22 تشرين الثاني 2024 الساعة 15:47

فهد سليمان: بمقاومتنا الباسلة فرضنا على العدو الإسرائيلي معادلة جديدة للصراع ولقواعد الاشتباك

2023-07-08 عدد القراءات : 611
■قرارات «القيادة السياسية» في 3/7 دون مستوى قرارات المجلسين الوطني والمركزي، والمطلوب الالتزام الصارم بقرارات المجلسين، وعدم القفز عن أي منها.
■ إذ نتعاطى بمنتهى الجدية مع الدعوة للحوار الوطني، نؤكد على أهمية أن تكون مخرجاتها بمستوى ما تتعرض له قضيتنا الوطنية من مخاطر، مع الالتزام بتطبيقها وعدم تكرار التجارب السابقة التي أدارت الظهر للقرارات المتخذة.

دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
■ قال فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن «معركة «بأس جنين» البطولية، وغيرها من المعارك المشرفة لمقاومتنا في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، باتت تملي علينا واجب استخلاص العبر والدروس الغنية، وأهمها في اللحظة الراهنة، أننا بمقاومتنا الشاملة، نجحنا في فرض معادلة جديدة، للصراع والاشتباك، والتصدي للاحتلال والمستوطنين، بات على حكومة الغوغاء في إسرائيل أن تأخذ هذه المعادلة بعين الاعتبار».
وأضاف فهد سليمان: «وإذا ما وضعنا جانباً الدعوة إلى الحوار الوطني، فإن ما اتخذته «القيادة السياسية» في رام الله في 3/7 من قرارات، لم يرتقِ إلى مستوى اللحظة الراهنة، ومتطلبات المرحلة النضالية التي نخوضها، ومقاومتنا الباسلة، ومن الواجب الارتقاء بها إلى سوية قرارات سبق أن اتخذت وتم تعطيلها».
■ وكان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يتحدث أمام حشد واسع من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك، في إحياء العيد الـ 46 لتأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) وافتتاح المقر النشاطي والقيادي لمنظمة «مجد»، وكشافتها في المخيم. وبعد أن أشاد مطولاً ببطولات المقاومة الشعبية والمسلحة، في أنحاء الضفة والقطاع، وبشكل خاص معركة «بأس جنين»، قال فهد سليمان:
إن أهم دروس المعركة تؤكد: 1) أن مخيمات اللاجئين في الضفة هي بوابات المدن، وبالتالي لا يمكن للاحتلال أن يهاجم المدن ويعتدي عليها دون المرور والصدام مع المخيمات، ما يعني أن مجتمعات اللاجئين في الضفة، ستبقى في قلب المعركة، وأن ما جرى في جنين ونابلس وسلفيت وطولكرم، وغيرها من المدن، سوف يتكرر، لأننا أمام معركة مفتوحة مع العدو، ستبقى فيها المخيمات هي خط المواجهة الأول مع الاحتلال. 2) إن ما جرى في جنين، أكد التحام المقاومة مع الحركة الشعبية، وبالتالي بتنا أمام جسم مقاوم واحد، وأمام بيئة مقاومة، تشمل كل أبناء شعبنا ومدنه وقراه وبلداته ومخيماته، وأن هذه البيئة نقلت قضيتنا إلى مرحلة جديدة، نؤكد فيها مرة أخرى، سقوط كل الخيارات البديلة لخيار المقاومة الشاملة. 3) إننا بمقاومتنا، والتحام شعبنا مع المقاومة، ونضوج بيئة المقاومة، نكون قد فرضنا معادلة جديدة، في الصراع والاشتباك والصدام مع الاحتلال الإسرائيلي، بات على حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو أن تنصاع لأحكامها مهما طال الزمن أو قصر.
■ وعن هذه المعادلة، قال فهد سليمان: لقد باتت حكومة نتنياهو مضطرة للقيام بعمليات الاجتياح المتجددة لأرض الضفة، لتقضي على المقاومة، وتفتح الطريق لخطة «الضم» وبرنامجها، وهذا يملي على حكومة العدو، أن تخوض المعارك الضارية مع شعبنا في كل مكان، ما يضعها أمام خيارات صعبة، سترغمه على دفع ثمن احتلاله غالياً، وثمن تسلطه على الأرض؛ وهكذا تكون مقاومتنا للاحتلال، قد أدخلت العدو رغماً عنه في مرحلة جديدة، سيدفع خلالها غالياً وغالياً جداً، كلفة احتلاله لأرضنا، واستيطانه لترابها المقدس، من حياة جنوده ومستوطنيه، واقتصاده وأمنه، وسمعته السياسية والأخلاقية في العالم.
■ وتوقف نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية أمام السياسة التي تعتمدها «القيادة السياسية» للسلطة الفلسطينية في إدارة الشأن العام للقضية الوطنية في ظل التصعيد الإسرائيلي ، وبشكل خاص توقف أمام قرارات «القيادة السياسية» في 3/7، التي خاطبت بجزء وافر منها مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، الخ ... ما يحيل القرار إلى هذه المؤسسات، وتعفي «القيادة السياسية» نفسها من إتخاذ القرارات التي تتحمل المسئولية المباشرة عن تنفيذها. وأضاف: أنها قرارات لا ترقى إلى مستوى قرارات المجلسين الوطني والمركزي، لأنها أسقطت تماماً تلك القرارات التي تضع هذه القيادة أمام مسئولياتها المباشرة في التنفيذ، أي تلك القرارات التي تشكل قطيعة واضحة مع إملاءات أوسلو؛ ومنها – على سبيل المثال – قرارات المجلسين بإنهاء المرحلة الإنتقالية – أي أوسلو - والإلتزامات التي ترتبت عليها (أي إملاءاتها)، وبسحب الاعتراف بدولة الاحتلال، إلى حين إعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، بعاصمتها القدس، وإلغاء قرار ضم القدس، ووقف الاستيطان.
■ وقال فهد سليمان: أما الدعوة إلى الحوار الوطني فهي ليست جديدة، هي الأخرى، فقد سبق أن دعي إلى حوارات عدة فيما مضى، ومنها حوار العام 2021 التي تقرر فيها إعادة المؤسسات الفلسطينية بالانتخابات، ثم انقلبت عليها «القيادة السياسية» للسلطة الفلسطينية بقرار منفرد، بإلغاء الدعوة للانتخابات، ما يعني أننا نريد حوارات جادة وجدية، وعلى أعلى المستويات، وبجدول أعمال يستجيب للهموم الوطنية، حوارات تنتهي إلى قرارات، تبقى جديتها رهناً بتنفيذها، ما يعني أننا نريد حواراً وطنياً، معيار نجاحه، تنفيذ قراراته، ولا يكرر تجارب الفشل التي عشناها والتي أسهمت في إحباط مشاعر شعبنا بديلاً عن تعبئتها.
وقال فهد سليمان: هذا هو الحد الأدنى الواجب أن نتوصل إليه في الحوار الوطني وهذا ما يجب أن نعمل على تنفيذه، وتنفيذ باقي القرارات التي سبق وأن اتخذناها، ودون ذلك تفقد القرارات الـ18، التي اتخذتها «القيادة السياسية» في 3/7، أهميتها باستثناء الدعوة إلى الحوار الوطني.
■ ودعا فهد سليمان إلى تطوير خطة المواجهة الاستراتيجية للاحتلال والعدوان، بما يرتقي إلى القدرة على مواجهة مشاريع «الضم» وخطواتها، فدعا كما نصّت على ذلك قرارات المجلسين الوطني والمركزي، إلى الإعلان عن بسط السيادة الوطنية الكاملة على أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، حتى حدود 4 حزيران (يونيو) 67، لبناء معادلة جديدة مع الاحتلال تتجاوز المعادلات السابقة على المستوى الميداني، بتعزيز المقاومة، وعلى المستوى السياسي والدبلوماسي.
كذلك دعا إلى مدّ الولاية القانونية للقضاء الفلسطيني، على كامل أراضي الدولة الفلسطينية، لتعزيز الحق الفلسطيني في أرضه، وتعزيزاً للغطاء السياسي لكل أشكال المقاومة في الضفة وفي القطاع.
■ وكان فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قد استهل كلمته بتوجيه التحية إلى مخيم اليرموك وسكانه الذين بدأوا يرجعون إليه، وإعادة بناء مجتمعه النضالي، وصون موقعه باعتباره مخيم الثورة والشهداء، منه انطلقت الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة، كما أشاد بالدور المهم الذي تؤديه فئات الشباب، في بناء المجتمع وتعبئته، وفي تعزيز الروح النضالية، والانخراط في كل أشكال النضال.
وكان قد تحدث في الاحتفال كل من باسل أبو الهيجا، عضو قيادة منظمة الشبيبة في «الصاعقة»، وحسن نور الدين أمين منظمة «مجد»، في اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) ■


أضف تعليق