تايوان بين الصين وواشنطن
عُرفت واشنطن منذ عهدها الأول بارتداء قناعها الزائف، المطالب بحقوق الشعوب، وحق تقرير مصيرهم، لكن هذا القناع بات معروفاً، وما يخفي تحته من الفتن وإشعال الحروب، وهذا ما حدث سابقاً بين روسيا وأوكرانيا.
فها هي تعيد الكرة بنشر العداوة والكراهية، والآن هل تعيد السيناريو بين الصين وتايوان؟.
يبدو أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ووفد الكونغرس الأميركي إلى تايوان، أشعلت غضب الصين، والتي اعتبرتها تجاوزاً دبلوماسياً بين تايبيه وواشنطن، وأن الردّ على واشنطن سيكون حاسماً. من هي تايوان وما علاقتها بالصين، ولماذا تريد ضمها، وما أهداف التدخلات الأمريكية؟.
تعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية ويجب أن تصبح جزءاً من البلاد، ولا نستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك، ولاسيما أنه بموجب سياسة «الصين الواحدة»، ولا تعترف واشنطن بتايوان دبلوماسياً، لكنها تبيع أسلحة للجزيرة ذات الحكم الذاتي، وذلك للمساهمة بإشعال فتيل الحرب تحت شعار الدفاع عن النفس.
وللمزيد فإن تايوان جزيرة تقع جنوب شرق آسيا في المحيط الهادئ، يفصلها عن الصين مضيق فورموزا
ولا تتجاوز المسافة بينهما ١٤٠كم، وقد كانت تايوان تابعة للصين الشعبية حتى عام ١٨٥٩، وبعد حربها مع اليابان ١٨٩٤-١٨٩٥ ظلت تحت الحكم الياباني إلى أن نالت حريتها في الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ وعادت إلى الصين الأم.
تعود الحرب بين تايوان والصين إلى منتصف القرن الماضي، عندما نشأت الصين الحديثة ومع انتصار الشيوعيين بقيادة «ماو تسي تونغ» في الحرب الوطنية على الحزب القومي الصيني «الكومنتانغ» الذي كان يسيطر على مقاليد الحكم منذ العام ١٩١٢ وحتى ١٩٤٩، حيث تم إعلان جمهورية الصين الشعبية وتايوان كدولتين منفصلتين، رغم عدم اعتراف الصين بذلك، لكن سنوات التراضي قد تنتهي، إذا اصطدمت الحلول السياسية بجدار الانفصال الكامل والحشد الدولي وخاصة مع ارتفاع منسوب التصريحات الأمريكية والصينية حول هذه الجزيرة.
ورغم أن «القوميين» فشلوا، في إعادة السيطرة على البر الصيني، لكنهم حافظوا على اعتراف دولي بتمثيلهم لكامل الصين، حتى مطلع الخمسينات حين بدأ نظام «تشينغ كاي تشك» بخسارة اعتراف دولي من عدة دول. كما تعدّ تايوان عضواً مؤسساً في منظمة الأمم المتحدة، وكانت أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى أن تم إقصاء تايوان (جمهورية الصين) بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة ومنح مقعدها لجمهورية الصين الشعبية بقيادة «ماو تسي تونغ»، وكان سبب نقل عضوية مجلس الأمن الى الصين على خلفية اعتبار (جمهورية الصين الموحدة) هي الكيان السياسي الذي يسيطر على كلّ منهما قبل الحرب الأهلية التي انتهت بفرار القوميين على جزيرة تايوان رغم معارضة أمريكا لهذا القرار، ما يدلّ على أن دعم أمريكا لتايوان اليوم ليس بالجديد.
انتهت الحرب بين تايبيه وبكين عام ١٩٩١، لكن العلاقة بينهما ظلت بعيدة كل البعد، كما طرح الزعيم الصيني الراحل «دنغ شياو وينغ» أثناء مفاوضاته مع بريطانيا لحل قضية هونغ كونغ، مبدأ «دولة واحدة ونظامين»، والذي يضمن استمرار الإدارة المحلية في كل من المستعمرتين (هونغ كونغ وماكاو) إذ رفضت تايبيه الإقرار بانضوائها تحت السيادة الصينية وادعت حقها بالحفاظ على الاستقلال في الحكم على الرغم من عجزها عن كسب الاعتراف الدولي الذي ظل مقتصراً على نحو ١٧ دولة، إلا أن تايوان تملك من القوة الاقتصادية، ما يجعلها بالترتيب ٢١ عالمياً وارتباطها الوثيق بواشنطن .
ويعدّ نظام الحكم في تايوان نصف رئاسي يعتمد على الانتخابات. وعندما خطب الرئيس «جين بينغ» حول تايوان في الذكرى العاشرة بعد المئة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، كان يوضح عدة أسباب تجعل من الضروري والحصري توحيد تايوان مع الصين الشعبية، ذلك أن خيار الوحدة مع «تايبيه» أكثر انسجاماً مع المصلحة العامة للأمة الصينية، من دون استبعاد خيار القوة.
فالشعب الصيني يمتلك إرادة وقدرة قوية في الدفاع عن سيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وفي حال أي انفصال ستستخدم جميع وسائل القوة.
إن الولايات المتحدة الأميركية المستفزة من الصين، والتي تخشى من سيطرة الأخيرة على تايوان، تقدم على خطوات عسكرية وسياسية مستفزة للصين التي تخشى من آثار حربها مع تايوان على صعودها العالمي واقتصادها الوطني، وحين تبالغ واشنطن في مساعيها لـ«حماية تايوان» وترسيخ سيادتها علينا ترقب تقويض الصين لهذه المساعي، وخاصة بعد زيارة بيلوسي وفد الكونفرس لتايوان والتي أشعلت غضب الصين، فهي الزيارة الأولى من نوعها منذ ٢٥ عاماً رغم تحذيرات بكين المتكررة من التداعيات الخطيرة لهذه الزيارة.
حيث قالت بيلوسي «إنها ناقشت مع رئيسة تايوان تعميق العلاقة مع البلدين، وأن أمريكا لاتزال ثابتة في التزامها اتجاه شعب تايوان.. وأن التضامن مع تايوان أمر بالغ الأهمية وبلادها لا تقبل أن يحصل مكروه لتايوان بسبب غزو واستعمال للقوة وأن الكونغرس الأمريكي بشقيه الديمقراطي والجمهوري ملتزم بتأمين تايوان وبحقها الدفاع عن نفسها».
بالمقابل ردّت وزارة الدفاع الصينية من جهتها بأعمال عسكرية محددة الأهداف، تمثلت بسلسلة من المناورات حول الجزيرة، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.
فهل سنشهد أحداثاً بين الصين وتايوان على غرار ما يجري اليوم بين روسيا وأوكرانيا؟.
فها هي تعيد الكرة بنشر العداوة والكراهية، والآن هل تعيد السيناريو بين الصين وتايوان؟.
يبدو أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ووفد الكونغرس الأميركي إلى تايوان، أشعلت غضب الصين، والتي اعتبرتها تجاوزاً دبلوماسياً بين تايبيه وواشنطن، وأن الردّ على واشنطن سيكون حاسماً. من هي تايوان وما علاقتها بالصين، ولماذا تريد ضمها، وما أهداف التدخلات الأمريكية؟.
تعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية ويجب أن تصبح جزءاً من البلاد، ولا نستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك، ولاسيما أنه بموجب سياسة «الصين الواحدة»، ولا تعترف واشنطن بتايوان دبلوماسياً، لكنها تبيع أسلحة للجزيرة ذات الحكم الذاتي، وذلك للمساهمة بإشعال فتيل الحرب تحت شعار الدفاع عن النفس.
وللمزيد فإن تايوان جزيرة تقع جنوب شرق آسيا في المحيط الهادئ، يفصلها عن الصين مضيق فورموزا
ولا تتجاوز المسافة بينهما ١٤٠كم، وقد كانت تايوان تابعة للصين الشعبية حتى عام ١٨٥٩، وبعد حربها مع اليابان ١٨٩٤-١٨٩٥ ظلت تحت الحكم الياباني إلى أن نالت حريتها في الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ وعادت إلى الصين الأم.
تعود الحرب بين تايوان والصين إلى منتصف القرن الماضي، عندما نشأت الصين الحديثة ومع انتصار الشيوعيين بقيادة «ماو تسي تونغ» في الحرب الوطنية على الحزب القومي الصيني «الكومنتانغ» الذي كان يسيطر على مقاليد الحكم منذ العام ١٩١٢ وحتى ١٩٤٩، حيث تم إعلان جمهورية الصين الشعبية وتايوان كدولتين منفصلتين، رغم عدم اعتراف الصين بذلك، لكن سنوات التراضي قد تنتهي، إذا اصطدمت الحلول السياسية بجدار الانفصال الكامل والحشد الدولي وخاصة مع ارتفاع منسوب التصريحات الأمريكية والصينية حول هذه الجزيرة.
ورغم أن «القوميين» فشلوا، في إعادة السيطرة على البر الصيني، لكنهم حافظوا على اعتراف دولي بتمثيلهم لكامل الصين، حتى مطلع الخمسينات حين بدأ نظام «تشينغ كاي تشك» بخسارة اعتراف دولي من عدة دول. كما تعدّ تايوان عضواً مؤسساً في منظمة الأمم المتحدة، وكانت أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى أن تم إقصاء تايوان (جمهورية الصين) بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة ومنح مقعدها لجمهورية الصين الشعبية بقيادة «ماو تسي تونغ»، وكان سبب نقل عضوية مجلس الأمن الى الصين على خلفية اعتبار (جمهورية الصين الموحدة) هي الكيان السياسي الذي يسيطر على كلّ منهما قبل الحرب الأهلية التي انتهت بفرار القوميين على جزيرة تايوان رغم معارضة أمريكا لهذا القرار، ما يدلّ على أن دعم أمريكا لتايوان اليوم ليس بالجديد.
انتهت الحرب بين تايبيه وبكين عام ١٩٩١، لكن العلاقة بينهما ظلت بعيدة كل البعد، كما طرح الزعيم الصيني الراحل «دنغ شياو وينغ» أثناء مفاوضاته مع بريطانيا لحل قضية هونغ كونغ، مبدأ «دولة واحدة ونظامين»، والذي يضمن استمرار الإدارة المحلية في كل من المستعمرتين (هونغ كونغ وماكاو) إذ رفضت تايبيه الإقرار بانضوائها تحت السيادة الصينية وادعت حقها بالحفاظ على الاستقلال في الحكم على الرغم من عجزها عن كسب الاعتراف الدولي الذي ظل مقتصراً على نحو ١٧ دولة، إلا أن تايوان تملك من القوة الاقتصادية، ما يجعلها بالترتيب ٢١ عالمياً وارتباطها الوثيق بواشنطن .
ويعدّ نظام الحكم في تايوان نصف رئاسي يعتمد على الانتخابات. وعندما خطب الرئيس «جين بينغ» حول تايوان في الذكرى العاشرة بعد المئة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، كان يوضح عدة أسباب تجعل من الضروري والحصري توحيد تايوان مع الصين الشعبية، ذلك أن خيار الوحدة مع «تايبيه» أكثر انسجاماً مع المصلحة العامة للأمة الصينية، من دون استبعاد خيار القوة.
فالشعب الصيني يمتلك إرادة وقدرة قوية في الدفاع عن سيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وفي حال أي انفصال ستستخدم جميع وسائل القوة.
إن الولايات المتحدة الأميركية المستفزة من الصين، والتي تخشى من سيطرة الأخيرة على تايوان، تقدم على خطوات عسكرية وسياسية مستفزة للصين التي تخشى من آثار حربها مع تايوان على صعودها العالمي واقتصادها الوطني، وحين تبالغ واشنطن في مساعيها لـ«حماية تايوان» وترسيخ سيادتها علينا ترقب تقويض الصين لهذه المساعي، وخاصة بعد زيارة بيلوسي وفد الكونفرس لتايوان والتي أشعلت غضب الصين، فهي الزيارة الأولى من نوعها منذ ٢٥ عاماً رغم تحذيرات بكين المتكررة من التداعيات الخطيرة لهذه الزيارة.
حيث قالت بيلوسي «إنها ناقشت مع رئيسة تايوان تعميق العلاقة مع البلدين، وأن أمريكا لاتزال ثابتة في التزامها اتجاه شعب تايوان.. وأن التضامن مع تايوان أمر بالغ الأهمية وبلادها لا تقبل أن يحصل مكروه لتايوان بسبب غزو واستعمال للقوة وأن الكونغرس الأمريكي بشقيه الديمقراطي والجمهوري ملتزم بتأمين تايوان وبحقها الدفاع عن نفسها».
بالمقابل ردّت وزارة الدفاع الصينية من جهتها بأعمال عسكرية محددة الأهداف، تمثلت بسلسلة من المناورات حول الجزيرة، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.
فهل سنشهد أحداثاً بين الصين وتايوان على غرار ما يجري اليوم بين روسيا وأوكرانيا؟.
أضف تعليق