النص الكامل لـ«إعلان القدس» بين الولايات المتحدة وإسرائيل
القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)
وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يائير لبيد، خلال مؤتمر صحفي في فندق وولدورف أستوريا في القدس، الخميس، على وثيقة مشتركة حول العلاقات بين الجانبين، يطلق عليها تسمية «إعلان القدس».
وجاء في هذا الإعلان أن الولايات المتحدة «ملتزمة إلى الأبد بعدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي»، وأنها «على استعداد لاستخدام جميع عناصر قوتها القومية من أجل ضمان هذه النتيجة».
كذلك تعهدت الولايات المتحدة من خلال هذا الإعلان بالعمل مع دول أخرى من أجل مواجهة العدوانية والأنشطة التي تقوض الاستقرار من جانب إيران، سواء تلك التي تدفعها بشكل مباشر أو بواسطة أذرع ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.
وتطرقت الوثيقة إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وجاء فيها أن «الولايات المتحدة وإسرائيل تتعهدان بمواصلة البحث في التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية، وأن الدولتين تنددان بالعمليات الفلسطينة المسلحة الأخيرة».
وتابعت الوثيقة أن بايدن «يؤكد مجدداً تأييده الطويل والمتواصل لحل الدولتين ودفع واقع يكون بإمكان الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الاستفادة بقدر متساو من الأمن والحرية والتطور».
وجاء أيضاً أن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وجهات إقليمية ذات مصلحة لمصلحة هذا الهدف». وكتب بايدن ولبيد في الوثيقة أن لديهما التزاما مشتركا تجاه «مبادرات تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين جودة حياة الفلسطينيين».
وتعهدت الولايات المتحدة من خلال الوثيقة بزيادة المساعدات لإسرائيل في الدفاع من الصواريخ، وبحيث يتجاوز ذلك الدعم الحالي، إذا طرأت «ظروف استثنائية»، مثل عدوان على غزة.
وشددت الوثيقة على «العلاقات غير القابلة للتقويض» بينهما، و«على التزام الولايات المتحدة المتواصل بأمن إسرائيل، وأن الولايات المتحدة تكرر التزامها الصلب بالحفاظ وتعزيز قدرات إسرائيل من أجل ردع أعدائها والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة تهديدات».
واتفق الجانبان في الوثيقة على محاربة معاداة السامية ومحاولات مقاطعة إسرائيل ومحاولة «نفي حقها في الدفاع عن نفسها، أو تمييزها بصورة غير نزيهة في أي هيئة، بمن فيها الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية». وأضافا أنهما يعارضان حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها (BDS).
وعبر الجانبان عن قلقهما من الهجمات في أوكرانيا، واتفقا على التزامهما بسيادة وسلامة الأراضي الأوكرانية وأهمية تقديم المساعدات إليها.
وجاء في الوثيقة أيضا أن الجانبين سيتعاونان في المجالات التكنولوجية، وفي مجال الاستعداد لمواجهة أوبئة، وتغيير المناخ والذكاء الاصطناعي. كما اتفقا على الاستمرار في دفع إعفاء المواطنين في إسرائيل من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.
واعتبر لبيد خلال المؤتمر الصحافي أنه «في السنة الأخيرة، من خلال الغزو الروسي غير المبرر إلى أوكرانيا، وتعاظم قوة التهديد النووي الإيراني، وتهديدات الإرهاب في أنحاء العالم، ذكّرنا جميعا أنه من أجل الدفاع عن الحرية، ينبغي أحيانا ممارسة القوة».
وادعى لبيد أن «هناك أشخاصاً في الجانب الآخر لن يترددوا في استغلال أي ضعف. وهم أشخاص لا يلعبون وفق القواعد. وهؤلاء بيننا الذي وُلدوا أحرارًا، لا يدركون أحيانا شدة الكراهية من وراء الهجوم على الديمقراطية». وأضاف زاعمًا «ماذا فعلنا لهم؟ ما الذي يجعلهم يحطمون طائرات في أبراج في نيويورك وإطلاق صواريخ على روضات أطفال في سديروت».
وقال بايدن إنه «مقتنع أن الدبلوماسية هي الحل الأفضل» للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. إلا أن لبيد رد عليه قائلا إن «الكلمات والدبلوماسية لن توقفهم. والأمر الوحيد الذي سيوقف إيران هو إذا علمت أن استمرار تطوير برنامجها النووي سيجعل العالم الحر يمارس القوة، ووضع تهديد عسكري موثوق على الطاولة».
ولوّح لبيد بأن البديل للدبلوماسية مع إيران هو «إنشاء حلف مؤلف من دول معتدلة. ومن هنا، من القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل، ستتوجه إلى السعودية مباشرة. وزيارتك للسعودية هامة لإسرائيل والمنطقة. ولأمننا ولمستقبل التطور في الشرق الأوسط».
النص العربي لـ«إعلان القدس»
اجتمع قادة الولايات المتحدة وإسرائيل، الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء يائير لابيد، في القدس في 14 يوليو/تموز 2022، واعتمدا الإعلان المشترك التالي بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل:
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل على الروابط غير القابلة للكسر بين بلدينا والالتزام الدائم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل.
كما يؤكد بلدينا مجددًا أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقوم على أساس متين من القيم المشتركة والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية. علاوة على ذلك، تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أن من بين القيم المشتركة بين الدولتين التزام ثابت بالديمقراطية وسيادة القانون.
يُعرب القادة عن تقديرهم لرئيس الوزراء السابق (نفتالي) بينيت، الذي قاد أكثر الحكومات تنوعا في تاريخ إسرائيل، والذي تحت قيادته استمرت هذه الشراكة الاستثنائية في النمو.
تماشياً مع العلاقة الأمنية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل والالتزام الأمريكي الراسخ بأمن إسرائيل، ولا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي، تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات.
تؤكد الولايات المتحدة مجددًا أن هذه الالتزامات مقدسة من الحزبين، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضًا التزامات استراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.
تؤكد الولايات المتحدة أن جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.
كما تؤكد الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.
تشير الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أنه لا يوجد شيء أفضل، يعكس الدعم الثابت والحزبي للولايات المتحدة لأمن إسرائيل أكثر من مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدة الأمنية التي وقعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية، وأن هذه الترتيبات تبرهن بالكلام والفعل أن الولايات المتحدة تعتبر أن أمن إسرائيل ضروري لمصالح الولايات المتحدة وركيزة للاستقرار الإقليمي.
تدعم الولايات المتحدة بقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار بالكامل (تم توقيعها عام 2016)، والتي تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل، فضلاً عن قناعتها بأن مذكرة التفاهم اللاحقة يجب أن تعالج التهديدات الناشئة والحقائق الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تلتزم الولايات المتحدة بالسعي للحصول على مساعدة دفاعية صاروخية إضافية تتجاوز مستويات مذكرة التفاهم، في ظروف استثنائية مثل الأعمال العدائية مع (حركة) حماس على مدى أحد عشر يومًا في مايو/أيار 2021. وتقدر إسرائيل التزام الولايات المتحدة بمذكرة التفاهم ولتقديمها مليار دولار أضافي على مستويات مذكرة التفاهم في التمويل التكميلي للدفاع الصاروخي في أعقاب صراع عام 2021.
علاوة على ذلك، تعرب الدول عن حماسها للمضي قدمًا في الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة مثل أنظمة أسلحة الليزر عالية الطاقة للدفاع عن سماء إسرائيل، وفي المستقبل عن سماء الشركاء الأمنيين الآخرين للولايات المتحدة وإسرائيل.
تشكر إسرائيل الولايات المتحدة على دعمها المستمر والواسع لتعميق وتوسيع اتفاقيات إبراهيم التاريخية.
تؤكد الدول أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر والأردن، وكلها مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولقضية الأمن الإقليمي والازدهار والسلام.
تشير الدول إلى أن قمة النقب التاريخية، التي بدأها واستضافها رئيس الوزراء لابيد، كانت حدثًا بارزًا في الجهود الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط.
ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقد في المنامة بالبحرين في 27 حزيران / يونيو، والذي شكل منتدى النقب حول التعاون الإقليمي.
ترحب الولايات المتحدة بهذه التطورات وهي ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط، بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية، في بناء هيكل إقليمي قوي، لتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.
كما ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل بفرصة المشاركة في اجتماع رباعي مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة، في سياق مبادرة I2U2، الذي جمع هذه البلدان الأربعة لتعزيز التعاون في الاقتصاد والبنية التحتية الاستراتيجية، وإظهار أهمية هذه الشراكة الجديدة، التي أطلقها وزراء خارجيتهم لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل على مخاوفهما بشأن الهجمات المستمرة ضد أوكرانيا، والتزامهما بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتؤكدان على أهمية استمرار المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا.
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما ستواصلان العمل معًا لمحاربة كل الجهود الرامية إلى مقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، أو إنكار حقها في الدفاع عن النفس، أو استبعادها بشكل غير عادل في أي منتدى، بما في ذلك في الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.
مع احترامهم الكامل للحق في حرية التعبير، فإننا نرفض بشدة حملة المقاطعة.
وستستخدم البلدان الأدوات المتاحة لهما لمحاربة كل بلاء ومصدر لمعاداة السامية والرد كلما انتقل النقد المشروع إلى تعصب وكراهية أو محاولات لتقويض مكانة إسرائيل المشروعة بين أسرة الأمم.
في هذا السياق، يعربون عن قلقهم العميق إزاء التصاعد العالمي لمعاداة السامية ويؤكدون من جديد التزامهم بمواجهة هذه الكراهية القديمة بكل مظاهرها.
تفخر الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ومع شعبها، الذي تعد شجاعته غير المألوفة ومرونته وروح الابتكار مصدر إلهام للكثيرين في جميع أنحاء العالم.
تلتزم الولايات المتحدة وإسرائيل بمواصلة مناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
تدين الدول سلسلة الهجمات الإرهابية المؤسفة ضد المواطنين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة، وتؤكد على ضرورة مواجهة القوى المتطرفة، مثل (حركة) حماس، التي تسعى إلى تأجيج التوتر والتحريض على العنف والإرهاب.
يعيد الرئيس بايدن التأكيد على دعمه الطويل الأمد والمتواصل لحل الدولتين، وللتقدم نحو واقع يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء التمتع فيه بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار.
إن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وأصحاب المصلحة الإقليميين لتحقيق هذا الهدف.
كما يؤكد القادة على التزامهم المشترك بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين.
تتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بتعاون ثنائي مكثف وحوار بين بلديهما في العديد من المجالات الحاسمة- من التعاون الرائد في العلوم والتكنولوجيا، إلى تبادل المعلومات الاستخبارية الفريدة والتدريبات العسكرية المشتركة، إلى الجهود المشتركة في مواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ، الأمن الغذائي والرعاية الصحية.
لاستكمال التعاون العلمي والتكنولوجي المكثف القائم بين بلديهما، ولارتقاء تعاونهما إلى مستوى جديد، أطلق القادة حوارًا استراتيجيًا جديدًا رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول التكنولوجيا لتشكيل شراكة تكنولوجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجالات التقنيات الناشئة الحاسمة والعملية، وكذلك في المجالات ذات الاهتمام العالمي: التأهب للأوبئة، وتغير المناخ، والذكاء الاصطناع، والتكنولوجيا الموثوقة.
سيتم تصميم هذه الشراكة التكنولوجية الجديدة لتعزيز النظم الإيكولوجية للابتكار المتبادل في البلدان ومعالجة التحديات الجيوستراتيجية.
وبنفس هذه الروح، تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما بمواصلة جهودهما المشتركة والمتسارعة لتمكين حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الاندماج في برنامج الإعفاء من تأشيرة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، فضلاً عن دعمهما لزيادة التعاون في مجال الإنترنت التشغيلي ومكافحة الجريمة السيبرانية.
يذكر القادة أن كل هذه المبادرات، والمساعي المشتركة الأخرى التي لا حصر لها، التي تم القيام بها بين شعوبهم على كل مستوى من مستويات الحكومة والمجتمع المدني، تثبت أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا غنى عنها وتقدم مساهمة كبيرة ليس فقط لصالح الأمريكيين والإسرائيليين، ولكن أيضًا لصالح الشرق الأوسط والعالم.
مع هذا السجل من الإنجازات الرائعة والشعور بالوعد المذهل الذي تحمله العلاقة التي لا مثيل لها بين الولايات المتحدة وإسرائيل للمستقبل، ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل بحرارة بدخول السنة الخامسة والسبعين من هذه الشراكة غير العادية.
وُقِّعت في القدس في اليوم الرابع عشر من يوليو/تموز 2022 من نسختين باللغة الإنجليزية.
الرئيس الأمريكي جو بايدن
رئيس وزراء دولة إسرائيل يائير لابيد
وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يائير لبيد، خلال مؤتمر صحفي في فندق وولدورف أستوريا في القدس، الخميس، على وثيقة مشتركة حول العلاقات بين الجانبين، يطلق عليها تسمية «إعلان القدس».
وجاء في هذا الإعلان أن الولايات المتحدة «ملتزمة إلى الأبد بعدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي»، وأنها «على استعداد لاستخدام جميع عناصر قوتها القومية من أجل ضمان هذه النتيجة».
كذلك تعهدت الولايات المتحدة من خلال هذا الإعلان بالعمل مع دول أخرى من أجل مواجهة العدوانية والأنشطة التي تقوض الاستقرار من جانب إيران، سواء تلك التي تدفعها بشكل مباشر أو بواسطة أذرع ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.
وتطرقت الوثيقة إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وجاء فيها أن «الولايات المتحدة وإسرائيل تتعهدان بمواصلة البحث في التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية، وأن الدولتين تنددان بالعمليات الفلسطينة المسلحة الأخيرة».
وتابعت الوثيقة أن بايدن «يؤكد مجدداً تأييده الطويل والمتواصل لحل الدولتين ودفع واقع يكون بإمكان الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الاستفادة بقدر متساو من الأمن والحرية والتطور».
وجاء أيضاً أن «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وجهات إقليمية ذات مصلحة لمصلحة هذا الهدف». وكتب بايدن ولبيد في الوثيقة أن لديهما التزاما مشتركا تجاه «مبادرات تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين جودة حياة الفلسطينيين».
وتعهدت الولايات المتحدة من خلال الوثيقة بزيادة المساعدات لإسرائيل في الدفاع من الصواريخ، وبحيث يتجاوز ذلك الدعم الحالي، إذا طرأت «ظروف استثنائية»، مثل عدوان على غزة.
وشددت الوثيقة على «العلاقات غير القابلة للتقويض» بينهما، و«على التزام الولايات المتحدة المتواصل بأمن إسرائيل، وأن الولايات المتحدة تكرر التزامها الصلب بالحفاظ وتعزيز قدرات إسرائيل من أجل ردع أعدائها والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة تهديدات».
واتفق الجانبان في الوثيقة على محاربة معاداة السامية ومحاولات مقاطعة إسرائيل ومحاولة «نفي حقها في الدفاع عن نفسها، أو تمييزها بصورة غير نزيهة في أي هيئة، بمن فيها الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية». وأضافا أنهما يعارضان حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها (BDS).
وعبر الجانبان عن قلقهما من الهجمات في أوكرانيا، واتفقا على التزامهما بسيادة وسلامة الأراضي الأوكرانية وأهمية تقديم المساعدات إليها.
وجاء في الوثيقة أيضا أن الجانبين سيتعاونان في المجالات التكنولوجية، وفي مجال الاستعداد لمواجهة أوبئة، وتغيير المناخ والذكاء الاصطناعي. كما اتفقا على الاستمرار في دفع إعفاء المواطنين في إسرائيل من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة.
واعتبر لبيد خلال المؤتمر الصحافي أنه «في السنة الأخيرة، من خلال الغزو الروسي غير المبرر إلى أوكرانيا، وتعاظم قوة التهديد النووي الإيراني، وتهديدات الإرهاب في أنحاء العالم، ذكّرنا جميعا أنه من أجل الدفاع عن الحرية، ينبغي أحيانا ممارسة القوة».
وادعى لبيد أن «هناك أشخاصاً في الجانب الآخر لن يترددوا في استغلال أي ضعف. وهم أشخاص لا يلعبون وفق القواعد. وهؤلاء بيننا الذي وُلدوا أحرارًا، لا يدركون أحيانا شدة الكراهية من وراء الهجوم على الديمقراطية». وأضاف زاعمًا «ماذا فعلنا لهم؟ ما الذي يجعلهم يحطمون طائرات في أبراج في نيويورك وإطلاق صواريخ على روضات أطفال في سديروت».
وقال بايدن إنه «مقتنع أن الدبلوماسية هي الحل الأفضل» للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. إلا أن لبيد رد عليه قائلا إن «الكلمات والدبلوماسية لن توقفهم. والأمر الوحيد الذي سيوقف إيران هو إذا علمت أن استمرار تطوير برنامجها النووي سيجعل العالم الحر يمارس القوة، ووضع تهديد عسكري موثوق على الطاولة».
ولوّح لبيد بأن البديل للدبلوماسية مع إيران هو «إنشاء حلف مؤلف من دول معتدلة. ومن هنا، من القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل، ستتوجه إلى السعودية مباشرة. وزيارتك للسعودية هامة لإسرائيل والمنطقة. ولأمننا ولمستقبل التطور في الشرق الأوسط».
النص العربي لـ«إعلان القدس»
اجتمع قادة الولايات المتحدة وإسرائيل، الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء يائير لابيد، في القدس في 14 يوليو/تموز 2022، واعتمدا الإعلان المشترك التالي بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل:
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل على الروابط غير القابلة للكسر بين بلدينا والالتزام الدائم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل.
كما يؤكد بلدينا مجددًا أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقوم على أساس متين من القيم المشتركة والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية. علاوة على ذلك، تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أن من بين القيم المشتركة بين الدولتين التزام ثابت بالديمقراطية وسيادة القانون.
يُعرب القادة عن تقديرهم لرئيس الوزراء السابق (نفتالي) بينيت، الذي قاد أكثر الحكومات تنوعا في تاريخ إسرائيل، والذي تحت قيادته استمرت هذه الشراكة الاستثنائية في النمو.
تماشياً مع العلاقة الأمنية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل والالتزام الأمريكي الراسخ بأمن إسرائيل، ولا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي، تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات.
تؤكد الولايات المتحدة مجددًا أن هذه الالتزامات مقدسة من الحزبين، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضًا التزامات استراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.
تؤكد الولايات المتحدة أن جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.
كما تؤكد الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.
تشير الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أنه لا يوجد شيء أفضل، يعكس الدعم الثابت والحزبي للولايات المتحدة لأمن إسرائيل أكثر من مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدة الأمنية التي وقعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية، وأن هذه الترتيبات تبرهن بالكلام والفعل أن الولايات المتحدة تعتبر أن أمن إسرائيل ضروري لمصالح الولايات المتحدة وركيزة للاستقرار الإقليمي.
تدعم الولايات المتحدة بقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار بالكامل (تم توقيعها عام 2016)، والتي تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل، فضلاً عن قناعتها بأن مذكرة التفاهم اللاحقة يجب أن تعالج التهديدات الناشئة والحقائق الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تلتزم الولايات المتحدة بالسعي للحصول على مساعدة دفاعية صاروخية إضافية تتجاوز مستويات مذكرة التفاهم، في ظروف استثنائية مثل الأعمال العدائية مع (حركة) حماس على مدى أحد عشر يومًا في مايو/أيار 2021. وتقدر إسرائيل التزام الولايات المتحدة بمذكرة التفاهم ولتقديمها مليار دولار أضافي على مستويات مذكرة التفاهم في التمويل التكميلي للدفاع الصاروخي في أعقاب صراع عام 2021.
علاوة على ذلك، تعرب الدول عن حماسها للمضي قدمًا في الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة مثل أنظمة أسلحة الليزر عالية الطاقة للدفاع عن سماء إسرائيل، وفي المستقبل عن سماء الشركاء الأمنيين الآخرين للولايات المتحدة وإسرائيل.
تشكر إسرائيل الولايات المتحدة على دعمها المستمر والواسع لتعميق وتوسيع اتفاقيات إبراهيم التاريخية.
تؤكد الدول أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر والأردن، وكلها مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولقضية الأمن الإقليمي والازدهار والسلام.
تشير الدول إلى أن قمة النقب التاريخية، التي بدأها واستضافها رئيس الوزراء لابيد، كانت حدثًا بارزًا في الجهود الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط.
ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقد في المنامة بالبحرين في 27 حزيران / يونيو، والذي شكل منتدى النقب حول التعاون الإقليمي.
ترحب الولايات المتحدة بهذه التطورات وهي ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط، بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية، في بناء هيكل إقليمي قوي، لتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.
كما ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل بفرصة المشاركة في اجتماع رباعي مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة، في سياق مبادرة I2U2، الذي جمع هذه البلدان الأربعة لتعزيز التعاون في الاقتصاد والبنية التحتية الاستراتيجية، وإظهار أهمية هذه الشراكة الجديدة، التي أطلقها وزراء خارجيتهم لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل على مخاوفهما بشأن الهجمات المستمرة ضد أوكرانيا، والتزامهما بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتؤكدان على أهمية استمرار المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا.
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما ستواصلان العمل معًا لمحاربة كل الجهود الرامية إلى مقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، أو إنكار حقها في الدفاع عن النفس، أو استبعادها بشكل غير عادل في أي منتدى، بما في ذلك في الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.
مع احترامهم الكامل للحق في حرية التعبير، فإننا نرفض بشدة حملة المقاطعة.
وستستخدم البلدان الأدوات المتاحة لهما لمحاربة كل بلاء ومصدر لمعاداة السامية والرد كلما انتقل النقد المشروع إلى تعصب وكراهية أو محاولات لتقويض مكانة إسرائيل المشروعة بين أسرة الأمم.
في هذا السياق، يعربون عن قلقهم العميق إزاء التصاعد العالمي لمعاداة السامية ويؤكدون من جديد التزامهم بمواجهة هذه الكراهية القديمة بكل مظاهرها.
تفخر الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ومع شعبها، الذي تعد شجاعته غير المألوفة ومرونته وروح الابتكار مصدر إلهام للكثيرين في جميع أنحاء العالم.
تلتزم الولايات المتحدة وإسرائيل بمواصلة مناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
تدين الدول سلسلة الهجمات الإرهابية المؤسفة ضد المواطنين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة، وتؤكد على ضرورة مواجهة القوى المتطرفة، مثل (حركة) حماس، التي تسعى إلى تأجيج التوتر والتحريض على العنف والإرهاب.
يعيد الرئيس بايدن التأكيد على دعمه الطويل الأمد والمتواصل لحل الدولتين، وللتقدم نحو واقع يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء التمتع فيه بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار.
إن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وأصحاب المصلحة الإقليميين لتحقيق هذا الهدف.
كما يؤكد القادة على التزامهم المشترك بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين.
تتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بتعاون ثنائي مكثف وحوار بين بلديهما في العديد من المجالات الحاسمة- من التعاون الرائد في العلوم والتكنولوجيا، إلى تبادل المعلومات الاستخبارية الفريدة والتدريبات العسكرية المشتركة، إلى الجهود المشتركة في مواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ، الأمن الغذائي والرعاية الصحية.
لاستكمال التعاون العلمي والتكنولوجي المكثف القائم بين بلديهما، ولارتقاء تعاونهما إلى مستوى جديد، أطلق القادة حوارًا استراتيجيًا جديدًا رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول التكنولوجيا لتشكيل شراكة تكنولوجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجالات التقنيات الناشئة الحاسمة والعملية، وكذلك في المجالات ذات الاهتمام العالمي: التأهب للأوبئة، وتغير المناخ، والذكاء الاصطناع، والتكنولوجيا الموثوقة.
سيتم تصميم هذه الشراكة التكنولوجية الجديدة لتعزيز النظم الإيكولوجية للابتكار المتبادل في البلدان ومعالجة التحديات الجيوستراتيجية.
وبنفس هذه الروح، تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما بمواصلة جهودهما المشتركة والمتسارعة لتمكين حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الاندماج في برنامج الإعفاء من تأشيرة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، فضلاً عن دعمهما لزيادة التعاون في مجال الإنترنت التشغيلي ومكافحة الجريمة السيبرانية.
يذكر القادة أن كل هذه المبادرات، والمساعي المشتركة الأخرى التي لا حصر لها، التي تم القيام بها بين شعوبهم على كل مستوى من مستويات الحكومة والمجتمع المدني، تثبت أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا غنى عنها وتقدم مساهمة كبيرة ليس فقط لصالح الأمريكيين والإسرائيليين، ولكن أيضًا لصالح الشرق الأوسط والعالم.
مع هذا السجل من الإنجازات الرائعة والشعور بالوعد المذهل الذي تحمله العلاقة التي لا مثيل لها بين الولايات المتحدة وإسرائيل للمستقبل، ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل بحرارة بدخول السنة الخامسة والسبعين من هذه الشراكة غير العادية.
وُقِّعت في القدس في اليوم الرابع عشر من يوليو/تموز 2022 من نسختين باللغة الإنجليزية.
الرئيس الأمريكي جو بايدن
رئيس وزراء دولة إسرائيل يائير لابيد
أضف تعليق