23 تشرين الثاني 2024 الساعة 07:11

نقاش حول إرث كأس العالم في افتتاح الصالون الثقافي لمكتبة قطر وجامعة حمد بن خليفة

2023-03-15 عدد القراءات : 313
الدوحة(الاتجاه الديمقراطي)
نظمت مكتبة قطر الوطنية -بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة- الندوة النقاشية الأولى ضمن مبادرة الصالون الثقافي التي تهدف إلى إيجاد مناخ إيجابي يثري المشهد الثقافي ويعزز الوعي العام، عبر سلسلة من اللقاءات الدورية التي يشارك فيها متخصصون وخبراء من مختلف المجالات.
وتناولت الندوة الافتتاحية للصالون الثقافي تأثير بطولة كأس العالم 2022 على قطر والمنطقة، وأقيمت أمس الاثنين بحضور وزير الدولة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري (رئيس مكتبة قطر الوطنية) ورئيس جامعة حمد بن خليفة الدكتور أحمد مجاهد حسنة، وعدد من كبار المسؤولين والمثقفين والأكاديميين.
وتحدّث خلال الندوة -التي أدارها رئيس المركز القطري للصحافة سعد بن محمد الرميحي- كل من الإعلامي أيمن جادة المذيع ومقدم البرامج والمدير السابق لقنوات "بي إن سبورتس" وكذلك الدكتور إبراهيم عرفات أستاذ العلوم السياسية بجامعة حمد بن خليفة.
وحول الجلسة الافتتاحية، علّق الدكتور الكواري قائلا "إنني في غاية السعادة لرؤية الصالون الثقافي الذي وعدنا به لفترة طويلة يتحول إلى واقع. وبالطبع كنا نتطلع لبداية قوية، وقد جاءت جلسة الافتتاح أفضل مما كنا نتوقع بفضل هذه النخبة من المتحدثين المشاركين معنا اليوم، سعادة السيد سعد الرميحي، الدكتور إبراهيم عرفات، السيد أيمن جادة، الذين تبادلوا خبراتهم العميقة حول هذا الموضوع المهم. وأثق في أن جلسات الصالون القادمة، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، ستظل بهذا المستوى الرفيع. وأشكر الدكتور أحمد مجاهد حسنة على دعمه المتواصل وتعاونه الكريم مع مكتبة قطر الوطنية".
ومن جهته، قال الدكتور حسنة "إننا في جامعة حمد بن خليفة نرحب بمبادرة الصالون الثقافي وندعم دور المكتبة الرائد في نشر الثقافة. ويتناول الصالون الثقافي في جلسته الأولى موضوعًا غاية في الأهمية، ألا وهو ماذا بعد كأس العالم بالنسبة لدولة قطر عقب النجاح الكبير الذي حققته في التنظيم والاستضافة. وفي رأيي، كان كأس العالم عبارة عن برهان ثقافي لدولة قطر والعالم العربي والإسلامي على القدرة على تنظيم الفعاليات العالمية من ناحية، وإظهار الصورة الحقيقية للعرب أمام العالم من ناحية أخرى".
وفي كلمته أثناء الندوة، أكّد جادة إن اختيار الصالون الثقافي لموضوع ندوته الأولى، ليكون حول كأس العالم، يؤكد القناعة بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي جزء أساسي من ثقافة الدول والشعوب. وقال إن الانتقادات التي وُجّهت لدولة قطر بأنها لا تملك تاريخا في كرة القدم واهية وغير صحيحة، وذلك لأن دوري كرة القدم موجود في قطر قبل استضافة كأس العالم بنصف قرن، وأن نجاح كأس العالم أكّد قدرة قطر على المنافسة العالمية، الأمر الذي كشف عنصرية النظرة الغربية تجاه العرب والمسلمين.
وأضاف جادة "لقد حقّقت قطر نجاحا كبيرا، ليس في تنظيم بطولة كأس العالم فحسب، بل في تنظيم واستضافة العديد من البطولات الإقليمية والعالمية في كرة القدم وكرة الطاولة والسباحة وألعاب القوى ودورة الألعاب الآسيوية وكأس الخليج وكأس العرب".
وختم كلمته قائلا "دخلت قطر التاريخ من أوسع أبوابه، وسطّرت صفحات هذا التاريخ بأحرف من ذهب، وسيبقى تنظيم بطولة 2022 حدثا مبهرا وناصعا في أعين الجميع. كان التنظيم محكما، والبطولة آمنة وخالية من أي مشكلات أو شغب أو اضطرابات، مع إقبال كبير من السيّدات من هواة كرة القدم من جميع أرجاء العالم. وأتمنى أن نواصل دراسة المكاسب والدروس المستفادة من تنظيم هذه البطولة التاريخية".
أما الدكتور عرفات فقد ركّز في كلمته على الدروس المستفادة من نجاح قطر التنظيمي في كأس العالم، ومنها أنها تركت انطباعا دائما للأجيال القادمة، وأهمية العمل الجاد والصبر واكتساب الثقة بالنفس، وأشار إلى أن هناك العديد من القضايا التي لا تزال تؤثر على العلاقة بين العرب والعالم، ومنها الإسلاموفوبيا والاستغلال الاقتصادي والتحيز الإعلامي ضمن أمور أخرى.
وقال أيضا "تركت بطولة كأس العالم إرثا ماديا ومعماريا غير مسبوق. كما قدّمت انطباعا نفسيا إيجابيا كبيرا عن قطر والعرب والمسلمين، وتحدّت الموروثات الذهنية العالمية السائدة عنهم. لكن تغيير مكانة العرب وصورتهم في النظام الحضاري العالمي لن يتحقق من خلال حدث واحد مهما كان حجمه، ولا يمكن أن تطالب بتحقيقه دولة عربية واحدة مهما كانت جهودها".
وأشار عرفات إلى أن أهم تأثير لبطولة كأس العالم في رأيه أنها "حدث فارق أسهم في علاج الجرح النرجسي العربي النازف منذ قرون، وهو ألم حضاري عميق استمر لقرون طويلة واستحوذ على طريقة تفكير العرب وتعاطيهم مع العالم. وهذا الألم الحضاري هو أكبر صعوبة نفسية يعاني منها العرب في العلاقات الدولية إلى اليوم".
وختم كلمته قائلا "جسّدت بطولة كأس العالم رؤية قطر الاستباقية لضرورة المشاركة في بناء نظام عالمي جديد قائم على الندّية. وأكّدت قطر عبر كأس العالم، وباقي مبادراتها، أن الاستباق نحو العالم أفضل من الاكتفاء باللحاق به. وهو ما نحتاج نحن العرب لأن نسير عليه في علاقاتنا بالعالم بعد كأس العالم".
ويتضمن الصالون الثقافي سلسلة من اللقاءات والندوات النقاشية على مدار العام، ويستضيف خبراء من مختلف المجالات والتخصصات، بهدف إثراء المشهد الثقافي والفكري في الدولة، ويتيح منبرًا للأصوات المختلفة ووجهات النظر المتنوعة.

أضف تعليق