23 كانون الأول 2024 الساعة 03:40

الجبهة الديمقراطية ومنظماتها الجماهيرية تستعيد تقاليد العمل الوطني والاجتماعي في مخيم اليرموك

2022-10-27 عدد القراءات : 771
 ■شكل مخيم اليرموك على امتداد عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة رمزية وطنية للتجمع الفلسطيني في سوريا وحتى لمجمل الحالة الوطنية الفلسطينية باعتباره عاصمة الشتات الفلسطيني، هذا المخيم الذي كنس عن جلده ظلام الإرهابيين وخرابهم منتصف عام 2018، عاد المخيم جريحاً وبحاجة لعناية فائقة من كل حريص على هذا المخيم ودوره الوطني.
ولاشك ان العامل الاساسي الذي يشكل دفعة كبيرة في إعادة دورة الحياة للمخيم برجوع أهله إليه هو تأمين خدمات البنية التحتية التي تؤمن ظروف حياة معيشية أفضل لأهالي المخيم، وهذا ما يحمل كافة الجهات المعنية الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية مسؤولية وطنية كبرى بالاستمرار بالجهود الحثيثة، وبالأخص على صعيد الضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  (الأونروا) لكي تعمل على إعادة ترميم مقراتها في المخيم وبالأخص المدارس في ظل تجاوز عدد الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي 400 طالب في مختلف الصفوف الدراسية، إضافة لضرورة استمرار الجهود بالتواصل مع كافة الجهات المعنية السورية لتأمين خدمات البنية التحتية (الكهرباء، وسائل النقل، شبكات الصرف الصحي ...)، أن خدمات البنية التحتية تشكل رافعة أساسية لرجوع الاهالي الى المخيم وإن استعادة تقاليد العمل الوطني والاجتماعي لا يقل أهمية عن هذه الخدمات .
وهذا ما لمست أهميته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومنظماتها الجماهيرية فبادرت منذ عودتها بافتتاح مقراتها في مخيم اليرموك بتاريخ 17/12/2021 الى وضع برنامج عمل وطني واجتماعي يحاكي هموم ومصالح أهالي المخيم من خلال تحويل مقراتها الى مراكز عمل تقدم الخدمات وإقامة النشاطات والفعاليات ضمن محاور العمل (السياسي الوطني والتربوي التعليمي والاجتماعي والثقافي والرياضي) إلى جانب اهتمامها المطلق بضرورة متابعة ملف الخدمات إلى جانب القوى والهيئات الفلسطينية المعنية وبادرت إلى عقد ورشة عمل حول أوضاع المخيم بمشاركة الفصائل والقوى والشخصيات والهيئات الفلسطينية ووضعت أوضاع المخيم محل البحث والمتابعة .
إن المنظمات الجماهيرية العاملة في اقليم سوريا للجبهة الديمقراطية صاغت برامج عمل واقعية وملموسة في المخيم لاقت تقدير واهتمام أهالي المخيم، هذا عرض يأتي في اطار الأعمال أي اذا اكتمل مشهدها بدائرة أكبر سيعجل من عودة المخيم لحيويته أمراً حتمياً، وانطلق قطار عمل اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) بعد صدور قرار الرئيس السوري بشار الأسد بعودة أهالي المخيم الى منازلهم، سارع (أشد) واتحاد لجان الوحدة العمالية (حق) لتشكيل فريق تطوعي من رفاقه ومتطوعين لمساعدة أهالي المخيم في تنظيف منازلهم وعلى مدار أكثر من شهر من عمل متواصل.
وكانت الخطوة الثانية عندما صاغ ( أشد ) ومنظمة الجيل الجديد (مجد) مشروعهم التربوي التعليمي (مشروع/ مجد/ التربوي) بافتتاح قاعات دراسية للطلبة الجامعيين ضمن قاعات تؤمن ظروف دراسية مناسبة ثم نظمت جلسات امتحانية للطلبة في كافة المراحل الدراسية (٣٠ جلسة امتحانية لأكثر من ١٠٠ طالب)، وكما بادرت منظمة الجيل الجديد (مجد) لتنظيم نادي صيفي لأطفال المخيم ضمن برنامج عمل تربوي تعليمي واجتماعي ورياضي وترفيهي ارتاده أكثر من ١٤٠ طالب وطالبة على مدار ٣ أشهر خلال العطلة الصيفية، وعلى صعيد المحور السياسي الوطني نظم (أشد) عدد من ورشات العمل السياسية والتي فعلت تطورات الأوضاع السياسية الفلسطينية واحياء المناسبات الوطنية تعزيزاً لصقل الشخصية الوطنية الشبابية الفلسطينية، ولم يغفل (أشد) ضرورة احياء تكريم الطلبة الناجحين والمتفوقين في الشهادتين الاعدادية والثانوية فنظم حفل تكريم جماهيري للطلبة كرم من خلاله أكثر من ١٠٠ طالب من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية ومن أبناء مخيم اليرموك وسط أجواء احتفالية أعادت الفرح بالعلم لأرجاء المخيم، وثقافياً لم تدخر المنتديات الثقافية الديمقراطية الفلسطينية جهداً في تنظيم الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تسهم في رفع الحالة الثقافية في صفوف الشباب، ورياضياً كان لنادي عز الدين القسام الرياضي حصة في العمل الجماهيري فسارع النادي لتنظيم عدد من الفعاليات الرياضية كان آخرها تنظيم دورة رياضية في لعبة الشطرنج ويراكم النادي في هذا الجانب والذي سيفتتح مقره الرئيسي في مخيم اليرموك خلال الأيام القادمة .
وكما كان للتجمع المهني الديمقراطي الفلسطيني (مدى) جولة عمل بعقد مؤتمره الثالث في صالة خالد نزال للثقافة الوطنية بتاريخ ٢٠٢٢/١٠/١٤ في مخيم اليرموك بمشاركة أعضاء التجمع من اطباء ومهندسين ومعلمين وعدد واسع من أصحاب حملة الاجازات الجامعية ووضع خطة عمل عنوانها الرئيسي (استنهاض دور المؤسسات والاتحادات الشعبية الفلسطينية ووضعها في خدمة ابناء التجمع الفلسطيني في سوريا) إلى جانب أن هذه المنظمات الجماهيرية ومنها اتحاد لجان الوحدة العمالية الفلسطينية «حق» أخذت قراراً بنقل عدداً من فعالياتها المركزية وإدارة عملها التنظيمي المركزي إلى مخيم اليرموك.
وانطلاقًا من دور ومكانة المرأة الفلسطينية في مجرى النضال الوطني والاجتماعي بادرت النسائية الديمقراطية الفلسطينية (ندى) ومؤسسة بيسان للتنمية الاجتماعية لافتتاح مقرهم في مخيم اليرموك مطلع الشهر السابع من هذا العام ووضعت (ندى) وبيسان خطة عمل تتوجه بشكل رئيسي لقطاع المرأة والطفل وترجمت هذه الخطة بسلسلة من الفعاليات وورشات تمكين المرأة وكان آخرها ندوة نظمت بتاريخ ٢٠٢٢/١٠/٢٣ بمناسبة يوم التراث الفلسطيني حول (التراث الفلسطيني وأهميته) إضافة الى حفلات افتتاح مؤتمرات المنظمات الديمقراطية الدورية لمنظمات ( أشد – مجد – مدى – ندى) بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية والاتحادات الشعبية الفلسطينية والمؤسسات العاملة في حقل المرأة والشباب والأحزاب السورية ومختصات في مجال التراث الفلسطيني وبحضور للمنظمات النسائية الفلسطينية والسورية والمؤسسات العاملة في حقل المرأة .
إن استعادة تقاليد العمل النضالي والاجتماعي التي بادرت له الجبهة الديمقراطية ومنظماتها الجماهيرية بعث من جديد الأمل في نفوس أهالي مخيم اليرموك أن هذا المخيم الذي شكل خزان للثورة الفلسطينية على امتداد تاريخها الطويل سوف يستعيد دوره الوطني والاجتماعي عاجلاً أم أجلاً. إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ستبقى تعمل بهذه الروح المفعمة بالأمل والاصرار وايماناً منها بدورها وواجبها الوطني مسترشدة بمقولة أمينها الرفيق نايف حواتمة عندما قال: (طوبى لمن اتبع هدى النضال، فالحياة مشوار نضال) ■

أضف تعليق