عبد الناصر عيسى.. يغوص في عباب البحث العلمي لينتج "دراسات محررة"
نابلس(الاتجاه الديمقراطي)
قد تكون عملية مقاومة ظروف الأسر القاهرة هي أحد أسباب الأسير للكتابة للتعبير عن الرأي والنشر والتأثير والشعور بالحياة رغم ظلمة السجن؛ هي أحد أهم الدوافع الرئيسية للكتابة لدى الأسير، إضافة لحب العلم والمعرفة".
هكذا عبّر الأسير الفلسطيني عبد الناصر عيسى عن الرغبة في إبداء الرأي والتأثير في العالم الخارجي من دون أن يغفل حبه للعلم، وأراد لكتابه الجديد "دراسات محررة" أن يكون محاولة للخروج من التقليد والمأثور في منتجات الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، لا سيما الأدبي.
وجاء كتاب "دارسات محررة" مختلفا عما يطرحه الأسرى، فهذه الدراسات محكّمة ومنشورة في مجلات علمية ومراكز بحثية، وكتبت بين عامي 2012 و2022، وفيها يطرح الكاتب عيسى فكرا وبحثا علميا، أكثر منه رأيا أو أدبا بمختلف أنواعه (الشعر والنثر والرواية) مما اعتدناه من الأسرى الفلسطينيين.
واللافت أن الكتاب ليس خاملا بعمومه، بل مرن ومتنوع بمواضيعه بين السياسة الفلسطينية والإسرائيلية وفي الاقتصاد والمقاومة والثقافة.
كما لم يسقط جانب الأسرى من محتواه، فهو يقدم لـ6 دراسات لم ينجح عيسى في تهريبها خارج السجن طوال هذه السنوات فحسب، بل بتمحيصها قبل أن ترى النور وتنشر منفردة ثم تخرج مجتمعة في إصداره الجديد.
وكأن بالأسير عيسى الذي يُوصف بأنه "عميد" أسرى محافظة نابلس والذي مضى على اعتقاله أكثر من 27 عاما يريد أن يقول للعالم بالخارج إن الأسير وإن كان حبيس أقبية التحقيق وزنازين العزل وعتمة السجون بجسده فإن روحه وفكره لا حدود لهما.
"فالأسير الفلسطيني عموما هو إنسان راق وصاحب قضية نضالية عادلة، يدافع فيها من أجل حريته، وليس إرهابيا كما تزعم الدعاية الإسرائيلية والأميركية السوداء"، حسب قول عيسى.
جانب من الحضور خلال إطلاق كتاب "دراسات محررة" في مركز حمدي منكو الثقافي بنابلس (الجزيرة)
دراسات محكّمة للأسير ذي المؤبدات
6 دراسات محكّمة بطريقة عملية ضمّها كتاب الأسير عبد الناصر، تناولت أولاها موضوع تأثير المقاومة الفلسطينية في غزة على العلاقات المصرية الإسرائيلية 2021، بينما جاءت الثانية بعنوان الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية؛ الدوافع والسيناريوهات والأعداد، والثالثة عن دور الهيئة القيادية لأسرى حماس في تعزيز مكانة الأسرى.
أما الدراسات الثلاث الأخرى فجاءت حول تراجعات الديمقراطية الإسرائيلية والليبرالية الجديدة للاقتصاد في إسرائيل، وختم بدراسة عن الثقافة والتغير تدور حول إسهام الثقافة في اندلاع الثورات العربية.
وتتصدّر صورة الأسير عبد الناصر عيسى وسيرته الذاتية غلاف كتابه الواقع في 359 صفحة من القطع المتوسط والصادر عن مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية والذي يعدّ عيسى مؤسّسه.
ولد عبد الناصر عيسى في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين بشرق نابلس، ويقبع الآن في سجن رامون الإسرائيلي منذ عام 1995، ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة مرتين، ويتهمه الاحتلال بتنفيذ العديد من العلميات الفدائية وقتل 12 إسرائيليا، ويشغل منصب نائب رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولعيسى الحاصل على شهادتي ماجستير في الدراسات الديمقراطية والإسرائيلية إصدارات عدة، منها: كتاب "مقاومة الاعتقال"، و"وفق المصادر"، وكتاب "مقالات حرة" الذي صدر هذا العام.
صعوبات رغم الإنجاز
وفي كتابه الجديد الذي أطلق في حفل قبل أيام بمدينة نابلس وحضره قدري أبو بكر وزير هيئة شؤون الأسرى ورئيس نادي الأسير قدورة فارس وذوو الأسري ولفيف من الشخصيات الوطنية والسياسية، يضعنا عيسى بصعوبات تواجه الأسرى بخاصة في الكتابة البحثية، إذ تواصل سلطات السجون إجراءاتها القمعية لمنع التأليف وتُقيّد إدخال الكتب بما يمنع الوصول إلى المصادر والمراجع.
وتقوم سلطات السجون بعمليات تفتيش ودهم متواصلة لغرف الأسرى، ومصادرة للأوراق وكتابات الأسرى، وخلق حالة "توتر أمني" مستمرة.
ولهذا، هناك كتابات كتبها عيسى ولم تخرج إلى النور، منها دراسته حول انسحاب شارون من قطاع غزة عام 2005، وأخرى عن دوافع الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) لاستخدام القوة في انتفاضة الأقصى عام 2000.
ويستبق الأسير عيسى كل دراسة بتقديم ملخص لها بما يمهد للقارئ ويحفزه للاستمرار رغم زخم الموضوع، ويتطرق إلى محاور داخلية وفصول بحثية تزيد القارئ شغفا.
كيف الخروج من الأزمة الوطنية؟
ويرى عيسى في المحور الثالث من مقالته "أزمة المشروع الوطني الفلسطيني ورؤية وطنية للخروج منها" 6 أسباب لذلك، أهمها بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والاتفاق الجدّي على برنامج وطني يقوم على تعزيز المقاومة الشعبية وتفعيل القيادة الموحدة لمواجهة الاحتلال، ووقف السلطة لكل أشكال التعاون والتنسيق الأمني، وتعزيز وتطوير الاشتباك السياسي.
ويطرح كذلك إعادة السلطة المربع الوطني لها، وتعزيز المواجهة الوطنية لكل الضغوط الإسرائيلية والأميركية، وضرورة إعادة الاعتبار للدور النضالي لكل الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق وجوده، إضافة إلى تعزيز وتطوير تحركات وتحالفات إقليمية ودولية عربية وإسلامية لدعم نضال الفلسطينيين.
المقاومة بالقلم.. نضال آخر
ولهذه الدراسات التي يقدمها الأسرى قيمة بحثية وعلمية عالية "تفوق" في أحيان كثيرة أبحاث حملة الشهادات العليا بالخارج، لا سيما وأنها نُشرت في مجلات محكّمة عالمية، كما يقول عقل صلاح الباحث في شؤون الأسرى وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأميركية بالضفة الغربية للجزيرة نت.
أحد الحضور خلال إطلاق كتاب "دراسات محررة" في مركز حمدي منكو الثقافي يقرأ الكتاب (الجزيرة)
ويعزو صلاح الذي أمضى 6 سنوات في سجون الاحتلال أهمية أبحاث الأسرى ومشاركاتهم العلمية تحديدا إلى اعتبارات عدة؛ أهمها أن الأسير وخاصة من كان من ذوي الأحكام العالية تحوَّل من دور المقاومة المباشرة مع الاحتلال إلى المقاومة بالقلم.
وهذا النوع (المقاومة بالقلم) يقسمه صلاح إلى أقسام: داخلي، وذلك عبر تثقيف الأسرى أنفسهم وتعلّم أبجديات البحث العلمي والقراءة والكتابة والدراسة والالتحاق بالجامعات الأخرى، وآخر خارجي يتوزع بين كتابة المقالات وإعداد الدراسات والكتب بشقيها السياسي والثقافي، وهناك أسرى كثر أبدعوا ونالوا جوائز عالمية.
اعتبارات تعزز أهمية البحث لدى الأسرى
ومن تلك الاعتبارات في رأي صلاح والتي جعلت من البحث العلمي محطّ أنظار الأسرى وأكسبت أبحاثهم أهمية: وجود جامعات فلسطينية تتيح المجال للأسرى للالتحاق بها، إضافة إلى سعة وقت الأسير وتفرّغه لغايات البحث العلمي والاطلاع والدراسة، وإجراء المقابلات والاستبيان مع الأسرى الذين يشاركون فعليا بذلك.
كذلك الثقافة العالية للأسرى ووجود كمّ لا بأس به من الكتب العلمية التي ساعدت الأسرى على المعرفة التامة بأبجديات النشر، فاقتحموا بمجهودهم أبجديات البحث العلمي الحقيقية وأصبح كثير منهم يحملون شهادات عليا.
ووفق هيئة شؤون الأسرى (مؤسسة حكومية)، فإن 173 أسيرا حصلوا على درجة الماجستير وهم في المعتقل، و755 نالوا شهادة البكالوريوس، وهناك 860 يعملون على تحصيل درجتي الماجستير والبكالوريوس معا، وهناك من حصل على شهادة الدكتوراه كالأسير مروان البرغوثي القيادي بحركة فتح.
وهذا يدل، وفق الباحث صلاح، على "القوة الفولاذية" التي يتمتع بها الأسرى ومشاركتهم في نوع جديد من النضال، وأن السجن لا يمكن أن ينال من عزيمتهم، والأهم أنهم يشاركون حتى في الحياة الفلسطينية بالخارج اجتماعيا وسياسيا ليفكّوا عزلتهم بالداخل، وهم إضافة إلى الكتب والأبحاث قدموا وثائق مهمة حول المصالحة.
قد تكون عملية مقاومة ظروف الأسر القاهرة هي أحد أسباب الأسير للكتابة للتعبير عن الرأي والنشر والتأثير والشعور بالحياة رغم ظلمة السجن؛ هي أحد أهم الدوافع الرئيسية للكتابة لدى الأسير، إضافة لحب العلم والمعرفة".
هكذا عبّر الأسير الفلسطيني عبد الناصر عيسى عن الرغبة في إبداء الرأي والتأثير في العالم الخارجي من دون أن يغفل حبه للعلم، وأراد لكتابه الجديد "دراسات محررة" أن يكون محاولة للخروج من التقليد والمأثور في منتجات الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، لا سيما الأدبي.
وجاء كتاب "دارسات محررة" مختلفا عما يطرحه الأسرى، فهذه الدراسات محكّمة ومنشورة في مجلات علمية ومراكز بحثية، وكتبت بين عامي 2012 و2022، وفيها يطرح الكاتب عيسى فكرا وبحثا علميا، أكثر منه رأيا أو أدبا بمختلف أنواعه (الشعر والنثر والرواية) مما اعتدناه من الأسرى الفلسطينيين.
واللافت أن الكتاب ليس خاملا بعمومه، بل مرن ومتنوع بمواضيعه بين السياسة الفلسطينية والإسرائيلية وفي الاقتصاد والمقاومة والثقافة.
كما لم يسقط جانب الأسرى من محتواه، فهو يقدم لـ6 دراسات لم ينجح عيسى في تهريبها خارج السجن طوال هذه السنوات فحسب، بل بتمحيصها قبل أن ترى النور وتنشر منفردة ثم تخرج مجتمعة في إصداره الجديد.
وكأن بالأسير عيسى الذي يُوصف بأنه "عميد" أسرى محافظة نابلس والذي مضى على اعتقاله أكثر من 27 عاما يريد أن يقول للعالم بالخارج إن الأسير وإن كان حبيس أقبية التحقيق وزنازين العزل وعتمة السجون بجسده فإن روحه وفكره لا حدود لهما.
"فالأسير الفلسطيني عموما هو إنسان راق وصاحب قضية نضالية عادلة، يدافع فيها من أجل حريته، وليس إرهابيا كما تزعم الدعاية الإسرائيلية والأميركية السوداء"، حسب قول عيسى.
جانب من الحضور خلال إطلاق كتاب "دراسات محررة" في مركز حمدي منكو الثقافي بنابلس (الجزيرة)
دراسات محكّمة للأسير ذي المؤبدات
6 دراسات محكّمة بطريقة عملية ضمّها كتاب الأسير عبد الناصر، تناولت أولاها موضوع تأثير المقاومة الفلسطينية في غزة على العلاقات المصرية الإسرائيلية 2021، بينما جاءت الثانية بعنوان الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية؛ الدوافع والسيناريوهات والأعداد، والثالثة عن دور الهيئة القيادية لأسرى حماس في تعزيز مكانة الأسرى.
أما الدراسات الثلاث الأخرى فجاءت حول تراجعات الديمقراطية الإسرائيلية والليبرالية الجديدة للاقتصاد في إسرائيل، وختم بدراسة عن الثقافة والتغير تدور حول إسهام الثقافة في اندلاع الثورات العربية.
وتتصدّر صورة الأسير عبد الناصر عيسى وسيرته الذاتية غلاف كتابه الواقع في 359 صفحة من القطع المتوسط والصادر عن مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية والذي يعدّ عيسى مؤسّسه.
ولد عبد الناصر عيسى في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين بشرق نابلس، ويقبع الآن في سجن رامون الإسرائيلي منذ عام 1995، ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة مرتين، ويتهمه الاحتلال بتنفيذ العديد من العلميات الفدائية وقتل 12 إسرائيليا، ويشغل منصب نائب رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ولعيسى الحاصل على شهادتي ماجستير في الدراسات الديمقراطية والإسرائيلية إصدارات عدة، منها: كتاب "مقاومة الاعتقال"، و"وفق المصادر"، وكتاب "مقالات حرة" الذي صدر هذا العام.
صعوبات رغم الإنجاز
وفي كتابه الجديد الذي أطلق في حفل قبل أيام بمدينة نابلس وحضره قدري أبو بكر وزير هيئة شؤون الأسرى ورئيس نادي الأسير قدورة فارس وذوو الأسري ولفيف من الشخصيات الوطنية والسياسية، يضعنا عيسى بصعوبات تواجه الأسرى بخاصة في الكتابة البحثية، إذ تواصل سلطات السجون إجراءاتها القمعية لمنع التأليف وتُقيّد إدخال الكتب بما يمنع الوصول إلى المصادر والمراجع.
وتقوم سلطات السجون بعمليات تفتيش ودهم متواصلة لغرف الأسرى، ومصادرة للأوراق وكتابات الأسرى، وخلق حالة "توتر أمني" مستمرة.
ولهذا، هناك كتابات كتبها عيسى ولم تخرج إلى النور، منها دراسته حول انسحاب شارون من قطاع غزة عام 2005، وأخرى عن دوافع الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) لاستخدام القوة في انتفاضة الأقصى عام 2000.
ويستبق الأسير عيسى كل دراسة بتقديم ملخص لها بما يمهد للقارئ ويحفزه للاستمرار رغم زخم الموضوع، ويتطرق إلى محاور داخلية وفصول بحثية تزيد القارئ شغفا.
كيف الخروج من الأزمة الوطنية؟
ويرى عيسى في المحور الثالث من مقالته "أزمة المشروع الوطني الفلسطيني ورؤية وطنية للخروج منها" 6 أسباب لذلك، أهمها بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والاتفاق الجدّي على برنامج وطني يقوم على تعزيز المقاومة الشعبية وتفعيل القيادة الموحدة لمواجهة الاحتلال، ووقف السلطة لكل أشكال التعاون والتنسيق الأمني، وتعزيز وتطوير الاشتباك السياسي.
ويطرح كذلك إعادة السلطة المربع الوطني لها، وتعزيز المواجهة الوطنية لكل الضغوط الإسرائيلية والأميركية، وضرورة إعادة الاعتبار للدور النضالي لكل الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق وجوده، إضافة إلى تعزيز وتطوير تحركات وتحالفات إقليمية ودولية عربية وإسلامية لدعم نضال الفلسطينيين.
المقاومة بالقلم.. نضال آخر
ولهذه الدراسات التي يقدمها الأسرى قيمة بحثية وعلمية عالية "تفوق" في أحيان كثيرة أبحاث حملة الشهادات العليا بالخارج، لا سيما وأنها نُشرت في مجلات محكّمة عالمية، كما يقول عقل صلاح الباحث في شؤون الأسرى وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأميركية بالضفة الغربية للجزيرة نت.
أحد الحضور خلال إطلاق كتاب "دراسات محررة" في مركز حمدي منكو الثقافي يقرأ الكتاب (الجزيرة)
ويعزو صلاح الذي أمضى 6 سنوات في سجون الاحتلال أهمية أبحاث الأسرى ومشاركاتهم العلمية تحديدا إلى اعتبارات عدة؛ أهمها أن الأسير وخاصة من كان من ذوي الأحكام العالية تحوَّل من دور المقاومة المباشرة مع الاحتلال إلى المقاومة بالقلم.
وهذا النوع (المقاومة بالقلم) يقسمه صلاح إلى أقسام: داخلي، وذلك عبر تثقيف الأسرى أنفسهم وتعلّم أبجديات البحث العلمي والقراءة والكتابة والدراسة والالتحاق بالجامعات الأخرى، وآخر خارجي يتوزع بين كتابة المقالات وإعداد الدراسات والكتب بشقيها السياسي والثقافي، وهناك أسرى كثر أبدعوا ونالوا جوائز عالمية.
اعتبارات تعزز أهمية البحث لدى الأسرى
ومن تلك الاعتبارات في رأي صلاح والتي جعلت من البحث العلمي محطّ أنظار الأسرى وأكسبت أبحاثهم أهمية: وجود جامعات فلسطينية تتيح المجال للأسرى للالتحاق بها، إضافة إلى سعة وقت الأسير وتفرّغه لغايات البحث العلمي والاطلاع والدراسة، وإجراء المقابلات والاستبيان مع الأسرى الذين يشاركون فعليا بذلك.
كذلك الثقافة العالية للأسرى ووجود كمّ لا بأس به من الكتب العلمية التي ساعدت الأسرى على المعرفة التامة بأبجديات النشر، فاقتحموا بمجهودهم أبجديات البحث العلمي الحقيقية وأصبح كثير منهم يحملون شهادات عليا.
ووفق هيئة شؤون الأسرى (مؤسسة حكومية)، فإن 173 أسيرا حصلوا على درجة الماجستير وهم في المعتقل، و755 نالوا شهادة البكالوريوس، وهناك 860 يعملون على تحصيل درجتي الماجستير والبكالوريوس معا، وهناك من حصل على شهادة الدكتوراه كالأسير مروان البرغوثي القيادي بحركة فتح.
وهذا يدل، وفق الباحث صلاح، على "القوة الفولاذية" التي يتمتع بها الأسرى ومشاركتهم في نوع جديد من النضال، وأن السجن لا يمكن أن ينال من عزيمتهم، والأهم أنهم يشاركون حتى في الحياة الفلسطينية بالخارج اجتماعيا وسياسيا ليفكّوا عزلتهم بالداخل، وهم إضافة إلى الكتب والأبحاث قدموا وثائق مهمة حول المصالحة.
أضف تعليق