قطاع غزة أمام أزمة صحية مستديمة بفعل 15 عام من الحصار
غزة (الاتجاه الديمقراطي)
حذرت جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) ومركز الميزان لحقوق الإنسان (الميزان) من الأزمة الصحية والإنسانية المتعاقبة على هذه السياسة والآخذة بالاستياء عاماً بعد عام.
ونشرت ماب والميزان تقريراً مشتركاً في الذكرى الخامسة عشر للإغلاق المشدد الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2007م، وأوضحت المؤسستان القيود الخانقة والهجمات العسكرية المتكررة التي قوّضت من نظام الرعاية الصحية في غزة وأدت إلى حرمان المرضى من الوصول للخدمات الطبية الأساسية والكفيلة ربما بإنقاذ حياتهم.
وأشارت فكر شلتوت مديرة ماب في غزة إلى أن إسرائيل تحرم الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 15 عام من حقوقهم الأساسية في الصحة والكرامة. نحن نعيش في ظروف لا يمكن تحمُّلها وفي ظل نظام صحي دائم الوشوك على الإنهيار. يتوجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها فوراً لأنه السبب الرئيسي في الكارثة الصحية التي نواجهها دون أن ندرك لها نهاية.
يُحرم العديد من الفلسطينيين في غزة من أساسيات الصحة حيث يعتمد حوالي 80% منهم على المساعدات الإنسانية، ويواجه 64% منهم إنعدام الأمن الغذائي، ويعاني 59% منهم من الفقر. كما يُحرم نظام الرعاية الصحية في غزة من قدرته على الوفاء بحاجات السُكّان بسبب النقص في المستلزمات الطبية والمعدات الأساسية وامدادات الطاقة والكوادر المتخصصة.
تطال آثار الإغلاق والحصار الإسرائيليين مناحٍ مختلفة من نظام الرعاية الصحية حيث تبلغ نسبة الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المتوفرة بكمية لا تكفي إلا لأقل من شهر 40% و20% على التوالي، كما وتحظر السلطات الإسرائيلية توريد المعدات والمكوّنات الطبية إلى غزة وتقوم على منع الطواقم الطبية مع السفر للإلتحاق بفرص التدريب في الخارج.
يُضطر المرضى من غزة في ظل هذ النقص إلى تلقّي تحويلات طبية للمستشفيات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أو في الخارج؛ إلا أنه وفي عام 2021م تقدم أكثر من 15,000 مريض بطلبات للحصول على تصريح إسرائيلي للخروج من غزة بغرض تلقي العلاج وقوبل ما نسبته 36% من هذه الطلبات إما بالرفض أو التأخير أو إنعدام الرد وهو ما منعهم من تلقي العلاج الضروري لهم.
في عام 2021م قدّم الميزان، بدعمٍ من ماب، خدمات العون القانوني والمناصرة لـ635 مريضاً—من بينهم 235 طفلاً—كانوا بحاجة لتصاريح إسرائيلية وحصل 39% من هؤلاء المرضى عليها، وهو ما يوضح الأسلوب التعسفي الذي تنتهجه السلطات الإسرائيلية في صنع القرارات المبدئية أو تأخير الرد على الطلبات.
يؤكد عصام يونس—مدير الميزان—على كارثية هذا الواقع الصحي: "لقد حوّلت إسرائيل عبر الحصار والإغلاق قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة. الكارثة التي صنعتها تؤثر على كافة مناحي الحياة اليومية لأكثر من مليوني فلسطيني بما في ذلك وصولهم للاحتياجات الأساسية كالرعاية الصحية والمسكن والطعام، ويتحمل المرضى من غزة عبئاً كبيراً من وَقع هذا السياق المؤسف. يتوجب علينا في هذه الذكرى الكئيبة معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة المستمرة وهي الأسباب المتمثلة في تمييز اسرئيل بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين واحتلالها المستديم لفلسطين وثقافة الحصانة المزمنة التي تتمتع بها."
فقد أربعة مرضى حياتهم خلال عام 2021م بسبب رفض السلطات الإسرائيلية منحهم تصاريح العبور وكان من بينهم طفلين أحدهما عمر فاخر الكرد، 15، والذي عانى من التهاب السحايا وتوفي على إثره بعد رفض السلطات الإسرائيلية منحه تصريح العبور.
يؤكد سكّان غزة على معاناة مرضاهم بسبب منظومة التصاريح المتقلبة والعنصرية، حيث يخبر فادي زياد شنن الميزان بخوضه هذه المعاناة: تلقيت رداً مفاده أن طلبي قيد النظر. خسرت بالكامل قدرتي على الرؤية بالعين اليسرى الآن ويتملكني الخوف من خسران رؤيتي بالكامل لأن ذلك سيعني أيضاً خسراني لمصدر رزقي فأنا أعمل كسائق توك توك.
بمرور 15 عام على الحصار والإغلاق الإسرائيليين غير القانونيين يتوجب على المجتمع الدولي الحراك للدفاع عن حقوق وكرامة الفلسطينيين في غزة عبر إنهاء هذا العقاب الجماعي وضمان وصول الفلسطينيين لخدمات الرعاية الصحية، كما يجب على الدول زيادة دعمهم لغزة لتمكين نظام الرعاية الصحية هناك من تحقيق تنمية مستدامة.
حذرت جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) ومركز الميزان لحقوق الإنسان (الميزان) من الأزمة الصحية والإنسانية المتعاقبة على هذه السياسة والآخذة بالاستياء عاماً بعد عام.
ونشرت ماب والميزان تقريراً مشتركاً في الذكرى الخامسة عشر للإغلاق المشدد الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2007م، وأوضحت المؤسستان القيود الخانقة والهجمات العسكرية المتكررة التي قوّضت من نظام الرعاية الصحية في غزة وأدت إلى حرمان المرضى من الوصول للخدمات الطبية الأساسية والكفيلة ربما بإنقاذ حياتهم.
وأشارت فكر شلتوت مديرة ماب في غزة إلى أن إسرائيل تحرم الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 15 عام من حقوقهم الأساسية في الصحة والكرامة. نحن نعيش في ظروف لا يمكن تحمُّلها وفي ظل نظام صحي دائم الوشوك على الإنهيار. يتوجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها فوراً لأنه السبب الرئيسي في الكارثة الصحية التي نواجهها دون أن ندرك لها نهاية.
يُحرم العديد من الفلسطينيين في غزة من أساسيات الصحة حيث يعتمد حوالي 80% منهم على المساعدات الإنسانية، ويواجه 64% منهم إنعدام الأمن الغذائي، ويعاني 59% منهم من الفقر. كما يُحرم نظام الرعاية الصحية في غزة من قدرته على الوفاء بحاجات السُكّان بسبب النقص في المستلزمات الطبية والمعدات الأساسية وامدادات الطاقة والكوادر المتخصصة.
تطال آثار الإغلاق والحصار الإسرائيليين مناحٍ مختلفة من نظام الرعاية الصحية حيث تبلغ نسبة الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المتوفرة بكمية لا تكفي إلا لأقل من شهر 40% و20% على التوالي، كما وتحظر السلطات الإسرائيلية توريد المعدات والمكوّنات الطبية إلى غزة وتقوم على منع الطواقم الطبية مع السفر للإلتحاق بفرص التدريب في الخارج.
يُضطر المرضى من غزة في ظل هذ النقص إلى تلقّي تحويلات طبية للمستشفيات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أو في الخارج؛ إلا أنه وفي عام 2021م تقدم أكثر من 15,000 مريض بطلبات للحصول على تصريح إسرائيلي للخروج من غزة بغرض تلقي العلاج وقوبل ما نسبته 36% من هذه الطلبات إما بالرفض أو التأخير أو إنعدام الرد وهو ما منعهم من تلقي العلاج الضروري لهم.
في عام 2021م قدّم الميزان، بدعمٍ من ماب، خدمات العون القانوني والمناصرة لـ635 مريضاً—من بينهم 235 طفلاً—كانوا بحاجة لتصاريح إسرائيلية وحصل 39% من هؤلاء المرضى عليها، وهو ما يوضح الأسلوب التعسفي الذي تنتهجه السلطات الإسرائيلية في صنع القرارات المبدئية أو تأخير الرد على الطلبات.
يؤكد عصام يونس—مدير الميزان—على كارثية هذا الواقع الصحي: "لقد حوّلت إسرائيل عبر الحصار والإغلاق قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة. الكارثة التي صنعتها تؤثر على كافة مناحي الحياة اليومية لأكثر من مليوني فلسطيني بما في ذلك وصولهم للاحتياجات الأساسية كالرعاية الصحية والمسكن والطعام، ويتحمل المرضى من غزة عبئاً كبيراً من وَقع هذا السياق المؤسف. يتوجب علينا في هذه الذكرى الكئيبة معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة المستمرة وهي الأسباب المتمثلة في تمييز اسرئيل بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين واحتلالها المستديم لفلسطين وثقافة الحصانة المزمنة التي تتمتع بها."
فقد أربعة مرضى حياتهم خلال عام 2021م بسبب رفض السلطات الإسرائيلية منحهم تصاريح العبور وكان من بينهم طفلين أحدهما عمر فاخر الكرد، 15، والذي عانى من التهاب السحايا وتوفي على إثره بعد رفض السلطات الإسرائيلية منحه تصريح العبور.
يؤكد سكّان غزة على معاناة مرضاهم بسبب منظومة التصاريح المتقلبة والعنصرية، حيث يخبر فادي زياد شنن الميزان بخوضه هذه المعاناة: تلقيت رداً مفاده أن طلبي قيد النظر. خسرت بالكامل قدرتي على الرؤية بالعين اليسرى الآن ويتملكني الخوف من خسران رؤيتي بالكامل لأن ذلك سيعني أيضاً خسراني لمصدر رزقي فأنا أعمل كسائق توك توك.
بمرور 15 عام على الحصار والإغلاق الإسرائيليين غير القانونيين يتوجب على المجتمع الدولي الحراك للدفاع عن حقوق وكرامة الفلسطينيين في غزة عبر إنهاء هذا العقاب الجماعي وضمان وصول الفلسطينيين لخدمات الرعاية الصحية، كما يجب على الدول زيادة دعمهم لغزة لتمكين نظام الرعاية الصحية هناك من تحقيق تنمية مستدامة.
أضف تعليق