هكذا سفك مقاتلو «الديمقراطية» دماء جنود وضباط العدو في معركة الفاكهاني
■خمسون عاماً على العملية الإجرامية في شارع فردان بالعاصمة اللبنانية بيروت التي نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي في العاشر من نيسان (إبريل) عام 1973 وأطلق عليها «ربيع الشباب» أو «ربيع الصبا» أو «ربيع فردان» واستهدفت قادة، في حركة فتح وهم أبو يوسف النجار قائد العمليات، وكمال عدوان المسؤول عن تحريك خلايا فتح داخل الأراضي المحتلة، والشاعر كمال ناصر الناطق باسم م.ت.ف والرجل الأول في جهازها الإعلامي في بيروت، وقادة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ونجح ضباط وجنود إسرائيليون في الوصول إلى منازل قادة فتح الثلاثة في شارع فردان في قلب بيروت واغتيالهم، حيث تناولت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية عام 2014 أي بعد 41 عاماً، عملية فردان في زاوية «الأسبوع» والتي وصفتها بأنها «إحدى العمليات الجريئة لإسرائيل» حيث نقلت البوارج الجنود والضباط الإسرائيليين إلى مرفأ بيروت وواصلوا المسير عبر قوارب مطاطية للكوماندوز إلى الشاطئ، ومن ثم انتقلوا بمركبات محلية يقودها عملاء الموساد إلى أهدافهم.
وشارك في العملية وحدة كوماندوز من سرية هيئة الأركان، وسرية المظليين والكوماندوز البحري، بينما قام عناصر وحدة «قيساريا» بدور سائقي السيارات، الذين أقلّوا عناصر الكوماندوز من الشاطئ إلى بيروت، وقدر عدد المشاركين في العملية والقوات المساندة لها بنحو 3 آلاف عنصر.
وأوضحت الصحيفة أن مهمة اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة واقتحام وتفجير المقر المركزي للجبهة الديمقراطية واغتيال قيادتها ومنها المسؤول عن عمل الأراضي المحتلة، أوكلت لوحدة النخبة المسماة «سييريت متكال» وكان على رأس منفذيها إيهود باراك (الذي أصبح لاحقاً رئيساً للحكومة) وعمرام ليفين واللذان تنكرا بلباس نسائية إلى جانب أمنون شاحاك. وتشير إلى أنه في الليلة الواقعة بين 9 و10 نيسان عام 1973 وصل الجنود والضباط الإسرائيليين إلى مقرات وشخصيات قيادية للمنظمات الفلسطينية، وأدت العملية لاغتيال قادة فتح الثلاثة، وفي الوقت نفسه قامت قوة إسرائيلية أخرى بمهاجمة المقر المركزي للجبهة الديمقراطية في شارع رئيسي بحي الفاكهاني.
ووفق «يديعوت» أنه في الفاكهاني وقعت النكسة عندما حاولت قوة إسرائيلية من الموساد والجنود الإسرائيليين برئاسة العميد آمنون شاحاك (الذي أصبح لاحقاً رئيساً للأركان في الجيش الإسرائيلي) اقتحام المقر المركزي للجبهة الديمقراطية وتصفية قيادة الجبهة المتواجدة هناك لكنها اصطدمت بالحراس واشتبكت معهم بشكل مباشر ما دفع بالقوة الإسرائيلية لزرع عشرات الكيلو غرامات من المتفجرات أمام المبنى، وأدت العملية إلى مقتل اثنين من الإسرائيليين وجرح عدد آخر وقتل 35 من مقاتلي الجبهة الديمقراطية حسب زعم العدو.
واعترف شاحاك لاحقاً بفشل مهمته بفضل المقاومة الشرسة لعناصر حراسات مقر الجبهة الديمقراطية، ولم تتمكن مجموعته من اقتحام مبنى المقر المركزي للجبهة في حي الفاكهاني ووضع العبوات الناسفة أسفله بشكل محكم وتركت على أرض المعركة مسدسات كاتمة للصوت بعيار 6 ملم وعدداً من بنادق «عوزي» الآلية الإسرائيلية، فضلاً عن ترك مواد وضمادات الإسعاف في مكان العملية وعند شاطئ البحر، ما يدلل على وجود عدد من القتلى والإصابات في صفوف القوة الإسرائيلية.
أما كتاب «مقاتلة الموساد في بيروت» الذي صدر عام 2015 أوضح أن الأمر كان أكثر تعقيداً وتنظيماً واستغرق شهوراً قبل تحديد ساعة الصفر المرهونة بإشارة من عميلة الموساد التي تدعى «ياعيل» والتي انتحلت شخصية كاتبة ومخرجة أميركية ترغب في إنتاج فيلم سينمائي، وكانت تسكن في شقة تطل على بناية عدد من قادة المقاومة الفلسطينية.
وأفاد القيادي في حركة فتح صلاح خلف في كتابه «فلسطيني بلا هوية» قائلاً: «عند منتصف الليل شوهدت مجموعة راجلة تتقدم نحو بناية المقر المركزي للجبهة الديمقراطية بطريقة لفتت انتباه الحرس المناوب، فبادر أحدهم إلى إطلاق النار على المتقدمين بعد أن رفضوا الاستجابة لندائه بالتوقف، ولم يتصور أحد أن القادمين هم سرية المظليين بقيادة أمنون شاحاك، ووقع تبادل عنيف لإطلاق النار، إذ لجأ المهاجمون إلى مبنى مجاور قيد البناء يبدو أنه كان مستطلعًا مسبقًا من قبل عملاء وحدة «كيدون»، استعملت الأسلحة الفردية وقنابل الاينيرجا وكذلك مدفع دوشكا الرشاش في الاشتباك أدى إلى مقتل عدد من عناصر القوة المهاجمة وإصابة آخرين بعضاً منها بجروح خطيرة».
حاولت إحدى الفرق الإسرائيلية التقدم نحو المبنى تحت تغطية نارية كثيفة أمّنها باقي افراد المجموعة ثم فجأة تقدمت بسرعة قصوى سيارة أبوابها الأربعة مفتوحة وكذلك صندوقها الخلفي ونزل أفرادها وزرعوا عند مدخل المبنى عبوات متفجرة، تسبّب انفجارها في تضرر المدخل وطابقين من المبنى المكون من سبع طوابق جزئياً، استغل الانفجار وتصاعد الدخان لسحب القتلى والجرحى والانسحاب بهم تحت تغطية نيران كثيفة والتي تزامنت مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي وإطلاقه قنابل إضاءة لتأمين انسحاب القوة الإسرائيلية، وعثر وراءهم على مسدسات كاتمة للصوت وقنابل يدوية ومتفجرات وبقايا ضمادات وأدوية ملوثة بالدم.
ووفق تقديرات وتقارير نشرت فيما بعد، فإن مجموعة المظليين الإسرائيلية كانت تهدف إلى اقتحام وتفجير مقر الجبهة الديمقراطية وتصفية من فيه، وأن المستهدف بشكل خاص أحد قادة الجبهة والمسؤول عن عملها في الأراضي المحتلة.
ووفق شهادة أحد حراس المبنى أن القوة الإسرائيلية المهاجمة للمقر المركزي للجبهة الديمقراطية في الفاكهاني فقدت عنصر المفاجأة ولم تتمكن من العمل بحرية تامة ولم تحقق هدفها، فبعد اغتيال المجموعة الإسرائيلية حارس المقر بواسطة مسدس كاتم للصوت أُطلقت عليهم نيران كثيفة من حراس المبنى أدت إلى مقتل خمسة عناصر من القوة المهاجمة وجرح آخرين، وقد شوهدوا وهم ملقون على الأرض.
ويروي العقيد الراحل مصطفى السخلة (عصام سعدون) أحد ضباط الجبهة الذي قاد مجموعة الدفاع عن مقر الجبهة الديمقراطية، أنه وردت معلومات يوم 9 نيسان من أكثر من مصدر أنه دخلت إلى بيروت سيارات مفخخة ينوي أصحابها زرعها في مناطق معينة من المدينة خاصة في حي الفاكهاني حيث مقرات المقاومة، لذلك اتخذنا إجراءات أمنية مشددة منها تغيير أماكن مبيت قادة الجبهة وتقليص مستوى المناوبة في المقر المركزي حتى الحد الأدنى بحيث يقتصر على ضباط الأمن المعنيين والحراسات.
وأضاف السخلة أن «الأجواء كانت شديدة التوتر في تلك الليلة وأنه أمر الدوريات بتمشيط محيط المقر المركزي بما في ذلك تجهيز موقع لرشاشات دوشكا مخفي عن الأنظار خاصة في ظل تعليمات الأجهزة الأمنية اللبنانية بمنع ظهور مسلحين في الأماكن السكنية، ولم نكن نعلم أن مجموعات الكوماندوز توغلت في شوارع بيروت وصولاً إلى منازل القادة الثلاثة النجار، عدوان وناصر».
في تلك العملية خسرت الجبهة خمسة من مقاتليها دفاعاً عن المقر المركزي للجبهة وهم، محمد أبو الشعر، محمد الويس، غانم سمارة، دياب أبو شحادة، صلاح السبع، وعدنان عمر الرفيق المُكلف بالحراسة وبادر بإطلاق النار وكشف العملية وقد أصيب برصاصة في رأسه وبقي يعاني من إصابته إلى أن استشهد عام 1996.
واعترف مسؤولون إسرائيليون أن عملية «ربيع الصبا» يمكن وصفها بـ«العملية الجريئة» لو لم تحدث النكسة في حي الفاكهاني والهجوم على المقر المركزي للجبهة الديمقراطية والتي أدت لمقتل وجرح عدد من الإسرائيليين، فيما يؤكد مراقبون أن جيش الاحتلال اعتاد على نشر الأكاذيب في تفاصيل عملياته والكشف عن خسائره والتهويل في خسائر الطرف الآخر، حيث أنه أدعى أن عدد قتلاه هم اثنان، ولكن شهادة مقاتلي الجبهة تؤكد أن خمسة من القوة المهاجمة شوهدوا ملقون في أرض المعركة في الدقائق الأولى، وزعم الاحتلال بقتله 35 من عناصر الجبهة وهو ما كذبته الوقائع حين أعلنت الجبهة عن عدد شهدائها وهم خمسة والتحق الشهيد السادس بركب الشهداء لاحقاً متأثراً بجراحه عام 1996 ورحل الشهيد السابع وهو مصطفى السخلة في مخيم خان الشيح جنوب العاصمة السورية دمشق في 29 تشرين ثاني (نوفمبر) عام 2022، إلى جانب أن ما يفند زعم الاحتلال أنه لا يعقل أن يقيم في مبنى العدد الكبير من المقاتلين في حين أن حجم القوة المهاجمة كان محدوداً، وكذلك شهادة أحد ضباط الجبهة أن الوضع الأمني المتوتر دفع الجبهة لتقليص مستوى المناوبة والاقتصار على المعنيين بالأمن والحراسات.
فيما بين المراقبون أن العدو الإسرائيلي فشل في الوصول لقيادة الجبهة الديمقراطية، وتفجير مقرها المركزي ونجح فقط في تدمير أجزاء من مدخله، لذلك يمكن وصف العملية بموجب كل الحسابات بأنها «فاشلة» كما وصفتها أيضاً صحيفة «يديعوت»■
ونجح ضباط وجنود إسرائيليون في الوصول إلى منازل قادة فتح الثلاثة في شارع فردان في قلب بيروت واغتيالهم، حيث تناولت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية عام 2014 أي بعد 41 عاماً، عملية فردان في زاوية «الأسبوع» والتي وصفتها بأنها «إحدى العمليات الجريئة لإسرائيل» حيث نقلت البوارج الجنود والضباط الإسرائيليين إلى مرفأ بيروت وواصلوا المسير عبر قوارب مطاطية للكوماندوز إلى الشاطئ، ومن ثم انتقلوا بمركبات محلية يقودها عملاء الموساد إلى أهدافهم.
وشارك في العملية وحدة كوماندوز من سرية هيئة الأركان، وسرية المظليين والكوماندوز البحري، بينما قام عناصر وحدة «قيساريا» بدور سائقي السيارات، الذين أقلّوا عناصر الكوماندوز من الشاطئ إلى بيروت، وقدر عدد المشاركين في العملية والقوات المساندة لها بنحو 3 آلاف عنصر.
وأوضحت الصحيفة أن مهمة اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة واقتحام وتفجير المقر المركزي للجبهة الديمقراطية واغتيال قيادتها ومنها المسؤول عن عمل الأراضي المحتلة، أوكلت لوحدة النخبة المسماة «سييريت متكال» وكان على رأس منفذيها إيهود باراك (الذي أصبح لاحقاً رئيساً للحكومة) وعمرام ليفين واللذان تنكرا بلباس نسائية إلى جانب أمنون شاحاك. وتشير إلى أنه في الليلة الواقعة بين 9 و10 نيسان عام 1973 وصل الجنود والضباط الإسرائيليين إلى مقرات وشخصيات قيادية للمنظمات الفلسطينية، وأدت العملية لاغتيال قادة فتح الثلاثة، وفي الوقت نفسه قامت قوة إسرائيلية أخرى بمهاجمة المقر المركزي للجبهة الديمقراطية في شارع رئيسي بحي الفاكهاني.
ووفق «يديعوت» أنه في الفاكهاني وقعت النكسة عندما حاولت قوة إسرائيلية من الموساد والجنود الإسرائيليين برئاسة العميد آمنون شاحاك (الذي أصبح لاحقاً رئيساً للأركان في الجيش الإسرائيلي) اقتحام المقر المركزي للجبهة الديمقراطية وتصفية قيادة الجبهة المتواجدة هناك لكنها اصطدمت بالحراس واشتبكت معهم بشكل مباشر ما دفع بالقوة الإسرائيلية لزرع عشرات الكيلو غرامات من المتفجرات أمام المبنى، وأدت العملية إلى مقتل اثنين من الإسرائيليين وجرح عدد آخر وقتل 35 من مقاتلي الجبهة الديمقراطية حسب زعم العدو.
واعترف شاحاك لاحقاً بفشل مهمته بفضل المقاومة الشرسة لعناصر حراسات مقر الجبهة الديمقراطية، ولم تتمكن مجموعته من اقتحام مبنى المقر المركزي للجبهة في حي الفاكهاني ووضع العبوات الناسفة أسفله بشكل محكم وتركت على أرض المعركة مسدسات كاتمة للصوت بعيار 6 ملم وعدداً من بنادق «عوزي» الآلية الإسرائيلية، فضلاً عن ترك مواد وضمادات الإسعاف في مكان العملية وعند شاطئ البحر، ما يدلل على وجود عدد من القتلى والإصابات في صفوف القوة الإسرائيلية.
أما كتاب «مقاتلة الموساد في بيروت» الذي صدر عام 2015 أوضح أن الأمر كان أكثر تعقيداً وتنظيماً واستغرق شهوراً قبل تحديد ساعة الصفر المرهونة بإشارة من عميلة الموساد التي تدعى «ياعيل» والتي انتحلت شخصية كاتبة ومخرجة أميركية ترغب في إنتاج فيلم سينمائي، وكانت تسكن في شقة تطل على بناية عدد من قادة المقاومة الفلسطينية.
وأفاد القيادي في حركة فتح صلاح خلف في كتابه «فلسطيني بلا هوية» قائلاً: «عند منتصف الليل شوهدت مجموعة راجلة تتقدم نحو بناية المقر المركزي للجبهة الديمقراطية بطريقة لفتت انتباه الحرس المناوب، فبادر أحدهم إلى إطلاق النار على المتقدمين بعد أن رفضوا الاستجابة لندائه بالتوقف، ولم يتصور أحد أن القادمين هم سرية المظليين بقيادة أمنون شاحاك، ووقع تبادل عنيف لإطلاق النار، إذ لجأ المهاجمون إلى مبنى مجاور قيد البناء يبدو أنه كان مستطلعًا مسبقًا من قبل عملاء وحدة «كيدون»، استعملت الأسلحة الفردية وقنابل الاينيرجا وكذلك مدفع دوشكا الرشاش في الاشتباك أدى إلى مقتل عدد من عناصر القوة المهاجمة وإصابة آخرين بعضاً منها بجروح خطيرة».
حاولت إحدى الفرق الإسرائيلية التقدم نحو المبنى تحت تغطية نارية كثيفة أمّنها باقي افراد المجموعة ثم فجأة تقدمت بسرعة قصوى سيارة أبوابها الأربعة مفتوحة وكذلك صندوقها الخلفي ونزل أفرادها وزرعوا عند مدخل المبنى عبوات متفجرة، تسبّب انفجارها في تضرر المدخل وطابقين من المبنى المكون من سبع طوابق جزئياً، استغل الانفجار وتصاعد الدخان لسحب القتلى والجرحى والانسحاب بهم تحت تغطية نيران كثيفة والتي تزامنت مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي وإطلاقه قنابل إضاءة لتأمين انسحاب القوة الإسرائيلية، وعثر وراءهم على مسدسات كاتمة للصوت وقنابل يدوية ومتفجرات وبقايا ضمادات وأدوية ملوثة بالدم.
ووفق تقديرات وتقارير نشرت فيما بعد، فإن مجموعة المظليين الإسرائيلية كانت تهدف إلى اقتحام وتفجير مقر الجبهة الديمقراطية وتصفية من فيه، وأن المستهدف بشكل خاص أحد قادة الجبهة والمسؤول عن عملها في الأراضي المحتلة.
ووفق شهادة أحد حراس المبنى أن القوة الإسرائيلية المهاجمة للمقر المركزي للجبهة الديمقراطية في الفاكهاني فقدت عنصر المفاجأة ولم تتمكن من العمل بحرية تامة ولم تحقق هدفها، فبعد اغتيال المجموعة الإسرائيلية حارس المقر بواسطة مسدس كاتم للصوت أُطلقت عليهم نيران كثيفة من حراس المبنى أدت إلى مقتل خمسة عناصر من القوة المهاجمة وجرح آخرين، وقد شوهدوا وهم ملقون على الأرض.
ويروي العقيد الراحل مصطفى السخلة (عصام سعدون) أحد ضباط الجبهة الذي قاد مجموعة الدفاع عن مقر الجبهة الديمقراطية، أنه وردت معلومات يوم 9 نيسان من أكثر من مصدر أنه دخلت إلى بيروت سيارات مفخخة ينوي أصحابها زرعها في مناطق معينة من المدينة خاصة في حي الفاكهاني حيث مقرات المقاومة، لذلك اتخذنا إجراءات أمنية مشددة منها تغيير أماكن مبيت قادة الجبهة وتقليص مستوى المناوبة في المقر المركزي حتى الحد الأدنى بحيث يقتصر على ضباط الأمن المعنيين والحراسات.
وأضاف السخلة أن «الأجواء كانت شديدة التوتر في تلك الليلة وأنه أمر الدوريات بتمشيط محيط المقر المركزي بما في ذلك تجهيز موقع لرشاشات دوشكا مخفي عن الأنظار خاصة في ظل تعليمات الأجهزة الأمنية اللبنانية بمنع ظهور مسلحين في الأماكن السكنية، ولم نكن نعلم أن مجموعات الكوماندوز توغلت في شوارع بيروت وصولاً إلى منازل القادة الثلاثة النجار، عدوان وناصر».
في تلك العملية خسرت الجبهة خمسة من مقاتليها دفاعاً عن المقر المركزي للجبهة وهم، محمد أبو الشعر، محمد الويس، غانم سمارة، دياب أبو شحادة، صلاح السبع، وعدنان عمر الرفيق المُكلف بالحراسة وبادر بإطلاق النار وكشف العملية وقد أصيب برصاصة في رأسه وبقي يعاني من إصابته إلى أن استشهد عام 1996.
واعترف مسؤولون إسرائيليون أن عملية «ربيع الصبا» يمكن وصفها بـ«العملية الجريئة» لو لم تحدث النكسة في حي الفاكهاني والهجوم على المقر المركزي للجبهة الديمقراطية والتي أدت لمقتل وجرح عدد من الإسرائيليين، فيما يؤكد مراقبون أن جيش الاحتلال اعتاد على نشر الأكاذيب في تفاصيل عملياته والكشف عن خسائره والتهويل في خسائر الطرف الآخر، حيث أنه أدعى أن عدد قتلاه هم اثنان، ولكن شهادة مقاتلي الجبهة تؤكد أن خمسة من القوة المهاجمة شوهدوا ملقون في أرض المعركة في الدقائق الأولى، وزعم الاحتلال بقتله 35 من عناصر الجبهة وهو ما كذبته الوقائع حين أعلنت الجبهة عن عدد شهدائها وهم خمسة والتحق الشهيد السادس بركب الشهداء لاحقاً متأثراً بجراحه عام 1996 ورحل الشهيد السابع وهو مصطفى السخلة في مخيم خان الشيح جنوب العاصمة السورية دمشق في 29 تشرين ثاني (نوفمبر) عام 2022، إلى جانب أن ما يفند زعم الاحتلال أنه لا يعقل أن يقيم في مبنى العدد الكبير من المقاتلين في حين أن حجم القوة المهاجمة كان محدوداً، وكذلك شهادة أحد ضباط الجبهة أن الوضع الأمني المتوتر دفع الجبهة لتقليص مستوى المناوبة والاقتصار على المعنيين بالأمن والحراسات.
فيما بين المراقبون أن العدو الإسرائيلي فشل في الوصول لقيادة الجبهة الديمقراطية، وتفجير مقرها المركزي ونجح فقط في تدمير أجزاء من مدخله، لذلك يمكن وصف العملية بموجب كل الحسابات بأنها «فاشلة» كما وصفتها أيضاً صحيفة «يديعوت»■
أضف تعليق