فهد سليمان: تفاهمات مسار العقبة – شرم الشيخ تضع السلطة الفلسطينية أمام خيارات مصيرية
دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، إن تفاهمات مسار العقبة – شرم الشيخ، تضع السلطة الفلسطينية أمام خيارات مصيرية، فإما أن تنخرط في الفتنة الدموية ضد شعبنا ومقاومته، وإما أن يتولى الاحتلال تفكيكها ولا مخرج للسلطة من مأزقها لا بتبني الخيار الوطني، خيار المقاومة الشعبية والتحرر من أوسلو واستحقاقاته لصالح الالتزام بالبرنامج الوطني.
جاء ذلك خلال مهرجان شعبي دعت له الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في دمشق في العيد الـ54 لانطلاقتها المجيدة، وحضره حشد غفير من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في دمشق ومحيطها وصف عريض من القيادات السياسية والمجتمعية والنقابية الفلسطينية والسورية والعربية وعدد من ممثلي السفارات في العاصمة السورية.
ووجه سليمان تحية الاجلال والإكبار إلى شهداء شعبنا الفلسطيني ومقاومته، طوال العام الفائت، ومنذ مطلع هذا العام، واستعرض الواقع الدموي الذي تصنعه دولة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، طرح ثلاثة أسئلة هي:
• إسرائيل إلى أين ؟!
• الحالة العربية الرسمية إلى أين ؟!
• السلطة الفلسطينية إلى أين ؟!
ورداً على السؤال الأول قال نائب الأمين العام: إننا أمام حكومة إسرائيلية تعلن أنها تسعى لإقامة إسرائيل الكبرى، والضم والترحيل، مع مضاعفة وتيرة التقدم نحو إنجاز هذا الحل التصفوي، باعتباره الحل النهائي للمسألة الفلسطينية، كما ترى دولة الاحتلال.
ورداً على السؤال الثاني قال فهد سليمان: إن انخراط عدد من الدول العربية في مسار «السلام الإبراهيمي»، أي الصفة المحدثة لما كان يسمى «الشرق الأوسط الجديد»، أي الانصياع لأولويات الاستراتيجية الأميركية – الإسرائيلية في الإقليم، جعل من الحالة العربية الملتحقة بـ«سلام أبراهام» تسمح لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أن يتحكم بمعادلات الحالة الإقليمية على قاعدة «السلام مع الحالة العربية»، يسبق «السلام مع الفلسطينيين»، الذي لن يتجاوز في أفضل الحالات ما يسمى بـ«السلام الاقتصادي».
وعن مستقبل الحالة والسلطة الفلسطينية، أوضح نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن السلطة تقف أمام خيارات مصيرية في ظل تفاهمات مسار العقبة – شرم الشيخ، فهي قد تتفكك إن هي لبت الوظيفة الأمنية بصيغة مسار العقبة – شرم الشيخ، والزجّ بالسلطة في الصدام مع المقاومة بالتعاون مع الاحتلال أمنياً وعسكرياً، وبالمقابل فإن التفكيك سيكون مصير السلطة على يد الاحتلال إن هي رفضت الانصياع لضغوط إسرائيل التي ستأخذ عندها موضوع قمع المقاومة على عاتقها.
وخلص فهد سليمان إلى القول: إن السلطة الفلسطينية إذ تعي ما الذي يجري إعداده لها وللشعب الفلسطيني، فإنها في الوقت نفسه تفتقد إلى الإرادة السياسية التي من شأنها أن تحول عناصر القوة الفلسطينية إلى معطيات مؤثرة لمعادلة الصراع.
وقال: إن على السلطة أن تمتلك الإرادة السياسية لتتجنب ما يخطط لها من مشاريع، ومن أجل أن تخرج من المأزق الذي وضعتها فيه تفاهمات العقبة – شرم الشيخ، خاصة تشكيل اللجنة الأمنية الثلاثية برئاسة الولايات المتحدة، لبحث دور وإمكانيات وآليات انخراط السلطة في قمع المقاومة الشعبية في فتنة دموية فلسطينية.
ودعا سليمان السلطة الفلسطينية إلى اعتماد خيار المقاومة، واستنهاض الحركة الجماهيرية لمواجهة الخيار الآخر، الذي تسعى واشنطن أن تحتوي من خلاله الحركة الوطنية الفلسطينية.
وكان فهد سليمان قد استهل كلمته بتوجيه التحية إلى سوريا، شعباً وقيادة، معزياً بما حل بها من نكبة في الزلزال المدمر، داعياً إلى كسر الحصار المفروض عليها من قبل الهيمنة الأميركية.
من جانبه، وجه أمين سر فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق، التحية إلى الجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها، مؤكداً على تاريخ المقاومة المشترك بين فلسطين وسوريا جيلاً بعد جيل، كما أشار في لفتة خاصة إلى «كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية – قوات الشهيد عمر القاسم/ الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأدان السمان مشاريع الغرب، التي جعلت من سوريا هدفاً، والتي رأت في إسقاطها شرطاً ضرورياً لإسقاط مشروع المقاومة والممانعة في المنطقة.
وأكد السمان صمود سوريا في مواجهة الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له، وفي الوقت نفسه تواصل الدفاع عن سيادة أراضيها في وجه الجماعات الإرهابية، موجهًا الشكر إلى كل من قدم المساعدة لسوريا في محنتها الإنسانية على يد الزلزال المدمر.
وخلال كلمة دولة فلسطين وم.ت.ف، استعرض سفير دولة فلسطين في سوريا، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. سمير الرفاعي تاريخ الجبهة الديمقراطية منذ انطلاقتها ودورها في بناء م. ت. ف. وبرنامجها الوطني، وفي العمل العسكري ضد قوات الاحتلال داخل الوطن وخارجه، ودفاعاً عن وحدة الشعب ووحدة م. ت. ف. ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا.
وتطرق الرفاعي إلى ما تقوم به قوات الاحتلال، بقيادة حكومة الفاشية الإسرائيلية من أعمال عدوانية دموية وهمجية، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية دعم إسرائيل واحتلالها لأرض فلسطين، ملاحظاً في الوقت نفسه كيف أن قوات الاحتلال ضربت بعرض الحائط، بنتائج اجتماع العقبة – شرم الشيخ بعد ساعات على انعقاده.
ورأى في السياق أن الخيار الواجب اتباعها على الصعيد الفلسطيني، هو خيار المقاومة الشعبية، وخيار الوحدة الوطنية في إطار م. ت. ف، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ومواصلة الحملة الدبلوماسية في المحافل الدولية دفاعاً عن الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
وقدم سفير دولة فلسطين لسوريا تعازيه وتعازي الشعب الفلسطيني، لما حل بها من كارثة إنسانية على يد الزلزال المدمر، داعياً دول العالم إلى مساعدة سوريا، وداعياً في الوقت نفسه إلى كسر الحصار المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
أضف تعليق