16 تشرين الثاني 2024 الساعة 03:54

نتنياهو في طريقه لاستعادة السلطة بمساعدة حلفاء من اليمين المتطرف

2022-11-03 عدد القراءات : 845
القدس (الاتجاه الديمقراطي) (أ ف ب)
بدا رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق اليميني بنيامين نتنياهو الأربعاء، على مشارف العودة إلى السلطة على ضوء النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي تظهر تقدم تحالفه مع اليمين المتطرف بهامش ضئيل.
وأظهرت معطيات لجنة الانتخابات المركزية، بعد فرز 87.2 في المئة من الأصوات حصول تحالف نتنياهو على 65 مقعدا.
ويخول ذلك نتنياهو العودة إلى مقدمة الساحة السياسية.
وقال نتنياهو الزعيم اليميني المخضرم (73 عاماً) لمؤيديه فجر الأربعاء في القدس «نحن قريبون جدا من نصر كبير».
لكن خصمه الرئيسي رئيس الحكومة المنتهية ولايته يائير لبيد قال في تل أبيب «لم يتقرر شيء» وإن حزبه «ويش عتيد»، «سينتظر بصبر ...النتائج النهائية».
يظهر فرز الأصوات حتى الآن حصول حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 32 مقعدا، وحزب لبيد على 24 مقعدا، وتحالف «الصهيونية الدينية» بزعامة اليميني المتشدد بن غفير على 14 مقعدا، و«المعسكر الوطني» بقيادة بيني غانتس على 12 مقعدا، بالإضافة إلى حزب «شاس» الديني الشرقي المتدين على 12 مقعدا.
في المقابل حصل حزب «يهدوت هتوراه» الديني المتشدد لليهود الغربيين على 8 مقاعد، والجبهة والعربية للتغيير على 5 مقاعد (أيمن عودة وأحمد الطيبي) والقائمة الموحدة بقيادة منصور عباس على 5 مقاعد، و«يسرائيل بيتينو» على 5 مقاعد، وحزب العمل على 4 مقاعد. أما حزب ميرتس اليساري الصهيوني فلم يجتز نسبة الحسم شأنه في ذلك شأن حزب التجمع الوطني الديمقراطي.
كذلك، يتوقع ألا يتجاوز حزب البيت اليهودي برئاسة ايليت شاكيد نسبة الحسم.
في النظام النسبي الإسرائيلي يجب ان تحصل كل قائمة انتخابية على نسبة الحسم وهي 3.25% من نسبة الأصوات التي تؤهل للدخول الى الكنيست بأربعة أعضاء دفعة واحدة.
وعنونت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية: «نتنياهو يسعى لنصر حاسم ...ويائير لبيد يأمل بالتعادل..واليميني المتطرف بن غفير يحتفل».
لكن لا يزال هناك مغلفات مغلقة مثل أصوات عناصر الجيش والمستشفيات وقد تحدث فروقات طفيفة في الأرقام مع فرز الأصوات وصدور النتائج الرسمية.
من جانبه، عبر السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نيدس عن سروره بسبب «هذا الإقبال على التصويت».
وقال في بيان «من السابق لأوانه التكهن بالشكل الدقيق للائتلاف الحاكم المقبل»، مشيرا إلى تطلعه إلى مواصلة العمل مع الحكومة الإسرائيلية.
تقول يائيل شومر الأستاذة في جامعة تل أبيب إن «مرحلة عد الاصوات يسودها توتر شد الاعصاب فبضعة آلاف من الاصوات تؤثر على المقاعد وقد تغير النتيجة النهائية».
وحذر وزير العدل الحالي جدعون ساعر زعيم حزب «الأمل الجديد» الذي انشق عن حزب الليكود سابقاً من خطر رؤية إسرائيل تتجه نحو «تحالف من المتطرفين» بقيادة نتنياهو وحلفائه.
وقال زعيم اليمين المتشدد إيتمار بن غفير مخاطباً مناصريه بعد صدور النتائج الأولية «صوّت الجمهور للهوية اليهودية ... حان الوقت أن نعود لنكون أسياد بلدنا».
وأضاف بن غفير «الناس يريدون السير في الشوارع بأمان وألا يكون جنودنا وشرطتنا مقيدي الأيدي»، مكررا دعوته لاستخدام القوة، خصوصًا ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية المحتلة.
ووصفت المحاضرة السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية يوليا إلعاد سترينغر بن غفير بأنه «الفائز الأكبر في هذه الانتخابات».
وقالت «لقد حصل على أصوات من الحريديم (اليهود المتزمتين) ومن الليكود ومن ناخبين شباب جدد وأشخاص لا يعرفون لمن يصوتون».
وكتبت صحيفة «هآرتس» اليسارية الأربعاء «إسرائيل على وشك أن تبدأ ثورة يمينية ودينية وسلطوية هدفها تدمير البنية التحتية الديموقراطية التي بنيت عليها الدولة ... قد يكون هذا يوما أسود في تاريخ إسرائيل».
بسبب تكرار الانتخابات، كان السياسيون الاسرائيليون يخشون أن يصاب الناخبون الإسرائيليون البالغ عددهم 6,8 ملايين بالارهاق إذ يتوجهون لصناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات. إلا أنّ نسبة المشاركة بلغت نحو 71,3 %.
وتجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 4,8 ملايين وهي الأعلى منذ 2015، بحسب لجنة الانتخابات المركزية.
وشرعت الكنيست قانون نسبة الحسم لدخول البرلمان باقتراح عضو الكنيست افيغدور ليبرمان لمنع القوائم العربية من دخول الكنيست .
ويشكل العرب في اسرائيل 20% وهم الفلسطينيون الذين بقوا في ارضهم عام 1948.
وعلى اثر هذا القانون تشكلت القائمة العربية المشتركة والتي حصلت على 15 مقعدا في العام 2015 وضمت أربعة أحزاب.
لكن القائمة العربية بدأت بالتفكك بعد انفصال منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة الاسلامية في العام 2021.
وفي الانتخابات الاخيرة شغلت الاحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان.
لكن العرب خاضوا انتخابات الثلاثاء بثلاث قوائم منفصلة، هي الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والعربية للتغيير وقائمة حزب التجمع الديموقراطي برئاسة سامي ابو شحادة والقائمة الموحدة الحركة الاسلامية برئاسة منصور عباس.
وقالت المرشحة من حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة عايدة توما سليمان إن «وجود الفاشيين إلى جانبه (نتنياهو) يقلقنا أكثر من أي شيء آخر».
وأضافت أنه يوضح توجه الدولة وما ينتظر الفلسطينيين الذين يعيشون في هذا البلد.■

أضف تعليق