أبو زياد «سالم خلة»... كيف لي أن أتحدّث عنك بفعل الماضي؟
ومن أين أبدأ؟ وعن ماذا أكتب؟
خمس وأربعون سنة عشناها معا مرَت كالحلم... هل أستطيع أن أفيك حقك في بضع كلمات أو أسطر؟
أنت العنيد.. الجريء .. المتمرد، أنت الرقيق .. الصلب.. الحنون ... والحازم، وفي الوقت ذاته، أنت رفيق الدرب، والصديق المعطاء المحب بلا حدود.
كرست جل حياتك للوطن وللأسرة، تعلمنا منك الكثير.. الكثير.
فقد أحببنا الحياة بتفاصيلها منك ومعك.
فأنت الزوج والأب والأخ، زرعت في أبنائنا زياد، ولمى وشهد حب الوطن والناس، كرست في أسرتنا روح المحبة والتعاون والمسؤولية.
أذكر كيف كنت تعقد لنا الاجتماعات لمناقشة مشكلة ما حصلت، أو لمناقشة قضية تستحق الوقوف عندها، لايمانك بأهمية الحوار والنقاش، ولإيمانك المطلق بالديمقراطية التي ورّثتها لأبنائك وأحفادك.
تشاركنا بكافة مسؤوليات المنزل والأولاد، لم تترفع يوما عن أية مهمة، قلت لنا مرة في اجتماع أسري: من يعيش في هذا البيت، ويأكل ويشرب وينام، عليه أن يقوم بدوره وبما عليه من واجبات.
وفي احدى الجلسات والدردشات قلت لنا: لم أستطع أن أورّثكم شيئا ماديا، بل ورثتكم ما هو أعظم، وهو السمعة الطيبة والتاريخ والتجربة المشرفة.
صحونا مرارا وتكرارا على صوتك وانت تغني لوديع الصافي ونجاة الصغيرة وتغير وتبدل بالكلمات واللحن كما يحلو لك، وأنت تحضر للأولاد السندويشات والملابس للذهاب للمدرسة.
عملت ما استطعت لتعويض فترة غيابك عنا.. والتي كانت تطول في بعض الأحيان، حيث أبصر ابننا البكر زياد النور ولم تكن موجوداً، ولم تره الا عندما أصبح في عمر الأربعة شهور، فعوّضت ذلك عندما رزقنا بابنتنا لمى، وزعت الحلوى بالشارع وعلى كل من يمر بك في مخيم عين الحلوة في صيدا، وكنت معي عندما انجبنا آخر العنقود شهد، فلما رأيتها بدأت تغني على مسمع المستشفى والمرضى. وعند عودتنا الى البيت حملتها وبدأت تغني: جينا وجينا وجبنا العروس وجينا.
ازدادت سعادتنا واضفت على حياتنا البهجة وجود الاحفاد، عدت طفلا وانت تلعب معهم، ركبوا على اكتافك وظهرك، تسلقتم الأشجار والصخور، زحفت معهم وكنت موجودا في كل تفاصيل حياتهم ودراستهم.
كنت دائم الارشاد والتوجيه، رقصت فرحا، وغنيت معهم.
في بداية المرض، وفي أول زيارة للمشفى، ومن على جبل الزيتون المطل على مشهد القدس الساحر، وعندما رأيت المدينة المقدسة بقبابها ومآذنها وأبراجها ومبانيها وأمامها الأشجار والمناظر الجميلة، وقفت وقلت لي:
وعدتك بشهر العسل عند زواجنا (هيني جبتك شهر عسل، هل هناك أحلى من هذه البلاد وهذا المكان؟).
كنا نجلس ليلا تحت الأشجار ونسمع ام كلثوم ننسى أنك مريض وأننا في رحلة علاج، وقد قلت لي يوما وأنت في عز مرضك: من كتر ما بحبكم، رح أقاوم، خايف تزعلوا علي.
رحل الجسد وما زلت باقيا فينا ومعنا وفي كل تفاصيلنا، نذكرك دوما، لتأثيرك وحبك وعطائك في حياتنا.
لم تكن أبا ولا زوجا ولا جدا عاديا، نفتخر بك ونعيش على ذكراك رافعي الرأس ومهما عبرنا عن شوقنا ففي القلب أكثر مما نكنه لك أو ما سنقوله أو نكتبه.
أنت حياة عاشتها أسرة محبة للحياة، وأنت سالم خلة (طارق أبو زياد) الرائع بكل تفاصيله.
خمس وأربعون سنة عشناها معا مرَت كالحلم... هل أستطيع أن أفيك حقك في بضع كلمات أو أسطر؟
أنت العنيد.. الجريء .. المتمرد، أنت الرقيق .. الصلب.. الحنون ... والحازم، وفي الوقت ذاته، أنت رفيق الدرب، والصديق المعطاء المحب بلا حدود.
كرست جل حياتك للوطن وللأسرة، تعلمنا منك الكثير.. الكثير.
فقد أحببنا الحياة بتفاصيلها منك ومعك.
فأنت الزوج والأب والأخ، زرعت في أبنائنا زياد، ولمى وشهد حب الوطن والناس، كرست في أسرتنا روح المحبة والتعاون والمسؤولية.
أذكر كيف كنت تعقد لنا الاجتماعات لمناقشة مشكلة ما حصلت، أو لمناقشة قضية تستحق الوقوف عندها، لايمانك بأهمية الحوار والنقاش، ولإيمانك المطلق بالديمقراطية التي ورّثتها لأبنائك وأحفادك.
تشاركنا بكافة مسؤوليات المنزل والأولاد، لم تترفع يوما عن أية مهمة، قلت لنا مرة في اجتماع أسري: من يعيش في هذا البيت، ويأكل ويشرب وينام، عليه أن يقوم بدوره وبما عليه من واجبات.
وفي احدى الجلسات والدردشات قلت لنا: لم أستطع أن أورّثكم شيئا ماديا، بل ورثتكم ما هو أعظم، وهو السمعة الطيبة والتاريخ والتجربة المشرفة.
صحونا مرارا وتكرارا على صوتك وانت تغني لوديع الصافي ونجاة الصغيرة وتغير وتبدل بالكلمات واللحن كما يحلو لك، وأنت تحضر للأولاد السندويشات والملابس للذهاب للمدرسة.
عملت ما استطعت لتعويض فترة غيابك عنا.. والتي كانت تطول في بعض الأحيان، حيث أبصر ابننا البكر زياد النور ولم تكن موجوداً، ولم تره الا عندما أصبح في عمر الأربعة شهور، فعوّضت ذلك عندما رزقنا بابنتنا لمى، وزعت الحلوى بالشارع وعلى كل من يمر بك في مخيم عين الحلوة في صيدا، وكنت معي عندما انجبنا آخر العنقود شهد، فلما رأيتها بدأت تغني على مسمع المستشفى والمرضى. وعند عودتنا الى البيت حملتها وبدأت تغني: جينا وجينا وجبنا العروس وجينا.
ازدادت سعادتنا واضفت على حياتنا البهجة وجود الاحفاد، عدت طفلا وانت تلعب معهم، ركبوا على اكتافك وظهرك، تسلقتم الأشجار والصخور، زحفت معهم وكنت موجودا في كل تفاصيل حياتهم ودراستهم.
كنت دائم الارشاد والتوجيه، رقصت فرحا، وغنيت معهم.
في بداية المرض، وفي أول زيارة للمشفى، ومن على جبل الزيتون المطل على مشهد القدس الساحر، وعندما رأيت المدينة المقدسة بقبابها ومآذنها وأبراجها ومبانيها وأمامها الأشجار والمناظر الجميلة، وقفت وقلت لي:
وعدتك بشهر العسل عند زواجنا (هيني جبتك شهر عسل، هل هناك أحلى من هذه البلاد وهذا المكان؟).
كنا نجلس ليلا تحت الأشجار ونسمع ام كلثوم ننسى أنك مريض وأننا في رحلة علاج، وقد قلت لي يوما وأنت في عز مرضك: من كتر ما بحبكم، رح أقاوم، خايف تزعلوا علي.
رحل الجسد وما زلت باقيا فينا ومعنا وفي كل تفاصيلنا، نذكرك دوما، لتأثيرك وحبك وعطائك في حياتنا.
لم تكن أبا ولا زوجا ولا جدا عاديا، نفتخر بك ونعيش على ذكراك رافعي الرأس ومهما عبرنا عن شوقنا ففي القلب أكثر مما نكنه لك أو ما سنقوله أو نكتبه.
أنت حياة عاشتها أسرة محبة للحياة، وأنت سالم خلة (طارق أبو زياد) الرائع بكل تفاصيله.
أضف تعليق