السياسة تطغى على الانتخابات الطلابية في إحدى كبرى الجامعات الفلسطينية
رام الله (أ ف ب)
طغت السياسة على الانتخابات الطلابية في جامعة بيرزيت إحدى كبرى الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء، فيما عزا متخصصون ذلك إلى غياب الأفق السياسي على الساحة الفلسطينية وعدم تنظيم انتخابات عامة.
وتخوض الانتخابات كتل تمثل حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وكانت كتلة حركة حماس فازت في انتخابات مماثلة جرت قبل أسبوعين في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس في الضفة الغربية بفارق مقعدين عن كتلة فتح.
تحرص إدارة جامعة بيرزيت على إجراء هذه الانتخابات سنويًا. وتتيح تنظيم مناظرة انتخابية بين الكتل المختلفة في منطقة مفتوحة وسط الجامعة تحت عنوان «مساحة حرة، فكر حر».
عكست المناظرة التي جرت الثلاثاء حدة الخلافات السياسية في المجتمع الفلسطيني.
وقد وقف خلالها آلاف الطلاب يهتفون للفصيل السياسي الذي تنتمي اليه الكتلة التي سيصوتون لها، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
يقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عماد غياظة الذي نشر كتباً عن الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية: إن «سبب طغيان السياسة على الحياة الطالبية النقابية هو غياب الأفق السياسي وعدم وجود انتخابات سياسية عامة في المجتمع الفلسطيني».
ويضيف لوكالة فرانس برس «غياب العملية السياسية العامة يُسقط نفسه على المستوى الفرعي كالنقابات ومجالس الطلبة».
كذلك رأى المحلل السياسي جهاد حرب في تصريح لوكالة فرانس برس أن «كل هذا تعبير عن غياب العملية الانتخابية في المجتمع خارج الجامعة. فهم يعبرون (الطلاب) عن انفسهم»، لكنه اعتبر أن هذه الانتخابات رغم تسييسها من قبل الفصائل «لا تعكس حجم هذه الفصائل في المجتمع الفلسطيني بشكل عام».
جرت آخر انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في العام 2006، في حين ألغى الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرار إجراء انتخابات كان من المفترض أن تنظم في العام 2021 بسبب عدم القدرة على تنظيمها في مدينة القدس على ما أكد.
خلال المناظرة عكف ممثل كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس على طرح أسماء فلسطينيين قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي أو اعتقلوا في السجون الاسرائيلية.
وذكر الطالب ممثل الكتلة الاسلامية معتصم زلوم «القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان الذي توفي عقب اضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلية قبل مدة، وكذلك القيادي في حركة فتح ناصر أبو حميد الذي توفي في السجون الاسرائيلية نتيجة مرضه».
وأشار كذلك الى القيادي في حركة فتح المعتقل في السجون الاسرائيلية مروان البرغوثي، والى قائد كتائب القسام في قطاع غزة محمد ضيف، معتبرا أن كتلته «امتداد لكل هؤلاء».
ووجه ممثل الكتلة الإسلامية انتقادات لاذعة الى حركة فتح الممثلة بقائمة «الشهيد ياسر عرفات»، خصوصًا فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع الجانب الاسرائيلي، ورفع صورًا لقيادة السلطة الفلسطينية وهي تلتقي مع الجانب الاسرائيلي في مؤتمرين بالعقبة وشرم الشيخ.
وذكر حالة اعتقال أحد طلاب حركة حماس مصعب شتية المعتقل لدى السلطة الفلسطينية والمتهم بتمويل أنشطة عسكرية ضد أهداف إسرائيلية.
قادت الولايات المتحدة اجتماعين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين في مدينة العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية بهدف تخفيف حدة التوتر، وسط انتقادات فلسطينية داخلية.
وقال «سيكون هناك لقاء قريب في العقبة بترتيب أميركي بين السلطة واسرائيل، فهل ستشاركون أم ستشاركون من الباب الدوار».
من جهته هاجم ممثل «كتلة الشهيد ياسر عرفات» كتلة حماس الطلابية وسأل «لماذا تتغنون بقائدنا مروان البرغوثي ولا تتغنون بقادتكم، أم أن ذلك لأن جميع قادتكم غادروا غزة واقاموا في قطر؟».
وأشار ممثل الكتلة الطالب عدنان بدرية الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي غادر قطاع غزة منذ سنوات وبات مقيما في قطر.
وحمل ممثل فتح على حركة حماس بشأن الحرب الأخيرة في غزة، معتبراً أنها لم تشارك في هذه الحرب إنما حركة الجهاد الإسلامي فعلت ذلك بمفردها.
وكانت اسرائيل أعلنت أن حركة حماس لم تشارك في الحرب الأخيرة على غزة، في وقت أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها كانت تعمل من خلال غرفة مشتركة بين مختلف الفصائل، من دون إشارة مباشرة الى مشاركة حماس.
وقال« خبأتم اسلحتكم كي تصدأ"» معتبرًا أن حركة حماس امتنعت عن المشاركة لقاء حسابات مالية آتية من قطر.
وقال عماد غياظة «الدعاية الانتخابية هي دعاية حزبية وليس لها علاقة بالوضع النقابي، خاصة أن هذا الجيل الشاب لم يخض تجربة سياسية فعلية في الحياة العامة».
ولا يقتصر الانقسام على المشاركين في المناظرة بل يمتد إلى صفوف الطلبة أنفسهم.
وتقول الطالبة سالي قدري في كلية الاعلام «أنا اؤيد التركيز على الوضع السياسي بين الطلبة لأن الوضع السياسي هو الذي يحكم الوضع العام».
وتضيف «غياب الانتخابات في المجلس التشريعي ساهم في رفع اهتمامنا في الانتخابات الجامعية».
غير أن رينا الخطيب التي تتخصص بالعلوم السياسية، ترفض هيمنة الوضع السياسي على انتخابات الطلاب.
وتقول «لا يهمني في حياتي الأكاديمية الحديث بهذه الطريقة عن الوضع السياسي، وما يهمني هو مجلس طالبي نقابي يدافع عن حقوقنا داخل الجامعة، وليس حربًا كلامية بين الكتل الطلابية المسيسة».■
طغت السياسة على الانتخابات الطلابية في جامعة بيرزيت إحدى كبرى الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء، فيما عزا متخصصون ذلك إلى غياب الأفق السياسي على الساحة الفلسطينية وعدم تنظيم انتخابات عامة.
وتخوض الانتخابات كتل تمثل حركة فتح بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وكانت كتلة حركة حماس فازت في انتخابات مماثلة جرت قبل أسبوعين في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس في الضفة الغربية بفارق مقعدين عن كتلة فتح.
تحرص إدارة جامعة بيرزيت على إجراء هذه الانتخابات سنويًا. وتتيح تنظيم مناظرة انتخابية بين الكتل المختلفة في منطقة مفتوحة وسط الجامعة تحت عنوان «مساحة حرة، فكر حر».
عكست المناظرة التي جرت الثلاثاء حدة الخلافات السياسية في المجتمع الفلسطيني.
وقد وقف خلالها آلاف الطلاب يهتفون للفصيل السياسي الذي تنتمي اليه الكتلة التي سيصوتون لها، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
يقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت عماد غياظة الذي نشر كتباً عن الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية: إن «سبب طغيان السياسة على الحياة الطالبية النقابية هو غياب الأفق السياسي وعدم وجود انتخابات سياسية عامة في المجتمع الفلسطيني».
ويضيف لوكالة فرانس برس «غياب العملية السياسية العامة يُسقط نفسه على المستوى الفرعي كالنقابات ومجالس الطلبة».
كذلك رأى المحلل السياسي جهاد حرب في تصريح لوكالة فرانس برس أن «كل هذا تعبير عن غياب العملية الانتخابية في المجتمع خارج الجامعة. فهم يعبرون (الطلاب) عن انفسهم»، لكنه اعتبر أن هذه الانتخابات رغم تسييسها من قبل الفصائل «لا تعكس حجم هذه الفصائل في المجتمع الفلسطيني بشكل عام».
جرت آخر انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني في العام 2006، في حين ألغى الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرار إجراء انتخابات كان من المفترض أن تنظم في العام 2021 بسبب عدم القدرة على تنظيمها في مدينة القدس على ما أكد.
خلال المناظرة عكف ممثل كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس على طرح أسماء فلسطينيين قتلوا برصاص الجيش الاسرائيلي أو اعتقلوا في السجون الاسرائيلية.
وذكر الطالب ممثل الكتلة الاسلامية معتصم زلوم «القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان الذي توفي عقب اضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلية قبل مدة، وكذلك القيادي في حركة فتح ناصر أبو حميد الذي توفي في السجون الاسرائيلية نتيجة مرضه».
وأشار كذلك الى القيادي في حركة فتح المعتقل في السجون الاسرائيلية مروان البرغوثي، والى قائد كتائب القسام في قطاع غزة محمد ضيف، معتبرا أن كتلته «امتداد لكل هؤلاء».
ووجه ممثل الكتلة الإسلامية انتقادات لاذعة الى حركة فتح الممثلة بقائمة «الشهيد ياسر عرفات»، خصوصًا فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع الجانب الاسرائيلي، ورفع صورًا لقيادة السلطة الفلسطينية وهي تلتقي مع الجانب الاسرائيلي في مؤتمرين بالعقبة وشرم الشيخ.
وذكر حالة اعتقال أحد طلاب حركة حماس مصعب شتية المعتقل لدى السلطة الفلسطينية والمتهم بتمويل أنشطة عسكرية ضد أهداف إسرائيلية.
قادت الولايات المتحدة اجتماعين بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين في مدينة العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية بهدف تخفيف حدة التوتر، وسط انتقادات فلسطينية داخلية.
وقال «سيكون هناك لقاء قريب في العقبة بترتيب أميركي بين السلطة واسرائيل، فهل ستشاركون أم ستشاركون من الباب الدوار».
من جهته هاجم ممثل «كتلة الشهيد ياسر عرفات» كتلة حماس الطلابية وسأل «لماذا تتغنون بقائدنا مروان البرغوثي ولا تتغنون بقادتكم، أم أن ذلك لأن جميع قادتكم غادروا غزة واقاموا في قطر؟».
وأشار ممثل الكتلة الطالب عدنان بدرية الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي غادر قطاع غزة منذ سنوات وبات مقيما في قطر.
وحمل ممثل فتح على حركة حماس بشأن الحرب الأخيرة في غزة، معتبراً أنها لم تشارك في هذه الحرب إنما حركة الجهاد الإسلامي فعلت ذلك بمفردها.
وكانت اسرائيل أعلنت أن حركة حماس لم تشارك في الحرب الأخيرة على غزة، في وقت أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها كانت تعمل من خلال غرفة مشتركة بين مختلف الفصائل، من دون إشارة مباشرة الى مشاركة حماس.
وقال« خبأتم اسلحتكم كي تصدأ"» معتبرًا أن حركة حماس امتنعت عن المشاركة لقاء حسابات مالية آتية من قطر.
وقال عماد غياظة «الدعاية الانتخابية هي دعاية حزبية وليس لها علاقة بالوضع النقابي، خاصة أن هذا الجيل الشاب لم يخض تجربة سياسية فعلية في الحياة العامة».
ولا يقتصر الانقسام على المشاركين في المناظرة بل يمتد إلى صفوف الطلبة أنفسهم.
وتقول الطالبة سالي قدري في كلية الاعلام «أنا اؤيد التركيز على الوضع السياسي بين الطلبة لأن الوضع السياسي هو الذي يحكم الوضع العام».
وتضيف «غياب الانتخابات في المجلس التشريعي ساهم في رفع اهتمامنا في الانتخابات الجامعية».
غير أن رينا الخطيب التي تتخصص بالعلوم السياسية، ترفض هيمنة الوضع السياسي على انتخابات الطلاب.
وتقول «لا يهمني في حياتي الأكاديمية الحديث بهذه الطريقة عن الوضع السياسي، وما يهمني هو مجلس طالبي نقابي يدافع عن حقوقنا داخل الجامعة، وليس حربًا كلامية بين الكتل الطلابية المسيسة».■
أضف تعليق