23 تشرين الثاني 2024 الساعة 11:38

حريق مهول ايقظ غفوتنا

2022-11-20 عدد القراءات : 888
لم يختاروا موتاً سهلاً أو رحيلاً صامتاً اندثرت امانيهم وأحلامهم بواقع مأساوي مرير كالعلقم التهمت النيران ضحكاتهم قبل أن تنهش أجسادهم بفعل سرمدية الموت انطفأت قناديل حياتهم وتبدلت ثنايا أرواحهم بأمواج الألم والفراق.
لا تزال روائح الموت تنبعث من سماء قطاع غزة وتكتسي باللون الأسود فوق مخيم جباليا حزناً يعتصر قلوبنا على فقدان عائلة بأكملها شطبت من السجل المدني الفلسطيني بهذا ساد الصمت شوارعنا وحبس الشعب أنفاسه قهراً وهم يسمعون الأخبار ويترقبون الحقائق والنتائج فقد تضاربت الانباء وتعددت الروايات.
فاجعة حريق مخيم جباليا والذي راح ضحيتها واحد وعشرون شهيداً من بينهما اطفالاً لم تكن الفاجعة الأولى من نوعها بل سبقها الكثير لكنها من اكثر الفواجع المأساوية التي ألمت كل أرجاء الوطن وعصفت برياح الحزن والاستياء على ضحايا أبرياء نتيجة للتجاذبات والخلافات والمناكفات السياسية والتي طالما دفع المواطن الغزي اثماناً باهظة من دماء أبنائه وصلت لحد الموت.
أصبحت غزة {غابة الصراع} الصراع فيها للأقوى صراعات على مناصب ، جدل سياسي سياسة الاستبداد ومصارع الاستعباد.
نسوا وتناسوا ذلك الشعب المسكين الذي اجلسهم على الكراسي وإعطائهم الشرعية لحل مشاكلهم وتوفير الأمن والأمان لهم .
لهذا ننتظر من سوف يكون ملك الغابة!!
سيناريوهات تطلق سهامها الغادرة نحو غزة وتشعل نيرانها لمشاهد خلقت فجوة واضحة في العلاقة بين الشارع الفلسطيني والقيادة السياسية هذه الفجوة تتسع وتتفاقم على اثر الانقسام البغيض الذي عصف بالساحة الفلسطينية وخلف مصائب لا تعد ولا تحصى انقسام المجتمع الفلسطيني الذي أدى إلى تدمير نسيجه السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ادخلنا في متاهات لا رجعة فيها.
طرفا الانقسام الفلسطيني هم من يقبضون ثمن الظروف المأساوية والقاسية التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة من حصار خانق مفروض علية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية ومنها انقطاع التيار الكهربائي وضعف منظومة الدفاع المدني في امكانياتها والمعدات التي تمكنها من القيام بمهمتها.
ها هو نتاج صراعكم أيها الساسة... إلى متى سوف نظل صامتين عاجزين..؟
مللنا من الخطب الرنانة والشعارات الكاذبة والمفاوضات والتصريحات التي تحرق أبناء شعبنا لسنا هنا لتوزيع الاتهامات ولكن نطرح تساؤلات تترد على ألسنة أبنائنا واحفادنا من دون أن نجد إجابة كافية شافية، إلى متى نبقى على هذا الحال...؟
حان الوقت لبناء البيت الفلسطيني وتقوية صفوفنا وتوحيد كلمتنا ووضوح مواقفنا وتعزيز جبهتنا الداخلية ولم شملنا واستعادة الوحدة الوطنية بعيداً عن الانفراد والتفرد للخروج من مأزق نفق الانقسام المظلم.

أضف تعليق