06 تشرين الثاني 2024 الساعة 00:21

قيادي في الديمقراطية: ندعو لتشكيل جبهة قومية للتصدي للفاشية الصهيونية

2022-11-29 عدد القراءات : 486

نابلس (الاتجاه الديمقراطي)

دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق محمد دويكات، إلى لقاء وطني جامع مع القوى السياسية في الداخل المحتل لبحث تشكيل جبهة قومية في عموم فلسطين التاريخية للتصدي للفاشية الصهيونية.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها موقع القدس دوت كوم.

وهنا نص المقابلة:

• صعود الأحزاب اليمينية والفاشية في «إسرائيل» ينذر بمرحلة جديدة يزداد بها القمع والمجازر والقوانين العنصرية.

• ندعو إلى لقاء وطني جامع مع القوى السياسية في الداخل المحتل لبحث تشكيل جبهة قومية في عموم فلسطين التاريخية للتصدي للفاشية الصهيونية.

• مطلوب تفعيل الحركة الجماهيرية الناهضة في الميدان وتوفير كل ما يلزمها لضمان استمراريتها.

• مخيمات سوريا ولبنان بحاجة إلى اهتمام كبير والضغط لإعادة إعمار مخيم اليرموك.

 

نابلس (الاتجاه الديمقراطي)
توقف المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اجتماعه الأخير أمام العديد من التطورات الميدانية في الضفة وقطاع غزة والوضع السياسي في دولة الاحتلال وتطورات الوضع الإقليمي والدولي وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.

وفي لقاء مع "القدس" دوت كوم، قال عضو المكتب السياسي للجبهة محمد دويكات، إن الاجتماع ناقش الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة والحصار على غزة، واعتداءت المستوطنين اليومية على الممتلكات والسكان في الضفة خاصة القدس والاغوار وسلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال في نابلس وجنين، وحيا المقاومة التي تواجه الاحتلال بصمود وثبات، وظهور التشكيلات المسلحة كعرين الاسود وكتيبة جنين وكتيبة بلاطة.

 

وأكد على أهمية هذه التشكيلات لمقاومين ينتمون لاحزاب سياسية مقاومة قدموا صورة إيجابية في تاريخ النضال الوطني عندما شكلوا هذه الأجسام العابرة للفصائلية، وهذا يدل على أن أبناء الشعب الفلسطينيي موحدون في الميدان ويحاولون إيصال رسالة لطرفي الانقسام وإلى الحركة الوطنية بضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من خلال حوار وطني شامل يخرج الحالة الفلسطينية من الازمة الراهنة التي تعاني منها، من خلال برنامج اجماع وطني يكون ضامنا لاستمرار المقاومة بكافة أشكالها ومعزز لصمود شعبنا على الارض وميادين المقاومة وفي المناطق التي تتعرض لاعتداءات يومية مباشرة من المستوطنين وقوات الاحتلال.

 

وتابع: "نتقدم بآليات عملية نعتقد جازمين ان من الممكن تحقيقها وأن تخرج القضية الفلسطينية والحركة الوطنية من عنق الزجاجة من خلال الاعلان الفعلي عن إنهاء العمل باتفاق أوسلو وما تبعه من اتفاقيات، ووقف كل اشكال التنسيق الامني مع الاحتلال وكل العلاقات الإقتصادية، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال الاسرائيلي، ووضع الملف الفلسطيني أمام الهيئات الدولية حتى تقف امام مسؤولياتها، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود نضالات الشعب الفلسطيني وتوجهها وفق برنامج اجماع وطني متفق عليه من كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية".

 

وطالب الحكومة الفلسطينية بالعمل بشكل جدي على ترتيب أوضاعها بشكل ينسجم مع الحالة الوطنية ومع القرارات والتوجهات السابقة التي تم الاجماع عليها بضرورة التحلل من كل الاتفاقيات، وان تضع البرامج والآليات الممكنة لتعزيز صمود المواطنين وتحصين الجبهة الداخلية.

 

لقاء وطني جامع

 

وقال أن الحالة الفلسطينية وما شهدته في الفترة السابقة ابان معركة "سيف القدس" والهبة الجماهيرية الواسعة التي شهدتها كل الاراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والداخل والشتات، أكدت أن الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة الاحتلال وسياساته العنصرية والدموية.

 

وفي ظل الوضع الذي تمر به القوى والفصائل على مستوى الحركة الوطنية في الضفة وغزة والخارج أو الحركة الوطنية في الداخل المحتل، وجه نداء للقوى الوطنية في الضفة والداخل المحتل بضرورة الترتيب للقاء وطني جامع من أجل تشكيل جبهة وطنية وقومية لمواجهة سياسة الاحتلال في ظل صعود اليمين المتطرف الذي يصرح قادته كل يوم ان الايام القادمة ستشهد سلسلة من القرارات والقوانين العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في الداخل وبالتحديد في الجليل والنقب وسلسلة قوانين وإجراءات عنصرية في الضفة وغزة.

 

وأضاف أن هذا يملي على الحركة الوطنية وكل أبناء الشعب في الضفة وغزة والداخل عقد لقاء وطني جامع من اجل الخروج باليات ومقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من تنسيق العمل الوطني وتعزيز صمود ابناء الشعب في الداخل وفي الضفة وغزة والشتات.

 

واعتبر أن هذه التجربة اكدت من جديد انه لا يمكن للاحتلال تفتيت الشعب وعزله في كانتونات، وأن كل ابناء الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية في الداخل ومخيمات اللجوء والجاليات موحدون في مواجهة الاحتلال والنضال والمقاومة ضد الاحتلال، وهناك ضرورة موضوعية ووطنية لتشكيل جسم جامع لكل هذه التجمعات يسير وفق برنامج وطني يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل تجمع فلسطيني.

 

وأكد أن الجبهة ستبذل جهداً كبيراً من اجل عقد هذا اللقاء من أجل اخراج الحالة الفلسطينية من المأزق الذي تعيشه.

 

لقاء الجزائر

 

وحول لقاء لمّ الشمل الذي استضافته الجزائر مؤخراً، شكر دويكات دولة الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا على استضافتهم لهذا اللقاء الهام الذي خرج بالعديد من التوصيات المهمة لكن ينقصها الكثير من الضمانات لخروجها الى النور كتحديد مواعيد زمنية للتنفيذ، وإعادة البند السابع من اعلان الجزائر، وهو يتعلق بتشكيل حكومة وفاق وطني او حكومة وحدة وطنية تهيئ الأجواء في الضفة وغزة لاجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية وفيما بعد اجراء انتخابات المجلس الوطني حيثما امكن وحل العديد من القضايا التي نتجت عن الانقسام.

 

وأضاف أن هذا البند مهم وبالامكان اعادة النظر به وبحثه من جديد، والعامل الحاسم في هذا الموضوع أن تتوفر الارادة الصادقة لدى طرفي الانقسام بضرورة انهائه وعدم التمترس خلف المواقف الحزبية الضيقة.

 

وقال إن الجبهة الديمقراطية تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية هي ائتلاف وطني جامع لكل القوى الوطنية والاسلامية والممثل الشرعي والوحيد لعموم الشعب الفلسطيني ويجب المحافظة عليها وتعزيز دور هيئاتها المختلفة.

 

وأضاف أن اللجنة التنفيذية للمنظمة يجب أن تأخذ دورها في اطار الحركة الوطنية كدور قيادي وموجه لعموم الحركة الوطنية وعموم الشعب الفلسطيني، وأن يأخذ المجلس المركزي دوره كقائد وموجه للحركة الوطنية وان يقود معركة اصلاح وترميم عموم هيئات ومؤسسات المنظمة ويخرجها من سياسة الهيمنة والتفرد بالقرارات السياسية، أما المجلس الوطني فيفترض ان تجرى انتخاباته لتشمل كل أبناء شعبنا أينما وجدوا وحيثما أمكن.

 

الحركة الجماهيرية

 

ودعا دويكات إلى ضرورة تفعيل الحركة الجماهيرية الناهضة في الميدان، وتوفير كل ما يلزمها لضمان استمراريتها، كلجان الحماية والحراسة والقوات الضاربة وقيادة وطنية موحدة على مستوى كل محافظة لتحمي التجمعات السكانية التي تتعرض بشكل مباشر لاعتداءات المستوطنين خاصة في ظل الحديث عن انشاء مجموعات من المستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين في الشوارع الرئيسية  أو البؤر والمستوطنات القريبة من التجمعات السكانية، وفرض المقاطعة الجماهيرية على البضائع الاسرائيلية وتوفير البدائل الوطنية حيثما أمكن والبدائل من الخارج حين لا يتوفر البديل الوطني، واعتماد استراتيجية دبلوماسية بديلة تنسجم مع استراتيجية المقاومة الشعبية تمهيدا لانتفاضة جماهيرية واسعة ينخرط فيها كل مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية والجغرافية.

 

انتخابات الكنيست

 

وقال دويكات، إن نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي بينت بوضوح أن المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو اليمين واليمين المتطرف، وأن صعود الاحزاب اليمينية والفاشية هو دليل واضح  إننا مقبلون على مرحلة جديدة سيزداد بها القمع والمجازر الدموية وسلسلة من القوانين والقوانين العنصرية في الضفة وغزة والداخل المحتل

 

وأضاف أنه مطلوب توحيد كل الجهود من أجل إفشال هذه الحكومة ومساعي قادة الأحزاب المتطرفة لارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا وطرد السكان الاصليين من القدس والتضييق عليهم من خلال فرض قوانين جديدة، والمحاولات الحثيثة لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.

 

وقال: " أمام حكومة يمينية فاشية نحن بحاجة لتوحيد كل الجهود وتعزيز الصمود وتصعيد كل أشكال المقاومة في وجهها وإفشال المساعي التي يحاولون فرضها من خلال شرعنة البؤر الاستيطانية وتزويدها بالبنية التحتية وبناء المدارس الدينية".

 

وأضاف أن مهمة الحركة الوطنية كبيرة ولكن الوحدة الميدانية هي السبيل الوحيد لإفشال هذه المشاريع والتوافق الوطني على برنامج القواسم المشتركة الخيار الوحيد لضمان تعزيز الصمود وتصعيد كل اشكال المقاومة ويفتح الطريق امام انتفاضة ثالثة وعصيان وطني.

 

تراجع القطب الواحد

 

وفيما يتعلق بتطورات الوضع الدولي، أكد أن هيمنة القطب الواحد بدأت تتراجع، وكذلك السياسة الامريكية المعادية للشعوب والناهبة لخيراتها، ويتقدم بالمقابل حلف جديد بقيادة روسيا وعدد من الدول العظمى التي تواجه السياسة الامريكية وتحاول عزلها من خلال الدخول في معركة اعادة بناء نظام عالمي جديد لا تكون الولايات المتحدة هي المتحكمة والمهيمنة على مقدرات الشعوب.

 

واضاف أن انعزال السياسة الامريكية هو في صالح القضية الفلسطينية، ويفترض في القيادة السياسية المتحكمة في القرار الفلسطيني ان تعيد قراءة الوضع والتطورات الدولية الاخيرة باتجاه التخلص من الرهانات السابقة التي ما زال يراهن على امكانية ان تكون الولايات المتحدة الراعي الرئيسي للعملية السياسية في القضية الفلسطينية رغم التجارب العديدة التي اثبتت انها شريكة وداعمة للاحتلال.

 

وطالب ببناء تحالفات وعلاقات جديدة مع الدول الناهضة التي تحاول عزل السياسة الامريكية في المنطقة والعالم.

 

فشل رهانات التطبيع

 

وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط والدول العربية، اكد أن ما جرى من تطبيع بين دول عربية ودولة الاحتلال بقي في اطار العلاقات السياسية الفوقية.

 

وقال: "ما نراه ونسمعه من مواقف الاحزاب اليسارية والتقدمية في الدول العربية ورفضها المطلق لسياسة التطبيع مع الاحتلال هو مؤشر ايجابي، وان الشعوب بكافة توجهاتها السياسية ما زالت ترفض التطبيع، وما جرى في كأس العالم في قطر يؤكد ان الشعوب العربية ترفض التطبيع، وأن اسرائيل ما زالت معزولة عن العالم العربي وشعوبه ويجب ان تبقى كذلك".

 

وطالب بتوحيد كل الجهود العربية من خلال الاحزاب التقدمية في لقاء جامع تكون الحركة الوطنية الفلسطينية على راس هذا اللقاء لتشكيل جبهة عربية وقومية تقدمية وان يكون لها موقف موحد من اجل الضغط على الحكام والحكومات الذين يسعون لتجسيد العلاقات مع دولة الاحتلال.

 

وبين ان الاحتلال حاول التسلل للدول العربية من خلال تقديم نفسه كدولة متقدمة ومتحضرة وتحارب الإرهاب، لكنه فشل في اقناع الشعوب العربية بذلك، وما زالت الشعوب مخلصة ومستعدة لتقديم كل ما تملك للقضية الفلسطينية.

 

مخيمات اللجوء والشتات

 

وأكد دويكات أن الفلسطينيين في مخيمات اللجوء والشتات، خاصة في مخيمات سوريا ولبنان بحاجة الى اهتمام كبير وتكثيف الجهود والضغط لاعادة اعمار مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى التي هجر سكانها منها ودمرت.

 

وقال إن هناك مساعي حثيثة من القوى والفصائل وفي المقدمة الجبهة الديمقراطية لاعادة الحياة في مخيم اليرموك، وبدأت الجبهة وعدد من القوى والفصائل باصلاح كل مقراتها ومكاتبها في المخيم واستأنفت العمل بهذه المقرات كخطوة أولى لإعادة الثقة لابناء المخيم ورسالة موجهة إلى كل أبناء المخيم الذين هجروا انه بالامكان العودة وهناك ضرورة وطنية ملحة للعودة الى مخيماتهم واصلاحها والمحافظ عليها كعنوان للقضية الوطنية ومحطة مؤقتة لحين العودة إلى الديار.

 

وأكد أن هناك جهودا تبذل للضغط على الجهات المسؤولة للبدء في اعمار المخيم المخيمات الأخرى.

 

أما مخيمات لبنان فقال انها بحاجة الى اهتمام جدي من منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والأنروا، خاصة وأن هناك محاولات لتقليص خدمات الانروا في مخيمات لبنان كما يجري في مخيمات سوريا والضفة.

 

وقال إن هناك حاجة إلى وضع خطة شاملة لمواجهة سياسة التقليصات ولمواجهة الاشكالات التي يتعرض لها ابناء المخيمات في لبنان وسوريا وفلسطين، وهذا من مسؤولية منظمة التحرير والسلطة القوى الوطنية.

 

وأضاف أن هناك حاجة لبرنامج عمل جدي في مواجهة تقليصات وكالة الغوث والدول الراعية لهذه الوكالة، ومطلوب تفعيل الملف على المستوى الدولي والشعبي، وهناك العديد من اللقاءات لمحاولة تفعيل دور اللجان داخل المخيمات لكي ترفع صوتها امام سياسة التقليصات واكتظاظ الصفوف التعليمية في مخيمات لبنان والمضايقات التي يتعرض لها ابناء المخيمات في لبنان وسوريا.

 

وأكد أن هذه التقليصات هي تقليصات سياسية تبدأ بتقليص الخدمات بشكل تدريجي لفترة زمنية لحين انهاء المسؤولية المباشرة والإنسانية والسياسية لوكالات الغوث ونهاء وجود المخيمات كتجمعات سكانية وتشتيت ابناء المخيمات على دول العالم، كما جرى في بعض المخيمات.

أضف تعليق