الآن من التسلل عبر ثغرات الجدار بسبب الأجواء المهددة والسائدة في إسرائيل. تم ضرب بعض العمال في شوارع المدن. وتوقف أفراد الوسط العربي في إسرائيل عن دخول طولكرم كما في السابق، فهم أيضاً يخافون من الحواجز ومن الجنود والمستوطنين؛ والضفة الغربية تغلي الآن حتى لو بهدوء. والجيش الإسرائيلي لا يهتم فقط بأمن الإسرائيليين، بل ويستغل الحرب للإثقال على السكان في الضفة الغربية والتنكيل بهم.
يقضي السكان معظم وقتهم في مشاهدة ما يجري في غزة. وصدمتهم مما يجري هناك حاضرة هنا أيضاً. نظريات المؤامرة تنتشر في كل مكان، على مشاهد المفاجأة والهزيمة الأولية للجيش الإسرائيلي يوم السبت في 7 أكتوبر. لم يعتقد أحد حدوث هذا. والجميع يدركون أن ما كان لن يتكرر، وأن شيئاً ما حدث في 7 أكتوبر. ولا أحد يعرف تفسير ذلك. الباحث في “بتسيلم”، عبد الكريم السعدي، الذي يعيش في قرية عِتّيل المجاورة، قال إنه في ذلك اليوم استيقظ بعد أن اتصل معه ابنه من رام الله وهو هائج، وقال له إن عليه رؤية التقارير. السعدي، مثل معظم الإسرائيليين، لم يصدق ما شاهدت عيناه: حماس في “سديروت”. بعد ذلك، حدث شيء ما هنا أيضاً. مثلاً، شوارع كثيرة أغلقت أمام حركة الفلسطينيين، واقتصر السفر فيها على اليهود فقط، في البلاد التي ليست بلاد أبرتهايد. مثلاً: على شارع برطعة – جنين، وشارع جت – حوارة، وكذلك في حوارة المحاصرة والمعتقلة حتى قبل اندلاع الحرب.
شهيد وليس مهندساً
رؤوس أبقار معلقة للعرض على أوتاد أمام محلات اللحوم في طولكرم. صورة لأم كلثوم موضوعة على بسطة لبيع السجق باسم “أنت عمري”. الحركة في المدينة ضجة وصخب، رغم كل شيء. قتل في مخيم نور شمس 14 شخصاً في ليلة واحدة، وسنأتي لذلك فيما بعد. في طولكرم وحدها قتل 42 شخصاً منذ بداية الحرب. أكثر من 200 شخص قتلوا في الضفة الغربية. تجمعات شوهدت هذا الأسبوع قرب مستشفى ثابت ثابت في مركز المدينة. خلف المستشفى تعيش عائلة عواد.
رسومات لتلال مغطاة بالثلوج وغابات وبحيرات وسماء زرقاء تزين الجدران، عصافير تغرد في الأقفاص، بيت متواضع خلف المستشفى. هنا يعيش “الشهيد المهندس” مجدي عواد. حسب إعلان العزاء. عواد شهيد، لكنه لم يكن مهندساً ذات يوم. في الحقيقة، درس الهندسة داخل الأردن في صباه، لكن بعد إصابته بمرض نفسي في ذروة تعلمه، اضطر إلى وقف الدراسة، وتم تشخيصه كمريض بانفصام الشخصية. ومنذ ذلك الحين، لم يعمل ولو ليوم واحد في حياته. جلست ابنته الوحيدة اعتدال (36 سنة) مع زوجها محمد بركة (50 سنة) في الصالون الصغير، وتحدثت عن حياة والدها وموته.
منذ مرضه وتشخيصه، انغلق الوالد على نفسه في غرفته في الطابق السفلي، وحافظ على الصمت. لم يكن شخصاً عنيفاً، لكن التواصل معه كان بالحد الأدنى. مع ذلك، تزوج من سميرة (55 سنة الآن) وأصبح أباً لاعتدال. تولت سميرة إعالة العائلة بواسطة أعمال النظافة في الطيبة وقلنسوة والطيرة. كان مجدي جالساً في البيت أو يذهب إلى السوق. كان الناس يعطونه شيئاً يأكله أو يشربه. كان عمره 65 سنة، والمتأمل لصورته في إعلان العزاء يجد في عينيه حزناً ومعاناة.
في 1 تشرين الثاني، استيقظ كالعادة قبل الفجر وقبل الأذان، بعد الساعة الرابعة فجراً بقليل، وخرج من البيت لجولته المعتادة في شارع المقاطعة: حمص وفول من محل، ورغيف من مخبز، بعد ذلك جلس على بوابة المسجد وتناول الفطور. بعد أن أنهى الفطور، نهض من مكانه قرب المسجد، وبدأ السير في الشارع. فيلم فيديو في كاميرا يظهر طريقه الأخيرة: عواد يسير ببطء وتثاقل، وفي لحظة سقط منهاراً على الشارع. ارتطم وجهه بالإسفلت، ضوء أزرق على الشارع في الخلفية.
كانت تقف على زاوية الشارع سيارة عسكرية على بعد 100 متر من عواد. من خلال سيره البطيء والمتثاقل لا يمكن أن يكون هناك شك بأنه رجل عجوز وأن يديه عاريتان، وأنه لا يحمل أي سلاح. رصاصة واحدة أصابت رأسه، اقتحم الجنود المدينة في تلك الليلة لاعتقال أحد نشطاء، هو كساب زقوت. اعتقل زقوت، وتوفي عواد في المكان.
شاهدت من الشرفة
طريق العودة إلى مخيم نور شمس قصيرة. تعيش عائلة محاميد في البيت الواقع على أطراف المخيم، فوق محل تجاري مهجور. ناهدة (54 سنة) وإبراهيم (58 سنة) وأولادهما التسعة. كان إبراهيم صحافياً سابقاً، وكان يصدر مجلة أسبوعية محلية. لهذين الزوجين أقارب كثر في أم الفحم. عند زيارتنا في هذا الأسبوع، كان لديهما زوجان إسرائيليان من قرية جت. منذ كارثتهما يأتيان إلى هنا بين حين وآخر. الزوجة من جت، قالت إنها تخاف المجيء منذ الحرب.
طه (15 سنة)، وهو طالب في الصف العاشر، استيقظ في ليلة 19 تشرين الأول، ومعه كل أبناء العائلة وكل سكان المخيم عند سماع صفارة الإنذار التي يطلقها المقاتلون في المخيم عندما تقترب قوات الجيش الإسرائيلي من المكان. في هذه المرة؛ لقد كانوا مستعربين اقتحموا المخيم متنكرين بسيارة تحمل لوحة فلسطينية.
كان طه يلعب بأوراق الأونو، لعبة على الحاسوب، مع شقيقته الكبيرة شيماء (22 سنة) والمتزوجة من عربي إسرائيلي. قال لها إنه سينزل ليرى ما يحدث على الشارع الرئيسي. بعد دقيقتين، سمعت صوت رصاص في الشارع. شقيقته سارة (18 سنة) جلست على الشرفة وشاهدت كل شيء. لم يلق طه نظره إلى الشارع الرئيسي حتى أصابته رصاصتان في رأسه، واحدة تحت العين والأخرى فوقها، في الجبهة. ثم رصاصة ثالثة أخرى أصابت قدمه.
الساعة 3:35 فجراً. استدعت سارة والدها بالصراخ: “والدي، والدي، طه سقط”. خرج إبراهيم على الفور من البيت، وركض نحو ابنه الذي يحتضر. المسافة بين البيت ومكان سقوط طه بضع عشرات من الأمتار، لم يشاهد إبراهيم الجنود الذين أطلقوا النار على ابنه، لكنه صرخ عليهم بالعبرية وبالعربية بأنه والده، ورفع يديه، لكن هذا لم يساعد. ففي اللحظة التي حاول فيها أن يقلب جسد ابنه ليرى وجهه، أطلق الجنود النار عليه أيضاً. وقد أصيب إصابة بليغة في بطنه، وتم علاجه لمدة أسبوعين في وحدة العلاج المكثف في مستشفى ثابت ثابت. وهو الآن يمشي مستعيناً بعصا وبصعوبة، نحيل وشاحب الوجه بسبب المرض. بقي الأب والابن ملقيين على الشارع مدة ساعة بدون علاج، إلى أن سمح لسيارة إسعاف فلسطينية بنقلهما. سيارة الإسعاف نقلت طه أولاً، الذي تقررت وفاته في المستشفى، بعد ذلك تم نقل الأب على الفور إلى غرفة العمليات.
المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي قال في هذا الأسبوع: “قوات الأمن عملت في التاريخ المشار إليه من أجل إحباط الإرهاب واعتقال مطلوبين في طولكرم ومخيم نور شمس للاجئين. أثناء القتال، أطلق مخربون النار بكثافة وألقوا عدة عبوات ناسفة نحو القوات. وأطلقت قوات الأمن النار على مخربين مسلحين ونحو مصادر إطلاق النار وحتى نحو عبوات لتفجيرها بشكل مبادر إليه”. وجاء أيضاً: “نعرف عن المس بمجدي عواد وطه محاميد ووالده. تفاصيل الأحداث قيد الفحص”.
في الليلة التي قتل فيها طه وأصيب والده، قتل بالإجمال 14 شخصاً من سكان المخيم، 10 منهم بسبب إطلاق صاروخ إسرائيلي. الأربعاء الماضي، قتل ستة أشخاص بسبب إطلاق صاروخ في المخيم الثاني. 10 قتلى خلال شهر ونصف. أصبح هذا أمراً معتاداً.
--------------------------------------------
هآرتس 24/11/2023
بين من سيكون وقف إطلاق النار.. حماس وإسرائيل أم إيران والولايات المتحدة؟
بقلم: تسفي برئيل
مظاهرة العزاء التي نظمها “حزب الله” لموت عباس رعد، ابن عضو برلمان ”حزب الله” محمد رعد، شملت القصف الأكبر حتى الآن الموجه من “حزب الله” نحو إسرائيل، ولكن الحياة يجب أن تستمر. الخميس، التقى رئيس “حزب الله”، حسن نصر الله، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أتى لبنان للمرة الثانية منذ الحرب – لمناقشة تداعيات وقف إطلاق النار على استمرار نشاطات الحزب في الأيام القادمة.
لقد كان حسن نصر الله وإيران في الأسابيع الأخيرة موضوع انتقاد شديد من قبل حماس وتنظيمات فلسطينية أخرى بسبب ما اعتبر “مشاركة أقل من المتوقع” في الحرب. وعملياً، ضعضعت صيغة “وحدة الساحات”، التي اتفقت عليها التنظيمات. جدول القوات والمهمات التي وصفها حسن نصر الله في خطابه، والتي تفصل كل هجمات “حزب الله” ضد إسرائيل، لم تقنع قيادة حماس.
في 6 تشرين الثاني التقى إسماعيل هنية مع القائد الأعلى في إيران للاستيضاح حول التزامها بشكل عام بالمشاركة في الحرب. حسب وكالة “رويترز” أوضح علي خامنئي لهنية بأن “حماس لم تبلغ إيران مسبقاً عن نيتها شن الهجوم، لذلك لن تشارك إيران في الحرب”. وأضاف بأن إيران ستستمر في تأييد حماس “بصورة سياسية ومعنوية، لكن ليس بصورة عسكرية”.
لكن، لم تكن استقلالية قرار حماس وعدم التنسيق مع إيران هو ما أزعج خامنئي؛ فإيران تبنت قراراً سياسياً مبدئياً، وهو ألا تشارك في الحرب بشكل مباشر. مصدر رفيع في إيران، غولام علي حداد عادل، العضو الكبير في مجلس فحص مصالح الأمة والجسم المخول بفحص وتشكيل سياسة إيران وصهر خامنئي، قال: “إن الكيان الصهيوني يريد تحويل الحرب في غزة إلى حرب بين إيران والولايات المتحدة. علينا القول لمن يريدون أن تشارك إيران في الحرب في غزة بأن هذا هو الأمر الذي يطمح إليه الكيان الصهيوني، لأنه إذا ما حدث ذلك، فإسرائيل هي التي سيتم إنقاذها من هذه الحرب”.
عادل لا يعتبر ليبرالياً مؤيداً للغرب، فهو محسوب على الكتلة المحافظة الأصولية، وأقواله تعكس ما تفكر فيه “العائلة”. أيضاً وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي تولى منصبه تحت قيادة روحاني وكان رئيس طاقم المفاوضات حول الاتفاق النووي “الجديد”، قال هذا الأسبوع في مقابلة، إن “دعمنا للمقاومة الفلسطينية لا يشمل المحاربة بجانبها”. هذا ما يتضح، يتجاوز الأحزاب والحركات، رغم سماع أصوات أخرى تطالب بإظهار “تضامن عسكري” مع حماس والنضال الفلسطيني بشكل عام.
سياسة الفصل
لقد مرت عشرة أيام قبل أن ينشر المتحدثون بلسان حماس نفياً جارفاً للتقرير الذي نشر حول محادثة هنية وخامنئي، في حين لم يصدر أي نفي من إيران. من الجدير الانتباه إلى أن خامنئي لم يتطرق إلا لإيران، ولم يتحدث عن مشاركة “حزب الله”؛ لأن إيران منذ بداية الحرب وهي تتبع سياسة علنية تتمثل في الفصل بينها وبين التنظيمات التي هي برعايتها: المليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، أو “حزب الله” نفسه، وبحسبها فإن كل تنظيم في محور المقاومة يتخذ قراراته بنفسه ولا ينسق نشاطاته مع إيران أو يمتثل لأوامرها.
هذه السياسة المريحة لطهران، تمكنها في الحقيقة من الظهور ككيان سياسي يقلق ويريد منع توسيع الحرب في كل المنطقة، لكنها لا تفسر لماذا كان عليها إرسال عبد اللهيان إلى بيروت لتنسيق استمرار مشاركة “حزب الله” في الحرب. أول أمس اقتبست قناة “الجزيرة” مصدراً رفيعاً في “حزب الله” قال: “رغم أن “حزب الله” لم يكن مشاركاً في محادثات وقف إطلاق النار، فإن وقف إطلاق النار في غزة يشمل لبنان أيضاً”.
لا نعرف هذا المصدر الرفيع، وما إذا كان يمثل قراراً تنظيمياً أو توجيهاً إيرانياً، لكن خلافاً لتنظيمات أخرى، فإن الجهات الرفيعة في “حزب الله” لا تنشر بيانات، ولا حتى بيانات مجهولة الهوية، بدون التنسيق مع رئيس الهرم. أقوال هذا المصدر الرفيع غير منفصلة عن أقوال عبد اللهيان، الذي حذر في مقابلة مع قناة “الميادين” في هذا الأسبوع من توسيع ساحة الحرب لتشكل كل المنطقة “إذا لم يستمر وقف إطلاق النار”. هذا ليس تحذيراً جديداً، لكنه يتناول هذه المرة الوضع الملموس الذي يجري فيه وقف إطلاق النار، والذي قد يشكل، حسب رأي إيران، نقطة البداية لعملية دبلوماسية أوسع.
يجب الانتظار ورؤية هل ستؤدي “وحدة الساحات” التي أوجدت شراكة قتالية بين حماس و”حزب الله”، إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”. هذه كما يبدو الرافعة التي تريد إيران استخدامها الآن كي تحقق وقفاً طويل المدى لإطلاق النار لصالح غزة وحماس. وكان هذا أيضاً الهدف من اللقاء بين عبد اللهيان وحسن نصر الله.
بعد زيارته للبنان، سافر عبد اللهيان إلى قطر. وفي مقابلة مع “فايننشال تايمز” في الأسبوع الماضي، اكتشف عبد اللهيان بأن إيران أرسلت إلى الولايات المتحدة خلال الأربعين يوماً من القتال رسائل تفيد بأنها لا تنوي المشاركة في الحرب. يريد عبد اللهيان الآن أن يبحث مع قطر المرحلة القادمة التي يمكن لوقف إطلاق النار فيها أن يدعم وقفاً طويل المدى لإطلاق النار وربما وقف دائم.
تعترف كل من إيران أو الولايات المتحدة بأن اشتعال الجبهة في لبنان وليس القتال في غزة، هو الذي قد يجر المنطقة إلى حرب – حرب تجر إليها إيران والولايات المتحدة بصورة تجعلهما تتصادمان بشكل مباشر. مثل هذه الحرب يمكن أيضاً أن تحطم جزءاً جوهرياً من قدرة “حزب الله” وتلحق بإيران أضراراً استراتيجية كبيرة، وكل ذلك بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس التي لم تعرف عنها إيران، ويبدو أنها لم تقدر تداعياتها.
من ناحية إيران، فإن “حزب الله” ساهم بما لديه، وعليه أن يرجع إلى معادلة الردع التي كانت متبعة قبل الحرب. هذا هو السبب في أن “حزب الله” قد ينضم لوقف إطلاق النار الحالي رغم أنه غير مشارك في الصفقة. وكما يبدو، هو حر في مواصلة القتال ضد إسرائيل.
آلية منسقة
من أجل إطالة وقف إطلاق النار، ستضطر كل من إيران و”حزب الله” وحماس إلى بناء آلية منسقة تجبر إسرائيل على الموافقة على تمديده. وقد يشكل المخطوفون لدى حماس أداة لعب استراتيجية، التي نتائجها مهمة لإيران وشركائها أكثر من السجناء الفلسطينيين أو السكان في غزة. من غير المعروف بدقة كم من المخطوفين الذين على قيد الحياة سيبقون لدى حماس و”الجهاد الإسلامي” بعد الصفقة الحالية. مع ذلك يمكن التقدير بأن حماس سترغب في تنفيذ عدة دفعات أخرى، ربما بحجم أقل، من أجل الحصول على المزيد من الهدن.
لقد أوضحت إسرائيل من قبل بأنها ستكون مستعدة لهدن أخرى من أجل إنقاذ مخطوفين على قيد الحياة، وحماس بحاجة لذلك من أجل الاستعداد لمرحلة القتال القادمة. ولكن قد تجد حماس نفسها عالقة بين مصالحها ومصالح إيران و”حزب الله”. أعلن حسن نصر الله في خطاب له بأنه سيرد على أي هجوم على المدنيين اللبنانيين وعلى أهداف في لبنان، وليس بسبب الهجمات في غزة. وقف إطلاق النار الوشيك إذا ما تحقق وإذا انضم إليه “حزب الله”، ربما يحيد لاحقاً الحاجة إلى مهاجمة إسرائيل.
هكذا تستطيع إيران الحفاظ على استمرار ميزان الردع الذي بين “حزب الله” وإسرائيل بعد أن أرسلت الرسالة المطلوبة لإثبات موثوقية تهديداتها. الأهم هو أن مثل هذه الهدن تعطي المزيد من الوقت لاستخدام الضغوط الدبلوماسية من أجل وقف دائم لإطلاق النار أو العمل على تغيير طبيعة القتال بصورة لا تلزم “حزب الله” بالعودة إلى الحوار العنيف أمام إسرائيل.
إذا كانت هذه هي خطة العمل التي تريد إيران دفعها قدماً، فإنها موجودة في مجتمع مؤيد. إيران بذلك تنضم إلى الموقف العربي الذي اتخذه مؤتمر القمة العربية والإسلامية التي عقدت في الرياض قبل أسبوعين، والتي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى الموقف الهجومي لولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي طلب هذا الأسبوع أن يتم تثبيت وقف فوري لإطلاق النار، ليس لغرض صفقة التبادل فقط. تنفيذ وقف إطلاق نار كهذا هو الآن في بؤرة الجهود الدبلوماسية العربية التي تقودها مصر والسعودية أمام الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، بهدف إقناع الولايات المتحدة أيضاً بالموافقة على قرار ملزم بوقف النار.
روسيا والصين هما الدولتان العظميان الوحيدتان اللتان تؤيدان وقف إطلاق النار غير المتعلق بصفقة التبادل، بل كخطوة سياسية، في حين أن الولايات المتحدة تتمسك باستمرار الحرب ضد حماس. ولكنه موقف سيكون متعلقاً من الآن فصاعداً بالصورة التي ستدير فيها إسرائيل القتال في جنوب غزة، حتى لو كان فيها ما يهدد أمن مصر التي تخشى من هرب جماعي للغزيين إلى أراضيها. في محادثة هاتفية أجراها هذا الأسبوع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعهد الرئيس الأمريكي بايدن، بعدم السماح بطرد المدنيين من القطاع إلى الأراضي المصرية أو طرد سكان من الضفة الغربية إلى الأردن. ولكنه يدرك أيضاً أن أي عملية إسرائيلية على صيغة القتال الذي كان في شمال القطاع، سيضع تعهده هذا أمام امتحان صعب.
ليس هذا التعهد وحده هو الموجود على المحك؛ فالولايات المتحدة أوضحت، سواء بالتصريحات أو الردود المحسوبة على الهجمات التي تعرضت لها في العراق أو سوريا، بأنها ستبذل كل الجهود لمنع حرب إقليمية توجب أن تكون مشاركة فيها بشكل كامل. هنا يتجسد التقاء مصالح بين طهران وواشنطن، وبينها وبين دول المنطقة، لكن تحققه سيلزم بايدن بتأييد وقف طويل لإطلاق النار. وبذلك الصعود إلى مسار تصادم مع إسرائيل.
--------------------------------------------
يديعوت أحرونوت 24/11/2023
“قائمة الإكسات”.. من الضيف إلى هنية: هل ستكتفي إسرائيل؟
بقلم: ناحوم برنياع
علقوا لافتة كبيرة تضم صور كبار رجالات حماس، أولئك الذين يعيشون في غزة والذين استوطنوا دول لجوء. هناك بين 50 و100 صورة جواز سفر، بعضها من صنع مصور السجن في إسرائيل. مرتبون في مجموعات وفقاً لانتمائهم وألقابهم كأنها دفعة مدرسية. تتصدر صورة محمد ضيف ثم يحيى السنوار وخالد مشعل وإسماعيل هنية. عندما يأتي نبأ مؤكد عن تصفية أحد المصورين، يضع جندي في المكتب إشارة “إكس” بقلم أحمر… “قائمة الإكسات”.
اللافتة معلقة أيضاً في غرف أخرى للقيادة. معظم الأشخاص الذين في الصور لا يزالون على قيد الحياة، ولا سيما الكبار. وإذا كان هذا الوصف يذكر بقراءة منشور في مكتب شريف في الغرب القديم، فليست هذه هي النية. تدور في غزة رحى حرب وليس رحلة صيد. تصفية مرشحين “إكس” شرط مرغوب فيه، لكنه ليس كافياً.
حتى الإثنين من هذا الأسبوع، أنزل الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة نحو 27 ألف قنبلة بعضها غالية جداً. وتيرة القصف تلزم الأمريكيين بإطلاق قطار جوي إلى البلاد. ليس لدي السبيل لأقارن هذا المعطى بحروب أخرى، لكن الرقم وحده يجسد شيئاً ما من مدى النار. فالحديث يدور عن شمال غزة وليس عن أرجاء أوكرانيا.
في المرحلة الثانية من العملية البرية كان يفترض بقوات الجيش الإسرائيلي أن تجتاح جيب حماس الضيق في وسط القطاع وجنوبه. وهذا لم يحصل. أحد العوامل المعيقة كان الأنباء عن صفقة المخطوفين. فلا معنى لبدء خطوة هجومية في الجنوب ووقف للنار يقطعه في منتصفه.
تركزت القوات على تطويق وتطهير مناطق في أحياء شمال القطاع: جباليا، والشجاعية، والزيتون، وفي مربع مستشفى الشفاء. وأعمال تطهير أخيرة جرت في بيت لاهيا وبيت حانون. أكثر من فرقتين تعمل في المنطقة الواحدة إلى جانب الأخرى؛ اكتظاظ؛ صعب على التعرف؛ والتخوف من نار قواتنا على قواتنا كبير. العمل بطيء. أنفاق فجرت من الجو أو الأرض.
المقاتلون غطسوا في مياه المجاري التي صعدت إلى الأعلى، مع المطر. وهذا واضح في طبقة الطين التي غطت أحذية القادة الحمراء. تركز اهتمامهم في الطابق ناقص 2 للمستشفى الذي كان قيادة ونقطة اختباء لكبار المسؤولين. بعد السيطرة، جمع الجيش الإسرائيلي المرضى في مبنيين: المبنى القطري والطوارئ. على حد قول الأمم المتحدة، بقي في المستشفى 259 نزيلاً في وضع صعب؛ أما الباقون فقد أخلوا. عتاد طبي استكمالي جيء به من مستشفى “شيبا”. من “شيبا” إلى الشفاء، قال الجيش. يخيل لي أن المرضى كانوا يفضلون مساراً معاكساً.
السيطرة على المستشفى أوقفت مفاوضات تحرير المخطوفين لبضعة أيام. فهل كان الثمن مجدياً؟ القادة في الميدان مقتنعون أن “نعم”.
وصلت الحرب هذا الأسبوع إلى ذروتها: محمولة على إجماع وطني، ومحررة من قيود فرضت على الجيش، ووفيرة بالذخيرة وبالقوى البشرية، ومتصدية لعدو فقد السيطرة على الأرض. وعندما يبدأ وقف النار، ستطل الأسئلة: إلى أين يسير هذا؟ حتى متى؟ ما الذي نفعله هنا؟ كلمة “مراوحة”، رعب القيادة السياسية، رعب الجيش، ستعود إلى الخطاب.
الأربعاء مساء، أعدت قنوات التلفزيون الإسرائيليين إلى احتفال العودة. بعد 15 ساعة، بعد 14 ساعة، بعد 13 ساعة. مأساة وطنية كلعبة تلفزيونية. مصدر سياسي كبير من ديوان رئيس الوزراء قال إن حماس تثير المصاعب. على الرغم من ذلك، قال إن كل شيء تحت السيطرة، قائمة الأسماء أعطيت، والصفقة انطلقت. وقف وزراء الحرب أمام الكاميرات للترحيب بالإنجاز. كانوا حادّي النظر منا، انتبهوا إلى أن نتنياهو وغانتس غيرا قميصيهما السوداوين: الأول عاد إلى الجاكيت، والآخر عاد إلى الأزرق. أما غالانت فاستمر بالأسود، بادرة مخصصة لإطلاق رسالة أننا لم نحتفل بعد، فأنا في الحرب. نتنياهو تباهى بالإنجاز: ضغطنا على حماس وانثنت. حماس مردوعة – مرة أخرى مردوعة.
لكن حماس على حالها، سياسيون يرفعون لها الكرة لضربها. في موعد قريب من منتصف الليل، بعث نتنياهو هنغبي للإعلان عن تأجيل الصفقة حتى الجمعة.
الجرح والإشفاء
سنستقبلهم بصمت، بطأطأة رأس. بسكوت. الأسابيع السبعة التي مرت عليهم في الأسر هي جرح يحتاج إلى شفاء. “جسدياً، أنا هنا”، قالت لي مخطوفة تحررت في الماضي. “نفسياً لا أزال هناك”. قسم كبير منهم فقد في 7 أكتوبر أبويه، وأخوته، وأطفاله، وبيتهم. خلفوا وراءهم مخطوفين آخرين. من الأفضل تعطيل الكاميرات، ومن الأفضل إبقاء الميكروفونات في الخلف. لن يضر أن نذكر بأن معظم المخطوفين لا يزالون في غزة. لن يضر أن نذكر أيضاً أن الحديث يدور عن بني وبنات بشر، وليس آلة دعاية للحكم.
من الأفضل إبعاد السياسيين أيضاً. لا أتوقع أن يقف وزراء وجنرالات أمام المحررين جاثمين على ركبهم طالبين المغفرة. الملك حسين عرف كيف يتصرف هكذا؛ أما عندنا، فهذا ليس مقبولاً، خصوصاً مع جيل السياسيين الحالي.
المجتمع العربي في إسرائيل يشاهد المسرحية بمشاعر مختلطة. سجناء وسجينات سيتحررون. لهم أبناء عائلة ومعارف. نتوقع ضبط النفس منهم أيضاً. كل احتفال في بلدة عربية سيضيف شرخاً آخر لمنظومة العلاقات بين اليهود والعرب. فرحة تحرير السجناء مغمسة بالدم الذي سفك.
نأمل أن يلتزم الطرفان بسلم الأولويات حتى المخطوف الأخير. لكنه لا يشوش الفهم من القاتل ومن الضحية، من الشر ومن الخير. في 7 أكتوبر وقع قصور رهيب. هذا جزء من الثمن.
--------------------------------------------
معاريف 24/11/2023
صفقة قضائية بمحاكمة نتنياهو
بقلم: آنا برسكي
على خلفية صفقة المخطوفين التي تنطوي على توقف في القتال، في الدوائر المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسود تشاؤم في إمكانية العودة الى القتال بعد أيام التوقف.
ورغم التصريحات العلنية القتالية لنتنياهو ومسؤولين كبار آخرين في القيادة السياسية والعسكرية، فإن التقدير في المداولات المغلقة هو أنه في حالة تنفيذ التسوية مع حماس، فإن المنظمة ستبذل جهدا جبارا كي تسوف وتطيل أيام التوقف وفي نهاية الأمر يصبح التوقف المؤقت وقف نار دائما.
حسب التقديرات، ستشرع حماس في حملة دعائية مكثفة بواسطة وسائل الإعلام الأجنبية التي ستدعى الى قطاع غزة في زمن التوقف. في أعقاب هذا، سيزداد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء القتال دراماتيكيا. يحتمل أن تنضم الولايات المتحدة الى مطلب وقف النار لمدى طويل وبدء اتصالات دولية لتحقيق تسوية سياسية تقرر وضعية القطاع.
حسب التقديرات، ففي سيناريو كهذا سينسحب حزب المعسكر الرسمي من الحكومة، ونشطاء الاحتجاج سيبدأون بالمظاهرات التي تدعو نتنياهو الى الاستقالة. في محيط رئيس الوزراء يعتقدون في هذا السيناريو أن الإمكانية التي يقف أمامها هي الإعلان قبل استئناف الاحتجاج عن نيته الاستقالة وترك الحياة السياسية -مع نهاية المسيرة السياسية لتسوية إقليمية.
في مثل هذه الحالة، سيعلن في الليكود عن انتخابات داخلية، فإن المرشح الذي سيفوز سيشكل الحكومة دون الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات للكنيست.
أما إذا قدم موعد الانتخابات للكنيست مع ذلك، فإن شخصيات جديدة مثل رئيس الموساد السابق يوسي كوهن أو سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد اردان سيتمكنون من التنافس فيها أيضا.
في هذا السياق، في الدوائر المقربة من رئيس الوزراء بحثت بالتوازي مرة أخرى إمكانية الوصول الى صفقة قضائية في محاكمته. قبل نحو سنتين كان العائق الأساس الذي أدى في نهاية المطاف الى تفجير المحادثات في هذا الشأن هو موضوع العار، أو كبديل -إبعاد نتنياهو عن الحياة السياسية لفترة خمس حتى سبع سنوات. أما اليوم، إذا ما أعلن نتنياهو عن إنهاء حياته السياسية فإن مسألة العار أو الاعتزال المؤقت تصبح غير ذات صلة.
وتشدد المحافل المطلعة على أنه في هذه المرحلة يدور الحديث عن التفكير بالإمكانية وليس عن قرار لرئيس الوزراء: "مستقبل الصفقة مع حماس ومستقبل القتال في غزة سيؤثران على عملية اتخاذ القرار. نتنياهو سيقرر وفقا للتطورات وللوضع الجماهيري-السياسي الناشئ".
وعن نتنياهو جاء: "التقرير عديم الأساس. رئيس الوزراء نتنياهو عاد وأوضح بأن الحرب لن تتوقف وهو يركز على استكمال كل أهداف الحرب حتى منتهاها: تصفية حماس، إعادة مخطوفينا وخلق واقع لا تعود غزة فيه تهدد دولة إسرائيل".
--------------------------------------------
هستيريا "إسرائيلية" بسبب تصريحات لرئيسي حكومتي إسبانيا وبلجيكا عن غزة
أثارت تصريحات لرئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا، أمام معبر رفح، غضب الاحتلال الإسرائيلي، ودفعه لاستدعاء سفيري الدولتين، من أجل "توبيخهما".
وشدد رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، الجمعة، على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية ووقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأشار إلى أن مدريد قد تتخذ قرارها الخاص بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم يفعل الاتحاد الأوروبي ذلك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده سانشيز مع نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو خلال زيارة لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.
وأضاف سانشيز: "نطالب بإطلاق سراح المزيد من الأسرى، ووقف إطلاق نار دائم".
وتابع: "يجب أن نبدأ اليوم في التنفيذ النهائي لحل الدولتين كما ذكر الرئيس السيسي، فنحن بحاجة لمنظور جاد لتحقيق السلام، ويجب أن يكون هناك حلا شاملا لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي استمر لقرابة القرن والمجتمع الدولي عليه القيام بدور بناء وفعال".
وقال إننا اقترحنا عقد مؤتمر دولي في أقرب وقت بمشاركة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وأتمنى العرب والغرب يجتمعون لوضع حد لهذه الدائرة اللامتناهية من الصراع مهم بالنسبة لنا".
بدوره، قال رئيس وزراء بلجيكا إن "وقف إطلاق النار المؤقت في غزة أمر مستحسن لكن وقف إطلاق النار الدائم هو الهدف النهائي".
وأضاف دي كرو، في كلمته مع نظيره الإسباني، إلى أن الكثير من المجتمعات قد تم تدميرها برمتها، مشيرا إلى أنه على حماس إطلاق سراح المحتجزين الذين ليس لديهم ذنب، وبعضهم تم إطلاق سراحهم اليوم، وتابع: نقول لحماس من فضلكم أطلقوا سراح المدنيين إلى بيوتهم.
وأوضح أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن لابد من التوقف عن قتل المدنيين، مضيفا: نعلم أن الكثير قد لقوا حتفهم وأن دمار غزة شيئا لا يقبله أحد، والطريقة التي تتم بها هذه العملية لا يقبلها أحد.
وأثارت هذه التصريحات غضب الاحتلال، وأدان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كلام رئيسي الحكومتين الأوروبيتين، وقال إنه كان عليهما إدانة حماس بدلا من إسرائيل.
بدوره قال وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين: "ندين الادعاءات الكاذبة لرئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا بشأن دعم الإرهاب".
وأثارت التصريحات غضب أوساط إسرائيلية، وعلق المراسل العسكري، إيتاي بلومنتال على التصريحات بالقول:
"اختار رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا الآن عقد مؤتمر صحفي عند معبر رفح، وهي اللحظة التي من المفترض أن تمر عبر المعبر فيها 13 امرأة وطفلا تم اختطافهم بوحشية من منازلهم إلى غزة قبل شهر وأسبوعين.
--------------------------------------------
طوفان الأقصى... الموقف اليوم الجمعة: 24/11/2023 الساعة: 08:00
عبدالله أمين
خبير عسكري وأمني
أولاً: الموقف:
وفي ختام اليوم ال- 48 للحرب؛ وبعد أن أفضت المفاوضات السياسية بوساطة قطرية، إلى موافقة العدو (الأمريصهيوني) على هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام، تبدأ في يوم: 24/11/2023 س: 07:00؛ يسابق العدو الوقت لتحقيق إنجازات ميدانية تمنح قواته المتموضعة في مسرح عمليات قطاع غزة مستواً مقبولاً من الأمن أثناء فترة الهدنة، و تُحسّن من موقفه القتالي المستقبلي، في حال لم يتم تمديد الهدنة، واستئناف العمليات القتالية لاحقاً.
حيث بقي الموقف الميداني في صفحاته المختلفة على النحوي الآتي:
ففي صفحة العدو القتالية؛ بقي العدو مستمراً في عملياته داخل مدينة غزة، محاولاً فصل أحيائها الداخلية عن بعضها البعض، كما لم تسلم باقي مدن ومخيمات القطاع من عمليات القصف البري والجوي والبحري المعادي، هذا وقد كانت السمة العامة لأعمال العدو القتالية في مسرح عمليات قطاع غزة على النحوي الآتي:
1. قتال على القشرة الخارجية للأحياء الداخلية - الصفطاوي، الكرامة، الشيخ رضوان، الزيتون، جباليا، بيت لاهيا، محيط مشفى الشفاء، محيط المستشفى الإندونيسي - لمدينة غزة.
2. استمرار العدو في عمليات الأمن الجاري الساخن في كافة المناطق التي يعمل فيها شمال مدينة غزة.
3. أما في باقي مسرح العمليات؛ فقد بقي العدو مثبّتاً مناطق جنوب وادي غزة، بمختلف صنوف النار، والمناورات السطحية، بحيث لم يحتك حتى تاريخ كتابة هذا الموقف بعمق الجهاز الدفاعي للمقاومة في تلك المناطق.
كما بقي العدو يمارس ضغطه بالنار والمناورة، على الحاضنة الشعبية للمقاومة في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة، مستهدفاً ما تبقى من المشافي ومراكز النزوح، خاصة في أحياء شمال مدينة غزة، حيث أفيد عن اقتحام العدو المشفى الإندونيسي فجر هذا اليوم، كما بدأ بتخصيص مزيداً من النار لمدينة خان يونس وضواحيها، حيث يعتقد العدو أن قيادة المقاومة متواجدة فيها.
وفي سياق متصل؛ بقي العدو يرد مختلف صنوف النار على مواقع وقواعد اطلاق النار التابعة للمقاومة الإسلامية " حزب الله " في جنوب لبنان.
أما في صفحة المقاومة؛ فقد اشتبكت المقاومة الفلسطينية مع العدو في بيت حانون، وجباليا / الفاخورة الشيخ زايد، وفي جحر الديك، ومشروع بيت لاهيا بالقرب من بنك فلسطين. كما قصفت قواته على محور تقدم " نتساريم " وفي " نير عوز " على غلاف غزة، و " صوفا " و " المغراقة "، و " نير عام ".
كما ذكر الناطق باسم كتائب " عز الدين القسام " في بيان متلفز بالأمس أن تشكيلات المقاومة قامت بسلسلة من العمليات في ال- 72 ساعة الماضية كان من أبرزها: كمين لقوة معادة في منطقة التوام، مهاجمة قوة من 8 جنود للعدو شرق مستشفى الرنتيسي في منطقة الشيخ رضوان، كما فجرت عبوة من نوع "رعد " في قوة معادية من 6 جنود في بيت حانون، وعبوة أخرى في عين نفق في منطقة "تلة قليبو" شمال جباليا، كانت مجموعة هندسة معادية تَهُم بتفجيره، كما أعطبت برجاً لدبابة في حي الزيتون. وفي سياق متصل أطلقت المقاومة رشقات من نار المدفعية والصواريخ على العمق الفلسطيني المحتل.
هذا وقد ذكر الناطق باسم الكتائب أن حصيلة ما دمرته تشكيلات المقاومة للعدو من آليات قتالية وهندسية منذ بدء عمليته البرية في ي: 27/10/2023 بلغ ما يقارب من 335 آلية؛ منها 33 آلية في 72 ساعة التي سبقت خطابه. كما أشار الناطق الرسمي باسم كتائب " عز الدين القسام " في خطابه أن ما وافق عليه العدو من شروط للهدنة؛ هو ما كان معروضاً عليه قبل بدء المناورة البرية. وفي السياق؛ فقد بلغ عدد شهداء شعبنا حتى كتابة هذا الموقف ما يقارب ال- 14500 شهيداً، و 35000 جريحاً و7000 من المفقودين.
أما في الجبهات الخارجية / لبنان، سوريا، العراق، اليمن:
بقيت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " مشتبكة مع العدو على كامل خط الجبهة بمختلف صنوف النار، وتكتيكات العمل، حيث استخدمت بالأمس صواريخ بركان، والأسلحة الموجهة في استهداف قواعد وثكنات العدو في كل من: متات، الراهب، تل شعر، المنارة، المالكية، روسيات العلم، راميا، جل العلّام، المرج، زرعيت، شلومي. كما قصفت المقاومة العراقية قواعد العدو في عين الأسد في الأنبار، والحرير في أربيل، وحقل كونكو النفطي في سوريا.
وفي الضفة الغربية؛ ما زال العدو يقوم بعمليات الاقتحام اليومية، وبنفس طرق العمل والتكتيكات الميدانية، لمدن وقرى الضفة الغربية في عمليات أمن جاري ساخن، يُحيّد فيه مقاومين، ويدمر بناً تحتية وخدمية، ويُثّبتُ قدرات للمقاومة، يمكن أن تساعد في اشغاله، وتشتيت جهوده، وتجميد جزء من قدراته، أو تعيق تحركه السلسل باتجاه جبهات قتاله في الشمال أو الجنوب. هذا وقد اقتحمت قوات العدو كلاً من المناطق التالية: رمانة / جنين، نابلس، المزرعة الغربية وترقوميا / الخليل.
وعلى صلة فقد بلغ عدد شهداء الضفة الغربية منذ بدء معركة " طوفان الأقصى " حتى كتابة هذا الموقف ما يقارب 227 شهيداً.
وفي الدعم الشعبي للمقاومة؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل:
1. مظاهرات ومسيرات.
2. اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات.
3. ندوات وخطب ولقاءات.
وفي الجهود السياسية؛ أفضت المفاوضات القطرية مع العدو (الأمريصهوني) إلى التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، يتم فيها تبادل الأسرى، وإدخال المعونات الإنسانية ومشتقات الطاقة إلى مدن ومخيمات قطاع غزة، يبدأ سريانها في ي: 24/11/2023 س: 0700، حيث دخلت حيز التنفيذ أثناء كاتبة هذا الموقف.
ثانيا: التحليل والتقدير:
أفضت المفاوضات السياسية بين العدو (الأمريصهيوني) وبين المقاومة بوسطة قطرية إلى الوصول إلى هدنة مؤقتة، الأمر الذي سيمنح كافة الأطراف المشاركة في هذه الحرب، إن في داخل فلسطين المحتلة أو خارجها، سيمنحهم فرصة لتقييم ما تم تحقيقه على مدار الأيام الماضية، كما أنها - الهدنة - ستساعد في التخفيف عن أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، عبر توفير أجواء أكثر أمناً لتفقد ممتلكاتهم، وتأمين بعضاً من حاجاتهم ومتطلباتهم، أما في الشق العسكري؛ فإن هذه الهدنة سوف تمنح المقاومين فرصة لإعادة تنظيم تشكيلاتهم، وحصر خسائرهم، وترميم ما يمكن من قدراتهم البشرية والمادية، والتحضر والتحضير لاستئناف القتال حال عدم تمديد هذه الهدنة.
أما في صفحة العدو؛ فإنه سيستغل هذه الهدنة بالإضافة إلى إعادة تنظيم قواته؛ في عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات بمختلف وسائط الجمع العسكري والأمني، بحثاً عن رؤوس خيوط يمكن أن تُستثمر ويستفاد منها للتتبع المقاومين، والتعرف على مقارهم، وخطوط حركتهم، ليستفيد مما جمع وسجل من معلومات، حال تجدد عمليات القتال؛ إذا لم يتم تمديد هذه الهدنة.
وعليه وأمام هذه المعطيات، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي:
1. التزام كل الأطراف - داخل فلسطين وخارجها - المشتركة في هذه الحرب بمقتضيات هذه الهدنة، التي بدأ سريانها في يوم الجمعة: 24/11/2023 الساعة: 07:00.
2. سوف يُحسن العدو من إجراءات تأمين قواته المنتشرة في مختلف بقع العمليات في كامل مسرحي عمليات غزة، تخوفاً من أي إجراء من قبل المقاومة، قد يهددها أثناء فترة الهدنة، الأمر الذي يتطلب مزيداً من الحيطة والحذر من قبل المقاومين في حال تقرر التقرب من هذه المقار بقصد الاستطلاع، وجمع المعلومات، أو التحضير لمزيد من العمليات.
3. سوف يستغل العدو أي زعم بخرق الهدنة لتحييد أي أهداف ظهرت، أو ستظهر أمامه في منطقة مسرح عمليات قطاع غزة، خاصة منطقة عمليات شمال الوادي.
4. سوف يستغل العدو هذه الهدنة في جمع المعلومات والمعطيات عن المقاومة، وأصولها البشرية والمادية، ليستثمر ما جمعه بعد انتهاء الهدنة، الأمر الذي يتطلب:
- أخذ الحيطة والحذر أثناء التحرك في مناطق الاشتباكات في كامل مسرح العمليات.
- التنبه إلى حركة عملاء ومصادر العدو البشرية التي ستنشط في جمع المعلومات، وتحديد الأهداف.
- الحذر من عمليات الاستطلاع الجوي المعادي، والذي يمكن أن يتم دون الحاجة إلى دخول منطقة العمليات التي تشملها الهدنة.
------------------انتهت النشرة------------------
أضف تعليق