«داعش» وفلسطين ونظام الاستعمار
إسرائيل ليست بحاجةٍ لذرائع لتُصعّد تحريضها ومخططاتها العدوانية ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، لا عملية "داعشية" أو غيرها؛ فمشروعها الاستيطاني الإحلالي يجري على قدم وساق، ودون توقف، وغير آبهٍ بما يتركه من معاناة وحرمان لأهل الوطن. وقرار الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، بإقامة أربع مستوطنات على أرض النقب الفلسطيني المنكوب، ليس إلا امتدادًا لمخطط تهويد النقب وتحجيم الديمغرافية العربية، واستمرارًا للتنكيل اليومي بحق أهلنا هناك.
لا يحملَ الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، ولا خارجه، أي تعاطف مع تنظيم "داعش". فقد اكتسب هذا التنظيم سمعةً وحشية في الثورات العربية، إذ كان من العوامل التي ساهمت في تدمير هذه الثورات المجيدة التي أرادها صانعوها البواسل طريقًا لتحرير الإنسان العربي من الاستبداد بكل أشكاله العسكرية، الدينية والعلمانية، ومن أجل إطلاق طاقاته في بناء إنسان حرّ، ومجتمع عربي ناهض ومتحرر، قوي ومتماسك، ومنعتق من الاستعمار الصهيوني والغربي. كما تبرأت التنظيمات الإسلامية الوسطية من "داعش"، وخاضت ضده معارك طاحنة، بل أن حركة "حماس" الفلسطينية، قامت بتصفية مجموعة "داعشية" الفكر في قطاع غزة قبل 15 عامًا. و"داعش" يتهم حركة حماس بأنها تخلت عن مبدأ الخلافة لصالح مبدأ الرباط والثبات.
إن تنظيم "داعش" الإجرامي والوحشي وليد الاستبداد العربي المحلي وتآمر القوى الرجعية والاستعمارية الخارجية، التي غذّته ثم عندما تغوّل وهدّد مصالحها، انقلبت عليه. وقد تعاون المحتل الاسرائيلي مع مثل هذه التنظيمات عند الحدود السورية ضد قوات النظام السوري خلال الثورة بهدف إطالة الحرب الأهلية، كما فعلت الإمبريالية الأميركية مع مثيلاتها من القوى الدينية السلفية الجهادية المتطرفة، والأنظمة الدكتاتورية الدموية في المنطقة العربية، وكذلك مع طغاة دول العالم النامي، خدمةً لأهدافها قصيرة المدى. إنها السياسات الدنيئة المتجذرة في النظام الاستعماري هنا، والأنظمة الاستعمارية الغربية، خصوصا الأميركية.
على مدار العقود السبعة الماضية، وهي عمر النكبة، اعتمد الفلسطينيون داخل الخط الأخضر نضالا سلميًا وشعبيًا وقانونيًا وثقافيًا، بما يتفق مع ظروفهم، وضمن إجماع جميع الأحزاب والحركات السياسية العربية، الذي تشكّل في أتون مقارعة منظومة الدولة اليهودية الصهيونية العرقية والعنصرية. مع ذلك لم ينجُ هذا الجزء من شعبنا من مخططات السرقة والتدمير والتحريض، وفرض القيود على عملهم السياسي، واعتماد الملاحقة ضدهم. والحرب الشرسة عليهم، بما فيها انتشار الأسلحة والإجرام الداخلي وهدم البيوت، مستمرة من دون رحمة. ويمارس ممثلو نظام الأبرتهايد التضليل والنفاق من خلال الادعاء أن الذين يجنحون للعنف هم أفراد، في حين يُقدم هذا النظام على الرد الفوري من خلال اتخاذ قرار بتمرير مشاريع قوانين جديدة تستهدفنا جماعيًا، ومخططات استيطانية واسعة، ردا على هذه العمليات الفردية.
إننا نتعرض للتحريض الدموي فقط كوننا فلسطينيين، لأننا عربا، لأننا نصرّ على البقاء في وطننا، لأننا نصرّ على العيش بحرية، ونسعى ونناضل بلا كلل لتحقيق ذلك بالوسائل المتاحة. فلا حاجة لمنطق الدفاع عن النفس، بل علينا دائمًا أن نكون في موقف الهجوم، واتهام نظام القهر، أو أنظمة القهر والمدافعين عنهم، وتحميلهم المسؤولية.
نظام الاستعمار الصهيوني، الذي يتحالف مع أنظمة الاستبداد العربي المتوحشة، يتحمل المسؤولية عن هذا العنف المستمر الذي يولد عنفًا مضادًا. فالاستعمار كما وصفه الباحث الأسترالي، باتريك وولف، بنية وليس حدثًا. إسرائيل جزء من نظام عالمي إمبريالي نيوليبرالي متوحش، يُكرّس الظلم واللا مساواة بين شعوب الأرض، وهو يتحمّل المسؤولية عن هذا العنف وما ينتجه من معاناة، ودماء وإزهاق الأرواح. إن نظام الأبارتهايد الكولونيالي، الذي أقامه الاستعمار الغربي في قلب الوطن العربي، على حساب شعب آخر، هو أبشع ممارسة عنيفة عرفها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية.
لا يحملَ الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، ولا خارجه، أي تعاطف مع تنظيم "داعش". فقد اكتسب هذا التنظيم سمعةً وحشية في الثورات العربية، إذ كان من العوامل التي ساهمت في تدمير هذه الثورات المجيدة التي أرادها صانعوها البواسل طريقًا لتحرير الإنسان العربي من الاستبداد بكل أشكاله العسكرية، الدينية والعلمانية، ومن أجل إطلاق طاقاته في بناء إنسان حرّ، ومجتمع عربي ناهض ومتحرر، قوي ومتماسك، ومنعتق من الاستعمار الصهيوني والغربي. كما تبرأت التنظيمات الإسلامية الوسطية من "داعش"، وخاضت ضده معارك طاحنة، بل أن حركة "حماس" الفلسطينية، قامت بتصفية مجموعة "داعشية" الفكر في قطاع غزة قبل 15 عامًا. و"داعش" يتهم حركة حماس بأنها تخلت عن مبدأ الخلافة لصالح مبدأ الرباط والثبات.
إن تنظيم "داعش" الإجرامي والوحشي وليد الاستبداد العربي المحلي وتآمر القوى الرجعية والاستعمارية الخارجية، التي غذّته ثم عندما تغوّل وهدّد مصالحها، انقلبت عليه. وقد تعاون المحتل الاسرائيلي مع مثل هذه التنظيمات عند الحدود السورية ضد قوات النظام السوري خلال الثورة بهدف إطالة الحرب الأهلية، كما فعلت الإمبريالية الأميركية مع مثيلاتها من القوى الدينية السلفية الجهادية المتطرفة، والأنظمة الدكتاتورية الدموية في المنطقة العربية، وكذلك مع طغاة دول العالم النامي، خدمةً لأهدافها قصيرة المدى. إنها السياسات الدنيئة المتجذرة في النظام الاستعماري هنا، والأنظمة الاستعمارية الغربية، خصوصا الأميركية.
على مدار العقود السبعة الماضية، وهي عمر النكبة، اعتمد الفلسطينيون داخل الخط الأخضر نضالا سلميًا وشعبيًا وقانونيًا وثقافيًا، بما يتفق مع ظروفهم، وضمن إجماع جميع الأحزاب والحركات السياسية العربية، الذي تشكّل في أتون مقارعة منظومة الدولة اليهودية الصهيونية العرقية والعنصرية. مع ذلك لم ينجُ هذا الجزء من شعبنا من مخططات السرقة والتدمير والتحريض، وفرض القيود على عملهم السياسي، واعتماد الملاحقة ضدهم. والحرب الشرسة عليهم، بما فيها انتشار الأسلحة والإجرام الداخلي وهدم البيوت، مستمرة من دون رحمة. ويمارس ممثلو نظام الأبرتهايد التضليل والنفاق من خلال الادعاء أن الذين يجنحون للعنف هم أفراد، في حين يُقدم هذا النظام على الرد الفوري من خلال اتخاذ قرار بتمرير مشاريع قوانين جديدة تستهدفنا جماعيًا، ومخططات استيطانية واسعة، ردا على هذه العمليات الفردية.
إننا نتعرض للتحريض الدموي فقط كوننا فلسطينيين، لأننا عربا، لأننا نصرّ على البقاء في وطننا، لأننا نصرّ على العيش بحرية، ونسعى ونناضل بلا كلل لتحقيق ذلك بالوسائل المتاحة. فلا حاجة لمنطق الدفاع عن النفس، بل علينا دائمًا أن نكون في موقف الهجوم، واتهام نظام القهر، أو أنظمة القهر والمدافعين عنهم، وتحميلهم المسؤولية.
نظام الاستعمار الصهيوني، الذي يتحالف مع أنظمة الاستبداد العربي المتوحشة، يتحمل المسؤولية عن هذا العنف المستمر الذي يولد عنفًا مضادًا. فالاستعمار كما وصفه الباحث الأسترالي، باتريك وولف، بنية وليس حدثًا. إسرائيل جزء من نظام عالمي إمبريالي نيوليبرالي متوحش، يُكرّس الظلم واللا مساواة بين شعوب الأرض، وهو يتحمّل المسؤولية عن هذا العنف وما ينتجه من معاناة، ودماء وإزهاق الأرواح. إن نظام الأبارتهايد الكولونيالي، الذي أقامه الاستعمار الغربي في قلب الوطن العربي، على حساب شعب آخر، هو أبشع ممارسة عنيفة عرفها التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية.
أضف تعليق