أين حركة “فتح” من حرب غزة؟ وما سبب موقف السلطة الفلسطينية “الضعيف”؟ ولماذا شكرت أمريكا الرئيس عباس؟.. غضب عارم بالضفة وخلافات وتهديدات داخل “فتح”
نادر الصفدي:
يبدو أن موقف السلطة الفلسطينية الذي وصفه الجميع بأنه “ضعيف” تجاه هول وفجاعة الأحداث الدامية داخل قطاع غزة، والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 31 يومًا ولم ترحم بشرًا ولا شجرًا ولا حجرًا، بدأت تُغضب قيادات وعناصر داخل حركة “فتح” في الضفة الغربية المحتلة.
ورغم أن المسيرات الغاضبة التي خرجت بمدن الضفة للتنديد بالجرائم الإسرائيلية التي تُرتكب أمام أعين العالم أجمع في قطاع غزة، ليست على المستوى المطلوب، إلا أن الغريب كان في الأمر هو غياب العنصر الفتحاوي القوي على المستوى الشعبي وحتى القيادي، الأمر الذي جعل العديد يتساءل.. أين حركة “فتح”؟
وسائل إعلام بدأت تتناقل عن وجود بعض “التململ والخلافات” داخل الحركة بسبب موقفها وموقف السلطة الذي وصف بـ”ضعيف” تجاه حرب غزة، في ظل ترجيحات عن تعرض السلطة والحركة معًا لضغوطات داخلية وخارجية تجبرهم على “محدودية” التعامل مع أحداث قطاع غزة.
وعلى المستوى السياسي لم تخرج دائرة التصريحات الرسمية عن الدائرة المسموح بها، من تنديد وتهديد وتحذير ومناشدة العالم بالتحرك لإنقاذ غزة، في ظل مساعي أمريكي وإسرائيلي لدحرجة كرة اللهب ومحاولة فتح ملف إعادة سيطرة السلطة على القطاع بعد “القضاء على حكم حماس”.
وفي بيان صحفي مفاجئ وغريب، أمهل أفراد يتمون للأجهزة الأمنية الفلسطينية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، 24 ساعة لإعلان المواجهة الشاملة مع الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، بفعل استمرار مجازر الاحتلال في غزة.
جاء هذا في بيان يحمل رقم (1) نشر على وسائل التواصل الاجتماعي ويحمل توقيع “أبناء الأجهزة الامنية- أبناء الفتح”، مشيرا إلى إنه إذا لم يعلن “الأخ أبو مازن” موقفا واضحا يتبنى فيه المواجهة الشاملة مع الاحتلال، وإذا لم يتبرأ من تصريحات “المجرم بلينكن” (وزير الخارجية الأمريكي)، “فلا طاعة لأحد، ولا تعليمات تنفذ، ولا ولاء لأي جهاز”.
وأضاف البيان أن عشرات من أفراد الأجهزة الأمنية سيعلنون غدا تمردهم على الأجهزة الأمنية، وسيكشفون عن أسمائهم، إن لم يصدر قرار واضح من عباس بشأن المواجهة الشاملة مع الاحتلال.
وفي إطار الغضب المتصاعد على مواقف السلطة الفلسطينية، انتقد القيادي في حركة “حماس” سامي أبو زهري، موقف الرئيس عباس من العدوان الإسرائيلي البربري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقال أبو زهري في تغريده عبر تطبيق (أكس) “بلينكن (أنتوني وزير الخارجية الأمريكي) شكر عباس (رئيس السلطة الفلسطينية) للمساعدة على حفظ الهدوء في الضفة”.
وأضاف أبو زهري “فعلا عباس يستحق هذا الشكر والتقدير الأمريكي”.
والتقى عباس خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في مدينة رام الله أمس، وخلال زيارة الوزير الأمريكي، نظمت فصائل ونقابات وفعاليات شعبية مسيرة في مدينة رام الله احتجاجا على مواقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، ورفع المشاركون شعارات مكتوبة منددة بالموقف الأمريكي ورفضا لزيارة بلينكن.
كما أبدى موسى أبومرزوق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” اندهاشه من الموقف “المخزي لإخواننا في السلطة الفلسطينية” في رام الله، وقال “كنا ننتظر الكثير من إخواننا في الضفة لكننا مندهشون من الموقف المخزي لإخواننا في السلطة” مضيفا أن “هناك أصواتا جيدة بين مسؤولي السلطة، لكن بقية الأصوات تدّعي كثيرا”.
وذكر أن هناك الكثير من “الأجانب” أبلغوه بأن أعضاء في السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية يطالبون الغرب سرا بالقضاء على حماس.
كما يأتي انتقاد حركة “حماس” للسلطة الفلسطينية بسبب تنصل رئيسها عباس من الحركة وهجومها الذي شنته على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
أضف تعليق