الرئيس عباس يفتتح المقر المؤقت لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»
رام الله (الاتجاه الديمقراطي)
افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، المقر المؤقت لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، بمدينة البيرة.
وقال الرئيس في كلمته عقب الافتتاح، «سعيد جدا أن أكون هنا في "وفا"، التي حضرت افتتاحها الأول عام 1972، فالإعلام كان وما زال غاية في الأهمية، حيث كان في صلب اهتمام قيادة الثورة الفلسطينية قبل انطلاقها، بهدف إيصال رسالتنا إلى العالم، وكان حينها باستخدام الطرق البدائية».
وأضاف: كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات «أبو عمار» يولي الاعلام اهتماما كبيرا، ومع تطور الأداء الإعلامي أصبح لدينا مقر لوكالة وفا.
وأعرب عن أمله وتمنياته بأن يكون لكل مؤسسة مقر مملوك لها، مجددا على أن كافة مقراتنا السيادية انما هي مقرات مؤقتة، وسيأتي الوقت حتى تتنقل هذه المقرات بشكل دائم إلى القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار الرئيس إلى أنه من أصل 109 سفارات حول العالم لدينا أربع فقط مستأجرة، والباقي ملك لدولة فلسطين.
كما أبدى سيادته اهتمامه بالأرشيف الوطني في وكالة "وفا"، وضرورة أن يشمل تاريخ فلسطين، من حيث الأخبار، والوثائق، والصور.
بدوره، المشرف العام على الاعلام الرسمي، رئيس مجلس إدارة «وفا» الوزير أحمد عساف، قال في كلمته الترحيبية بالرئيس، والوفد المرافق "تشرفنا اليوم بهذا الحضور الكريم لمقر الوكالة الأول المملوك للدولة في أرض الوطن، هذه الوكالة العريقة التي صادف ذكرى تأسيسها الخمسين قبل أيام، والتي أسستها سيادتك والقادة الأوائل لتكون ناطقا رسميا باسم شعبنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن وكالة «وفا» نجحت في الحفاظ على مصداقيتها رغم كل العقبات والظروف التي يمر بها شعبنا بسبب ممارسات الاحتلال، فأصبحت مصدرا رئيسا للخبر الصحيح والدقيق، وهذا ما يميزها عن غيرها من المؤسسات الإعلامية الأخرى.
وأكد الوزير عساف أن أخبار الوكالة تنشر بأربع لغات، وهي: العربية، والانجليزية، والفرنسية، والعبرية، لمواكبة التطورات.
ويعتبر هذا المقر الأول الذي تمتلكه "وفا"، بعد أن كان المقر القديم بمنطقة المصايف بمدينة رام الله بالإيجار، إضافة إلى أن كافة مقراته كانت أيضا بنظام الإيجار منذ عام 1996.
وكان المقر الرئيسي للوكالة يقع في قطاع غزة، ولكن بعد انقلاب "حماس" على الشرعية الفلسطينية عام 2007، انتقل إلى مدينة رام الله.
ويقع المبنى الجديد على أرض مساحتها 880 مترا مربعا، ويبلغ مساحة مسطح المبنى 2576 مترا، ويتكون من 6 طوابق.
ويحتوي مبنى الوكالة، على طابق التسوية الذي يضم إدارة التدريب والتطوير، وفي الطابق الأرضي إدارة الشؤون الإدارية والمالية، وفي الطابق الأول إدارة الحاسوب ومركز المعلومات، والطابق الثاني الإدارة العامة للتحرير والملتيميديا، والسوشال ميديا، وفي الطابق الثالث الإدارة العامة للتصوير، والفرنسي، والإنجليزي، وفي الطابق الرابع مكتب رئيس الوكالة، والعلاقات العامة، والمكاتب الخارجية.
وتتوزع المكاتب الفرعية للوكالة، في كافة محافظات الوطن، بما فيها محافظة القدس، عدا عن المكاتب الخارجية في عديد الدول العربية والدولية.
وأنشئت "وفا" في نيسان / ابريل عام 1972 تطبيقاً للقرار الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني، في دورته الاستثنائية المنعقدة في القاهرة، ثم صدر قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بإنشاء وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بتاريخ 5/6/1972، كهيئة مستقلة مرتبطة هيكلياً وسياسيا وإداريا برئاسة اللجنة التنفيذية للمنظمة، لتتولى مهمة التعبئة الإعلامية والتصدي لمواجهة الدعاية المعادية، ولتكون منبراً مستقلاً يتولى نقل الأحداث الوطنية بعيداً عن أي وصاية أو تبعية، وهذا القرار هو الإطار القانوني الذي يحكم عمل الوكالة حتى اليوم.
تركز عمل وكالة «وفا» منذ تأسيسها على نقل الخبر الفلسطيني، وخصوصا البلاغات العسكرية الصادرة عن القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية، لكن هذا العمل توسع، ليشمل تغطية الأحداث الوطنية على تنوعها وأخبار تجمعات الشتات الفلسطيني، ونقل كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية.
انطلق عمل وكالة «وفا» في بدايته بسيطاً ومتواضعا، وتركز في نشرة يومية باللغة العربية، تطور بعدها لإصدار نشرة يومية باللغة الإنكليزية وثانية باللغة الفرنسية، وكان الهدف من هذه النشرات الإخبارية أولا تزويد الصحافة المحلية والعربية والدولية بالموقف الفلسطيني، وتزويد صانع القرار بأخر الأنباء المتعلقة بالقضية الفلسطينية من مختلف العواصم عبر رصدها وتحليلها.
استطاعت الوكالة منذ نشأتها تحقيق مكانة مرموقة بين نظيراتها العربية والعالمية، وحققت في أوقات معينة أسبقية وحضورا مميزا، خصوصاً أثناء العدوان الإسرائيلي للبنان عام 1982، وحرب طرابلس في شمال لبنان عام 1983 وحرب المخيمات في بيروت 1985، وقبل ذلك أثناء الحرب الأهلية في لبنان.
حققت الوكالة حضورا مميزا في المنظمات العربية والدولية ذات الاختصاص، إضافة إلى عضويتها الدائمة في اتحاد وكالات الأنباء العربية، واتحاد وكالات الدول الإسلامية، ورابطة وكالات دول عدم الانحياز ورابطة وكالات أنباء المتوسط، شغلت على مدى دورات عدة منصب نائب الرئيس لهذه الهيئات.
لعبت الوكالة دورا مكملا لعمل المؤسسات الإعلامية الفلسطينية مثل 'فلسطين الثورة' المجلة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإذاعة صوت فلسطين – صوت الثورة الفلسطينية، والتي واصلت عملها حتى بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وتلفزيون فلسطين الذي تأسس بعد قيام السلطة الوطنية، وغيرها من المنابر الإعلامية التي تأسست فيما بعد.
المصدر: الاتجاه الديمقراطي - وفا
أضف تعليق