23 كانون الأول 2024 الساعة 13:57

«أبو رعد» .. أيقونة فلسطين الجديدة

2022-10-01 عدد القراءات : 888
أيقونة فلسطينية جديدة شقت طريقها في صعاب الحياة نحو مستقبل طويل وبعيد لتحظى بالتكريم والتتويج والتأريخ، انه «أبو رعد» ابن المخيم من ضمن عشرات المخيمات المنتشرة على جغرافيا الفقر والاعاشة والاعانة والتشريد والتوطين وإلغاء الذاكرة.
ماذا فعل هذا المتعملق لكي يصبح ايقونة فلسطينية بعد ابراهيم النابلسي وباسل الاعرج وفارس عودة ومحمد الدرة وعهد التميمي وغسان كنفاني وناجي العلي وعطا الزير وعز الدين القسام وعارضة نفق الحرية والعواودة .... والقائمة كما نعرف كلنا تطول حتى تصل الى ناصر أبو حميد.
الذي فعله «ابو رعد» أنه لدى فقدانه ابنه الثاني «عبد الرحمن» بدا قويًا صابرًا مؤمنًا، لم تظهر على عينيه دمعة، ولا على شفتيه رجفة، وقال لربه : «اني يا ربي راضياً عنه، فأرض عنه».
انتفضت وسائل التواصل الاجتماعي والسياسي والانساني لابداء تعاطفها مع هذا العملاق الذي فقد فلذتين من كبده في غضون ستة أشهر، وهدموا المنزل الذي كان يأويه، وتطارده قوات الاحتلال وعيونها القذرة وكلابها المتوحشة صبح مساء في كل مكان كي ينالوا منه أكثر مما نالوا، في أحد مشاهده ظهر الى جانبه ابناً صغيرًا وربما اخيرة ممسكاً به في حركة لا إرادية خوفاً عليه من حركة ارادية دولية عنصرية متوحشة فتطوله كما طالت أخويه من قبله.
طلبت اسرائيل رسميًا من السلطة ان تقطع راتبه التقاعدي كونه على ملاك جيشها الوطني عقيدًا، كيف تحسب اسرائيل الديمقراطية حساباتها، وكيف تقيم اوزانها، وكيف ترسخ قواعدها وأنظمتها وقوانينها، رغم ان التفاح لا يجمع مع البندورة، ورغم أن المال ليس مالها، فكيف تلغي راتباً تقاعدياً لموظف انهى سنوات عمله بالكامل؟؟.
وأبدت اسرائيل قلقًا متزايداً من انضمام عناصر في اجهزة السلطة لبؤر المقاومة، ليس في جنين فحسب، بل نابلس والخليل ورام الله، وبدون ادنى شك، فإنها تفكر في دور ما يقوم به «ابو رعد» على هذا الصعيد، فهو ضابط سابق له خبرته وعلاقاته وتأثيره، كان والد شهيد، واليوم اصبح والد شهيدين، ضابط فلسطيني لا يستطيع ان يلعق جراحه التي تنز من كبده، لقد صدق الاغبياء ان «دايتون» نجح فعليا في لجم سورة الثورة في قلوب أبناء الاجهزة الامنية، ما جعلهم يصدقون أن وقف راتب «ابو رعد» سيوقف ثورة غضبه.
ينفع ترسيم هذا العملاق رئيسًا شعبيًا لفلسطين، قائدًا من لحم ودم ونضال واستشهاد وايثارية ونظافة يد ولسان وقوة واحتمال تعجز عنها الجبال، ينفع ترسيمه قاضيًا لمحكمة العدل العليا الشعبية فيحكم في خلافات الناس العشائرية، ينفع ترسيمه مفتيًا دينيًا فيزيل ما علق بين الحلال والحرام من لبس، ينفع ان يحل الخلاف بين «فتح» و«حماس» الذي مضى عليه سنوات طوال وتدخلت في حله وساطات عربية ودولية دون أن يحل، آخرها الجزائر. ينفع ان يستضاف إلى الجزائر، أو تأتي الجزائر اليه في جنين. ■

أضف تعليق