05 كانون الأول 2024 الساعة 04:31

نقص الغذاء قتل ثلث سكان فنلندا.. في هذا العام

2023-07-22 عدد القراءات : 283
غزة(الاتجاه الديمقراطي)
 
أواخر القرن السابع عشر، عاشت إمبراطورية السويد مع النرويج، على وقع واحدة من أسوأ المجاعات من حيث عدد الوفيات بتاريخ القارة الأوروبية. وقد أثرت هذه المجاعة بشكل كبير على مناطق السويد وإستونيا ولاتفيا وفنلندا التي كانت حينها جزءاً من إمبراطورية السويد. وفي نفس الفترة، عانت إسكتلندا من ويلات مجاعة مشابهة عرفت بالسبع سنوات العجاف التي استوحي اسمها من اسم سنوات الجفاف والمجاعة التي حلت بمصر بقصة النبي يوسف. وبإسكتلندا، أودت هذه المجاعة حينها بحياة ما بين 5 و15% من سكان البلاد.

أسوأ كارثة ديموغرافية بتاريخ فنلندا

ما بين 1695 و1697، عصفت المجاعة بإمبراطورية السويد، أثناء فترة حكم كل من تشارلز الحادي عشر (Charles XI) وابنه تشارلز الثاني عشر (Charles XII) الذي استلم الحكم من بعده عام 1697. وفي تلك الفترة، ألقت هذه المجاعة بظلالها على جميع المناطق القابعة تحت سلطة السويد حينها. في فنلندا، لقب المؤخرون الفنلنديون سنوات المجاعة بسنوات الضحايا. فخلال عام 1695، عرفت فنلندا بشكل غير طبيعي صيفاً شديد البرودة، ما أثر على نمو المحاصيل التي نمت بشكل بطيء جداً. من جهة ثانية، ساهمت موجات البرد التي عصفت بالبلاد بداية من أغسطس 1695 في تخريب المحاصيل القليلة التي نمت واضعة بذلك المنطقة أمام أزمة غذائية غير مسبوقة.

فيما عرفت فنلندا، بحلول يناير وفبراير 1696، طقساً دافئاً وغير طبيعي. وبسبب ذلك، اتجه الفلاحون لزراعة حقولهم بشكل مبكر أملاً في تجاوز الأزمة الغذائية. وبحلول مارس من العام نفسه، شهدت فنلندا موجة برد قارس وتساقطاً كثيفاً للثلوج سرعان ما أفسد المحاصيل. ومع حلول الربيع، أدى ذوبان الثلج لظهور فيضانات أتت على ما تبقى من المحاصيل وعكرت الوضعية الغذائية للفنلنديين. ما بين عامي 1696 و1697، عج ت الشوارع الفنلندية بالمتسولين الباحثين عن الطعام. فضلاً عن ذلك، لجأ كثير من الفنلنديين لأكل جثث الموتى لسد رمقهم والنجاة من الموت. من جهة ثانية، صنفت المجاعة ما بين 1695 و1697 كأسوأ كارثة ديموغرافية بتاريخ البلاد حيث خسرت فنلندا حينها حوالي ثلث سكانها جراءها وقد قدر عدد القتلى حينها بما بين 200 و500 ألف ضحية.

مجاعة بأوروبا
في السويد، لم يكن الوضع أفضل حيث وصف شتاء العام 1695 بالأسوأ منذ 1658. وبسبب ذلك، فسدت المحاصيل وعجزت البلاد عن توفير الغذاء لسكانها. وحسب مصادر تلك الفترة، انتشرت جثث الموتى بالشوارع واضطرت السلطات لنقلها على جناح السرعة نحو المقابر الجماعية خوفاً من انتشار الأمراض. وبإستونيا، عرفت المنطقة مشاكل غذائية منذ العام 1694. وقد استمرت هذه الأزمة الغذائية تزامناً مع خراب المحاصيل بسبب العوامل المناخية ما بين 1695 و1696. وقد أسفرت المجاعة بتلك الفترة عن وفاة نحو 75 ألفاً من الإستونيين وهو ما يقدر بخمس سكان المنطقة بتلك الفترة. إلى ذلك، جاءت هذه المجاعة حينها ضمن ما وصف بالعصر الجليدي الصغير حيث شهدت أوروبا طيلة تسعينيات القرن السابع عشر تقلبات مناخية جعلت من فصلي الربيع والصيف باردين. وقد ألقت هذه التقلبات المناخية بظلالها على مناطق عديدة من أوروبا. فعلى غرار السويد وإنجلترا وإسكتلندا، عرفت فرنسا بدورها مجاعة أودت بحياة مئات الآلاف.


أضف تعليق