05 كانون الأول 2024 الساعة 04:12

تشاهد الكابوس ذاته مرة تلو الأخرى؟ إليك الأسباب للمشكلة وطرق التخلص منها

2023-07-26 عدد القراءات : 600
غزة(الاتجاه الديمقراطي)

هل تشاهد الكابوس ذاته ليلة تلو الأخرى؟ وفقاً لعلم النفس قد يكون تكرار كوابيس معينة مرتبطاً بأمراض أو اضطرابات تحتاج إلى العلاج، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الكابوس. إليكم الأسباب المحتملة لتكرار الكوابيس وطرق التخلص من هذه الحالة المزعجة..

ما أسباب تكرار الكوابيس؟
عندما نفكر في الكوابيس، غالباً ما نربط هذه الأحلام السيئة بالأطفال الذين يخشون الوحوش تحت السرير أو المخلوقات الخيالية المختبئة في الظلام. لكن غالباً ما يعاني البالغون من الكوابيس أيضاً، وأحياناً تكون هذه الكوابيس متكررة. يُعرَ ف الكابوس المتكرر بأنه حلم غير سار يتكرر مراراً وتكراراً عبر فترة طويلة من الزمن.
 
ربما تحلم بالتعرض للاعتداء مرة في الأسبوع. أو ربما يتضمن كابوسك وقوع أحد أفراد أسرتك في حادث، ويتكرر هذا الحلم في كل مرة تغفو فيها. مهما كان نوع الكابوس المتكرر الذي قد يكون لديك، فإن الاستيقاظ مذعوراً هو شعور مروع. ويمكن أن تشعر بالخوف أكثر من النوم عندما تعلم أنه من المحتمل أن يكون لديك كابوس آخر. لحسن الحظ، قد يكون فهم كوابيسك المتكررة هو الخطوة الأولى في معالجتها.

الأسباب المحتملة
لطالما أثارت الأحلام اهتمام العلماء، مع ذلك لا يزال هذا العالم غامضاً إلى حد كبير بالنسبة لنا. ولا يُعرف الكثير عن الكوابيس كذلك، وبينما يعتقد بعض الباحثين أن الكوابيس قد تنجم عن اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، يعتقد البعض الآخر أنها تنبع من مشاكل عميقة الجذور أو تجارب مؤلمة. ومع ذلك، يعتقد البعض أن الكوابيس هي مجرد علامة على الخيال الحي. فلماذا يكون لدى شخص ما كابوس متكرر؟ هناك بعض الأسباب المحتملة.

الاحتياجات النفسية غير الملباة

يعتقد بعض الباحثين أن الكوابيس المتكررة تنبع من الاحتياجات النفسية غير الملباة، مثل الاستقلالية والكفاءة أو الحصول على علاقات عاطفية أو اجتماعية جيدة. يمكن أن تؤدي هذه الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها إلى تكرار الكوابيس المتعلقة بها، وفي بعض الحالات تكرار الكوابيس يعتبر جهداً من دماغنا في معالجة هذه القضايا التي لم نستطِع أن نجد لها حلاً وقت اليقظة.

الأدوية والمخدرات

قد تتداخل الأدوية والمخدرات والكحول مع المواد الكيميائية في الدماغ وتزيد من احتمالية حدوث الكوابيس. لقد وجدت الدراسات أن المهدئات وحاصرات بيتا والأمفيتامينات من المرجح أن تسبب الكوابيس بشكل خاص. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي انسحاب المواد المخدرة من الجسم أيضاً إلى تكرار الكوابيس.

اضطراب ما بعد الصدمة

تعد الكوابيس من أكثر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة شيوعاً. وغالباً ما نجد أنفسنا في الكابوس نمر بتجربة نفس الصدمة التي تعرضنا لها في الحياة الواقعية (على الرغم من أن الكوابيس قد تبدو أيضاً غير مرتبطة بصدمة معينة في الحياة الواقعية).

اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب في الصحة العقلية يتميز باضطرابات تتعلق بصورة المريض عن ذاته، وصعوبة إدارة المشاعر والسلوك ونمط من العلاقات غير المستقرة. فإن حوالي 49% من الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية يتعرضون لتجربة الكوابيس المتكررة.

اضطراب الكابوس

قد يكون بعض الأفراد الذين يعانون من كوابيس متكررة مصابين بـ"اضطراب الكوابيس". واضطراب الكابوس هو حالة صحية عقلية تتميز بما يلي:
- الحلقات المتكررة من الكوابيس التي يتم تذكرها جيداً والتي عادةً ما تتضمن أحلاماً عن تجارب تكون فيها حياة الحالم معرضة للخطر.
- يقظة سريعة عند الاستيقاظ من الكابوس.
- ضائقة كبيرة أو ضعف في المجالات الاجتماعية أو المهنية.


كوابيس متكررة شائعة
في حين أن الكوابيس يمكن أن تدور حول أي شيء، فقد وجد الباحثون أن هناك بعض الموضوعات الشائعة للكوابيس. فحصت دراسة أجريت عام 2018 الكوابيس الشائعة لدى الأطفال. واكتشف الباحثون أن كوابيس الأطفال غالباً ما تتضمن مطاردة أو اعتداء جسدياً أو وفاة أو إصابة أحد أفراد الأسرة بالأذى.
وجدت دراسة نشرت عام 2014 في SLEEP أن كوابيس البالغين غالباً ما تكون متشابهة. بعد تحليل أكثر من 10000 حلم، وجد الباحثون أن معظم الكوابيس تتضمن عدواناً جسدياً من نوع ما. كانت المشكلات الصحية والوفيات والتهديدات شائعة أيضاً. لاحظ الباحثون أن الخوف ليس دائماً جزءاً من الكوابيس. غالباً ما كان الحزن والارتباك والشعور بالذنب والاشمئزاز موجوداً.

يمكن أن تحدث الكوابيس المتكررة عليك
قد يظن الشخص الذي لم يسبق له أن أصيب بكوابيس متكررة، "إنه مجرد حلم سيئ. وماذا في ذلك؟" لكن أي شخص يعاني من كوابيس متكررة يدرك أن تأثيرها السلبي خطير على الصحة العاطفية والجسدية والمهنية والاجتماعية. قد تسبب الكوابيس المتكررة الإرهاق خلال النهار بسبب الاستيقاظ مراراً في الليل وشعور الخوف أو الإزعاج الذي يرافق تلك الكوابيس، ويؤثر هذا الأرق اليومي سلباً على أدائك في العمل وكذلك على علاقاتك الاجتماعية.
قد تجد صعوبة أكبر في إدارة عواطفك أو حتى شهيتك عندما تكون محروماً من النوم أيضاً. هذه ليست سوى بعض الصعوبات التي قد تواجهها نتيجة لكوابيس متكررة. إليك ما يقوله البحث عن الكوابيس المتكررة والخسائر التي يمكن أن تحدثها:
- إيذاء النفس والانتحار: وجدت دراسة أجريت عام 2014 صلة بين تكرار الكوابيس والانتحار لدى قدامى المحاربين. كذلك وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الكوابيس المتكررة مرتبطة بإيذاء النفس غير الانتحاري بين طلاب الجامعات.
- الحرمان من النوم: ما يميز الكوابيس عن الأحلام السيئة هو أن الكوابيس تسبب استيقاظك في منتصف الليل مع صعوبة في العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ، مما قد يؤدي إلى الحرمان من النوم. وقد تم ربط الحرمان من النوم بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية الجسدية والعواقب العاطفية، بدءاً من زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب إلى السمنة.
- مزاج سيئ: ارتبطت الكوابيس أيضاً بالاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج الأخرى.

علاج الكوابيس المتكررة
إذا كنت تعاني من كوابيس متكررة، فتحدث إلى طبيب مختص لتحديد سبب المشكلة. قد يرغب الطبيب في إجراء فحص جسدي كامل لاستبعاد أي أسباب طبية محتملة للكوابيس. قد يوصي الطبيب أيضاً بالإحالة إلى معالج يمكنه المساعدة في تحسين نومك، ومعالجة أي مشاكل صحية نفسية أساسية.
يعتمد علاج الكوابيس المتكررة على السبب. في بعض الأحيان، يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تقلل من هذه الكوابيس. في أوقات أخرى، قد يكون من الضروري إجراء تغييرات في الأدوية. قد يكون الطبيب قادراً على وصف دواء لتقليل الكوابيس أو تغيير الدواء الذي يساهم في حدوثها.
يمكن أن يكون العلاج مفيداً أيضاً. غالباً ما يستخدم المعالجون العلاج بالتعرض لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، وهذا يمكن أن يقلل من تكرار الكوابيس. قد يستخدم المعالجون أيضاً العلاج بالتعرض للتعامل مع الكوابيس بشكل مباشر. قد يتضمن هذا الحديث عن الكوابيس وإيجاد طرق صحية للتعامل مع الضيق الذي تسببه. قد تكون الأنواع المختلفة من العلاج النفسي فعالة في الحد من تكرار الكوابيس أيضاً، حتى عندما يكون سبب الكوابيس غير معروف.


أضف تعليق