أبو مدللة: الدعم السياسي لوكالة الغوث مطلوب من العالم لكنه ليس كافيا لحمايتها
غزة (الاتجاه الديمقراطي)
تحدث المختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين وأستاذ الإقتصاد في جامعة الأزهر أ.د سمير أبو مدللة، حول الأوضاع السياسية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين من بعد النكبة 1948، حتى النكسة 1967، ومدى تراجعها وصمود اللاجئ الفلسطيني بالإضافة إلى الخيارات المطروحة لإيواء اللاجئين الفلسطينين.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم جباليا بعنوان: «اللاجئ الفلسطيني ما بين النكبة والنكسة»، احياء لذكرى النكسة الـ(56).
وقال أبو مدللة: إن «نكبة شعبنا الفلسطيني التي وقعت عام 1948م، وعملت على احتلال أرض فلسطين وتهجير سكانها الأصليين تتجدد مع كل عملية قتل وتدمير يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الأعزل»، مشيرًا إلى مرور 56 عامًا على النكسة، التي قامت إسرائيل خلالها باحتلال مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية، والتي لا تزال تداعياتها مستمرة.
وأضاف: تعد قضية اللاجئين من القضايا البارزة التي لم تجد طريقها إلى الحل بعد، بسبب تعنت الحكومات الإسرائيلية العنصرية، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، ورفضها الاعتراف بحق اللاجئين في العودة وفقاً للقرار 194.
كما أشار إلى القرارات الأممية والدولية التي تهدف إلى تقديم برامج الإغاثة المباشرة وبرامج التشغيل للاجئين الفلسطينيين للتخفيف من أحوال المجاعة والبؤس ودعم السلام والاستقرار، والتي أحلت بالشعب الفلسطيني بعد النكبة عام 48.
وشدد أبو مدللة، أن الدعم السياسي لوكالة الغوث يبقى أمرا مطلوبا من قبل العالم، لكنه ليس كافيا لحماية الاونروا، ما لم يترافق مع دعم مالي يخرجها من دائرة الابتزاز الذي تتعرض له على يد بعض الدول التي تستجيب لحملات التحريض ضد برامج واستراتيجيات ومناهج ومنشآت وموظفي وكالة الغوث لتحقيق اهداف سياسية باتت واضحة بكل تفاصيلها.
ودعا المرجعيات الوطنية الفلسطينية إلى رفع سقف موقفها تجاه ما تتعرض له الوكالة من ضغوط، واشعار الدول المانحة، خاصة تلك التي أبلغت الاونروا انها ستخفض مساهماتها، ان المس بموازنة الوكالة يعني المس بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بشكل عام واللاجئين بشكل خاص، الذين سيدافعون عن حقهم بالتعليم والصحة والاغاثة الاجتماعية، وسيدافعون ايضا عن حقوقهم التي تعتبر واحدة وموحدة.
وطالب أبو مدللة بضرورة التحرك لتذكير العالم بالتزاماته تجاه قضية لا زالت دون حل، وهذا أمر لن يتم في ظل حالة الضعف والانقسام الفلسطيني.
وتابع: ان كانت الدول المانحة تتحمل المسؤولية الأساس في معالجة المشكلة المالية، إلا ان وكالة الغوث تبقى معنية بالفتح على مصادر تمويل جديدة في اطار الاستراتيجية العامة بتوسيع قاعدة المانحين وطلب المساعدة الجزئية من موازنة الأمم المتحدة وحث دول مانحة على تمويل مستدام وغير ذلك من معالجات محددة في العديد من استراتيجيات الاونروا، وهذه مسألة يجب ان تحتل الاولوية في اجتماع اللجنة الاستشارية للاونروا الذي سيعقد في بيروت خلال الاسابيع الثلاثة القادمة.
وأوضح أبو مدللة، أن الشعارات التي ترفعها الولايات المتحدة حول دعم المساعدات الإنسانية والتنمية البشرية والحماية للاجئين الفلسطينيين تتناقض مع حجم الضغوط الهائلة وعمليات التحريض التي تقوم بها جنبا إلى جنب مع العدو الإسرائيلي الذي لا يخفي أهدافه بالتخلص من وكالة الغوث، مشيرًا أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية مهتمة في تطوير أوضاع اللاجئين فينبغي ترك الحرية لدول العالم من أجل دعم موازنة الوكالة لتتمكن من وضع برامجها واستراتيجياتها بحرية وانسجاما مع الاحتياجات الفعلية للاجئين في كافة تجمعاتهم، لا مع إرادة هذه الدولة أو تلك.
أضف تعليق