ممنوع من الحياد .. انحراف سياسي ...
كان من الطبيعي أن تبادر نقابة الصحفيين الفلسطينيين بدعوة منظوريها إلى مقاطعة كافة فعاليات الاتحاد الأوروبي في فلسطين، رفضاً منها لتصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون ديرلاين في الذكرى الخامسة والسبعين لاغتصاب الأرض وتشريد أصحابها... النقابة الفلسطينية قررت أيضا مقاطعة الفعاليات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بما في ذلك يوم أوروبا، ودعت الصحفيين إلى عدم المشاركة فيها. وأشارت النقابة إلى أنها أبلغت شركائها في منظمة اليونسكو رسمياً بهذا الموقف.
ولو أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين تهاونت أو تجاهلت هذه التصريحات أو تعاطت معها وكأنها لم تكن لفقدت كل مصداقية لها.. وقبل العودة إلى تصريحات المسؤولة الأوروبية التي تأتي عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من ماي فان الحقيقة أن فيما تضمنته من إشادة بما تقوم به سلطة الاحتلال ليس نتيجة زلة لسان أو تأويل في غير محله أو إخراج من السياق وهي العبارات التي غالبا ما يلجا إليها السياسيون للتنصل من تصريحاتهم إذا تجاوزوا الخطوط الحمر بما يعني بكل بساطة دعم وتأييد المؤسسات الأوروبية لما يقترفه الاحتلال من سطو ونهب وتهويد وتشريد ...
المسؤولة الأوروبية وفي انحراف سياسي مفضوح لم تكتف بتهنئة الاحتلال في ذكرى تأسيسه على أرض فلسطين وعلى حساب أصحابها وأجيالها المشردة ولكنها تعمدت الإشادة بطريقة مستفزة وخطيرة بالدولة "دولة الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط.."، متجاهلة بذلك ماضي وحاضر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وكم الجرائم المقترفة على مدى عقود من الترهيب والترويع والتزوير للرواية الفلسطينية وللذاكرة الفلسطينية ...
ما يدعو للتوقف في بيان النقابة الفلسطينية وصفها تصريحات المسؤولة الأوروبية بالعنصرية والعدائية إزاء أصحاب الأرض وهو ما يعيد إلى الأذهان سياسة المكيالين لأوروبا وللغرب عموما في التعاطي مع الشعب الفلسطيني وحقه المصادر في الحرية وتقرير المصير وهي مواقف تعكس نفاقا سياسيا متطرفا في التعاطي مع قضايا الشعوب العربية دون غيرها ...
الذي يتزامن هذا العام مع ذكرى مرور عام على استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، والزميلة غفران وراسنة، برصاص الفاشية النابض بالحقد، هو يوم للتأكيد على ضرورة محاسبة قتلة الصحفيين ومعاقبتهم، لا تشجيعهم على الحقد والقتل وارتكاب مزيد من الجرائم، وتوفير الغطاء لها...
طبعا ليس من المتوقع أن تعتذر المسؤولة الأوروبية عن تصريحاتها أو تتنصل منها وقد تم نشر الفيديو الذي تتحدث فيه أورسولا جيرترود فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة احتفال إسرائيل بمرور 75 عاما على تأسيسها على أرض فلسطين، ونشر على موقع مكتب الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة وبيانات إدانة واستنكار من قبل مختلف الدوائر السياسية الرسمية والشعبية في فلسطين الوطنية،..والحقيقة أن ما حدث يؤكد وأن أوروبا لم تتخلص بعد من عقدة الذنب وأنها غير قادرة على كسر طوق الابتزاز الإسرائيلي الذي تخضع له منذ أكثر من نصف قرن بسبب المحرقة اليهودية ومسؤولية أوروبا عن الهولوكوست.. هناك مشكلة حقيقة ليس من السهل التعاطي معها أو فهمها فعندما تقول مسؤولة الاتحاد الأوروبي "أن الشعب اليهودي أخيرًا تمكن من بناء بيته في أرض الميعاد. ونحن نحتفل اليوم بـ75 عامًا من الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط، وأن الإسرائيليين جعلوا الصحراء تزهر بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة كما رأيت بنفسي خلال زيارتي للنقب العام الماضي..."، فان في ذلك ما يؤكد أن أعين الأوروبيين لا ترى الا ما تراه سلطة الاحتلال وهي بالتالي لا تعترف ولا تقبل بان إسرائيل تحتل الأرض وتقتلع الزرع وتقتل النساء والأطفال تهدم البيوت وتشرد الأهالي.. واعتبارها ان الكيان الإسرائيلي يبقى الديموقراطية الوحيدة في المنطقة تزييف للحقائق وإنكار للممارسات العنصرية والإجرامية لهذا الكيان الذي يجد في هذه التصريحات ما يوفر له الحصانة المطلقة والحماية من الملاحقة والمحاسبة.. موقف المسؤولة الأوروبية التي لها طموحاتها السياسية بعد انتهاء ولايتها الراهنة نهاية 2024 يفترض من الجميع التعاطي مع هذا الخطاب السياسي الأوروبي الغارق في الانحياز بكثير من الوعي والصراحة لطرح الأسئلة التي يجب طرحها لفهم أسباب تراجع موقع القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية وفي المنابر الإعلامية التي يفترض أن تكون الرافد الأساسي للمعركة الميدانية والسياسية والقضائية.. ما أحوجنا اليوم إلى طرح الأسئلة الحارقة والبحث عن الأسباب التي نسعى إلى تجاهلها وإسقاطها من اهتماماتنا لأننا لا نتحلى بما يكفي من الصدق مع أنفسنا لوضع الإصبع على الداء وتحديد أسباب السقوط والانهيار والتقاعس الذي يجعل أوروبا وغير أوروبا تستخف بحق شعب في الحياة وتتراجع عن دعمه بل وتنكر ما يتعرض له من إجرام وإرهاب يومي تتناقله مختلف المنابر الإعلامية.. لا خلاف أن جزءا من الجواب معلوم. وهو مرتبط بحال الفلسطينيين وحال العرب الذين دخلوا مرحلة التحنيط وتحولوا إلى مجرد مومياء قابلة للعرض في المتاحف الوطنية التي تشهد على أمجاد الماضي وفظاعة وخراب الحاضر ..
والأكيد أن جزءا من هذا الوضع مرتبط بحال العقول التي دأبت على مناقشة صغائر الأمور وتركت الأهم على حد تعبير روزفلت بقوله "إن العقول العظيمة تناقش الأفكار العظيمة، أما العقول الصغيرة فتركيزها على سفاسف الأمور دون الاهتمام بالأفكار وتطويرها...
ولو أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين تهاونت أو تجاهلت هذه التصريحات أو تعاطت معها وكأنها لم تكن لفقدت كل مصداقية لها.. وقبل العودة إلى تصريحات المسؤولة الأوروبية التي تأتي عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من ماي فان الحقيقة أن فيما تضمنته من إشادة بما تقوم به سلطة الاحتلال ليس نتيجة زلة لسان أو تأويل في غير محله أو إخراج من السياق وهي العبارات التي غالبا ما يلجا إليها السياسيون للتنصل من تصريحاتهم إذا تجاوزوا الخطوط الحمر بما يعني بكل بساطة دعم وتأييد المؤسسات الأوروبية لما يقترفه الاحتلال من سطو ونهب وتهويد وتشريد ...
المسؤولة الأوروبية وفي انحراف سياسي مفضوح لم تكتف بتهنئة الاحتلال في ذكرى تأسيسه على أرض فلسطين وعلى حساب أصحابها وأجيالها المشردة ولكنها تعمدت الإشادة بطريقة مستفزة وخطيرة بالدولة "دولة الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط.."، متجاهلة بذلك ماضي وحاضر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وكم الجرائم المقترفة على مدى عقود من الترهيب والترويع والتزوير للرواية الفلسطينية وللذاكرة الفلسطينية ...
ما يدعو للتوقف في بيان النقابة الفلسطينية وصفها تصريحات المسؤولة الأوروبية بالعنصرية والعدائية إزاء أصحاب الأرض وهو ما يعيد إلى الأذهان سياسة المكيالين لأوروبا وللغرب عموما في التعاطي مع الشعب الفلسطيني وحقه المصادر في الحرية وتقرير المصير وهي مواقف تعكس نفاقا سياسيا متطرفا في التعاطي مع قضايا الشعوب العربية دون غيرها ...
الذي يتزامن هذا العام مع ذكرى مرور عام على استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، والزميلة غفران وراسنة، برصاص الفاشية النابض بالحقد، هو يوم للتأكيد على ضرورة محاسبة قتلة الصحفيين ومعاقبتهم، لا تشجيعهم على الحقد والقتل وارتكاب مزيد من الجرائم، وتوفير الغطاء لها...
طبعا ليس من المتوقع أن تعتذر المسؤولة الأوروبية عن تصريحاتها أو تتنصل منها وقد تم نشر الفيديو الذي تتحدث فيه أورسولا جيرترود فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة احتفال إسرائيل بمرور 75 عاما على تأسيسها على أرض فلسطين، ونشر على موقع مكتب الاتحاد الأوروبي في تل أبيب، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة وبيانات إدانة واستنكار من قبل مختلف الدوائر السياسية الرسمية والشعبية في فلسطين الوطنية،..والحقيقة أن ما حدث يؤكد وأن أوروبا لم تتخلص بعد من عقدة الذنب وأنها غير قادرة على كسر طوق الابتزاز الإسرائيلي الذي تخضع له منذ أكثر من نصف قرن بسبب المحرقة اليهودية ومسؤولية أوروبا عن الهولوكوست.. هناك مشكلة حقيقة ليس من السهل التعاطي معها أو فهمها فعندما تقول مسؤولة الاتحاد الأوروبي "أن الشعب اليهودي أخيرًا تمكن من بناء بيته في أرض الميعاد. ونحن نحتفل اليوم بـ75 عامًا من الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط، وأن الإسرائيليين جعلوا الصحراء تزهر بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة كما رأيت بنفسي خلال زيارتي للنقب العام الماضي..."، فان في ذلك ما يؤكد أن أعين الأوروبيين لا ترى الا ما تراه سلطة الاحتلال وهي بالتالي لا تعترف ولا تقبل بان إسرائيل تحتل الأرض وتقتلع الزرع وتقتل النساء والأطفال تهدم البيوت وتشرد الأهالي.. واعتبارها ان الكيان الإسرائيلي يبقى الديموقراطية الوحيدة في المنطقة تزييف للحقائق وإنكار للممارسات العنصرية والإجرامية لهذا الكيان الذي يجد في هذه التصريحات ما يوفر له الحصانة المطلقة والحماية من الملاحقة والمحاسبة.. موقف المسؤولة الأوروبية التي لها طموحاتها السياسية بعد انتهاء ولايتها الراهنة نهاية 2024 يفترض من الجميع التعاطي مع هذا الخطاب السياسي الأوروبي الغارق في الانحياز بكثير من الوعي والصراحة لطرح الأسئلة التي يجب طرحها لفهم أسباب تراجع موقع القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية وفي المنابر الإعلامية التي يفترض أن تكون الرافد الأساسي للمعركة الميدانية والسياسية والقضائية.. ما أحوجنا اليوم إلى طرح الأسئلة الحارقة والبحث عن الأسباب التي نسعى إلى تجاهلها وإسقاطها من اهتماماتنا لأننا لا نتحلى بما يكفي من الصدق مع أنفسنا لوضع الإصبع على الداء وتحديد أسباب السقوط والانهيار والتقاعس الذي يجعل أوروبا وغير أوروبا تستخف بحق شعب في الحياة وتتراجع عن دعمه بل وتنكر ما يتعرض له من إجرام وإرهاب يومي تتناقله مختلف المنابر الإعلامية.. لا خلاف أن جزءا من الجواب معلوم. وهو مرتبط بحال الفلسطينيين وحال العرب الذين دخلوا مرحلة التحنيط وتحولوا إلى مجرد مومياء قابلة للعرض في المتاحف الوطنية التي تشهد على أمجاد الماضي وفظاعة وخراب الحاضر ..
والأكيد أن جزءا من هذا الوضع مرتبط بحال العقول التي دأبت على مناقشة صغائر الأمور وتركت الأهم على حد تعبير روزفلت بقوله "إن العقول العظيمة تناقش الأفكار العظيمة، أما العقول الصغيرة فتركيزها على سفاسف الأمور دون الاهتمام بالأفكار وتطويرها...
أضف تعليق