05 تشرين الثاني 2024 الساعة 15:24

فهد سليمان: مدعون لتنظيم نضالنا في أوروبا لإعلاء روايتنا التاريخية وكسب أوسع تأييد لحقوق شعبنا الوطنية المشروعة

2023-09-26 عدد القراءات : 395

دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
ألقى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين 
فهد سليمان، في كلمة أمام المؤتمر الثالث لمنظمات الجبهة الديمقراطية في أوروبا، عرض فيها الأوضاع الفلسطينية، في ظل حكومة الفاشية الإسرائيلية، وتعطيل القيادة السياسية للسلطة قرارات الخلاص من أوسلو، وإنهاء العمل بمرحلته الانتقالية، لصالح استراتيجية كفاحية جديدة وبديلة، تعزز من دور المقاومة الشعبية الشاملة، التي أعادت القضية الوطنية إلى مسارها النضالي السليم، بديلاً لسياسات الرهانات الهابطة والفاشلة والعاجزة.
وأكد سليمان على أهمية مواصلة النضال من أجل إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، ومؤسساته، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتعزيز موقعها التمثيلي والسياسي، لتكون مؤسسة جامعة للكل الفلسطيني، على أسس ديمقراطية بالانتخابات الحرة والشفافة، بنظام التمثيل النسبي الكامل، حيث أمكن، وبالتوافق الوطني حيث يتعذر ذلك.
كما سلط نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية الضوء على أداء اللجنة التنفيذية، وضرورة أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية، التي أوكلها إليها المجلس المركزي في دورته الأخيرة، والخروج من دائرة المراوحة، لتنتقل من كونها مجرد هيئة للتشاور إلى قيادة فاعلة لشعبنا في نضاله الوطني التحرري.
وخطأ فهد سليمان التقديرات القائلة بانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وقال: إن واشنطن لا تتخلى عن مصالحها في منطقتنا، لكنها أعادت انتشار قواتها في سياسة تتجنب من خلالها التورط المباشر، وتعتمد بالمقابل على الجيوش المحلية لحماية مصالحها المختلفة، من الطاقة إلى المعابر المائية وطرق تدفق ما تسميه الولايات المتحدة التجارة الحرة، التي تبقى في المصالح الأميركية هي صاحبة اليد العليا.
وقال سليمان: إن «الولايات المتحدة تعتمد سياسة تهدف إلى إعادة هندسة المنطقة، و«استكمال هيكلها»، حسب التعبير الأميركي من خلال دمج إسرائيل في النظام الإقليمي، عبر ثلاثة مسارات: قصيرة كتفاهمات «العقبة – شرم الشيخ»، الهادفة إلى محاصرة المقاومة الشعبية الشاملة لشعبنا في الضفة الفلسطينية، و«فرض الهدوء» لصالح حل سياسي يؤدي إلى شطب الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني، والمسار المتوسط لـ«منتدى النقب»، بهدف تعزيز وتمكين الأسس لـ«تحالف أبراهام». والمسار طويل المدى من خلال إنجاز المشروع الاستراتيجي في إنجاح مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن، لتطبيع العلاقات بين العربية السعودية وإسرائيل، بما يؤدي إلى بناء نظام شرق أوسطي آخر، في أسسه ومعادلاته، وتأثيراته السلبية والضارة على قضيتنا الوطنية، وحقوق شعبنا المشروعة في تقرير المصير، والاستقلال والدولة، وعودة اللاجئين».
وأضاف: أن المشروع الأميركي في المنطقة، يتهدد مصالح شعبنا وحقوقه الوطنية، الأمر الذي يوجب علينا أن نصون أولاً الوحدة الميدانية لشعبنا، وأن نعززها، وأن نستحضر كل أشكال النضال في مواجهة الاحتلال والاستيطان، عبر قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية الشاملة، ترسم مهامها في تأطير المقاومة وتطويرها، وتوفير عناصر صمودها وثباتها، وممارسة الضغط بالأساليب الديمقراطية على القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية، للتخلي عن استراتيجية الرهان على الوعود الأميركية، لصالح الرهان على شعبنا ومقاومته، باعتباره صاحب الدور الأبرز في رسم التطورات وصياغتها، ومقاومة الاحتلال، فالمعركة الوطنية تحسم في الميدان.
وشدد سليمان على أهمية الدور الذي يتوجب على منظمات الجبهة الديمقراطية، وعموم مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية في أوروبا، أن تؤديه في صفوف جالياتنا، بما هي طرف رئيس في المعركة ضد المشروع الصهيوني والأميركي، داعياً إلى إعلاء الرواية التاريخية الفلسطينية واستقطاب أوسع تأييد لشعبنا ونضاله، ومواجهة الرواية الزائفة للمشروع الصهيوني، وادعاءاته، بما في ذلك توسيع عملية الاستقطاب المنظم لحملة المقاطعة الدولية، وسحب الاستثمارات من إسرائيل، ومكافحة التمييز العنصري، والتصدي بأوسع الحملات، بأشكالها المختلفة، لمخاطر الضم، وأهدافه، وتداعياته الخطيرة على مصير شعبنا.
وعن واقع الجاليات الفلسطينية في أوروبا، دعا سليمان إلى تنشيط برنامج العمل السياسي والاجتماعي، مستفيدين من توفر الشروط الديمقراطية للعمل الجماهيري في ظل أنظمة تحترم الديمقراطية وقوانينها، ودعا إلى الاندماج الإيجابي في المجتمعات المحلية، والتفاعل مع كل الأحزاب الأوروبية، اليسارية منها، واليمينية، ملاحظاً أن الأحزاب اليسارية ليست كلها تؤيد القضية الفلسطينية، وأن الأحزاب اليمينية لا تعادي كلها القضية الفلسطينية، وبالتالي علينا أن نضع المعايير التي تمكننا من التفاعل الإيجابي مع كامل المكونات السياسية في المنظمات الأوروبية، وأكد على ضرورة تطوير عمل التحالف الفلسطيني – الأوروبي لمناصرة الأسرى، ليصبح تحالفاً عالمياً يتجاوز حدود القارة الأوروبية، نحو آفاق أوسع.

أضف تعليق